ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق Empty
مُساهمةموضوع: اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق   اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق Emptyالأحد أبريل 07, 2013 3:14 am

اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق KPXlR

اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق
أمَا وَالّذِي مَا شَاءَ سَدّى لَعَبْدِهِ، = إلى الله يُفْضِي مَنْ تَألّى وَأقْسَمَا
لَئِنْ أصْبَحَ الوَاشُونَ قَرّتْ عُيونُهُم = بهَجْرٍ مَضَى أوْ صُرْمِ حَبلٍ تَجذّمَا

إذا دَمَعَتْ عَيْناكَ وَالشّوْقُ قائِدٌ = لذي الشّوْقِ، حتى تَستَبِينَ المُكَتَّما
ظَلِلْتَ تُبَكّي الحَيَّ والرَّبعُ دارِسٌ، = وَقَدْ مَرّ بَعدَ الحَيِّ حَوْلٌ تجَرَّما

إنّ أمامي خَيرَ مَنْ وَطىءَ الحَصَى = لذي هِمّةٍ يَرْجو الغِنى أوْ لِغارِمِ
فَقَالوا: فَعَلَنا، حَسبُنا الله، وَانْتَهَوْا = جَدِيلَةَ أمْرٍ يَقْطَعُ الشّكَّ عازِمِ

دِيَارٌ بِالأُجَيْفِرِ كَانَ فِيهَا = أوَانِسُ مِثْلُ آَرَامِ الصّرِيمِ
وَما أحَدٌ يُسَامِيني بِفَخْرٍ، = إذا زَخَرَتْ بُحْورُ بَني تَمِيمِ

إنّ الذي أعطَى الرّجال حظوظَهُمْ = على الناسِ أعطى خِنْدِفاً بالخَزَائمِ
لخِنْدِفَ قَبْلَ النّاسِ بَيتانِ فيهِما = عَديدُ الحَصَى والمَأثُرًّتِ العَظائِمِ

ألَمْ يَكُ قَتْلُ عَبْدِ القَيْسِ ظُلماً = أبا حَفْصٍ مِنَ الحُرَمِ العِظَامِ
قَتِيلُ عَداوَةٍ، لَمْ يَجْنِ ذَنْباً، = يُقَطَّعُ، وَهَو يَهْتِفُ بالإمَامِ

ألمْ تَرَ أنّا يَوْمَ حِنْوِ ضَرِيّةٍ = حَمَيْنا، وَقُلْنا السبْيُ لا يُتَقَسَّمُ
ضَرَبْنَا بأكْنافِ السّماءِ بُيوتَنا، = على ذِرْوَةٍ أرْكَانُها لا تُهَدَّمُ

وَقَائِمَةٍ قَامَتْ، فَقالَتْ لِنَائِحٍ = تَفِيضُ بِعَيْنَيْهِ الدّمُوعُ السّوَاجِمُ:
لَقَدْ صَبَرَ الجَرّاحُ حتى مَشَتْ بِهِ = إلى رَحْمَةِ الله السّيُوفُ الصّوَارِمُ

كَيَفَ تَرَى بَطشةَ الله التي بَطشَتْ = بِابنِ المُهَلّبِ، إنّ الله ذُو نِقَمِ
قَادَ الجِيَادَ مِنَ البَلقَاءِ مُنْقَبِضاً = شَهراً، تَقَلقَلُ في الأرْسانِ واللُّجُمِ

لوْ شِئْتُ لُمْتُ بَني زَبِينَةَ صَادِقاً، = وَمَطِيّتي لِبَني زَبِينَةَ ألْومُ
نَزَلَتْ بمَائِهِمْ، وَتَحْسِبُ رَحْلَها = عَنْهَا سَيْحْمِلُهُ السّنامُ الأكْوَمُ

تَقولُ الأرْضُ إذْ غَضِبَتْ عَلَيْهمْ: = أطَائِيٌّ يَسُبّ بَني تَمِيمِ
عَبِيدٌ كَانَ تُبّعٌ اسْتَبَاهُمْ، = فَأقْعَدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ اللّئِيمِ

أبَني لُجَيْمٍ إنّكُمْ أُلْجِمْتُمُ، = فَلمَنْ يُجارِيكُمْ أشَدُّ لِجَامِ
فَأساً تُصِيبُ لَهَاتَهُ، يَلْقَى الّذِي = تَلْقَى نَوَاجِذُهُ أشَدَّ زِحَامِ

ما نَحْنُ إنْ جارَتْ صُدُورُ رِكَابِنَا = بِأوّل مَنْ غَرّتْ هدايَةُ عاصِمِ
أرَادَ طَرِيقَ العُنصُلَينِ، فياسَرَتْ = بهِ العِيسُ في نَائي الصُّوّى مُتَشائِمِ

ومَن عَجَبِ الأيّامِ والدّهرِ أنْ تُرَى = كُلَيْبٌ تَبَغّى المَاءَ بَينَ الصّرَائِمِ
فَيا ضَبَّ إنْ جارَ الإمَامُ عَلَيْكُمُ، = فَجُورُوا عَلَيهِ بالسّيُوفِ الصّوَارِمِ

رَأيْتُ سَمَاءَ الله وَالأرْضَ ألْقَتَا = بِأيْدِيهمَا لابْنِ المُلُوكِ القَماقِمِ
وَكُنْتَ لَنَا غَيْثَ السّمَاءِ الذي بهِ = حَيينا، وَأحْيا النّاسَ بَعدَ البَهائِمِ

إمّا دَخَلْتُ الدّارَ داراً بِإذْنِهَا، = فَدَارُ أبي ثَوْرٍ، عَلَيّ حَرَامُ
إذا ما أتَاهُ الزّوْرُ يَوْمَا سَقاهُمُ = نَبِيذاً جِبَالِيّاً، وَلَيْسَ طَعَامُ

ألَسْتُمْ عَائِجِينَ بِنَا لَعَنّا = نَرَى العَرَصَاتِ أوْ أثَرَ الخِيَامِ
فَقَالُوا: إنْ فَعَلْتَ، فَأغْنِ عَنّا = دُمُوعاً غَيْرَ رَاقِيَةِ السّجَامِ

قَد كانَ بالعِرْقِ صَيدٌ لوْ قَنِعَتَ بهِ = فيه غِنىً لكَ عن دُرّاجَةِ الحَكَمِ
وَفي العَوَارِضِ ما تَنفَكّ تَجمَعُهَا = لَوْ كانَ يَشفِيكَ لحمُ الإبلِ من قَرَمِ

أرَى كاهِلَيْ سَعْدٍ أتَى مَنْكِباهُمَا = عَليّ وَرَامي آلِ سَعْدٍ كِلاهُمَا
فَرَغْماً وَدَغْماً، للعَدُوّ فَإنّهُ = سَتَنْبُو مَرَامي عنهُما، مَنْ رَماهُمَا

عَفّى المَنَازِلَ، آخِرَ الأيّامِ، = قَطْرٌ، وَمُورٌ واخْتِلافُ نَعَامِ
قال ابنُ صَانِعَةِ الزُّرُوبِ لقَوْمِهِ: = لا أسْتَطِيعُ رَوَاسِيَ الأعْلامِ

نَمَتْكَ قُرومُ أولادِ المُعَلَّى، = وأبنَاءُ المَسَامِعَةٍ الكِرامِ
تخَمَّطُ في رَبِيعَةَ بَينَ بَكْرٍ = وَعَبدِ القَيسِ في الحَسبِ اللُّهَامِ

وَدّ جَرِيرُ اللّؤمِ لَوْ كَانَ عانِياً، = ولَمْ يَدنُ منْ زَأرِ الأسودِ الضّرَاغمِ
فإنْ كُنتُما قَدْ هِجتُماني عَلَيكْمَا = فلا تَجَزَعَا وَاسْتَسمِعا للمُرَاجِمِ

وَأُقْسِمُ أنْ لَوْلا قُرَيشٌ وَما مَضَى = إلَيها، وَكانَ الله بِالحُكْمِ أعْلَمَا
لَكَانَ لَنا مَنْ يَلْبَسُ اللّيلَ منهمُ = وَضَوْءُ النّهارِ مِنْ فَصِيحٍ وَأعْجَمَا

طَرَقْنا شِفاءً، وَهُوَ يَكْعَمُ كَلبَهُ، = على الدّاعِرِيّاتِ العِتاقِ العَياهِمِ
فَعُجْنَا المَطايَا عَنْ شَقائِقِ فَوْبَعٍ، = وَأنّى مَنَافٌ مِنْ تَنَاوُلِ دارِمِ

سَيَبْلُغُ عَني غَدْوَةَ الرّيحِ أنّهَا = مَسِيرَةُ شَهْرٍ للرّيَاحِ الهَوَاجِمِ
بَني عَامِرٍ مَا مَنْ تَأوّلَ مِنْكُمُ = بأنْ سَوْفَ يَنْجُو مِنْ تَميمٍ بحَازِمِ

أرَى السّجنَ سَلاّني عن الرَّوْعَةِ التي = إلَيْهَا نُفُوسُ المُسْلِمِينَ تَحُومُ
عَجِبتُ من الآمالِ وَالمَوْتُ دونَها، = وَماذا يَرَى المَبْعُوثُ حِينَ يَقُومُ

أبَا حاتمٍ! قَدْ كانَ عَمُّكَ رَامَني = زياداً، فألفاني امرَأً غَيرَ نَائِمِ
أبَا حَاتِمٍ! مَا حَاتِمٌ في زَمَانِهِ = بِأفْضَلَ جُوداً مِنْكَ عندَ العَظائِمِ

وَجَدتُكَ، حِينَ تُنْسَبُ في تَمِيمٍ، = شُعَاعِيّاً، وَلَسْتَ مِنَ الصّمِيمِ
تُرَدُّ إلى شُعَاعَةَ حِينَ يَنْمي، = وَلا يَنْمَى إلى حَسَبٍ كَرِيمِ

أتَيْتُ الأشْعَثَ العِجْليَّ أمْشِي = لِيَحْمِلَني على عَدَسٍ رَجُومِ
نَمَى بِكَ مِنْ رَبِيعَةَ غَيرُ فَحْلٍ، = وَسَعّدَ سَاعِدَيْكَ بَنُو تَمِيمِ

لَنِعْمَ تُرَاثُ المَرْءِ أوْرَثَ قَوْمَهُ = عُميرُ بنُ عَمروٍ وَالحَصَانِ السُّلاجمِ
بَنُوهُ بَنُو غَرّاءَ قَدْ صَعّدَتْ بهِمْ = إلى بَيْتِ سَعْدٍ ذي العَلاءِ وَدارِمِ

قُلْ لِعَديٍّ جَاءَ مَنْ كُنْتَ تَبْتَغي = إليكَ، فلا تَحْفِلْ بُدُورَ الدّرَاهِمِ
أتعاكَ امْرُؤٌ لمْ تَخْدُمِ القَوْمَ أُمُّهُ، = طَوِيلُ السُّرَى ألْفَيْتَهُ غَيرَ نَائِمِ

ألمْ تَرَيَا أنّ الجَوادَ ابن مَعْمَرٍ = لَهُ رَاحَتَا غَيْثٍ يَفِيضُ مُدِيمُهَا
إذْ جاءَهُ السُّؤّالُ فاضَتْ عَلَيْهِمُ = سِجَالُ يَدَيْهِ فَاسْتَقَلّ عَدِيمُهَا

سَلُوا خالِداً، لا أكْرَمَ الله خَالِداً! = مَتى وَلِيتْ قَسْرٌ قُرَيْشاً تَدِينُهَا
أقَبْلَ رَسُولِ الله أمْ بَعْدَ عَهْدِهِ، = فتِلْكَ قُرَيْشٌ قَدْ أغَثّ سَمينُها

لَوْلا أنْ تَغارَ بَنُو كُلَيْبٍ = لأشْرَكْنَا غُدَانَةَ في الأتَانِ
وَلا يَنْفَكّ يَنْهقُ في طَرِيقٍ = كُلَيْبِيٌّ عَلَيْهِ مَزَادَتَانِ

وَلَيْسَ بعَدْلٍ إنْ سَبَبْتُ مُقاعِساً = بآبَائيَ الشُّمّ الكِرَامِ الخَضَارِمِ
وَلَكِنّ عَدْلاً لَوْ سَبَبْتُ وَسَبّني = بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ من منافٍ وَهاشِمِ

إذا الأسدُ ماسَتْ في الحديدِ وَسَوّمتْ = تَمِيمٌ وَجاءَتْ بالبُحُورِ الخَضَارِمِ
فَما الناسُ في حَيّيْهِما غَيرُ حُشوَةٍ، = إذا سَكَنَ الأصْوَاتُ غَيرَ الغَماغِمِ

ما أنتَ إنْ قَرْمَا تَمِيمٍ تَسَامَيَا = أخا التَّيمِ إلاّ كالشّظِيّةِ في العَظْمِ
ولَوْ كُنْتَ مَوْلى العِزّ أوْ في ظِلالِهِ = ظَلَمتَ، ولَكِنْ لا يَدَيْ لك بالظّلْمِ

بئسَتْ لَقُوحا ذي العِيالِ امتَنَحْتُما، = عَلُوقانِ مَنْ يَعْطِفْهُما غيرُ مَرْيمِ
إذا احْتَلَبُوا شاتَيْهِما في إنائِهِمْ، = بَدا طَعْمُ صَابٍ في الإنَاءِ وَعَلْقَمِ

لمَّا أتَانَا المُشْفِقُونَ، فَأنْذَرُوا = أمِيرَيْنِ مَخْشِيّاً عَلَيْنَا رَادهُمَا
وَقالتْ: ألا طُفْ في صَديقكَ فالتَمسْ = شَعيبَينِ يَرْبُو سَاعةً مَنْ سَقاهُمَا

قَدْ بَلَغْنَا على مَخْشَاةِ أنْفُسِنَا = شَطَّ الصَّرَاةِ إلى أرْضِ ابنِ مَرْوَانِ
طَيّارَةٌ كَانَ للحَجّاجِ مَرْكَبُهَا، = تَرَى لهَا مِنْ أذَاةِ المَوّجِ أعْوَانَا

لَوْ جَمَعُوا مِنَ الخِلاّنِ ألْفاً = فَقَالُوا أعْطِنا بِهمُ أبَانَا
لَقُلْتُ لَهمْ: إذا لَغَبَنتمُوني، = وَكَيفَ أبيع مَنْ شرَطَ الضّمانَا

إنّ ابنَ أحْوَزَ قَدْ داوَتْ كَتَائِبُهُ = داءَ العِرَاقِ وَجَلّتْ ظُلْمَةَ الفِتنِ
في كُلّ شَرْقٍ وَغَرْبٍ مِنْ كَتائِبِهِ = شَهباءُ كالرّكنِ من ثَهلانَ أوْ حضَنِ

اعمِدْ إذا كُنتَ مُختاراً نَدى رَجُلٍ = إلى جَميلٍ فتى الجُودِ ابنِ حُمْرَانَا
الطّاعنِ الطّعَنةَ النّجلاءَ قد حجَزَتْ = عَنها بصَدرِ قَناةِ الرّمْحِ مَنْ حَانَا

لَوْ بِأبي جامعٍ عَرّضْتُ حَاجَتَنَا، = أنْجَحَتُ، أو بِبَني الَعَوْجاءِ من قَطَنِ
بَنُو قَبِيصَةَ لا تَخفَى مَكارِمُهُمْ، = من دونِ أعرَاضهِمْ أموالُهُمْ جُنَنُ

أبَى الحُزْنُ أن أنسَى مَصَائبَ = أوْجعتْ صَمِيمَ فُؤادٍ كَانَ غَيرَ مَهينِ
وَمَا أنَا إلاّ مِثْلُ قَوْم تَتَابَعُوا = على قَدَرٍ مِنْ حَادِثَاتِ مَنُونِ

لَقَدَ بَانَ للغَاوِي مَفَاخِرُ أصْبَحَتْ = على النّاسِ مِني كَالنّهَارِ مُبِينُهَا
لَنَا المَوْقِفَانِ وَالحَطِيمُ وَزَمْزَمٌ، = وَمِنّا على هذا الأنَامِ أمِينُهَا

لَيْسَ ابنُ دَحْمَةَ مِمّنْ في مَوَاثقه = إلٌّ، وَلا في عُمَانَ يُطلَبُ الدِّينُ
قَوْمٌ رِمَاحُهُمُ المُرْدِيُّ حَيثُ غَدوْا = إذا تَنَفّشَ في الرّيحِ العَثانِينُ

لَقَدْ سَرّ العَدُوَّ وَسَاءَ سَعْداً = على القَعقاعِ قَبرُ فَتىً هِجَانِ
ألا تَبْكِي بَنُو سَعْدٍ فَتَاهَا = لأيّامِ السّمَاحَةِ وَالطّعَانِ

كَتَبْتُمْ زَعَمْتُمْ أنّها ظَلَمَتْكمْ، = كَذَبْتُمْ، وَبَيْتِ الله، بل تَظلمونَها
فإلاّ تَعُدّوا أُمَّهَا مِنْ نِسائِكُمْ، = فإنّ ابنَ لَيْلى وَالِدٌ لَنْ يَشينَها

بكَتْ عَينُ مَحزُونِ فطال انسجامُها، = وَطالَتْ لَيَالي حَادِثٍ لا يَنَامُهَا
حَوَادِثُ مِنْ رَيْبِ المَنونِ أصَبْنَني = فَصَارَ على الأخْيَارِ مِنّا سِهَامُهَا

سَتَبْلُغُ عَنّي غُدْوَةَ الرّيحِ أنّهَا = مَسِيرَةُ شَهْرٍ للرّياحِ الهَواجِمِ
تَمِمياً، إذا مرّتْ عَليَها منَ الذي = جَرَى جَرْيَ مَرْقُومٍ قَصِيرِ القَوائِمِ

أبَاهِلَ هَلْ أنْتُمْ مُغَيِّرُ لَوْنِكُمْ = وَمَانِعكُمْ أنْ تُجعَلوا في المَقاسِمِ
هِجاؤكُمُ قَوْماً أبُوهُمْ مُجاشِعٌ = لَهُ المأثُرَاتُ البِيضُ ذاتُ المكارِمِ

حَلَفْتُ برَبّ الجَارِياتِ إذا جَرَتْ، = وحَيثُ دَنتْ من مَرْوَةِ البَيتِ زَمزَمُ
لمَا زادَني من خَشيَةٍ، إذْ حَبَسْتَني، = على الخَشيَةِ الأولى التي كنتَ تَعْلَمُ

أخَذْنَا بِالنّجُومِ عَلى كُلَيْبٍ، = وَبِالقَمَرِ الّذِي جَلّى الغَمَامَا
على عَهْدِ ابنِ مَرْيَمَ كَانَ قَوْمي = هُمُ الفَرْعَ المُقَدَّمَ وَالسَّنَامَا

ما ابنُ سُلَيْمٍ سَائِراً بجِيَادِهِ = إلى غَارَةٍ إلاّ أفَادَكَ مَغْنَمَا
إذا مَا تَرَدّى عابِساً فَاضَ سَيْفُهُ = دِماءً، وَيُعْطي مَالهُ إمْ تَبَسّمَا

أناخَ إلَيكُمْ طالِبٌ طَالَ ما نَأتْ = بهِ الدّارُ، دانٍ بِالقَرَابَةِ عَالِمِ
تَذَكّرَ أيْنَ الجَابِرُونَ قَنَاتَهُ، = فَقَال: بَنُو عَمّي أبانُ بنُ دارِمِ

إلَيْكَ سَبَقتُ ابْنَيْ فَزَارَةَ بَعدَما = أرَادَ ثَوَايَ في حِلاقِ الأداهِمِ
فَقُلْتُ: ألَيْسَ الله قَبْلَكُمَا الذي = كَفَاني زِياداً ذا العُرَى وَالشّكائِمِ

أبْلِغْ مُعَاوِيَةَ الّذِي بِيَمِينِهِ = أمْرُ العِرَاقِ وَأمْرُ كُلّ شَآمِ
إنّ الهُمُومَ وَجَدْتَهَا حِينَ التَقَتْ = في الصّدْرِ، طارقُهُنّ غَيرُ نِيَامِ

أهاجَ لَكَ الشّوْقَ القَدِيمَ خَيالُهُ = مَنَازِلُ بَيْنَ المُنْتَضَى وَمُنِيمِ
وَقَدْ حالَ دُوني السّجنُ حتى نسيتُها = وَأذْهَلَني عَنْ ذِكْرِ كُلِّ حَمِيمِ

أرَى الزِّعْلَ بنَ عُرْوَةَ حينَ يجرِي، = إذا جَارَى إلى أمَدِ الرّهَانِ
وَسَوْفَ يَرَى ابنُ عُرْوَةَ حينَ نجرِي = إلى الغايَاتِ يَوْمَ يَرَى مَكَاني


عَجِبْتُ إلى قَيْسٍ تَضَاغَى كِلابُها = وَهُنّ على الأذْقَانِ تَحتَ لَباني
لَعَمْرُكَ مَا أدْرِي أطالِبُ سَالِمٍ = إلى اللّؤمِ أدْنَى أمْ أبُو ابنِ دُخَانِ

نامَ الخُليُّ، وَما أُغَمّضُ سَاعَةً، = أرَقاً، وَهَاجَ الشّوْقُ لي أحْزَاني
وَإذا ذَكَرْتُكَ يا ابنَ مُوسَى أسبَلتْ = عَيْني بِدَمْعٍ دائِمِ الهَمَلانِ

جادَ الدّيَارَ الّتي بِالرِّمْسِ خالِيَةً، = أنْوَاءُ أوْطَفَ جَرّارِ العَثَانِينِ
وَمَا بِهَا، بَعْدَ آثَارِ الحِلالِ بها، = غَيرُ الرّمَادِ، وَغَيرُ المُثَّلِ الجُونِ

كَيْفَ، تَقُولُ، وَجْدُ بَني تَمِيمٍ = عَليّ إذا لَهُمْ نَاعٍ نَعَاني
ألَيْسُوا هُمْ حُمَاةَ الحَرْبِ لمّا = أنَاخُوا بِالثّنِيّةِ للعَوَانِ

لا بَارَكَ الله في قَوْمٍ، وَلا شَرِبُوا = إلاّ أُجَاجاً، أتَوْنَا مِنْ سِجسْتَانَا
مُنافِقِينَ استَحَلّوا كُلَّ فاحِشَةٍ، = كانُوا على غَيرِ تَقْوَى الله أعْوَانَا

لعَمْرُكَ ما تَجِزِي مُفَدَّاةُ شُقّتي = وَإخْطَار نَفْسِي الكَاشِحِينَ وَمَالِيَا
وَسَيْري إذا ما الطِّرِمْساءُ تَطخطختْ = على الرّكبِ حتى يَحسبوا القُفَّ وَاديَا

وَمَرّ بِنَا المُختارُ مُختارُ طَيّءٍ، = فَرَوّى مُشاشاً كان ظَمآنَ صَادِيَا
أقَمْنَا لَهُ صَهْبَاءَ كالمِسْكِ ريحُها = إقامَتَهُ، حَتى تَرَحّلَ غَادِيَا

غَدَوْتُ وَقَدْ أزْمَعتُ وَثْبَةَ ماجِدٍ = لأفْديَ بِابْني من رَدَى المَوْتِ خاليَا
غُلامٌ أبُوهُ المُستَجارُ بقَبْرِهِ، = وَصَعْصَعةُ الفَكّاكُ مَنْ كانَ عانيَا

سَرَى لكَ طَيْفٌ من سُكَينَةَ بَعدما = هَدَا سَاهِرُ السُّمّارِ لَيْلاً، فأعَتَمَا
ألَمّ بحَسْرَى بَينَ حَسْرَى تَوَسّدوا = مَذارِعَ أنْضَاءٍ تَجَافَيْنَ سُهّمَا

إنّ الّذِينَ استَحلُّوا كلَّ فاحِشَةٍ = مِنَ المَحَارِم بَعدَ النُّقضِ للذّمَمِ
قَوْمٌ أتَوْا من سِجستانٍ على عَجَلٍ، = مُنَافِقُونَ بِلا حِل وَلا حَرَمِ

وَجَدْنَا الأبْرَشَ الكَلْبيَّ تَنمي = بهِ أعرَاقُ ذي حَسَبٍ كَرِيمِ
نمَاهُ أبُوهُ في حَيْثُ اسْتَقَرّتْ = قُضَاعَةُ فَوْقَ عادِيٍّ جَسِيمِ

ألا أيّهَا القَوْمُ الّذِينَ أتَاهُمُ، = غَداةَ ثَوَى الجَرّاحُ، إحدى العَظايمِ
إلى مَنْ يُلَوّي بعَدَهُ الهامُ، إذْ ثَوى = حَيا الناسِ، والقَرْمُ الذي للمَرَاجمِ

وَأطْلَسَ عَسّالٍ، وَما كانَ صَاحباً، = دَعَوْتُ بِنَارِي مَوْهِناً فَأتَاني
فَلَمّا دَنَا قُلتُ: ادْنُ دونَكَ، إنّني = وَإيّاكَ في زَادِي لمُشْتَرِكَانِ

أأسْلَمْتَني للمَوْتِ، أُمُّكَ هَابِلٌ، = وَأنْتَ دَلَنْظَى المَنْكِبَينِ سَمِينُ
خَمِيصٌ منَ الوُدّ المُقَرّبِ بَيْنَنَا = من الشُّنْءِ رَابي القُصْرَيَينِ بَطِينُ

لعَمرُكَ ما في الأرْضِ لي من مصَاهرٍ = ولا نَسَبٍ يُدْعى بِأرْضِ عُمَانِ
وَلكِنّ أهْلَ الأبْطَحَينِ عَشِيرَتي، = بَنُو كُلّ فَيّاضِ اليَدَيْنِ هِجَانِ

يا أُخْتَ ناجِيَةَ بْنِ سَامَةَ إنّني = أخْشَى عَلَيْكِ بَنيّ إنْ طَلَبُوا دمي
لَنْ يَقْبَلُوا دِيَةً، وَلَيْسُوا، أوْ يَرَوْا = مِني الوَفَاءَ، وَلَنْ يَرَوْهُ بِنُوّمِ

أفاطِمَ! ما أنْسَى نُعاسٌ وَلا سُرًى = عَقابِيلَ، يَلْقَانَا مِرَاراً غَرَامُهَا
لِعَيْنَيكِ وَالثّغْرِ الّذي خِلْتُ أنّهُ = تَحَدّرَ مِنْ غَرَّاءَ بِيضٍ غَمامُهَا

تَذَكّرْتُ أيْنَ الجَابِرُونَ قَنَاتَنَا، = فقُلْتُ بَني عَمّي أبَانَ بنِ دارِمِ
رَمَوْا ليَ رَحْلي، إذْ أنَخْتُ إلَيهمُ = بِعُجْمِ الأوَابي واللِّقَاحِ الرّوَائِمِ

حَسِبْتَ قِذافي بَعدَ عامٍ، ولمْ يَكُنْ = قِذافي زَمَاناً مَا يُرَوَّحُ سَائِمُهْ
سَتَعْلَمُ يا حَيْضَ المَرَاغَةِ أيُّنا = لَهُ حِينَ يَدْعُو مِنْ تَمِيم قَماقمُهْ

جَعَلْتُ لهَا بَابَينِ بَابَ مُجَاشِعٍ = وَبَاباً لُجَيْمِيّاً عَزِيزاً مَرَاوِمُهْ
وَمَا فِيهِمَا إلاّ سَيُصْبِحُ جَارُهُ = تَطَلّعُ في جَوّ السّمَاءِ سَلالِمُهْ

يَرْضَى الجَوَادُ، إذا كَفّاهُ وَازَنَتَا = إحْدى يمينَيْ يَدَيْ نَصْرِ بنِ سَيّارِ
يَداهُ خَيْرُ يَدَيْ، شَيْءٌ سَمِعتُ به = مِنَ الرّجَالِ لِمَعْرُوفٍ وَإنْكارِ

إني رَأيتُ أبا الأشْبالِ قَدْ ذَهَبَتْ = يَداهُ حَتى تُلاقي الشّمسَ وَالقَمَرَا
التّارِكُ القِرْنِ تحتَ النَّقْعِ مُنجَدِلاً = إذا تَلاحَقَ وِرْدُ المَوْتِ فاعتَكَرَا

إذا خِندِفٌ باللّيلِ أسْدَفَ سَجْرُها = وَجاشَتْ من الآفاقِ بالعَددِ الدَّثْرِ
رَأى الناسُ عندَ البَيتِ أنّ الحَصَى لنا = على السُّودِ مِنَ أوْلادِ آدَمَ وَالحُمرِ

إنّ بُغائي للّذِي إنْ أرَادَني = مَكانَ الثّرَيّا إنْ تَأمّلَها البَصَرْ
وَإني الّذي لا يَبْحَثُ السّرَّ وَحْدَهُ = إذا كان غَيرِي مَن يَدِبّ إلى الخَمَرْ

لَيسَ العَقائِلُ مِنْ شَيْبانَ نافِقَةً، = وَفيهِمُ مِنْ كُلَيْبٍ عَقْدُ أصْهارِ
النّازلِينَ بِدارِ الذُّلّ، إنْ نَزَلُوا، = وَالألأمِينَ بِأسْمَاعٍ وَأبْصَارِ

كَمْ لكَ يا ابنَ دَحمةَ من قرِيبٍ = مَعَ التُّبّانِ يُنْسَبُ وَالزِّيَارِ
يَظَلّ يُدافِعُ الأقْلاعَ مِنْهَا، = بِمُلْتَزِمِ السّفِينَةِ وَالحِتَارِ

ألا إنّ مِسْكيناً بكَى، وَهْوَ ضَارِعٌ = لفَقْدِ امرِىءٍ ما كانَ يَشبَعُ طائِرُهْ
إذا ذُكِرَتْ أيدي الكِرَامِ إلى النّدى = وَآثَارُهَا ذَمّتْ يَدَيْهِ مَعَاشِرُهْ

وَجَدْنَا خُزاعِيّاً أسِنّةَ مَازِنٍ، = وَمِنها إذا هابَ الكُماةُ جَسُورُها
على ما يهَابُ القَوْمُ من عاجِلِ القِرَى = إذا احمَرّ من نَفْخَ الصَّبَا زَمهَرِيرُها

ألَستَ، وَأنْتَ سَيْفُ بَني تَمِيمٍ، = لجارِي إنْ أجَرْتُ تَكُونُ جَارَا
بَلى فَوَفَى وأطْلَقَ لي طَلِيقاً، = وَعَبْدَ الله، إذْ خَشِيَا الإسَارَا

لَقَدْ طَلَبَتْ بالذَّحلِ غَيرَ ذَمِيمَةٍ = إذا ذُمّ طُلاَّبُ الذُّحُولِ الأخاضِرُ
هُمُ جرّدوا الأسيافَ يَوْمَ ابنِ أخضرٍ = فَنَالُوا الّتي لا فَوْقَها نَالَ ثَائرُ


لَقَدْ كانَ في الدّنْيا لمُنْيَةَ مَذْهَبٌ = وَمُتّسَعٌ عَنْ نِصْفِ دارِ ابنِ زَافِرِ
عَلاليَّ في دارِ ابنِ ظَبْيَانَ تُرْتَقَى، = وفي الرَّحبِ من داريْ حُرَيثِ بن جابرِ

هُتِمَتْ قَرِيبَةُ، يا أخَا الأنْصَارِ، = فَاغْضَبْ لِعرْسِكَ أنْ تُرَدّ بَعارِ
وَاعْلَمْ بَأنّكَ ما أقَمْتَ على الذي = أصْبَحَتْ فِيهِ، مُنَوَّخٌ بِصَغَارِ

لَعَمْرُكَ مَا الأرْزَاقُ يَوْمَ اكتِيالِها = بِأكْثَرَ خُبْزاً مِنْ خوانِ العُذافِرِ
وَلَوْ ضَافَهُ الدّجّالُ يَلتَمِسُ القِرَى = وَحَلّ على خَبّازِهِ بِالْعَسَاكِرِ

رَحَلْتُ إلى عَبْدِ الإلَهِ مَطِيّتي، = تَجُوبُ الفَلاةَ وَهْيَ عَوْجاءُ ضَامرُ
إلى ابنِ أبي النَّضْرِ الكَرِيمِ فَعالُهُ، = يُضِرّ بِهَا إدْلاجُهَا وَالهَوَاجِرُ

لَقَدْ هَاجَ من عَيْنيّ ماءً على الهَوَى = خَيَالٌ أتَاني آخِرَ اللّيْلِ زَائرُهْ
لِمَيّةَ، حَيّا بِالسّلامِ كَأنّمَا = عَلَيْهِ دمٌ لا يَقْبَلُ المالَ ثَائِرُهْ

بَنُو دارِمٍ يا ابنَ المَرَاغَةِ أُسْرَتي، = إذا عُدّ يَوْماً عِزُّها وَنَفِيرُها
مَكَارِمُ مَا كَانَتْ كُلَيْبٌ تَنالُها = إذا ما جَنا تحت الطّوِيلِ قَصِيرُها

وَطَارِقِ لَيْلٍ مِنْ عُلَيّةَ زَارَنَا، = وَقَد كادَ عَني اللّيْلُ يَنفَدُ آخِرُهْ
فَقُلْتُ لَهُ: هَذا مَبِيتٌ، وَعِنْدَنا = قِرَى طَارِقٍ مِنّا، قَرِيبٍ أوَاصِرُهْ

يا قاتلَ الله لَيْلاً كُنْتُ أحْرُسُهُ = لَدى الخُرَيْبَةِ ما يَمضِي فَيَنحَسِرُ
يا آلَ مَرْوَانَ إنّ الثَّغْرَ، فانتَبِهُوا، = قَدْ ضَاعَ إنْ لمْ يكُنْ منكُم له غِيرُ

إلَيكَ أبَا الأشَبالِ سارَتْ مَطِيّتي = تُبارِي حَرَاجِيجاً تَجولُ ضُفورُها
تَلاقَتْ عُرَاها فَوْقَ لازِقَةِ الذُّرَى = إلَيْكَ لهَا رَوْحَاتُهَا وَبُكُورُها

لَعَمرِي لَئنْ كانَ ابنُ أُمّي دعتْ بهِ = شَعوبٌ مِنَ الأحْداثِ ذاتُ ضَرِيرِ
لَقَدْ كانَ مِعجالاً قِرَاهُ، وَجَارُهُ = أعَزُّ مِنَ العَصْماءِ فَوْقَ ثَبِيرِ

لَعَمْرِي، وَمَا عُمْرِي عَليّ بِهَيّنٍ، = لَبِئْسَ مُنَاخُ الضّيْفِ وَالجارِ عامرُ
وَما عامِرٌ مِنْ دارِمٍ، غَيْرَ أنّهَا = قَشائِرُ أعيَا نَوْؤها وَهوَ ثَائِرُ

لَوْلا أنْ تَقُولَ بَنُو عَدِيٍّ: = ألَيْسَتْ أمُّ حَنْظَلَةَ النَّوَارَا
إذاً لأتَى بَني مِلْكَانَ قَوْلٌ = إذا مَا قِيلَ أنْجَدَ ثُمّ غَارَا

أيَهْتِفُ مَكْرُوبٌ ببَكْرِ بنِ وَائلٍ = تَخَوَّنَهُ كَابٍ مِنَ الجَدّ عَاثِرُ
تَسَوِّقُهُ ذُهْلُ بنُ ضَبّةَ فِيكُمُ، = عَلى حَالَةٍ قَدْ أفْرَدَتْهُ العَشائرُ

أمَنْ رَوى بَيْتَ شِعْرٍ، أوْ تَمَثّلَهُ، = هَجَوْتمُوهُ؟ لَقَدْ أسرَعتمُ الضّجَرَا
دَعُوا القَصائِدَ والرّاوِينَ يَطَّرِدُوا = إرْسالَها،، وَاسمَعوا بالمَوْسِمِ الخَبَرَا

نَعَى لي أبَا حرْبٍ، غَدَاةَ لَقِيتُهُ = بذاتِ الجَوَابي، صَادِراً أرْضَ عامِرِ
فَقُلْتُ: أتَنْعَى غَيْثَ كُلِّ يَتِيمَةٍ = وَأرْمَلَةٍ والمُعْتَفِينَ الأفَاقِرِ

أتَرْجُو رُبَيْعٌ أنْ يَجِيءَ صِغَارُهَا = بِخَيْرٍ وَقَدْ أعْيَا رَبِيعاً كِبَارُهَا
عَتُلّونَ، صَخّابُو الَعشِيّ كَأنّهُم = جِداءٌ من المعزَى شَديدٌ يعارُها

إني مِنَ القَوْمِ الرِّقَاقِ نِعَالُهُمْ، = وَلَسْتُ بحَمدِ الله وَالديَ الفِزْرُ
وَلَسْتُ بِعَبْدِيٍّ على فِيَّ حِبْرَةٌ، = وَلَسْتُ بِسَعْدِيٍّ حَقيبَتُهُ التّمْرُ

أخالِدُ! لَوْلا الدِّينُ لمْ تُعطَ طاعَةً، = وَلَوْلا بَنو مَرْوانَ لمْ تُوثِقوا نَصْرَا
إذاً لَوجَدْتُمْ دُونَ شَدّ وَثَاقِهِ = نبي الحرْبِ لا كُشْفَ اللقاءِ وَلا ضُجرَا

لَقَدْ عَلِمَ الأقْوَامُ أنّ مُحَمّداً = جَسُورٌ إذا ما أوْرَدَ الأمرَ أصْدَرَا
وَأنّ تَمِمياً لا تَخافُ ظُلامَةً، = إذا ابنُ وَكيعٍ في المَوَاطِنِ شَمّرَا

وَبِيضٍ تَرَقّى مِنْ بَناتِ مُجاشِعٍ = بهِنّ إلى المَجْدِ التّلِيدِ مَفَاخِرُهْ
بَناتِ أبٍ حُورٍ كَأنّ حُمُولَهَا = عَليها منَ الوَحْشِ الهِجانِ جآذِرُهْ

لوْ أنّ قِدْراً بكَتْ من طولِ ما حُبستْ = على الحُفوفِ بكَتْ قِدرُ ابنِ جَيّارِ
ما مَسّها دَسمٌ مُذْ فُضّ مَعْدِنُهَا، = ولا رَأتْ بَعْدَ عَهْدِ القَينِ من نارِ

ما زِلْتُ أرْمي الكَلبَ حتى تَرَكْتُهُ = كَسِيرَ جَناحٍ مَا تَقُومُ جَبايِرُهْ
فأقْعَى على أذْنابِ ألأمِ مَعْشَرٍ، = على مَضَضٍ مني، وَذَلّتْ عَشائِرُهْ

بالعَنْبَرِيّةِ دارٌ قَدْ كَلِفْتُ بِهَا، = لَوْ كانَ يَرْجعُ مأهولاً لي القَدَرُ
كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ حَوْلٍ أُجَرِّمُهُ = على الرّجاءِ وَهادي الخَيلِ تُنْتَظَرُ

حَباني بها البَهْزِي، نَفسِي فِدَاؤهُ، = وَمَنْ يَكُ مَولاهُ، فَلَيْسَ بوَاحِدِ
فنِعمَ الفتى عيسَى، إذا البُزْلُ حارَدتْ، = وَجَاءتْ بصُرّادٍ مَعَ اللّيْلِ بَارِدِ

يَزِيدُ أبُو الخَطّابِ أخْرَجَهُ لَنَا = شَفِيقٌ عَلَيْنا في الأمورِ حَميدُها
وَقائلَةٍ مِنْ غَيرِ قَوْمي وَقَائِلٍ، = وَفي النّاسِ أقْوَامٌ بَوَادٍ حَسُودُها

أتَيْتُكَ من بُعْدِ المَسِيرِ عَلى الوَجَا، = رَجاءَ نَوَالٍ مِنْكَ، يا ابنَ زِيَادِ
خَوَاضِعَ يَعْمِينَ اللُّغَامَ، كَأنّما = مَنَاسِمُهَا مَعْلُولَةٌ بِجِسَادِ

لا تَمْدَحَنّ فَتىً تَرْجُو نَوَافِلَهُ، = ولا تَزُرْ غَيرَهُ، مَا عَاشَ عَبّادُ
إذا تَرَحّلَ أقْوَامٌ أجَرْتَهُمُ، = عَادَتْ إلَيْكَ، بِمَا يُثنُونَ، عَوّادُ

يا ابنَ أبي حاضِرٍ، يا شَرّ مُمْتَدحٍ، = أنْتَ الفِدَاءُ لِعَبّادِ بنِ عَبادِ
أنْتَ الفِدَاءُ لخَيرٍ مِنْكَ مَأثُرَةً، = عِنْدَ التّنَائي، وَخَيرٍ منكَ في النّادي

ألا لَيْتَ شِعرِي ما أرَادتْ مُجَاشِعٌ = إلى الغَيْطِ أمْ مَاذا يَقُولُ أمِيرُهَا
ألَمْ نَكُ أعْلى دارِمٍ في دِيَارِهَا، = وَأكْثَرَها إنْ عُدّ يَوْماً نَفِيرُها

لَوْ كُنتَ مِثلي، يا خِيَارُ، تَعَسّفَتْ = بكَ البِيدُ ضَرْبَ العَوْهَجيّ وَداعرِ
وَكُنْتَ على أرْضِ المَهارِي مُؤمَّراً = عَلى كلّ بادٍ مِنْ مَعَدٍّ وَحَاضِرِ


لَبِئْسَتْ هَدَايَا القَافِلينَ أتَيْتُمُ = بهَا أهلَكُمْ يا شرّ جَيْشَينِ عُنصُرَا
رَجَعتُمْ عَلَيهمْ بالهَوَانِ فأصْبَحوا = على ظهرِ عُرْيانِ السّلائقِ أدْبَرَا

أتَصْرِفُ عَنْ لَيْلى بِنا أمْ تَزُورُها، = وَمَا صُرْمُ لَيلى بَعدَما ماتَ زِيرُهَا
فإنْ يَكُ وَارَاهُ التّرَابُ، فَرُبّمَا = تَجَرّعَ مِنّي غُصّةً لا يُحِيرُها

كَمْ مِنْ مُنَادٍ، وَالشّرِيفانِ دونهُ، = إلى الله تُشْكَى وَالوَليدِ مَفَاقِرُهْ
يُنَادِي أمِيرَ المُؤمِنِينَ ودُونَهُ = مَلاً تَتَمَطّى بِالمَهَارِي ظَهَائرُهْ

يا حَمزَ هل لكَ في ذي حاجةٍ غَرِضَتْ = أنْضَاؤهُ، بِبِلادٍ غَيْرِ مَمْطُورِ
وَأنْتَ أحْرَى قُرَيْشٍ أنْ تكونَ لهَا = وَأنْتَ بَينَ أبي بَكْرٍ وَمَنْظُورِ

رَعَتْ نَاقَتي مِنْ أُمّ أعْيَنَ رَعْيَةً = يُشَلّ بهَا وَضْعاً إلى الحَقَبِ الضَّفْرُ
يَقُولُونَ، والأمْثَالُ تُضْرَبُ للأسَى: = أما لكَ عن شَيءٍ فُجِعتَ بهِ صَبرُ

ابْكِ عَلى الحَجّاجِ عَوْلَكَ ما دَجَا = لَيْلٌ بِظُلْمَتِهِ وَلاحَ نَهَارُ
إنّ القَبَائِلَ مِنْ نِزَارٍ أصْبَحَتْ = وَقُلُوبُها، جَزَعاً عَلَيْكَ، حِرَارُ

ألِكْني إلى رَاعي الخَلِيفَةِ وَالّذِي = لَهُ الأُفْقُ وَالأرْضُ العَرِيضَةُ نَوَّرَا
فَإني وَأيْدِي الرّاقِصَاتِ إلى مِنىً، = وَرُكْبَانُهَا مِمّنْ أهَلّ وَغَوّرَا

طَرَقَتْ أُمَيّةُ في المَنَامِ تَزُورُنَا، = وَهْناً، وَقَدْ كادَ السِّماكُ يَغُورُ
طَافَتْ بِشُعْثٍ عِندَ أرْحُلِ أيْنُقٍ = خُوصٍ أُنِخْنَ وَبَيْنَهُنّ ضَرِيرُ

غَرّ كُلَيْباً، إذِ اصْفَرّتْ مَعالِقُها = بِضَيْغَمِيٍّ كَرِيهِ الوَجْهِ وَالأثَرِ
شُرْبُ الرّثِيئَةِ حَتى بَاتَ مُنْكَرِساً = على عَطِيّةَ بَينَ الشّاءِ وَالحَجَرِ

أظُنّ ابنَ عِيسَى لاقِياً مثلَ وَقْعَةٍ = بعَمرو بن عِفرَى وَهيَ قاصمةُ الظهرِ
تَقَوّفَ مَالَ ابْنَيْ حُجَيْرٍ وَما هُما = بذِي حَطمَةٍ فانٍ وَلا ضَرَعٍ غُمْرِ

لَعَمرِي لَقَدَ صَابتْ على ظَهرِ خالِدٍ = شآبيبُ ما استَهلَلنَ مِن سَبَل القَطْرِ
أتَضرِبُ في العِصْيانِ تَزْعَمُ من عصَا = وَتَعَصِي أميرَ المُؤمِنينَ أخَا قَسْرِ

فَإنّكَ إنْ تُغْلِ بِالمَكْرُمَاتِ، = فَإنّ أبَاكَ أبُو حَاضِرِ
وَأنْتَ امْرُؤٌ مِنْ تَميمِ البِطاحِ = وَلَسْتَ مِنَ الحَيِّ مِنْ عَامِرِ

إلَيْكَ أبَانَ بنَ الوَليدِ تَجَاوَزتْ = قُرىً وَرِجَالاً، مِنْهُمُ المُتَخَيَّرُ
لِنَلْقَاكَ، وَاللاّقِيكَ يَعْلَمُ أنّهُ = سَيَلْقَى فُرَاتاً، وَهْوَ مَلآنُ أكْدَرُ

لأمْدَحَنّ بَني المُهَلَّبِ مِدْحَةً = غَرّاءَ ظَاهِرَةً على الأشْعَارِ
مِثْلَ النّجُومِ، أمامَها قَمَرٌ لهَا = يجلو الدُّجى وَيُضِيءُ لَيلَ السارِي

إلى ابنِ أبي الوَليدِ عَدَتْ رِكَابي = وَرَاحَتْ، وَهْيَ جَائِلَةُ الضِّفارِ
إلى الحَكَمِ الذي بيَدَيهِ فَضْلٌ = على الأيدي مِنَ القُحَمِ الكِبارِ

رَأيْتُ العَذارَى قَدْ تَكَرّهن مجْلسي، = وَقُلْنَ: تَوَلّى عَنْكَ كُلّ شَبَابِ
يَنُرْنَ إذا هَازَلْتُهُنّ، وَرُبّمَا = أرَاهُنّ في الإثْآرِ غَيرَ نَوَابي

إنّي لأَسْتَحْيِي، وَإنّي لَفَاخِرٌ = عَلى طَيّءٍ بِالأقْرَعَيْنِ وَغالِبِ
إذا رَفَعَ الطّائيُّ عَيْنَيْهِ رَفْعَةً = رَآني على الجَوْزَاءِ فَوْقَ الكَوَاكبِ

سَتَأتي أبَا مَرْوَانَ بِشْراً صَحيفَةٌ = ، بِهَا مُحْقِبَاتٌ سَيْرُهُنّ خَبِيبُ
كَأنّ حُزُونَ الأرْضِ حينَ يَطأنَهُ = سُهُولٌ وما يُصْعِدْنَ فيهِ صَبُوبُ

أنا ابنُ ضَبّةَ فَرْعٌ غيرُ مُؤتَشَبِ، = يَعْلو شِهابي لَدى مُستَخمَدِ اللَّهبِ
سَعْدُ بنُ ضَبّةَ تَنْمِيني لِرَابِيَةٍ = ، تَعْلُو الرّوَابيَ في عِزٍّ وَفي حَسَبِ

أقامَتْ ثَلاثاً تَبْتَغي الصّلْحَ نَهْشَلٌ = بَبَقْعاءَ تَنْزُو في المَرَايرِ نِيبُهَا
تَضِجّ إلى صُلْحِ العَشِيرَةِ نَهْشَلٌ، = ضَجيجَ الحَبالى أوْجَعتها عُجُوبُهَا

أبُوكَ وَعَمّي يا مُعاوِيَ أوْرَثَا تُرَاثاً = فَأوْلى بِالتُّرَاثِ أقَارِبُهْ
فَمَا بَالُ ميرَاثِ الحُتاتِ أكَلْتَهُ، = وَميرَاثُ حرب جامِدٌ لَكَ ذائِبُهْ

عَمِيرَةُ عَبْدِ القَيْسِ خَيرُ عِمَارَةٍ = ، وَفارِسُ عَبْدِ القَيْسِ مِنْها وَنابُها
فَأنْتُمْ بَدَأتُمْ بِالهَدِيّةِ قَبْلَنَا = ، فَكَانَ عَلَيْنَا يا ابنَ مُخٍّ ثَوَابُها

إنْ يُظْعِنِ الشّيْبُ الشّبابَ فقد تُرَى = لَهُ لِمّةٌ لَمْ يُرْمَ عَنْها غُرَابُهَا
لَئنْ أصْبَحَتْ نَفسي تُجيبُ لطال ما = أقَرّتْ بعَيْني أنْ يُغِيمَ سَحابُهَا

ألا حَبّذا البَيْتُ الّذي أنْتَ هايِبُهْ = ، تَزُورُ بُيُوتاً حَوْلَهُ، وَتُجَانِبُهْ
تُجانِبُهُ مِنْ غَيرِ هَجْرٍ لأهْلِهِ، = وَلَكِنّ عَيْناً مِنْ عَدُوٍّ تُرَاقِبُهْ

يُرَدّدُني بَينَ المَدِينَةِ وَالّتي = إلَيها قُلوبُ النّاس يَهوي مُنيبُهَاْ
يُقَلِّبُ عَيْناً لَمْ تَكُنْ لِخَلِيفَةٍ، = مُشَوَّهَةً، حَوْلاءَ بَادٍ عُيُوبُهَا

ستَعْلَمُ يا عَمرو بن عَفْرَا مَنِ الذي = يُلامُ إذا ما الأمرُ غَبّتْ عَوَاقِبُهْ
نَهَيْتُ ابنَ عَفْرَا أنْ يُعَفِّرَ أُمَّهُ، = كَعَفْرِ السَّلا إذْ عَفّرَتْهُ ثَعالِبُهْ

أتَأكُلُ مِيرَاثَ الحُتاتِ ظُلامَةً، = وَمِيرَاثُ حَرْبٍ جَامدٌ لكَ ذائِبُهْ
أبُوكَ وعَمّي يا مُعَاوِيَ أوْرَثَا = تُرَاثاً، فَيَحْتَازُ التّرَاثَ أقَارِبُهْ

ضَيّعَ أمْرِي الأقْعَسَانِ، فَأصْبَحَا = على نَدِبٍ يَدْمَى مِنَ الشرّ غارِبُهْ
وَلَوْ أخَذَا أسْبابَ أمْرِي لألْجآ = إلى أشِبِ العِيصانِ أزْوَرَ جانِبُهْ

بكَتْ جَرَعاً مَرْوَا خُرَاسَانَ إذ رَأتْ = بهَا باهِلِيّاً بَعْدَ آلِ المُهَلَّبِ
تَبَدّلَتِ الظِّرْبَى القِصَارَ أُنُوفُهَا = بكُلّ فَنيقٍ يرْتدي السّيفَ مُصْعَبِ

وَإجّانَةٍ رَيّا الشَّرُوبِ كَأنّهَا، = إذا اغتُمِستْ فيها الزّجاجةُ، كوْكبُ
مُخَتَّمَةٍ من عَهدِ كِسرَى بن هرْمُزٍ، = بَكَرْنا عَلَيها، وَالفَرَارِيجُ تَنْعَبُ


أُوصي تَمِيماً إنْ قُضَاعَةَ سَاقَهَا = قَوَا الغَيْثِ من دارٍ بدُومةَ أوْ جَدبِ
إذا انتَجَعتْ كَلْبٌ عَلَيكُمْ فمكِّنوا = لها الدّارَ من سَهلِ المباءةِ وَالشَّرْبِ

إذا ما بَرِيدُ النّضْرِ جاءَ بِنَصْرِهِ، = وَسُلْطَانُهُ ألقَى قُيُودَ ابنِ غالِبِ
لَئِنْ مَالِكٌ أمسَى قَدِ انْشَعَبَتْ به = شَعُوبُ التي يُودَى لها كلُّ ذاهِبِ

يا وَقْعَ هلاّ سألْتِ القَوْمَ ما حَسَبي = إذا تَلاقَتْ عُرَى ضَفْرٍ وَأحْقابِ
إنّي أنَا الزّادُ، إذْ لا زَادَ يَحملُهُ = رِكَابُهُمْ غَيرَ أنْقَاءٍ وَأصْلابِ

أكَانَ البَاهِليُّ يَظُنّ أنّي = سَأقْعُدُ لا يُجَاوِزُهُ سِبَابي
فإنّي مِثْلُهُ إنْ لَمْ أُجَاوِزْ = إلى كَعْبٍ وَرَابِيَتَيْ كِلابِ

غَيّاً لِباهِلَةَ التي شَقِيَتْ بِنا، = غَيّاً يكونُ لهَا كَغُلٍّ مُجْلِبِ
فَلَعَلّ باهِلَةَ بنَ يَعْصُرَ مِثْلُنا = حَيثُ التقَى بِمنىً مُناخُ الأرْكُبِ

إذا دُعِيَتْ عَيْناءُ أيْقَنْتُ أنّني = بِشَرْبَةِ رِيٍّ لا مَحَالَةَ شارِبُ
وما ذاكَ مِنْ عَيْنَاءَ سَرْوٌ عَلِمْتُهُ = ، وَلَكِنّ مَوْلاهَا كَرِيمُ الضّرَايِبِ

ألِمّا على دارٍ، بِمُنْقَطَعِ اللِّوَى، = خَلاءٍ، تُعَفّيها رِيَاحُ الجَنايِبِ
مَنازِلُ كانَتْ مِنْ أُنَاسٍ عَهِدتُهم = غَطارِيفَ مُرْدٍ سادَةٍ، وَأشايِبِ

إلى الأصْلَعِ الحَلاّفِ إنْ كنتَ شاعراً = فَذَبِّبْ، فَما هذا بحِينِ لَغُوبِ
فَإنّ هَجِينَيْ نَهْشَلٍ قَد تَوَاكَلا = وَبَيَّنَ ضَاحي البُرْءِ غَيرُ كَذوبِ

دَعَاني جَرِيرُ بنُ المَرَاغَةِ = بَعْدَمَا لَعِبْنَ بِنَجْدٍ وَالمَلا كُلَّ مَلْعَبِ
فَقُلْتُ لَهُ: دَعْني وَتَيْماً، فَإنّني، = وَأُمِّكَ، قَدْ جَرّبْتُ ما لمْ تُجَرِّبِ

أعَيّاشُ قد بَرْذَنْتَ خَيْلَكَ كلَّها، = وَقد كنتَ قَبلَ ابنَيْ جَديلةَ مُعرِبَا
تَحَظّى بإنْكَاحِ اللِئَامِ، وإنّمَا = أتَيْتَ التي أخْزَتْ شُهوداً وَغُيَّبَا

وَأنْتَ للنّاسِ نُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ، = كَمَا أضَاءَ لَنَا في الظلمَةِ اللَّهَبُ
ألا تَرَى النّاس ما سكّنْتَهُمْ سكَنوا = = ، وَإنْ غَضِبْتَ أزَالَ الإمّةَ الغَضَبُ

ألا أيّهَا السُّؤّالُ عَنْ جِلّةِ القِرَى، = وَعَنْ غالِبٍ، وَالقَبرُ من دونِ غالِبِ
لَقَدْ ضَمّتِ الأكفانُ من آلِ دارِمٍ = فتىً فايِضَ الكَفّينِ محْضَ الضّرَايبِ

سمَا لَكَ شَوْقٌ مِنْ نَوَارٍ، وَدُونَها = سَوَيْقَةُ وَالدَّهْنا وَعَرْضُ جِوَائِها
وَكُنْتَ، إذا تُذْكَرْ نَوَارُ، فإنّها = لِمُندمِلاتِ النّفسِ تَهياضُ دائِها

أبِيتُ أُمَنّي النّفسَ أنْ سَوْفَ نلتقي، = وَهَلْ هُو مَقْدُورٌ لِنَفْسٍ لِقاؤها
وَإنْ ألْقَهَا أوْ يَجْمَعِ الله بَيْنَنَا، = فَفِيهَا شِفَاءُ النّفْسِ مِنّي وَداؤها

عَجِبتُ لِرَكْبٍ فَرّحَتْهُمْ مُلِيحَةٌ، = تَألّقُ مِنْ بَينِ الذنَابَينِ فالمِعا
فَلَمْ نَأتِها حَتى لَعَنّا مَكانَها؛ = وَحتى اشتفى من نوْمه صَاحبُ الكرَى

لَوْلا يَدا بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ لمْ أُبَلْ = تَكَثُّرَ غَيْظٍ في فُؤادِ المُهَلَّبِ
فإنْ تُغلِقِ الأبَوابَ دُوني وَتَحتَجبْ = فَمَا ليَ مِنْ أُمٍّ بِغَافٍ وَلا أبِ

ألمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سَبْعِينَ حِجّةً = تَذَكُّرُ أُمّ الفَضْلِ وَالرّأسُ أشيَبُ
وَقيلُكَ: هَلْ مَعرْوفُها رَاجِعٌ لَنَا = ، وَلَيسَ لشيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطْلَبُ

رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ يَرْفَعُ مُلْكَهُمْ = مُلُوكٌ شَبابٌ، كالأسُودِ، وَشِيبُها
بِهِمْ جَمَعَ الله الصّلاةَ فَأصْبَحَتْ = قد اجتَمَعتْ بعدَ اختلافٍ شُعوبُها

ألا إنّ خَيرَ المَالِ مالُ ابنِ بُرْثُنٍ، = وَأزْكَى الذي تُرْجى لغِبٍّ عَوَاقِبُهْ
وَما زَالَ يَشْرِي الحَمدَ بالمالِ وَالتُّقى، = وَذَلِكَ مِمّا أرْبَحَ البَيْعَ صَاحِبُهْ

لَئِنْ أصْبَحَتْ قَيسٌ تُلوّي رُؤوسها = عَليّ لَيَزْدادنّ رَغْماً غِضَابُها
فإني لَرَامٍ قَيْسَ عَيْلانَ رَمْيَةً، = وإنْ كانَ لي نَقْصاً شَديداً سِبابُها

إنّ بِلالاً إنْ تُلاقِيهِ سَالِماً = كَفاكِ الذي تَخشَينَ من كلّ جانبِ
أبُوهُ أبُو مُوسَى خَلِيلُ مُحَمّدٍ = ، وكَفّاهُ غَيْثٌ مُستَهِلُّ الأهاضِبِ

أبَا حَاتِمٍ! مَا حَاتِمٌ في زَمَانهِ، = وَلا النّيلُ تَرْمي بالسّفِينِ غَوَارِبُهْ
بأجوَدَ عندَ الجُودِ مِنكَ، وَلا الّذي = عَلا بِغُثَاءٍ سُورَ عَانَةَ غَارِبُهْ

تَغَنّى جَرِيرُ بنُ المَرَاغَةِ ظَالِماً = لِتَيْمٍ، فَلاقَى التّيمَ مُرّاً عِقابُهَا
وَتَيْمٌ مكانَ النّجْمِ لا يَستَطيعُها = ، إذا زَخَرَتْ يَوْماً إلَيْها رَبَابُهَا

يُقِيمُ عَصَا الإسلام مِنّا ابنُ أحوَزٍ = إذا ما عَصَا الإسلام لانَتْ كُعُوبُها
أخُو غَمَرَاتٍ يَفرِجُ الشكَّ عَزْمُهُ، = وقَدْ يُنْعِمُ النُّعْمَى وَلا يَستَثيبُها

لَعَمْرِي لَقَدْ أوْفَى وَزادَ وَفاؤهُ، = على كلّ جارٍ، جارُ آلِ المُهَلَّبِ
أمَرَّ لَهُمْ حَبْلاً، فَلَمّا ارْتَقَوْا بهِ = أتَى دُونَهُ مِنْهُمْ بدَرْءٍ وَمَنكِبِ

إذا لاقَى بَنُو مَرْوَانَ سَلّوا، = لِدِينِ الله، أسْيَافاً غِضَابَا
صَوارِمَ تَمْنَعُ الإسْلامَ مِنْهُمْ، = يُوَكَّلُ وقْعُهُنّ بِمَنْ أرَابَا

تَضَاحَكَتْ أنْ رَأتْ شَيباً تَفَرّعَني، = كأنّها أبصَرَتْ بَعَضَ الأعاجيبِ
مِنْ نِسْوَةٍ لبَني لَيْثٍ وَجيرَتِهمْ، = بَرّحنَ بالعينِ من حُسنٍ وَمن طيبِ

إنّي ابنُ حَمّالِ المِئِينَ غالِبِ، = قَطعتُ عرْضَ الدوّ غيرَ رَاكِبِ
وَغَمْرَةَ الدَّهْنَا بِغَيرِ صَاحِبِ، = والمُغْرِزِ الرِّفْدَ بِكَفّ الجالِبِ

ألا زَعَمَتْ عِرْسي سُوَيْدَةُ أنّهَا = سَرِيعٌ عَلَيْها حِفْظَتي للمُعاتِبِ
وَمُكْثِرَةٍ، يا سَوْدَ، وَدّتْ لَوَ انّها = مكانَكِ، وَالأقوَامُ عِنْدَ الضّرَايبِ

وَرَكْبٍ كَأنّ الرّيحَ تَطلبُ عِندهُمْ = لهَا تِرَةً مِنْ جَذْبِها بِالعَصَائِبِ
يعضّونَ أطْرَافَ العِصِيّ كَأنّها = تُخَزِّمُ بالأطرَافِ شَوْكَ العَقارِبِ

إذا مالكٌ ألقَى العِمَامَةَ فاحْذَرُوا = بَوَادِرَ كَفَّيْ مَالِكٍ حِينَ يَغْضَبُ
فَإنّهُمَا إنْ يَظْلِمَاكَ، فَفِيهِمَا = نَكالٌ لِعُرْيانِ العَذابِ عَصَبْصَبُ

إلَيْكَ مِنَ الصَّمّانِ وَالرّملِ أقبَلَتْ = تَخبّ وَتَخدي من بَعيدٍ سَباسبُهْ
وَكائِنْ وَصَلْنَا لَيْلَةً بِنَهَارِهَا = إلَيْكَ كِلا عَصْرَيْهِمَا أنا دائبُهْ

سَقَى الله قَبراً يا سَعيدُ تَضَمّنَتْ = نَوَاحِيهِ أكْفَاناً عَلَيْكَ ثِيَابُهَا
وَحْفْرَةَ بَيْتٍ أنْتَ فِيهَا مُوَسَّدٌ، = وَقَدْ سُدّ منْ دُونِ العَوَائدِ بابُها

يُثَمِّرُ أوْلادَ المَخاضِ ابنُ دَيْسَقٍ، = وَيَقرِي الضبِّابَ الضيّفَ قُفعاً رَوَاجبُهْ
وَقَالَ: تَعَلّمْ إنّهَا صَفَرِيّةٌ = مِكانٌ، نمَى فيها الدَّبَا وَجَنادِبُهْ

قُعُودُكَ في الشَّرْبِ الكِرَامِ بَلِيّةٌ = وَرَأسَكَ في الإكليلِ إحدى الكبائِرِ
فَما نَطَفَتْ كأسٌ وَلا طابَ طَعمُها = ضَرَبْتَ على جَمّاتِهَا بالمَشافِرِ

لَعَمرِي لَئنْ كانَ ابنُ عَمرَةَ مالكٌ = تَنَهّكَ ظُلماً سَادِراً غَيرَ مُقْصِرِ
لَتَنْكَشِفَنْ عَنْهُ ضَبَابَةُ فَسْوِهِ = لِضَغْمَةِ رِئبالٍ منَ الأُسدِ مُخدِرِ

أنَا ابنُ تَمِيمٍ لِعَادَاتِهَا = قُرُوماً نَمَتْ وَلُيُوثاً بحُورَا
تَرَى الجُزْرَ حَوْلَ بُيُوتاتِهِمْ = عَقِيراً تكوسُ وَأُخرَى بَقِيرَا

مَنْ للضِّبَابِ المُعْيِيَاتِ وَحَرْشِهَا = إذا حَانَ يَوْمُ الأعْوَرِ بنِ بَحِيرِ
إذا الضّبُّ أعْيَا أنْ يَجيءَ لحَرْشِهِ = فَمَا حَفْرُهُ في عَيْنِهِ بِكَبِيرِ

تُرَجّي أنْ تَزِيدَ بَنُو فُقَيْمٍ، = صِغَارُهُمْ، وَقَدْ أعْيَوْا كِبَارَا
إذا دَخَلُوا النِّبَاجِ بَنَوا عَلَيْهَا = بُيُوتَ اللّؤمِ وَالعَمَدَ القِصَارَا

لَعَمْرُكَ مَا مَعْنٌ بِتَارِكِ حَقِّهِ، = وَلا مُنْسىءٌ مَعْنٌ وَلا مُتَيَسِّرُ
أتَطْلُبُ يَا عُورَانُ فَضْلَ نَبيذهمْ = وَعِنْدَكَ يا عُورَانُ زِقٌّ مُوَكَّرُ

يا لَيْلَةَ السّبتِ إنْ ألْقَتْ كَلاكِلَها = عَلى تَمِيمٍ وَعَمّتْ بَعْدَها مُضَرَا
مُحَمّدٌ وَوَكِيعٌ لَيْسَ بَيْنَهُمَا = عَامَانِ، يا عَجَبا للدّهْرِ إذْ عَثَرَا

سارُوا على الرّيحِ أوْ طارُوا بأجنِحَةٍ = سارُوا ثَلاثاً إلى البَحّارِ من هَجَرَا
طارُوا شَعاعاً وَما سَلّوا سُيُوفَهُمُ = وَغادرُوا في جَوَاثي سَيّدَيْ مُضَرَا

يا سَلمُ كمْ من جَبانٍ قد صَبَرْتَ بهِ = تحتَ السّيوفِ وَلوْلا أنتَ ما صَبَرَا
ما زِلتَ تَضرِبُ وَالأبطالُ كَالِحَةٌ = في الحَرْبِ هامةَ كبشِ القوْمِ إذ عكرَا

سَتَخْلَعُ في فَصَافِصَ ما سَقَتها = بِدالِيَةٍ أُسَيّدُ في دِبَارِ
سَقَاهَا الله بِالأشْرَاطِ، حَتى = تحَنّى نَبْتُ غَادِيَةٍ وَسَارِي

وَكانَ يُجيرُ النّاسَ مِنْ سيفِ مالكٍ، = فَأصْبَحَ يَبغي نَفْسَهُ مَنْ يُجيرُهَا
فكانَ كَعَنْزِ السَّوْءِ قامَتْ بظِلْفِها = إلى مُدْيَةٍ وَسْطَ التّرَابِ تُثِيرُها

دَعَاني إلى جُرْجَانَ وَالرّيُّ دُونَهُ = أبُو خالِدٍ، أني إذاً لَزَؤورُ
لآتيَ مِنْ آلِ المُهَلَّبِ ثَائِراً = بأعْرَاضِهَا، والدّائِرَاتُ تَدُورُ

ضَيّعَ أوْلادَ الجُعَيْدَةِ مَالِكٌ، = خَنَاطيلَ، مِنْهَا رَازِمٌ وَحَسِيرُ
سَتَعْلَمُ ما تُغْني رَوَاقيدُ أُسْنِدَتْ، = لِها عِنْدَ أطْنَابِ البُيُوتِ هَدِيرُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق   اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق Emptyالأحد أبريل 07, 2013 3:15 am

أمِسْكِينُ أبْكَى الله عَيْنَكَ، إنما = جَرَى في ضَلالٍ دَمْعُها إذْ تحَدّرَا
أتَبْكي امرأً من أهلِ مَيسانَ كافِراً = كَكِسرَى على عِدّانِهِ أوْ كقَيصرَا

ليَبْكِ وَكيعاً خَيْلُ حَرْبٍ مُغيرَةٌ = تَساقَى المَنايَا بِالرُّدَيْنِيّةِ السُّمْرِ
لَقُوا مِثلَهُمْ فاستَهزَموهُمْ بدَعَوةٍ = دَعوهَا وكيعاً والجيادُ بهِمْ تَجرِي

سَألْنَا عَنْ أبي السّحْمَاءِ حَتى = أتَيْنَا خَيرَ مَطْرُوقٍ لِسَارِي
فَقُلْنَا: يَا أبَا السّحْمَاءِ إنّا = وَجَدْنَا الأزْدَ أبْعَدَ من نِزَارِ

لَقَدْ عَلِمَتْ يَوْمَ القُبَيباتِ نَهشَلٌ = وَحُرْدانُها أنْ قد مُنُوا بِعَسِيرِ
عَشِيّةَ قالُوا: إنّ أحوَاضَكُمْ لَنا، = فَلاقُوا جَوَازَ المَاءِ غَيرَ يَسِيرِ

وَصُيّابَةُ السّعْدَينِ حَوْلي قُرُومُها، = وَمِنْ مالِكٍ تُلْقى عَليّ الشّرَاشِرُ
فَلَيْسوا بِقَوْمِ المُسْتَميتِ مَذَلّةً، = وَلَكِنْ لَنَا بَادٍ عَزيزٌ وَحَاضِرُ

يَا قَوْمُ إنّي لَمْ أكُنْ لأسُبَّكُمْ، = وَذُو البُرْءِ مَحقُوقٌ بأنْ يَتَعَذّرَا
إذا قَالَ غَاوٍ مِنْ مَعَدٍّ قَصِيدَةً = بِهَا جَربٌ كَانَتْ عَليّ بِزَوْبَرَا

وَجَدْنَا الأزْدَ من بَصَلٍ وَثُومٍ، = وَأدْنَى النّاسِ مِنْ دَنَسٍ وَعَارِ
صَرَارِيّونَ يَنْضحُ في لِحَاهُمْ = نَفِيُّ المَاءِ مِنْ خَشَبٍ وَقَارِ

ألا مَنْ لِشَوْقٍ أنتَ باللّيلِ ذاكِرُهْ، = وَإنْسانِ عَيْنٍ ما يُغَمِّضُ عائِرُهْ
وَرَبْعٍ كجثمانِ الحَمامةِ أدرَجَتْ = عَلَيْهِ الصَّبَا حَتى تَنَكّرَ داثِرُهْ

كَيْفَ بِبَيْتٍ قَرِيبٍ مِنْكَ مَطلَبُهُ = في ذاكَ مِنكَ كنائي الدّارِ مَهجُورِ
دَسّتْ إليّ بِأنّ القَوْمَ إنْ قَدَرُوا = عَلَيْكَ يَشفُوا صُدوراً ذاتَ توْغيرِ

وَقَفْتُ فأبْكَتْني بدارٍ عَشِيرَتي = على رُزْئِهِنّ البَاكِيَاتُ الحَوَاسِرُ
غَدَوْا كَسُيُوفِ الهِنْدِ وُرّادَ حَوْمةٍ = مِنَ المَوْتِ، أعْيَا وِرْدَهنّ المَصَادِرُ

أعَيْنَيَّ إلاّ تُسْعَداني ألُمْكُمَا، = فَما بَعدَ بِشرٍ من عَزَاءٍ وَلا صَبرِ
وَقَلّ جَدَاءً عَبْرَةٌ تَسْفَحَانِهَا، = على أنّهَا تَشفي الحرَارَةَ في الصّدرِ

لَحَى الله قَوْماً شارَكُوا في دِمَائِنَا، = وَكُنّا لَهُمْ عَوْناً على العَثَرَاتِ
فجاِهرَنا ذو الغشّ عَمروُ بنُ مُسلِمٍ، = وَأوْقَدَ نَاراً صَاحِبُ البَكَرَاتِ

لمّا رَأيْتَ الأرْض قَدْ سُدّ ظَهرُهَا، = وَلمْ تَرَ إلاّ بَطْنَهَا لَكَ مَخْرَجَا
دَعَوْتَ الذي ناداهُ يُونُسُ بَعدَمَا = ثَوَى في ثلاثٍ مُظْلِمَاتٍ، فَفَرّجَا

غَفَرْتُ ذُنُوباً وَعَاقَبْتُهَا، = فأوْلى لَكُمْ يا بَني الأعرَجِ
تَدِبّونَ حَوْلَ رَكِيّاتِكُمْ = دَبِيبَ القَنَافِذِ في العَرْفَجِ

أبْلِغْ بَني بَكْرٍ، إذا مَا لَقِيتَهُمْ = وَمَنْ فيهمْ من ملزَقٍ أوْ مُعَلْهَجِ
بِأني أذُمّ العَافِقِيَّ إلَيْكُمُ، = وَوَالِبَةَ الكَلْبَ الهَجينَ ابنَ حشرَجِ

حَنيفَةُ أفنَتْ بالسّيُوفِ وَبِالقَنَا = حَرُورِيّةَ البَحَرينِ يَوْمَ ابن بخذجِ
حَنيفَةُ إنّ الله عَزّ بِنَصْرِهِ = حَنيفَةَ، وَالكَلْبُ العَقيلي مُخْرَجُ

إذا ما أردَتَ العِزَّ أوْ بَاحَةَ الوَغَى = فَعِنْدَ الطّوَالِ الشُّمّ مِنْ آلِ بخذجِ
فَكَمْ فِيهِمُ مِنْ سَيّدٍ وَابنِ سيّدٍ، = وَمن ضَارِبٍ بالسّيفِ رَأسَ المُتَوَّجِ

وَلَوْلا أنّ أُمّي مِنْ عَدِيٍّ، = وَأنّي كَارِهٌ سُخْطَ الرَّبَابِ
إذاً لأتَى الدّوَاهي مِنْ قَرِيبٍ = بِخِزْيٍ غَيْرِ مَصْرُوفِ العِقَابِ

أرُوني مَنْ يَقُومُ لَكُمْ مَقامي = إذا مَا الأمْرُ جَلّ عَنِ العِتابِ
إلى مَنْ تَفْزَعُونَ إذا حَثَوْتُمْ = بِأيْديكُمْ عَليّ مِنَ التّرَابِ

تَقُولُ كُلَيْبٌ حينَ مَثّتْ سِبَالُهَا = وَأخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِهَا كُلُّ جانِبِ
لِسُؤبَانِ أغْنَامٍ رَعَتْهُنّ أُمُّهُ = إلى أنْ عَلاها الشّيْبُ فَوْقَ الذّوَائبِ

أُبَادِرُ شَوّالاً بِظَبْيَةَ، إنّني = أتَتْني بها الأهْوَاءُ من كُلّ جانِبِ
بمَالِئَةِ الحِجّلَيْنِ، لَوْ أنّ مَيّتاً، = وإن كانَ في الأكفانِ تحتَ النّصَائِبِ

وَمَا أحَدٌ إذا الأقْوَامُ عَدّوا = عُرُوقَ الأكْرَمينَ إلى التّرَابِ
يِمُحْتَفِظِينَ إنْ فَضّلْتُمُونَا = عَليِهمْ في القَديمِ وَلا غِضَابِ

أنَا ابنُ العَاصِمِينَ بَني تَمِيمٍ، = إذا مَا أعْظَمُ الحَدَثَانِ نَابَا
نَمَا في كُلّ أصْيَدَ دارِمِيٍّ = أغَرَّ تَرَى لِقُبّتِهِ حِجَابَا

أأنْ أرْعَشَتْ كَفّا أبيكَ وَأصْبَحَتْ = يَداكَ يَدا لَيْثٍ، فإنّكَ جاذِبُهْ
إذا غَلَبَ ابنٌ بالشّبَابِ أباً لَهُ = كَبيراً، فَإنّ الله لا بُدّ غَالِبُهْ

لَئِنْ تَفْرَكْكَ عِلجَةُ آلِ زَيْدٍ = وَيُعْوِزْكَ المُرَقَّقُ وَالصِّنابُ
فَقِدْماً كانَ عَيْشُ أبيكَ مُرّاً = يَعِيشُ بما تَعِيشُ بِهِ الكِلابُ

إني لَقاضٍ بَينَ حَيّينِ أصْبَحَا = مَجالِسَ قَدْ ضَاقَتْ بهَا الحَلَقاتُ
بَنُو مِسْمَعٍ أكْفَاؤهُمْ آلُ دارِمٍ، = وَتَنْكِحُ في أكْفائِها الحَبَطاتُ

آلَ تَمِيمٍ ألاَ لله أُمُّكُمُ! = لَقَدْ رُمِيتُمْ بإحدى المُصْمَئِلاّتِ
فاستَشعِرُوا بثِيابِ اللّؤم وَاعتَرِفُوا = إنْ لمْ تَرُوعُوا بَني أفَصَى بغارَاتِ

حَلَفْتُ بِرَبّ مَكّةَ وَالمُصَلّى، = وَأعْنَاقِ الهَدِيّ مُقَلَّداتِ
لَقَدْ قَلّدتُ جِلفَ بَني كُلَيْبٍ = قَلائِدَ في السّوَالِفِ بَاقِيَاتِ

أحَلّ هُرَيْمٌ يَوْمَ بَابِلَ بِالقَنَا = نُذُورَ نِسَاءٍ مِنْ تَميمٍ فَحَلّتِ
فَأصْبَحْنَ لا يَشْرِينَ نَفْسَاً بِنْفْسِه = مِنَ النّاسِ، إنْ عَنْهُ المَنيّةُ زَلّتِ

ولَوْ أسْقَيْتَهُمْ عَسَلاً مُصَفّى = بمَاءِ النّيلِ، أوْ مَاء الفُرَاتِ
لَقَالُوا: إنّهُ مِلْحٌ أُجَاجٌ، = أرَادَ بِهِ لَنَا إحْدَى الهَنَاتِ

مَهَارِيسُ أشْبَاهٌ كَأنّ رُؤوسَهَا = مَقابِرُ عَادٍ، جِلّةُ البَكَرَاتِ
بِهَا تُتّقَى الأضْيافُ إنْ كانَ صَوْبُها = صَقيعاً على الأكْنافِ وَالحَجَرَاتِ

لَقَدْ هَتَكَ العَبْدُ الطِّرِمّاحُ سِترَهُ، = وَأصْلى بِنَارٍ قَوْمَهُ فَتَصَلَّتِ
سَعيراً شَوَتْ مِنُهُمْ وُجوهاً كأنّهَا = وُجُوهُ خَنَازِيرٍ عَلى النّارِ مُلّتِ

لَوْ أنّ طَيراً كُلّفَتْ مهثْلَ سَيْرِهِ = إلى وَاسِطٍ مِنْ إيلياءَ لَكَلّتِ
سَمَا بالمَهارِي من فِلَسطِينَ بَعدَما = دَنا الفَيْءُ من شَمسِ النّهارِ فوَلّتِ

لَوْ كُنْتُ في الثأرِ الذي كنتَ طَالِباً = كَفِتْيَانِ عَبْسٍ أوْ شَبابِ صُباحِ
لأذهَبتُ عنك الخزْيَ في كلّ مَشهَدٍ، = وَأصْبَحتَ لا يَلْحَى فَعالكَ لاحِ

أُصِيبَتْ تَميمٌ يَوْمَ خَلّى مَكَانَهُ، = وَمَرّتْ لهمْ بالنّحْسِ طَيرٌ بَوَارِحُ
وَما كانَ وَقّافاً إذا اشْتَجَرَ القَنَا، = وَلاحَتْ بأيدي المُصْلِتينَ الصّفايِحُ

ألا إنّ حُبّاً مِنْ سُكَيْنَةَ لمْ يَزلْ = لَهُ سَقَمٌ تحتَ الشَّرَاسيفِ جانِحُ
يَكادُ إذا ما لاحَ أوْ ذُكِرَتْ لَهُ، = تَقَضْقَضُ مِنهُ في حَشاهُ الجَوَانحُ

ألمْ تَرَ أنّ أُخْتَ بَني قُشَيرٍ = أبَى شَيْطَانُهَا إلاّ جِمَاحَا
فَإنْ يَكُ فَاتَها بالمِصْرِ بَعلٌ، = فَقَد لَقِيَتْ بمافَرْتا نِكَاحَا

أمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلامٌ عَلَيْكُمَا = عَلى النّأيِ، وَالنّائي يَوَدُّ وينصَحُ
وَدَوّيّةٍ لَوْ ذو الرّمَيْمَةِ رَامَها = وَصَيْدَحُ أوْدى ذو الرميمِ وَصَيْدَحُ

إنْ تَسْألِ الأشْيَاخَ مِنْ آلِ مَازِنٍ = تُرَدَّ إلى عِلْجٍ كَثِيرِ القَوَادِحِ
وكَمْ في قُرَى مَيسانَ من عِلجِ قَرْيَةٍ = قَرِيبٍ، بِكَفّيْهِ الوُشُومُ، لِصَالحِ

لَسْتُ بِلائِمٍ أبَداً عَقِيلاً = وَلا أصْحَابَهُ في ضَرْبِ نُوحِ
هُمُ كَرِهُوا القِصَاصَ مِنَ المَوَالي، = وَهُمْ قَصّوا الصّرِيحَ مِنَ الصّرِيحِ

تَكَاثَرُ يَرْبُوعٌ عَلَيْكَ وَمَالِكٌ = عَلى آلِ يَرْبُوعٍ فَما لَكَ مَسرَحُ
إذا اقتَسَمَ النّاسُ الفَعَالَ وَجَدْتَنَا = لَنا مِقدحا مَجدٍ وَللناسِ مِقْدَحُ

إذا مَا العَذارَى قُلنَ: عَمِّ، فَلَيْتَني = إذا كان لي اسماً كنتُ تحت الصّفائحِ
دَنَوْنَ وَأدْناهُنّ لي أنْ رَأيْنَني = أخَذتُ العصَا وابيَضّ لوْنُ المَسائحِ

إذا مَا كُنْتَ مُتّخِذاً خَليلاً، = فَخالِلْ مثلَ حُسّانَ بنِ سَعْدِ
فَتىً لا يَرْزَأُ الخُلاّنَ شَيْئاً، = وَيَرْزَؤهُ الخَلِيلُ بِغَيرِ كَدّ

أفي نَوَارَ تُنَاجيني وَقَدْ عَلِقَتْ = مِنّي نَوَارُ بِحَبْلٍ مُحَكَمِ العُقَدِ
إنْ كُنتَ ناقِلَ عِزّي عَن أرُومَتِهِ = فانْقُلْ شَرَوْرَى فأوْرِدْهُ على أُحدِ

بَنُو العَمّ أدْنى النّاسِ مِنّا قَرَابَةً، = وَأعظَمُ حَيٍّ في بَني مالِكٍ رِفْدَا
أرَى العِزّ وَالأحْلامَ صَارَتْ إلَيْهِمُ، = وَإنْ ثَوّبَ الدّاعي رَأيتَهُمُ حُشْدَا

أرَى المَوْتَ لا يُبقي على ذي جَلادَةٍ = وَلا غَيْرَةٍ، إلاّ دَنَا لَهُ مُرْصِدَا
أمَا تُصْلِحُ الدّنْيَا لَنا بَعْض لَيْلَةٍ = مِنَ الدّهْرِ إلاّ عَادَ شَيْءٌ فَأفَسدَا

ألا مَنْ لمُعتادٍ منَ الحُزْنِ عَائِدي، = وَهَمٍّ أتَى دونَ الشّرَاسيفِ عامدي
وكم من أخٍ لي ساهرِ اللّيلِ لمْ يَنَمْ، = وَمُسْتَثْقِلٍ عَنّي مِنَ النّوْمِ رَاقِدِ

أرَاهَا نجُوم اللّيْل وَالشّمسُ حَيّةٌ، = زِحَامُ بَنَاتِ الحَارِثِ بنِ عُبَادِ
نِسَاءٌ أبُوهُنّ الأغَرُّ، وَلمْ تَكُنْ = مِنَ الحُتّ في أجبالِهَا وَهَدَادِ

لَقَدْ عَضّتْ لِئَامُ بَني فُقَيْمٍ = عَليّ أنَامِلَ الضَّغِنِ الحَسُودِ
وَمَا نهَضَتْ فُقَيْمٌ للمَعَالي، = بِزَنْدٍ في الفخَارِ وعلا عَدِيدِ

إنّ المُصِيبَةَ إبْرَاهِيمُ، مَصْرَعُهُ = هَدَّ الجبالَ وَكانَ الرُّكْنُ يَنفَرِدُ
بدْرُ النّهارِ وَشَمْسُ الأرْض نَدفنُهُ، = وَفي الصّدُورِ حَزَازٌ، حَزُّهُ يَقِدُ

إلَيْكَ حَمَلْتُ الأمْرَ ثُمّ جَمَعتُهُ = إلَيكَ، وَأشْلاءَ الطّرِيدِ المُشَرَّدِ
وَمُوضِعِ خِمسٍ خَفْقةً كنتُ سادساً = لَهُنّ وَقَدْ حانَ الغُدُوُّ لمُغتَدِي

أبَا خَالِدٍ بَادَتْ خُرَاسَانُ بَعدكُم، = وَقَالَ ذَوُو الحَاجَاتِ: أينَ يَزِيدُ
فَلا مُطِرَ المَرْوَانِ بَعْدَكَ قَطْرَةً، = وَلا ابْتلّ بالمَرْوَينِ بَعدَكَ عُودُ

إذا تَقَاعَسَ صَعْبٌ في خِزَامَتِهِ، = أوْ إنْ تَعرّضَ في خَيشومه صَيَدُ
رُضْناهُ حَتى يَرُدّ القَسْرُ أوّلَهُ، = كَمَا استَمَرّ بكَفّ القَاتِلِ المَسَدُ

طَرَقَتْ نَوَارُ مُعَرّسَيْ دَوّيّةٍ، = نَزِلاً بحَيْثُ تَقِيلُ عُفْرُ الأُبَّدِ
نَزَلَتْ بِمُلْقِيَةِ الجِرَانِ وَهَاجِدٍ، = وَالصّبْحُ مُنْصَدعٌ كَلَوْنِ المُسْنَدِ

نِعْمَ أبُو الأضْيافِ في المَحْلِ غالِبٌ = إذا لَبِسَ الغادي يَدَيْهِ من البَرْدِ
وَما كانَ وَقّافاً على الضّيفِ مُحجِماً، = إذا جَاءَهُ يَوْماً، وَلا كابيَ الزّنْدِ

آبَ الوَفْدُ وَفْدُ بَني فُقَيْمٍ = بألأمِ ما تَؤوبُ بِهِ الوُفُودُ
أتَوْنَا بِالقُدُورِ مُعَدِّليهَا، = وَصَارَ الجُدُّ للجَدّ السّعِيدُ

كُنْ مِثلَ يوسُفَ لمّا كادَ إخوَتُهُ، = سَلَّ الضّغائِنَ حَتى ماتَتِ الحِقَدُ
وَكَيْفَ تَرْمي بِقوْسٍ لا تُوَتِّرُهَا، = إذا المُلُوكُ رَمَوْا وَاستَهدفَ النَّضَدُ

إنْ أسْتَطِعْ مِنْكَ الدّنُوّ، فإنّني = سَأدْنُو بِأشْلاءِ الأسِيرِ المُقَيَّدِ
إلى خَيرِ أهلِ الأرْض مَن يستغثْ بهِ = يكنْ مثل مَن مرّتْ له طيرُ أسْعُدِ

ألاَ إنّ اللّئَامَ بَني كُلَيْبٍ، = شِرَارُ النّاسِ مِنْ حَضَرٍ وَبَادِ
قُبَيِّلَةٌ تَقَاعَسُ في المَخازِي، = على أطْنَابِ مُكْرَبَةِ العِمَادِ

تَزَوّدَ مِنْهَا نَظْرَةً لمْ تَدَعْ لَهُ = فُؤاداً وَلمْ تَشْعُرْ بِمَا قَدْ تَزَوّدَا
فَلَمْ أرَ مَقْتُولاً وَلمْ أرَ قَاتِلاً = بِغَيرِ سِلاحٍ مِثْلَهَا حِينَ أقْصَدَا

وَأرعَنَ جَرّارٍ، إذا مَا تَطَلّقَتْ = كَتَائِبُهُ خَرّتْ لَهُ الجِنُّ سُجّدَا
له كَوْكَبٌ تَعشَى بهِ الشمسُ وَاضِحاً، = تَرَى فِيهِ أبْنَاءَ المَنِيّةِ رُوَّدَا

ألا أيّهَا النّاهي عَنِ الوِرْدِ نَاقَتي = وَرَاكِبَها، سَدّدْ يَمِينَكَ للرُّشْدِ
فَأيَّ أيَادي الوَرْدِ فيهِ التي التقَتْ = تَخافُ عَليْنَا أنْ نُحْلَّقَ بالوِرْدِ

ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي زِيَاداً = بِأنّي قَدْ لَجَأتُ إلى سَعِيدِ
وَأني قَدْ فَرَرْتُ إلَيْهِ مِنْكُمْ = إلى ذي المَجْدِ وَالحَسَبِ التّلِيدِ

تَقُولُ: أرَاهُ وَاحِداً طَاحَ أهْلُهُ، = يؤمِّلُهُ في الوَارِثينَ الأبَاعِدُ
فَإنِّي عَسَى أنْ تُبْصِرِيني كَأنّمَا = بُنيّ حَوَالَيّ الأسُودُ اللّوَابِدُ

أيّوبُ إنّي لا إخَالُكَ تَمْتَرِي = في أنْ تَكُونَ جَنِيبَةً للقَائِدِ
وَلَدَتْكَ أُمُّكَ في كُنَاسَةِ دارِهِمْ = حتى اسْتُثِرْتَ مِنَ التّرَابِ اللاّبدِ

إلَيْكَ سَمَتْ يا ابنَ الوَليدِ رِكابُنَا، = وَرُكْبانُها أسْمَى إلَيْكَ وَأعْمَدُ
إلى عُمَرٍ أقْبَلْنَ مُعْتَمِدَاتِهِ = سرَاعاً، وَنِعْمَ الرَّكْبُ والمُتَعَمَّدُ

تَزَوّدْ فَمَا نَفْسٌ بِعَامِلَةٍ لَهَا، = إذا ما أتَاهَا بِالمَنَايَا حَدِيدُهَا
فَيُوشِكُ نَفْسٌ أنْ تَكونَ حَياتُها، = وَإنْ مَسّهَا مَوْتٌ، طَوِيلاً خُلُودُهَا

بَني نَهْشَلٍ لا أصْلَحَ الله بَيْنَكُمْ، = وَزَادَ الّذي بَيْني وبَيْنَكُمُ بُعْدَا
أمِنْ شَرّ حَيٍّ لا تَزَالُ قَصِيدَةٌ = تُغَنّي بها الرّكْبَانُ طَالِعَةً نَجْدا

أتُرْتِعُ بِالأمْثَالِ سَعْدُ بنُ مالِكٍ، = وَقَدْ قَتلُوا مَثْنىً بِظِنّةِ وَاحِدِ
إذا رَاحَ رُكْبَانُ الصّليبِ دَعَاهُمُ، = بِبُرْقَةِ مَهْزُولٍ، صَدىً غيرُ هامِدِ

كُلُّ امرِىءٍ يَرْضَى وَإنْ كان كامِلاً = إذا كانَ نِصْفاً من سَعيدِ بنِ خالِدِ
لَهُ من قُرَيشٍ طَيّبوها وَقَبْصُها، = وإنْ عَضّ كَفّيْ أُمّهِ كلُّ حاسِدِ

إذا شِئْتُ غَنّاني مِنَ العاجِ قاصِفٌ = على مِعْصَمٍ رَيّانَ لمْ يَتَخَدّدِ
لِبَيْضَاءَ مِنْ أهْلِ المَدينَةِ لم تَعِشْ = بِبُؤسٍ وَلَمْ تَتْبَعْ حَمولَة مُجْحَدِ

لَجَارِيَةٌ بَينَ السَّلِيلِ عُرُوقُهَا، = وَبَينَ أبي الصّهباءِ، مِنْ آلِ خَالِدِ
أحَقُّ بإغْلاءِ المُهُورِ مِنَ الّتي = رَبَتْ وَهْيَ تَنزُو في حجورِ الوَلائدِ

لَعَمْرِي! لَقَدْ رَدّ الزّمانُ وَرَيْبُهُ = نَفِيسَةَ مِنْ مُلْكٍ إلى شرّ مَقعَدِ
سَبِيّةَ قَوْمٍ لَوْ دَعَتْ لأجَابَهَا = بَنُو الحَرْبِ ضرّابوا يَدَيْ كلّ أصْيدِ

لَوْلا جَرِيرٌ لمْ تَكُوني قَبِيلَةً، = بَجِيلٌ، وَلكِنْ جَدُّهُ بكِ أصْعَدا
بِهِ جَمَعَ الله التّشَتّتَ مِنْكُمُ، = كَمَا جَمَعَتْ رِيحٌ جَهاماً مُبَدَّدا

ما ضَرّها أنْ لمْ يَلِدْها ابنُ عَاصِمٍ، = وَأنْ لمْ يَلِدْها من زُرَارَةَ مَعْبَدُ
رَبِيبَةُ دَأيَات ثَلاثٍ رَبَبْنَهَا، = يُلَقّمْنَها مِنْ كلّ سُخنٍ وَمُبرَدِ

وَقَفْتُ بِأعْلى ذي قَسَاءٍ مَطِيّتي، = أُمَايِلُ في مَرْوَانَ وَابنِ زِيَادِ
فَقُلْتُ عُبَيْدُ الله خَيْرُهُمَا أباً، = وَأدْنَاهُما عُرْفاً لِكُلّ جَوَادِ

إنْ يكُ سَيْفٌ خانَ أوْ قَدَرٌ أبَى، = وَتأخيرُ نَفْسٍ حَتفُها غَيرُ شاهِدِ
فسَيْفُ بَني عَبْسٍ وقَد ضرَبوا بِهِ = نَبَا بيَدَيْ وَرْقاءَ عَنْ رَأسِ خالِدِ

لَقَدْ كَذَبَ الحَيُّ اليَمانونَ شِقوَةً = بقَحطانِها، أحْرَارُها وَعَبيدُهَا
يَرُمُون حَقّاً للخِلافَةِ وَاضِحاً، = شَديداً أوَاسيها، طَوِيلاً عَمودُها

إنْ تُنصِفُونَا يالَ مَرْوَان نَقْتَرِبْ = إلَيكُمْ، وَإلاّ فأذَنُوا بِبِعَادِ
فَإنّ لَنَا عَنْكُمْ مَرَاحاً وَمَذْهَباً = بعِيسٍ، إلى رِيحِ الفَلاةِ، صَوَادي

أبْلِغْ أمِيرَ المُؤمِنينَ رِسَالَةً، = فعَجّلْ، هَداكَ الله، نَزْعَكَ خَالدَا
بَنى بِيعَةً فِيهَا الصّلِيبُ لأمّهِ، = وَهَدّمَ مِنْ بُغضِ الصلاةِ المساجدا

أنّ الرّزِيّةَ لا رَزيّةَ مِثْلُهَا = للنّاسِ فَقْدُ مُحَمّدٍ وَمُحَمّدِ
مَلْكَينِ قَدْ خَلَتِ المنابرُ مِنهُما، = أخذَ المَنونُ عَلَيهِما بالمَرْصَدِ

وَيْلٌ لِفَلْجٍ وَالمِلاحِ وَأهْلِهَا، = إذا جابَ دينارٌ صَفاها وَفَرْقَدُ
مِصَكّانِ قد كادتْ تشيبُ لحاهُما، = وَآخَرُ مِنْ نُوبِ المَدينَةِ أسْوَدُ

لَعَمِري! لَئنْ مَرْوَانُ سَهّلَ حاجتي = وَفَكّ وَثَاقي عَنْ طَرِيدٍ مُشَرَّدِ
لَنِعْمَ فَتى الظُّلْماءِ وَالرّافِدُ القِرَى = وَضَارِبُ كَبْشِ العارِضِ المُتَوَقِّدِ

لِكُلّ الدّاءِ بَيْطَارٌ وَعِلْمٌ، = وَبَيطارُ الكَلامِ أبُو زِيَادِ
مِدادٌ يُسْتَمَدُّ العِلْمُ مِنْهُ، = فيَرْضَى المُستَمِدُّ مِن المِدادِ

إنْ كنتَ تخشَى ضَلْعَ خندِفَ فانطَلِق = إلى الصِّيدِ من أوْلادِ عمرِو بن مَرْثَدِ
وَرَهطِ ابنِ ذي الجَدّين قيسِ بن خالِدٍ = إلى كُلّ شَدّاخِ الحمَالَةِ سَيّدِ

يَمُتّ بكَفٍّ من عُتَيْبَةَ أنْ رَأى = أنَامِلَهُ رُكّبْنَ في شَرّ سَاعِدِ
وَمِنْ قَعنَبٍ، هيهاتَ ما حلّ قَعْنَبٌ، = بَني الخَطَفى، بِالمَنْزِلِ المُتَباعِدِ

يا ابنَ رَبِيعٍ هَلْ رَأيْتَ أحَدَا = يَبْقَى عَلى الأيّامِ أوْ مُخَلَّدَا؟
كَأنّمَا كَانَ عُبَيْدٌ أرْمَدَا = بِالغَوْرِ، حَتى أنْجَدَتْ وَأنْجَدَا

نَصَبْتُمْ لهُ قِدْراً، فَلَمّا غَلتْ لكمْ = تحَسّيْتُمُوها حِينَ شَبّ وَقُودُهَا
ضَرَبْنَا رُؤوسَ المُوقِديها وَكَبْشَها = بهِندِيّةٍ يَفْرِي الحَديدَ حَديدُها

مَنْ يُبْلِغُ الخِنْزِيرَ عَنّي رِسَالَةً، = نُعَيْمَ بنَ صَفْوَانٍ، خَليعَ بَني سَعدِ
فَما أنتَ بالقارِي فَتُرْجَى قِرَاتُهُ، = ولا أنتَ إذ لم تَفْرِ بالفاسِقِ الجَلْدِ

عَرَفْتَ المَنَازِلَ مِنْ مَهْدَدِ، = كَوَحي الزَّبورِ لَدَى الغَرْقَدِ
أنَاخَتْ بِهِ كُلُّ رَجّاسَةٍ، = وَسَاكِبَةِ المَاءِ لَمْ تُرْعِدِ

أتُوعِدُني قَيْسٌ وَدُونَ وَعيدِهَا = ثرَاءُ تَمِيمٍ وَالعَوَادِي مِنَ الأُسْدِ
سأُهدي لعَاوِي قَيسِ عَيلانَ إذا عَوَى = لِشِقوَتِهِ إحدى الدّوَاهي التي أُهدِي

لِبِشْرِ بنِ مَرْوَانٍ عَلى كُلّ حَالَةٍ = من الدّهرِ فضْلٌ في الرَّخاء وفي الجَهدِ
قريعُ قُرَيشٍ وَالّذي بَاعَ مَالَهُ، = ليكسبَ حَمداً حِينَ لا أحدٌ يُجدي

لا تَنكِحنْ بَعدي، فَتى، نَمِرِيّةً = مُزَمَّلَةً مِنْ بَعْلِهَا لِبِعَادِ
وَبَيْضَاءَ زَعرَاءَ المَفارِقِ شَجنَةً = مُوَلَّعَةً في خُضْرَةٍ وَسَوَادِ

رَأى عَبْدُ قَيسٍ خَفْقَةً شَوّرَتْ بها = يَدا قَابِسٍ ألْوَى بهَا ثمّ أخْمَدَا
أعِدْ نَظَراً يَا عَبْدَ قَيْسٍ فَرُبّمَا = أضَاءتْ لَكَ النّارُ الحِمارَ المُقَيَّدَا

زَارَتْ سُكَيْنَةُ أطْلاحاً أناخَ بهِمْ = شَفَاعةُ النّوْمِ للعَيْنَينِ وَالسّهَرُ
كَأنّمَا مُوّتوا بالأمسِ إذْ وَقَعُوا، = وَقَدْ بَدَتْ جُدَدٌ ألوَانُهَا شُهُرُ

إنّ الأرَامِلَ وَالأيْتَامَ قَد يَئِسُوا، = وَطَالِبي العُرْفِ إذْ لاقَاهُمُ الخَبَرُ
أنّ ابنَ لَيلى بأرْضِ النّيلِ أدْرَكَهُ، = وَهُمْ سِرَاعٌ إلى مَعرُوفِهِ، القَدَرُ

تَذَكّرَ هذَا القلبُ منْ شَوْقِهِ ذِكَرَا، = تَذَكّرَ شَوْقاً لَيْسَ نَاسِيَهُ عَصْرَا
تَذَكّرَ ظَمْيَاءَ الّتي لَيْسَ نَاسِياً، = وَإنْ كانَ أدْنَى عَهدِهَا حِججاً عشرَا

كَأنّ فَرِيدَةً سَفْعَاءَ رَاحَتْ = بِرَحْلي أوْ بَكَرْتُ بها ابتِكَارَا
لهَا بدَخُولِ حَوْمَلَ بَحْزَجيٌّ = تَرَى في لَوْن جُدّتِهِ احمِرَارَا

تَمَنّى ابنُ مَسعُودٍ لِقائي سَفَاهَةً، = لَقَد قالَ حَيْناً يَوْمَ ذاكَ وَمُنكَرَا
مَتى تَلْقَ مِنّا عُصْبَةً يا ابنَ خَالِدٍ = رَبيئَةَ جَيشٍ أوْ يَقودونَ مِنْسَرَا

لَوَى ابنُ أبي الرّقْراقِ عَيْنَيْهِ بَعدما = دَنَا مِنْ أعَالي إيلِيَاءَ وَغَوّرَا
رَجَا أنْ يَرَى مَا أهْلُهُ يُبْصِروُنَهُ = سُهَيْلاً، فَقَدْ وَارَاهُ أجْبَالُ أعفَرَا

فَداكَ مِنَ الأقْوَامِ كُلُّ مَزَنَّدٍ = قَصِيرِ يَدِ السِّرْبَالِ مُسترِقِ الشِّبرِ
مِنَ المُزْلَهِمّينَ الّذِينَ كَأنّهُمْ = إذا احتَضَرَ القَوْمُ الخِوَانَ على وِتْرِ

تَمَنّى المُسْتَزِيدَةُ لي المَنَايَا، = وَهُنّ وَرَاءَ مُرْتَقِبِ الجُدُورِ
فَلا وَأبي لمَا أخْشَى وَرَائي = مِنَ الأحْدَاثِ والفَزَعِ الكَبيرِ

كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ طَيْفٍ يُؤرّقُني = وَقَد تجَرْثمَ هادي اللّيلِ وَاعتكَرَا
وَقَدْ أُكَلِّفُ هَمّي كُلَّ نَاجِيَةٍ، = قَد غادَرَ النّصُّ في أبصَارِها سَدَرَا

لَنَا عَدَدٌ يُرْبي على عَدَدِ الحَصَى = وَيُضْعِفُ أضْعَافاً كَثِيراً عَذِيرُهَا
وَمَا حُمّلَتْ أضْغَانُنَا مِنْ قَبِيلَةٍ = فَتَحمِلَ ما يُلقَى عَلَيها ظُهُورُها

دَعي الذينَ هُمُ البُخّالُ وَانطَلِقي = إلى كَثِيرٍ، فَتى الجُودِ ابنِ سَيّارِ
إلى الّذي يَفْضُلُ الفِتْيَانَ نَائِلُهُ، = يَدَاهُ مِثْلُ خَليجَيْ دِجلةَ الجارِي

لَعَمْرِي! لَقَدْ سَلّتْ حَنيفَةُ سَلّةً = سُيُوفاً أبَتْ يَوْمَ الوَغَى أنْ تُعَيَّرَا
سُيُوفاً بهَا كَانَتْ حَنِيفَةُ تَبْتَني = مَكَارِمَ أيّامٍ تُشِيبُ الحَزَوْرَا

لَقَدْ عَلِمْتُ وَعِلْمُ المَرْءِ أصْدَقُهُ = مَنْ عِنْدَهُ بالّذي قَدْ قالَهُ الخَبَرُ
أنْ لَيسَ يُجزِىءُ أمرَ المُشرِقَينِ مَعاً = بَعدَ ابنِ يُوسُفَ إلاّ حَيّةٌ ذَكَرُ

أنا ابنُ خِنْدِفَ وَالحَامي حَقِيقَتَها = قد جَعلوا في يديّ الشّمسَ وَالقَمَرَا
ولَوْ نَفَرْتَ بقَيْسٍ لاحتَقَرْتُهُمُ، = إلى تَمِيمٍ تَقُودُ الخَيْلَ وَالعَكَرَا

يا عَجَبا للعَذَارَى يَوْمَ مَعْقُلَةٍ، = عَيّرْنَني تحتَ ظلّ السِّدرَةِ الكِبَرَا
فَظَلّ دَمْعيَ مِمّا بَانَ لي سَرِباً = عَلى الشّبابِ إذا كَفْكَفتُه انحَدَرَا

أمّا قُرَيشٌ أبَا حَفصٍ فَقدْ رُزِئَتْ = بالشامِ إذ فارَقَتكَ البأسَ وَالمَطَرَا
إنّ الأرَامِلَ وَالأيتامَ إذْ هَلَكُوا، = وَالخَيلَ إذْ هُزِمتْ تَبكي على عُمرَا

جَرَى بِعِنَانِ السّابِقَينِ كِلَيْهِمَا = أبُو حَنَشٍ جَرْيَ الجَوَادِ المُضَمَّرِ
وَمَال الخَيْلُ تَجْرِي حينَ تجرِي بمالكٍ = وَلَكِنّمَا يَجْرِي المُعَلّى بِمُنْذِرِ

مَا كُنتُ أحْسِبُني جَباناً قَبْلَ مَا = لاقَيْتُ لَيْلَةَ جَانِبِ الأنْهَارِ
لَيْثاً، كَأنّ على يَدَيْهِ رِحَالَةً، = جَسِدَ البَرَاثنِ مُؤجَدَ الأظْفَارِ

أرَى ابنَ سُلَيْمٍ يَعصِمُ الله دِينَهُ = بِه، وَأثَافي الحَرْبِ تَغلي قُدُورُهَا
هُوَ الحَجَرُ الرّامي بِهِ الله مَنْ رَمَى = إذا الأرْضُ بالناس اقشعَرّتْ ظهورُها

إذا هَرّتِ الأحيَاءُ حَرْباً مُضِرّةً = تَرَى السّمَّ مِنْ أنْيَابِهَا يَتقَطّرُ
غَدا في مَحانِيها ابنُ أحْوَزَ غَدْوَةً = تُفَرِّجُ عَنْهُ، وَالأسِنّةُ تَخْطِرُ

طَرَقَتْ نَوَارُ وَدُونَ مَطْرَقِهَا = جَذْبُ البُرَى لِنَوَاحلٍ صُعْرِ
وَرَوَاحُ مُعْصِفَةٍ وَغَدْوَتُهَا، = شَهْراً، تُوَاصِلُهُ إلى شَهْرِ

يا لَيْتَ شِعرِي هلْ أُسَيِّبُ ضُمَّراً = أُكلَتْ عَرَائِكُهُنّ بِالأكْوَارِ
مِثْلَ الذّئَابِ، إذا غَدَتْ رُكبانُها = يَعْسِفْنَ بَينَ صَرَايِمٍ وَصَحارِي

ماتَ الذي يَرْعى حِمى الدِّينِ وَالذي = يَحُوطُ حَرَاهُ بِالمُثَقَّفةِ السُّمْرِ
أقَامَ وَشَزْرُ الدّينِ بَاقٍ مَرِيرُهُ، = فَأصْبَحَ باقي الدّينِ مُنتكِثَ الشَّزْرِ

لَعَمْرِيَ لا أنْسَى أيادِيَ أصْبَحَتْ = عَليّ وَلا الفَضْل الّذي أنَا شاكِرُهْ
دَعَاني أبُو الأشْبَالِ لَمّا تَقَاذَفَتْ = بِمُطّرَحِ الأرْجَاءِ مَا أنَا حَاذِرُهْ

كَيْفَ نَخافُ الفَقْرَ يا طَيْبَ بَعدما = أتَتْنَا بِنَصْرٍ مِنْ هَرَاةَ مَقَادِرُهْ
وَإنْ يَأتِنا نَصْرٌ مِنَ التُّرْكِ سالِماً = فَمَا بَعْدَ نَصْرٍ غائِبٌ أنا نَاظِرُهْ

سَتَأتي على الدَّهْنَا قَصَائِدُ مِرْجَمٍ = إذا مَا تَمَطّتْ بِالفلاةِ رِكَابُها
قَصَايِدُ لا تُثْنى إذا هيَ أصْعَدَتْ = لِحَيٍّ، وَلا يَخبُو عَلَيها شِهابُها

إليْكَ، أبَانَ بنَ الوَلِيدِ، تَغَلْغَلَتْ = صَحِيفَتِيَ المُهْدَى إلَيْكَ كِتابُهَا
وَأنْتَ امْرُؤٌ نُبّئْتُ أنّكَ تَشْتَرِي = مَكَارِمَ، وَهّابُ الرّجَالِ يَهابُهَا

رُوَيدَ عن الأمرِ الذي كنتَ جاهِلاً = بِأسْبَابِهِ، حتى تَغِبَّ عَوَاقِبُهْ
لعلّ حِمى الدَّهنا يَضِيقُ برَاكِبٍ، = إذا ما غدا أوْ رَاحَ تَسرِي ركايبُهْ

عَضّتْ سُيُوفُ تَميمٍ حِينَ أغضَبَها = رَأسَ ابنِ عَجلى فأضْحى رَأسُه شَذَبا
كانَتْ سُلَيْمٌ بِهِ رَأساً فَقَدْ عَثرَتْ = بِهَا الجُدُودُ وَصَارَتْ بَعْدَهُ ذَنَبَا

وَدافَعَ عَنْهَا عَسْقَلٌ وَابنُ عَسقَلٍ = بأعناقِ صُهْبٍ ذَبّبَتْ كلَّ خاطِبِ
إذا اسْتَشْفَعُوا في أيّمٍ شَفَعتْ لهمْ = ذُرَاهَا وَضَرّاتٌ عِظَامُ المَحالِبِ

تَمَنّى جَرِيرٌ دَارِماً بِكُلَيْبِهِ = ؛ وَهَيهاتَ من شَمسِ النهارِ الكَواكبُ
وَلَيْسَتْ كُلَيْبٌ كائِنينَ كَدارِمٍ، = وَوَدّ جَرِيرٌ لَوْ عَطِيّةُ غَالِبُ

أرَى الدّهْرَ لا يُبْقي كَرِيماً لأهْلِهِ = ، وَلا تُحرِزُ اللّؤمانَ مِنْهُ المَهارِبُ
أرَى كُلَّ حَيٍّ مَيّتاً، فَمُوَدِّعاً = ، وَإنْ عَاشَ دَهْراً لمْ تَنُبْهُ النّوَائبُ

إنّ هِجَاءَ البَاهِلِيّينَ دَارِماً = لَمِنْ بِدَعِ الأيّامِ ذاتِ العَجائِبِ
أباهِلَ! هَلْ في دَلوِكُمْ، إذْ نَهَزْتُمُ = بها، كَرِشَاءِ ابنَيْ عِقالٍ وَحاجِبِ

يَقُولُ الأطِبّاءُ المُداوُونَ إذ خَشوا = عَوَارِضَ مِنْ أدْوَاءِ داءٍ يُصِيبُهَا
وَظَبْيَةُ دائي، وَالشّفَاءُ لِقَاؤهَا = ، وَهَلْ أنَا مَدْعُوٌّ لِنَفْسِي طَبيبُها

نَكفي الأعِنّةَ يَوْمَ الحَرْبُ مُشعَلَةٌ = ، وَابنُ المَرَاغةِ خَلفَ العَيرِ مَضْرُوبُ
مِنّا الفُرُوعُ اللّوَاتي لا يُوازِنُهَا = فَخْرٌ، وَحَظُّكَ، في تِلكَ، العَرَاقيبُ

رَأيْتُ أبَا غَسّانَ عَلّقَ سَيْفَهُ = على كاهِلٍ شَغْبٍ على مَن يُشاغِبُهْ
تَرَى النّاسَ كالدَّمعَى لَهُ وَقُلوبُهمْ = تَنَدّى، وما فيهم عَرِيبٌ يُخاطِبُهْ

أعَضَّ حُمَيٌّ ساقَهُ السّيفَ بَعدَمَا = رَأى الموْتَ يغشى وَاسِطَ الرّحل رَاكبُهْ
وَوَالله مَا أدْرِي أجُبْنٌ بِجَنْدَلٍ = عَنِ العَودِ أمْ أعيَتْ عَليهِ مضَارِبُهْ

أحَارِ أبَتْ كَفّاكَ إلاّ تَدَفّقاً، = إذا ما سَمَاءُ الرّزْقِ خَفّ سِجالُها
رَفيعَةُ سَمكِ البَيتِ ما من يَدِ امرِىء = مِنَ النّاسِ إلاّ في السّمَاءِ تَنالُها

أبَا حَاضِرٍ قَنّعْتَ عاراً وَخَزْيَةً = أُسَيِّدَ ما أرْسَى حَرَاءٌ وَيَذْبُلُ
وَقَبْلَكَ مَا أخْزَى تَمِيماً أُسَيّدٌ، = وَقَنّعَهُمْ ما لَيْس عَنهُمْ يُحَوَّلُ

أُحبُّ مِنَ النّسَاءِ، وَهُنّ شَتى، = حَدِيثَ النّزْرِ وَالحَدَقَ الكِلالا
مَوانِعُ للحَرَامِ بِغَيْرِ فُحْشٍ، = وَتَبْذُلُ ما يَكُونُ لها حَلالا

ألَمْ تَرَ أنّا وَجَدْنَا الضّبِيحَ = بِثَأرِ أخِيهِ عَلَيْنَا بَخِيلا
كَأنّا نُبارِي بِهِ حَيّةً = على جَبَلٍ مَا يُرِيدُ النّزُولا

ألِكْني إلى قُطِب الرَّحا إنْ لَقيتَهُ، = وعقُطْبُ الرَّحا نائي العَشيرَةِ أجنَبُ
فَهَلْ أنْتَ سَاعٍ في سُوَاءةَ لامرِىءٍ = أرَتْهُ بِعَيْنَيْهَا المَنِيّةَ زَيْنَبُ

لَعَمْرِي لأثْمَادُ بنُ خَنسَا وَماؤهُ = مُسَلِّحَةُ الأنْثَى الخَبيثُ تُرَابُها
أخَفُّ على الشّيخِ العِبادي مَؤونَةً = ، وَأهْوَنُ من حَرْبي إذا صَرّ نابُها

وَقَوْمٌ أبُوهُمْ غالِبٌ جُلُّ مَالِهِمْ = مَحامِدُ أغْلاهَا منَ المَجْدِ غالِبُ
بَنُو كُلّ فَيّاضِ اليَدَينِ إذا شَتَا = وَأكْدَتْ بأيمَانِ الرّجَالِ المَطالِبُ

لَوْلا دِفاعُكَ يَوْمَ العَقْرِ، ضَاحيَةً، = عَنِ العرَاقِ، وَنارُ الحَرْبِ تَلتَهِبُ
لَوْلا دِفَاعُكَ عَنْهُمْ عَارِضاً لَجِباً = لأصْبَحوا عن جديد الأرْض قد ذهبوا

لمْ أنْسَ إذْ نُودِيتُ ما قالَ مَالِكٌ، = وَنَحْنُ قِيَامٌ بَينَ أيدي الرّكايِبِ
وَصِيّتَهُ إذْ قالَ: هَلْ أنْتَ مُخبِرٌ = عَنِ النّاسِ ما أمسَوْا به يا ابن غالبِ

إلَيْكَ بَنَفْسي، حين بَعْدَ حُشاشَةٍ، = رِكابَ طَرِيدٍ لا يَزَالُ عَلى نَحْبِ
طَوَاهُنّ مَا بَينَ الجِوَاءِ وَدُومَةٍ، = وَرُكْبَانُهَا، طَيَّ البُرُودِ من العَصْبِ

ألَمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سِتّينَ حِجّةً = تَذَكُّرُ أُمِّ الفَضْلِ وَالرّأسُ أشْيَبُ
وَقيلُكَ: هَلْ مَعرُوفُها رَاجعٌ لَنا، = وَلَيْسَ لشيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطلَبُ

رَأيْتُ نَوَارَ قَدْ جَعَلَتْ تَجَنّى = ، وَتُكْثِرُ لي المَلامَةَ وَالعِتَابَا
وَأحْدَثُ عَهْدِ وُدّكَ بِالْغَوَاني = إذا مَا رَأسُ طَالِبِهِنّ شَابَا

تَقُولُ ابنَةُ الغَوْثيّ: ما لَكَ هاهُنَا = ، وَأنْتَ تَميميٌّ مَعَ الشّرْقِ جانبُهْ
تُؤذّنُني قَبْلَ الرّوَاحِ، وَقَدْ دَنَا = مِنَ البَيْنِ لا دانٍ ولا مُتَقَارِبُهْ

كَتَبْتُ وَعَجّلْتُ البِرَادَةَ، إنّني = إذا حَاجَةٌ طالَبْتُ عَجّتْ رِكابُهَا
وَلي ببلادِ الهِنْدِ، عِنْدَ أمِيرِهَا = ، حَوَائِجُ جَمّاتٌ، وَعِنْدي ثَوَابُها

أبَى الصّبْرَ أني لا أرى البدرَ طَالِعاً؛ = ولا الشّمسَ إلاّ ذكّرَاني بغالِبِ
شَبيهَينِ كانَا بابنِ لَيلى، وَمَنْ يكُنْ = شَبيهَ ابنِ لَيلى يَمحُ ضَوْءَ الكوَاكبِ

شَكَوْنا إلَيْكَ الجَهْدَ في السَّنَة التي = أقامَتْ على أمْوَالِنا آفَةَ المَحْلِ
وَلمْ يَبْقَ مِنْ مَالٍ يَسُومُ بأهْلِهِ، = وَلا مَرْتَعٍ في حَزْنِ أرْضٍ وَلا سِلِ

كَأنّ التي يَوْمَ الرّحِيلِ تَعَرّضَتْ = لَنا ظَبْيَةٌ تَحْنُو على رَشإٍ طِفْلِ
وَما رَوْضَةٌ جادَ السِّماكُ فُرُوجَها = لها حَنْوَةٌ بَينَ الحُزُونَةِ وَالسّهْلِ

أقُولُ لحَرْفٍ قَدْ تَخَوّنَ نيَّهَا = دُؤوبُ السّرَى إدْلاجُهُ وَأصَائِلُهْ
عَلَيْكَ بِقَصْدٍ للمَدِينَةِ، إنّهَا = بهامَلِكٌ قَدْ أتْرَعَ الأرْضَ نائِلُهْ

تَرَى كُلّ مُنشَقّ القَميصِ كَأنّما = عَلَيْهِ بِهِ سِلْخٌ تَطِيرُ رَعَابِلُهْ
سَقاهُ الكَرَى الإدْلاجُ حتى أمَالَهُ = عَنِ الرّحْلِ عَيْناً رَأسُهُ وَمَفاصِلُهْ

لَعَمرِي لَئنْ قَلّ الحَصَى في بيوتكُم = بَني نَهْشَلٍ ما لُؤْمُكُمْ بِقَلِيلِ
وَإنْ كُنتُمُ نَوْكَى، فَما أُمَّهاتُكُمْ = بِزُهْرٍ، وَمَا آبَاؤكُمْ بِفُحُولِ

ألَمْ تَرَ كُرْسُوعَ الغُرَابِ، وَما وَأتْ = مَوَاعِيدُهُ عَادَتْ ضَلالاً وَبَاطِلا
وَلَوْ كَانَ مُرِّيّاً لأصْبَحَ قَوْلُهُ = وَفِيّاً على ما كانَ شَدَّ الحَبَائِلا

وَرِثْتَ أبا سُفيانَ وَابْنَيْهِ وَالّذي = بهِ الحَرْبُ شالَتْ عن لِقاحٍ حِيالُها
أبُوكَ أميرُ المؤمِنيِنَ الّذي بِهِ = رَحىً ثَبَتَتْ ما يُسْتَطاعُ زِيالُها

مَنَعْتَ عَطاءً مِنْ يَدٍ لمْ يكُنْ لها = ، بثَدْي فَزارِيّ، نَصِيبٌ تُوَاصِلُهْ
وَلمْ يَحْتَضِنْها مُرْضِعٌ من مُحارِبٍ = ؛ وَلا مِنْ غَنيِّ اللّؤمِ كانَتْ أوَائِلُهْ

إنْ يَكُ خَالُهَا مِنْ آلِ كِسْرَى، = فَكِسْرَى كان خَيراً مِنْ عِقالِ
وأعْظَمُ غُنْيَةً في كُلّ يَوْمٍ، = وَأصْدَقُ عِنْدَ مُخْتَلِفِ القِتَالِ

مَتى تَلْقَ إبْراهِيمَ تَعْرِفْ فُضُولَه = بِنُورٍ على خَدّيْهِ أنْجَحَ سائِلُهْ
تَصَعّدُ كَفّاهُ على كُلّ غَايَةٍ = من المَجدِ لا تُندي الصّديقَ غَوَائلُهْ

سَتأتي أخا جَرْمٍ على النّأيِ مِدْحَتي = ليعْلَمَ أنّي صَادِقُ القَوْلِ وَاصِلُهْ
أخُو ثِقةٍ لا يَلْعَنُ الصّحْبُ قُرْبَهُ، = جَوَادٌ بِما في الرّحْلِ حُلوٌ شَمائِلُهْ

تَبَغّتْ جِوَاراً في مَعَدٍّ فَلم تَجِدْ = لحُرْمَتِها كالحَيّ بَكْرِ بنِ وَائِلِ
أبَرَّ وَأوْفى ذِمّةً يَعقُدُونَهَا = ، وَخَيراً إذا سَاوَى الذُّرَى بالكَوَاهِلِ

وَجَدْنَا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً، = كفَضْلِ ابنِ المَخاضِ على الفَصِيلِ
كِلا البَكْرَينِ أرْدَؤها سِواءً = ، وَلَكِنْ رَيْمُ بَيْنَهُمَا قَلِيلُ

سَألْنَا مَنَافاً في حَمَالَةِ دَارِمٍ = ، فَقالَتْ مَنافٌ نحنُ نُقصَى وَنُجهَلُ
فَقُلْتُ صَدَقْتُمْ يا مَنافَ بن فائشٍ، = وَفي فائِشٍ أنْتُمْ أدَقُّ وَأسْفَلُ

إنْ تَقْتُلُوا مِنّا خِداشاً، فإنّهَا = على إرْثِ أضْغانٍ لَكُمْ وَذُحُولِ
قَتَلْنَا زِيَاداً والفَصِيلَ وَثَابِتاً = ، وَعَبْدَةَ عَضّ السّيْفُ بَعدَ جَميلِ

أهْلَكْتَ مالَ الله، في غَيرِ حَقّهِ = ، عَلى النّهَرِ المَشْؤومِ غَيرِ المُبَارَكِ
وَتَضْرِبُ أقَواماً صِحاحاً ظُهُورُهَا = ، وتَتَرُكُ حَقّ الله في ظَهْرِ مالِكِ

لَعَمْرِي لَقَدَ أرْدَى نَوَارَ وَسَاقَها = إلى الغَوْرِ، أحْلامٌ قَليلٌ عُقولُها
مُعارِضَةَ الرّكْبانِ في شَهْرِ نَاجِرٍ، = عَلى قَتَبٍ يَعْلُو الفَلاةَ دَلِيلُها

فإنْ تَفْخَرْ بِنَا، فَلَرُبّ قَوْمٍ = رَفَعْنَا جَدَّهُمْ بَعْدَ السَّفَالِ
دَنَوْا مِنْ فَيْئِنَا، أوْ كَان فِينَا = لَهُمْ ضَخْمُ الدّسِيعَةِ في الحِبَالِ

نعائي ابنَ لَيْلى للسّمَاحِ ولَلنّدَى = وَأيْدِي شَمَالٍ بَارِداتِ الأنَامِلِ
يَعَضّونَ أطْرافَ العِصِيّ تَلُفّهُمْ = من الشأمِ حَمَراءُ السُّرَى وَالأصَائِلِ

كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ أطْلالِ مَنْزِلَةٍ = بِالعَنْبَرِيّةِ مِثْلَ المُهْرَقِ البَالي
وَقَفْتُ فيها فَعَيّتْ ما تُكَلّمُني، = وما سؤالُكَ رَسْماً بَعْدَ أحْوالِ

أبي الشيخُ ذُو البَولِ الكَثِيرِ مُجاشعٌ = نَماني وَعَبْدُ الله عَمّي وَنَهْشَلُ
ثَلاثَةُ أسْلافٍ فَجِئْني بِمِثْلِهِمْ، = فكُلٌّ لَهُ، يا ابن المَرَاغَةِ، أوّلُ

وَكُومٍ تَنْعَمُ الأضْيَافُ عَيْناً = ، وَتُصْبِحُ في مَبَارِكِها ثِقالا
حُوَاسَاتِ العِشَاءِ خُبَعْثَنَاتٍ = إذا النّكْبَاءُ رَاوَحَتِ الشَّمَالا

وَكَيْفَ بنَفْسٍ كُلّما قُلتُ أشرَفَتْ = على البُرْءِ من حَوْصَاء هيض اندمالُها
تُهاضُ بِدارٍ قَدْ تَقادَمَ عَهْدُهَا = ، وَإمّا بِأمْواتٍ ألَمّ خَيَالُها

أجَنْدَلُ! لَوْلا خَلّتَانِ أنَاخَتَا = إلَيْكَ لَقد لامَتْكَ أُمُّكَ جَنْدَلُ
حَمامَةُ قَلْبٍ، ولا يُقيمُكَ عَقْلُهُ، = وإنّ نُمَيْراً وُدّهَا لا يُبَدَّلُ

أُنْبِئتُ أنّ العَبدَ أمسِ ابنَ زَهْدَمٍ = يَطُوفُ وَللغِيني لَهُ كُلُّ تِنْبَالِ
فَإنّ بُغَائي إنْ أرَدْتَ بُغَايَتي = عِرَاضُ الصّحاري لا اختِباءٌ بأدغالِ

لَفَلْجٌ وَصَحْرَاوَاهُ لَوْ سِرْتُ فِيهِما = أحبُّ إلَيْنَا مِنْ دُجَيْلٍ وَأفضَلُ
وَرَاحِلَةٍ قَدْ عَوّدُوني رُكُوبَها = ، وَما كُنتُ رَكّاباً لها حِينَ تُرْحَلُ

لَعَمْرُكَ ما في الأزْدِ بالمُلْكِ قائِمٌ، = وَلا عَدْلِ مَا أضْحَى من الأمرِ مايلِ
وَلا ضَمّها السّلطانُ قَسْراً لدَعْوَةٍ، = فَتَرْضَى بهَذا الحِلْفِ بكرُ بنُ وَايلِ

مَا للمَنِيّةِ لا تَزَالُ مُلِحّةً، = تَعْدُو عَليّ، وَمَا أُطِيقُ قِتَالَها
تَسْقي المُلُوكَ بكَأسِ حَتْفٍ مُرّةٍ، = وَلَتُلْبِسَنّكَ، إنْ بَقِيتَ، جِلالَها

كَيْفَ بِدَهْرٍ لا يَزَالُ يَرُومُني = بداهِيَةٍ فِيهَا أشَدُّ مِنَ القَتْلِ
وَكَيْفَ بِرَامٍ لا تَطيشُ سِهَامُهُ، = وَلا نَحْنُ نَرْميهِ فنُدرِكَ بالنَّبْلِ

إذا ما بَدا الحَجّاجُ للنّاسِ أطْرَقُوا = ، وَأسكَتَ مِنهُمْ كلُّ مَن كان يَنطِقُ
فَما هُوَ إلاّ بَائِلٌ مِنْ مَخافَةٍ، = وَآخَرُ مِنْهُمْ ظَل بالرّيقِ يَشْرَقُ

لَيْسَ أبٌ كَحَنْظَلَةَ بنِ رَعْدٍ = وَلا خَالٌ كَضَبّةَ للفخَارِ
هُمَا جَبَلانِ جَارُهُمَا مَنِيعٌ، = إذا مَا أعْطَيَا عَقْدَ الجِوَارِ

إذا عَرَضَ المَنَامُ لَنَا بِسَلْمَى، = فَقُلْ في لَيْلِ طارِقَةٍ قَصِيرِ
أتَتْنَا بَعْدَمَا وَقَعَ المَطَايَا = بِنَا في ظِلّ أبْيَضَ مُسْتَطيرِ

ذَكَرْتُ داوُدَ وَالأشرَافُ قد حضرُوا = بابَ الأمِيرِ فَفاضَ الدّمعُ وانْحَدَرَا
الله يَعْلَمُ، وَالأقْوَامُ قَدْ عَلِموا، = أنّ الصّعاليكَ أمسَى جَدُّهمْ عَثَرَا

وَبِيضٍ كَأرْآمِ الصّرِيمِ ادّرَيْتُهَا = بَعَيْني وقَد عارَ السِّماكُ وَأسحَرَا
وَسُودِ الذُّرَى بِيض الوُجُوهِ كأنّها = دُمى هَكِرٍ يَنضحنَ مِسكاً وَعَنبرَا

أيَعجبُ الناسُ أنْ أضْحكتُ خَيرَهمُ = خَليفَةَ الله يُسْتَسقَى بِهِ المَطَرُ
وَما نَبا السّيفُ مِنْ جُبْنٍ وَلا دَهَشٍ = عِندَ الإمامِ ولَكِنْ أُخِّرَ القَدَرُ

أعَبْدَ الله! أنْتَ أحَقُّ مَاشٍ = وَسَاعٍ بِالجَمَاهِيرِ الكِبَارِ
نمَى الفَارُوقُ أُمَّك، وَابنُ أرْوَى = أبَاكَ، فَأنْتَ مُنْصَدِعُ النّهَارِ

لَعَمرِي لَئنْ كانَتْ مُحَوَّلةُ اشترَتْ = سِبَابيَ مَا آبَتْ بخَيرٍ تِجَارُهَا
نَفَتْهُمْ بنو ذُبْيانَ عَن عُقرِ دارِهمْ = بِمَنْزِلَةِ الذُّلِّ الطّويلِ صَغَارُها

قَرَتْ هاِجرٌ ليلاً فأحْسَنَتِ القِرى = ولكنّها لم تَحْمِلِ الرَّحْلَ هاجِرُ
فَلَوْ كُنْتُمُ مِنْ جِذْمِ ضَبّةَ ناقَلتْ = بِرَحْليَ فَتْلاءُ الذّرَاعَيْنِ، ضَامرُ

نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيّ لَمّا = غَدَتْ مِنّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وَكَانَتْ جَنّتي، فَخَرَجْتُ منها = كَآدَمَ حِينَ لَجّ بِهِ الضِّرَارُ

إنّكَ لاقٍ بِالمُحَصَّبِ مِنْ مِنىً = فَخاراً، فَخَبّرْني بمَنْ أنْتَ فَاخِرُ
أبِالقَيْسِ قَيْسٍ أمْ بخِندِفَ تَعتزِي = إذا زَأرَتْ مِنْها القُرُومُ الهَوَادِرُ

إذا شِئْتُ هَاجَتْني دِيَارٌ مُحِيلَةٌ = وَمَرْبِطُ أفْلاءٍ أمَامَ خِيَامِ
بحَيْثُ تَلاقَى الدّوُّ وَالحَمْضُ هاجَتا = لِعَيْنيَّ أغْرَاباً ذَوَاتِ سِجَامِ

رَأتْني مَعَدٌّ مُصْحِراً فَتَناذَرَتْ = بَدِيِهَةَ مَخْشِيّ الجَرِيرَةِ عَارمِ
وَمَا جَرّبَ الأقْوَامُ مِني أنَاثَةً، = لَدُنْ عَجموني بالضُّرُوسِ العَواجمِ

إني، وَإنْ كانَتْ تَمِيمٌ عِمارَتي، = وَكنتُ إلى القُدْمُوسِ منها القُماقِمِ
لَمُثْنٍ على أفْنَاءِ بَكْرِ بنِ وَائلٍ = ثَنَاءً يُوافي رَكْبَهُمْ في المَوَاسِمِ

أباهِلَ! لَوْ أنّ الأنَامَ تَنافَرُوا = على أيِّهِمْ شَرٌّ قَدِيماً وَألأمُ
لَفازَ لَكُمْ سَهْما لَئِيمٍ عَلَيْهِمُ، = وَلوْ كانَتِ العَجلانُ فيهِمْ وَجُرْهُمُ

ألا كَيْفَ البَقَاءُ لِبَاهِليٍّ = هَوَى بَينَ الفَرَزْدَقِ والجَحِيمِ
ألَسْتَ أصَمَّ أبْكَمَ بَاهِلِيّاً = مَسِيلَ قَرَارَةِ الحَسَبِ اللّئِيمِ

تُعَجِّلُ بالمَغْبُوطِ عجْلٌ من القِرَى = وَتَخضِبُ أطْرَافَ العَوالي من الدّمِ
هُما من كرامِ المأثُرَاتِ اصْطَفَاهُمَا = على النّاسِ في إشرَاكِ دِينٍ وَمُسلِمِ

ألا أبْلِغْ لَدَيْكَ بَني فُقَيْمٍ = ثَلاثَةَ آنُفٍ مِنْهُمْ دَوَامِ
فَمِنْهُمْ مَازنٌ وَالعَبْدُ زُرٌّ = وَحَامِيَةُ ابنُ نَاحِتَةِ البِرَامِ

دَعي مُغلِقي الأبْوَابِ دونَ فَعالهِمْ، = وَلَكِن تمَضَّيْ لي، هُبِلْتِ، إلى سَلْمِ
إلى مَنْ يرَى المَعرُوفَ سَهلاً سَبيلُهُ = وَيَعقِلُ أخْلاقَ الرّجالِ التي تَنْمي

لَوْ كُنتَ صُلْبَ العُودِ أوْ كابنِ مَعمرٍ = لخُضْتَ حِياضَ المَوْتِ وَالّليلُ مظلَمُ
وَلكنْ أبَى قَلْبٌ أُطِيرَتْ بَنَاتُهُ، = وَعِرْقٌ لَئيمٌ حَالِكُ اللّوْنِ أدْهَمُ

أبْلِغْ زِيَاداً إذا لاقَيْتَ جِيفَتَهُ، = أنّ الحَمَامَةَ قَدْ طارَتْ من الحَرَمِ
طارَتْ فَما زَالَ يَنْمِيها قَوَادِمُهَا = حتى استَغاثَتْ إلى الصّحرَاءِ وَالأجَمِ

ما أنْتُمُ في مِثْلِ أُسْرَةِ هَاشِمٍ، = فاذْهَبْ إلَيكَ، وَلا بَني العَوّامِ
قَوْمٌ لهُمْ شَرَفُ البِطَاحِ، وَأنْتُمُ = وَضَرُ البِلادِ، مُوَطَّأُو الأقْدَامِ

أمَرَ الأمِيرُ بحَاجَتي وَقَضَائِهَا، = وَأبُو عُبَيْدَةَ عِنْدَنَا مَذْمُومُ
مِثْلُ الحِمارِ، إذا شَدَدْتَ بسَرْجِهِ = وَإلى الضُّرَاطَ، وَعَضّهُ الإبْزِيمُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق   اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق Emptyالأحد أبريل 07, 2013 3:17 am

تَصَدّعَتِ الجَعْراءُ إذْ صَاحَ دارِسٌ = وَلمْ يَصْبِرُوا عند السّيوفِ الصّوَارِمِ
جَزى الله قَيْساً عَنْ عَدِيٍّ مَلامَةً = وَخَصّ بِهَا الأدْنَينَ أهل المَلاوِمِ

أفي طَرَفَيْ عامٍ وَكيعٌ وَمُحْرِزٌ، = وَأنّى لَنَا مِثْلاهُما لِتَميمِ
سِماكان كَانَا يَرْفَعانِ بِنَاءَنَا، = وَمِرْدى حُرُوبٍ جَمّةٍ وَخُصُومِ

ألمْ أرْمِ عَنكُمْ إذْ عَجَزْتمْ عَدوَّكُم = بجَنْدَلَتي، حَتى تَكَسّر بَازِلُهْ
فإنْ أهْجُ كَعْباً أوْ كِلاباً، فإنّهُمْ = كِلا طَرَفَيْهِمْ للنّمَيْرِيّ فاضِلُهْ

سَتَمْنَعُ عَبْدُ الله ظُلْمي وَنَهْشَلٌ = وَضَبّةُ بالبِيضِ الحَديثِ صِقالُها
وَملْمُومَةٍ، فِيها الحَدِيدُ، كَثِيفَةٍ، = إذا ما ارْجَحَنّتْ بالمَنَايَا ظِلالُها

إنْ تَكُ تَبخَلْ يا ابنَ عَمروٍ وَتَعتَللْ = فَإنّ ابنَ عَبْدِ الله حَمْزَةَ فَاعِلُ
سَمَا بِيَدَيْهِ للمَعَالي، فَنَالَهَا، = وَغالَتْ رِجالاً دونَ ذاكَ الغَوائِلُ

نَظَرْنَا ابنَ مَنْظُورٍ، فَجاءَ كأنّهُ = حُسامٌ جَلا الأصْداء عَنهُ صَياقِلُهْ
أغَرُّ كَضَوْءِ البَدْرِ يُعْمِلُ رُمحَهُ، = إذا ههُزّ في الحَرْبِ العَوَانِ عَوَاسِلُهْ

وَقَائِلَةٍ لي لَمْ تُصِبْني سِهَامُهَا، = رَمَتْني على سَوْادءِ قَلْبي نِبَالُها
وَإني لَرَامٍ رَمْيَةً قِبَلَ الّتي = لَعَلّ، وَإنْ شَقّتْ عَليّ، أنَالُها

وَحاجَةٍ لا يَرَاها النّاسُ أكْتُمُهَا = بَينَ الجَوَانحِ لَوْ يُرْمَى بهَا الجَبَلُ
لَظَلّ يحسِبُ أنّ الأرْضَ قد حَملتْ = قُتْرَيْهِ لمّا عَلا عُرْضِيَّهُ الثَّقَلُ

رَأيْتُ جَرِيراً لمْ يَضَعْ عَنْ حِمارِهِ، = عَلَيِهِ مِن الثّقلِ الّذي هوَ حامِلُهْ
أتَى الشأمَ يَرْجُو أنْ يَبِيعَ حِمَارَهُ = وفَارِسَهُ، إذْ لمْ يَجِدْ مَن يُبادِلُهْ

إنّ تَمِيماً، كُلُّ جَدٍّ لجَدّهَا = يَذِلّ لفَرّاسِ الجُدُودِ كَلاكِلُهْ
لأصْيَدَ لَوْ يُلْقي عَلى رُكْنِ يَذْبُلٍ = يَدَيْهِ إذاً لانقَضّ مِنْهُ جَنَادِلُهْ

لَقَدْ أحْجَمَتْ عَني فُقيَمٌ مخافةً، = كما أحْجَمَتْ يَوْمَ القُبَيباتِ نهشَلُ
وَقد يَركَبُ الموْتَ الفتى من مُضِيمَةٍ، = إذا لم يكنْ إلاّ إلى المَوْتِ مَزْحَلُ

وَلَوْلا بَنُو سَعْدِ بن ضَبّةَ أصْبَحَتْ = بَنُو جَارِمٍ مِني على ظَهْرِ أجْزَلِ
بَني جَارِمٍ كُفّوا عِنانَ حِمَارِكمْ = وَلا تَبْعَثُوهُ في الضّلالِ المُضَلَّلِ

أتَاني ابنُ المَسِيحِ فَلَمْ يَجِدْني = عَلَيْهِ بِمَاءِ شَنّتِنَا بَخِيلا
فَقُلْتُ لَهُ: تَسَمّلْهَا، فَإنّي = أخافُ عَلَيْكَ عَيْنَكَ وَالدّلِيلا

سأنعى ابنَ لَيلى للّذِي رَاحَ بَعدَهُ، = يُرَجّي القِرَى وَالدّهرُ جَمٌّ غَوائلُهْ
وَكَان الذي لا تُسْتَراثُ فُضُولُهُ = بخَيرٍ، وَلا يَشقى بِهِ الدّهْرَ نازِلُهْ

رَأيْتُكَ قَدْ نَضَلْتَ وَأنْتَ تَنْمي = إلى الأحْسابِ أصْحَابَ النّضَالِ
وَإنّي، وَالّذِي حَجّتْ قُرَيْشٌ = لَهُ الأيّامَ تَابِعَة اللّيَالي

ألَمْ تَرَ جَنْبي عَنْ فِرَاشِي جَفَا بهِ = طَوارِقُ مِنْ هَمٍّ مُسِرٍّ دَخِيلُهَا
وَكَمْ عَرَضَتْ لي حَاجَةٌ فتَقَيْتُها = بِكَفّيّ، بَعْدَ اليَوْمِ لا أسْتَقِيلُهَا

وَأنّى أتَتْنَا، والرّكَابُ مُنَاخَةٌ، = بخَوْعى، وَأمسَى باللِّيَاحِ اخْتلالُهَا
وَكَيْفَ أتَتْنا وَهي عَهدي كَثِيرَةٌ، = عن البَيتِ بيتِ الجَارَتَينِ اعتِلالُهَا

لِيَبْكِ ابن لَيْلى كُلُّ سَارٍ لِنَائِلٍ = على عُرْضِ لَيلٍ مُدلَهمِّ الغَياطِلِ
وَكُلُّ امرِىءٍ ألقَى يَدَيهِ لخَوْفِها، = فأصْبَحَ مِنهَا مُستَجِيرَ الحَبَائِلِ

إذا أظلمتْ سيما امرِىءِ السّوْءِ أسفرَتْ = خَلائِقُ من عَلْوَانَ يَدعو دَليلُهَا
هُوَ المُستَجَارُ مِنْ يَديْهِ بِمَالِهِ، = وَمِنْ عِزّهِ بِصَخْرَةٍ مَا يُزِيلُهَا

أرَى ابن سُلَيْمٍ لَيسَ تَنهَضُ خيلُه = إلى فِتْنَةٍ، إلاّ أصَابَ احْتِيالَهَا
وَكَمْ غَارَةٍ بالرّومِ أصْبَحَت تَبتغَي = بِكَفّيْكَ مِنْهَا فَيْئَهَا وَقِتَالَهَا

ألمْ تَرَ قَيْساً قَيْسَ عَيلانَ شَمّرَتْ = لنَصْرِي وَحاطَتْني هُناكَ قُرُومُهَا
فقَدْ حالَفَتْ قَيسٌ على الناسِ كلِّهم = تِميماً، فَهُمْ مِنْها وَمِنها تَمِيمُهَا

تُبَكّي على المَنْتُوفِ بكرُ بنُ وَائلٍ = وَتَنهى عن ابنيْ مِسمَعٍ مَنْ بكاهُما
قَتِيلَين تَجْتَازُ الرّيَاحُ عَلَيْهِمَا، = مُجَاوِرُ نَهْرَيْ وَاسِطٍ جَسَداهُمَا

إذا زَخَرَتْ قَيْسٌ وَخِندِفُ والتَقَى = صَميماهُما، إذْ طاحَ كُلُّ صَمِيمِ
وَكَيفَ يَسيرُ الناسُ قَيسٌ وَرَاءهُمْ = وَقَدْ سُدّ مَا قُدّامَهُمْ بِتَميمِ

ألَمْ تَرَ ما قالَتْ نَوَارُ، وَدُونَها = مِنَ الهَمّ لي مُسْتَضْمَرٌ أنا كَاتِمُهْ
تَفُولُ وَعَيناها تَفيضَان: هَلْ تَرى = مكانَكَ مِمّنْ لا أرَاكَ تُخاصِمُهْ

أتاني بهَا وَاللّيْلُ نِصْفَانِ قَدْ مَضَى = أمامي، وَنِصْفٌ قَدْ تَوَلَّتْ تَوَائِمُهْ
فَقَال: تَعَلّمْ إنّهَا أرْحَبِيّةٌ، = وَإنّ لكَ اللّيلَ الذي أنتَ جاشِمُهْ

لَعَمْرِي لَقَدْ كان ابنُ ثَوْرٍ لنَهشلٍ = غَرُوراً، كمَا غَرّ السّلِيمَ تَمائِمُهْ
فَدَلاّهُمُ، حَتى إذا ما تَذَبْذَبُوا = بمَهْوَاةِ نِيقٍ أسْلَمَتْهُمْ سَلالمُهْ

يا ظَمْي وَيْحَكِ إني ذُو مُحافَظَةٍ، = أنْمي إلى مَعْشَرٍ شُمّ الخرَاطِيمِ
مِنْ كخلّ أبْلَجَ كَالدّينَارِ غُرّتُهُ، = مِنْ آلِ حَنظَلَةَ البِيضِ المَطاعيمِ

وَقائِلَة، وَالدّمْعُ يَحْدُرُ كُحْلَها، = لَبئسَ المَدى أجرَى إليهه ابنُ ضَمْضَمِ
غزا من أصُولِ النّخلِ حتى إذا انتهى = بكِنْهِلَ أدّى رُمْحُهُ شرَّ مَغْنَمِ

ألمْ تَذْكُروا يا آلَ مَرْوَانَ نِعْمَةً = لمَرْوَانَ عِندي مِثلُها يَحقُنُ الدَّمَا
بِها كانَ عَني رَدَّ مَرْوَانُ، إذْ دَعَا = عَليّ زِيَاداً، بَعْدَما كانَ أقْسَمَا

سَقَى أرْيِحَاءَ الغَيْثُ وَهي بَغِيضَةٌ = إليّ وَلَكِنْ بي ليُسقَاهُ هَامُهَا
مِنَ العَينِ مُنْحَلُّ العَزالي تَسُوقُهُ = جَنُوبٌ بِأنْضَادٍ يَسُحّ رْكَامُهَا

ألِمّا عَلى أطْلالِ سُعْدَى نُسَلِّمِ، = دَوَارِسَ لمّا استُنْطِقَتْ لمْ تَكَلّمِ
وُقُوفاً بهَا صَحْبي عَليّ، وَإنّمَا = عَرَفْتُ رُسُومَ الدّارِ بَعْدَ التّوَهّمِ

تَصَرّمَ عَني وُدُّ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ، = وَمَا كادَ عني وُدُّهُمْ يَتَصَرّمُ
قَوَارِصُ تَأتِيني، فَيَحْتَقِرُونَها، = وَقَد يَمْلأُ القَطْرُ الأتيَّ، فيَفعُمُ

وَمَا عَنْ قِلىً عاتَبْتُ بكَر بنَ وَائِلٍ، = وَلا عَنْ تَجَنّي الصّارِمِ المُتَجَرِّمِ
وَلَكِنّني أوْلى بهِمْ مِنْ حَلِيفِهِمْ = لَدَى مَغْرَمٍ إنْ نابَ أوْ عِندَ مَغنَمِ

إذَا المَرْءُ لمُ يَحْقُنْ دَماً لابن عَمّهِ = بمَخْلُولَةٍ مِنْ مَالِهِ أوْ بمُقْحَمِ
فَلَيْسَ بذي حَقٍّ يُهَابُ لحَقّهِ، = وَلا ذي حَريمٍ تَتّقِيهِ لمَحْرَمِ

لا يُبْعِد الله اليَميِنَ التي سَقَتْ = أبا اللّيلِ تحتَ الّليلِ سَجلاً من الدمِ
جَلَتْ حُمَماً عَنها صُباحٌ فأصْبَحتْ = لهَا النّصْفُ من أُحدُوثَتي كلّ مَوْسِمِ

لَوْ أنّ حَدرَاءَ تَجزِيني كما زَعَمتْ = أنْ سَوْفَ تَفعَلُ من بَذلٍ وَإكْرامِ
لكُنتُ أطوَعَ من ذي حَلقَةٍ جُعِلَتِ = في الأنْفِ ذَلّ بتَقَوَادٍ وَتَرْسَامِ =

وَمُظْلِمَةٍ عَليّ مِنَ اللّيالي، = جَلا ظَلْماءَها عَنّي بِلالُ
بِخَيْرِ يَمِينِ مَدْعُوٍّ لخَيْرٍ، = تُعَاوِنُها، إذا نَهَضَتْ، شِمَالُ

رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِ = مَكَارِمَ فَضْلٍ لا تَنَالُ فَواضِلُهْ
هُوَ المُشْتَرِي مَا لا يُنَالُ بما غَلا = مِنَ المَجدِ، والمَنضُولُ رَامٍ يُناضِلُهْ

إذا وَعَدَ الحَجّاجُ أوْ هَمَّ أسقَطَتْ = مَخافَتُهُ مَا في بُطُونِ الحَوَامِلِ
لَهُ صَوْلَةٌ مَنْ يُوقَهَا أنْ تُصِيبَهُ، = يَعِشْ وَهُوَ منها مُستَخَفُّ الخَصائِلِ

إنّ رِجَالَ الرّومِ يَعرِفُ أهْلُهَا = حديِثي، ومَعرُوفٌ أبي في المَنازِلِ
وَإنْ تَأتِ أرْض الأشعَرِينَ تجدْهمُ = يَخافُونَني، أوْ أرْضَ تُرْكٍ وَكابُلِ

أقُولُ لمَنْحُوضٍ أعالي عِظامِها، = يَجُرّ أظَلاّها السَرِيحَ المُنَعَّلا
شرِيكَةِ خوصٍ في النَّجاءِ قد التقتْ = عُرَاها وَأجهَضْنَ الجَنينَ المُسَرْبَلا

سَلَوْتُ عَنِ الدّهرِ الذي كان مُعجِباً، = وَمثلُ الذي قد كان من دَهرِنا يُسْلي
وَأيْقَنْتُ أنّي لا مَحَالَةَ مَيّتٌ، = فَمُتّبِعٌ آثَارَ مَنْ قَدْ خَلا قَبْلي

أمْسَى لِتَغْلِبَ مِنْ تَمِيمٍ شَاعِرٌ = يَرْمي القَبَائِلَ بالقَصِيدِ الأثْقَلِ
إذْ غابَ كَعْبُ بَني جُعَيْلٍ عَنهُمُ، = وَتَنَمّرَ الشّعَرَاءُ بَعْدَ الأخْطَلِ

دَعي العَطْفَ وَالشّكوَى إليّ فإنّها = جَمُوعٌ من الحاجاتِ يُرْجَى نَوَالُها
إذا هيَ لاقَتْ بي الوَليدَ، فأشْرَقَتْ = لهَا بِدَمٍ مِنْهُ يَجِيشُ سُعَالُها

شرِبتُ وَنادَمتُ المُلُوكَ فَلَمْ أجِدْ = عَلى الكأسِ نَدْماناً لها مثلَ دَيْكَلِ
أقَلَّ مِكاساً في جَزْورٍ سَمِينَةٍ، = وَأسْرَعَ إنْضاجاً وَإنْزَالَ مِرْجَلِ

ألا طالمَا رَسّفْتُ في قَيْدِ مَالِكٍ، = فأصْبَحَ في رِجْلَيْهِ قَيْدي مُحَوَّلا
وَأطْلَقَني النّضْرُ بنُ عَمْروٍ، وَرُبّما = بكَفّيْهِ قَدْ فَكّ الأسِيرَ المُكَبَّلا

لَعَمْرُكَ لا يُفَارِقُ ما أقامَتْ = فُقَيْماً لُؤمُهَا أُخْرَى اللّيالي
وَلَيْس بِزَائِلٍ عَنْهُمْ لحِينٍ، = وَلَوْ زَالَتْ ذُرَى صُمّ الجِبَالِ

ألا استَهْزَأتْ مني هُنَيدَةُ أنْ رَأتْ = أسِيراً يُداني خَطْوَهُ حَلَقُ الحِجلِ
وَلَوْ عَلِمَتْ أنّ الوَثَاقَ أشَدُّهُ = إلى النّارِ قالتْ لي مَقالةَ ذي عَقلِ

إنّ الذي سَمَكَ السّماءَ بَنى لَنَا = بَيْتاً، دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأطْوَلُ
بَيْتاً بَنَاهُ لَنَا المَلِيكُ، ومَا بَنى = حَكَمُ السّمَاءِ، فإنّهُ لا يُنْقَلُ

لا قَوْمَ أكْرَمُ من تَمِيمٍ، إذْ غَدَتْ = عُوذُ النّسَاءِ يُسَقْنَ كَالآجَالِ
الضّارِبُونَ إذا الكَتِيبَةُ أحجَمَتْ، = وَالنّازِلُونَ غَداةَ كُلّ نِزَالِ

سَمَوْنَا لنَجْرَانِ اليَمَاني وَأهْلِهِ، = وَنَجْرَانُ أرْضٌ لم تُدَيَّثْ مَقاوِلُهْ
بمُخْتَلِفِ الأصْوَاتِ تَسْمَعُ وَسطَهُ = كَرِزّ القَطَا لا يَفقَهُ الصّوْتَ قَائِلُهُ

أتَنْسَى بَنُو سَعْدٍ جَدُودَ التي بهَا = خَذَلتُمْ بَني سعَدٍ على شرّ مَخذَلِ
عَشِيّةَ وَلّيْتُمْ كَأنّ سُيُوفَكُمْ = ذَآنِينُ في أعْنَاقِكُمْ لمْ تُسَلَّلِ

هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ، = وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ، = هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ

أجِيبُوا صَدَى جَلْدٍ إذا ما دَعاكُمُ = بجُرْدٍ تُسَامي المُلْجَمِينَ فُحُولُهَا
عَلَيْهَا حُمَاةٌ مِنْ نُمَيْرِ بنِ عامرٍ = تَعَادَى بهَا شُبّانُهَا وَكُهُولُهَا

لَيْسَتْ تَرُدّ دِياتِ مَنْ قد قَتَّلَتْ، = قَدْ طَالَ مَا قَتَلَتْ بغَيرِ قَتِيلِ
يَا لَيْتَهَا شَهِدَتْ تَقَلُّبَ لَيْلَتي، = إذْ غَابَ عَني ثَمّ كُلُّ خَلِيلِ

مَا إنْ أبُو بِشْرٍ، وَلا أبَوَاهُمَا = مِثْلَ الّذِينَ إلى البِنَاءِ الأطْوَلِ
رَفَعُوا يَدَيْكَ، وَلا التي جَمَعَتْهُمُ = لكَ بَينَ أقْرُمِ عَبْدِ شَمْسِ البُزَّلِ

إذا عَضّ باِالأحْيَاءِ مَحْلٌ فَإنّنَا = لَنا السّورَةُ العُليا على الزّمنِ المَحلِ
وَإنْ نَكَثَ الأوْتَارُ حَبْلاً لمَعْشَرٍ، = أقَمْنَا عَلَيْهِ غَيرَ مُنْتَكِثي الحبلِ

وَأغْيَدَ مِنْ مَنِّ النُّعاسِ بِعَظْمِهِ، = كأنَّ بِهِ مِمَّا سَرَيْنَا بِهِ خَبْلا
أقَمْنَا بِهِ مِنْ جَانِبَيْهَا نَجِيبَةً = بِأمثالِهَا حتى رأى جُدَداً شُعْلا

لَسْتَ بِلاقٍ مَازِنيّاً مُقَنَّعاً = مَخافَةَ مَوْتٍ، أو مَخافَةَ نائِلِ
تُسَارِعُ في المَعرُوفِ فِتْيَانُ مَازِنٍ، = وَتَفعَلُ في البأسَاء فِعلَ المُخايِلِ

إذا عَدّدَ النّاسُ المَكَارِمَ أشْرَفَتْ = رَوَابي أبي حَرْبٍ على مَنْ يُطاولُ
إليهِمْ تَناهَى مَجدُ كُلّ قَبيلَةٍ، = وَصَارَ لهُمْ مِنّا الذّرَى وَالكَوَاهِلُ

إنْ تَكُ دارِمَ القَدَمَينِ جَعْداً = ثُمَالِيّاً، فإنّي لا أُبَالي
إذا سَبَقَتْ قُرَيْشٌ يَوْمَ مَجْدٍ، = فَهُمْ خَيْلٌ، وَأنْتَ مِنَ البِغالِ

سَعَى جارُها سَعْيَ الكِرَامِ وَرَدَّها = غَطارِيفُ مِنْ عِجْلٍ رِقاقٌ نِعالُها
يَجُرّونَ أهْدابَ اليَماني كَأنّهُمْ = سُيُوفٌ جَلا الأطْباعَ عَنِا صِقالُها

إذا مِسْمَعٌ أعْطَتْكَ يَوْماً يَمِينُهُ = فَعُدْتَ غداً عادَتْ عَلَيكَ شِمالُها
شِمالٌ مِنَ الأيْمَانِ خَيرٌ عَطِيّةً، = يُهَانُ وَيُعْطَى في الحَقائِقِ مالُها

لَقَدْ رَجَعَتْ شَيْبانُ، وَهي أذِلّةٌ = خَزَايا، فَفاظَتْ في الوَثاقِ وفي الأزْلِ
وَكَانَ لها مَاءُ الكَوَاظِمِ غُرّةً، = وَحَرْبُ تَميمٍ ذاتُ خَبلٍ من الخَبْلِ

سَرَتْ ما سَرَتْ من لَيلِها ثمّ وَاقَفتْ = أبَا قَطَنٍ غَيْرَ الّذي للمُخَارِقِ
فَباتَتْ وَبَاتَ الطلُّ يَضرِبُ رَحْلَها = مُوَافِقَةً، يا لَيْتَهَا لَمْ تُوَافِقِ

ألا طَرَقَتْ ظَمْياءُ وَالرّكبُ هُجَّدُ = دُوَينَ الشّجيّ عن يَمين الخَرَانِقِ
طَرِيداً سَرَى حتى أناخَ وَما بَدَتْ = مِن الصّبْحِ أعْنَاقُ النجومُ الخَوافقِ

تَظَلُّ بِعَيْنَيْها إلى الجبَلِ الّذي = عَلَيْهِ مُلاءُ الثّلْجِ بِيضُ الَبنائِقِ
تَظَلُّ إلى الغاسُولِ تَرْعَى حَزِينَةً = ثَنايا بِرَاقٍ نَاقَتي بالحَمالِقِ

عَسَى أسدٌ أنْ يُطْلِقَ الله لي بِهِ = شَبَا حَلَقٍ مُستَحكِمٍ فوْقَ أسوْقي
وَكَمْ يا ابن عَبد الله عَني من العُرَى = حَلَلْتَ وَمِنْ قَيْدٍ بساقيّ مُغْلَقِ

ألِكْني، وَقَدْ تأتي الرّسالَةُ مَن نَأى، = إلى ابنِ شرِيكٍ ذي الحُجولِ المُطوَّقِ
بِأنّ جَنَاباً لَمْ يُغَيِّرْ فُؤادهُ = تَلاقي مَعدٍّ في مَنَاخِ التّفَرّقِ

تَمَنّيتَ، عبدالله، أصْحَابَ نَجدةٍ، = فَلَمّا لَقِيتَ القَوْمَ وَلّيْتَ سَابِقا
وَمَا فَرّ مِنْ جَيْشٍ أميرٌ عَلِمْتُهُ، = فَيُدْعى طِوَال الدّهْرِ، إلاّ مُنَافِقا

لَقَدْ فَرَجَتْ سُيوفُ بني تميمٍ = عَنِ البصريِّ مُكْتَظِمَ الخِناقِ
غَداةَ دَعَا، وَلَيْسَ لَهُ نصِيرٌ، = وَقَدْ نَزَتِ النّفُوسُ إلى التّرَاقي

وَقَفْتُ على بَابِ النّمَيريّ نَاقَتي، = نُمَيْلَةَ، تَرْجُو بَعْضَ ما لمْ تُوَافِقِ
فَلَوْ كُنْتَ من أبْناءِ قَيْسٍ لأنجَحتْ = إليَكِ رَسِيمُ اليَعْمَلاتِ المَحانِقِ

لَقَدْ طَرَقَتْ لَيْلاً نَوَارٌ، ودُونَها = مَهامِهُ مِنْ أرْضٍ بَعِيدٍ خُرُوقُها
وَأنّى اهْتدَتْ وَالدّوُّ بَيْني وَبَيْنَها = وَزَوْرَاءُ في العَيْنَيْنِ جَمٌّ فُتُوقُها

ألا لَيتَ شعرِي ما تَقُولُ مُجاشِعٌ، = إذا قال رَاعي النِّيبِ أوْدى الفَرَزْدقُ
ألَمْ أكُ أكْفِيها، وَأحْمي ذِمَارَها، = وأَبْلُغُ أقْصى ما بِهِ مُتَعَلَّقُ

رَأيْتُ بَني حَنيفَةَ يَوْمَ لاقَوا، = وَقدَ جَشَأ النّفُوسُ عَنِ التّرَاقي
يُفَرِّجُ عَنْهُمُ الغَمَرَاتِ ضَرْبٌ، = إذا قَامَتْ عَلى قَدَمٍ وَسَاقِ

إذا خَمَدَتْ نَارٌ فإنّ ابنَ غَالِبٍ = سَتُوقِدُهَا للطّارِقِينَ خَلائِقُهُ
إنا المُطْعِمُ المَقْرُورَ في لَيْلَةِ الصَّبَا = وَأجهَلُ مَن يخشى الجَهولَ بَوَائِقُهْ

حَمّلْتُ من جَرْمٍ مَثاقيلَ حاجَتي = كرِيمَ المُحَيّا مُشْنَقاً بالعَلائِقِ
أغرَّ ترى سِيمَا التّقَى بِجَبينِهِ، = إذا ما غَدا وَالمِسْكُ بَينَ المَفارِقِ

لا فَضْلَ إلاّ فَضْل أُمٍّ عَلى ابْنِها = كَفَضْلِ أبي الأشْبالِ عندَ الفَرَزْدقِ
تَدارَكَني مِنْ هُوّةٍ كانَ قَعْرُهَا = ثَمَانِينَ بَاعاً للطّويلِ العَشَنَّقِ

إنْ تَكُ كَلْباً مِنْ كُلَيْبٍ، فإنّني = مِنَ الدّراِمِيّينَ الطّوَالِ الشّقاشِقِ
نَظَلّ نَدامَى للمُلُوكِ، وَأنْتُمُ = تُمَشَّونَ بِالأرْبَاقِ مِيلَ العَوَاتِقِ

لَعَمْرِي لأعْرَابِيّةٌ في مِظَلّةٍ، = تَظَلّ بِرَوْقَي بَيْتِها الرّيحُ تَخْفِقُ
كَأُمّ غَزَالٍ أوْ كَدُرّةِ غَائِصٍ، = إذا مَا بَدَتْ مِثلَ الغَمامَةِ تُشْرِقُ

أقُولُ لنَفْسٍ لا يُجادُ بِمِثْلِهَا، = ألا لَيْتَ شِعْرِي ما لَها عِندَ مالِكِ
لهَا عِنْدَهُ أنْ يَرْجِعَ اليَوْمَ رُوحُها = إلَيها، وَتَنْجُو مِنْ حِذارِ المَهالِكِ

وَفِتْيَانِ هَيْجا خاطَرُوا بِنُفُوسِهمْ = إلى المَوْتِ في سِرْبالِ أسْوَدَ حالِكِ
مَضَوْا حين أشفى النّوْمُ كلَّ مُسَهَّدٍ = بكَأسِ الكَرَى في الجانِبِ المُتهالِكِ

عَجِبْتُ لأقْوَامٍ، تَمِيمٌ أبُوهُمُ، = وَهُمْ في بني سَعدٍ عِرَاضُ المَبارِكِ
وَكَانُوا سَرَاةَ الحَيّ قَبْلَ مَسِيرِهم = معَ الأُسْدِ مُصْفَرّاً لحاها، وَمالِكِ

إنّا لَنُنْصِفُ مِنّا بَعْدَ مَقْدُرَةٍ = على هَضِيمَتِهِ مَنْ لَيسَ يَنتَصِفُ
وَنَمنَعُ النَّصْفَ ذا الأنْفِ الأشَمِّ إذا = كانَ التّهَضّمُ فيه العزُّ والأنَفُ

عَزَفْتَ بأعشاشٍ وَما كِدْتَ تَعزِفُ، = وَأنكَرْتَ من حَرَاءَ ما كنتَ تَعرِفُ
وَلَجّ بكَ الهِجْرَانُ، حَتى كَأنّما = تَرَى المَوْتَ في البيتِ الذي كنتَ تَيلفُ

أصْبَحَتُ قَدْ نَزَلَتْ بحَمزَةَ حَاجَتي، = إنّ المُنَوَّهَ بِاسْمِهِ المَوْثُوقُ
بِأبي عُمارَةَ خَيرِ مَنْ وَطىءَ الحَصَى، = زَخَرَتْ لَهُ في الصّالِحينَ عُرُوقُ

فَسِيرِي فأُمّي أرْضَ قَوْمِكِ، إنّني = أرى حقْبَةً خَوْقَاءَ جمّاً فَثُوقُها
وَأثْني على سَعْدٍ بِمَا هي أهْلُهُ، = وخَيَرُ أحادِيثِ الغَرِيبِ صَدُوقُها

لَعَمْرِي لَقَدْ قادَ ابنُ أحْوَزَ قَوْدَةً = بِهَا ذَلّ لِلإسْلامِ كُلُّ طَرِيقِ
ثَنَيتَ ذكُورَ الخَيلِ من أهلِ وَاسِطٍ = وَكُلَّ مُفَدّاةِ الرّهَانِ سبُوقِ

نَحْنُ أرَيْنَا الباهلِيّةَ ما شَفَتْ = بِهِ نَفْسَهَا مِنْ رَأسِ ثَأرٍ مُعَلَّقِ
حَمَلْنَا إلَيْها مِنْ مُعَاوِيَةَ الّتي = هيَ الأمّ، تَغْشَى كلَّ فَرْخِ مُنَقِنقِ

لَقد خَابَ من أوْلادِ دارِمَ مَنْ مَشَى = إلى النّارِ مَشْدُودَ الخِناقَةِ أزْرَقَا
إذا جَاءَني يَوْمَ القِيَامَةِ قَائِدٌ = عَنِيفٌ وسَوّاقٌ يَسُوقُ الفَرَزْدَقا

أتَتْكَ رِجَالٌ مِنْ تَمِيمٍ فَشَهّدوا، = فَضَيّعْتَ حَقّ الله في ظُلمِ مالِكِ
وأنْفَقْتَ مَالَ الله في غَيْرِ حَقّهِ، = على نَهْرِكَ المَشْؤومِ غَيرِ المُبارَكِ

لوْ كنتَ حيثُ انصَبّتِ الشمس لم تَزَلْ = مَعَلَّقَةً هَامَاتُنَا بِرَجَائِكَا
وَيَوْمَاكَ يَوْمٌ ما تُوَازَى نُجُومُهُ، = كَرِيهٌ، وَيَوْمٌ ماطِرٌ مِنْ عَطائِكَا

وَحَرْفٍ كجَفنِ السّيْفِ أدرَكَ نِقيَها = وَرَاءَ الذي يُخشَى وَجيِفُ التّنائِفِ
قَصَدْتَ بها للغَوْرِ حَتى أنَخْتَها = إلى منكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ

نِعْمَ الفَتى خَلَفٌ، إذا ما أعْصَفَتْ = رِيحُ الشّتاءِ مِنَ الشَّمال الحَرْجَفِ
جَمَعَ الشِّوَاءَ مَعَ القَدِيدِ لضَيْفِهِ = كَرَماً وَيَثْني بالسُّلافِ القَرْقَفِ

لَوْ أعْلَمُ الأيّامَ رَاجِعَةً لَنَا = بكَيتُ على أهْلِ القِرَى من مُجاشِعِ
بَكَيتُ على القَوْمِ الّذينَ هَوَتْ بهِمْ = دَعَائمُ مَجْدٍ كانَ ضَخمَ الدّسائِعِ

وَلَمّا رَأيْتُ النّفْس صَارَ نَجِيُّها = إلى عازِماتٍ مِنْ وَرَاءِ ضُلُوعي
أبَتْ نَاقَتي إلاّ زِيَاداً وَرَغْبَتي = وَما الجُودُ مِنْ أخْلاقِهِ بِبَدِيعِ

تَضَعْضَعَ طَوْدَا وَائِلٍ بَعْدَ مَالِكٍ = وَأصْبَحَ مِنْهَا مِعطَسُ العزّ أجْدَعا
فَأينَ أبُو غَسّانَ للجَارِ وَالقِرَى = وَللحَرْبِ إنْ هُزّ القَنَا فَتَزَعْزَعا

لَئِنْ صَبَرَ الحَجّاجُ ما مِنْ مُصِيبَةٍ = تَكُونُ لِمَرْزُوءٍ أجَلَّ وَأوْجَعا
مِنَ المُصْطَفى وَالمُصْطفى من ثِقاتِه = خَليلَيْهِ إذ بَانَا جَميعاً فَوَدَّعا

دَعَا دَعْوَةَ الحُبْلى زَبابُ، وَقد رَأى = بَني قَطَنٍ هَزّوا القَنَا، فَتَزَعْزَعا
كَأنّهُمُ اقْتادُوا بِهِ مِنْ بُيُوتهِمْ = خَرُوفاً مِنَ الشّاءِ الحجازِيِّ أبْقَعا

جَزَى الله عنّي في الأمورِ مُجاشِعاً = جَزَاءَ كريمٍ عالمٍ كيفَ يَصْنَعُ
فإنْ تَجْزِني مِنْهُمْ، فإنّكَ قادِرٌ = تَجُزُّ كَما شِئْتَ العِبادَ وَتَزْرَعُ

إذا كُنْتَ مَلْهُوفاً أصَابَتكَ نَكبَةٌ = فَنادِ، وَلا تَعْدِلْ، بِآلِ ذِرَاعِ
سِرَاعٌ إلى المعرُوفِ وَالخَيرِ وَالنّدى = وَلَيْسُوا إلى داعي الخَنَا بِسِرَاعِ

تَضَعْضَعَ طَوْدَا وَائِلٍ بَعْدَ مَالِكٍ = وَأصْبَحَ مِنْهَا مِعطَسُ العزّ أجْدَعا
فَأينَ أبُو غَسّانَ للجَارِ وَالقِرَى، = وَللحَرْبِ إنْ هُزّ القَنَا فَتَزَعْزَعا

لَوْ أعْلَمُ الأيّامَ رَاجِعَةً لَنَا = ، بكَيتُ على أهْلِ القِرَى من مُجاشِعِ
بَكَيتُ على القَوْمِ الّذينَ هَوَتْ بهِمْ = دَعَائمُ مَجْدٍ كانَ ضَخمَ الدّسائِعِ

بَنَيْتَ بِنَاءً يُجْرِضُ الغَيْظُ دونَهُ = عَدُوَّكَ، وَالأبْصَارُ فِيهِ تَقَطَّعُ
وَإنّكَ في الأخرَى إذا الحَرْبُ شمَّرَتْ = لكالسيفِ ما يُنخَى له السّيْفُ يُقطَعُ

رِعَاءُ الشّاءِ زيْدُ مَنَاةَ كَانُوا = بِكَاظِمَةِ العِرَاقِ بَني لَكَاعا
وَلَوْ شَهِدَتْ بَني ذَهْلٍ لحَامُوا = على أحْسَابِ ضَبّةَ أنْ تُضَاعا

نَزَعَ ابنُ بِشْرٍ وَابنُ عَمْروٍ قَبْلَهُ = وَأخُو هَرَاةَ لمِثْلِهَا يَتَوقّعُ
وَمَضَتْ لمَسْلَمَةَ الرّكابُ مُوَدَّعاً، = فَارْعَيْ فَزَارَة، لا هَناكِ المَرْتَعُ

فِدىً لرُؤوسٍ مِنْ تَمِيمٍ تَتابَعُوا = إلى الشّأمِ لمْ يَرْضَوْا بحكمِ السَّمَيدعِ
أحُكْمُ حَرُورِيٍّ مِنَ الدِّينِ مارِقٍ = أضَلُّ وَأغْوَى مِنْ حِمارٍ مُجَدَّعِ

لَقدْ رُزِئت حَزْماً وَحِلماً وَنَائِلاً = تَمِيمُ بنُ مُرٍّ يَوْمَ مَاتَ وَكِيعُ
وَما كانَ وَقّافاً وَكيعٌ، إذا بَدَتْ = نَجَائِبُ مَوْتٍ، وَبْلُهُنّ نَجِيعُ

ولا تَحْسبَا أنّي تَضَعْضَعَ جَانِبي = لفقدِ امرِىءٍ، لوْ كانَ غيرِي تضَعضَعا
بَنيَّ بِأعْلامِ الجَرِيرَةِ صُرّعُوا = ، وَكُلُّ امرِىءٍ يَوْماً سيأخذُ مَضْجَعا

يا وَيحَ صِبْيَتيَ الّذِينَ تَرَكْتُهُمْ = لا يُنْضجُونَ مِنَ الهُزالِ كُرَاعَا
قَدْ كانَ فيّ لَوَ انّ دَهْراً رَدّني = لِبَنيَّ، حَتى يَكْبَرُوا، لمَتَاعَا

،هلالَ بنَ هَمّامٍ فَخَلّوا سَبِيلَهُ = ، فَتىً لمْ يَزلْ يَبْني العُلى مُذْ تَيَفّعا
فَتىً مِحْرَبِيّاً مَا تَزَالُ يَمِينُهُ = تُدافَعُ ضَيْماً، أوْ تَجودُ فتَنْفَعا

إذا باهِليٌّ تَحْتهُ حَنْظَلِيّةٌ = لَهُ وَلَدٌ مِنْها فذاكَ المُذَرَّعُ
ذِرَاعٌ بها لئمٌ وَأُخْرَى كرِيمَةٌ، = وَما يَصْنَعُ الأقْوَامُ فالله أصْنَعُ

مَنْ يأتِ عَوّاماً وَيَشْرَبْ عِنْدَهُ = يَدَعِ الصّيامَ وَلا تُصَلّى الأرْبَعُ
وَيَبِيتُ في حَرَجٍ، وَيُصْبِحُ هَمُّهُ = بَرْدَ الشّرَابِ، وَتَارَةً يَتَهَوّعُ

وَلائمَتي يَوْماً عَلى ما أتَتْ بِهِ = صُرُوفُ اللّيالي وَالخُطوبُ القَوَارِعُ
فَقُلتُ لهَا: فِيئي إلَيْكِ، وَأقصِري، = فأوْمُ الفَتى سَيْفٌ بوَصْلَيْهِ قاطِعُ

لكلّ امرِىءٍ نَفسانِ: نَفسٌ كرِيمَةٌ = ، وَأخْرَى يُعاصِيها الفتى أوْ يُطِيعُها
وَنَفْسُكَ من نَفْسَيكَ تَشفعُ للنّدى = إذا قَلّ منْ أحْرَارهِنّ شَفِيعُها

أهاجَ لَكَ الشّوْقَ القَدِيمَ خَبالُهُ = ، مَنَازِلُ بَيْنَ المُنْتَضَى فالمَصَانِعِ
عَفَتْ بَعدَ أسْرَابِ الخَليطِ وَقد ترَى = بِها بَقَراً حُوراً حِسانَ المَدامِعِ

أهاجَ لَكَ الشّوْقَ القَدِيمَ خَبالُهُ، = مَنَازِلُ بَيْنَ المُنْتَضَى فالمَصَانِعِ
عَفَتْ بَعدَ أسْرَابِ الخَليطِ وَقد ترَى = بِها بَقَراً حُوراً حِسانَ المَدامِعِ

ألا قَبَحَ الله الكَرَوَّسَ، وَالّتي = مَشَتْ سَنَةً في بَطْنِهَا بالكَرَوْسِ
أعثْيانُ إن تُشرِفْ على شِعب ضَاحِكٍ = تجدْ فيه أوْصَال القَعودِ المُكَرْدَسِ

إلَيكَ ابنَ سَيّارٍ فتى الجُود وَاعَسَتْ = بنا البيدَ أعضَادُ المَهارِي الشّعاشعِ
كَمِ اجتَبْنَ من لَيلٍ يطأنَ خدودَه = إلَيكَ، وَنَشْرٍ بالضّحَى مُتَخاشعِ

سمَا لَكَ شَوْقٌ مِنْ نَوَارٍ، = وَدُونَها سَوَيْقَةُ وَالدَّهْنا وَعَرْضُ جِوَائِها
وَكُنْتَ، إذا تُذْكَرْ نَوَارُ، = فإنّها لِمُندمِلاتِ النّفسِ تَهياضُ دائِها

لمّا أُجِيلَتْ سِهامُ القَوْمِ فاقتَسَمُوا = صَارَ المُغِيرَةُ في بيْتِ الخَفَافِيشِ
في مَنْزلٍ ما لَهُ في سُفْلِهِ سَعَةٌ، = وَإنْ تعرَقّى بصُعْدٍ غَيرِ مَفْرُوشِ

أنْتَ الّذي عَنّا، بِلالُ، دَفَعْتَهُ = وَنَحْنُ نَخافُ مُهلِكاتِ المَتالِفِ
أخَذْنَا بحَبْلٍ ما نَخافُ انْقِطاعَهُ = إلى مُشرِفٍ أركانُهُ، مُتقاذِفِ

ألَمْ يَأتِ بالشّأمِ الخَليفَةَ أنّنَا = ضَربْنا لَهُ مَنْ كانَ عَنْهُ يُخالِفُ
صَناديدَ أهْدَيْنا إلَيْه رُؤوسَهُمْ، = وَقد باشَرتْ منها السيوفُ الخذارِفُ

قَدْ نالَ بِشْرٌ مُنْيَةَ النّفْسِ إذْ غدا = بِعبدَةَ مَنهاةِ المُنى ابنُ شَغافِ
فيَا لَيْتَهُ لاقَى شَيَاطِينَ مُحْرِزٍ، = وَمِثْلَهُمُ مِنْ نَهْشَلٍ وَمَنَافِ

مَضَتْ سَنَةٌ لَمْ تُبْقِ مالاً، وَإنّنَا = لَنَنْهَضُ في عامٍ من المَحِل رَادِفِ
فَقُلتُ: أبانُ بنُ الوَليدِ هُوَ الّذِي = يُجِيرُ مِنَ الأحْداثِ نِضْوَ المَتالِفِ

لَقَدْ كُنتُ أحْياناً صَبُوراً فَهاجَني = مَشاعِفُ بالدّيرَينِ رُجْحُ الرّوادِفِ
نَواعِمُ لمْ يَدْرِينَ ما أهْلُ صِرْمَةٍ = عِجافغ وَلمْ يَتبَعنَ أحمالَ قائِفِ

وَحَرْفٍ كجَفنِ السّيْفِ أدرَكَ نِقيَها = وَرَاءَ الذي يُخشَى وَجيِفُ التّنائِـفِ
قَصَدْتَ بها للغَوْرِ حَتى أنَخْتَها = إلى منكِـرِ النّكْـرَاءِ للحَـقّ عـارِفِ

نِعْمَ الفَتى خَلَفٌ، إذا ما أعْصَفَتْ = رِيحُ الشّتاءِ مِنَ الشَّمال الحَرْجَفِ
جَمَعَ الشِّوَاءَ مَعَ القَدِيدِ لضَيْفِهِ = ، كَرَماً وَيَثْني بالسُّلافِ القَرْقَفِ

بَنَـيْـتَ بِـنَـاءً يُـجْـرِضُ الغَـيْـظُ دونَــه = عَــدُوَّكَ، وَالأبْـصَـارُ فِـيـهِ تَقَـطَّـعُ
وَإنّكَ في الأخرَى إذا الحَرْبُ شمَّرَتْ = لكالسيفِ ما يُنخَى له السّيْفُ يُقطَعُ

نَزَعَ ابنُ بِشْرٍ وَابنُ عَمْروٍ قَبْلَهُ = وَأخُو هَرَاةَ لمِثْلِهَا يَتَوقّعُ
وَمَضَتْ لمَسْلَمَةَ الرّكابُ مُوَدَّعاً = ، فَارْعَيْ فَزَارَة، لا هَناكِ المَرْتَعُ

لقَدْ ضَرَبَ الحَجّاجُ ضَرْبَةَ حازِمٍ = كَبا جُندُ إبْليسٍ لها وتَضَعضَعُوا
أضَاءَ لَهِا مَا بَينَ شَرْقٍ وَمَغْرِبٍ، = بنُورٍ مُضِيءٍ، وَالأسِنّةُ شُرَّعُ

وَمِنّا الّذي أعْطَى الرّسُولُ عَطِيّةً = أُسارَى تَمِيمٍ، وَالعُيُونُ دَوَامِعُ
وَمِنّا الذي يُعطي المِئِينَ وَيَشترِي الـ = ـغَوَالي، وَيَعْلُو فَضْلُهُ مَنْ يُدافعُ

أظُنّ رِجَالَ الدّرْهَمَينِ تَسُوقُهُمْ = إلى قَدَرٍ، آجالُهُمْ وَمصَارِعُ
وَأحْزَمُهُمْ مَنْ قَرّ في قَعْرِ بَيْتِهِ = وَأيْقَنَ أنّ العَزْمَ لا بُدّ وَاقِعُ

عَجِبْتُ لحادِينا المُقَحِّمِ سَيْرُهُ = بِنا مُزْحِفاتٍ مِنْ كَلالٍ وَظُلَّعا
لِيُدْنِينَنا مِمّنْ إلَيْنَا لِقاؤهُ = حَبِيبٌ وَمِنْ دارٍ أرَدْنا لِتَجْمَعا

بَيّنْ، إذا نَزَلَتْ عَلَيْكَ مُجاشعٌ، = أوْ نَهْشَلٌ، تَلِعاتُكمْ ما تَصْنَعُ
في جَحْفَلٍ لَجبٍ كَأنّ زُهاءَهُ = شَرْقيُّ رُكْنِ عَمايَتَينِ الأرْفَعُ

إني لأُبْغصُ سَعْداً أنْ أُجَاورَهُ، = ولا أُحِبّ بَني عَمْرِو بنِ يَرْبُوعِ
قَوْمٌ إذا حارَبوا لمْ يَخشَهُمْ أحَدٌ، = وَالجارُ فيهِمْ ذَليلٌ غَيرُ مَمْنُوعِ

لَوْ لمْ يُفارِقْني عَطِيّةُ لَمْ أهُنْ = وَلَمْ أُعْطِ أعدائي الذي كُنتُ أمْنَعُ
شُجاعٌ إذا لاقَى، وَرَامٍ إذا رَمعى، = وَهادٍ إذا ما أظْلَمَ اللّيلُ مِصْدَعُ

لمْ أرَ جاراً لامْرِىءٍ يَسْتَجِيرُهُ، = كَجارِيَ أوْفَى لي جِوَاراً وَأمْنَعا
رَمَى بي إلَيْهِ الخَوْفُ حَتى أتَيْتُهُ، = وَقَدْ يَمْنَعُ الحَامي إذا ما تَمَنّعا

بَني نَهشَلٍ هَلاّ أصَابَتْ رِماحُكُم = عَلى حَنْثَلٍ فيما يُصَادِفْنَ مِرْبَعا
وَجَدْتُمْ زَباباً كان أضْعَفَ ناصِراً، = وَأقرَبَ من دارِ الهَوَانِ، وَأضْرَعا

لِيَبْكِ على الحَجّاجِ مَنْ كانَ باكياً = على الدِّينِ أوْ شارٍ على الثّغْرِ وَاقِفِ
وَأيْتامُ سَوْداءِ الذّراعَينِ لمْ يَدَعْ = لها الدّهرُ مالاً بالسّنِينَ الجَوَالِفِ

ألَمّ خَيَالٌ مِنْ عُلَيّةَ، بعْدَمَا = رَجا ليَ أهْلي البُرْءَ من داءِ دانِفِ
وَكُنتُ كَذي ساقٍ تَهيّضَ كَسْرُها = إذا انْقَطَعَتْ عَنها سيُورُ السّقائِفِ

بَكَرَتْ عَلَيّ نَوَارُ تَنْتِفُ لِحْيَتي = نَتْفَ الجَعِيدَةِ لحيَةَ الخُشْخاشِ
كِلْتَاهُمَا أسَدٌ، إذا حَرّبْتَهَا، = وَرِضَاهُما وَأبِيكَ خَيرُ مَعاشِ

أميرَ المُؤمِنيِن، وَأنْتَ وَالٍ = شَفِيقٌ لَسْتَ بِالوَالي الحَرِيصِ
أأطْعَمْتَ العِرَاقَ وَرَافِدَيْهِ = فَزَارِيّاً أحْذَّ يَدِ القَمِيصِ

لَوْ كُنتُ مِنْ سَعْدِ بنِ ضَبّةَ لم أُبَلْ = مَقالاً وَلَوْ أحْفَظْتَني بالقَوارِصِ
وَكَيْفَ بصَفحي عَنْ لَئيمٍ تلاحقَتْ = إلَيْهِ بِأخْلاقِ الدَّنَاءَةِ نَاقِصِ

مَنَعَ الحَيَاةَ مِنَ الرّجالِ وَطِيبَها = حَدَقٌ يُقَلِّبُهَا النّسَاءُ مِرَاضُ
فَكَأنّ أفْئِدَةَ الرّجَالِ، إذا رَأوْا = حَدَقَ النّسَاءِ، لِنَبْلِها الأغْرَاضُ


خَضَبْتُ بِجَيّدِ الحِنّاءِ رَأسِي، = ليُعْقِبَ حمْرَةً بَعْدَ البَياضِ
هُمَا لَوْنَانِ مِنْ هَذا وَهَذا، = كِلا اللّوْنَينِ لَسْت لَهُ بِرَاضِ

ألا قَبَحَ الله الكَرَوَّسَ، وَالّتي = مَشَتْ سَنَةً في بَطْنِهَا بالكَرَوْسِ
أعثْيانُ إن تُشرِفْ على شِعب ضَاحِكٍ = تجدْ فيه أوْصَال القَعودِ المُكَرْدَسِ

وَمَشْمُولَةٍ سَاوَرْتُ آخِرَ لَيْلَةٍ = زُجاجَتَها، وَالصّبْحُ لمْ يَتَنَفّسِ
وَقُلْتُ اسْقِيانِيها، فَإنّ أمَامَهَا = مَذاهِبَ لِلفخّيرَةِ المُتَغَطْرِسِ

إنّ ابنَ بَطْحاوَيْ قُرَيْشٍ نمَى بِهِ = إلى المَجْدِ أعْرَاقٌ كِرَامٌ وَمَغْرِسُ
فداكَ مِنَ الأقْوَامِ مَنْ كانَ هَمُّهُ = مِنَ الدّهْرِ ما يُزْهَى بذاكَ وَيُلبَسُ

ألا حَيِّ إذ أهلي وأهلك جِيرَةٌ، = مَحلاًّ بذاتِ الرِّمثِ قد كادَ يدرُسُ
وَقَد كانَ للبِيضِ الرّعابِيبِ مَعَهداً، = لَهُ في الصِّبَا يَوْمٌ أغَرُّ وَمَجْلِسُ

وَلَيْلَةَ بِتْنَا بِالغَريَّينِ ضَافَنَا = على الزّادِ مَمشوقُ الذّرَاعينِ أطلسُ
تَلَمّسَنَا حَتى أتَانَا، وَلَمْ يَزَلْ = لَدُنْ فَطَمَتْهُ أُمُّهُ يَتَلَمّسُ

إذا كرِهَ الشَّغْبُ الشّقاقَ وَوَطْوَطَ = الضّعافُ، وَكانَ الأمرُ جِدّ بِرَازِ
أمِنْتَ إذا خَالَطْتَ بَكْرَ بن وَائِلٍ = بحَبْلِ بَني الجَوّالِ رَهْطِ أرَازِ

مَرْوَان إنّ مَطِيّتي مَعْكُوسَةٌ، = تَرْجُو الحِباءَ وَرَبُّها لمْ يَيْأسِ
وَأتَيْتَني بِصَحيفَةٍ مَخْتُومَةٍ، = يُخْشَى عَليّ بِهَا حِبَاءُ النِّقْرِسِ

بَني نَهشَلٍ أبْقُوا عَلَيكُمْ وَلمْ تَرَوْا = سَوَابِقَ حَامٍ للذِّمَارِ مُشَهَّرِ
كَرِيمٍ تَشَكّى قَوْمُهُ مُسْرِعَاتِهِ، = وَأعْداؤهُ مُصْغُونَ للمْتَسَوِّرِ

زَارَ القُبُورَ أبُو مَالِكٍ = بِرَغْم العُدَاةِ وَأوْتَارِهَا
وَأوْصَى الفَرَزْدَقَ عِنْدَ المَمَاتِ = بِأُمّ جَرِيرٍ وَأعْيَارِها

سَتَبْلُغُ مِدْحَةٌ غَرّاءُ عَنّي = بَبطنِ العِرْضِ سُفيانَ بن عمرِو
كَرِيمَ هَوَازِنٍ وَأمِيرَ قَوْمي، = وَسَبْقاً بالمَكارِم كُلَّ مُجْرِ

ألا إنّما أوْدَى شَبابيَ، وَانْقَضَى = على مَرّ لَيْلٍ دائِبٍ وَنَهَارِ
يُعيِدَانِ لي مَا أمْضَيَا، وَهُمَا مَعاً = طَرِيدانِ لا يَسْتَلْهِيَانِ قَرَارِي

وَلَقَدْ نَهَيْتُ مُخَرِّقاً فَتَخَرّقَتْ = بِمُخَرِّقٍ شُطُنُ الدِّلاءِ شَغُورُ
وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ مَرّتَينِ وَلمْ أكُنْ = أثْني إذا حَمِقٌ ثَنى مغْرُورُ

أعرَفَتْ بَينَ رُوَيّتَينِ وَحَنْبَلٍ = دِمَناً تَلُوحُ كَأنّهَا الأسْطَارُ
لَعِبَ العَجاجُ بِكُلّ مَعْرِفَةٍ لهَا، = وَمُلِثّةٌ غَبَياتُهَا مِدْرَارُ

يا ابن الحِمَارَةِ للحِمَارِ، وَإنّمَا = تَلِدُ الحِمَارَةُ وَالحِمَارُ حِمَارَا
وَلَوْ أنّ ألأمَ مَنْ مَشَى يُكْسَى غداً = ثَوْباً لرُحْتَ وَقَدْ كُسِيتَ إزَارَا

أهانَ عَلى المُرْطانِ أحْداثِ نَهشَلٍ = إذا جيدَ شَرْقيٌّ لهَا وَالحَفَائِرُ
سَيَكْفي بَني زَيْدٍ إذا جَاءَ سَائِلٌ = أبُو عَامِرٍ حَبْلَ العَطَاءِ وَعَامِرُ

أقُولُ لِصَاحبَيّ مِن التّعَزّي، = وَقَدْ نَكّبْنَ أكْثِبَةَ العُقَارِ
أعِينَاني عَلى زَفَرَاتِ قَلْبٍ، = يَحِنّ بِرَامَتَينِ إلى النَّوَارِ

يا ابنَ المَرَاغَةِ إنّمَا جَارَيْتَني = بِمُسَبَّقِينَ لَدَى الفَعَالِ قِصَارِ
وَالحابِسِينَ إلى العَشِيّ ليَأخُذُوا = نُزُحَ الرّكِيّ وَدِمْنَةَ الأسْآرِ

عَرَفْتُ بأعَلى رَائِسبَعْدَمَا = مَضَتْ سَنَةٌ أيّامُهَا وَشُهُورُهَا
مَنَازلُ أعْرَتْهَا جُبَيرَةُ، = وَالتَقَتْ بِهَا الرّيحُ شَرْقِيّاتُهَا وَدَبُورُها

إني لَيَنْفَعُني بَأسِي، فَيَصْرِفُني = إذا أتَى دُونَ شَيْءٍ مرّةُ الوَذَمِ
وَالشّيْبُ شَرُّ جَدِيدٍ أنْتَ لابِسُهُ، = وَلَنْ تَرَى خَلَقاً شَرّاً مِنَ الهَرَمِ

إني كَتَبْتُ إلَيْكَ ألتَمِسُ الغِنى = بِيَدَيْكَ أوْ بِيَدَيْ أبِيكَ الهَيْثَمِ
أيْدٍ سَبَقْنَ إلى المُنادي بالقِرَى، = وَالبأسِ في سَبَلِ العَجاجِ الأقْتَمِ

لَنا مَنْكِبُ الإسلامِ وَالهامَةُّ الّتي، = إذا ما بَدَتْ للهامِ، ذَلّتْ كِبارُهَا
سَوَابِقُنا، في كُلّ يَوْمِ حَفِيظَةٍ، = مُبَرِّزَةٌ مَا يُسْتَطاعُ حِضَارُهَا

إنّ ابنَ يُوسُفَ مَحْمُودٌ خَلائِقُهُ = سِيئانِ مَعرُوفُهُ في الناسِ وَالمَطَرُ
هُوَ الشِّهابُ الّذي يُرْمى العَدُوُّ بِه = ِ وَالمَشْرَفيُّ الّذي تَعصَى بهِ مُضَرُ

لَقَدْ أمِنَتْ وَحْشُ البِلادِ بجَامِعٍ = عَصَا الدّينِ حَتى ما تَخافُ نَوَارُها
بِهِ أمَّنَ الله البِلادَ، فَسَاكِنٌ = بِكُلّ طَرِيدٍ لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا

مَن يكُ عن قَيسِ بنِ عَيلانَ سائِلاً = ففي غَطفان مَجدُ قَيس وَخِيرُها
لَهُمْ حامِلاها، وَالفَوارِسُ مِنهُمُ، = وَفاتِكُها مِنهُمْ، وَفيهِمْ بحُورُها

غَداةَ كَسَا أجنادَهُ البِيضَ وَالقَنَا، = وَجُرْداً تَعادَى من كُمَيتٍ وَأشقَرَا
عَلَيْها الكُمَاةُ المُعْلَمُونَ كَأنّهُم = أُسُودُ الغِياضِ لابِسينَ السَّنَوّرَا

لحَا الله مَاءً، حَنْبَلٌ قَيّمٌ لَهُ = قَفَا ضَبّةٍ تَحْتَ الصَّفَاةِ مكُونِ
إذا مَا وَرَدْتَ المَاءَ فادلِفْ لحَنْبَلٍ = بقَعْبِ سَوِيقٍ أوْ بقَعْبِ طَحِينِ

إني حَلَفْتُ بِرَبّ البُدْنِ مُشْعَرَةً، = وَمَا بجُمْعٍ مِن الرُّكْبَانِ وَالظُّعُنِ
لَتَأتِيَنّ على الدّيّانِ جَادِعَةٌ شَنْعَاءُ = تَبلُغُ أهلَ السِّيفِ من عَدَنِ

تَشَمّسْ يا ابنَ حَرّيٍّ وَأرْتِعْ، = فَمِثْلُكَ لا يُقَادُ إلى الرّهَانِ
وَمِثْلُكَ مُقْرِفُ الطّرَفَينِ عَبْدٌ، = صُفِعْتَ على النّوَاظِرِ وَالبَنَانِ

إنّ المَهَالبَةَ الكِرَامَ تَحَمَّلُوا = دَفْعَ المَكَارِهِ عَنْ ذَوِي المكْرُوهِ
زَانُوا قَدِيمَهُمُ بحُسْنِ فَعالِهمْ، = وَكَرِيمَ أخْلاقٍ بحُسْنِ وَجُوهِ


ألمْ تَرَني نادَيتُ سَلْماً، ودُونَهُ = من الأرْضِ ما يُنضِي البِغالَ النّوَاجيَا
فَقُلتُ لَهُ: هَبْ لي ابنَ أُمّي فلا أرَى = على الدّهرِ يا سَلْمَ المَكارِمِ بَاقِيا

وَداعٍ بنَبْحِ الكَلْبِ يَدْعُو، وَدونه = غيَاطِلُ مِنْ دَهماءَ داجٍ بَهيِمُهَا
دَعَا، وَهوَ يَرْجُو أنْ يُنَبِّه أذْرُعاً = فتىً كابن لَيْلى، حينَ غارَتْ نجومُهَا

بحَقّ امرىءٍ أضْحَى أبُوهُ ابنَ دارِمٍ = وَضَبّةَ مِنْهَا المُنْجِبَاتُ الكَرَائِمُ
تَكُونُ لَهُ شَمسُ النِّهارِ وَيَنجَلي = لَهُ البَدرُ طَوْعاً، وَالنّجومُ التّوَائِمُ

لَعَمْرُكَ مَا لَيْثٌ بِخَفّانَ خادِرٌ، = بأشجَعَ منْ بِشْرِ بنِ عُتبَةَ مُقْدِمَا
أبَاءَ بِشَيْبَانَ الثُّؤورَ، وَقَدْ رَأى = بَني فَاتِكٍ هَابُوا الوَشيجَ المُقَوَّمَا

أُصِبْنَا بِمَا لَوْ أنّ سَلْمَى أصَابَهَا = لهُدّتْ، ولَكنْ تَحمِلُ الرُّزْءَ دارِمُ
كَأنّهُمُ تَحتَ الخَوَافقِ إذْ مَشَوْا = إلى المَوْتِ أُسْدُ الغابَتَينِ الضّرَاغِمُ

لَمْ أرَ كَالرّهْطِ الّذِينَ تَتَابَعُوا = عَلى الجِذْعِ وَالحُرّاسُ غَيرُ نِيَامِ
مَضوْا وَهُمُ مُسْتَيْقِنُونَ بِأنّهُمْ = إلى قَدَرٍ آجَالُهُمْ وَحِمَامِ

بَني جارِمٍ إنّ الصّغِيرَ بقَدْرِهِ = تَسُوقُ إلى الأمْرِ الكَبِيرِ جَرَائِمُهْ
فأغْنُوا سَفِيهَ القَوْمِ لا يَغْرُرَنّكُمْ = كما غُرّ مَنْ لمْ تُغْنِ عَنهُ تَمائِمُهْ

وَلَقَدْ أتَيْتُكُمُ لآِمَنَ فِيكُمُ، = وأخُو المَخاوِفِ عائِذٌ بِالأكْرَمِ
وَجَمِيعُ أُمّةِ أحْمَدٍ يَرْجُونَكُمْ = لِدِفَاعِ مَا رَهِبُوا وَفَكِّ المُقْرَمِ

صُلْ يا جُنَيْدَ الخَيرِ لله صَوْلَةً، = وَأقْرِرْ عُيُناً ما يَجِفُّ سِجَامُهَا
فَقَدْ فَضّل الله الجُنَيْدَ وَفُضّلَتْ = يَداهُ على الأيدي الطّوَالِ اهتضَامُهَا

وَعِيدٌ أتَاني مِنْ زيادٍ فَلَمْ أنَمْ، = وَسَيْلُ اللِّوَى دُوني وَهَضْبُ التهائمِ
فَبِتُّ كَأنّي مُشْعَرٌ خَيْبَرِيّةً = سَرَتْ في عِظامي أوْ لُعابُ الأرَاقِمِ

أبْلِغْ أبَا داودَ أني ابنُ عَمِّهِ، = وَأنّ البَعِيثَ مِنْ بَني عَمّ سَالِمِ
أتُدخِلُ بَيتَ المُلْكِ مَن ليسَ أهلَه، = وعِيش الذُّنَابَى قَبلَ رِيشِ القَوَادِمِ

لَئِنْ قَيْسُ عَيلانَ اشتكَتني لمثلِ ما = بها يُتشكّى حينَ مَضّتْ كُلُومُهَا
وَقَدْ تَرَكَتْ مِرْادةُ خُندِفَ في يدي = جَماجمَ من قَيسٍ عِظاماً هُزُومُهَا

إذا مَا أتَيْتَ العَبْدَ مُوسى فقُلْ له: = فدَيتَ من الأسوَاءِ مُوسَى بنَ سالمِ
عَفا بعَدَما أدّى إلى الحَيّ ثَأرَهُ، = وَأُبْتَ بِوَجْهٍ كَاسِفِ البَالِ نَادِمِ

إنْ يُقْتَلِ النّصرِيُّ تحتَ لِوَائِكُمْ، = فَلَيْسَتْ تَميمٌ بَعْدَها بِتَمِيمِ
يُقَطِّعُ هِنْدِيَّ الصَّفيحِ، مُساوراً = سِوَارَ امْرِىءٍ في الحَرْبِ غَيرِ لَئِيمِ

أمَا وَالّذِي مَا شَاءَ سَدّى لَعَبْدِهِ، = إلى الله يُفْضِي مَنْ تَألّى وَأقْسَمَا
لَئِنْ أصْبَحَ الوَاشُونَ قَرّتْ عُيونُهُم = بهَجْرٍ مَضَى أوْ صُرْمِ حَبلٍ تَجذّمَا

لقد كِدتُ لَوْلا الحِلمُ تُدرِكُ حِفظتي = على الوَقَبَى يَوْماً مَقَالَةُ دَيْسَمِ
وَنَهنَهتُ نفِسي عَن مُعاذٍ وَقد بَدَتْ = مَقاتلُ مَجْهُورِ الرّكِيّةِ مُسَلمِ

إذا دَمَعَتْ عَيْناكَ وَالشّوْقُ قائِدٌ = لذي الشّوْقِ، حتى تَستَبِينَ المُكَتَّما
ظَلِلْتَ تُبَكّي الحَيَّ والرَّبعُ دارِسٌ، = وَقَدْ مَرّ بَعدَ الحَيِّ حَوْلٌ تجَرَّما

أعَيْنيّ ما بَعْدَ ابنِ مُوسَى ذَخِيرَة = ، فَجُودَا، إذا أنْفَدتْمَا المَاءَ، بالدّمِ
وَهِيجَا إذا نَامَ الخُلِيُّ وَأسْعِدَا = عَلَيْهِ بِنُوْحٍ مِنْكُمَا كُلَّ مأتَمِ

يا ابنَ المَرَاغَةِ، وَالهِجَاءُ إذا = التَقَتْ أعْنَاقُهُ وَتَمَاحَكَ الخَصْمَانِ
ما ضَرّ تَغْلِبَ وَائِلٍ أهَجَوْتَهَا = أمْ بُلْتَ حَيْثُ تَنَاطَحَ البَحْرَانِ

احْتَوَيْتُها،وَآلِفَةٍ بَرْدَ الحِجَالِ احْتَوَيْتُها، = وَقد نامَ مَنْ يَخشَى عليها وَأسْحَرَا
تَغَلْغَلَ وَقّاعٌ إلَيْهَا، وَأقْبَلَتْ = تَجُوسُ خُدارِيّاً من الليلِ أخضَرَا

إنّ التي نَظَرَتْ إلَيْكَ بِفَادِرٍ = نَظَرَتْ إلَيكَ بمِثْلِ عَيْنَيْ جُؤذُرِ
وَسْنَانَ نَامَ، فَأيْقَظَتْهُ أُمُّه = ُ لِفُوَاقِ رَاعِيَةٍ بِعَهْدٍ مُقْفِرِ

وَكَمْ مِنْ نَاذِرِينَ دَمِي = رَمَتْهُمْ إلَيْكَ عَلى مَخَافَتِهِمْ وَفَقرِ
لِتَلْقَى ابنَ الوَلِيدِ ولا تُبالي، = إذا لَقِيَتْ نَدَاهُ، بَنَاتِ دَهْرِ

أبَى الحُزْنُ أنْ أسْلَى بَنّي وَسَوْرَةٌ = أرَاهَا إذا الأيْدِي تَلاقَتْ غِضَابُهَا
وَما ابْنَايَ إلاّ مِثْلُ مَنْ قَد أصَابَه = ُ حِبَالُ المَنَايَا مَرُّهَا واشْتِعَابُهَا

حرف الياء لَعَمْرِي لَقَدْ نَبّهْتِ = يا هِندُ مَيّتاً قَتيلَ كَرىً من حيثُ أصْبحتُ نَائِيَا
وَلَيْلَةَ بِتْنَا بِالجُبُوبِ تَخَيّلَتْ لَنَا، = أوْ رَأيْنَاهَا لِمَاماً تَمَارِيَا

وَمَطْرُوفَةِ العَيْنَينِ قد قُدْتُ الصِّبا، = تُقادُ إلى أخْرَى لَذِيذٍ شَمِيمُهَا
وَكَيْفَ بعَيْني وَالتي طُرِفَتْ بهَا = لهَا حِينَ ألْقَاهَا يَمُوتُ سُجُومُهَا

بحَقّ امرىءٍ أضْحَى أبُوهُ ابنَ دارِمٍ = وَضَبّةَ مِنْهَا المُنْجِبَاتُ الكَرَائِمُ
تَكُونُ لَهُ شَمسُ النِّهارِ وَيَنجَلي = لَهُ البَدرُ طَوْعاً، وَالنّجومُ التّوَائِمُ

لَعَمْرُكَ مَا لَيْثٌ بِخَفّانَ خادِرٌ، = بأشجَعَ منْ بِشْرِ بنِ عُتبَةَ مُقْدِمَا
أبَاءَ بِشَيْبَانَ الثُّؤورَ، وَقَدْ رَأى = بَني فَاتِكٍ هَابُوا الوَشيجَ المُقَوَّمَا

أُصِبْنَا بِمَا لَوْ أنّ سَلْمَى أصَابَهَا = لهُدّتْ، ولَكنْ تَحمِلُ الرُّزْءَ دارِمُ
كَأنّهُمُ تَحتَ الخَوَافقِ إذْ مَشَوْا = إلى المَوْتِ أُسْدُ الغابَتَينِ الضّرَاغِمُ

لَمْ أرَ كَالرّهْطِ الّذِينَ تَتَابَعُوا = عَلى الجِذْعِ وَالحُرّاسُ غَيرُ نِيَامِ
مَضوْا وَهُمُ مُسْتَيْقِنُونَ بِأنّهُمْ = إلى قَدَرٍ آجَالُهُمْ وَحِمَامِ

بَني جارِمٍ إنّ الصّغِيرَ بقَدْرِهِ = تَسُوقُ إلى الأمْرِ الكَبِيرِ جَرَائِمُهْ
فأغْنُوا سَفِيهَ القَوْمِ لا يَغْرُرَنّكُمْ = كما غُرّ مَنْ لمْ تُغْنِ عَنهُ تَمائِمُهْ

وَلَقَدْ أتَيْتُكُمُ لآِمَنَ فِيكُمُ، = وأخُو المَخاوِفِ عائِذٌ بِالأكْرَمِ
وَجَمِيعُ أُمّةِ أحْمَدٍ يَرْجُونَكُمْ = لِدِفَاعِ مَا رَهِبُوا وَفَكِّ المُقْرَمِ

وَعِيدٌ أتَاني مِنْ زيادٍ فَلَمْ أنَمْ، = وَسَيْلُ اللِّوَى دُوني وَهَضْبُ التهائمِ
فَبِتُّ كَأنّي مُشْعَرٌ خَيْبَرِيّةً = سَرَتْ في عِظامي أوْ لُعابُ الأرَاقِمِ

صُلْ يا جُنَيْدَ الخَيرِ لله صَوْلَةً، = وَأقْرِرْ عُيُناً ما يَجِفُّ سِجَامُهَا
فَقَدْ فَضّل الله الجُنَيْدَ وَفُضّلَتْ = يَداهُ على الأيدي الطّوَالِ اهتضَامُهَا

أبْلِغْ أبَا داودَ أني ابنُ عَمِّهِ، = وَأنّ البَعِيثَ مِنْ بَني عَمّ سَالِمِ
أتُدخِلُ بَيتَ المُلْكِ مَن ليسَ أهلَه، = وعِيش الذُّنَابَى قَبلَ رِيشِ القَوَادِمِ

إذا مَا أتَيْتَ العَبْدَ مُوسى فقُلْ له: = فدَيتَ من الأسوَاءِ مُوسَى بنَ سالمِ
عَفا بعَدَما أدّى إلى الحَيّ ثَأرَهُ، = وَأُبْتَ بِوَجْهٍ كَاسِفِ البَالِ نَادِمِ

لَئِنْ قَيْسُ عَيلانَ اشتكَتني لمثلِ ما = بها يُتشكّى حينَ مَضّتْ كُلُومُهَا
وَقَدْ تَرَكَتْ مِرْادةُ خُندِفَ في يدي = جَماجمَ من قَيسٍ عِظاماً هُزُومُهَا

إنْ يُقْتَلِ النّصرِيُّ تحتَ لِوَائِكُمْ، = فَلَيْسَتْ تَميمٌ بَعْدَها بِتَمِيمِ
يُقَطِّعُ هِنْدِيَّ الصَّفيحِ، مُساوراً = سِوَارَ امْرِىءٍ في الحَرْبِ غَيرِ لَئِيمِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » عمر بن أبي ربيعة
» اشعار وقصائد » شعراء العصر العباسي » البحتري
» اشعار وقصائد » شعراء العصر العباسي » البحتري
» اشعار وقصائد » شعراء العصر العباسي » أبو العلاء المعري
» اشعار وقصائد » شعراء العصر العباسي » بديع الزمان الهمذاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى الخواطر الشعرية-
انتقل الى: