ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الاخوان المسلمون / تنظيم علاقات الدولة بالدول الخارجية (4)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الاخوان المسلمون / تنظيم علاقات الدولة بالدول الخارجية (4) Empty
مُساهمةموضوع: الاخوان المسلمون / تنظيم علاقات الدولة بالدول الخارجية (4)   الاخوان المسلمون / تنظيم علاقات الدولة بالدول الخارجية (4) Emptyالأربعاء يناير 13, 2010 1:52 pm

الاخوان المسلمون / تنظيم علاقات الدولة بالدول الخارجية (4) TilE5-I7E1_777028188
- تنظيم علاقات الدولة بالدول الخارجية:
الإسلام يعتبر الأمة الإسلامية أمينة على رسالة الله في أرضه، ولها في العالم مرتبة الأستاذية، ولا نقول السيادة، بحكم هذه الأمانة. فلا يسمح لدولة من دول الإسلام أن تذل لأحد، أو تستعبد لأحد، أو تلين قناتها لمغامر، أو تخضع لغاصب معتد أثيم. وعلاقة الدولة بالدول الخارجية، هي ما ينظمه في عصرنا الحديث ما يسمى (بالقوانين الدولية) والمعاهدات والمواثيق العالمية التي توقع عليها مجموعة الدول المشتركة، وتلتزم القيام بشرائط هذه المعاهدات وقيودها. وقد جعل الإسلام قانونه في العالم الدولي. بل العالم الإنساني، هو الوفاء بالعهد ) وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ( وقد عظم الله الوفاء بالعهد والموفون به، بقدر ما حقر الذين ينقضون عهودهم، ويخفرون ذممهم، حتى نبذهم من ساحة الإنسانية، وزجهم في حظيرة الحيوانية، ) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ( وحتى المسلمون حين يستنصرون المسلمين على الأعداء، فإن هذا لا يبيح لإخوانهم نقض العهد الذي سبق له الأداء ) وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ( وهي قمة الوفاء بالعهد تقصر دونها الكلمات.
ولم تكن هذه مثلاً نظرية ومبادئ مثالية، إنما كانت سلوكاً واقعياً في حياة المسلمين. وفي علاقتهم الدولية جميعاً. والأمثلة على ذلك كثيرة من الواقع التاريخي في الإسلام. قال حذيفة بن اليمان: ما منعني أن أشهد بدراً إلا أنني خرجت أنا وأبو الحسيل فأخذنا كفار قريش. قالوا: إنكم تريدون محمداً؟ قلنا ما نريده وما نريد إلا المدينة. فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننطلق إلى المدينة، ولا نقاتل معه. فأتينا رسول الله فأخبرناه الخبر فقال: " انصرفا نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم ".
ثم يمضي الإسلام في طريقه العلوي، مع الشرف والكرامة والأخلاق فلا يبيح الغدر حتى وهو يخشى خيانة الآخرين. فلابد أن يعالنهم بالعداوة، ويجاهرهم بالحرب، وينبذ إليهم عهدهم في وضح النهار، ولا يبيتهم بالغدر وهم منه على عهد وميثاق ) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (. (114)
على أن الإسلام أمر أيضاً بأن تتكتل الدول الإسلامية جميعاً تحت الراية الإسلامية. في ميدان السياسة الدولية، وفي المجال الاقتصادي، وفي المجال الحربي، ويكون تكتلها على أساس أنها أولاً تطلب الاستقلال والحرية كاملين لها ولأهلها جميعاً، وأنها ستكون حرباً على كل معتد على هذا الاستقلال. وأنها ثانياً – تقف ضد كل اعتداء وكل استعمار من أي نوع على ظهر هذه الأرض جميعاً. وهذه الكتلة المتجانسة هي التي تملك أن تحمل راية جديدة تمثل فكرة إنسانية جديدة وتلوح بها للبشرية الضالة المعذبة (115).
وهكذا نرى أن الإسلام ينظم علاقات الأفراد ببعضهم، وعلاقات الحاكمين بالمحكومين، وعلاقات الدول بالدول الأخرى، كأحدث ما تتطلبه النظم الاجتماعية العصرية، بل بصورة لم يتوفر لإحدى هذه النظم أن يبلغها .
ولعل هذا الإيضاح يكفي لتنوير الأذهان عن صلاحية الإسلام ليكون نظاماً اجتماعياً للحياة، فضلاً عن كونه ديناً ينظم صلة العبد بخالقه، وهكذا فهم الإخوان المسلمون الإسلام واقتنعوا بذلك الفهم، وآمنوا به، ودعوا الناس إليه.
ولعل خير ما نختم به هذا الفصل، هو أن ننقل رأي المؤتمر الدولي للقانون المقارن، الذي عقد في باريس، وقررت شعبته الشرقية في جلستها النهائية في 7 يوليو 1951 القرار الإجماعي التاريخي الآتي:-
" إن المؤتمرين – وقد أبدوا الاهتمام بالمشاكل المثارة أثناء أسبوع القانون الإسلامي، وما جرى في شأنها من مناقشات، أوضحت بجلاء ما لمبادئ القانون الإسلامي من قيمة لا تقبل الجدال، كما أوضحت أن تعدد المدارس والمذاهب داخل هذا النظام القانوني الكبير، إنما يدل على ثروة من النظريات القانونية والفن البديع، فكل هذا يمكن هذا القانون من تلبية جميع حاجيات الحياة العصرية – يبدون الرغبة في أن يواصل الأسبوع أعماله كل سنة، ويكلف مكتب الأسبوع بوضع لائحة بالموضوعات التي جرت خلال الأسبوع – أن تكون موضع البحث أثناء الدورة القادمة ". (116).
وهكذا تعترف المؤتمرات الدولية بثروة القوانين الإسلامية، وصلاحيتها لتلبية جميع حاجيات الحياة العصرية، ويجهل ذلك أو ينكره كثرة غالبة من أبناء الإسلام.
(لوحة الهرم الإداري للإخوان المسلمين)
نلاحظ في اللوحة المبينة للتنظيم الإداري للإخوان المسلمين أنها تبدأ بالهيئة التأسيسية، وهي الهيئة التي تتبع منها السلطة الأولى في الإخوان، وهي تقوم مقام الجمعية العمومية في سائر المنظمات الأخرى، لأن الجمعية العمومية الحقيقية للإخون لا سبيل إلى اجتماعها لأنها تبلغ عدة ملايين، ومن ثم استعيض عنها بالهيئة التأسيسية، لعدم توفر الإمكانيات المادية لاجتماع جميع الإخوان. والهيئة التأسيسية هي مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين، والجمعية العمومية لمكتب الإرشاد العام. وتتكون الهيئة التأسيسية من الإخوان الذين سبقوا بالعمل الدعوة، ومهمتها الإشراف العام على سير الدعوة، واختيار أعضاء مكتب الإرشاد، وانتخاب مراجع حسابات . (117).
واجتماعات الهيئة الدورية أول شهر من كل عام هجري (محرم) لسماع ومناقشة تقرير مكتب الإرشاد عن نشاط الدعوة في العام الجديد، واختيار الأعضاء الجدد إذا حل موعد اختيارهم، ومناقشة تقرير المراجع عن الحساب الختامي للسنة الماضية، والميزانية المقترحة للسنة الآتية، وانتخاب المراجع الجديد، إذا حل موعد انتخابه (ويجب أن يكون من أعضائها وألا يكون من المختارين لمكتب الإرشاد العام) وللنظر في غير ذلك من الأعمال والمقترحات التي تعرض عليها. وتجتمع في غير هذا الموعد اجتماعاً فوق العادة بدعوة من المرشد العام إذا حدث ما يدعو إلى ذلك، أو بقرار من مكتب الإرشاد، أو بطلب من عشرين عضواً. والمرشد العام هو الذي يرأس الاجتماع، فإذا لم يحضر أو كان الاجتماع لأمر يتصل به، أو رأى أن يتنحى عن رئاسة الجلسة،قام بذلك الوكيل فإذا تخلف أو اعتذر، فأكبر الأعضاء سناً، ويكون الاجتماع صحيحاً إذا حضرته الأغلبية المطلقة (النصف زائداً واحداً) إلا في الحالات التي اشترط لها نصاب خاص.
وللهيئة التأسيسية أن تقرر في أي اجتماع منح بعض الإخوان حق العضوية للهيئة التأسيسية بشرط أن تتوفر فيمن يراد منحه إياها هذه الشروط:
(أ) أن يكون من الأعضاء المثبتين.
(ب) ألا تقل سنه عن خمس وعشرين سنة هلالية.
(جـ) أن يكون قد مضى على اتصاله بالدعوة خمس سنوات على الأقل.
(د) أن يكون متصفاص بالصفات الخلقية والثقافية والعلمية التي تؤهله لذلك.
ويجب ألا يزيد عدد من يمنحون هذه العضوية على عشرة إخوان في كل عام، على أن يراعى في اختيار هؤلاء تمثيل المناطق بقدر الإمكان (118).
ومكتب الإرشاد العام الذي تنتخبه الهيئة التأسيسية يتكون من اثنى عشر عضواً، ينتخبون من بين أعضاء الهيئة، عدا المرشد العام، ويلاحظ في انتخابهم أن يكون تسعة منهم من إخوان القاهرة، والثلاثة الباقون من بين إخوان الأقاليم.
ويشترط، فيمن يرشح لعضوية المكتب أن تتوفر فيه الشروط الآتية:
(أ) أن يكون من بين أعضاء الهيئة التأسيسية وأن يكون قد مضى على عضويته فيها مدة لا تقل عن ثلاث سنوات.
(ب) أن يكون مؤهلاً من النواحي الخلقية والعلمية والعملية لهذه العضوية.
(جـ) ألا تقل سنة عن ثلاثين سنة هجرية.
ويتم الانتخاب بالاقتراع السري، وبعد إعلان النتيجة يقسم العضو أن يكون حارساً لمبادئ الإخوان، واثقاً بقيادتهم، منفذاً لقرارات المكتب القانونية وإن خالفت رأيه، ويبايع على ذلك. ثم تنتخب الهيئة التأسيسية أيضاً من بين الإخوان التسعة القاهريين وكيلاً، وسكرتيراً عاماً وأميناً للصندوق، ومدة عضوية المكتب سنتان، ويتجدد الانتخاب في نهاية المدة، ويجوز اختيار العضو لأكثر من مدة، وإذا خلا مكان أحد الأعضاء قبل مضي المدة المحددة، حل محله الذي يليه في عدد الأصوات في انتخابات الهيئة (119).
والمقر الرئيسي للإخوان، والمرشد العام، ومكتب الإرشاد، هو المركز العام. ويتفرع من المركز العام المكاتب الإدارية، وعددها في القطر المصري تسعة عشر مكتباً إداريا، في كل مديرية أو محافظة، والمكاتب الإدارية الموجودة حالياً هي:
القاهرة، والإسكندرية، والقنال، والسويس، والشرقية، والغربية، والفؤادية، والمنوفية، والبحيرة، والقليوبية، والجيزة، والفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، وقنا، وأسوان، والبحر الأحمر.
ويتفرع من المكاتب الإدارية المناطق، وهي في كل قسم أو مركز وإن كان من الجائز أن تضيق أو تتسع عن هذه الدائرة، وعدد المناطق الموجودة حالياً 300 منطقة.
ويتفرع من المناطق الشعب، ويمكن أن توجد شعبة في كل قرية أو بلدة، وعدد الشعب الموجودة حالياً 1500 شعبة.
ويوجد بمدينة القاهرة وحدها حالياً 70 سبعون شعبة، مع ملاحظة التضييق الشديد، والالتزامات المادية والأدبية، التي يشترطها المركز العام للسماح بفتح الشعبة.
والمكتب الإداري له مجلس إدارة يتكون من رئيس المكتب الإداري ويكون عادة رئيس الشعبة الرئيسية، ويجوز أن يختاره مكتب الإرشاد العام وإن لم يكن رئيس شعبة أو عضواً فيها، ووكيل المكتب الإداري، وسكرتيره، وأمين صندوقه، ويكونون عادة يشغلون هذه المناصب في الشعبة الرئيسية، أما باقي أعضاء مجلس إدارة المكتب الإداري، فهم رؤساء المناطق في دائرة مكتب وأعضاء الهيئة التأسيسية بنفس الدائرة، ومندوبو النشاط في المكتب الإداري، وزائر لمكتب الإرشاد، ورأيه استشاري، وليس له حق التصويت (120).
ويتكون مجلس إدارة المنطقة من رئيس الشعبة الرئيسية في المنطقة ورؤساء بقية الشعب الداخلة في المنطقة، وزوار الشعب، وزائر المكتب الإداري، ومندوبو أوجه النشاط في الشعبة الرئيسية (121)
ومجلس إدارة الشعبة يتكون من خمسة أشخاص أحدهم يختاره المركز العام وهو رئيس الشعبة، والأربعة الباقون تنتخبهم الجمعية العمومية للشعبة، على أن يكون اثنان منهم وكيلين، والثالث سكرتير، والرابع أمين صندوق، وعلى أن يكون الانتخاب سرياً (122)
ويشترط في عضو مجلس إدارة الشعبة، أن تكون سنة 21 سنة هلالية على الأقل، وأن يكون قد مضى على عضويته في الشعبة مدة عام على الأقل لم يعرف عنه في أثنائها ما يتنافى مع واجبات العضوية.
ويشترط في عضو الشعبة ما يأتي:
(ا) أن لا يقل عمره عن ثمانية عشر عاماً.
(ب) أن يكون حسن السير والسلوك ولم تصدر ضده أحكام مخلة بالشرف.
(جـ) أن يكون فاهماً فكرة الإخوان ناهضاً بواجباته.
(د) أن يفرض على نفسه إشتراكاً شهرياً يدفعه للشعبة بانتظام.
(هـ) أن يتعهد بالعمل بقانون الإخوان المسلمين ويبايع بيعتهم (123)
والشعبة خاضعة للمنطقة التي تتبعها، والمنطقة خاضعة للمكتب الإداري الذي تتبعه، والمكتب الإداري خاضع لمكتب الإرشاد العام، ويكون الاتصال بين هذه الوحدات طردياً أو عكسياً عن طريق هذا التسلسل.
وباستعراض التنظيم الإداري للإخوان، تجد أنه يضارع أحسن التنظيمات الإدارية الحديثة التي يقررها علم الإدارة " Administration " ولو أن الناحية الإدارية المظهرية للإخوان توحي لمن لا يعرفونهم بأن إدارة الجماعة تسير على نظام الفردية " Autocracy " التي كانت تسير عليها النازية والفاشية، والتي تنحصر في العبارة: " أنت تفعل ما آمرك به، وأنا أفعل ما هو في صالحك"
" You do what I tell you and I do what is good for you"
وأنه لا مجال لتنفس الآراء بين الإخوان وخاصة في النواحي الإدارية. إلا أن الحقيقة غير ذلك، فهم يسيرون على الطريقة الشورية تماماً، فالهيئة التأسيسية هي التي تنتخب مكتب الإرشاد العام، والمرشد العام، والوكيل العام، والسكرتير العام، وأمين الصندوق. كما أن كل من المكتب الإداري، والمنطقة، والشعبة، هي التي تنتخب مجلس إدارتها. وقد احتفظ المركز العام لنفسه بحق تعيين الرئيس حرصا على وحدة الأمر " Unity of Command " أولاً، وحرصاً على أن يكون رؤساء هذه الوحدات ممن تشربوا الفكرة جيداً، ووضع الرجل الصالح في المكان الصالح إذا لم يكن معروفاً أو لم يكن يحسن التعريف بنفسه ثانياً، أما إذا وفق الأعضاء في هذه الوحدات إلى انتخاب من يراه المركز العام صالحاً لقيادتها، فإن المركز العام يقر ذلك الانتخاب ويوافق عليه في الحال.
على أن الإدارة في الإخوان تسير إلى حد كبير على أمثلة النظم الإدارية الحديثة الذي يسمى " المسئولية المشتركة " Shared Responsibility " والذي كان نتيجة لسابق تجربة النظامين الآخرين، وهما نظام الفردية والديمقراطية. ونظام المسئولية المشتركة يقوم على العمل على أخذ موافقة الجميع لا الأغلبية فقط، كما هو الحال في النظام الديمقراطي، حتى ولو أدى ذلك إلى الاتصال الشخصي بالأعضاء لإقناعهم برأي الأغلبية، حتى يصدر الرأي بالإجماع، ومن ثم يتعاون الجميع في تنفيذه. ولهذا كانت معظم قرارات الإخوان الهامة تصدر بالإجماع، وذلك حرصاً على وحدتهم، وعدم وجود انقسام في صفوفهم، أو تكتلات داخلية بينهم، إلا في الحالات التي يتعذر فيها الإجماع فتصدر القرارات بالأغلبية المطلقة. كما أنه قد نص في القرارات الخطيرة مثل تعيين المرشد العام أو عزله، أن تصدر الآراء بموافقة ثلاثة أرباع الحاضرين، على أن يكون عدد الحاضرين أربعة أخماس أعضاء الهيئة.
بينما في الطريقة الديمقراطية تدصر جميع القرارات بالأغلبية المطلقة " النصف زائداً واحداً" ولا يشترط حضور أربعة أخماس أعضاء الهيئة، بل يشترط أن يكون العدد يسمح بقانونية الاجتماع فقط.
كما يلاحظ أننا لم نبين في لوحة الهرم الإداري – الهيئة الفنية – Staff unit المبينة بلوحة التنظيم الإداري، وذلك لأن هذه الهيئة في الإخوان – كما تنص على ذلك أيضاً النظم الإدارية الصحيحة – استشارية فقط " for Advisory & investigation " فهي للدارسة والاستشارة، ولها حق تقديم توصيات فقط. أما الأقسام الرئيسية والوحدات المنفذة أو الـ " Line units " فهي وحدات الأمر والتنفيذ " for command & Action "
ثانياً: التمويل:
ينص القانون الأساسي أن " على كل عضو أن يقرر على نفسه اشتراكاً مالياً، شهرياً أو سنوياً، يقوم بتسديده بانتظام. ولا يمنع ذلك من المساهمة في نفقات الدعوة بالتبرع، أو الوصية، أو الوقف، أو كلها معا. كما أن للدعوة حقاً في زكاة أموال الأعضاء القادرين على ذلك ويعفى من كل هذه التكاليف المالية غير المستطيعين بقرار من إدارة الشعبة. بعد التأكد من حالة عدم الاستطاعة . وكل ما يدفع لا يجوز طلب رده بحال (124).
كما أنه على كل شعبة أن تساهم بما يكفي نفقات المنطقة التي تتبعها ثم المكتب الإداري، وعلى كل مكتب إداري أن يقدم شهرياً للمركز العام ما يكفي نفقاته. ويحدد مكتب الإرشاد ما يدفعه كل مكتب شهرياً وتواريخ الدفع (125).
كما أن جميع المؤسسات الإخوانية التي تدر أرباحاً تخصص جانباً من أرباحها السنوية للمركز العام.
الباب الثاني
الخدمات التي يؤديها الإخوان للمجتمع المصري
الفصل الأول:الخدمات الاجتماعية:-
أ- بر وخدمة اجتماعية.
ب- التربية البدنية والكشافة.
جـ- وطنية وقومية.
الفصل الثاني: الخدمات الثقافية:
أ- تربوية روحية.
ب- ثقافية إسلامية
جـ- علمية تعليمية.
د- أبحاث توجيهية.
الفصل الثالث: نشاط الإخوات المسلمات.
الفصل الرابع: الخدمات الاقتصادية:
أ- تدعيم الاقتصاد القومي.
ب- تشجيع الادخار في الطبقات الشعبية.
الفصل الخامس: الخدمات الصحية:-
المستشفيات والمستوصفات التي أنشأها الإخوان.
الفصــل الأول
الخدمـــات الاجتماعيـــة
قد يعجب الكثيرون إذا أراد إنسان أن يتحدث عن نشاط الإخوان الاجتماعي، وذلك لأن الإخوان لا يهتمون بالدعاية لأعمالهم أولاً، ولحملات التشهير الواسعة التي شنتها الحكومات السابقة ضدهم ثانياً. إلا أن الحقيقة الواقعة. هي أن نشاط الإخوان الاجتماعي قد بدأ منذ نشأتهم. وقد سبق الإشارة في الجزء التاريخي إلى شيء من ذلك. كما أن قانون الإخوان الأساسي قد نص على أن من غايات الإخوان " تحقيق العدالة الاجتماعية، والتأمين الاجتماعي لكل مواطن، والمساهمة في الخدمة الشعبية، ومكافحة الجهل والمرض والفقر والرذيلة، وتشجيع أعمال البر والخير " (146)
لذلك عملوا من أول يوم على الإصلاح الريفي، وأسسوا جماعة للعناية بنهضة القرى المصرية، واشترك بعض الإخوان في عمل مزرعة تعاونية نموذجية في فرشوط، وشيدوا في إحدى القرى أربعة مدافن واسعة لدفن الفقراء والمساكين، وتبارت الشعب في إطعام الفقراء خلال الأشهر الثلاثة المباركة، وفي إنارة القرى، وإخراج الزكاة في رمضان، والعناية بالمصالحة بين المتخاصمين، وتولت إحدى اللجان إحصاء الأطفال المشردين والأسر الفقيرة، لتشغيل الأطفال في صناعات وإمكانهم، وإعالة العجزة الذين لا عائل لهم (127).
ولهذا فقد أنشأوا قبل صدور القانون رقم 49 لسنة 1945 الخاص بتنظيم الجماعات والمؤسسات الخيرية، مكتباً للمساعدات الاجتماعية، لرعاية الأسر الفقيرة للقيام بالخدمة الاجتماعية على أساس علمي صحيح، ليمكن الأسر الفقيرة من السير في طريق الحياة العادية، ولانتشالها من السقوط أو الموت جوعا.
على أنه يمكن تبويب الخدمات الاجتماعية التي يؤديها الإخوان للمجتمع المصري إلى ثلاثة أبواب:-
- بر وخدمة اجتماعية.
- التربية البدنية والكشافة.
- خدمات وطنية وقومية.
ولنتناول كل من هذه الأبواب بشيء من التفصيل فنقول:-
1- البر والخدمة الاجتماعية:-
كانت أنواع البر والخدمات الاجتماعية التي سبق الإشارة إليها طابع الإخوان في أول عهدهم. ولكنهم أنشأوا حين استقر بهم المقام في القاهرة مكتباً للمساعدات الاجتماعية على أحدث نظم الخدمة الاجتماعية. إذ نص على أن الخدمات الاجتماعية التي يقدمها تنقسم إلى أربعة أقسام هي:-
- خدمات مسكنة كإعطاء مساعدات للمحتاجين، وتكون عادة عينية، إلا إذا اقتضت الضرورة أن تكون المساعدة مالية، وجمع زكاة الفطر، ولحوم الأضاحي وجلودها، لتوزيعها على المستحقين.
- خدمات شافية: كمساعدة العاطل للحصول على عمل، وذلك بالاتصال بمصلحة العمل، والمصالح الأخرى، وأصحاب الأعمال، وأقراض رؤوس أموال صغيرة في بعض الأحوال بدون فائدة، وكذلك علاج المرضى بالمجان أو نظير أجر أسمي.
- خدمات واقية – مثل بث الدعوة الصحية بين الأسر التي يرعاها المكتب، والعمل على توفير وجبات غذائية تباع بمبلغ زهيد لفقراء الحي.
- خدمات إنشائية: للارتفاع بمستوى الحياة العادي، وذلك بالعمل على إنشاء ناد للعمال، وصغار أصحاب الأعمال الحرة، تنظم به أوقات فراغهم لكي ينتشلوا من السقوط، ويوجهوا توجيهاً مهنياً ووطنياً وصحياً.
وقد نص مشروع المكتب على أن المساعدات المادية تقدم للفئات الآتية:-
- الأسر الكريمة التي أخنى عليها الدهر.
- الأسر التي فقدت عائلها الوحيد وليس لها أي مورد رزق كاف.
- الأسر الفقيرة التي اشتهرت بحسن السير والسلوك ولم تصدر ضدها أحكام مخلة بالشرف، ولها استعداد لمعاونة المكتب في تحقيق رسالته بتنفيذ إرشاداته وتوجيهاته (128)
وحينما صدر القانون رقم 49 لسنة 1945 الخاص بتنظيم الجماعات والمؤسسات الخيرية، انشعب هذا المكتب من هيئة الإخوان، وأصبح قسماً مستقلاً له لائحته الخاصة به، وسمى باسم " جماعات أقسام البر والخدمة الاجتماعية للإخوان المسلمين " وتوسع دائرة نشاطه إلى تقديم خدمات صحية وثقافية سنتحدث عنها في بابها، بالإضافة على أنواع النشاط القديمة التي كان يقدمها مكتب المساعدات الاجتماعية السابق ذكره.
وقد قدم قسم البر والخدمة الاجتماعية قبل الحل خدمات كثيرة لا سبيل إلى حصرها، وكان للقسم قبل الحل 500 شعبة في أنحاء القطر المصري تشرف عليها وزارة الشئون الاجتماعية. (129)
أما بعد الحل والسماح للجماعة باستئناف نشاطها، فقد بدأ القسم نشاطه بمشروع ضخم يقوم به فرع البر والخدمة الاجتماعية للإخوان بحي الروضة بالقاهرة وهو بناء مؤسسة اجتماعية تشمل مسجد ومستوصف للعلاج، ومكتبة للمؤلفات العلمية، وصالة للمحاضرات. وقد تنازلت وزارة الأوقاف عن الأرض لهذا الغرض، وتطوع الدكتور المهندس سيد كريم بعمل تصميم المشروع. وقام الإخوان بتنظيف الأرض في الحال، وعمل سور خشبي وسقف مؤقت من الحصير، وأدخلوا النور الكهربائي إلى الأرض التي تستعمل كمسجد حالياً لعدم وفرة المساجد في ذلك الحي إلى أن تتم التبرعات التي تسمح لبدء البناء.
ولا يكتفي الإخوان بالإشراف على المساجد التي يمتلكونها بل إنهم يتعهدون المساجد المهجورة بالتعمير، والمهملة بالرعاية والإشراف، وتزويدها بالإمام وخطيب الجمعة باستمرار. وقد قمت بحصر المساجد التي يشرف عليها الإخوان هذا النوع من الإشراف في القاهرة وبندر الجيزة، فوجدت أن الإخوان يشرفون على المساجد الآتية:-
رقم مسلسل اسم المسجد العنوان منطقة الإخوان المشرفة نوع الإشراف ملاحظات
1 مسجد عماد الدين 42 ش محمد بك فريد منطقة وسط القاهرة كلي بما فيه الانفاق يملكه الإخوان
2 مصلى الزمالك شارع فؤاد الأول بجوار كوبري الزمالك منطقة وسط القاهرة كلي بما فيه الانفاق
3 زاوية سعيد السعداء شارع سعيد السعداء بحوش الشرقاوي بالدرب الأحمر منطقة وسط القاهرة كلي بما فيه الانفاق
4 مسجد المختار الفوطية باب الشعرية منطقة وسط القاهرة كلي بما فيه الانفاق
5 مسجد ميرزا بولاق منطقة وسط القاهرة إمام وخطيب
6 مصلى سوق الخضار بباب اللوق سوق الخضار بباب اللوق منطقة وسط القاهرة إمام وخطيب
7 مصلى شركة الترام شارع ما سبير منطقة وسط القاهرة إمام وخطيب
8 مسجد بهتيم بهتيم منطقة وسط القاهرة إمام وخطيب
9 مسجد جزيرة الشعير جزيرة الشعير منطقة وسط القاهرة إمام وخطيب
10 مسجد أبو الفضل شارع يحيى بحدائق شبرا منطقة وسط القاهرة إمام وخطيب
11 مسجد ساحل روض الفرج شارع عبد القادر طه بساحل روض الفرج منطقة وسط القاهرة إمام وخطيب
12 مسجد الكردي شارع أبو الفرج شبرا منطقة وسط القاهرة إمام وخطيب
13 مسجد منية السيرج منيه السيرج منطقة وسط القاهرة إمام وخطيب
14 مسجد الهدى يعقوب مصيري شبرا منطقة وسط القاهرة إمام وخطيب
15 مسجد سيدي فرج سيدي فرج منطقة شمال القاهرة إمام وخطيب
16 مسجد النجيلي مزلقان النجيلي منطقة شمال القاهرة إمام وخطيب
17 مسجد الروضة الروضة غرب القاهرة كلي بما فيه الإنفاق يملكه الإخوان
18 مسجد البسطامي الروضة غرب القاهرة إمام وخطيب
19 زواية شافعي فم الخليج غرب القاهرة إمام وخطيب
20 مسجد عمرو بن العاص مصر القديمة غرب القاهرة خطبة جمعة فقط
21 مسجد القادرية حي القادرية جنوب القاهرة إمام وخطيب
22 مسجد السيدة سكينة السيدة سكينة جنوب القاهرة إمام وخطيب
23 مسجد السيدة عائشة السيدة عائشة جنوب القاهرة خطبة جمعة فقط
24 مسجد المجاهد شارع بن عبادة الأنصاري عباسية شرق القاهرة إمام وخطيب
25 مسجد القوادرية شارع القوادرية الوايلية الصغرى شرق القاهرة كلي بما فيه الانفاق
26 مسجد الصديق شارع القرة قول بالعباسية شرق القاهرة كلي بما فيه الانفاق
27 مسجد عبد الجليل حمامات القبة شرق القاهرة إمام وخطيب
28 مسجد عبيد حارة الفص بشارع طور سينا سكاكيني شرق القاهرة كلي بما فيه الانفاق
29 مسجد محطة كوبري الليمون محطة كوبري الليمون شرق القاهرة خطبة جمعة فقط
30 مسجد الحداد الزيتون شرق القاهرة خطبة جمعة فقط
31 مسجد سيدي كمال شارع الحسينية بالجمالية شرق القاهرة خطبة جمعة فقط
32 جامع رمضان شارع الملكة شعبة الجيزة إمام وخطيب
33 مسجد الدخاخني شارع جمعية المحافظة على القرآن الكريم شعبة الجيزة إمام وخطيب
34 مسجد الساحة الشعبية شارع عباس بالجيزة شعبة الجيزة إمام وخطيب
35 مسجد البحبوحي غرب محطة سكة حديد الجيزة شعبة الجيزة إمام وخطيب
هذا بالنسبة للقاهرة وبندر الجيزة فقط، ومن الطبيعي أن يكون هناك مثل هذا الإشراف أو بعضه في جميع مديريات القطر المصري.
وتقوم الأقسام الرئيسية بالمركز بالمساهمة في الخدمات الاجتماعية بجوار الخدمات الأخرى التي تقوم بها، فقسم العمال والفلاحين تنص لائحته على أن من أغراضه " دراسة وشرح ونقد قوانين العمل وتبصير العمال بحقوقهم، والعمل للحصول على هذه الحقوق. وتوجيه الشركات العمالية وصبغها بالصبغة الإسلامية، وتوجيه العمال الصناعيين للاشتراك في النقابات والمطالبة بعمل نقابات للعمال الزراعيين، وبث روح التعاون في صفوف العمال من الإخوان، والاستفادةن من تكتلهم في مشروعات تعاونية.
وقد خطا القسم في سبيل ذلك خطوات عملية فأنشأ مدرسة عمالية بالمركز العام لتبصير العمال بحقوقهم، وشرح التشريعات العمالية وتبسيطها لهم، ومساعدتهم على الاستفادة من هذه التشريعات إلى أقصى حد ممكن. كما نصت لائحة القسم أيضاً على " العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق التكافل الاجتماعي. والأخذ بمبدأ الخدمات الاجتماعية في جميع المصانع. وحل مشاكل الفقر بين الفلاحين وما يتصل بها من مشاكل الملكية الزراعية ومطالبة الدولة بإصدار التشريعات الاقتصادية والاجتماعية التي تكفل ضمان حقوقهم. والعمل على حل المشاكل الاجتماعية العمالية المتجددة بما يحقق مصلحة العامل الصناعي والزراعي " (130)
وقد عمل قسم العمال من جانبه أيضاً على تقديم خدمات اجتماعية للعمال، وذلك بمساعدتهم في حل مشاكلهم. ففي إدارة القسم بالمركز العام محامون متخصصون في الشئون العمالية، لتوجيه العمال التوجيه السليم، وإرشادهم إلى ما فيه صالحهم. كما يعمل القسم أيضاً على مساعدة العاطلين على إيجاد أعمال لهم في حدود إمكانياته، وذلك بالاتصال بمصلحة العمل، والمؤسسات التجارية والصناعية التي تربطها بالإخوان صلات طيبة.
ويقوم قسم المهن بالمركز العام ببعض الخدمات الاجتماعية بالإضافة إلى أنواع نشاطه الأخرى، وقد نص على أن من أغراضه " توثيق الصلة بين أرباب المهن في مصر والبلاد الإسلامية " وتوسل لذلك بأن يعمل على توثيق الصلة بالشخصيات المهنية، والنقابات، والأندية والروابط، والجمعيات العلمية المحلية والدولية، وتنظيم إلحاق الإخوان الخريجين في الأعمال الحكومية والحرة بحسب الحاجة والإمكان (131).
أما فروع قسم المهن فإن ما يهمنا منها ونحن في صدد الحديث عن الخدمات الاجتماعية هو فرعين:
- فرع الزراعيين:- وقد ورد في أغراضه أنه يهدف على إعداد المناهج الإصلاحية من الناحية الزراعية ومنها دراسة مشروعات الصناعات الزراعية وتنفيذ ما يمكن تنفيذه عن طريق شركات مساهمة أو جمعيات تعاونية مثل:-
أ- منتجات الألبان.
ب- حفظ الخضر والفاكهة ومستخرجات النباتات الطبية.
جـ- العمل على رفع مستوى الإنتاج الزراعي وزيادة غلة الفدان وذلك بما يأتي:-
- حث المزارعين على إتباع أحدث الطرق الزراعية.
- استعمال التقاوي المنتقاة.
- العناية بالإنتاج الحيواني وتربية السلالات الممتازة.
- استغلال الآلات الميكانيكية استغلالاً تعاونياً لقصر الحيوانات على الإنتاج فقط.
- تربية الدواجن على أسس علمية صحيحة.
- نشر تربية النحل ودودة القز.
- نشر الصناعات الريفية.
- تسويق المحاصيل تعاونيا (132)
2- فرع الاجتماعيين:- ويتكون من:-
- المشتغلين والمتخصصين بالشئون الاجتماعية.
- الباحثون الاجتماعيون بمصلحة الضمان الاجتماعي.
- الأخصائيون الاجتماعيون بمصلحة الفلاح.
- خريجو قسم الاجتماع بكلية الآداب.
- خريجو مدرسة الخدمة الاجتماعية.
أهداف الفرع:-
أ- تقديم البحوث لتوجيه الحكومة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية على ضوء المبادئ الإسلامية.
ب- المساهمة في الخدمة الشعبية عن طريق تقديم البحوث العلمية والبيانات الفنية، اللازمة لإنشاء مؤسسات اجتماعية، لمكافحة الفقر والجهل والمرض والرذيلة. كما يقوم بتنسيق التعاون بين هذه المؤسسات.
جـ- العمل على تقديم الخدمات الاجتماعية للإخوان، وذلك عن طريق تعميم المشروعات الاجتماعية، مثل التأمين الاجتماعي، والصحي، ونظام القرض الحسن. وكذلك دراسة مشكلات الأفراد، وتقديم وسائل العلاج لمشاكلهم.
د- جمع البيانات في الميادين الاجتماعية، وفي مجتمع الإخوان، بقصد ترتيبها وعرضها، في صورة يمكن استيعابها ثم تحليلها واستخلاص النتائج منها للاستفادة منها في ميادين الدعوة.
اللجان التنفيذية للفرع:- يقوم بتنفيذ هذه الأهداف اللجان الآتية:-
أ- لجنة الإحصاء الاجتماعي.
ب- لجنة خدمة الفرد.
جـ- لجنة المشروعات الاجتماعية.
د- لجنة تنسيق الخدمات الاجتماعية.
هـ- لجنة النشر والتسجيل (132 ).
ويقوم قسم الطلاب بالمركز العام بالقيام على حاجات الإخوان الطلاب وتنظيم التعاون المدرسي بينهم. وتنظيم الاستفادة من الطلاب في العطلة الصيفية وإفادتهم. وتوجيه الطلبة إلى الاستفادة من النشاط المدرسي (134).
ويساهم قسم الأسر في النشاط الاجتماعي أيضاً بالإضافة إلى نشاطه الروحي والتربوي. فاهتمت اللائحة بتأكيد روابط الإخاء بين أفراد الأسر، وأوجبت عليهم أن يجتمعوا أسبوعياً في أي مكان يختارونه غير دار الشعبة. وأن يجتمعوا في صلاة الجمعة في مسجد واحد، وأن يبيتوا معاً ليلة في الشهر على هيئة معسكر كشفي، ويتناولون معاً طعام العشاء والإفطار، كما نظمت اللائحة كيفية حل مشكلات الأسرة، فالخلاف بين أفراد الأسرة مرده إلى النقيب، والخلاف بين النقيب وأحد أفراد الأسرة مرده إلى الأسرة، فإذا لم يسو الخلاف رفع إلى رئيس العشيرة، فإذا عجز فاللجنة العامة وحكمها واجب النفاذ. كما أوجب نظام الأسر على الإخوان التكافل الاجتماعي فيما بينهم. وارتفعوا بقيمة التكافل حتى أسموه صريح الإيمان ولب الإخوة (135).
وقد بدء الإخوان في تنفيذ مشروع التكافل الاجتماعي فيما بينهم عملياً وقامت شعبة باب الشعرية التابعة لمنطقة وسط القاهرة بتنفيذ هذا المشروع على نظام اشتراكي تعاوني، فيساهم كل أخر بمبلغ عشرة قروش شهرياً، ثم تجمع الأموال المتحصلة، وتستثمر في مشاريع تجارية، ويخصص دخل هذه المشروعات لإعانة الإخوان الذين يتعطلون عن العمل، أو تستلزم ظروفهم المادية المساعدة.
ويقوم قسم الاتصال بالعالم الإسلامي بالإضافة إلى نشاطه الخارجي الممتد خارج القطر بخدمات اجتماعية لطلاب البعوث الذين يحتاجون إليها، فهو الذي يقوم ببحث حالة من تستدعي حالته المساعدة، ويقرر الإعانة التي يجب صرفها، وهذه الخدمات الاجتماعية اليسيرة تعود بأكبر كسب مادي وأدبي للمجتمع المصري في البلاد التي قدم منها طلاب هذه البعوث. وخاصة بعد دعوتهم لبلادهم. وقد حدث أن منعت إحدى السفارات الاستعمارية الإعانات التي يرسلها أهالي طلاب إحدى البعوث إليهم، واشترطت لصرفها أن يقوم هؤلاء الطلاب باستنكار الأعمال الوطنية التي يقوم بها أهلوهم في بلادهم، فامتنعوا ولجأوا إلى قسم الاتصال، الذي شجعهم على موقفهم، وقرر صرف الإعانات اللازمة لهم حتى تزول تلك الحالة الشاذة وكان أن حملوها جميلاً كبيراً، واستطاعوا أن يردوا الجميل بعد ذلك مضاعفاً عندما عادوا إلى بلادهم. وكان هذا العمل أكبر دعاية للإخوان، والمجتمع المصري على وجه العموم.
وقد حاول الإخوان تنفيذ مشروع اجتماعي ضخم لإنقاذ اللاجئين الفلسطينيين باسم " قطار فلسطين " وانهالت عليهم التبرعات، واستأجروا العربات لجمعها فعلاً، ولكن الحكومة النقراشية الثانية أوقفت المشروع، لاعتقادها أنه سوف يكون دعاية للإخوان، حتى تم تنفيذه بعد حركة الجيش باسم " قطار الرحمة " .
المدينة النموذجية التعاونية:-
ولم يقف الإخوان عند حد التعاون المحدود الأثر في حل مشاكلهم الخاصة، بل عملوا على أن يمتدوا بذلك التعاون حتى يشمل محيطاً أوسع في حياتهم، فكونوا الجمعية التعاونية المصرية للتوفير والتسليف لبناء المساكن بمصر القديمة، ومقرها الحالي 77 شارع الملكة بالقاهرة. وقرروا إنشاء مدينة نموذجية تعاونية " يشترط في سكانها حسن السمعة، ومكارم الأخلاق والروح التعاوني، والخلق الاجتماعي، الذي يجعل من الفرد عضواً أصيلاً في المجتمع يعيش فيه وله، ومن المجموع جسماً سليماً، يجعل الفرد عضواً يعيش فيه ويعمل لخيره، ومن المزايا الاقتصادية لذلك المشروع أن تكاليف بناء المسكن وثمن الأرض المقامة عليه والحديقة المحيطة به ستكون في حدود ألف جنيه، وذلك لاستفادة المشروع من المزايا التي يمنحها قانون التعاون للجمعيات التعاونية. وسيقام المسكن على مساحة 400 متر منها 150 متراً مباني و 250 متراً للحديقة، وسيكون دفع الثمن على أقساط زهيدة تتناسب مع حالة الطبقة المتوسطة من محدودي الدخل، كالموظفين والعمال ومتوسطي التجار. إذ سيدفع العضو خمس الثمن تقريباً مقدما. ويسلم إليه المسكن، ويقوم بسداد باقي الثمن على أقساط شهرية في مدة عشر سنوات، وستكون جميع المرافق الاقتصادية في المدينة من تجارية، وصناعية، وغيرها ملكاً للجمعية، بحيث يعم نفعها على جميع الأعضاء، وبذلك يتلاشى نظام الاحتكار ويحل محله نظام التعاون.
ومن مزايا المشروع الاجتماعية، إنه سوف يعمل على تحقيق التآخي والتآلف بين سكان المدينة، بتخير العناصر الصالحة المتقدمة للسكنى بها. كما أنه يرمي إلى إعداد جيل جديد قوي، وذلك بإسناد تربية الأبناء وتعليمهم إلى أيد أمينة، فتقوم الجمعية بإنشاء مدارس لرياض الأطفال وللتعليم الابتدائي والثانوي. كما سيعمل المشروع على تحقيق معنى التكافل الاجتماعي بين مجموعة السكان، وتنفيذ فكرة التأمين الاجتماعي والصحي بينهم. وستنشئ الجمعية الأندية الرياضية، ومكتبة عامة، ومسجد، وغير ذلك مما يعتبر مرافق ضرورية للمجتمع الحديث (136).
وستكون هذه المدينة عاملاً من عوامل تفريج أزمة المساكن على طائفة متوسطي على الدخل من الإخوان، ولبنة نظيفة في بناء المجتمع المصري الصالح الذي ينشده الجميع.
2- التربية البدنية والكشافة:
(أ) التربية البدنية:
تعتبر التربية البدنية في الإخوان أحد الفروض الواجب أداؤها يومياً، وذلك لإعداد الأخ المسلم الكامل الذي يمكنه تحمل التبعات الجهاد، وأعباء الدعوة، التي لا يمكن لأحد أن يؤديها إلا إذا كان له من القوة البدنية ما يمكنه من ذلك. متمثلين في ذلك بالحديث الشريف: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف " ومن وسائل الإخوان لتحقيق ذلك ما يأتي:-
- التمرينات البدنية يومياً بالمنزل والشعبة.
- الرحلات والمعسكرات وتقوم الشعبة بهذه الرحلات بكثرة وخاصة المناطق الأثرية والأماكن الخلوية.
- الفرق الرياضية. وهناك فرق للألعاب الآتية: كرة القدم، وكرة السلة، كرة الطائرة، ألعاب القوى (حديد وملاكمة ومصارعة) كرة منضدة تشبه كرة السلة إلا أنها تلعب في ملعب كرة قدم وكرتها بيضاوية الشكل.
وكان للإخوان قبل الحل أندية رياضية كبرى مجهزة بمختلف اللعبات، واشترك أعضاؤها في كثير من البطولات، مسجلة بالاتحادات المصرية، واللجنة الأهلية، في كل من الإسماعيلية وطنطا والمنصورة وبورسعيد والسويس ورأس غارب ومنوف وبني سويف والمنيا ودمنهور وجلوان وشبين الكوم.
وكان للإخوان 99 فرقة كرة قدم في مناطق القطر المختلفة منها 36 فرقة في القاهرة وحدها و32 فرقة لكرة السلة و28 فرقة لتنس الطاولة و19 فرقة لرفع الأثقال و16 فرقة للملاكمة و9 فرق للمصارعة و8 فرق للسباحة كان يشرف عليها السباح العالمي حسن عبد الرحيم. أما في الدراجات فقد اشترك الإخوان في مسابقات عدة داخل القطر وخارجه وفاز الأخ محمد مصطفى اللوري ببطولة فلسطين والشرق الأوسط (137).
وأما بعد الحل، فبالرغم من أن قسم التربية الدينية لازال مبتدئاً في نشاطه، إلا أنه قد أتم تكوين فرق لجميع هذه الألعاب بواقع فريق لكل لعبة في كل مكتب إداري على الأقل أي 19 فرقة لكل لعبة. وإن كان الإخوان لا يتحمسون في تكوين الفرق الرياضية قبل التمهيد لها قبل تأليفها وذلك بتفهيم الإخوان أن هذه الفرق غرضها الأساسي تربية الأبدان، وتقويم الأخلاق، وتعليم التعاون. لا التنافس وكسب المباريات فحسب، مما لا يتفق وطابع الإخوان.
4- المعسكرات الصيفية:
وقد أقام الإخوان في العام الماضي (صيف سنة 1952) معسكرين كبيرين، أحدهما بالدخيلة بالإسكندرية، وكان به عشرين خيمة كل خيمة تتسع لخمسة أفراد، أي أن سعة المعسكر 100 فرد، وقد استمر المعسكر شهرين، وكانت تتناوب عليه أفواج أسبوعية، فبلغ عدد المترددين عليه حوالي 800 فرد، خلال مدة الشهرين. ومعسكر آخر بحمصة، دمياط، وكان به حوالي 12 خيمة كل خيمة تسع خمسة أفراد أيضاً، أي أن سعة المعسكر كله 60 فرداً، وقد مكث شهر ونصف وكانت أفواجه أسبوعية، أي أن عدد المترددين عليه بلغ حوالي 360 فرداً (138).
وفي هذه المعسكرات كان يقوم الإخوان إلى جوار السباحة ببعض التمرينات السويدية، والألعاب العنيفة، وحفلات السمر التي تقدم فيها تمثيليات إخوانية.
(ب) الكشافة:
كشافة الإخوان كفكرة، الغرض منها تكوين المواطن الصالح عن طريق الأخلاق الفاضلة، والتربية الدينية، وبذلك يتيسر تحقيق رغبات الشباب في المعاني التي تستهويهم، وتربيتهم في آن معا. والشباب نوعان:
(أ) شاب يهوى الحركة الكشفية لما فيها من مظاهرة الفتوة والشباب، فيدخلها إشباعاً لغرائزه وميوله، فيصهر في بوتقتها وتعاليمها وتدريبها، فيخرج مواطناً نافعاً لامته عاملاً على إصلاحها.
(ب) وشاب تربى على التقوى والفضائل والأخلاق، ولكن تنقصه التدريبات الجسمانية، والدراسات العامة، والقدرة على الاندماج في جماعات والتعامل معها، والاشتراك والتعاون على تأدية خدمات إنسانية، فيدخلها فإذا به عضواً يستطيع أن يقوم بالواجب نحو نفسه أولاً، ونحو مجتمعه الصغير، ثم مجتمعه العام وهو الوطن.
وقد بدأت الفكرة في مخيلة الأستاذ البنا عام 1938، إذ رأى أن الشباب عدة، وأنه يحتاج إلى أن يتعلم القدرة على التكيف مع المجتمع. وربط الحياة الدينية والصلة بالله، بالحياة الدنيوية، وما تحتاجه من مقومات، كإعداد أجسام قوية، والتدرب على تقديم خدمات للمجتمع، ولما كانت الكشافة في الماضي لا تهتم بهذا المعنى ولا بتوجيه الشباب إليه. فكانت هناك هوة واسعة بين ما كان يريده حسن البنا في ذلك الوقت، وبين جمعية الكشافة. ولهذا العمل على تكوين نظام يحقق له ما يريد من إعداد للشباب، يخرج به عن أنظمة وتقاليد الكشافة في مصر، وسيراً على رسالة الكشف في العالم، من أعدادها للشباب دينياً، وقومياً، واجتماعياً. فتكون أول فريق من هذا النوع وأسماه فريق الرحلات سنة 1938، وبدأ بتنفيذه في الإسماعيلية. ثم أعد لوائح الفريق وأنظمته وأشرف عليها بنفسه، ورعاها بتفكيره وحسه حتى نجحت الفكرة وعندئذ بدأ بتنفيذها في القاهرة عندما نقل إليها، ثم بدأ بالفريق الثالث بمديرية الدقهلية، وتبعها بالشرقية.
وفي سنة 1940 بدأ تفكير الأستاذ البنا جديداً في الانضواء رسمياً تحت تشكيل النظام العام لجمعية الكشافة، حتى تستفيد هيئة الإخوان، وفريق الرحلات على الأخص من التسهيلات والمزايا التي تستفيد بها الكشافة من تسجيلها رسمياً بالجمعية، والاستفادة أيضاً من وجود بعض شباب الإخوان، الذي يعمل رسمياً بالجمعية أو خارجها في محيط الحركة الكشفية. فتشكل أول فريق للكشافة وسجل، وكان برئاسة الأستاذ محمود أبو السعود، والأستاذ عبد العزيز أحمد. وكان يتكون من 35 فرداً أغلبهم الآن من أعضاء الهيئة التأسيسية للإخوان. ونشطت الفكرة وبدأ أثرها يدب في محيط القاهرة، وأقيم أول معسكر لها في الدخيلة في نهاية عام 1939. وفي تلك المرحلة التقى بها المرحوم الصاغ محمود لبيب، أعجب بالشباب، وكان إذ ذاك يتمنى أن تتحقق أمنيته في أن يكون في مصر شباب مسلح بالإيمان والقوة، فعمل على المساهمة في هذا الإعداد بكل ما أوتي من قوة.
وفي أول عام 1949، بدأ أول تشكيل عام للحركة الكشفية، في محيط الإخوان، ورسمت لها سياستها العامة في أن تعمم في أنحاء القطر. فحددت أهدافها وأعراضها وكانت كالآتي:
- الشباب عدة الوطن ولابد أن تعبأ جهوده.
- إعداد مجموعة من القادة يكونون نواة لتدريب هذه الجموع. فيلقنون مبادئها وأغراضها وتدريباتها حتى يبثونها في صدور من يشرفون علهيم.
- تشكيل مجموعة بكل شعبة من شعب الإخوان من عشرة من الإخوان العاملين (الممتازين روحياً وخلقياً) وتشربوا الفكرة، لمدة ثلاث سنوات على الأقل.
- السماح بانضمام خمسة أفراد لكل مجموعة كل شهرين، وبذلك يتيسر أن يتشربوا هذه المبادئ عن طريق العشرة، وبذلك يتسنى لهم أن يتأثروا بطباع الأولين.
ثم بدأ التنفيذ العملي للفكرة على الوجه الآتي:
- تكوين المجلس الأعلى للجوالة من سبعة أفراد – المرشد العام الأستاذ حسن البنا رئيساً أعلى للجوالة، والأستاذ الدكتور حسين كمال الدين مديراً عاماً للجوالة، والمرحوم الصاغ محمود لبيب مفتشاً عاماً، وحضرات الأساتذة محمود أبو السعود، وسعد الوليلي، وعبد الغني عابدين، وعبد العزيز أحمد أعضاء.
- افتتاح مدرسة المدربين لتخريج عدد 35 مدرباً للإشراف على هذه المجموعات، وقد تم تخريجهم بعد شهرين على أيدي صفوة من رجال الكشف.
- تكونت المجموعات، في محيط القاهرة مبدئياً، وأشرف عليها هؤلاء المدربون.
- بعد نجاح الفكرة أو المشروع في القاهرة بدئ بتنفيذه في الإسكندرية ثم أعد معسكر عام لمندوبين من المديريات، لإعدادهم للإشراف على شئون مناطقهم.
- في بداية عام 1941 كان تعداد جوالة الإخوان المسلمين 2000 جوال ثم بدأت الفكرة تعم وتستحوذ على ألباب الشباب من أنها مظهرياً تحقق لهم مطامعهم، فيدخلونها، فإذا بهم بعد فترة من المؤمنين بفكرة الإخوان والعاملين لها.
وفي خلال سنة 1941، بدأت الفكرة توجه هذا الشباب لميادين الخدمة العامة، فبدأوا يعملون في محيط تشكيلاتهم كأقسام للبر والخدمة الاجتماعية، يساعدون الغير، ويقدمون العون للمحتاج، في محيط تشكيلات الإخوان.
وفي عام 1942 وصل تعداد الجوالة 15000 جوال، حيث بدأت الفكرة تنتعش في أحضان الريف، وعندئذ كان للحركة الكثيفة أثر واضح في المجتمع الريفي، فهذا الريفي، الذي تعود، أن يسير حافي القدمين، هو الذي تعود في نظام الجوالة أن يرتدي الشراب والحذاء. وهو الذي قبل وتعود أن يلبس البنطلون القصير (الشورت)، بعد أن تعود على الملابس الطويلة، حسب تقاليد الريف، وهو الذي تعود أن يسير منتصب القامة، بعد أن كان يسير محدوب الصدر، وهو الذي تعود أن يرتبط بالتزام الجماعة، بعد أن كان يعيش حياة قروية اعتزالية " ثم بدأ هذا الفرد لا يعيش من أجل نفسه. إنما بدأ يعمل لغيره، من مواطني قريته. وكل هذه الخدمات، في محيط تشكيلات الإخوان.
وفي عام 1943 بدأ الإخوان يعملون في التشكيل العام. فبدأ بأول مشروع اجتماعي في محيط القرية المصرية بالخدمات الآتية:
- تنظيف القرية وشوارعها بأيدي الجوالة من أبناء القرية.
- عمل مجالس للمصالحات من أهل القرية، ومن علية القوم بها؛ مهمتهم فض المنازعات ومصالحة المتخاصمين.
- إعداد الفوانيس لإضاءة شوارع القرية، من نقود يجمعونها من أهل القرية، ويقوم الجوالة من شباب القرية بإضاءتها والإشراف عليها.
- تقديم الخدمات الصحية في حدود المستطاع، كتوجيه الأهالي إلى أن المستشفيات هي المكان الطبيعي للعلاج، بالإضافة إلى ما يحملونه من أدوات طبية لمعالجة الحالات التي تستدعي إسعافاً سريعاً.
- تجميع أهل القرية على الناحية الاجتماعية العامة، كعقد اجتماعات تشمل شباب القرية يتعودون فيها التعارف ويألفون الحياة الاجتماعية .
- بث روح السمر واللهو البريء، الذي يكون موجها للخير، وداعياً للرجولة، ودافعاً للوطنية والقوة في صورة تربوية.
- تشجيع شباب القرية للتفكير في العمل لخدمة مجتمعهم الصغير وهو القرية.
- العمل على الترحال، والتشجيع على زيارة أهل القرى المجاورة، وبذلك تيسير صلات التعارف بين شباب كل مركز على حدة، لعمل ترابط اجتماعي بينهم.
وفي سنة 1945 وصل تعداد الجوالة في محيط الإخوان 45000 جوالاً بعد أن آمن الشباب أ،ها طريق القوة تبثها في صدورهم لا لغرض الاعتداء، ولكن لتربية الجسوم لما فيه خير الوطن، وتربية النفس وإعدادها لما فيه فائدتها ومنفعتها.
ولقد كان الاستعمار وآثاره الواضحة من الأسباب القوية التي دفعت كثيراً من الشباب للانضمام إلى جوالة الإخوان، لأنها الفكرة الحية التي تعلن الرجولة في نفوس الشباب، في وقت عمت الخنوثة والميوعة جموع الشباب. فكانت فكرة الجوالة ملاذا لكل شباب يود أن يتسم بهذه المعاني الكريمة بانضوائه تحت فكرة الجوالة في محيط الإخوان.
وعندما انتشر وباء الملاريا في صعيد مصر في ذلك العام، بدأت قيادة جوالة الإخوان تفكر في عمل من أجل هؤلاء، فجندت جميع جوالة الإخوان في بلاد الصعيد لمواجهة هذا الخطر، فعملوا جنباً إلى جنب مع المسئولين من رجال الإدارة كرجال الصحة، وهيئات الهلال الأحمر وخلافه، فكانوا أص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاخوان المسلمون / تنظيم علاقات الدولة بالدول الخارجية (4)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاخوان المسلمون مسئولية الحاكم
» الاخوان المسلمون الأخــوات المسلمــات
» الاخوان المسلمون / الأخــوات المسلمــات / اخيرا (6)
» الاخوان المسلمون / أصول الإصلاح الإسلامي وقواعده (3)
» الاخوان المسلمون / الدعاية بالمساجد والميادين ولصق الإعلانات على الحوائط. (5)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى فلسطين-
انتقل الى: