ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

  الرد الصحيح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

 الرد الصحيح Empty
مُساهمةموضوع: الرد الصحيح    الرد الصحيح Emptyالإثنين سبتمبر 06, 2010 5:47 am

 الرد الصحيح V0Vux-21JM_754631556


الرد الصحيح
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } { يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } . أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــد :
رداً على رسالة الرد الجميل – ويا ليتها كانت كذلك – والذي تبين أن صاحبها انتهج نهج المفوضة في الأسماء والصفات لله سبحانه تعالى ، وأقصد بالتفويض ، التفويض المذموم وليس المحمود ، حيث علمنا من سلفنا الصالح الذي يدعي صاحبنا الانتماء إليه أن التفويض ينقسم إلى قسمين :
1- تفويض محمود وهو إثبات معاني الصفات لله تعالى كما جاءت في الكتاب والسنة وتفويض الكيفية ، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }(الشورى: من الآية 11 ) فهي أثبتت المعنى – وهو السميع البصير – وفوضت الكيفية – ليس كمثله شيء - .
2- تفويض مذموم ألا وهو تفويض المعنى وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية مبيِّناً طريقة هؤلاء في كتاب العقل والنقل) ص 121 ج1: "فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد ". وسيأتي التعليق على كلامه رحمه الله في سياق هذه الرسالة 0
ولهذا كان لزاماً علينا أن نجعل الحكم بيننا كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على فهم سلف الأمة – حتى لا نضل ولا نشقى لما جاء في بعض الآيات والتي نذكر منها :
قال تعالى :1- { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا } ( الأحزاب : 36 ) . 2 - وقال عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } ( الحجرات : 1 ) .
3 - وقال : { قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين } ( آل عمران : 32 ) .
4 - وقال عز من قائل : { وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا . من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا } ( النساء : 80 ) .
5 - وقال : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } ( النساء : 59 ) .
6 - وقال : { وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين } ( الأنفال : 46 ) .
7 - وقال : { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعملوا أنما على رسولنا البلاغ المبين } ( المائدة : 92 ) .
8 - وقال : { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد
يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } ( النور : 63 ) .
9 - وقال : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعملوا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون } ( الأنفال : 24 ) .
10 - وقال : { ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم . ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين } ( النساء 13 - 14 )
11- وقال سبحانه : { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون } ( النور : 52 )
12- وقال تبارك وتعالى : { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون } ( النحل : 44 )
13- وقال سبحانه {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115 ) والمؤمنون هنا – أي الصحابة - إلى غير ذلك من الآيات المباركات .
* وفي السنة ففيها الكثير الطيب مما يوجب علينا اتباعه عليه الصلاة والسلام اتباعا عاما في كل شيء من أمور ديننا . نقتصر على ذكر هذين الحديثين :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهم ( ما تمسكتم بهما ) كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ) . أخرجه مالك مرسلا والحاكم مسندا وصححه .
2- وقال أيضاً " ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا ومن هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي " الترمذي/ صحيح
* من المعلوم عند أهل اللغة أن الأصل في الكلام أنه يحمل على الحقيقة ولا يحمل اللفظ على مجازه إلا بدليل صحيح يمنع من إرادة الحقيقة وهو ما يسمى في علم البيان بالقرينة ، ولهذا فكان الواجب في نصوص الأسماء والصفات إجراؤها على ظاهرها وإثبات حقيقتها لله على الوجه اللائق به ؛ وذلك لوجهين :
1. إن صرفها عن ظاهرها مخالف لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
2. أن صرفها إلى المجاز قول على الله بلا علم وهو حرام .
ويشترط لصحة استعمال اللفظ في مجازه وجود ارتباط بين المعنى الحقيقي والمجازي ليصح التعبير عنه وهو ما يسمى في علم البيان بالعلاقة، والعلاقة إما أن تكون المشابهة أو غيرها . مثال على ذلك :
قال الله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طـه:5) فحقيقة الاستواء هو العلو فمن حرفه إلى استيلاء لا يقبل منه لأن تحريفه إلى الاستيلاء إخراج له عن حقيقته ، فلا يقبل منه إلا بدليل ، كذلك لو قال قائل عن قوله تعالى " بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ " (المائدة:64) أي المراد بهما النعمة فلا يقبل منه ذلك لأن استعمال اليد في النعمة مجاز ولا يمكن أن يُحمَل اللفظ على المجاز إلا بدليل صحيح يمنع إرادة الحقيقة ، فقد يتبجح ويقول أنا عندي دليل صحيح يمنع إرادة الحقيقة عقلاً ونقلاً :
1- فأما النقل فقوله تعالى { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }(الشورى11
2- وأما العقل فلظهور التباين بين الخالق والمخلوق.
فالرد عليه هو إن اثبات اليد لا يستلزم المماثلة فأنت لك يد وزميلك له يد فهل يداكما سواء – هذا فضلاً من مخلوق لمخلوق آخر من غير جنسه كالبشر والحيوان أو البشر والملائكة أو البشر والجن فإن أيديهم ليست سواء - ؟ فلا يلزم نقلاً المماثلة إذا أثبتنا لله يداً – ، وكذلك عقلاً فإن التباين بين الخالق والمخلوق يدل على التباين بين يد الخالق ويد المخلوق ، كما أنهما متباينا بالذات فهما متباينا بالصفات . – " من رسالة الأصول من علم الأصول لابن عثيمين المجلد الحادي عشر " - .
* أقول لأصحاب الحجى ولكل من له عقل سليم يتبع صحيح النقل أليس الله تعالى قائم بذاته في هذا الكون يدبر شؤونه ؟ الجواب بلى! أليس الله تعالى له ذات غني بها عن العالمين؟ الجواب بلى! بل هو سبحانه أكبر شهادة في هذا الكون, قال تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ}(الأنعام: من الآية19) فالله سبحانه له ذات وخلق خلقه وجعل منهم من له ذوات متباينة فيما بينها، فإذا كانت ذوات الخلق متباينة، فهي من باب أولى أن تكون متباينة بينها وبين ذات الله سبحانه وتعالى، وهنا السؤال فإذا أنكرنا ذات الله دخلنا في الجحود ونفي الخالق والعياذ بالله، وإذا أثبتنا ذات الله؛ وحَّدْنا الخالق سبحانه، فإذا كان لله ذات جلَّ علا وللمخلوق ذات وهما متباينا بالذات فليست ذات المخلوق كذات الخالق عز وجل، وكما أخبر سبحانه {ليس كمثله شيء} فكذلك لله صفات كصفة السمع والبصر وغيرهما، وللمخلوق صفات خلقها الله له كالسمع والبصر، وبما أنهما متباينا بالذات فهما متباينا بالصفات فما الغريب في ذلك؟! إلا من اتبع هواه ووساوس الشيطان وحرَّف الكلم عن مواضعه ؟!! .
وإليك يا صاحب الرسالة هذا الكلام والذي لو علمت قيمته لكتبته بمداد من ذهب، قال الشيخ ابن عثيمين في شرح العقيدة الواسطية ما نصه: " وأهل السنة والجماعة يثبتون لله عز وجل الصفات بدون مماثلة، يقولون: إن الله عز وجل له حياة وليست مثل حياتنا، له علم وليس مثل علمنا، له بصر، ليس مثل بصرنا، له وجه وليس مثل وجوهنا, له يد وليست مثل أيدينا.... وهكذا جميع الصفات، يقولون: إن الله عز وجل لا يماثل خلقه فيما وصف به نفسه أبداً، ولهم على ذلك أدلة سمعية وأدلة عقلية:
أ- الأدلة السمعية: تنقسم إلى قسمين: خبر، وطلب.
- فمن الخبر قوله تعالى: ليس كمثله شيء [الشورى: 11]، فالآية فيها نفي صريح للتمثيل وقوله: هل تعلم له سمياً [مريم: 65]، وقوله: ولم يكن له كفواً أحد [الإخلاص: 4]، فهذه كلها تدل على نفي المماثلة، وهي كلها خبرية.
- وأما الطلب، فقال الله تعالى: فلا تجعلوا لله أنداداً [البقرة: 22] أي: نظراء مماثلين. وقال فلا تضربوا لله الأمثال [النحل: 74].
فمن مثَّل الله بخلقه، فقد كذَّب الخبر وعصى الأمر, ولهذا أطلق بعض السلف القول بالتكفير لمن مثل الله بخلقه، فقال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري رحمه الله: "من شبه الله بخلقه، فقد كفر" لأنه جمع بين التكذيب بالخبر وعصيان الطلب.
وأما الأدلة العقلية على انتفاء التماثل بين الخالق والمخلوق: فمن وجوه:
أولاً: أن نقول لك لا يمكن التماثل بين الخالق والمخلوق بأي حال من الأحوال لو لم يكن بينهما من التباين إلا أصل الوجود؛ لكان كافياً، وذلك أن وجود الخالق واجب، فهو أزلي أبدي، ووجود المخلوق ممكن مسبوق بعدم ويلحقه فناء، فما كانا كذلك لا يمكن أن يقال: إنهما متماثلان.
ثانياً: أنا نجد التباين العظيم بين الخالق والمخلوق في صفاته وفي أفعاله، في صفاته يسمع عز وجل كل صوت مهما خفي ومهما بعد، لو كان في قعار البحار، لسمعه عز وجل.
وأنزل الله قوله تعالى: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير [المجادلة: 1]، تقول عائشة: "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، إني لفي الحجرة، وإنه ليخفى على بعض حديثها ، والله تعالى سمعها من على عرشه وبينه وبينها ما لا يعلم مداه إلا الله عز وجل، ولا يمكن أن يقول قائل: إن سمع الله مثل سمعنا.
ثالثاً: نقول: نحن نعلم أن الله تعالى مباين للخلق بذاته: وسع كرسيه السموات والأرض [البقرة: 255]، والأرض جميعاً قبضته [الزمر: 67]، ولا يمكن لأحد من الخلق أن يكون هكذا، فإذا كان مبايناً للخلق في ذاته، فالصفات تابعة للذات، فيكون أيضاً مبايناً للخلق في صفاته عز وجل، ولا يمكن التماثل بين الخالق والمخلوق.
رابعاً: نقول: إننا نشاهد في المخلوقات أشياء تتفق في الأسماء وتختلف في المسميات، يختلف الناس في صفاتهم: هذا قوي البصر وهذا ضعيف، وهذا قوي السمع وهذا ضعيف، هذا قوي البدن وهذا ضعيف وهذا ذكر وهذا أنثى.... وهكذا التباين في المخلوقات التي من جنس واحد، فما بالك بالمخلوقات المختلفة الأجناس؟ فالتباين بينها أظهر ولهذا، لا يمكن لأحد أن يقول: إن لي يداً كيد الجمل، أولي يداً كيد الذرَّة، -أي النملة- أول يداً كيد الهر، فعندنا الآن إنسان وجمل وذرة وهر، كل واحد له يد مختلفة عن الثاني، مع أنها متفقة في الاسم فنقول: إذا جاز التفاوت بين المسميات في المخلوقات مع اتفاق الاسم، فجوازه بين الخالق والمخلوق ليس جائزاً فقط، بل هو واجب، فعندنا أربعة وجوه عقلية كلها تدل على أن الخالق لا يمكن أن يماثل المخلوق بأي حال من الأحوال.
ربما نقول أيضاً: هناك دليل فطري، وذلك لأن الإنسان بفطرته بدون أن يلقن يعرف الفرق بين الخالق والمخلوق ولولا هذه الفطرة، ما ذهب يدعو الخالق.
فتبين الآن أن التمثيل منتف سمعاً وعقلاً وفطرة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى " قد أجمع سلف الأمة على وجوب الإيمان بكل ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة من الأسماء والصفات وإقرارها كما جاءت ، والإيمان بأن الله سبحانه موصوف بها على الحقيقة لا على المجاز على الوجه اللائق به لا شبيه له في ذلك ولا ند له ولا كفؤ ولا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه وهو الموصوف بمعانيها كلها على الكمال المطلق الذي لا يشابهه فيها أحد ، انتهى كلامه .وقال الشيخ سليم الهلالي في كتاب الجماعات الاسلامية ( ص 274 – 275 ) ما نصه: القائلون بوجود ألفاظ مستعملة في غير ما وضعت له اشترطوا وجود القرينة التي تستوجب صرف اللفظ إلى غير معناه الحقيقي، ولهذا قال أهل التقسيم إن كل مجاز لا بد له من حقيقة، وليس لكل حقيقة مجاز فإذا استعملت الألفاظ مجازاً، فلا يوصف بها إلا من كانت عنده تلك الصفات، فإذا أردت أن تصف إنسانا بأن له فضلا عليك، قلت: له علىَّ يدٌ، فأنت استعملت كلمة يد؛ لتدل على الفضل؛ لأن اليد سبب في هذا الفضل أو أنها آلة الفضل، ، وعليه لا يجوز أن تقول عن شجرة تتفيأ ظلالها: لها يد عليَّ؛ فإن هذا غير جائز في اللغة .
والقول بوجود مجاز لغوي إثبات للحقيقة ؛ ولكن من حيث لا يعلم القائلون به ، ولو فرضنا صحة القول : إن صفات الله كاليد ، والوجه ، والاستواء وغيرها مجاز ؛ فإنه يثبت ما ذهبنا إليه ولا ينفيه ، فهذه الصفات لو لم تكن حقيقة لله لما صح التعبير عنها بهذه الألفاظ ، فتأمل تزدد يقينا .
إذا علمت أنه : إذا اجتمع التأويل وعدم التأويل ؛ فعدم التأويل أولى ، فكيف إذا لم يكن هناك ثمة مجال للتأويل ؛ بل جميع القرائن تدل على أنها حقيقة لا مجاز ؟ .
وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح العقيدة الواسطية " فإن أهل السنة و الجماعة لا يمكن أبداً أن يخرجوا لفظاً عن ظاهره إلا بدليل من الكتاب أو السنة, متصل أو منفصل، و أنا أتحدى أي واحد يأتي إليَّ بدليل من الكتاب، أو السنة في أسماء الله وصفاته أخرجه أهل السنة عن ظاهره، إلا أن يكون لهم دليل بذلك من كتاب الله، أو من سنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، و حينئذٍ إذا كان ما أخرجه إليه أهل السنة من المعنى ثابتاً بدليل من الكتاب و السنة؛ فإنهم في الحقيقة لم يخرجوا عما أراد الله به، لأنهم علموا مراد الله به من الدليل الثاني من الكتاب والسنة، و ليسوا بحمد الله يُخرجون شيئاً من النصوص عما يقال: إنه ظاهره, من أجل عقولهم حتى يتوصلوا إلى نفي ما أثبته الله لنفسه وإثبات ما لم يدل عليه ظاهر الكلام. هذا لا يوجد و لله الحمد في أي واحد من أهل السنة، والأمر إذا شئتم فارجعوا إليه في كتبهم المختصرة والمطولة، انتهى كلامه رحمه الله.
* فصاحب رسالة – الرد الجميل ...؟!!- يزعم أن مرجعه في هذه الرسالة الكتاب والسنة، ويا ليته فعل،
- أوردها سعد وسعد مشتمل * ما هكذا يا سعد تورد الإبل –
فما كان المرجع لصاحب الرسالة إلا العقل وما تهوى الأنفس والله المستعان، ولله در القائل:

العــلم قـال الله قـال رسوله قـال الصحابة ليس بالتميه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا و لاجحد الصفات ونفيها حذراً من التمثيل والتشبيه الوجه
يزعم صاحب الرسالة " أن روح الله " هو جبريل عليه السلام وذلك في قوله تعالى { ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ } (السجدة: 9)
وهذا على وجه الطلاق لا يصح، بل الصحيح أن من أسماء جبريل عليه السلام – روح القدس– ووصفه الله عز وجل بالقوة والأمانة فقال سبحانه: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيم * ذي قوة عند ذي العرش مكين* مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } (التكوير: 19- 21 ) وخصه بأشرف وظيفة، وهي السفارة بينه تعالى وبين رسله عليهم السلام فكان ينزل بالوحي كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ *عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (الشعراء: 192- 194) وصح عن النبي صلى الله أنه رافقه في أعظم رحلة تَمَّت في الوجود وهي إسراء النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصفه لنا النبي صلى الله عليه وسلم؛
فيما روى ابن مسعود حيث قال في قوله تعالى: (فكان قاب قوسين أو أدنى) وفي قوله: (ما كذب الفؤاد ما رأى) (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء:192) وفي قوله: (رأى من آيات ربه الكبرى) قال فيها كلها: رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح. متفق عليه. وفي رواية الترمذي قال: (ما كذب الفؤاد ما رأى) قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في حلة من رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض. وله وللبخاري في قوله: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قال: رأى رفرفا أخضر سد أفق السماء. متفق عليه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رأيت جبريل عند سدرة المنتهى عليه ستمائة جناح ينتثر من ريشه التهاويل: الدر والياقوت " صحيح الاسراء والمعراج.
إذن الروح ليست باطلاقها إنه جبريل عليه السلام لقوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (الاسراء:85 )
فهذه الآية واضحة وضوح الشمس وسط النهار من أن الروح والتي سأل عنها اليهود محمداً صلى الله عليه وسلم ليس جبريل لآن جبريل عليه السلام جاء من وصفه على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم كما بينا آنفا، بل بيَّن لنا أنه مخلوق من نور. قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أورده مسلم عن عائشة: "خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار, وخلق آدم مما وصف لكم"
أما هذه الروح والتي نفخها الله في آدم ثم وكل بها ملائكة الأرحام لمن شاء الله له الوجود في هذا الوجود، فهذه لا نعلم عنها شيئا، فلا يعلم أمرها إلا الله تعالى.
كذلك هنا سؤال لصاحب الرسالة وهو: ما تقول في هذه الآية التي يخبر الله تعالى فيها طلب يعقوب عليه السلام من أبنائه: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (يوسف:87) فهل قصد يعقوب عليه السلام في هذه الآية جبريل عليه السلام؟!!
كذلك ما يقول صاحب الرسالة في هذا الحديث الذي رواه أحمد والترمذي والنسائي والحاكم بسند صحيح عن الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن. فكأنه أبطأ بهنَّ فأوحى الله إلى عيسى: إما أن يبلغهن أو تبلغهن. فأتاه عيسى فقال له: إنك أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن, وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن, فإما أن تبلغهن, وإما أن أبلغهن. فقال له: يا روح الله! إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي -- الحديث " انظر صحيح الجامع، فهل عيسى عليه السلام هو جبريل أيضاً؟!!
وكذلك ما يقول في هذا الحديث أيضاً الذي رواه أحمد والحاكم وهو صحيح قال عليه الصلاة والسلام: ".... وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر فيقول له أميرهم: يا روح الله تقدم صلِّ. فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض. فيتقدم أميرهم فيصلي فإذا قضى صلاته أخذ عيسى حربته فيذهب نحو الدجال فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص فيضع حربته بين ثندوته فيقتله وينهزم أصحابه"
وهذا الحديث أيضاً: " الكبائر؛ الشرك بالله والإياس من روح الله والقنوط من رحمة الله " رواه البزار عن ابن عباس وهو في صحيح الجامع.
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث .
أنا أسأل صاحب الرسالة: لماذا صرفت ظاهر الآية إلى غير وجهها الحقيقي والتي يخبر الله فيها أنه سبحانه خلق آدم بيده ونفخ فيه من روحه قال تعالى: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ}(السجدة: 9) أيعجز الله سبحانه وتعالى أن يباشر سبحانه بنفسه في خلق مخلوق من خلقه وينفخ فيه الروح؟ حاشا، بل بين سبحانه أن ذلك كان تكريماً لآدم عليه السلام, قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (الاسراء:70)
ومن المعلوم أن القرآن يفسره القرآن أو السنة أو أقوال الصحابة بالتلقي من محمد صلى الله عليه وسلم، وصاحب الرسالة زعم أن مرجعه في رسالته الكتاب والسنة، فهذا الكتاب والسنة، ذكرنا الآية آنفا، وهذا الحديث يصدق الآية, وهو ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "احتج آدم وموسى, فقال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده, ونفخ فيك من روحه, وأسجد لك ملائكته, وأسكنك جنته؛ أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟! قال آدم: يا موسى! أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه, وأنزل عليك التوراة؛ أتلومني على أمر كتبه الله على قبل أن يخلقني؟! فحج آدم موسى".
جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود (408): (من روحه): الإضافة للتشريف والتخصيص, أي من الروح الذي هو مخلوق ولا يد لأحد فيه.
وفي تحفة الأحوذي، شرح سنن الترمذي (2060) "قوله: (فقال موسى) جملة مبينة لمعنى ما قبلها (يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده) قال القاري: وخصه بالذكر إكراما وتشريفا, وأنه خلقه إبداعا من غير واسطة أب وأم (ونفخ فيك من روحه) الإضافة للتشريف والتخصيص, أي من الروح الذي هو مخلوق ولا يد لأحد فيه.
ومن أقوال المفسيرين في كلمة (روحه) قال الطبري: "القول في تأويل قوله تعالى: {ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة}
يقول تعالى ذكره: ثم سوى الإنسان الذي بدأ خلقه من طين خلقا سويا معتدلا, {ونفخ فيه من روحه} فصار حيًّا ناطقا {وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون} يقول: وأنعم عليكم أيها الناس ربكم بأن أعطاكم السمع تسمعون به الأصوات, والأبصار تبصرون بها الأشخاص والأفئدة, تعقلون بها الخير من السوء, لتشكروه على ما وهب لكم من ذلك.
وقال القرطبي: رجع إلى آدم, أي سوى خلقه "ونفخ فيه من روحه".
وقال ابن كثير: "ثم سواه" يعني آدم لما خلقه من تراب خلقه سويا مستقيما "ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة" يعني العقول "قليلا ما تشكرون"
- لم يقل أحد من المفسرين بأن روحه هو جبريل عليه السلام كما ادعى صاحب الرسالة .
بل جاء التأكيد من الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام على أن الله تعالى هو سبحانه الذي نفخ في آدم الروح لا أحد سواه قال عليه الصلاة والسلام: "لما نفخ الله في آدم الروح, فبلغ الروح رأسه؛ عطس فقال: الحمد لله رب العالمين فقال له تبارك وتعالى: يرحمك الله". صحيح/ السلسلة الصحيحة
أقول لصاحب الرسالة: ءأنت أعلم بالله سبحانه وتعالى أم رسول الله عليه الصلاة والسلام؟!! فهو عليه الصلاة والسلام أعلم الخلق بخالقه سبحانه وتعالى, وهو الذي أخبر أن الله تعالى هو الذي نفخ في آدم الروح، فهل يُعقل أن محمداً صلى الله عليه وسلم يقول قولاً وهو لا يدري ما معناه؟ ولو سلمنا جدلاً أن الروح هنا هو جبريل عليه السلام؛ فإن سياق الحديث لا يتناسب لغوياً وكأن الحديث على زعمك هو "لما نفخ الله في آدم جبريل" –هل هذا يصح اعتقادياً هذا هو الحلول بعينه، سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم .
إذاً تبين لنا من سياق ما سبق من الآيات والأحاديث أن الله تعالى نفخ في آدم من روحه أي من الروح التي خلقها سبحانه وتعالى, وهذا تشريفٌ لآدم عليه السلام, وليس كما زعم صاحب الرسالة. فهل جبريل خالق أم مخلوق؟!!
والمَلَك الذي وكَّله الله بالأرحام؛ هل ينفخ في الرحم جبريل عليه السلام ؟!! ما هذا الهراء، فهو ينفخ فيه الروح التي خلقها الله تعالى لكل مخلوق قُدِّر له الحياة.
وقاس أيضاً صاحب الرسالة أن خَلْقَ عيسى عليه السلام كخلق آدم خلقه بقوله كن فيكون، نافياً أن الله تعالى خلقه بيده، جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (آل عمران 59)
قال رحمه الله: " دليل على صحة القياس. والتشبيه واقع على أن عيسى خلق من غير أب كآدم, لا على أنه خلق من تراب. والشيء قد يُشَبَّه بالشيء وإن كان بينهما فرق كبير, بعد أن يجتمعا في وصف واحد; فان آدم خلق من تراب ولم يخلق عيسى من تراب, فكان بينهما فرق من هذه الجهة, ولكن شبه ما بينهما أنهما خلقهما من غير أب; ولأن أصل خلقتهما كـان من تراب لأن آدم لم يخلق من نفس التراب, ولكنه جعل التراب طينا, ثم جعله صلصالا ثم خلقه منه, فكذلك عيسى حوله من حال إلى حال, ثم جعله بشرا من غير أب. ونزلت هذه الآية بسبب وفد نجران حين أنكروا على النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (إن عيسى عبد الله وكلمته) فقالوا: أرنا عبدا خلق من غير أب; فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (آدم من كان أبوه أعجبتم من عيسى ليس له أب؟ فآدم عليه السلام ليس له أب ولا أم). فذلك قوله تعالى: "ولا يأتونك بمثل " أي في عيسى "إلا جئناك بالحق" في آدم "وأحسن تفسيرا" [الفرقان: 33] " .
وتصديقاً لما أورده ابن كثير ، قال عليه الصلاة والسلام " لما صور الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام تركه فجعل إبليس يطوف به ينظر إليه فلما رآه أجوف قال ظفرت به خلق لا يتمالك.] وأخرجه مسلم.
ودليل آخر أيضاً من السلف الذي يزعم صاحب الرسالة أنه ينتمي إليهم, جاء عن مجاهد قال: قال عبد الله بن عمر: " خلق الله أربعة أشياء بيده: العرش والقلم وآدم وجنة عدن ثم قال لسائر الخلق: كن فكان". صحيح مختصر العلو.
ما ذا تفهم يا صاحب الرسالة من هذا الحديث؟؟
ورحم الله تعالى ابن عثيمين حيث قال: " الواجب في نصوص القرآن والسنة إجراؤها على ظاهرها دون تحريف لا سيما نصوص الصّفات حيث لا مجال للرأي فيها, ودليل ذلك: السمع، والعقل.
أما السمع: فقوله تعالى: [نزل به الرُّوح الأمِينُ.على قلبك لتكون من المنْذِرين. بلسانٍ عربيٍ مُبِين]. وقوله: [إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون]. وقوله: [إنا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلكم تعقلون] وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي.
وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم، وبين أنهم بتحريفهم من أبعد الناس عن الإيمان. فقال: [أَفَتطمعُون أن يُؤمنُوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يُحَرِّفُونَه من بعدما عَقَلوه وهم يعلمون]. وقال تعالى: [من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا].
وأما العقل: فلأن المتكلّم بهذه النصوص أعلم بمراده من غيره، وقد خاطبنا باللسان العربي المبين فوجب قبوله على ظاهره وإلا اختلفت الآراء وتفرّقت الأمة.
القاعدة الثالثة: ظواهر نصوص الصّفات معلومة لنا باعتبار ومجهولة لنا باعتبار آخر فباعتبار المعنى هي معلومة، وباعتبار الكيفية التي هي عليها مجهولة.
وقد دلّ على ذلك: السّمع والعقلُ.
وأما السمع فمنه قوله تعالى: [كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب]. وقوله تعالى: {إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون}. وقوله ـ جل ذكره ـ: {وأنزلنا إليك الذكر لتُبيّن للناس ما نُزِّل إليهم ولعلهم يتفكرون}.
والتدبر لا يكون إلا فيما يمكن الوصول إلى فهمه، ليتذكّر الإنسان بما فهمه منه.
وكون القرآن عربيّاً ليعقله من يفهم العربية يدل على أن معناه معلوم وإلا لما كان فرق بين أن يكون باللغة العربية أو غيرها.
فهؤلاء الذين يؤولون صفات الله تعالى يتهمون الله والعياذ بالله بالسَّفه وعدم الحكمة حيث - حاشاه تعالى- أن ينزل علينا قرآناً لانفهمه ومثل ذلك كمثل رجل أعجمي جاء إلى جزيرة العرب فخاطبهم بلسانه الأعجمي من الصباح إلى الظهر، ثم من الظهر إلى العصر ثم من العصر إلى المغرب وهم لايفهمون كلامه، فهل هذا حكمة منه أم سفه.
وبيان النبي صلى الله عليه وسلم القرآن للناس شامل لبيان لفظه وبيان معناه.
وأما العقل فلأن من المحال أن ينزل الله تعالى كتاباً أو يكلّم رسوله صلى الله عليه وسلم، بكلام يقصد بهذا الكتاب وهذا الكلام أن يكون هداية للخلق، ويبقى في أعظم الأمور وأشدّها ضرورة مجهول المعنى، بمنزلة الحروف الهجائية التي لا يفهم منها شيء لأن ذلك من السفة الذي تأباه حكمة الله تعالى, وقد قال الله تعالى عن كتابه: {كتاب أُحْكِمَت آيَاتُه ثم فُصّلَتْْ من لدن حكيم خبير}.
هذه دلالة: السمع، والعقل، على علمنا بمعاني نصوص الصفات.
وأما دلالتهما على جهلنا لها باعتبار الكيفية، فقد سبقت في القاعدة السادسة من قواعد الصفات.
وبهذا علم بطلان مذهب المفوضة الذين يُفَوِّضُون علم معاني نصوص الصّفات، ويدعون أن هذا مذهب السلف.
والسَّلفُ بريئون من هذا المذهب، وقد تواترت الأقوال عنهم بإثبات المعاني لهذه النصوص إجمالاً أحياناً وتفصيلاً أحياناً وتفويضهم الكيفية إلى علم الله ـ عزّ وجلّ ـ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه المعروف بـ"العقل والنقل" ص116 جـ1 المطبوع على هامش (منهاج السنة): وأما التفويض فمن المعلوم أن الله أمرنا بتدبر القرآن وحضنا على عقله وفهمه، فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإِعراض عن فهمه ومعرفته وعقله إلى أن قال (ص118): وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه, بل يقولون كلاماً لا يعقلون معناه قال: ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء, إذ كان الله أنزل القرآن, وأخبر أنه جعله هدى وبياناً للناس, وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين, وأن يبين للناس ما نزل إليهم, وأمر بتدبر القرآن وعقلِه، ومع هذا فأشرف ما فيه وهو ما أخبر به الرّب عن صفاته.. لا يعلم أحد معناه فلا يعقل ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بيّن للناس ما نزل إليهم، ولا بلغ البلاغ المبين، وعلى هذا التقدير فيقول كل ملحد ومبتدع: الحق في نفس الأمر ما علمته برأيي وعقلي، وليس في النصوص ما يناقض ذلك, لأن تلك النصوص مشكلة متشابهة، ولا يعلم أحد معناها، وما لا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به، فيبقى هذا الكلام سدًّا لباب الهُدَى والبيان من جهة الأنبياء، وفتحاً لباب من يعارضهم ويقول: إن الهدى والبيان في طريقنا لا في طريق الأنبياء, لأننا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالأدلة العقلية، والأنبياء لم يعلموا ما يقولون, فضلاً عن أن يبينوا مرادهم، فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد ... أهـ كلام الشيخ وهو كلام سديد، من ذي رأي رشيد، وما عليه مزيد ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وجمعنا به في جنات النعيم. – من فتاوى اللجنة الدائمة-
وسيأتي في سياق هذه الرسالة إن شاء الله من أقوال الأئمة الأعلام في إثبات الصفات لله تعالى ونفي الكيفية.
إذاً قد بينا وبحمد الله بطلان ما ذهب إليه صاحب الرسالة في عملية الخلق والنفخ لآدم ونسبتها لجبريل، وقد أثبتناها لله سبحانه تعالى.
* ويقول صاحب الرسالة: " ولما كلم الله سيدنا موسى مباشرة من وراء حجاب دون واسطة؛ أكدها الله بالمفعول المطلق المؤكد للفعل في الآية (وكلم الله موسى تكليماً)...سورة النساء/164 في دلالة علي اختصاص سيدنا موسى بهذه الخصوصية لذلك سمى سيدنا موسى (الكليم) أي(كليم الله من الرسل)وهذه خصوصية لسيدنا موسى لم ينلها أحد!
إذاً هو ينفي كلام الله مباشرة مع أحد غير موسى عليه السلام، ولو سلمنا جدلاً بذلك، ألا يكفي ذلك دليلاً يا صاحب الرسالة! أن الله سبحانه وتعالى أثبت لنفسه صفة الكلام والتي تعطلها أنت بتعطيلك لمعناها ؟!





















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرد الصحيح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الرد الصحيح (أقوالهم في العلو والفوقية )
»  الرد الصحيح (أحوال أهل الضلال والبدع )
»  الرد الصحيح (التصريح برفع بعض المخلوقات إلى سبحانه وتعالى )
»  الرد الصحيح(المعنى الحقيقي لصفة اليد للحق )
»  الرد الصحيح (نزول الحق سبحانه كل ليلة إلى السماء الدنيا )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: