ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

  الرد الصحيح (نزول الحق سبحانه كل ليلة إلى السماء الدنيا )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

 الرد الصحيح (نزول الحق سبحانه كل ليلة إلى السماء الدنيا ) Empty
مُساهمةموضوع: الرد الصحيح (نزول الحق سبحانه كل ليلة إلى السماء الدنيا )    الرد الصحيح (نزول الحق سبحانه كل ليلة إلى السماء الدنيا ) Emptyالإثنين سبتمبر 06, 2010 12:12 pm

 الرد الصحيح (نزول الحق سبحانه كل ليلة إلى السماء الدنيا ) 3ic1K-Jd3L_120516266

الرد الصحيح (نزول الحق سبحانه كل ليلة إلى السماء الدنيا )

الرد الصحيح
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } { يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } . أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــد :
* يا صاحب الرسالة إليك هذه الأدلة التي تشير إلى نزول الحق سبحانه كل ليلة إلى السماء الدنيا :
1- التصريح بنزوله سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، والنزول المعقول عند جميع الأمم إنما يكون من العلو إلى الأسفل " اعلام الموقعين ( 2 / 301 )
جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ رواه البخاري . وفي رواية لمسلم: ثم يبسط يديه ويقول من يقرض غير عدوم ولا ظلوم ؟ حتى ينفجر الفجر .
قال الامام الشافعي رحمه الله " القول في السنة التي أنا عليها ، ورأيت أصحابنا عليها ، أهل الحديث الذين رأيتهم فأخذت عنهم ، مثل سفيان ومالك وغيرهما : الإقرار بشهادة أن لا إلـه إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله ، وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء " وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف يشاء " وصية الامام الشافعي ص53- 54) طبعة المكتب الاسالامي " .
قال الدارمي " والآثار التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزول الرب تبارك وتعالى تدل على أن الله عز وجل فوق السماوات على عرشه بائن من خلقه "الرد على الجهمية (ص 73 ) الطبعة الثانية دار ابن الأثير الكويت
قال الامام الطبري " وأنه سبحانه وتعالى يهبط كل ليلة وينزل إلى السماء الدنيا لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم " التبصير في معالم الدين ( ص 136 )
جاء عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي يَهْبِطُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثُمَّ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ فَيَقُولُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ " رواه أحمد بسند صحيح .
- قال أبو حسن الأشعري ” ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا ، وأن الرب عز وجل يقول : هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ وسائر ما نقلوه وأثبتوه خلافاً لما قاله أهل الزيغ والتضليل ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا وسنة نبينا واجماع المسلمين وماكان في معناه .
ولا نبتدع في دين الله ما لم يأذن به لنا ، ولانقول على الله ما لا نعلم " الإبانة ص 29- 30 " الطبعة الأولى القاهرة .
* الرد على من تأوَّل نزول الله على غير معناه الحق أو تعطيله وذلك بتفويض معناه إلى غير ذلك :
من تأوَّل النزول على غير حقيقته فجعله مجازاً ، أو تأوله بنزول ملك من الملائكة ، أو نزول أمر الله ورحمته . فإن أراد أنه سبحانه إذا نزل وأتى حلت رحمته وأمره فهذا حق ، وإن أراد أن النزول للرحمة والأمر ليس إلا ، فهو باطل من وجوه :
1- إنَّ أمره ورحمته وملائكته دائباً تنزل آناء الليل وآناء النهار وفي كل ساعة ، فما بال ثلث الليل خص ننزول رحمته وأمره من بين أوقات الليل والنهار
قال الطبري رحمه الله يجيء ربنا جل جلاله يوم القيامة والملك صفا صفا ، ويهبط إلى السماء الدنيا وينزل إليها في كل ليلة ، ولا نقول معنى ذلك ينزل أمره ، بل نقول أمره نازل في كل لحظة وساعة وإلى غيرها من جميع خلقه الموجودين ما دامت موجودة . و لا تخلو ساعة من أمره " التبصير في معالم الدين ( ص 142 – 147 )
قال ابن عبد البر " وقد قال قوم : إنه ينزل أمره وتنزل رحمته ونعمته ، وهذا ليس بشيء لأن أمره بما شاء من رحمته ونقمته ينزل بالليل والنهار بلا توقيت ثلث الليل و لا غيره " الاستذكار (8/148 )
2- الرحمة التي تثبتها إن نزلت إلى السماء الدنيا ، لم يمكن أن تقول " من يدعوني فأستجيب له " كما لا يمكن الملك أن يقول ذلك ... ثم إذا نزلت الرحمة إلى السماء الدنيا ولم تنزل إلينا فأي منفعة لنا في ذلك ؟ " مجموع الفتاوى ( 5 / 372 )
3- أن ألفاظ الحديث تبطل التأويل بنزول الملك ، ففي بعض الروايات أن الرب تعالى يقول " أنا الملك ، أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له " رواه مسلم ، وفي رواية " لا أسأل عن عبادي أحداً غيري " رواه النسائي في اليوم والليلة وهو صحيح .
قال الحافظ عبد الغني المقدسي " وهذان الحديثان يقطعان تأويل كل متأول ويدحضان حجة كل مبطل " الاقتصاد في الاعتقاد (106) .
قال الشيخ عبد الهادي وهبه حفظه الله في كتابه العظيم الكلمات الحسان (268 – 269 ) ومعلوم أن الكلام المذكور في الحديث كلام الله الذي لا يقوله غيره فإن المَلَك لا يقول " لا أسأل عن عبادي غيري " ولا يقول " من يسألني أعطيه " فالملك إذا نادى عن الله لا يتكلم بصيغة المخاطب ، بل يقول إن الله أمر بكذا أو قال كذا . وإذا أمر السلطان منادياً ينادي فإنه يقول " يا معشر الناس أمر السلطان بكذا ، أو نهى عن كذا ، ورسم بكذا ، لا يقول أمرت بكذا ، ونهيت عن كذا ، بل لو قال ذلك بودر إلى عقوبته .
4- أنه قال " ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر . رواه مسلم " ومعلوم أنه لا يجيب الدعاء ويغفر الذنوب ويعطي كل سائل إلا الله ، وأمره ورحمته لا تفعل شيئاً من ذلك " .
5- ‌ نزول أمره ورحمته لا تكون إلا منه، وحينئذ فهذا يقتضي أن يكون هو فوق العالم، فنفس تأويله يبطل مذهبه؛ ولهذا قال بعض النفاة لبعض المثبتين‏:‏ ينزل أمره ورحمته؛ فقال له المثبت‏:‏ فممن ينزل‏؟‏‏!‏ ما عندك فوق شيء؛ فلا ينزل منه لا أمر، ولا رحمة ولا غير ذلك‏؟‏‏!‏ فبهت النافي وكان كبيرًا فيهم‏. " مجموع الفتاوى ( 5 / 416 ) .
6- لو أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحاديث النزول ، نزول مَلِك ، من الملائكة لصرح بذلك ، فهو أغير على ربه عز وجل من المشتغلين بعلم الكلام .
7- إن سلف الأمة والأئمة مجمعون على إثبات نزول الله تعالى كل ليلةإلى السماء الدنيا من غير تحريف ولا تعطيل ولاتكييف ولاتمثيل ، ولم يثبت عن أحدٍ منهم أنه تأول نزول الله تعالى بنزول أمره أو رحمته أو غير ذلك . فمن زعم أن أحداً من السلف نفى نزول الله تعالى حقيقة فقد أعظم عليهم الفرية ونسب إليهم مالا يقولوه
بل الثابت عن السلف والأئمة أن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا نزولاً حقيقياً كما يليق بجلاله وعظمته " الكلمات الحسان (271) .
حدث حماد بن سلمة بحديث نزول الرب جل جلاله فقال : من رأيتموه ينكر هذا فاتهموه . " صحيح ، مختصر العلو (144).
قال الفضيل بن عياض (187هـ) إذا قال الجهمي : أنا أكفر برب يزول عن مكانه ، فقل أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء "الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية "
8- قال الإمام الدارمي في الرد على الجهمية ( 63 ) " فمما يعتبر به من كتاب الله عز وجل في النزول ويحتج به على من أنكره ، قوله تعالى { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ }(البقرة:210)
وقوله { وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } (الفجر:22)
وهذا يوم القيامة إذا نزل ليحكم بين العباد .. ، فالذي يقدر على النزول يوم القيامة من السماوات كلها ليفصل بين عباده ، قادر أن ينزل كل ليلة من سماء إلى سماء ، فإن ردوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في النزول ، فماذا يصنعون بقول الله عز وجل ، تبارك تعالى .
9- قال إبراهيم بن أبي طالب سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول حضرت مجلس ابن طاهر وحضر إسحاق فسئل عن حديث النزول أصحيح هو قال نعم فقال له بعض القواد كيف ينزل قال أثبته فوق حتى أصف لك النزول فقال الرجل أثبته فوق فقال إسحاق قال الله ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) فقال ابن طاهر هذا يا أبا يعقوب يوم القيامة فقال ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم ؟ " انظر مختصر العلو بسند صحيح "
10 – قال حماد بن أبي حنيفة رحمه الله " قلنا لهؤلاء – أي للمعطلة – أرأيتم قول الله عز وجل { وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} (الفجر:22) قالوا : أما الملائكة فيجيئون صفا صفا ، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنيَ بذلك ، ولاندري كيف مجيئه . فقلت لهم : إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف مجيئه ، ولكنَّا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه . أرأيتم من أنكر أن المَلك يجيء صفا صفا ما هو عندكم ؟ قالوا : كافر مكذب . قلت : فكذلك إن أنكرَ أن الله سبحانه يجيء فهو كافر مكذب " رواه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف (ص64) وهو صحيح
* ومن أدلة علو الرحمـن وأنه فوق سماواته إخباره صلى الله عليه وسلم أنه تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه ليلة المعراج بسبب الصلاة فيصعد إلى ربه ثم يعود إلى موسى عليه السلام عدة مرات " شرح الطحاوية (ص 287) طبعة المكتب الاسلامي – بيروت – الطبعة التاسعة "
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ...أوحى إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى فقال ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت خمسين صلاة كل يوم وليلة . قال ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فإني بلوت بني إسرائيل وخبرتهم . قال فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف على أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى فقلت حط عني خمسا . قال إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك فسله التخفيف . قال فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب له شيئا فإن عملها كتبت له سيئة واحدة . قال فنزلت حتى أنتهيت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فسله التخفيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه . متفق عليه . قال ابن خزيمة " فتلك الأخبار كلها دالة على أن الله الخالق الباري فوق سبع سماوات " التوحيد (ص119)
قال ابن تيمية رحمه الله " ومحمد صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى ربه وفرض عليه الصلوات الخمس ، ذكر أنه رجع إلى موسى ، وأن موسى قال له : ارجع إلى ربك فسله التخفيف إلى أمتك ، كما تواترت أحاديث المعراج . فمحمد صلى الله عليه وسلم صدَّق موسى في أن ربه فوق السماوات ، وفرعون كذب موسى في أن ربه فوق . فالمُقِرُّون بذلك متبعون لموسى ومحمد ، والمكذبون بذلك موافقون لفرعون " ( مجموع الفتاوى 13 / 174 ) .
* يقول صاحب الرسالة ما نصه " وفى المحلى عند ابن حزم ج1ص30 قال عن النزول : فعل يفعله الله من قبول الدعاء فى هذه الأوقات ولا حركة لأن الحركة من صفات المخلوقين حاشا لله تعالى منها – أي يستدل صاحب الرسالة بهذا القول ليتمشى مع هواه وهو عدم اثبات النزول لله تعالى كما أخبر بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لأن النزول من أنواع الحركة ، والحركة من صفات المخلوق ، فنرد عليه بالآتي :
1- أن يقال‏:‏ النزول والصعود والمجيء والإتيان، ونحو ذلك، مما هو أنواع جنس الحركة، لا نسلم أنه مخصوص بالجسم الصناعي الذي يتكلم المتكلمون في إثباته ونفيه، بل يوصف به ما هو أعم من ذلك‏.‏ثم هنا طريقان‏:‏
أحدهما‏:‏ أن هذه الأمور توصف بها الأجسام والأعراض فيقال‏:‏ جاء البرد وجاء الحر، وجاءت الحمى، ونحو ذلك من الأعراض‏.‏ وإذا كانت الأعراض توصف بالمجيء والإتيان، علم أن ذلك ليس من خصائص الأجسام، فلا يجوز أن يوصف بهذه الأفعال حقيقة مع أنه ليس بجسم .
الطريق الثاني‏:‏ أن يقال‏:‏ المجيء والإتيان والصعود والنزول توصف به روح الإنسان التي تفارقه بالموت، وتسمى النفس، وتوصف به الملائكة، وليس نزول الروح وصعودها من جنس نزول البدن وصعوده؛ فإن روح المؤمن تصعد إلى فوق السموات، ثم تهبط إلى الأرض، فيما بين قبضها ووضع الميت في قبره‏.‏ وهذا زمن يسير، لا يصعد البدن إلى ما فوق السموات، ثم ينزل إلى الأرض في مثل هذا الزمان‏.‏ " مجموع الفتاوى ( 5 / 436 - 437 )
وإذا كانت الروح تعرج من النائم إلى السماء مع أنها في البدن، كما قال تعالى { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً }(الزمر: من الآية42) علم أنه ليس عروجها من جنس عروج البدن الذي يمتنع هذا فيه‏.‏ وعروج الملائكة ونزولها من جنس عروج الروح ونزولها، لا من جنس عروج البدن ونزوله‏.‏ وصعود الرب ـ عز وجل ـ فوق هذا كله وأجل من هذا كله؛ فإنه ـ تعالى ـ أبعد عن مماثلة كل مخلوق من مماثلة مخلوق لمخلوق‏.‏ وإذا عرف هذا؛ فإن للملائكة من ذلك ما يليق بهم، وإن ما يوصف به الرب ـ تبارك وتعالى ـ هو أكمل وأعلى وأتم من هذا كله،
أولى بالإمكان، وأبعد عن مماثلة نزول الأجسام، بل نزوله لا يماثل نزول الملائكة وأرواح بني آدم،
ومن ظن أن ما يوصف به الرب عز وجل لا يكون إلا مثل ما توصف به أبدان بني آدم فغلطه أعظم من غلط من ظن أن ما توصف به الروح مثل ما توصف به الأبدان " مجموع الفتاوى ( 5 / 527 – 485- 459 )
قال ابن عثيمين في شرح العقيدة الواسطية رحمه الله – شريط مسجل بصوته– " المعطل يعلل ما يقوله بقوله إن هذه الصفات أعراض والأعراض لا تقوم إلا بأجسام ، والأجسام متماثلة ، يلزم بذلك أن يقال أن الخالق مشابه للمخلوق ! فنرد عليهم " أن كلامكم غير صحيح حيث أن الهواء يبرد ويسخن وليس هو عرضاً أي جسماً ، فيكون حارًّا وباردًا وليس بجسم ، وقولكم أن الأجسام متماثلة ليس بصحيح ، فالأجسام المتباينة حتى التي هي من جسم واحد متباينة ، فالآدمي جسم وأجسام الآدميين متباينة ، بعضها ضخم وبعضها ضئيل وبعضها نحيف ، نجد الحديد وهي أقوى ما يكون من الحجارة ونجد اللبن أو غير ذلك .
* يقول صاحب الرسالة " إذا تبادر إلى الذهن ذلك أي إذا فهمت أنه بعد أن خلق استوى تأصلت حينذاك شبهة اليهود بقولهم إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح فى اليوم السابع تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً وعطلت بذلك الفهم خمسة أسماء حسنى فقلت علا بعد أن لم يكن علياً فجعلت اسم (العلّي) محدثاً ولم تجعله قديماً وأوقعت حركة فى ذات الرحمن ارتبطت بزمان "
- أقول سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم والله سائلك عليه والله المستعان ،والرد على هذا الافتراء من قول شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى حيث قال
الاستواء علو خاص،فكل مستو على شيء عال عليه، وليس كل عال على شيء مستو عليه‏.‏
ولهذا لا يقال لكل ما كان عاليًا على غيره‏:‏ إنه مستو عليه، واستوى عليه،ولكن كل ما قيل فيه‏:‏ إنه استوى على غيره؛ فإنه عال عليه‏.‏ والذي أخبر هو اللّه أنه كان بعد خلق السموات والأرض ‏[‏الاستواء‏]‏ لا مطلق العلو، مع أنه يجوز أنه كان مستويًا عليه قبل خلق السموات والأرض لما كان عرشه على الماء، ثم لما خلق هذا العالم كان عاليًا عليه ولم يكن مستويًا عليه، فلما خلق هذا العالم استوى عليه، فالأصل أن علوه على المخلوقات وصف لازم له، كما أن عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك، وأما ‏[‏الاستواء‏]‏ فهو فعل يفعله ـ سبحانه وتعالى ـ بمشيئته وقدرته؛ ولهذا قال فيه‏:‏ ‏{‏ثُمَّ اسْتَوَى‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 11‏]‏ ؛ ولهذا كان الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر‏.‏
وأما علوه على المخلوقات فهو عند أئمة أهل الإثبات من الصفات العقلية المعلومة بالعقل مع السمع، " مجموع الفتاوى (5/ 285 ) 261)
* صاحب الرسالة ذهب مذهب المنشغلين بعلم الكلام حيث أثاروا شبهة ً وهي " كان في الأزل ليس مستوياً على العرش ، وهو الآن على ما عليه كان ، فلا يكون على العرش ؛ لأن الاستواء فعل حادث – كان بعد أن لم يكن – فلو قام به الاستواء لقامت به الحوادث ، وإنَّ قيام الحوادث بذاته تغير والله منزه عن التغير .
جاء في كتب الصواعق المرسلة ( ص 935- 936- ) ما نصه :
ينبغي أن يعلم بأن المشتغلين بعلم الكلام إذا قالوا : لا تحله الحوادث " أوهموا الناس أن مرادهم أنه لا يكون محلاً للتغيرات والاستحالات ونحوذلك من الأحاديث التي تُحدث للمخلوقين فتحيلهم وتفسدهم ، وهذا معنى صحيح ، ولكن مقصودهم بذلك أنه لا ينزل إلى السماء الدنيا ، ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء ، ولا يغضب بعد أن كان راضيا ، ولا يرضى بعد أن كان غاضبا ، ، ولايقوم به فعل البتة ، ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن ، ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستوياً عليه ، ولا يغضب يوم القيامة غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم فإن هذه كلها حوادث ، وهو منزَّه عن حلول الحوادث ؛ فإن هذا من اللبس والتلبيس ، وتسمية المعاني الصحيحة الثابتة بالأسماء القبيحة المنفرة ، وتلك طريقة للنفاة مألوفة وسجية معروفة .
* جاء في كتاب شرح حديث النزول ( ص 417 ) ما نصه : من قال لكم إن الحوادث لا يقوم إلا بحادث . من أين جاءت هذه القاعدة ؟ هل هي من القرآن الكريم ؟ هل هي من السنة المطهرة ؟ هل هي في العقل ؟ وكل من أمعن النظر وفهم حقيقة الأمر علم أن السلف كانوا أعمق من هؤلاء علما وأبر قلوبا وأقل تكلفا ، وأنهم فهموا من حقائق الأمور ما لم يفهمه هؤلاء ، الذين خالفوهم ، وقبلوا الحق وردوا الباطل ومن هداه الله سبحانه وتعالى أيقن فساد هذا الكلام .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 6 / 242 ) ما نصه " إننا نقابل هذه القاعدة الفاسدة بقاعدة أكمل منها وأوضح وهو : أن الفعال لما يريد أكمل من الذي لا يفعل ، والله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ، والله يُحدث ما يشاء ، لا معقب لحكمه ، ، فما من فعل يفعله إلا وقد حدث بعد أن لم يكن ، وأنتم إذا عطلتم الله عز وجل عن الأفعال الاختيارية – كالاستواء والنزول والضحك والفرح والغضب – معنى ذلك : وصفتموه بأنقص ما يكون " والكمال في اتصافه بهذه الصفات ؛ لا في نفي اتصافه بها " .
وقال أيضاً في " درء تعارض العقل والنقل ( 2 / 6 ) ما نصه " الله سبحانه وتعالى موصوف بصفات الكمال ، منزه عن النقائص ، وكل كمال وصف به مخلوق من غير استلزامه لنقص ، فالخالق أحق به ، وكل نقص نُزِّه عنه المخلوق فالخالق أحق بأن ينزه عنه ، والفعل صفة كمال لا صفة نقص ، كالكلام والقدرة ، وعدم الفعل صفة نقص ، كعدم الكلام وعدم القدرة ، فدل العقل على صحة ما دل عليه الشرع وهو المطلوب " .
* وجاء في جامع الرسائل ( 2 / 44 – 45) الناس إنما يقولون تغير : لمن استحال من صفة إلى صفة . فالإنسان مثلاً : إذا مرض ، وتغير في مرضه كأن اصفَرَّ لونه أو شحب ، أو نحل جسمه : يقال : غيَّره المرض .
وكان إذا تغير جسمه بجوع أو تعب ، قيل قد تغير .
وكذا إذا غيَّر لون شعر رأسه ولحيته قيل قد غير ذلك ، وكذا إذا تغيَّر خلقه ودينه ، مثل أن يكون فاجراً فيتوب ، ويصير براً ، أو يكون براً فينقلب فاجراً . فهذا يقال عنه إنه قد تغير .
وكذا الشمس إذا اصفرت قيل تغيرت ، ويقال وقت العصر ما لم يتغير لون الشمس . والأطعمة إذا استحال لونها أو ريحها ؛ يقال : تغيرت أيضاً .
فاللبن يتغير طعمه من الحلاوة إلى الحموضة ، ونحو ذلك .
وكذلك يقال فلان قد تغير على فلان إذا صار يبغضه بعد المحبة ، فإذا كان ثابتاً على مودته لم يُسَمَّ هشته إليه وخطابه له " تغيُّرا ".
وإذا جرى على عادته في أقواله وأفعاله فلا يقال‏:‏ إنه قد تغير، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏11‏]‏ ومعلوم أنهم إذا كانوا على عادتهم الموجودة يقولون ويفعلون ما هو خير لم يكونوا قد غيروا ما بأنفسهم، فإذا انتقلوا عن ذلك فاستبدلوا بقصد الخير قصد الشر، وباعتقاد الحق اعتقاد الباطل، قيل‏:‏ قد غيروا ما بأنفسهم، مثل من كان يحب الله ورسوله والدار الآخرة فتغير قلبه، وصار لا يحب الله ورسوله والدار الآخرة، فهذا قد غير ما في نفسه‏.‏
والمقصود أن مثل هذه الأمور يقال لها تغيُّرٌ . أما ما يقوم بالانسان من أفعالٍ : كتكلمه ، ومشيه ، وقيامه ، وقعوده ، وطوافه وصلاته ، وركوبه ، وأمره ، ونهيه ، فلا يقال إن هذا تغير .
فالناس لا يقولون للإنسان إذا كانت عادته أن يقرأ القرآن ويصلي الخمس أنه كلما قرأ وصلى قد تغير ، وإنما يقولون ذلك لمن لم تكن عادته هذه الأفعال ، فإذا تغيرت صفته وعادته قيل : إنه قد تغير .
وكذلك الناس لا يقولون للشمس والكواكب إذا كانت ذاهبة من المشرق إلى المغرب : إنها متغيرة .
ولا يقولون للماء إذا جرى مع بقاء صفائه أنه تغير .
ولا يقال عند الإطلاق للفاكهة والطعام إذا حُوِّل من مكان إلى آخر : أنه تغير . ويقولون تغيُّر الهواء ، إذا برد بعد السخونة ، ولا يكادون يسمون مجرد هبوبه تغيراً ، وإن سمي بذلك فهم يفرقون بين هذا وهذا .
ولهذا لم يطلق على الصفة الملازمة للموصوف أنها مغايرة له ، لأنه لا يمكن أن يستحيل عنها ولا يزايل .
والناس إذا قيل لهم : التغير على الله ممتنع ، فهموا من ذلك الاستحالة والفساد ، مثل انقلاب صفات الكمال إلى صفات نقص ، أو تفرق الذات ، ونحو ذلك مما يجب تنزيه الله عنه . والله أجل وأعظم من أن يخطر بقلوب المؤمنين قيام القبائح والآفات والعيوب به سبحانه وتعالى " درء تعارض العقل والنقل ( 2 / 239 ) .
وأما كونه سبحانه يتصرف بقدرته ، فيخلق ، ويستوي ، ويفعل ما يشاء بنفسه ، ويتكلم إذا شاء ، ونحو هذا ، فهذا لا يسمونه تغيرا . فإن صفة الموصوف الازمة له لا تُسمى تغيرا
فالرب تعالى لم يزل ولا يزال موصوفاً بصفات الكمال ، منعوتاً بنعوت الجلال والإكرام ، وكماله من لوازم ذاته ، فيمتنع أن يزول عنه شيء من صفات كماله ويمتنع أن يصير ناقصاً بعد كماله .
" وهذا الأصل " عليه قول السلف ، وأهل السنة : أنه لم يزل موصوفاً بصفات الكمال ، ولايزال كذلك ، فلا يكون متغيرا ، وهذا معنى قول من يقول : يا من يُغَيِّر ولا يتغير !!! " مجموع الفتاوى ( 6 / 249 – 250 ) .
وذكر البخاري عن نعيم بن حماد أنه قال " إن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل ، فمن كان له فعل فهو حي ، ومن لم يكن له فعل فهو ميت .
" خلق أفعال العباد ( ص 117 ) .
ولكن حجج النفاة مبناها على ألفاظ مجملة موهمة ، كما قال الإمام أحمد : يتكلمون بالمتشابه من الكلام ، ويلبسون على جهال الناس بما يُشَبِّهون عليهم ، حتى يتوهم الجاهل أنهم يعظمون الله ، وهم إنما يقودهم قولهم إلى فرية على الله . " درء تعارض العقل والنقل ( 4 / 72 – 75 ) .
وصدق فيهم – أي النفاة والمفوضة والمرجئة والمعطلة وأمثالهم - قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث جاء عن عائشة قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ) وقرأ إلى ( وما يذكر إلا أولو الألباب ) . قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت وعند مسلم رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم " متفق عليه .
قال صاحب كتاب إغاثة اللهفان ( ص 127 ) وفي ختام الرد على الشبهات نقول : إن النصوص الدالة على علو الله على خلقه كثيرة منتشرة ، قد بهرت المتكلمين بكثرتها وقوتها ، وليس معهم في نفي ذلك ، لا عقل صريح ، ولا نقل صحيح ، فهم يظنون أن معهم عقليات ، وإنما معهم جهليات : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } (النور:39)
. فهم لا يرجعون في قولهم إلى آية من التنزيل محكمة ، ولا رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحة ، فارقوا الدليل واتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل .
* يقول صاحب الرسالة ما نصه " قال الإمام أحمد لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ، وعلى ذلك قول أبى جعفر الطحاوى وأئمة أهل السنة بعدم إثبات الجهة وليس معنى عدم إثبات الجهة معناه الحلول فى كل مكان ؛ لأن الله تبارك وتعالى : علىّ ظاهرُ باطنُ ، والأماكن مخلوقة من كل الجهات وأحكام المخلوقات لا تقع على الخالق وكذلك الزمان .... ، فوضح الفرق بين قول الجهمية( فى كل مكان) وبين قول أهل السـنة (لا يحويه مكان ) ، .... ، ومن العجب أن أهل هذا المذهب فى الزمان الذي نحياه الآن مازالوا يقولون بهذا وقد أظهر الله لنا بالعلوم الحديثة كروية الأرض والسماء محيطة بنا من كل الجهات الست والزمن ناشئ من دوران الأرض فقط لاغير ويقول أئمة أهل السنة الكبار "لا يحويه مكان ولا يجرى عليه زمان"وهم يقولون الآن السماء فى جهة الفوقية ويجرى عليه زمان!!!فإنها لا تعمى الأبصار ولكنها تعمى القلوب التي فى الصدور.وأنالا أقول بالعلم الحديث إلا إذا كان موافقاً للنص –
* يا صاحب الرسالة أهل السنة والجماعة لا يقولون أن السماوات والأراضين تحيط به سبحانه بل هو فوق سماواته وقد بينا ذلك فيما سبق وسنعلق على هذا أيضاً كما سيأتي ولكن يا صاحب الرسالة لا تتقول على الإمام أحمد ما لم يقل أنا أسألك من أين أتيت بالنص الذي تقولته عليه ؟ كما تقولت من قبل على علي رضي الله عنه .
أخي القارىء أمامك جميع كتب الحديث والأسانيد والمصنفات وهي " صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، سنن الترمذي ، سنن أبي داود ، سنن ابن ماجه ، سنن النسائي, مسند أحمد ، موطأ مالك ، سنن الدارمي ، مستدرك الحاكم ، سنن البيهقي ، سنن الدارقطني ، صحيح ابن حبان ، صحيح ابن خزيمة ، مسند أبي يعلي ، مسند اسحاق بن راهويه ، مسند عبد الله بن مبارك ، مسند الشافعي ، مسند ابن جعد ، مصنف ابن أبي شيبة وغيرهم فارجع إليها وابحث فيها هل تجد ما يزعم صاحب الرسالة ويتقول على علي رضي الله عنه والإمام أحمد ؟ ، علماً أننا لا نقول أنه سبحانه تحيط به الجهات الست ، نقول كما قال السلف هو فوق خلقه مستو على عرشه بائن منهم أحاط بما لديهم علماً .
* وما أجمل وأحسن ما قاله الإمام أحمد حيث قال " كان الله ولا شيء ، - لقوله صلى الله عليه وسلم : " كان الله ولم يكن شيء قبله " صحيح - الطحاوية -
ولما خلق سبحانه الخلق لم يخلقهم في ذاته ومن اعتقد ذلك فقد كفر حين زعم أنه خلق الجن والإنس والشياطين في نفسه ، إذاً سبحانه خلقهم خارج ذاته ، ومن اعتقد أنه سبحانه خلقهم خارج ذاته ثم دخل فيهم فقد كفر حين زعم أنه دخل في كل مكان رجس قذر رديء ، إذاً سبحانه خلقهم خارجاً من نفسه ثم لم يدخل فيهم وهو قول أهل السنة " الرد على الزنادقة والجهمية ( ص 53 ) قول أهل السنة أنه عالٍ على خلقه مستو على عرشه أحاط بما لديهم علماً " .
* يا صاحب الرسالة استمع لما قاله الإمام أحمد في رده له على الزنادقة والجهمية قال - ص48-49 - : " أنكرتم أن يكون الله على العرش ، وقد قال تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، وقال { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وما بينهما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش } وقد أخبرنا أنه في السماء فقال : {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرض}{أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً } وقال {إليه يصعد الكَلِمُ الطَّيِّب }، وقال {إني متوفيك ورافعك إلَيَّ} - أي لعيسى عليه السلام - وقال {بل رفعه إليه}وقال {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ}وقال {يخافون ربهم من فوقهم } وقال {ذي المعارج}وقال { وهو القاهر فوق عباده}وقال {وهو العلي العظيم } فهذا خبر الله أخبرنا أنه في السماء
وقال أيضاً " وإنما معنى قوله جل شأنه {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ }يقول : هو إلــه من في السماوات وإلـه من في الأرض ، وهو على العرش وقد أحاط علمه بما دون عرشه ، ولا يخلو من علم الله مكان ، ولا يكون علم الله في مكان دون مكان ، فذلك قوله { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً}(الطلاق: من الآية12) - الرد على الجهمية ص39 –) .
* وأما الشبهة التي أثارها صاحب الرسالة عن كروية الأرض والسماء تحيط بها ، أي وكأنه يريد القول – على حسب ما استنتجته من قوله - أنه كيف تنسب العلو لله فإن كان في جانب في جهة الفوق لكان أسفل بالنسبة إلى سكان الجانب الآخر ؟
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 25 / 196- 197 ) أن يقال : القائلون بأن العالم كرة يقولون : إن السماء عالية على الأرض من جميع الجهات ، والأرض تحتها من جميع الجهات ، والجهات قسمان : حقيقية ولها جهتان ، العلو والسفل فقط ، فالأفلاك وما فوقها هو العالي مطلقاً ، وما في جوفها هو السافل مطلقاً ، وإضافية : وهي الجهات الست بالنسبة للحيوان ، فما أمامه يقال له أمام ، وما خلفه يقال له خلف ، وما عن يمينه يقال له اليمين ، وما عن يساره يقال له اليسار ، ما فوق رأسه يقال له فوق ، وما تحت قدميه يقال له تحت .
أرأيت لو أن رجلاً علَّق رجليه إلى السماء ورأسه إلى الأرض أليست السماء فوقه وإن قابلها برجليه ؟! .
وإذا كان كذلك ، فالملائكة الذين هم في السماء ، هم باعتبار الحقيقة كلهم فوق الأرض ، وليس بعضهم تحت شيء من الأرض ، وكذلك السحاب وطير الهواء ، هو من جميع الجوانب فوق الأرض وتحت السماء ، ليس شيء منه تحت الأرض . وكذلك ما على ظهر الأرض من الجبال والنبات والحيوان والأناسي وغيرهم ، هم من جميع جوانب الأرض فوقها ، وهم تحت السماء ، وليس أهل هذه الناحية تحت أهل هذه الناحية ، ولا أحد منهم تحت الأرض ، ولا فوق السماء البتة .
وإذا كانت هذه المخلوقات لا يلزم من علوها على ما تحتها أن تكون تحت ما في الجانب الآخر من العالم ، فالعلي الأعلى سبحانه أولى أن لا يلزم من علوه على العالم أن يكون تحت شيء منه .
ويقول رحمه الله أيضاً في " درء تعارض العقل والنقل ( 6 / 332 ) ما نصه : ومن العجب أن هؤلاء النفاة يعتمدون في إبطال كتاب الله ، وسنة أنبيائه ورسله ، وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها ، وما فطر الله عليه عباده ، وجعلهم مضطرين إليه عند قصده ودعائه ، ونصب عليه البراهين العقلية الضرورية ، وعلى مثل هذه الحجة التي لا يعتمدون فيها إلا على مجرد خيال ووهم باطل ، مع دعواهم انهم هم الذين يقولون بموجب العقل ، ويدفعون موجب الوهم والخيال .
* قال صاحب الرسالة معلقاً على هذا الحديث والذي هو في الصحيحين " جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه قال { وما قدروا الله حق قدره } يقول " لو أثبت أن الأصابع في حديث الأصابع الذي قاله اليهودي في حضرة النبي صلى الله عليه واَله وسلم فلو أثبت أن الأصابع صفات ذات للمولى عز وجل فلفظة ( يضع ) التي في الحديث معلومة المعنى لغوياً ، فإذا أثبت أن الأصابع صفات ذات مع نفى الكيفية فلابد أن يقول أن الذات تحت الأنهار وتحت الجبال وتحت الثرى التزاماً بدلالة ( يضع ) على الظاهر مع نفى الكيفية !!!
* أنا لا أدري يا صاحب الرسالة لماذا تصر على تعطيل النصوص ؟ والله ما أرى هذا إلا اتباع للظن وما تهوى الأنفس ، وقد بينا في سياق هذه الرسالة أن الأصل في الكلام أنه يحمل على الحقيقة ولا يصرف إلى المجاز إلا إذا استحال حمله على الحقيقة ، ولا يحمل الكلام على مجازه إلا بدليل صحيح يمنع الحقيقة ، ويشترط لصحة استعمال اللفظ من مجازه وجود ارتباط بين المعنى الحقيقي والمجازي ليصح التعبير عنه وهو ما يسمى في علم البيان " بالعلاقة " ، أي لابد أن يكون هناك علاقة بين الحقيقة والمجاز لأجل أن يصح التعبير به عنه فإن لم يكن له علاقة فلا يصح المجاز ، تبيان ذلك : التعبير عن النفس بالرقبة ، حيث هناك علاقة بينهما ، فمثلاً تريد أن تقول اشتريت عبداً واعتقته فلو قلت اشتريت نفساً وأعتقتها فصحيح لأن النفس لها علاقة بالرقبة أو تقول اشتريت رقبة فاعتقتها ، أما تقول ذهبت إلى السوق واشتريت ظفراً واعتقته فهذا لا يصح لأنه لا علاقة للظفر أن يمثل النفس .














الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرد الصحيح (نزول الحق سبحانه كل ليلة إلى السماء الدنيا )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نزول الله سبحانه إلى السماء الدنيا
»  الرد الصحيح (التصريح برفع بعض المخلوقات إلى سبحانه وتعالى )
»  الرد الصحيح (- واللّه ـ سبحانه ـ قد أخبرنا أن في الجنة لحما ولبنًا، وعسلاً وماءً، وحريرًا وذهبًا‏.‏)
» نزول المسيح عليه الصلاة والسلام من السماء (نزول له عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عند صلاة الفجر)
»  الرد الصحيح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: