ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

  الرد الصحيح (أحوال أهل الضلال والبدع )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

 الرد الصحيح (أحوال أهل الضلال والبدع ) Empty
مُساهمةموضوع: الرد الصحيح (أحوال أهل الضلال والبدع )    الرد الصحيح (أحوال أهل الضلال والبدع ) Emptyالإثنين سبتمبر 06, 2010 11:53 am

 الرد الصحيح (أحوال أهل الضلال والبدع ) 3ic1K-Jd3L_120516266

الرد الصحيح (أحوال أهل الضلال والبدع )

الرد الصحيح
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } { يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } . أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــد :
* وكذلك جاء في شرح تحفة الأحوذي نحو ما سبق .
- أتكفيك هذه الأدلة يا صاحب الرسالة أم تريد المزيد؟!! ادبود ىل
0د-ننhj* فَصْــــل في أحوال أهل الضلال والبدع من مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام ابن تيمية ، قال رحمه الله :
وأهل الضلال، الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا، هم كما قال مجاهد‏:‏ أهل البدع والشبهات؛ يتمسكون بما هو بدعة في الشرع ومشتبه في العقل، كما قال فيهم الإمام أحمد، قال‏:‏ هم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب، يحتجون بالمتشابه من الكلام، ويضلون الناس بما يشبهون عليهم‏.‏
والمفترقة من أهل الضلال تجعل لها دينًا وأصول دين قد ابتدعوه برأيهم، ثم يعرضون على ذلك القرآن والحديث، فإن وافقه احتجوا به اعتضادًا لا اعتمادًا، وإن خالفه؛ فتارة يحرفون الكلم عن مواضعه, ويتأولونه على غير تأويله, وهذا فعل أئمتهم، وتارة يعرضون عنه، ويقولون‏:‏ نفوّض معناه إلى اللّه، وهذا فعل عامتهم‏.‏
ويجعلون كلام اللّه ورسوله الذي يخالفها من المتشابه الذي لا يعرف معناه إلا اللّه، أو لا يعرف معناه إلا الراسخون في العلم، والراسخون عندهم من كان موافقًا لهم على ذلك القول، وهؤلاء أضل ممن تمسك بما تشابه عليه من آيات الكتاب وترك المحكم، كالنصارى والخوارج، وغيرهم؛ إذ كان هؤلاء أخذوا بالمتشابه من كلام اللّه وجعلوه محكمًا، وجعلوا المحكم متشابهًا‏.‏
وأما أولئك ـ كنفاة الصفات من الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة وغيرهم، وكالفلاسفة ـ فيجعلون ما ابتدعوه هم برأيهم هو المحكم الذي يجب اتباعه، وإن لم يكن معهم من الأنبياء والكتاب والسنة ما يوافقه، ويجعلون ما جاءت به الأنبياء، وإن كان صريحًا قد يعلم معناه بالضرورة، يجعلونه من المتشابه؛ ولهذا كان هؤلاء أعظم مخالفة للأنبياء من جميع أهل البدع، حتى قال يوسف بن أسباط وعبد اللّه بن المبارك وغيرهما ـ كطائفة من أصحاب أحمد‏:‏ إن الجهمية نفاة الصفات خارجون عن الثنتين وسبعين فرقة، قالوا‏:‏ وأصولها أربعة‏:‏ الشيعة، والخوارج، والمرجئة، والقدرية‏.‏
وقال رحمه الله في المتشابهات قولان‏:‏
أحدهما‏:‏ أنها آيات بعينها تتشابه على كل الناس‏.‏
والثاني ـ وهو الصحيح ـ‏:‏ أن التشابه أمر نسبي، فقد يتشابه عند هذا ما لا يتشابه عند غيره، ولكن ثم آيات محكمات لا تشابه فيها على أحد، وتلك المتشابهات إذا عرف معناها صارت غير متشابهة، بل القول كله محكم، كما قال‏:‏ ‏{‏أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏1‏]‏، وهذا كقوله‏:‏ ‏(‏الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس‏)‏، وكذلك قولهم‏:‏‏{‏إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏70‏]‏‏.‏
وقد صنف أحمد كتابًا في ‏(‏الرد على الزنادقة والجهمية‏)‏ فيما شكت فيه من متشابه القرآن، وتأولوه على غير تأويله، وفسر تلك الآيات كلها وذمهم على أنهم تأولوا ذلك المتشابه على غير تأويله، وعامتها آيات معروفة قد تكلم العلماء في تفسيرها، مثل الآيات التي سأل عنها نافع بن الأزرق ابن عباس‏.‏ قال الحسن البصري‏:‏ ما أنزل اللّه آية إلا وهو يحب أن يعلم فيم أنزلت، وماذا عني بها‏.‏
ومن قال من السلف‏:‏ إن المتشابه لا يعلم تأويله إلا اللّه فقد أصاب أيضًا، ومراده بالتأويل ما استأثر اللّه بعلمه، مثل وقت الساعة، ومجىء أشراطها، ومثل كيفية نفسه، وما أعده في الجنة لأوليائه‏.‏
وكان من أسباب نزول الآية احتجاج النصارى بما تشابه عليهم، كقوله‏:‏ ‏{‏إنَّا‏}‏ و‏{‏نحن‏}‏، وهذا يعرف العلماء أن المراد به الواحد المعظم الذي له أعوان، لم يرد به أن الآلهة ثلاثة، فتأويل هذا الذي هو تفسيره يعلمه الراسخون، ويفرقون بين ما قيل فيه‏:‏ ‏{‏إيَّاي‏}‏ وما قيل فيه‏:‏ ‏{‏إنَّا‏}‏ لدخول الملائكة فيما يرسلهم فيه، إذ كانوا رسله، وأما كونه هو المعبود الإله فهو له وحده؛ ولهذا لا يقول‏:‏ فإيانا فاعبدوا، ولا إيانا فارهبوا، بل متى جاء الأمر بالعبادة والتقوى والخشية والتوكل ذكر نفسه وحده باسمه الخاص، وإذا ذكر الأفعال التي يرسل فيها الملائكة قال‏:‏ ‏{‏إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا‏}‏ ‏[‏الفتح‏:‏1‏]‏، ‏{‏فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ‏}‏ ‏[‏القيامة‏:‏18‏]‏، ‏{‏نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ‏}‏ ‏[‏القصص‏:‏3‏]‏، ونحو ذلك، مع أن تأويل هذا ـ وهو حقيقة ما دل عليه من الملائكة وصفاتهم وكيفية إرسال الرب لهم ـ لا يعلمه إلا اللّه .
وهذا فيه رد على اليهود والنصارى والصابئين من المتفلسفة وغيرهم، فإنهم ينكرون أن يكون في الجنة أكل وشرب ولباس ونكاح، ويمنعون وجود ما أخبر به القرآن‏.‏ ومن دخل في الإسلام ونافق المؤمنين؛ تأول ذلك على أن هذه أمثال مضروبة, لتفهيم النعيم الروحاني إن كان من المتفلسفة الصابئة المنكرة لحشر الأجساد، وإن كان من منافقة الملتين المقرين بحشر الأجساد؛ تأول ذلك على تفهيم النعيم الذي في الجنة, من الروحاني والسماع الطيب والروائح العطرة.. إلى أن قال ---- وإذا كان التأويل للكتاب كله والمراد به ذلك ارتفعت الشبهة، وصار هذا بمنـزلة قوله‏:‏‏{‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّه‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏187‏]‏، وكذلك قوله‏:‏ ‏{‏يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏63‏]‏، فأخبر أنه ليس علمها إلا عند اللّه، وإنما هو علم وقتها المعين وحقيقتها، وإلا فنحن قد علمنا من صفاتها ما أخبرنا به‏.‏ فعلم تأويله كعلم الساعة، والساعة من تأويله‏.‏ وهذا واضح بين، ولا ينافى كون علم الساعة عند اللّه أن نعلم من صفاتها وأحوالها ما علمناه، وأن نفسر النصوص المبينة لأحوالها، فهذا هذا‏.‏
وإن كان الضمير عائدًا إلى ما تشابه، كما يقوله كثير من الناس؛ فلأن المخبر به من الوعد والوعيد متشابه بخلاف الأمر والنهي؛ ولهذا في الآثار‏:‏ ‏(‏العمل بمحكمه والإيمان بمتشابهه‏)‏‏.‏ لأن المقصود في الخبر الإيمان، وذلك لأن المخبر به من الوعد والوعيد فيه من التشابه ما ذكرناه بخلاف الأمر والنهي؛ ولهذا قال بعض العلماء‏:‏ المتشابه‏:‏ الأمثال والوعد والوعيد، والمحكم‏:‏ الأمر والنهي، فإنه متميز غير مشتبه بغيره، فإنه أمور نفعلها قد علمناها بالوقوع، وأمور نتركها لابد أن نتصورها‏.ضًا، قد ثبت أن اتباع المتشابه ليس في خصوص الصفات، بل في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة‏:‏‏(‏يا عائشة، إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سَمَّي اللّهُ فاحذريهم‏)‏‏.‏ وهذا عام‏, ‏وقصة صبيغ بن عَسْل مع عمر بن الخطاب من أشهر القضايا، فإنه بلغه أنه يسأل عن متشابه القرآن، حتى رآه عمر، فسأل عمر عن ‏{‏وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا‏}‏ ‏[‏الذاريات‏:‏1‏]‏، فقال‏:‏ ما اسمك‏؟‏ قال‏:‏ عبد اللّه صبيغ، فقال‏:‏ وأنا عبد اللّه عمر، وضربه الضرب الشديد، وكان ابن عباس إذا ألح عليه رجل في مسألة من هذا الجنس يقول‏:‏ ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بصبيغ‏.‏
وهذا لأنهم رأوا أن غرض السائل ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد والاستفهام، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام‏:‏‏(‏إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه‏)‏، وكما قال تعالى‏:‏‏{‏فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏7‏]‏، فعاقبوهم على هذا القصد الفاسد، كالذي يعارض بين آيات القرآن، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك..
إلى أن قال: -- وأما التأويل الذي اختص اللّه به فحقيقة ذاته وصفاته, كما قال مالك‏: والكيف مجهول‏.‏ فإذا قالوا‏:‏ ما حقيقة علمه وقدرته, وسمعه وبصره؟ قيل‏:‏ هذا هو التأويل الذي لا يعلمه إلا اللّه.
وما أحسن ما يعاد التأويل إلى القرآن كله‏.‏ فإذا قيل‏:‏ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس‏:‏ ‏(‏اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل‏)‏‏.‏ قيل‏:‏ أما تأويل الأمر والنهي فذاك يعلمه، واللام هنا للتأويل المعهود، لم يقل‏:‏ تأويل كل القرآن، فالتأويل المنفي هو تأويل الأخبار التي لا يعلم حقيقة مخبرها إلا اللّه،والتأويل المعلوم هو الأمر الذي يعلم العباد تأويله، وهذا كقوله‏:‏ ‏{‏هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ‏}‏‏[‏الأعراف‏:‏53‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ‏}‏ ‏[‏ يونس‏:‏39‏]‏ فإن المراد تأويل الخبر الذي أخبر فيه عن المستقبل، فإنه هو الذي ‏[‏ينتظر‏]‏ و‏[‏يأتي‏]‏ و ‏[‏لما يأتهم‏]‏‏.‏ وأما تأويل الأمر والنهي فذاك في الأمر، وتأويل الخبر عن اللّه وعمن مضى إن أدخل في التأويل لا ينتظر‏.‏ واللّه ـ سبحانه ـ أعلم وبه التوفيق‏.‏
وتابع الشيخ كلامه حيث قال " فمنهم من قال‏:‏ المتشابه هو المنسوخ، ومنهم من جعله الخبريات مطلقًا، فعن قتادة والربيع والضحاك والسدى‏:‏ المحكم‏:‏ الناسخ الذي يعمل به، والمتشابه‏:‏ المنسوخ يؤمن به ولا يعمل به‏.‏ وكذلك في تفسير العوفي عن ابن عباس‏.‏ وأما تفسير الوالبى عن ابن عباس فقال‏:‏ محكمات‏:‏ القرآن ناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه، وما يؤمن به، ويعمل به‏.‏ والمتشابهات‏:‏ منسوخه، ومقدمه، ومؤخره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به‏.‏
أما القـول الأول، فهو ـ والله أعلم ـ مأخوذ من قوله‏:‏ ‏{‏فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 52‏]‏ فقابل بين المنسوخ وبين المحكم، وهو ـ سبحانه ـ إنما أراد نسخ ما ألقاه الشيطان، لم يرد نسخ ما أنزله، لكن هم جعلوا جنس المنسوخ متشابهًا؛ لأنه يشبه غيره في التلاوة والنظم، وأنه كلام الله وقرآن ومعجز وغير ذلك من المعانى، مع أن معناه قد نسخ‏.‏
ومن جعل المتشابه كل ما لا يعمل به من المنسوخ، والأقسام، والأمثال؛ فلأن ذلك متشابه، ولم يؤمر الناس بتفصيله، بل يكفيهم الإيمان المجمل به، بخلاف المعمول به فإنه لابد فيه من
----- وقد روي عن مجاهد وعكرمة‏:‏ المحكم‏:‏ ما فيه من الحلال والحرام، وما سوى ذلك متشابه يصدق بعضه بعضًا‏.‏ فعلى هذا القول يكون المتشابه هو المذكور في قوله‏:‏ ‏{‏كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 23‏]‏، والحلال مخالف للحرام، وهذا على قول مجاهد‏:‏ إن العلماء يعلمون تأويله، لكن تفسير المتشابه بهذا مع أن كل القرآن متشابه، وهنا خص البعض به فيستدل به على ضعف هذا القول‏.‏
وقد قيل‏:‏ إن نصارى نجران احتجوا بقوله‏:‏ ‏{‏بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 39‏]‏، ‏{‏وَرُوحٌ مِّنْهُ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 171‏]‏، ولفظ‏:‏ كلمة الله، يراد به الكلام، ويراد به المخلوق بالكلام، ‏{‏وَرُوحٌ مِّنْهُ‏}‏ يراد به ابتداء الغاية، ويراد به التبعيض‏.‏ فعلى هذا إذا قيل‏:‏ تأويله لا يعلمه إلا الله، المراد به الحقيقة، أي‏:‏ لا يعلمون كيف خلق عيسى بالكلمة، ولا كيف أرسل إليها روحه فتمثل لها بشرًا سويًا، ونفخ فيها من روحه‏.‏
إلى أن قال: فإن معنى الدلائــل الكثيــرة من الكتاب والسنة, وأقوال السلف على أن جميع القرآن مما يمكن علمه وفهمه وتدبره، وهذا مما يجب القطع به، وليس معناه قاطع على أن الراسخين في العلم لا يعلمون تفسير المتشابه، فإن السلف قد قال كثير منهم‏:‏ إنهم يعلمون تأويله، منهم مجاهد ـ مع جلالة قدره ـ والربيع بن أنس، ومحمد بن جعفر بن الزبير، ونقلوا ذلك عن ابن عباس، وأنه قال‏:‏ أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله‏.‏
وقول أحمد فيما كتبه في الرد على الزنادقة والجهمية، فيما شكت فيه من متشابه القرآن، وتأولته على غير تأويله، وقوله عن الجهمية‏:‏ إنها تأولت ثلاث آيات من المتشابه، ثم تكلم على معناها، دليل على أن المتشابه عنده تعرف العلماء معناه، وأن المذموم تأويله على غير تأويله، فأما تفسيره المطابق لمعناه، فهذا محمود ليس بمذموم، وهذا يقتضي أن الراسخين في العلم يعلمون التأويل الصحيح للمتشابه عنده، وهو التفسير في لغة السلف؛ ولهذا لم يقل أحمد ولا غيره من السلف‏:‏ إن في القرآن آيات لا يعرف الرسول ولا غيره معناها، مذهب أهل التأويل في نصوص المعاد: الإيمان بها على حقيقتها من غير تأويل، ولما كان مذهبهم في نصوص الصفات صرفها عن حقائقها إلى معانٍ مجازية تخالف ظاهرها، استطال عليهم أهل التخييل فألزموهم القول بتأويل نصوص المعاد كما فعلوا في نصوص الصفات. فقال أهل التأويل لهم: نحن نعلم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بإثبات المعاد، وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه فلزم القول بثبوته.
وقد قال الشيخ رحمه الله عن طريقة هؤلاء في كتاب ( العقل والنقل) ص 121 ج1: "فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد".
والشبهة التي احتج بها أهل التجهيل هي وقف أكثر السلف على (إلا الله) من قوله تعالى: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا).
وقد بنوا شبهتهم على مقدمتين:
الأولى: أن آيات الصفات من المتشابهة.
الثانية: أن التأويل المذكور في الآية: هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى المعنى الذي يخالف الظاهر، فتكون النتيجة أن لآيات الصفات معنى يخالف ظاهرها لا يعلمه إلا الله.
والرد عليهم من وجوه:
الأول: أن نسألهم ماذا يريدون بالتشابه الذي أطلقوه على آيات الصفات؟ أيريدون اشتباه المعنى وخفاءه؟ أم يريدون اشتباه الحقيقة وخفاءها؟
فإن أرادوا المعنى الأول؛ وهو مرادهم فليست آيات الصفات منه, لأنها ظاهره المعنى، وإن أرادوا المعنى الثاني؛ فآيات الصفات منه, لأنه لا يعلم حقيقتها وكيفيتها إلا الله تعالى. وبهذا عرف أنه لا يصح إطلاق التشابه على آيات الصفات, بل لابد من التفصيل السابق.
الثاني: أن قولهم: "إن التأويل المذكور في الآية هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى المعنى الذي يخالف الظاهر" غير صحيح, فإن هذا المعنى للتأويل اصطلاح حادث لم يعرفه العرب والصحابة, الذين نزل القرآن بلغتهم، وإنما المعروف عندهم أن التأويل يراد به معنيان:
إما التفسير, ويكون التأويل على هذا معلوماً لأولي العلم, كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: "أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله" وعليه يحمل وقف كثير من السلف على قوله تعالى: (والراسخون في العلم) من الآية السابقة.
وإما حقيقة الشيء ومآله وعلى هذا يكون تأويل ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر غير معلوم لنا، لأن ذلك هو الحقيقة والكيفية التي هو عليها وهو مجهول لنا كما قاله مالك وغيره في الاستواء وغيره، وعليه يحمل وقف جمهور السلف على قوله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله). من الآية السابقة.
الوجه الثالث: أن الله أنزل القرآن للتدبر، وحثنا على تدبره كله ولم يستثن آيات الصفات، والحث على تدبره يقتضي أنه يمكن الوصول إلى معناه, وإلا لم يكن للحث على تدبره معنى، لأن الحث على شيء لا يمكن الوصول إليه لغو من القول, ينزه كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عنه، وهذا - أعني الحث على تدبره كله من غير استثناء- يدل على أن لآيات الصفات معنى يمكن الوصول إليه بالتدبر، وأقرب الناس إلى فهم ذلك المعنى هو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأن القرآن نزل بلغتهم، ولأنهم أسرع الناس إلى امتثال الحث على التدبر, خصوصاً فيما هو أهم مقاصد الدين.
وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن؛ عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما؛ أنهما كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لا يتجاوزونها حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، قال: فتعلمنا القرآن، والعلم، والعمل جميعاً. فكيف يجوز مع هذا أن يكونوا جاهلين بمعاني نصوص الصفات التي هي أهم شيء في الدين؟!
الرابع: إن قولهم يستلزم أن يكون الله قد أنزل في كتابه المبين ألفاظاً جوفاء لا يبين بها الحق، وإنما هي بمنزلة الحروف الهجائية والأبجدية، وهذا ينافي حكمة الله التي أنزل الله الكتاب وأرسل الرسول من أجلها.
تنبيه: علم مما سبق أن معاني التأويل ثلاثة:
أحدها: التفسير وهو إيضاح المعنى وبيانه، وهذا اصطلاح جمهور المفسرين ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل". وهذا معلوم عند العلماء في آيات الصفات وغيرها.
الثاني: الحقيقة التي يؤول الشيء إليها، وهذا هو المعروف من معنى التأويل في الكتاب والسنة كما قال تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله} وقال تعالى: {ذلك خير وأحسن تأويلاً}. فتأويل آيات الصفات بهذا المعنى هو الكنه والحقيقة التي هي عليها، وهذا لا يعلمه إلا الله.
الثالث: صرف اللفظ عن ظاهره إلى المعنى الذي يخالف الظاهر. وهو اصطلاح المتأخرين من المتكلمين وغيرهم. وهذا نوعان: صحيح وفاسد:
فالصحيح: ما دل الدليل عليه مثل تأويل قوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} إلى أن المعنى إذا أردت أن تقرأ.
والفاسد: ما لا دليل عليه؛ كتأويل استواء الله على عرشه باستيلائه, ويده بقوته ونعمته, ونحو ذلك.
فصل
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "تفسير القرآن على أربعه أوجه:
تفسير تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله، فمن ادعى علمه فهو كاذب".
فالتفسير الذي تعرفه العرب من كلامها هو تفسير مفردات اللغة كمعرفة معنى القرء، والنمارق، والكهف ونحوها.
والتفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته هو تفسير الآيات المكلف بها اعتقاداً، أو عملاً كمعرفة الله بأسمائه وصفاته، ومعرفة اليوم الآخر، والطهارة، والصلاة، والزكاة وغيرها.
والتفسير الذي يعلمه العلماء هو ما يخفى على غيرهم مما يمكن الوصول إلى معرفته كمعرفة أسباب النزول، والناسخ، والمنسوخ، والعام، والخاص، والمحكم، والمتشابه، ونحو ذلك.
وأما التفسير الذي لا يعلمه إلا الله فهو حقائق ما أخبر الله به عن نفسه، وعن اليوم الآخر، فإن هذه الأشياء نفهم معناها، لكن لا ندرك حقيقة ما هي عليه في الواقع.
مثال ذلك: أننا نفهم معنى استواء الله على عرشه، ولكننا لا ندرك كيفيته التي هي حقيقة ما هو عليه في الواقع. وكذلك نفهم معنى الفاكهة والعسل، والماء، واللبن، وغيرها مما أخبر الله أنه في الجنة ولكن لا ندرك حقيقته في الواقع كما قال تعالى: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء.
وبهذا تبين أن في القرآن ما لا يعلم تأويله إلا الله كحقائق أسمائه وصفاته, وما أخبر الله به عن اليوم الآخر. وأما معاني هذه الأشياء فإنها معلومة لنا, وإلا لما كان للخطاب بها فائدة. والله أعلم.
* إذاً يا صاحب الرسالة ليست آيات الصفات من المتشابه ، لأن ذلك يعد افتراء قبيحا وبهتا صريحا، وكذبا شنيعا، وتقوُّلا فظيعا، وضلالا وإضلالا، وهذا يتبين بالإضافة لما سبق من وجوه :
1- إن الله تعالى قال في كتابه: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} (النساء:82)
وقال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24)
وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} (صّ:29)
وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ} (المؤمنون:68)
فالله سبحانه وتعالى قد أمر بتدبر القرآن مطلقاً, ولم يستثن من شيئاً لا يتدبر, وما قال: لا تدبروا المتشابه، والتدبر بدون فهم ممتنع" من مجموع الفتاوى" 17/396 "
2- أن الله تعالى وصف القرآن بأنه: {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (يونس: من الآية57) ووصفه بقوله: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} (المائدة: من الآية15) وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (الاسراء: من الآية9) فلما أخبر سبحانه بأن القرآن شفاء، وهدى ورحمة، ونور ومبين، ولم يستثن منه شيئاً؛ دل على أنه كله كذلك، وأنه مما يمكن فهم معناه, وإلا لم تتحقق فيه هذه الصفات. "المصدر السابق"
3- قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (يوسف:2)
وقال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (الزخرف:3)
فبين سبحانه أنه أنزله عربياً ليعقل معانيه، والعقل لايكون إلا مع العلم بمعانيه.
4- قال تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ} (البقرة:78) ذم الله هؤلاء الذين لا يعرفون الكتاب إلا تلاوة دون فهم معانيه ، كما ذم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه, من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، قال تعالى:
{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} (البقرة:79)
فالجاهل مذموم, والكاذب الذي يحرف الكلم عن مواضعه مذموم أيضاً، والمقصود أن الله نعالى ذم من لا يعرف من كتابه إلا مجرد التلاوة دون فقهه ولا فهم لمعانيه وأن ذلك من خصال اليهود قال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً} "الاسراء 45-46" وقال تعالى: {فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً} (النساء: من الآية78) فلو كان المؤمنون لا يفقهونه أيضاً؛ لكانوا مشاركين للكفار والمنافقين فيما ذمهم الله تعالى. "المصدر السابق "432- 442 "
5- إنه تعالى ذم من لم يكن حظه من السماع إلا سماع الصوت دون فهم المعنى واتباعه, فقال: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} (البقرة:171)
وقال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} (الفرقان:44)
وقال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} (محمد:16) فمن جعل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان غير عالمين بمعاني القرآن؛ جعلهم بمنزلة الكفار والمنافقين فيما ذمهم الله تعالى عليه" مجموع الفتاوى (5/158-159 )
6- قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى} (العنكبوت: من الآية51) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} (النساء:174)
ولو لم يكن القرآن مفهوماً و معلوما؛ لم يكن كافيا ولم يكن برهانا.
7- قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل: من الآية44) إن التفكر طريق إلى العلم, وما لا يمكن العلم به لا يؤمر بالتفكر فيه.
8- قال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (لأعراف:3)
وقال تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } (الأنعام: من الآية106) ومعلوم أن اتباع ما أمرهم الله تعالى من الكتاب والحكمة؛ إنما يمكن بعد فهمه وتصور معانيه.
9- قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} (البقرة: من الآية213) ومعلوم أن حكم الله بالكتاب أو حكم الكتاب بين المختلفين لا يمكن إلا إذا عرفوا ما حكم به من الكتاب.
10- وقال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} (فصلت: من الآية44) قال المفسرون: ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لأنكروا ذلك, وقالوا هلا بينت آياته بلغة العرب لنفهمه، أقرآن أعجمي ورسول عربي" تفسير ابن كثير (4/104) طبعة دار الفكر – بيروت
11- إن الله تعالى وصف آيات القرآن بقوله: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (هود:1)
وقال تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} (يونس: من الآية1) وقال تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} (الحجر: من الآية1) وما لا يمكن فهمه فإنه لم يحكم ولم يفصل ولم يبين .
12- إن الله تعالى تحدى العرب بالقرآن ولو لم تكن معانيه معلومة لديهم لم يصح أن يتحداهم به .
13- إن الصحابة والتابعين قد تكلموا في معاني آيات الصفات, بل قد فسروا جميع القرآن وعلموا معانيه.
قال شيخ الاسلام: "فالسلف من الصحابة والتابعين وسائر الأمة قد تكلموا في جميع نصوص القرآن, آيات الصفات وغيرها، وفسروها بما يوافق دلالتها وبيانها، ورووا عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة توافق القرآن، وأئمة الصحابة في هذا أعظم من غيرهم." مجموع الفتاوى 13/ 307 " .
َ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ! مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؛ إِلاَّ أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ؟ وَلا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؛ إِلاَّ أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ؟ وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ تُبَلِّغُهُ الإِبِلُ؛ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ." متفق عليه
فمن قال: إن جبريل عليه السلام ومحمداً صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وسلف الأمة كانوا يقرؤون نصوص الصفات ولا يعرفون لها معنى, بل معناها مما استأثر الله به فقد كذب على القوم, والنقول المتواترة عنهم تكذب هذا الزعم.. مجموع الفتاوى 17/425 "
14- قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ‏}‏ ‏[‏سبأ‏:‏ 6‏]‏، فلولا أنهم عرفوا معنى ما أنزل؛ كيف عرفوا أنه حق أو باطل وهل يحكم على كلام لم يتصور معناه أنه حق أو باطل‏؟‏ ‏!‏ المصدر السابق 429
إلى غير ذلك من الآيات وهي كثيرة.
* وإليك يا صاحب الرسالة! ما جاء في الكتاب والسنة, وأقوال أئمة السلف وعلى رأسهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إثبات معنى الصفات وتفويض الكيفية، وأنا أتحداك أن تأتي بخلاف هذا الإجماع بالدليل الصحيح, وإلا تكون مما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, فيما رواه البخاري ومسلم عن عائشة قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) وقرأ إلى (وما يذكر إلا أولو الألباب). قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيت) وعند مسلم (رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه؛ فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم). وأنا أعني ما أقول, حيث رسالتك كلها تشير إلى هذا وبالأخص عند قولك:
المسألة الأولى:- حين أضع الأحاديث أو الصفات التي وردت في المتشابه أمامي أجدها كلها أثبتت: 1- اليدين وكلتا يديه يمين . 2- خمسة أصابع كما فى حديث اليهودي . 3- قدماً كما فى حديث القدم الصحيح . 4- جنباً كما ورد فى الآية . 5- ساقاً كما ورد فى الآية والحديث . 6- كفاً وأنامل كما فى الحديث . 7 - عينين كما فى حديث الدجال 8- صورة كما فى حديث " إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته " فماهى احتمالات النظر في مثل هذه الأحاديث؟ ونستعرض كل الاحتمالات دون تدخل بالرأي إطلاقاً.
أولاً:- الاحتمال الأول: القول بحديث الصورة على ظاهره, كما هي القاعدة التي يسير عليها أهل هذا المذهب, كما هو معروف من مذهبهم, ووجدت في هذا الاحتمال أنى سأصل بهذه الكيفية إلى القول بأن الله, والعياذ بالله, وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، رجل بل ورجل مشوه الخلقة كلتا يديه يمين.!! ...أهـ
يا أخي تأدب مع الله فيما أثبته لنفسه سبحانه من الصفات, أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم, مع تفويض الكيفية لله تعالى, وكما أسلفنا أن أصل في الكلام يُحمل على الحقيقة لا على المجاز, إلا بالتفصيل الذي بيناه في هذه الرسالة.
أنت اعترضت على قوله صلى الله عليه وسلم: وكلتا يديه يمين، وزعمت أنك لو طبقت هذا على رجل لكان رجلاً مشوهاً, فهذا هو الخوض بالمتشابه بعينه, أي الكلام في الكفية وأدحض قولك بحديث آخر ستصعق به, وهو ما جاء عن عبد الله بن عمرو قال: قا ل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى, ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله) وفي رواية (يأخذهن بيده الأخرى ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون؟ رواه مسلم. – فهنا ذكر للشمال فماذا أنت قائل ؟!!!!!!!
* وإليك اثبات المعاني من الكتاب والسنة وأقول سلف الأمة:
اثبات معاني الفوقية أي العلو لله تعالى:
1- التصريح بالفوقية مقروناً بأداة "من" المعينة للفوقية بالذات، قال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} (النحل: من الآية50) قال ابن خزيمة: فاعلمنا الجليل جل وعلا في هذه الآية أن ربنا فوق ملائكته، وفوق ما في السماوات، وما في الأرض من دابة, وأعمنا أن ملائكته يخافون ربهم الذي فوقهم" من كتاب التوحيد لابن خزيمة ص 111 "
- من المعلوم أن أعظم خلق في خلقهم وعلوهم هم الملائكة حملة العرش, ومن فوقهم عرش الرحمـن, والله مستوي على عرشه، والدليل قال عليه الصلاة والسلام: " إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض, وعنقه مثنية تحت العرش, وهو يقول: سبحانك ما أعظمك. فيرد عليه: لا يعلم ذلك من حلف بي كاذبا" صحيح الجامع.
2- ذكرها مجردة عن الأداة قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} (الأنعام:18)
وعن سعد بن أبي وقاص, قال لما حكم سعد بن معاذ في بني قريظة أن يقتل من جرت عليه الموسى، وأن تقسم أموالهم وذراريهم؛ فقال عليه الصلاة والسلام: "لقد حكم فيهم اليوم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات" رواه النسائي في السنن الكبرى وصححه الألباني في الصحيحة.
3- التصريح بالعروج إليه سبحانه وتعالى:
قال الله تعالى: { يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} (السجدة: من الآية5) وقال تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} (المعارج 3- 4)
قال مجاهد رحمه الله: يقال ذي المعارج: الملائكة تعرج إلى الله، رواه البخاري تعليقاً مجزوماً ( 13 / 426 )
وقال الطبري رحمه الله: يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والروح -وهو جبريل – إليه يعني: إلى الله جل وعز، والهاء في قوله: "إليه" عائدة على اسم الله" جامع البيان ( م 14 / ج 29 / ص 78 ).
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار, ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر, ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون, وأتيناهم وهم يصلون). متفق عليه
4- التصريح بالصعود إليه سبحانه وتعالى:
قال الله تعالى: {ِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (فاطر: من الآية10)
وقال صديق حسن خان في الآية: وفيه دليل على علوه تعالى فوق الخلق, وكونه بائناً عنه بذاته الكريمة، كما تدل له الآيات الأخرى الصريحة, والأحاديث المستفيضة الصحيحة" فتح البيان ( 11 / 227 )
- وعن أبي هريرة مرفوعا: (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب, ولا يصعد إلى الله إلا الطيب, فإن الله تعالى يقبلها بيمينه, ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فُلُوَّه, حتى تكون مثل الجبل). متفق عليه
فلله ما أحلى هذا اللفظ! وأوجزه وأدله على علو الله على سبحانه وتعالى!
-وعن عبد الله بن السائب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر, وقال: (إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء, فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح). رواه الترمذي. انظر مشكاة المصابيح.
- وجاء عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم رواه النسائي أنظر صحيح النسائي
- وعن رفاعة بن رافع قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست, فقلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه, مباركا عليه, كما يحب ربنا ويرضى. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: (من المتكلم في الصلاة؟) فلم يتكلم أحد, ثم قالها الثانية, فلم يتكلم أحد, ثم قالها الثالثة, فقال رفاعة: أنا يا رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده! لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها. رواه الترمذي وأبو داود والنسائي. وعن أبي موسى قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات, فقال: (إن الله عز وجل لا ينام, ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه, يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار, وعمل النهار قبل عمل الليل, حجابه النور). رواه مسلم.
جاء عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله ملائكة سيارة فضلا, يبتغون مجالس الذكر, فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم, وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم, حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء الدنيا, فإذا تفرقوا عرجوا, وصعدوا إلى السماء, قال: فيسألهم الله وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادك في الأرض, يسبحونك ويكبرونك, ويهللونك ويمجدونك, ويحمدونك ويسألونك. قال: وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتك. قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا, أي ربِّ! قال: وكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك. قال: ومم يستجيروني؟ قالوا: من نارك. قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا. قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: يستغفرونك. قال: فيقول: قد غفرت لهم, فأعطيتهم ما سألوا, وأجرتهم مما استجاروا. قال: يقولون: ربِّ! فيهم فلان عبد خطاء, وإنما مرَّ فجلس معهم! قال: فيقول: وله غفرت, هم القوم لا يشقى بهم جليسهم) متفق عليه وهذه رواية مسلم.
جاء في السراج الوهاج ( 10/ 567) قوله " هذا الحديث صحيح جليل القدر زكثير الفائدة وهو حسن الافاظ لطيف المعاني ، وفيه إثبات جهة العلو والفوق لله تعالى .







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرد الصحيح (أحوال أهل الضلال والبدع )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الرد الصحيح
»  الرد الصحيح (أقوالهم في العلو والفوقية )
»  الرد الصحيح (التصريح برفع بعض المخلوقات إلى سبحانه وتعالى )
»  الرد الصحيح(المعنى الحقيقي لصفة اليد للحق )
»  الرد الصحيح (نزول الحق سبحانه كل ليلة إلى السماء الدنيا )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: