ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 فصل في الإخبار بغيوب ماضية ومستقبلة لسيدنا محمد عليه السلام / الجزء السادس / (البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

فصل في الإخبار بغيوب ماضية ومستقبلة لسيدنا محمد عليه السلام / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: فصل في الإخبار بغيوب ماضية ومستقبلة لسيدنا محمد عليه السلام / الجزء السادس / (البداية والنهاية)   فصل في الإخبار بغيوب ماضية ومستقبلة لسيدنا محمد عليه السلام / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Emptyالأحد ديسمبر 27, 2009 8:50 am

فصل في الإخبار بغيوب ماضية ومستقبلة لسيدنا محمد عليه السلام / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Kunooozd0fee10454
فصل في الإخبار بغيوب ماضية ومستقبلة لسيدنا محمد عليه السلام
روى البيهقي من حديث إسرائيل عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله إن فلانا مات.
فقال: « لم يمت ».
فعاد الثانية فقال: إن فلانا مات.
فقال: « لم يمت ».
فعاد الثالثة فقال: إن فلانا نحر نفسه بمشقص عنده.
فلم يصل عليه.
ثم قال البيهقي: تابعه زهير عن سماك.
ومن ذلك الوجه رواه مسلم مختصرا في الصلاة.
وقال أحمد: حدثنا أسود بن عامر، ثنا هريم بن سفيان عن سنان بن بشر، عن قيس ابن أبي حازم، عن أبي شهم قال: مرت بي جارية بالمدينة فأخذت بكشحها.
قال: وأصبح الرسول يبايع الناس.
قال: فأتيته فلم يبايعني.
فقال: « صاحب الجبيذة ».
قال: قلت: والله لا أعود.
قال: « فبايعني ».
ورواه النسائي عن محمد بن عبد الرحمن الحربي، عن أسود بن عامر به.
ثم رواه أحمد عن سريج، عن يزيد بن عطاء، عن بيان بن بشر، عن قيس، عن أبي شهم فذكره.
وفي صحيح البخاري عن أبي نعيم، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا في عهد رسول الله خشية أن ينزل فينا شيء، فلما توفي تكلمنا وانبسطنا.
وقال ابن وهب: أخبرني عمرو بن الحرث، عن سعيد ابن أبي هلال، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد أنه قال: والله لقد كان أحدنا يكف عن الشيء مع امرأته وهو وإياها في ثوب واحد تخوفا أن ينزل فيه شيء من القرآن.
وقال أبو داود: ثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن إدريس، ثنا عاصم بن كليب عن أبيه، عن رجل من الأنصار قال: خرجنا مع رسول الله في جنازة فرأيت رسول الله وهو على القبر يوصي الحافر أوسع من قبل رجليه أوسع من قبل رأسه، فلما رجع استقبله داعي امرأة فجاء وجيء بالطعام فوضع يده فيه، ووضع القوم أيديهم فأكلوا فنظر آباؤنا رسول الله يلوك لقمة في فيه ثم قال: « أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها ».
قال: فأرسلت المرأة: يا رسول الله إني أرسلت إلى البقيع يشتري لي شاة فلم توجد فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة أن أرسل بها إلي بثمنها فلم يوجد فأرسلت إلى امرأته فأرسلت إلي بها.
فقال رسول الله : « أطعميه الأسارى ».
فصل في ترتيب الإخبار بالغيوب المستقبلة بعده صلى الله عليه وسلم
ثبت في صحيح البخاري ومسلم من حديث الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان قال: قام رسول الله فينا مقاما ما ترك فيه شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره علمه من علمه وجهله من جهله، وقد كنت أرى الشيء قد كنت نسيته فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه.
وقال البخاري: ثنا يحيى بن موسى، حدثنا الوليد، حدثني ابن جابر، حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي، حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟
قال: « نعم ».
قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟
قال: « نعم وفيه دخن ».
قلت: وما دخنه؟
فقال: « قوم يهدون بغير هديي يعرف منهم ينكر ».
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟
قال: « نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ».
قلت: يا رسول الله صفهم لنا؟
قال: « هم من جلدتنا ويكلمون بألسنتنا ».
قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟
قال: « تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ».
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟
قال: « فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ».
وقد رواه البخاري أيضا ومسلم عن محمد بن المثنى، عن الوليد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن جابر به.
قال البخاري: ثنا محمد بن مثنى، ثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل، عن قيس، عن حذيفة قال: تعلم أصحابي الخير وتعلمت الشر، تفرد به البخاري.
وفي صحيح مسلم من حديث شعبة عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن حذيفة قال: لقد حدثني رسول الله بما يكون حتى تقوم الساعة غير أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة منها.
وفي صحيح مسلم من حديث علياء بن أحمر: عن أبي يزيد عمرو بن أخطب قال: أخبرنا رسول الله بما كان وبما هو كائن إلى يوم القيامة، فأعلمنا أحفظنا.
وفي الحديث الآخر: « حتى دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار ».
وقد تقدم حديث خباب بن الأرت: « والله ليتمن الله هذا الأمر ولكنكم تستعجلون ».
وكذا حديث عدي بن حاتم في ذلك.
وقال الله تعالى: { ليظهره على الدين كله } [التوبة: 33] .
وقال تعالى: { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض } [النور: 55] .
وفي صحيح مسلم من حديث أبي نضرة: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : « إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ».
وفي حديث آخر: « ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء ».
وفي الصحيحين من حديث الزهري: عن عروة بن المسور، عن عمرو بن عوف فذكر قصة بعث أبي عبيدة إلى البحرين، قال: وفيه قال: قال رسول الله : « أبشروا وأملوا ما يسركم فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تنبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم ».
وفي الصحيحين من حديث سفيان الثوري: عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله : « هل لكم من أنماط؟ »
قال: قلت: يا رسول الله وأنى يكون لنا أنماط؟
فقال: « أما إنها ستكون لكم أنماط »
قال: فأنا أقول لامرأتي: نحي عني أنماطك، فتقول: ألم يقل رسول الله أنها ستكون لكم أنماط فأتركها.
وفي الصحيحين والمسانيد والسنن وغيرها من حديث هشام بن عروة: عن أبيه عن عبد الله بن الزبير، عن سفيان ابن أبي زهير قال: قال رسول الله : « تفتح اليمن فيأتي قوم يبثون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ».
كذلك رواه: عن هشام بن عروة جماعة كثيرون.
وقد أسنده الحافظ ابن عساكر من حديث مالك، وسفيان بن عيينة، وابن جريج، وأبو معاوية، ومالك بن سعد بن الحسن، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وعبد العزيز ابن أبي حازم، وسلمة بن دينار، وجرير بن عبد الحميد.
ورواه أحمد: عن يونس عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة وعبد الرزاق، عن ابن جريج، عن هشام.
ومن حديث مالك: عن هشام به بنحوه.
ثم روى أحمد: عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إسماعيل بن جعفر، أخبرني يزيد بن خصيفة أن بسر بن سعيد أخبره أنه سمع في مجلس المكيين يذكرون أن سفيان أخبرهم فذكر قصة وفيها أن رسول الله قال له: « ويوشك الشام أن يفتح فيأتيه رجال من هذا البلد - يعني: المدينة - فيعجبهم ربعهم ورخاؤه، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح العراق فيأتي قوم يثبون فيحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ».
وأخرجه ابن خزيمة من طريق إسماعيل.
ورواه الحافظ ابن عساكر من حديث أبي ذر عن النبي بنحوه.
وكذا حديث ابن حوالة، ويشهد لذلك منعت الشام مدها ودينارها، ومنعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت مصر أردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم.
وهو في الصحيح، وكذا حديث المواقيت لأهل الشام واليمن وهو في الصحيحين.
وعند مسلم: ميقات أهل العراق.
ويشهد لذلك أيضا حديث: « إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل ».
وفي صحيح البخاري من حديث أبي إدريس الخولاني: عن عوف بن مالك أنه قال: قال رسول الله في غزوة تبوك: « أعدد ستا بين يدي الساعة » فذكر موته عليه السلام ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان وهو الوباء، ثم كثرة المال، ثم فتنة، ثم هدنة بين المسلمين والروم، وسيأتي الحديث فيما بعد.
وفي صحيح مسلم من حديث عبد الرحمن بن شماسة: عن أبي زر قال: قال رسول الله : « إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما فإذا رأيت رجلين يختصمان في موضع لبنة فاخرج منها ».
قال: فمر بربيعة وعبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة يختصمان في موضع لبنة فخرج منها - يعني: ديار مصر - على يدي عمرو بن العاص في سنة عشرين كما سيأتي.
وروى ابن وهب: عن مالك والليث عن الزهري، عن ابن لكعب بن مالك أن رسول الله قال: « إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما » رواه البيهقي من حديث إسحق بن راشد: عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه.
وحكى أحمد بن حنبل: عن سفيان بن عيينة أنه سئل عن قوله: « ذمة ورحما » فقال: من الناس من قال: إن أم إسماعيل هاجر كانت قبطية، ومن الناس من قال: أم إبراهيم.
قلت: الصحيح الذي لا شك فيه أنهما قبطيتان كما قدمنا ذلك، ومعنى قوله: ذمة يعني بذلك: هدية المقوقس إليه وقبوله ذلك منه، وذلك نوع ذمام ومهادنة والله تعالى أعلم.
وتقدم ما رواه البخاري من حديث محل بن خليفة: عن عدي بن حاتم في فتح كنوز كسرى، وانتشار الأمن وفيضان المال حتى لا يتقبله أحد.
وفي الحديث أن عديا شهد الفتح ورأى الظعينة ترتحل من الحيرة إلى مكة لا تخاف إلا الله.
قال: ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال أبو القاسم من كثرة المال حتى لا يقبله أحد.
قال البيهقي: وقد كان ذلك في زمن عمر بن عبد العزيز.
قلت: ويحتمل أن يكون ذلك متأخرا إلى زمن المهدي كما جاء في صفته، أو إلى زمن نزول عيسى بن مريم عليه السلام بعد قتله الدجال.
فإنه قد ورد في الصحيح أنه يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويفيض المال حتى لا يقبله أحد والله تعالى أعلم.
وفي صحيح مسلم من حديث ابن أبي ذئب: عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله يقول: « لا يزال هذا الدين قائما ما كان اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة وليفتحن عصابة من المسلمين كنز القصر الأبيض قصر كسرى، وأنا فرطكم على الحوض » الحديث بمعناه.
وتقدم حديث عبد الرزاق: عن معمر عن همام، عن أبي هريرة مرفوعا « إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل » أخرجاه.
وقال البيهقي: المراد زوال ملك قيصر عن الشام ولا يبقى فيها ملكه على الروم لقوله عليه السلام لما عظم كتابه: « ثبت ملكه ».
وأما ملك فارس فزال بالكلية لقوله: « مزق الله ملكه ».
وقد روى أبو داود: عن محمد بن عبيد عن حماد، عن يونس، عن الحسن أن عمر بن الخطاب - وروينا في طريق أخرى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جيء بفروة كسرى وسيفه ومنطقته وتاجه وسواريه ألبس ذلك كله لسراقة بن مالك بن جعشم وقال: الحمد لله الذي ألبس ثياب كسرى لرجل أعرابي من البادية.
قال الشافعي: إنما ألبسه ذلك لأن النبي قال لسراقة - ونظر إلى ذراعيه -: « كأني بك وقد لبست سواري كسرى » والله أعلم.
وقال سفيان بن عيينة: عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم، عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله : « مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها ».
فقام رجل فقال: يا رسول الله هب لي ابنته نفيله.
قال: « هي لك ».
فأعطوه إياها فجاء أبوها فقال: أتبيعها؟
قال: نعم.
قال: فبكم؟ أحكم ما شئت؟
قال: ألف درهم.
قال: قد أخذتها.
فقالوا له: لو قلت ثلاثين ألفا لأخذها.
فقال: وهل عدد أكثر من ألف.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا معاوية عن ضمرة بن حبيب أن ابن زغب الأيادي حدثه قال: نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي: بعثنا رسول الله حول المدينة على أقدامنا لنغنم فرجعنا ولم نغنم شيئا وعرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا فقال: « اللهم لا تكلهم إلي فأضعف، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم » ثم قال: « لتفتحن لكم الشام والروم وفارس، أو الروم وفارس وحتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا، ومن البقر كذا وكذا، ومن الغنم كذا وكذا، وحتى يعطي أحدكم مائة دينار فيسخطها » ثم وضع يده على رأسي أو على هامتي فقال: « يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك ».
ورواه أبو داود من حديث معاوية بن صالح.
وقال أحمد: حدثنا حيوة بن شريح ويزيد بن عبد ربه قالا: ثنا بقية، حدثني بجير بن سعد عن خالد بن معدان، عن أبي قتيلة، عن ابن حوالة أنه قال: قال رسول الله : « سيصير الأمر إلى أن تكون جنود مجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق ».
فقال ابن حوالة: خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك.
فقال: « عليك بالشام فإنه خيرة الله من أرضه يجيء إليه خيرته من عباده، فإن أبيتم فعليكم بيمنكم واسعوا من غدره، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله.
وهكذا رواه أبو داود: عن حيوة بن شريح به.
وقد رواه أحمد أيضا: عن عصام بن خالد وعلي بن عياش كلاهما عن حريز بن عثمان، عن سليمان بن شمير، عن عبد الله بن حوالة فذكر نحوه.
ورواه الوليد بن مسلم الدمشقي: عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول وربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عبد الله بن حوالة به.
وقال البيهقي: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا يحيى بن حمزة، حدثني أبو علقمة نصر بن علقمة يروي الحديث إلى جبير بن نفير قال: قال عبد الله بن حوالة: كنا عند رسول الله فشكونا إليه العري والفقر وقلة الشيء، فقال: « أبشروا فوالله لأنا بكثرة الشيء أخوفني عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله عليكم أرض الشام » أو قال: « أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير، وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة: جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن، وحتى يعطي الرجل المائة فيسخطها ».
قال ابن حوالة: قلت: يا رسول الله ومن يستطيع الشام وبه الروم ذوات القرون؟
قال: « والله ليفتحها الله عليكم وليستخلفنكم فيها حتى تطل العصابة البيض منهم قمصهم الملحمية أقباؤهم قياما على الرويحل الأسود منكم المحلوق ما أمرهم من شيء فعلوه » وذكر الحديث.
قال أبو علقمة: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: فعرف أصحاب رسول الله نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل السلمي وكان على الأعاجم في ذلك الزمان، فكانوا إذا رجعوا إلى المسجد نظروا إليه وإليهم قياما حوله فيعجبون لنعت رسول الله فيه وفيهم.
وقال أحمد: حدثنا حجاج، ثنا الليث بن سعد، حدثني يزيد ابن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط النجيبي، عن عبد الله بن حوالة الأزدي أن رسول الله قال: « من نجا من ثلاث فقد نجا ».
قالوا: ماذا يا رسول الله؟
قال: « موتي ومن قتال خليفة مصطبر بالحق يعطيه والدجال ».
وقال أحمد: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن حوالة قال: أتيت على رسول الله وهو جالس في ظل دومة وهو عنده كاتب له يملي عليه فقال: « ألا نكتبك يا ابن حوالة؟
قلت: فيم يا رسول الله؟
فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه ثم قال: « ألا نكتبك يا ابن حوالة؟ »
قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله؟
فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه ثم قال: « ألا نكتبك يا ابن حوالة؟ »
قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله؟
فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه، قال: فنظرت فإذا في الكتاب عمر.
فقلت: لا يكتب عمر إلا في خير.
ثم قال: « أنكتبك يا ابن حوالة؟ »
قلت: نعم.
فقال: « يا ابن حوالة كيف تفعل في فتنة تخرج في أطراف الأرض كأنها صياصي نفر؟ »
قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله؟
قال: « فكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأولى منها انتفاجة أرنب؟ »
قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله.
قال: « ابتغوا هذا ».
قال: ورجل مقفي حينئذ، قال: فانطلقت فسعيت وأخذت بمنكبه فأقبلت بوجهه إلى رسول الله فقلت: هذا؟
قال: « نعم ».
قال: فإذا هو عثمان ابن عفان رضي الله عنه.
وثبت في صحيح مسلم من حديث يحيى بن آدم: عن زهير بن معاوية عن سهل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : « منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مدها ودينارها، ومنعت مصر أردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه ».
وقال يحيى بن آدم وغيره من أهل العلم: هذا من دلائل النبوة حيث أخبر عما ضربه عمر على أرض العراق من الدراهم والقفزان، وعما ضرب من الخراج بالشام ومصر قبل وجود ذلك - صلوات الله وسلامه عليه -.
وقد اختلف الناس في معنى قوله عليه السلام: منعت العراق الخ، فقيل: معناه: أنهم يسلمون فيسقط عنهم الخراج ورجحه البيهقي.
وقيل: معناه: أنهم يرجعون عن الطاعة ولا يؤدون الخراج المضروب عليهم، ولهذا قال: « وعدتم من حيث بدأتم » أي رجعتم إلى ما كنتم عليه قبل ذلك.
كما ثبت في صحيح مسلم « إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ».
ويؤيد هذا القول: ما رواه الإمام أحمد حدثنا إسماعيل عن الجريري، عن أبي نصرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجيء إليهم قفيز ولا درهم.
قلنا: من أين ذلك؟
قال: من قبل العجم يمنعون ذلك، ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجيء إليهم دينار ولا مد.
قلنا: من أين ذلك؟
قال: من قبل الروم يمنعون ذلك.
قال: ثم سكت هنيهة ثم قال: قال رسول الله : « يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عدا ».
قال الجريري: فقلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريانه عمر بن عبد العزيز؟
فقالا: لا.
وقد رواه مسلم من حديث إسماعيل بن إبراهيم بن علية وعبد الوهاب الثقفي كلاهما: عن سعيد بن إياس الجريري عن أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطفة العبدي، عن جابر كما تقدم.
والعجب أن الحافظ أبا بكر البيهقي احتج به على ما رجحه من أحد القولين المتقدمين وفيما سلكه نظر والظاهر خلافه.
وثبت في الصحيحين من غير وجه أن رسول الله وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن يلملم، وفي صحيح مسلم عن جابر ولأهل العراق ذات عرق، فهذا من دلائل النبوة حيث أخبر عما وقع من حج أهل الشام واليمن والعراق - صلوات الله وسلامه عليه -.
وفي الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة: عن عمرو بن دينار عن جابر، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : « ليأتين على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من صحب رسول الله - -؟ فيقال: نعم، فيفتح الله لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من صحب أصحاب رسول الله ؟ فيقال: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صحب من صاحبهم؟ فيقال: نعم، فيفتح الله لهم ».
وثبت في الصحيحين من حديث ثور بن زيد عن أبي الغيث، عن أبي هريرة قال: كنا جلوسا عند رسول الله - - فأنزلت عليه سورة الجمعة { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم } [الجمعة: 3] .
فقال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟
فوضع يده على سلمان الفارسي وقال: « لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء ».
وهكذا وقع كما أخبر به عليه السلام.
وروى الحافظ البيهقي من حديث محمد ابن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن بشر قال: قال رسول الله : « والذي نفسي بيده لتفتحن عليكم فارس والروم حتى يكثر الطعام فلا يذكر عليه اسم الله عز وجل ».
وروى الإمام أحمد والبيهقي وابن عدي وغير واحد من حديث أوس بن عبد الله بن بريدة: عن أخيه سهل عن أبيه عبد الله بن بريدة بن الخصيب مرفوعا « ستبعث بعوث فكن في بعث خراسان ثم اسكن مدينة مرو فإنه بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة ».
وقال: « لا يصيب أهلها سوء ».
وهذا الحديث يعد من غرائب المسند ومنهم من يجعله موضوعا فالله أعلم.
وقد تقدم حديث أبي هريرة من جميع طرقه في قتال الترك وقد وقع ذلك كما أخبر به سواء بسواء.
وسيقع أيضا وفي صحيح البخاري من حديث شعبة عن فراب القزاز، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن رسول الله قال: « كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وإنه سيكون خلفاء فيكثرون ».
قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟
قال: « فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ».
وفي صحيح مسلم من حديث أبي رافع عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : « ما كان نبي إلا كان له حواريون يهدون بهديه ويستنون بسنته ثم يكون من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويعملون ما ينكرون ».
وروى الحافظ البيهقي من حديث عبد الله بن الحرث بن محمد بن حاطب الجمحي عن إسماعيل ابن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : « يكون بعد الأنبياء خلفاء يعملون بكتاب الله ويعدلون في عبادة الله، ثم يكون من بعد الخلفاء ملوك يأخذون بالثأر ويقتلون الرجال، ويصطفون الأموال، فمغير بيده ومغير بلسانه وليس وراء ذلك من الإيمان شيء ».
وقال أبو داود الطيالسي: ثنا جرير بن حازم عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي ثعلبة الخشني، عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل، عن النبي قال: « إن الله بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة وكائنا خلافة ورحمة، وكائنا ملكا عضوضا وكائنا عزة وجبرية وفسادا في الأمة، يستحلون الفروج والخمور والحرير، وينصرون على ذلك، ويرزقون أبدا حتى يلقوا الله عز وجل » وهذا كله واقع.
وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنه والنسائي من حديث سعيد بن جهمان عن سفينة مولى رسول الله أن رسول الله قال: « الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا ».
وفي رواية « ثم يؤتى الله ملكه من يشاء ».
وهكذا وقع سواء فإن أبا بكر رضي الله عنه كانت خلافته سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال، وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وخلافة عثمان اثنتا عشرة سنة إلا اثنا عشر يوما، وكانت خلافة علي ابن أبي طالب خمس سنين إلا شهرين.
قلت: وتكميل الثلاثين بخلافة الحسن بن علي نحوا من ستة أشهر حتى نزل عنها لمعاوية عام أربعين من الهجرة كما سيأتي بيانه وتفصيله.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثني محمد بن فضيل، ثنا مؤمل، ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله يقول: « خلافة نبوة ثلاثون عاما ثم يؤتي الله ملكه من يشاء ».
فقال معاوية: رضينا بالملك.
وهذا الحديث فيه رد صريح على الروافض المنكرين لخلافة الثلاثة، وعلى النواصب من بني أمية ومن تبعهم من أهل الشام في إنكار خلافة علي ابن أبي طالب.
فإن قيل: فما وجه الجمع بين حديث سفينه هذا وبين حديث جابر بن سمرة المتقدم في صحيح مسلم « لا يزال هذا الدين قائما ما كان في الناس اثنا عشر خليفة كلهم من قريش » فالجواب إن من الناس من قال: إن الدين لم يزل قائما حتى ولي اثنا عشر خليفة ثم وقع تخبيط بعدهم في زمان بني أمية.
وقال آخرون: بل هذا الحديث فيه بشارة بوجود اثني عشر خليفة عادلا من قريش، وإن لم يوجدوا على الولاء وإنما اتفق وقوع الخلافة المتتابعة بعد النبوة في ثلاثين سنة ثم كانت بعد ذلك خلفاء راشدون فيهم عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي رضي الله عنه وقد نص على خلافته وعدله وكونه من الخلفاء الراشدين غير واحد من الأئمة حتى قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: ليس قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز.
ومنهم من ذكر من هؤلاء المهدي بأمر الله العباسي، والمهدي المبشر بوجوده في آخر الزمان، منهم أيضا بالنص على كونه من أهل البيت واسمه محمد بن عبد الله وليس بالمنتظر في سرداب سامرا فإن ذاك ليس بموجود بالكلية وإنما ينتظره الجهلة من الروافض.
وقد تقدم في الصحيحين من حديث الزهري عن عروة، عن عائشة أن رسول الله قال: « لقد هممت أن أدعو أباك وأخاك وأكتب كتابا لئلا يقول قائل أو يتمنى متمن ».
ثم قال رسول الله : « يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ».
وهكذا وقع فإن الله ولاه، وبايعه المؤمنون قاطبة كما تقدم.
وفي صحيح البخاري أن امرأة قالت: يا رسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك - كأنها تعرض بالموت -؟
فقال: « إن لم تجديني فأت أبا بكر ».
وثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر وأبي هريرة أن رسول الله قال: « بينا أنا نائم رأيتني على قليب فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف - والله يغفر له - ثم أخذها ابن الخطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بطعن ».
قال الشافعي رحمه الله: رؤيا الأنبياء وحي، وقوله: « وفي نزعه ضعف » قصر مدته وعجلة موته واشتغاله بحرب أهل الردة عن الفتح الذي ناله عمر بن الخطاب في طول مدته.
قلت: وهذا فيه البشارة بولايتهما على الناس فوقع كما أخبر سواء.
ولهذا جاء في الحديث الآخر الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان من حديث ربعي بن خراش عن حذيفة بن اليمان، عن النبي أنه قال: « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر » رضي الله عنهما.
وقال الترمذي: حسن وأخرجه من حديث ابن مسعود عن النبي .
وتقدم من طريق الزهري عن رجل، عن أبي ذر حديث تسبيح الحصى في يد رسول الله ثم يد أبي بكر ثم عمر ثم عثمان وقوله عليه السلام: « هذه خلافة النبوة ».
وفي الصحيح عن أبي موسى قال: دخل رسول الله حائطا فدلى رجليه في القف فقلت: لأكونن اليوم بواب رسول الله فجلست خلف الباب، فجاء رجل فقال: إفتح.
فقلت: من أنت؟
قال: أبو بكر، فأخبرت رسول الله - -.
فقال: « إفتح له وبشره بالجنة ».
ثم جاء عمر، فقال كذلك، ثم جاء عثمان.
فقال: « إئذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه » فدخل وهو يقول: الله المستعان.
وثبت في صحيح البخاري من حديث سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة، عن أنس قال: صعد رسول الله أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم الجبل فضربه رسول الله برجله وقال: « إثبت فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ».
وقال عبد الرزاق: أنا معمر عن أبي حازم، عن سهل بن سعد أن حراء ارتج وعليه النبي وأبو بكر وعمر وعثمان.
فقال النبي : « إثبت ما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ».
قال معمر: قد سمعت قتادة عن النبي مثله.
وقد روى مسلم عن قتيبة، عن الدراوردي، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله كان على حراء هو وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير فتحركت الصخرة.
فقال النبي : « إهدأ، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ».
وهذا من دلائل النبوة فإن هؤلاء كلهم أصابوا الشهادة، واختص رسول الله بأعلى مراتب الرسالة والنبوة، واختص أبو بكر بأعلى مقامات الصديقية.
وقد ثبت في الصحيح الشهادة للعشرة بالجنة، بل لجميع من شهد بيعة الرضوان عام الحديبية وكانوا ألفا وأربعمائة، وقيل: وثلاثمائة، وقيل: خمسمائة، وكلهم استمر على السداد والاستقامة حتى مات - رضي الله عنهم أجمعين -.
وثبت في صحيح البخاري البشارة لعكاشة بأنه من أهل الجنة فقتل شهيدا يوم اليمامة.
وفي الصحيحين من حديث يونس عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله يقول: « يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر » فقام عكاشة ابن محصن الأسدي يجر نمرة عليه فقال: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم.
فقال النبي : « اللهم اجعله منهم ».
ثم قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم.
فقال: « سبقك بها عكاشة » وهذا الحديث قد روي من طرق متعددة تفيد القطع وسنورده في باب صفة الجنة، وسنذكر في قتال أهل الردة أن طلحة الأسدي قتل عكاشة بن محصن شهيدا رضي الله عنه ثم رجع طلحة الأسدي عما كان يدعيه من النبوة وتاب إلى الله وقدم على أبي بكر الصديق واعتمر وحسن إسلامه.
وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: « بينا أنا نائم رأيت كأنه وضع في يدي سواران فقطعتهما، فأوحي إلي في المنام أن انفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة ».
وقد تقدم في الوفود أنه قال لمسيلمة حين قدم مع قومه وجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده اتبعته.
فوقف عليه رسول الله وقال له: « والله لو سألتني هذا العسيب ما أعطيتكه ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيه ما أريت ».
وهكذا وقع عقره الله وأهانه وكسره وغلبه يوم اليمامة.
كما قتل الأسود العنسي بصنعاء على ما سنورده إن شاء الله تعالى.
وروى البيهقي من حديث مبارك بن فضالة عن الحسن، عن أنس قال: لقي رسول الله مسيلمة فقال له مسيلمة: أتشهد أني رسول الله؟
فقال النبي : « آمنت بالله وبرسله » ثم قال رسول الله : « إن هذا الرجل أخر لهلكة قومه ».
وقد ثبت في الحديث الآخر أن مسيلمة كتب بعد ذلك إلى النبي بسم الله الرحمن الرحيم، من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك أما بعد فإني قد أشركت في الأمر بعدك، فلك المدر ولي الوبر، ولكن قريشا قوم يعتدون.
فكتب إليه رسول الله : « بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، وقد جعل الله العاقبة لمحمد وأصحابه لأنهم هم المتقون، وهم العادلون المؤمنون لا من عداهم ».
وقد وردت الأحاديث المروية من طرق عنه في الإخبار عن الردة التي وقعت في زمن الصديق، فقاتلهم الصديق بالجنود المحمدية حتى رجعوا إلى دين الله أفواجا، وعذب ماء الإيمان كما كان بعد ما صار أجاجا، وقد قال الله تعالى: « يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين » الآية.
قال المفسرون: هم أبو بكر وأصحابه - رضي الله عنهم -.
وثبت في الصحيحين من حديث عامر الشعبي عن مسروق، عن عائشة في قصة مسارة النبي ابنته فاطمة وإخباره إياها بأن جبريل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة، وأنه عارضني العام مرتين، وما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلي فبكت، ثم سارها فأخبرها بأنها سيدة نساء أهل الجنة، وأنها أول أهله لحوقا به.
وكان كما أخبر.
قال البيهقي: واختلفوا في مكث فاطمة بعد رسول الله فقيل: شهران، وقيل: ثلاثة، وقيل: ستة، وقيل: ثمانية.
قال: وأصح الروايات، رواية الزهري عن عروة، عن عائشة قالت: مكثت فاطمة بعد وفاة رسول الله ستة أشهر، أخرجاه في الصحيحين.
ومن كتاب دلائل النبوة في باب إخباره صلى الله عليه وسلم عن الغيوب المستقبلة
فمن ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: قال رسول الله : « إنه قد كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي فعمر بن الخطاب ».
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا عبيد الله بن موسى، أنا أبو إسرائيل كوفي عن الوليد بن العيزار، عن عمر بن ميمون، عن علي رضي الله عنه قال: ما كنا ننكر ونحن متوافرون أصحاب محمد أن السكينة تنطق على لسان عمر.
قال البيهقي: تابعه زر بن حبيش والشعبي عن علي.
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: كنا نتحدث أن عمر بن الخطاب ينطق على لسان ملك.
وقد ذكرنا في سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أشياء كثيرة من مكاشفاته وما كان يخبر به من المغيبات كقصة سارية بن زنيم وما شاكلها ولله الحمد والمنة.
ومن ذلك ما رواه البخاري من حديث فراس عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها أن نساء النبي اجتمعن عنده فقلن يوما: يا رسول الله أيتنا أسرع بك لحوقا؟
فقال: « أطولكن يدا » وكانت سودة أطولنا ذراعا فكانت أسرعنا به لحوقا.
هكذا وقع في الصحيح عند البخاري أنها سودة.
وقد رواه يونس بن بكير عن زكريا ابن أبي زائدة عن الشعبي فذكر الحديث مرسلا، وقال: فلما توفيت زينب علمن أنها كانت أطولهن يدا في الخير والصدقة.
والذي رواه مسلم عن محمود بن غيلان، عن الفضل بن موسى، عن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فذكرت الحديث، وفيه فكانت زينب أطولنا يدا لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق.
وهذا هو المشهور عن علماء التاريخ أن زينب بنت جحش كانت أول أزواج النبي وفاة.
قال الواقدي: توفيت سنة عشرين، وصلى عليها عمر بن الخطاب.
قلت: وأما سودة فإنها توفيت في آخر إمارة عمر بن الخطاب أيضا، قاله ابن أبي خيثمة.
ومن ذلك ما رواه مسلم من حديث أسيد بن جابر عن عمر بن الخطاب في قصة أويس القرني وإخباره عليه السلام عنه بأنه خير التابعين، وأنه كان به برص فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضعا قدر الدرهم من جسده، وأنه بار بأمه، وأمره لعمر بن الخطاب أن يستغفر له، وقد وجد هذا الرجل في زمان عمر بن الخطاب على الصفة والنعت الذي ذكره في الحديث سواء.
وقد ذكرت طرق هذا الحديث وألفاظه والكلام عليه مطولا في الذي جمعته من مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولله الحمد والمنة.
ومن ذلك ما رواه أبو داود: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا الوليد بن عبد الله بن جميع، حدثني جرير بن عبد الله وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري عن أم ورقة بنت نوفل أن رسول الله لما غزا بدرا، قالت: يا رسول الله إئذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم لعل الله يرزقني بالشهادة.
فقال لها: « قري في بيتك فإن الله يرزقك الشهادة » فكانت تسمى الشهيدة، وكانت قد قرأت القرآن فاستأذنت النبي أن تتخذ في بيتها مؤذنا يؤذن لها، وكانت دبرت غلاما لها وجارية، فقاما إليها بالليل فغماها في قطيفة لها حتى ماتت وذهبا.
فأصبح عمر فقام في الناس وقال: من عنده من هذين علم أو من رآهما فليجيء بهما، فجيء بهما فأمر بهما فصلبا وكانا أول مصلوبين بالمدينة.
وقد رواه البيهقي من حديث أبي نعيم، ثنا الوليد بن جميع، حدثتني جدتي عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث وكان رسول الله يزورها ويسميها الشهيدة، فذكر الحديث.
وفي آخره فقال عمر: صدق رسول الله كان يقول: « انطلقوا بنا نزور الشهيدة ».
ومن ذلك ما رواه البخاري من حديث أبي إدريس الخولاني عن عوف بن مالك في حديثه عنه في الآيات الست بعد موته وفيه ثم موتان بأحدكم كقصاص الغنم.
وهذا قد وقع في أيام عشر وهو طاعون عمواس سنة ثماني عشرة ومات بسببه جماعات من سادات الصحابة منهم: معاذ بن جبل، وأبو عبيدة، ويزيد ابن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وأبو جندل سهل بن عمر وأبوه، والفضل بن العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنهم أجمعين -.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، ثنا النهاس بن قهم، ثنا شداد أبو عمار، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : « ست من أشراط الساعة موتي، وفتح بيت المقدس، وموت يأخذ في الناس كقصاص الغنم، وفتنة يدخل حربها بيت كل مسلم، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيسخطها، وأن يغزو الروم فيسيرون إليه بثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفا ».
وقد قال الحافظ البيهقي: أنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة عن عبد الله بن حبان أنه سمع سليمان بن موسى يذكر أن الطاعون وقع بالناس يوم جسر عموسة، فقام عمرو بن العاص فقال: يا أيها الناس إنما هذا الوجع رجس فتنحوا عنه.
فقام شرحبيل بن حسنة فقال: يا أيها الناس إني قد سمعت قول صاحبكم وإني والله لقد أسلمت وصليت، وإن عمرا لأضل من بعير أهله، وإنما هو بلاء أنزله الله عز وجل فاصبروا.
فقام معاذ بن جبل فقال: يا أيها الناس إني قد سمعت قول صاحبيكم هذين وإن هذا الطاعون رحمة بكم، ودعوة نبيكم وإني قد سمعت رسول الله يقول: « إنكم ستقدمون الشام فتنزلون أرضا يقال لها: أرض عموسة فيخرج بكم فيها خرجان له ذباب كذباب الدمل يستشهد الله به أنفسكم وذراريكم ويزكي به أموالكم ».
اللهم إن كنت تعلم أني قد سمعت هذا من رسول الله فارزق معاذا وآل معاذ منه الحظ الأوفى ولا تعافه منه.
قال: فطعن في السبابة فجعل ينظر إليها ويقول: اللهم بارك فيها فإنك إذا باركت في الصغير كان كبيرا، ثم طعن ابنه فدخل عليه فقال: { الحق من ربك فلا تكونن من الممترين } [البقرة: 147] .
فقال: { ستجدني إن شاء الله من الصابرين } [الصافات: 102] .
وثبت في الصحيحين من حديث الأعمش وجامع ابن أبي راشد عن شقيق بن سلمة، عن حذيفة قال: كنا جلوسا عند عمر، فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله في الفتنة؟
قلت: أنا.
قال: هات إنك لجريء.
فقلت: ذكر فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره يكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ».
فقال: ليس هذا أعني إنما أعني التي تموج موج البحر.
فقلت: يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا.
قال: ويحك يفتح الله أم يكسر؟
قلت: بل يكسر.
قال: إذا لا يغلق أبدا.
قلت: أجل.
فقلنا لحذيفة: فكان عمر يعلم من الباب؟
قال: نعم، وإني حدثته حديثا ليس بالأغاليط.
قال: فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب.
فقلنا لمسروق فسأله، فقال: من بالباب؟
قال: عمر، وهكذا وقع من بعد مقتل عمر وقعت الفتن في الناس، وتأكد ظهورها بمقتل عثمان بن عفان - رضي الله عنهما.
وقد قال يعلى بن عبيد: عن الأعمش عن سفيان، عن عروة بن قيس قال: خطبنا خالد بن الوليد فقال: إن أمير المؤمنين عمر بعثني إلى الشام فحين ألقى بوانيه بثنية وعسلا أراد أن يؤثر بها غيري ويبعثني إلى الهند.
فقال رجل من تحته: إصبر أيها الأمير فإن الفتن قد ظهرت.
فقال خالد: أما وابن الخطاب حي فلا، وإنما ذاك بعده.
وقد روى الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: أبصر رسول الله على عمر ثوبا فقال: « أجديد ثوبك أم غسيل؟ »
قال: بل غسيل.
قال: « إلبس جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا » وأظنه قال: « ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة ».
وهكذا رواه النسائي وابن ماجه من حديث عبد الرزاق به ثم قال النسائي: هذا حديث منكر أنكره يحيى القطان على عبد الرزاق.
وقد روي عن الزهري من وجه آخر مرسلا، قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: لا أعلم أحدا رواه عن الزهري غير معمر وما أحسبه بالصحيح والله أعلم.
قلت: رجال إسناده واتصاله على شرط الصحيحين وقد قيل الشيخان، تفرد معمر عن الزهري في غير ما حديث.
ثم قد روى البزار هذا الحديث من طريق جابر الجعفي - وهو ضعيف - عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله مرفوعا مثله سواء.
وقد وقع ما أخبر به في هذا الحديث فإنه رضي الله عنه قتل شهيدا وهو قائم يصلي الفجر في محرابه من المسجد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام.
وقد تقدم حديث أبي ذر في تسبيح الحصا في يد أبي بكر ثم عمر ثم عثمان، وقوله عليه السلام: « هذه خلافة النبوة ».
وقال نعيم بن حماد: ثنا عبد الله بن المبارك، أنا خرج بن نباتة عن سعيد بن جهمان، عن سفينة قال: لما بنى رسول الله مسجد المدينة جاء أبو بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه ثم جاء عثمان بحجر فوضعه فقال رسول الله : « هؤلاء يكونون خلفاء بعدي ».
وقد تقدم في حديث عبد الله بن حوالة قوله : « ثلاث من نجا منهن فقد نجا موتي وقتل خليفة مصطبر والدجال ».
وفي حديثه الآخر الأمر باتباع عثمان عند وقوع الفتنة.
وثبت في الصحيحين من حديث سليمان بن بلال عن شريك ابن أبي نمر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى قال: توضأت في بيتي ثم خرجت فقلت: لأكونن اليوم مع رسول الله فجئت المسجد فسألت عنه، فقالوا: خرج وتوجه ههنا، فخرجت في أثره حتى جئت بئر أريس وما بها من جريد فمكثت عند بابها حتى علمت أن النبي قد قضى حاجته وجلس فجئته فسلمت عليه فإذا هو قد جلس على قف بئر أريس فتوسطه ثم دلى رجليه في البئر وكشف عن ساقيه، فرجعت إلى الباب وقلت: لأكونن بواب رسول الله فلم أنشب أن دق الباب فقلت: من هذا؟
قال: أبو بكر.
قلت: على رسلك وذهبت إلى النبي فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن.
فقال: « إئذن لي وبشره بالجنة ».
قال: فخرجت مسرعا حتى قلت لأبي بكر: إدخل ورسول الله يبشرك بالجنة.
قال: فدخل حتى جلس إلى جنب النبي في القف على يمينه ودلى رجليه وكشف عن ساقيه كما صنع النبي .
قال: ثم رجعت وقد كنت تركت أخي يتوضأ وقد كان قال لي: أنا على إثرك.
فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يأت به.
قال: فسمعت تحريك الباب فقلت: من هذا؟
قال: عمر.
قلت: على رسلك قال: وجئت النبي فسلمت عليه وأخبرته.
فقال: « إئذن له وبشره بالجنة ».
قال: فجئت وأذنت له وقلت له: رسول الله يبشرك بالجنة، قال: فدخل حتى جلس مع رسول الله على يساره وكشف عن ساقيه ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي وأبو بكر.
قال: ثم رجعت فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يأت به - يريد أخاه - فإذا تحريك الباب فقلت: من هذا؟
قال: عثمان بن عفان.
قلت: على رسلك وذهبت إلى رسول الله فقلت: هذا عثمان يستأذن.
فقال: « إئذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ».
قال: فجئت فقلت: رسول الله يأذن لك ويبشرك بالجنة على بلوى أو بلاء يصيبك.
فدخل وهو يقول: الله المستعان فلم يجد في القف مجلسا فجلس وجاههم من شق البئر وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر كما صنع رسول الله وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
قال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم اجتمعت وانفرد عثمان.
وقد روى البيهقي من حديث عبد الأعلى ابن أبي المساور: عن إبراهيم بن محمد بن حاطب عن عبد الرحمن بن بجير، عن زيد بن أرقم قال: بعثني رسول الله فقال: « انطلق حتى تأتي أبا بكر فتجده في داره جالسا محتبيا فقل: إن رسول الله يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة ثم انطلق حتى تأتي الثنية فتلقى عمر راكبا على حمار تلوح صلعته فقل: إن رسول الله يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة ثم انصرف حتى تأتي عثمان فتجده في السوق يبيع ويبتاع فقل: إن رسول الله يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة بعد بلاء شديد » فذكر الحديث في ذهابه إليهم فوجد كلا منهم كما ذكر رسول الله وكلا منهم يقول: أين رسول الله؟
فيقول: في مكان كذا وكذا فيذهب إليه.
وأن عثمان لما رجع قال: يا رسول الله وأي بلاء يصيبني؟ والذي بعثك بالحق ما تغيبت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك فأي بلاء يصيبني؟
فقال: هو ذاك.
ثم قال البيهقي: عبد الأعلى ضعيف فإن كان حفظ هذا الحديث فيحتمل أن رسول الله بعث إليهم زيد بن أرقم، فجاء وأبو موسى الأشعري جالس على الباب كما تقدم.
وهذا البلاء الذي أصابه هو ما اتفق وقوعه على يدي من أنكر عليه من رعاع أهل الأمصار بلا علم فوقع ما سنذكره في دولته إن شاء الله من حصرهم إياه في داره حتى آل الحال بعد ذلك كله إلى اضطهاده وقتله وإلقائه على الطريق أياما لا يصلى عليه، ولا يلتفت إليه حتى غسل بعد ذلك وصلي عليه، ودفن بحش كوكب - بستان في طريق البقيع - رضي الله عنه وأرضاه - وجعل جنات الفردوس متقلبه ومثواه.
كما قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى عن إسماعيل بن قيس، عن أبي سهلة مولى عثمان، عن عائشة قالت: قال رسول الله : « إدعو لي بعض أصحابي ».
قلت: أبو بكر؟
قال: « لا ».
قلت: عمر؟
قال: « لا ».
قلت: ابن عمك علي؟
قال: « لا ».
قلت: عثمان؟
قال: « نعم ».
فلما جاء عثمان قال: تنحى فجعل يساره ولون عثمان يتغير.
قال أبو سهلة: فلما كان يوم الدار وحضر فيها قلنا: يا أمير المؤمنين ألا تقاتل؟
قال: لا إن رسول الله عهد إلي عهدا وإني صابر نفسي عليه تفرد به أحمد.
ثم قد رواه أحمد عن وكيع عن إسماعيل، عن قيس، عن عائشة فذكر مثله.
وأخرجه ابن ماجه من حديث وكيع.
وقال نعيم بن حماد في كتابه الفتن والملاحم: حدثنا عتاب بن بشير عن خصيف، عن مجاهد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت على رسول الله وعثمان بين يديه يناجيه، فلم أدرك من مقالته شيئا إلا قول عثمان: ظلما وعدوانا يا رسول الله، فما دريت ما هو حتى قتل عثمان فعلمت أن رسول الله إنما عنى قتله.
قالت عائشة: وما أحببت أن يصل إلى عثمان شيء إلا وصل إلي مثله غيره، إن شاء الله علم أني لم أحب قتله ولو أحببت قتله لقتلت وذلك لما رمى هودجها من النبل حتى صار مثل القنفذ.
وقال أبو داود الطيالسي: ثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو ابن أبي عمرو مولى المطلب، عن حذيفة قال: قال رسول الله : « لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم وتجتلدوا بأسيافكم، ويرث دنياكم شراركم ».
وقال البيهقي: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا علي بن محمد المصري، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد بن يزيد عن سعيد ابن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف أنه حدثه أنه جلس يوما مع شفي الأصبحي فقال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله يقول: « سيكون فيكم اثنا عشر خليفة أبو بكر الصديق لا يلبث خلفي إلا قليلا، وصاحب رحى العرب يعيش حميدا، ويموت شهيدا ».
فقال رجل: ومن هو يا رسول الله؟
قال: « عمر بن الخطاب » ثم التفت إلى عثمان فقال: « وأنت يسألك الناس أن تخلع قميصا كساكه الله والذي بعثني بالحق لئن خلعته لا تدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ».
ثم روى البيهقي من حديث موسى بن عقبة: حدثني جدي أبو أمي أبو حبيبة أنه دخل الدار وعثمان محصور فيها، وأنه سمع أبا هريرة يستأذن عثمان في الكلام فأذن له فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني سمعت رسول الله يقول: « إنكم ستلقون بعدي فتنة واختلافا ».
فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ أو ما تأمرنا؟
فقال: « عليكم بالأمين وأصحابه - وهو يشير إلى عثمان بذلك - ».
وقد رواه الإمام أحمد: عن عفان عن وهيب، عن موسى بن عقبة به.
وقد تقدم في حديث عبد الله بن حوالة شاهدان له بالصحة والله أعلم.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن البراء بن ناجية، عن عبد الله - هو ابن مسعود - عن النبي - - قال: « تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن هلكوا فسبيل من قد هلك وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما ».
قال: قلت: أمما مضى؟ أو مما بقي؟
ورواه أبو داود عن محمد بن سليمان الأنباري، عن عبد الرحمن ابن مهدي به.
ثم رواه أحمد عن إسحاق وحجاج عن سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فصل في الإخبار بغيوب ماضية ومستقبلة لسيدنا محمد عليه السلام / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» باب ذكر أخلاقه وشمائله الطاهرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» الإخبار بانخرام قرنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد مائة سنة من ليلة إخباره / الجزء السادس /(البداية والنهاية)
» باب زهد سيدنا محمد عليه السلام وإعراضه عن هذه الدار / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» باب تكثير سيدنا محمد عليه السلام الأطعمة / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» فصل دلائل نبوة سيدنا محمد عليه السلام من خلال سيرته وأخلاقه / الجزء السادس / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: