ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » عمر بن أبي ربيعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » عمر بن أبي ربيعة Empty
مُساهمةموضوع: اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » عمر بن أبي ربيعة   اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » عمر بن أبي ربيعة Emptyالسبت أبريل 06, 2013 2:04 pm

اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » عمر بن أبي ربيعة DZwSE


اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » عمر بن أبي ربيعة
وَلَقَد دَخَلتُ الحَيَّ يُخشى أَهلُهُ = بَعدَ الهُدوءِ وَبَعدَما سَقَطَ النَدى
فَوَجَدتُ فيهِ حُرَّةً قَد زُيِّنَت = بِالحَليِ تَحسَبُهُ بِها جَمرَ الغَضا

حَيِّيا أُمَّ يَعمَرا = قَبلَ شَحطٍ مِنَ النَوى
قُلتُ لا تُعجِلوا الرَوا = حَ فَقالوا أَلا بَلى

وَكَم مِن قَتيلٍ لا يُباءُ بِهِ دَمٌ = وَمِن غَلِقٍ رَهناً إِذا ضَمَّهُ مِنى
وَمِن مالِئٍ عَينَيهِ مِن شَيءِ غَيرِهِ = إِذا راحَ نَحوَ الجَمرَةِ البيضُ كَالدُمى

ما عَلى الرَسمِ بِالبُلَيَّينِ لَو بَي = يَنَ رَجعَ التَسليمِ أَو لَو أَجابا
فَإِلى قَصرِ ذي العُشيرَةِ فَالطا = ئفِ أَمسى مِنَ الأَنيسِ يَبابا

راعَ الفُؤادَ تَفَرُّقُ الأَحبابِ = يَومَ الرَحيلِ فَهاجَ لي أَطرابي
فَظَلَلتُ مُكتَإِباً أُكَفكِفُ عَبرَةً = سَحّاً تَفيضُ كَواشِلِ الأَسرابِ

يَقولونَ أَنّي لَستُ أَصدُقُكِ الهَوى = وَإِنِّيَ لا أَرعاكِ حينَ أَغيبُ
فَما بالُ طَرفي عَفَّ عَمّا تَساقَطَت = لَهُ أَعيُنٌ مِن مَعشَرٍ وَقُلوبُ

شاقَ قَلبي تَذَكُّرُ الأَحبابِ = وَاِعتَرَتني نَوائِبُ الأَطرابِ
يا خَليلَيَّ فَاِعلَما أَنَّ قَلبي = مُستَهامٌ بِرَبَّةِ المِحرابِ

خَطَرَت لِذاتِ الخالِ ذِكرى بَعدَما = سَلَكَ المَطيُّ بِنا عَلى الأَنصابِ
أَنصابِ عَمرَةَ وَالمَطِيُّ كَأَنَّها = قِطَعُ القَطا صَدَرَت عَنِ الأَجبابِ

أَمسَت كُراعُ الغَميمِ موحِشَةً = بَعدَ الَّذي قَد خَلا مِنَ الحِقَبِ
إِن تُمسِ وَحشاً فَقَد شَهِدتُ بِها = حوراً حِساناً في مَوكِبٍ عَجَبِ

قالَ لي صاحِبي لِيَعلَمَ ما بي = أَتُحِبُّ القَتولَ أُختَ الرَبابِ
قُلتُ وَجدي بِها كَوَجدِكَ بِالما = ءِ إِذا ما مُنِعتَ بَردَ الشَرابِ

ذَكَرَ القَلبُ ذُكرَةً أُمَّ زَيدٍ = وَالمَطايا بِالسَهبِ سَهبِ الرِكابِ
فَاِستُجِنَّ الفُؤادُ شَوقاً وَهاجَ ال = شَوقُ حُزناً لِقَلبِكَ المِطرابِ

لا تَلُمني عَتيقُ حَسبي الَّذي بي = وَاِلتَمِس لي الدَواءَ عِندَ الطَبيبِ
إِنَّ قَلبي ما زالَ مِن أُمِّ عَمروٍ = ضَمِناً بَعدَ لَيلَةِ التَحصيبِ

أَلَمَّ طَيفٌ فَهاجَ لي طَرَبي = لَيلَةَ بِتنا بِجانِبِ الكُثُبِ
أَلَمَّ بي وَالرِكابُ ساكِنَةٌ = لَيلاً وَهَمّي بِذِكرَتي وَصَبي

قَد نَبا بِالقَلبِ مِنها = إِذ تَواعَدنا الكَثيبا
قَولُها أَحسَنُ شَيءٍ = بِكِ قَد لَفَّ حَبيبا

خُذي حَدِّثينا يا قُرَيبُ الَّتي بِها = أَهيمُ فَما تَجزي وَما تَتَحَوَّبُ
أُشَوَّقُ أَن تَنأى بِنائِلَةَ النَوى = وَهَل يَنفَعَنّي قُربُها لَو تَقَرَّبُ

لِمَن نارٌ قُبَيلَ الصُب = حِ عِندَ البَيتِ ما تَخبو
إِذا ما أُقِدَت يُلقى = عَلَيها المَندَلُ الرَطبُ

ما بالُ قَلبِكَ عادَهُ أَطرابُهُ = وَلِدَمعِ عَينِكَ مُخضِلاً تَسكابُهُ
ذِكرى تَذَكَّرَها الرَبابُ وَهَمُّهُ = حَتّى يُغَيَّبَ في التُرابِ رَبابُهُ

ذَكَرتُكِ يَومَ القَصرِ قَصرِ اِبنِ عامِرٍ = بِخُمٍّ وَهاجَت عَبرَةُ العَينِ تَسكُبُ
فَظِلتُ وَظَلَّت أَينُقٌ بِرِحالِها = ضَوامِرُ يَستَأنينَ أَيّانَ أَركَبُ

رَدَعَ الفُؤادَ تَذَكُّرُ الأَطرابِ = وَصَبا إِلَيكِ وَلاتَ حينَ تَصابي
إِن تَبذُلي لي نائِلاً يُشفى بِهِ = سَقَمُ الفُؤادِ فَقَد أَطَلتِ عَذابي

مَبيتُنا جانِبُ البَطحاءِ مِن شَرَفٍ = لِحافُنا دونَ وَقعِ القَطرِ جِلبابُ
مُبَطَّنٌ بِكِساءِ القَزِّ لَيسَ لَنا = إِلّا الوَليدَةَ وَالنَعلَينِ أَصحابُ

لَيتَ شِعري هَل أَذو = قَن رُضاباً مِن حَبيبِ
طَيِّبِ الريقَةِ وَالنَك = هَةِ كَالراحِ القَطيبِ

أَلا يا مَن أُحِبُّ بِكُلِّ نَفسي = وَمَن هُوَ مِن جَميعِ الناسِ حَسبي
وَمَن يَظلِم فَأَغفِرهُ جَميعاً = وَمَن هُوَ لا يَهُمُّ بِغَفرِ ذَنبِ

لَم يَقضِ ذو الشَجوِ مِمَّن شَفَّهُ أَرَبا = وَقَد تَمادى بِهِ زَيغُ الهَوى حِقَبا
في إِثرِ غانِيَةٍ لَم تُمسِ طِيَّتُها = إِلّا المُنى أَمَماً مِنّا وَلا صَقَبا

حَيِّ الرَبابَ وَتِربَها = أَسماءَ قَبلَ ذَهابِها
اِرجِع إِلَيها بِالَّذي = قالَت بِرَجعِ جَوابَها

أَراكِ يا هِندُ في مُباعَدَتي = مُعتَلَّةً لي لِتَقطَعي سَبَبي
هِندُ أَطاعَت بِيَ الوُشاةَ فَقَد = أَمسَت تَراني كَعُرَّةِ الجَرِبِ

عاوَدَ القَلبَ مِن سَلامَةَ نُصبُ = فَلِعَينَيَّ مِن جَوى الحُبِّ سَكبُ
وَلَقَد قُلتُ أَيُّها القَلبُ ذو الشَو = قِ الَّذي لا يُحِبُّ حُبَّكَ حِبُّ

طالَ لَيلي وَاِعتادَني أَطرابي = وَتَذَكَّرتُ باطِلي في شَبابي
وَتَذَكَّرتُ مِن رُقَيَّةَ ذِكراً = قَد مَضى دارِساً عَلى الأَحقابِ

لَجَّ قَلبي في التَصابي = وَاِزدَهى عَنّي شَبابي
وَدَعاني لِهَوى هِن = دٍ فُؤادٌ غَيرُ نابِ

أَنّى تَذَكَّرَ زَينَبَ القَلبُ = وَطِلابُ وَصلِ غَريرَةٍ شَغبُ
ما رَوضَةٌ جادَ الرَبيعُ لَها = مَوليَّةٌ ما حَولَها جَدبُ

لَبِسَ الظَلامَ إِلَيكِ مُكتَتِماً = خَفِراً لِحاجَةِ آلِفٍ صَبِّ
لَمَعَت بِأَطرافِ البَنانِ لَنا = إِنّا نُحاذِرُ أَعيُنَ الرَكبِ

يا خَليلَيَّ قَرِّبا لي رِكابي = وَاِستُرا ذاكُما غَداً عَن صِحابي
وَاِقرَآ مِنّي السَلامَ عَلى الرَس = مِ الَّذي مِن مِنىً بِجَنبِ الحِصابِ

إِنَّ الحَبيبَ أَلَمَّ بِالرَكبِ = لَيلاً فَباتَ مُجانِباً صَحبي
فَفَزِعتُ مِن نَومِ عَلى وَسَنٍ = وَذَكَرتُ ما قَد هاجَ مِن نُصبي

يا دارَ عَبدَةَ بِالأَشطارِ فَالكُثُبِ = رُدّي السَلامَ فَقَد هَيَّجتِ لي طَرَبي
دارٌ لِعَبدَةَ إِذ أَترابُها خُرُدٌ = حورُ المَدامِعِ لا يَؤبَنَّ بِالكَذِبِ

وَما ظَبيَةٌ مِن ظِباءِ الأَرا = كِ تَقرو دِمَثَ الرُبى عاشِبا
بِأَحسَنَ مِنها غَداةَ الغَميمِ = إِذا أَبدَتِ الخَدَّ وَالحاجِبا

أَيُّها القائِلُ غَيرَ الصَوابِ = أَمسِكِ النُصحَ وَأَقلِل عِتابي
وَاِجتَنِبني وَاِعلَم بِأَن سَوفَ تُعصى = وَلَخَيرٌ لَكَ بَعضُ اِجتِنابي

أَمسى صَديقُكِ مِمّا قُلتِ قَد غَضِبوا = لا بَل أَدَلّوا فَأَهلٌ أَن هُمُ عَتَبوا
لا تَسمَعِنَّ كَلامَ الكاشِحينَ كَما = لَم أَستَمِع بِكِ ما قالوا وَما هَضَبوا

ذَكَرَ القَلبُ ذُكرَةً = مِن نِساءٍ غَرائِبِ
خُدَلِ السوقِ رُجَّحٍ = ناعِماتِ الحَقائِبِ

حَنَّ قَلبي مِن بَعدِ ما قَد أَنابا = وَدَعا الهَمَّ شَجوُهُ فَأَجابا
فَاِستَثارَ المَنسِيَّ مِن لَوعَةِ الحُب = بِ وَأَبدى الهُمومَ وَالأَوصابا

أَلَم تَربَع عَلى الطَلَلِ المُريبِ = عَفا بَينَ المُحَصَّبِ فَالطَلوبِ
بِمَكَّةَ دارِساً دَرَجَت عَلَيهِ = خِلافَ الحَيِّ دَيلُ صَباً دَؤوبِ

وَآخِرُ عَهدي بِالرَبابِ مَقالُها = أَلَستَ تَرى مَن حَولَنا فَتَرَقَّبا
مِنَ الضَوءِ وَالسُمّارُ فيهِم مُكَذِّبٌ = جَريءٌ عَلَينا أَن يَقولَ فَيَكذِبا

هَلّا اِرعَوَيتِ فَتَرحَمي صَبّا = صَديانَ لَم تَدَعي لَهُ قَلبا
لا تَحسَبي حَظّاً خَصَصتِ بِهِ = رَجُلاً سَلَبتِ فُؤادَهُ غَصبا

قالَت ثُرَيّا لَأَترابٍ لَها قُطُفٍ = قُمنَ نُحَيِّي أَبا الخَطّابِ مِن كَثَبِ
فَطِرنَ حَبّاً لِما قالَت وَشايَعَها = مِثلُ التَماثيلِ قَد مُوِّهنَ بِالذَهَبِ

أَعَبدَةُ ما يَنسى مَوَدَّتَكِ القَلبُ = وَلا هُوَ يُسليهِ رَخاءٌ وَلا كَربُ
وَلا قَولُ واشٍ كاشِحٍ ذي عَداوَةٍ = وَلا بُعدُ دارٍ إِن نَأَيتِ وَلا قُربُ

حَيِّ المَنازِلَ قَد تُرِكنَ خَرابا = بَينَ الجُرَيرِ وَبَينَ رُكنِ كُسابا
بِالثَنيِ مِن مَلِكانِ غَيَّرَ رَسمَها = مَرُّ السَحابِ المُعقِباتِ سَحابا

إِنّي وَأَوَّلَ ما كَلِفتُ بِحُبِّها = عَجِبٌ وَهَل في الحُبِّ مِن مُتَعَجَّبِ
نُعِتَ النِساءُ فَقُلتُ لَستُ بِمُبصِرٍ = شَبهاً لَها أَبَداً وَلا بِمُقَرِّبِ

لَقَد أَرسَلَت نُعمٌ إِلَينا أَنِ اِئتِنا = فَأَحبِب بِها مِن مُرسِلٍ مُتَغَضِّبِ
فَأَرسَلتُ أَن لا أَستَطيعُ فَأَرسَلَت = تُؤَكِّدُ أَيمانَ الحَبيبِ المُؤَنِّبِ

مَنَعَ النَومَ ذِكرُهُ = مِن حَبيبٍ مُجانِبِ
بَعدَ ما قيلَ قَد صَحا = عَن طِلابِ الحَبائِبِ

طَرِبَ الفُؤادُ هَل لَهُ مِن مَطرَبِ = أَم هَل لِسالِفِ وُدِّهِ مِن مَطلَبِ
وَصَبا وَمالَ بِهِ الهَوى وَاِعتادَهُ = لَهوُ الصِبا بِجُنونِ قَلبٍ مُسهَبِ

أَرِقتُ فَلَم أَنَم طَرَبا = وَبِتُّ مُسَهَّداً نَصِبا
لَطَيفِ أَحَبِّ خَلقِ اللَ = هِ إِنساناً وَإِن غَضِبا

أَصبَحَ القَلبُ قَد صَحا وَأَنابا = هَجَرَ اللَهوَ وَالصِبا وَالرَبابا
كُنتُ أَهوى وِصالَها فَتَجَنَّت = ذَنبَ غَيري فَما تَمَلُّ العِتابا

لَعَمري لَقَد بَيَّنتُ في وَجهِ تُكتَمٍ = غَداةً تَلاقَينا التَجَهُّمَ وَالغَضَب
بِلا يَدِ سَوءٍ كُنتُ أَزلَلتُ عِندَها = وَلا بِحَديثٍ نُثَّ عَنّي فَيا عَجَب

خَرَجتُ غَداةَ النَفرِ أَعتَرِضُ الدُمى = فَلَم أَرَ أَحلى مِنكِ في العَينِ وَالقَلبِ
فَوَاللَهِ ما أَدري أَحُسناً رُزِقتَهُ = أَمِ الحُبُّ أَعمى كَالَّذي قيلَ في الحُبِّ

خَليلَيَّ عَوجا حَيِّيا اليَومَ زَينَبا = وَلا تَترُكاني صاحِبَيَّ وَتَذهَبا
إِذا ما قَضَينا ذاتَ نَفسٍ مُهِمَّةٍ = إِلَيها وَقَرَّت بِالهَوى العَينُ فَاِركَبا

مَن لِعَينٍ تُذري مِنَ الدَمعِ غَربا = مُعمَلٍ جَفنُها اِختِلاجاً وَضَربا
مُعمَلٍ جَفنُها لِذِكرَةِ إِلفٍ = زادَهُ الشَوقُ وَالصَبابَةُ كَربا

طالَ لَيلي وَتَعَنّاني الطَرَب = وَاِعتَراني طولُ هَمٍّ وَنَصَب
أَرسَلَت أَسماءُ في مَعتَبَةٍ = عَتَبَتها وَهيَ أَهوى مَن عَتَب

بِنَفسِيَ مَن أَشتَكي حُبَّهُ = وَمَن إِن شَكا الحُبَّ لَم يَكذِبِ
وَمَن إِن تَسَخَّطَ أَعتَبتُهُ = وَإِن يَرَني ساخِطاً يُعتِبِ

صَرَمَت حَبلَكَ البَغومُ وَصَدَّت = عَنكَ في غَيرِ ريبَةٍ أَسماءُ
وَالغَواني إِذا رَأَينَكَ كَهلاً = كانَ فيهِنَّ عَن هَواكَ اِلتِواءُ

يا قُضاةَ العِبادِ إِنَّ عَلَيكُم = في تُقى رَبِّكُم وَعَدلِ القَضاءِ
أَن تُجيزوا وَتَشهَدوا لِنِساءٍ = وَتَرُدّوا شَهادَةً لِنِساءٍ

راحَ صَحبي وَعاوَدَ القَلبَ داءُ = مِن حَبيبٍ طِلابُهُ لي عَناءُ
حَسَنُ الرَأيِ وَالمَواعيدِ لا يُل = فى لِشَيءٍ مِمّا يَقولُ وَفاءُ

مَرَّ بي سِربُ ظِباءِ = رائِحاتٍ مِن قُباءِ
زُمَراً نَحوَ المُصَلّى = مُسرِعاتٍ في خَلاءِ


حَدِّث حَديثَ فَتاةِ حَيٍّ مَرَّةً = بِالجِزعِ بَينَ أَذاخِرٍ وَحَراءِ
قالَت لِجارَتِها عِشاءً إِذ رَأَت = نُزَهَ المَكانِ وَغَيبَةَ الأَعداءِ

مَنِ البَكَراتِ عِراقِيَّةٌ = تُسَمّى سُبَيعَةَ أَطرَيتُها
مِن آلِ أَبي بَكرَةَ الأَكرَمينَ = خَصَصتُ بِوِدّي فَأَصفَيتُها

يَعجِزُ المِطرَفُ العُشاريُّ عَنها = وَالإِزارُ السَديسُ ذو الصِنفاتِ

أَيُّها العاتِبُ فيها عُصيتا = لَن تُطاعَ الدَهرَ حَتّى تَموتا
إِن تَكُن أَصبَحتَ فينا مُطاعاً = فَلَكَ العُتبى بِأَن لا رَضيتا

وَلَقَد قالَت لِأَترابٍ لَها = كَالمَها يَلعَبنَ في حُجرَتِها
خُذنَ عَنّي الظِلَّ لا يَتبَعُني = وَمَضَت تَسعى إِلى قُبَّتِها

صادَ قَلبي اليَومَ ظَبيٌ = مُقبِلٌ مِن عَرَفاتِ
في ظِباءٍ تَتَهادى = عامِداً لِلجَمَراتِ

أَرسَلَت خُلَّتي إِلَيَّ بِأَنّا = قَد أُتينا بِبَعضِ ما قَد كَتَمتا
وَبِهِجرانِكَ الرَبابَ حَديثاً = سَوأَةٌ يا خَليلَ ما قَد فَعَلتا

عَجَباً ما عَجِبتُ مِمّا لَو أَبصَر = تَ خَليلي ما دونَهُ لَعَجِبتا
لِمَقالِ الصَفِيَّ فيمَ التَجَنّي = وَلِما قَد جَفَوتَني وَهَجَرتا

بَرَزَ البَدرُ في جَوارٍ تَهادى = مُخطَفاتِ الخُصورِ مُعتَجِراتِ
فَتَنَفَّستُ ثُمَّ قُلتُ لِبِكرٍ = عَجَّلَت في الحَياةِ لي خَيباتِ

بِاللَهِ يا ظَبيَ بَني الحارِثِ = هَل مَن وَفى بِالعَهدِ كَالناكِثِ
لا تَخدَعَنّي بِالمُنى باطِلاً = وَأَنتَ بي تَلعَبُ كَالعابِثِ

أَومَت بِعَينَيها مِنَ الهَودَجِ = لَولاكَ في ذا العامِ لَم أَحجُجِ
أَنتَ إِلى مَكَّةَ أَخرَجتَني = وَلَو تَرَكتَ الحَجَّ لَم أَخرُجِ

نَأَت بِصَدوفَ عَنكَ نَوىً عَنوجُ = وَجُنَّ بِذِكرِها القَلبُ اللَجوجُ
غَداةَ غَدَت حُمولُهُمُ وَفيهِم = ضَحا شَخصٌ إِلى قَلبي يَهيجُ

يا رَبَّةَ البَغلَةِ الشَهباءِ هَل لَكُمُ = أَن تَرحَمي عُمَراً لا تَرهَقي حَرَجا
قالَت بِدائِكَ مُت أَو عِش تُعالِجُهُ = فَما نَرى لَكَ فيما عِندَنا فَرَجا

نَعَقَ الغُرابُ بِبَينِ ذاتِ الدُملُجِ = لَيتَ الغُرابَ بِبَينِها لَم يَزعَجِ
نَعَقَ الغُرابُ وَدَقَّ عَظمَ جَناحِهِ = وَذَرَت بِهِ الأَرواحُ بَحرَ السَمهَجِ

الريحُ تَسحَبُ أَذيالاً وَتَنشُرُها = يا لَيتَني كُنتُ مِمَّن تَحسَبُ الريحُ
كَيما تَجُرَّ بِنا ذَيلاً فَتَطرَحنا = عَلى الَّتي دونَها مُغبَرَّةٌ سوحُ

حَيِّيا أَثلَةَ إِذ جَدَّ رَواح = وَسَلاها هَل لِعانٍ مِن سَراح
هَل لِمَتبولٍ بِها مُستَقبَلٌ = دَنَفِ القَلبِ عَميدٍ غَيرِ صاح

بانَت سُلَيمى فَالفُؤادُ قَريحُ = وَدُموعُ عَيني في الرِداءِ سُفوحُ
وَلَقَد جَرى لَكَ يَومَ حَزمِ سُوَيقَةٍ = فيما يُعِفُّ سانِحٌ وَبَريحُ

بَكَرَ العاذِلاتُ فيها صِراحا = بِسَوادٍ وَما اِنتَظَرنَ صَباحا
قُلنَ عَزَّ الفُؤادَ عَن أُمِّ بَكرٍ = بِعَزاءٍ قَدِ اِفتَضَحتَ اِفتِضاحا

أَلا هَل هاجَكَ الأَظعا = نُ إِذ جاوَزنَ مُطَّلَحا
نَعَم وَلِوَشكِ بَينَهُمُ = جَرى لَكَ طائِرٌ سَنَحا

مَن لِقَلبٍ غَيرَ صاحِ = في تَصابٍ وَمِزاحِ
لَجَّ في ذِكرِ الغَواني = بَعدَ رُشدٍ وَصَلاحِ

تَشُطُّ غَداً دارُ جيرانِنا = وَلَلَدّارُ بَعدَ غَدٍ أَبعَدُ
إِذا سَلَكَت غَمرَ ذي كِندَةِ = مَعَ الرَكبِ قَصدٌ لَها الفَرقَدُ

تِلكَ هِندٌ تَصُدُّ لِلهَجرِ صَدّا = أَدَلالٌ أَم هَجرُ هِندٍ أَجَدّا
أَو لِتَنكا بِهِ كُلومَ فُؤادي = أَم أَرادَت قَتلي ضِراراً وَعَمدا

لا فَخرَ إِلّا قَد عَلاهُ مُحَمَّدٌ = فَإِذا فَخَرتَ بِهِ فَإِنّي أَشهَدُ
إِن قَد فَخَرتَ وَقَفتَ كُلِّ مُفاخِرٍ = وَإِلَيكَ في الشَرَفِ الرَفيعِ المَقصَدُ

إِنَّ الخَليطَ مُوَدِّعوكَ غَدا = قَد أَجمَعوا مِن بَينِهِم أَفَدا
وَأَراكَ إِن دارٌ بِهِم نَزَحَت = لا شَكَّ تَهلِكُ إِثرَهُم كَمَدا

نامَ الخَلِيُّ وَبِتُّ غَيرَ موَسَّدِ أَ = رَعى النُجومَ بِها كَفِعلِ الأَرمَدِ
حَتّى إِذا الجَوزاءُ وَهناً حَلَّقَت = وَعَلَت كَواكِبُها كَجَمرٍ موقَدِ

أَرسَلَت تَعتِبُ الرَبابُ وَقالَت = قَد أَتانا ما قُلتَ في الإِنشادِ
قُلتُ لا تَغضَبي فِدىً لَكِ قَولي = بِلِساني وَما يُجِنُّ فُؤادي

إِستَقبَلَت وَرَقَ الرَيحانِ تَقطِفُهُ = وَعَنبَرَ الهِندِ وَالوَردِيَّةَ الجُدُدا
أَلَستَ تَعرِفُني في الحَيِّ جارِيَةً = وَلَم أَخُنكَ وَلَم تَمدُد إِلَيَّ يَدا

تَمشي الهُوَينا إِذا مَشَت فُضُلاً = مَشى النَزيفِ المَخمورِ في الصَعدِ
تَظَلُّ مِن زورِ بَيتِ جارَتِها = واضِعَةً كَفَّها عَلى الكَبِدِ

وَحُسنُ الزَبَرجَدِ في نَظمِهِ = عَلى واضِحِ اللَيتِ زانَ العُقودا
يُفَصِّلُ ياقوتُهُ دُرَّهُ = وَكَالجَمرِ أَبصَرتَ فيهِ الفَريدا

لَم تَدرِ وَليَغفِر لَها رَبُّها = ما جَشَّمَتنا أَمَةُ الواحِدِ
جَشَّمَتِ الهَولَ بَراذينَنا = نَسأَلُ عَن بَيتِ أَبي خالِدِ



يا صاحِ هَل تَدري وَقَد جَمَدَت = عَيني بِما أَلقى مِنَ الوَجدِ
لَمّا رَأَيتُ ديارَها دَرَسَت = وَتَبَدَّلَت أَعلامَها بَعدي

يا صاحِ لا تَعذُل أَخاكَ فَإِنَّهُ = ما لا تَرى مِن وَجدِ نَفسي أَوجَدُ
اللَهُ يَعلَمُ أَنَّني لَأَظُنُّني = إِن بِنتُمُ أُمَّ الوَليدِ سَأَكمَدُ

ثَلاثَةِ أَحجارٍ وَخَطٍّ خَطَطتِهِ = لَنا بِطَريقِ الغَورِ بِالمُتَنَجَّدِ
وَمَعمَلِ أَصحابي وَخَوصٍ ضَوامِرٍ = وَمَمشى إِلى البُستانِ يَوماً وَمَقعَدِ

هَل أَنتَ إِن بَكَرَ الأَحِبَّةُ غادي = أَم قَبلَ ذَلِكَ مُدلَجٌ بِسَوادِ
كَيفَ الثَواءُ بِبَطنِ مَكَّةَ بَعدَما = هَمَّ الَّذينَ تُحِبُّ بِالإِنجادِ

لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد = وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد
وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً = إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد

وَناهِدَةِ الثَديَينِ قُلتُ لَها اِتَّكي = عَلى الرَملِ مِن جَبّانَةٍ لَم تُوَسَّدِ
فَقالَت عَلى اِسمِ اللَهِ أَمرُكَ طاعَةٌ = وَإِن كُنتُ قَد كُلِّفتُ ما لَم أُعَوَّدِ

لَقَد أَرسَلَت في السِرِّ لَيلى تَلومُني = وَتَزعُمُني ذا مَلَّةٍ طَرِفاً جَلدا
تَقولُ لَقَد أَخلَفتَنا ما وَعَدتَنا = وَبِاللَهِ ما أَخلَفتُها طائِعاً وَعدا

أَرِقتُ وَلَم أَملِك لِهَذا الهَوى رَدّا = وَأَورَثَني حُبّي وَكِتمانُهُ جَهدا
كَتَمتُ الهَوى حَتّى بَراني وَشَفَّني = وَعَزَّيتُ قَلباً لا صَبوراً وَلا جَلدا

ما اِكتَحَلَت مُقلَةٌ بِرُؤيَتِحا = فَمَسَّها الدَهرَ بَعدَها رَمَدُ
نِعمَ شِعارُ الفَتى إِذا بَرَدَ ال = لَيلُ سُحَيراً وَقَفقَفَ الصَرِدُ

قَضى مِنشِرُ المَوتى عَلَيَّ قَضِيَّةً = بِحُبِّكِ لَم أَملِك وَلَم آتِها عَمدا
فَلَيسَ لِقُربٍ بَعدَ قُربِكِ لَذَّةٌ = وَلَستُ أَرى نَأياً سِوى نَأيَكُم بُعدا

أَمسى بِأَسماءَ هَذا القَلبُ مَعمودا = إِذا أَقولُ صَحا يَعتادُهُ عيدا
كَأَنَّني يَومَ أُمسي لا تُكَلِّمُني = ذو بُغيَةٍ يَبتَغي ما لَيسَ مَوجودا

أَبلِغ سُلَيمى بِأَنَّ البَينَ قَد أَفِدا = وَاِنبِئ سُلَيمى بِأَنّا رائِحونَ غَدا
وَقُل لَها كَيفَ أَن يَلقاكِ خالِيَةً = فَلَيسَ مَن بانَ لَم يَعهَد كَما عَهِدا

أَلمِم بِزَينَبَ إِنَّ البَينَ قَد أَفِدا = قَلَّ الثَواءُ لَئِن كانَ الرَحيلُ غَدا
أَمسى العِراقِيُّ لا يَدري إِذا بَرَزَت = مَن ذا تَطَوَّفَ بِالأَركانِ أَو سَجَدا

قُل لِهِندٍ وَتِربِها = قَبلَ شَحطِ النَوى غَدا
إِن تَجودي فَطالَما = بِتُّ لَيلي مُسَهَّدا

وَمَن كانَ مَحزوناً بِإِهراقِ عَبرَةٍ = وَهى غَربُها فَليَأتِنا نَبكِهِ غَدا
نُعِنهُ عَلى الإِثكالِ إِن كانَ ثاكِلاً = وَإِن كانَ مَحروباً وَإِن كانَ مُقصَدا

عَفَت عَرَفاتٌ فَالمَصائِفُ مِن هِندِ = فَأَوحَشَ ما بَينَ الجَريبَينِ فَالنَهدِ
وَغَيَّرَها طولُ التَقادُمِ وَالبَلى = فَلَيسَت كَما كانَت تَكونُ عَلى العَهدِ

يا صاحَ لا تَلحَني وَقُل سَدَدا = إِنّي أَرى الحُبَّ قاتِلي كَمَدا
جُملٌ أَحاديثُ ذا الفُؤادِ إِذا = هَبَّ وَأَحلامُهُ إِذا رَقَدا

كَتَبتُ إِلَيكِ مِن بِلَدي = كِتابَ مُوَلَّهٍ كَمِدِ
كَئيبٍ واكِفِ العَينَي = نِ بِالحَسَراتِ مُنفَرِدِ

مَن لِقَلبٍ عِندَ الرَبابِ عَميدِ = غَيرِ ما مُفتَدىً وَلا مَردودِ
قَرَّبَتهُ بِالوَعدِ حَتّى إِذا ما = تَبَّلَتهُ لَم توفِ بِالمَوعودِ

وَلَقَد قُلتُ إِذ تَطاوَلَ هَجري = رَبِّ لا صَبرَ لي عَلى هَجرِ هِندِ
رَبِّ قَد شَفَّني وَأَوهَنَ عَظمي = وَبَراني وَزادَني فَوقَ جَهدي

مُنِعتُ النَومَ بِالسَهَدِ = مِنَ العَبَراتِ وَالكَمَدِ
لِحُبٍّ داخِلٍ في الجَو = فِ ذي قَرحٍ عَلى كَبِدي

يا صاحِبَيَّ تَصَدَّعَت كِبدي = أَشكو الغَداةَ إِلَيكُما وَجدي
مِن حُبِّ جارِيَةٍ كَلِفتُ بِها = حَلَّت بِمَكَّةَ في بَني سَعدِ

أَلا حَبَّذا حَبَّذا حَبَّذا = حَبيبٌ تَحَمَّلتُ مِنهُ الأَذى
وَيا حَبَّذا بَردُ أَنيابِهِ = إِذا أَظلَمَ اللَيلُ وَاِجلَوَّذا

أَبِهَجرٍ يُوَدَّعُ الأَجوارُ = أَم مَساءٍ أَم قَصرُ ذاكَ اِبتِكارُ
قَرَّبَتني إِلى قُرَيبَةَ عَيني = يَومَ ذي الشَري وَالهَوى المُستَعارُ

رُدّوا التَحِيَّةَ أَيُّها السَفرُ = وَقِفوا فَإِنَّ وُقوفَكُم أَجرُ
ماذا عَلَيكُم في وُقوفِكُمُ = رَيثَ السُؤالِ سَقاكُمُ القَطرُ

لَعَمري لَقَد نِلتُ الَّذي كُنتُ أَرتَجي = وَأَصبَحتُ لا أَخشى الَّذي كُنتُ أَحذَرُ
فَلَيسَ كَمِثلي اليَومَ كِسرى وَهُرمُزٌ = وَلا المَلِكُ النُعمانُ مِثلي وَقَيصَرُ

أَأَقامَ أَمسِ خَليطُنا أَم سارا = سائِل بِعَمرِكَ أَيَّ ذاكَ اِختارا
وَإِخالُ أَنَّ نَواهُمُ قَذّافَةٌ = كانَت مُعاوِدَةَ الفِراقِ مِرارا

سَلامٌ عَلَيها ما أَحَبَّت سَلامَنا = فَإِن كَرِهَتهُ فَالسَلامُ عَلى أُخرى

أَعَرَفتَ يَومَ لِوى سُوَيقَةَ دارا = هاجَت عَلَيكَ رُسومُها اِستِعبارا
وَذَكَرتَ هِنداً فَاِشتَكَيتَ صَبابَةً = لَولا تُكَفكِفُ دَمعَ عَينِكَ مارا

قَد حانَ مِنكِ فَلا تَبعُد بِكِ الدارُ = بَينٌ وَفي البَينِ لِلمَتبولِ إِضرارُ
قالَت مَنَ نتَ عَلى ذِكرٍ فَقُلتُ لَها = أَنا الَّذي ساقَني لِلحَينِ مِقدارُ

ما كُنتُ أَشعُرُ إِلّا مُذ عَرَفتُكُمُ = أَنَّ المَضاجِعَ تُمسي تُنبِتُ الإِبَرا
لَقَد شَقيتُ وَكانَ الحَينُ لي سَبَباً = أَن عُلِّقَ القَلبُ قَلباً يُشبِهُ الحَجَرا

كَتَبَت تَعتِبُ الرَبابُ وَقالَت = قَد أَتانا ما قُلتَ في الأَشعارِ
سادِراً عامِداً تُشَهِّرُ بِاِسمي = كَي يَبوحَ الوُشاةُ بِالأَسرارِ

ضاقَ الغَداةَ بِحاجَتي صَدري = وَيَئِستُ بَعدَ تَقارُبٍ الأَمرِ
وَذَكَرتُ فاطِمَةَ الَّتي عُلِّقتُ = عَرَضاً فَيا لَحَوادِثِ الدَهرِ

أَيُّها الرائِحُ المُجِدُّ اِبتِكارا = قَد قَضى مِن تِهامَةَ الأَوطارا
مَن يَكُن قَلبُهُ سَليماً صَحيحاً = فَفُؤادي بِالخَيفِ أَمسى مُعارا

لِمَن دِمَنٌ بِخَيفِ مِنىً قَفورُ = كَأَنَّ عِراصَ مَغناها الزَبورُ
مَنازِلُ أَقفَرَت مِن أُمِّ عَمروٍ = وَلَو طالَ اللَيالي وَالدُهورُ

ما شَجاكَ الغَداةَ مِن رَسمِ دارِ = دارِسِ الرَبعِ مِثلِ وَحيِ السِطارِ
بَدَّلَ الرَبعُ بَعدَ نُعمٍ نَعاماً = وَظِباءً يَخِدنَ كَالأَمهارِ

حَيِّ طَيفاً مِنَ الأَحِبَّةِ زارا = بَعدَما صَرَّعَ الكَرى السُمّارا
طارِقاً في المَنامِ تَحتَ دُجى اللَي = لِ ضَنيناً بَأَن يَزورَ نَهارا

هَيَّجَ القَلبَ مَغانٍ وَصَيَر = دارِساتٌ قَد عَلاهُنَّ الشَجَر
وَرِياحُ الصَيفِ قَد أَزرَت بِها = تَنسِجُ التُربَ فُنوناً وَالمَطَر

تَقولُ يا عَمَّتا كُفّي جَوانِبَهُ = وَيلي بُليتُ وَأَبلى جيدِيَ الشَعَرُ
مِثلُ الأَساوِدِ قَد أَعيا مَواشِطَهُ = تَضِلُّ فيهِ مَداريها وَتَنكَسِرُ

يَقولونَ لي أَقصِر وَلَستُ بِمُقصِرٍ = وَحُبُّكِ يا سُكنَ الَّذي يَحسِمُ الصَبرا
عَلى الهائِمِ المَشغوفِ بِالوَصلِ ما دَعا = حَمامٌ عَلى أَفنانِ دَوحَتِهِ وِترا

أَلا يا هِندُ قَد زَوَّدتِ قَلبي = جَوى حُزنٍ تَضَمَّنَهُ الضَميرُ
إِذا ما غِبتِ كادَ إِلَيكِ قَلبي = فَدَتكِ النَفسُ مِن شَوقٍ يَطيرُ

صَحا القَلبُ عَن ذِكرِ أُمِّ البَني = نَ بَعدَ الَّذي قَد مَضى في العُصُر
وَأَصبَحَ طاوَعَ عُذّالَهُ = وَأَقصَرَ بَعدَ الإِباءِ الصَبَر

لِجَّت فُطَيمَةُ مِنكَ في هَجرِ = غَدراً وَهُنَّ صَواحِبُ الغَدرِ
مِن بَعدِ ما أَعطَتكَ مَوثِقَها = أَن لا تَخونَكَ آخِرَ الدَهرِ

إِنّي اِمرُؤٌ مولَعٌ بِالحُسنِ أَتبَعُهُ = لاحَظَ لي فيهِ إِلّا لَذَّةُ النَظَرِ

يا مَن لِقَلبٍ مُتَيَّمٍ كَلِفٍ = يَهذي بِخَودٍ مَريضَةِ النَظَرِ
تَمشي الهُوَينا إِذا مَشَت فُضُلاً = وَهيَ كَمِثلِ العُسلوجِ في الشَجَرِ

قَد هاجَ حُزني وَعادَني ذِكري = يَومَ اِلتَقَينا عَشِيَّةَ النَفَرِ
بِالفَجِّ مِن نَحوِ دارِ عُقبَةَ وَال = حَجُّ سَريعُ الطَوافِ وَالصَدَرِ

رَأَينَ الغَواني الشَيبَ لاحَ بِعارِضي = فَأَعرَضنَ عَنّي بِالخُدودِ النَواضِرِ
وَكُنَّ إِذا أَبصَرنَني أَو سَمِعنَني = سَعَينَ فَرَقَّعنَ الكُوى بِالمَحاجِرِ

تَذَكَّرتَ هِنداً وَأَعصارَها = وَلَم تَقضِ نَفسُكَ أَوطارَها
تَذَكَّرَتِ النَفسُ ما قَد مَضى = وَهاجَت عَلى العَينِ عُوّارَها

أَنَسٌ قادَني إِلى الحَينِ حَتّى = صادَفَتنا عَشِيَّةً بِالجِمارِ
قالَ لي اِنظُر وَلَيتَني لَم أُطِعهُ = وَبَلى لَستُ سابِقاً مِقداري

يا صاحِبَيَّ أَقِلّا اللَومَ وَاِحتَسِبا = في مُستَهامٍ رَماهُ الشَوقُ بِالذِكَرِ
تَبَدَّلَ الرَبعُ مِمَّن كانَ يَسكُنُهُ = أُدمَ الظِباءِ بِهِ يَمشينَ أَسطارا

راحَ صَحبي وَلَم أُحَيِّ النَوارا = وَقَليلٌ لَو عَرَّجوا أَن تُزارا
ثُمَّ إِمّا يَسرونَ مِن آخِرِ اللَي = لِ وَإِمّا يُعَجِّلونَ اِبتِكارا

أَمِن آلِ زَينَبَ جَدَّ البُكورُ = نَعَم فَلِأَيِّ هَواها تَصيرُ
أَلِلغَورِ أَم أَنجَدَت دارُها = وَكانَت قَديماً بِعَهدي تَغورُ

هَل عِندَ رَسمٍ بِرامَةٍ خَبَرُ = أَم لا فَأَيَّ الأَشياءِ تَنتَظِرُ
وَقَفتُ في رَسمِها أُسائِلُهُ = وَالدَمعُ مِثلَ الجُمانِ مُنحَدِرُ

بَعَثتُ وَليدَتي سَحرا = وَقُلتُ لَها خُذي حَذرَك
وَقولي في مُلاظَةٍ = لِزَينَبَ نَوِّلي عُمَرَك

مَنَعَ النَومَ عَينَكَ الإِدكارُ = مِن حَبيبٍ شَطَّت بِهِ عَنكَ دارُ
وَلَقَد قُلتُ زاجِراً لِفُؤادي = لَو نَهاهُ عَن حُبِّها الإِزدِجارُ

أَلا لَيتَ حَظّي مِنكِ أَنِّيَ كُلَّما = ذَكَرتُكِ لَقّاكِ المَليكُ لَنا ذِكرا
فَعالَجتِ مِن وَجدٍ بِنا مِثلَ وَجدِنا = بِكُم قَسمَ عَدلٍ لا مُشِطّا وَلا هَجرا

أَبكَيتَ مِن طَرَبٍ أَبا بِشرِ = وَذَكَرتَ عَثمَةَ أَيَّما ذِكرِ
وَهِيَ الَّتي لَما مَرَرتُ بِها = في الطَوفِ بَينَ الرُكنِ وَالحِجرِ

صَدرَ الحَبيبُ فَهاجَني صَدرُه = إِنّي كَذاكَ تَشوقُني ذِكرُه
إِنَّ المُحِبَّ إِذا تَخالَجَهُ = شَوقٌ كَذاكَ الهَمُّ يَحتَضِرُه

أَطوي الضَميرَ عَلى حَرارَتِهِ = وَأَرومُ وَصلَ الحِبِّ في سِترِ
وَأَبيتُ أَرعى اللَيلَ مُرتَقِباً = مَجرى السِماكِ وَمَسقَطَ النَسرِ

خَبَّروها بِأَنَّني قَد تَزَوَّج = تُ فَظَلَّت تُكاتِمُ الغَيظَ سِرّا
ثُمَّ قالَت لِأُختِها وَلِأُخرى = لَيتَهُ كانَ قَد تَزَوَّجَ عَشرا

عُوجي عَلَيَّ فَسَلِّمي جَبرُ = فيمَ الصُدودُ وَأَنتُمُ سَفرُ
ما نَلتَقي إِلّا ثَلاثَ مِنىً = حَتّى يُفَرِّقَ بَينَنا النَفرُ

يا خَليلَيَّ هاجَني الذِكَرُ = وَحَمولُ الحَيِّ إِذ صَدَروا
ظَعَنوا كَأَنَّ ظُعنَهُمُ = مونِعُ القُنوانِ أَو عُشَرُ

بِنَفسِيَ مَن شَفَّني حُبُّهُ = وَمَن حُبُّهُ باطِنٌ ظاهِرُ
وَمَن لَستُ أَصبِرُ عَن ذِكرِهِ = وَلا هُوَ عَن ذِكرِنا صابِرُ

تَصابى القَلبُ وَاِدَّكَرا = صِباهُ وَلَم يَكُن ظَهَرا
لِزَينَبَ إِذ تُجِدُّ لَنا = صَفاءً لَم يَكُن كَدَرا

أَبتِ الرَوادِفُ وَالثُدِيُّ لِقُمصِها = مَسَّ البُطونِ وَأَن تَمَسَّ ظُهورا
وَإِذا الرِياحُ مَعَ العَشِيِّ تَناوَحَت = نَبَّهنَ حاسِدَةً وَهِجنَ غَيورا

قَد هاجَ أَحزانَ قَلبِكَ الذِكَرُ = وَاِشتاقَ وَالشَوقُ لِلفَتى عَبِرُ
هَيَّجَني البُدَّنُ المِلاحُ فَما = أَنفَكُّ بَينَ الحِسانِ أَقتَصِرُ

يا لَيتَني قَد أَجَزتُ الحَبلَ نَحوَكُمُ = حَبلَ المُعَرَّفِ أَو جاوَزتُ ذا عُشَرِ
إِنَّ الثَواءَ بِأَرضٍ لا أَراكِ بِها = فَاِستَيقِنيهِ ثَواءٌ حَقُّ ذي كَدَرِ

طَرِبتَ وَردَ مَن تَهوى = جِمالَ الحَيِّ فَاِبتَكَرا
فَظِلتُ مُكَفكِفاً دَمعا = إِذا نَهنَهتُهُ اِبتَدَرا

إِنَّ الخَليطَ الَّذي تَهوى قَدِ اِئتَمَروا = بِالبَينِ ثُمَّ أُجِدَّ البَينُ فَاِبتَكَروا
بانَت بِهِم غَربَةٌ عَن دارِنا قَذَفٌ = فيها مَزارٌ لِمَحزونٍ بِهِم عَسِرُ

هاجَ القَريضَ الذِكَرُ = لَمّا غَدوا فَاِبتَكَروا
عَلى بِغالٍ وُسَّجٍ = قَد ضَمَّهُنَّ السَفَرُ

قالَت وَأَبثَثتُها سِرّي وَبُحتُ بِهِ = قَد كُنتَ عِندِيَ تَحتَ السَترِ فَاِستَتِرِ
أَلَستَ تُبصِرُ مَن حَولي فَقُلتُ لَها = غَطّى هَواكِ وَما أَلقى عَلى بَصَري

آذَنَت هِندٌ بِبَينٍ مُبتَكِر = وَحَذِرتُ البَينَ مِنها فَاِستَمَر
أَرسَلَت هِندٌ إِلَينا ناصِحاً = بَينَنا إيتِ حَبيباً قَد حَضَر

يَقولُ خَليلي إِذ أَجازَت حُمولُها = خَوارِجَ مِن شَوطانَ بِالصَبرِ فَاِظفَرِ
فَقُلتُ لَهُ ما مِن عَزاءٍ وَلا أَسىً = بِمُسلٍ فُؤادي عَن هَواها فَأَقصِرِ

يا قَلبِ هَل لَكَ عَن حُمَيدَةَ زاجِرُ = أَم أَنتَ مُدَّكِرُ الحَياءِ فَصابِرُ
فَالقَلبُ مِن ذِكرى حُمَيدَةَ مُوجَعٌ = وَالدَمعُ مُنحَدِرٌ وَدَمعِيَ فاتِرُ

أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ = غَداةَ غَدٍ أَم رائِحٌ فَمُهَجِّرُ
لِحاجَةِ نَفسٍ لَم تَقُل في جَوابِها = فَتُبلِغَ عُذراً وَالمَقالَةُ تُعذِرُ

يَقولُ عَتيقٌ إِذ شَكَوتُ صَبابَتي = وَبَيَّنَ داءٌ مِن فُؤادي مُخامِرُ
أَحَقّاً لَئِن دارُ الرَبابِ تَباعَدَت = أَوِ اِنبَتَّ حَبلٌ أَنَّ قَلبَكَ طائِرُ

قَد هاجَ قَلبي مَحضَرُ = أَقوى وَرَبعٌ مُقفِرُ
رَبعٌ لِهِندٍ قَد عَفا = قَد كانَ حيناً يُعمَرُ

أَلمِم بِعَفراءَ إِن أَصحابُكَ اِبتَكَروا = وَسَلهُمُ هَل لَدَيها اليَومَ مُنتَظَرُ
واهاً لِعَفراءَ إِن دارٌ بِها قَرُبَت = فَما أُبالي أَلامَ الناسُ أَم عَذَروا

لِمَن طَلَلٌ موحِشٌ أَقفَرا = فَأَصبَحَ مَعروفُهُ مُنكَرا
وَلَو أَنَّهُ يَستَطيعُ الجَوا = بَ لَأَخُبرَ إِذ سيلَ أَن يُخبِرا

نُعمُ الفُؤادِ مَزارُها مَحظورُ = بَعدَ الصَفاءِ وَبيتُها مَهجورُ
لَجَّ البِعادُ بِها وَشَطَّ بِرَكبِها = نائي المَحَلَّ عَنِ الصَديقِ غَيورُ

أَتُوصَلُ زَينَبُ أَم تُهجَرُ = وَإِن ظَلَمَتنا أَلا نَغفِرُ
أَدَلَّت وَلَجَّ بِها أَنَّها = تُريدُ العِتابَ وَتَستَكبِرُ

لِمَنِ الدِيارُ رُسومُها قَفرُ = لَعِبَت بِها الأَرواحُ وَالقَطرُ
وَخَلا لَها مِن بَعدِ ساكِنِها = حِجَجٌ خَلَونَ ثَمانَ أَو عَشرُ

شاقَ قَلبي مَنزِلٌ دَثَرا = حالَفَ الأَرواحَ وَالمَطَرا
شَمأَلاً تُذري إِذا لَعِبَت = عاصِفاً أَذيالُها الشَجَرا

قِف بِالدِيارِ عَفا مِن أَهلِها الأَثَرُ = عَفّى مَعالِمَها الأَرواحُ وَالمَطَرُ
بِالعَرصَتَينِ فَمَجرى السَيلِ بَينَهُما = إِلى القَرينِ إِلى ما دونَهُ البُسُرُ

يا عَمرَ حُمَّ فِراقُكُم عَمرا = وَعَدَلتِ عَنّا النَأيَ وَالهَجرا
إِحدى بَني أَودٍ كَلِفتُ بِها = حَمَلَت بِلا تِرَةٍ لَنا وِترا

تَقولُ اِبنَةُ البَكرَينِ يَومَ لَقَينَنا = لَقَد شابَ هَذا بَعدَنا وَتَنَكَّرا
فَمِثلُ الَّذي عايَنتُ شَيَّبَ لِمَّتي = وَمِثلُ الَّذي أُخفي مِنَ الحُزنِ نَكَّرا

لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّهُنَّ سُطورُ = تُسدى مَعالِمَها الصَبا وَتُنيرُ
لَعِبَت بِها الأَرواحُ بَعدَ أَنيسِها = نَكباءُ تَطَّرِدُ السَفا وَدَبورُ

هاجَ حُزنَ القَلبِ مِنها طائِفٌ = وَهُمومٌ حاضِراتٌ وَذِكَر
وَمَقالُ الخَودِ لَمّا واجَهَت = جِهَةَ الرَكبِ وَعَيناها دِرَر

ذِكَرُ الرَبابِ وَكانَ قَد هَجَرا = ذِكرى قُرَيبَةَ أَحدَثَت وَطَرا
وَلَها بِأَعلى الخَيفِ مَنزِلَةٌ = هاجَت لَهُ شَوقاً فَما صَبَرا

قُل لِلمَليحَةِ قَد أَبلَتنِيَ الذِكَرُ = فَالدَمعُ كُلَّ صَباحٍ فيكِ يَبتَدِرُ
فَلَيتَ قَلبي وَفيهِ مِن تَعَلُّقِكُم = ما لَيسَ عِندي لَهُ عِدلٌ وَلا خَطَرُ

أَتَحذَرُ وَشكَ البَينِ أَم لَستَ تَحذَرُ = وَذو الحَذَرِ النَحريرُ قَد يَتَفَكَّرُ
وَلَستَ مُوَقّىً إِن حَذِرتَ قَضِيَّةً = وَلَيسَ مَعَ المِقدارِ يُكدي التَهَوُّرُ

أَلَم تَسأَلِ المَنزِلَ المُقفِرا = بَياناً فَيَبخَلَ أَو يُخبَرا
ذَكَرتُ بِهِ بَعضَ ما قَد مَضى = وَحُقَّ لِذي الشَجوِ أَن يَذكُرا

نامَ صَحبي وَباتَ نَومي عَسيراً = أَرقُبُ النَجمَ مَوهِناً أَن يَغورا
إِذ تَذَكَّرتُ قَولَ هِندٍ لِتِربَي = ها وَرُحنا نِيَمِّمُ التَجميرا

فيمَ الوُقوفُ بِمَنزِلٍ خَلَقٍ = أَو ما سُؤالُ جَنادِلٍ خُرسِ
عُجتُ المَطِيَّ بِهِ أُسائِلُهُ = أَينَ اِستَقَرَّت دارَةُ الشَمسِ

أَبَتِ البَخيلَةُ أَن تَنولَني = فَأَظُنُّ أَنّي زائِرٌ رَمسي
لا خَيرَ في الدُنيا وَبَهجَتِها = إِن لَم تُوافِق نَفسُها نَفسي

إِنَّ الخَليطَ تَصَدَّعوا أَمسِ = وَتَصَدَّعَت لِفِراقِهِم نَفسي
وَوَجَدتُ وَجداً كانَ أَهوَنُهُ = كَأَشَدِّ وَجدِ الجِنِّ وَالإِنسِ

وَمَن لِسَقيمٍ يَكتُمُ الناسَ ما بِهِ = لِزَينَبَ نَجوى صَدرِهِ وَالوَساوِسُ
أَقولُ لِمَن يَبغي الشِفاءَ مَتى تَجِئ = بِزَينَبَ تُدرِك بَعضَ ما أَنتَ لامِسُ

خَليلَيَّ ما بالُ المَطايا كَأَنَّما = نَراها عَلى الأَدبارِ بِالقَومِ تَنكِصُ
وَقَد قُطِعَت أَعناقُهُنَّ صَبابَةً = فَأَنفُسَنا مِمّا يُلاقينَ شُخصُ

فَلا وَأَبيكَ ما صَوتَ الغَواني = وَلا شُربَ الَّتي هِيَ كَالفُصوصِ
أَرَدتُ بِرِحلَتي وَأُريدُ حَظّاً = وَلا أَكلَ الدَجاجِ وَلا الخَبيصِ

يا بَرقُ أَبرِقَ مِن قُرَي = بَةَ مُستَكِفّاً لي نَشاصُه
ذا هَيدَبٍ دانٍ يَحِن = نُ إِلى مَناصِفِهِ قِلاصُه

أَلا يا حَبَّذا نَجدٌ = وَمَن أُسكِنها أَرضا
وَحَيّا حَبَّذا ما هُم = وَلو لي حَقِدوا البُغضا

يا صاحِبَيَّ قِفا نُقَضِّ لُبانَةً = وَعَلى الظَعائِن قَبلَ بَينِكُما اِعرِضا
لا تُعجِلاني أَن أَقولَ بِحاجَةٍ = وَقِفا فَقَد زُوِّدتُ داءً مُحرِضا

طالَ مِن آلِ زَينَبَ الإِعراضُ = لِلتَعَدّي وَما بِنا الإِبغاضُ
وَوَليدَينِ كانَ عُلِّقَها القَل = بُ إِلى أَن عَلا الرُؤوسَ البَياضُ

أَصبَحَ القَلبُ مَريضاً = راجَعَ الحُبَّ غَريضا
وَأَجَدَّ الشَوقَ وَهناً = إِذ رَأى بَرقاً وَميضا

يا سُكنَ قَد وَاللَهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ = أَقصَدتِ قَلبِي بِالدَلالِ فَعَوِّضي
وَتَحَرَّجي مِن قَتلِ مَن لَم يَبغِكُم = هَجراً وَلا صَرما وَلَم يَتَبَغَّضِ
يا خَليلَيَّ قَد مَلِلتُ ثَوائي = بِالمُصَلِّ وَقَد شَنِئتُ البَقيعا
بَلِّغاني دِيارَ هِندٍ وَسَلمى = وَاِرجِعا بي فَقَد هَويتُ الرُجوعا
قالَت وَعَيناها تَجودانِها = صوحِبتَ وَاللَهِ لَكَ الراعي
يا اِبنَ سُرَيجٍ لا تُذِع سِرِّنا = قَد كُنتَ عِندي غَيرَ مِذياعِ

أَرِبتُ إِلى هِندٍ وَتِربَينِ مَرَّةً = لَها إِذ تَوافَقنا بِقَرنِ المُقَطَّعِ
لِتَعريجِ يَومٍ أَو لِتَعريسِ لَيلَةٍ = عَلَينا بِجَمعِ الشَملِ قَبلَ التَصَدُّعِ

قَرَّبَ جيرانُنا جِمالَهُمُ = لَيلاً فَأَضحَوا مَعا قَدِ اِندَفَعوا
ما كُنتُ أَدري بِوَشكِ بَينَهُمُ = حَتّى رَأَيتُ الغَداةَ قَد طَلَعوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » عمر بن أبي ربيعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » عمر بن أبي ربيعة   اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » عمر بن أبي ربيعة Emptyالسبت أبريل 06, 2013 2:05 pm

أَلَم تَسأَلِ الأَطلالَ وَالمُتَرَبَّعا = بِبَطنِ حُلَيّاتٍ دَوارِسَ بَلقَعا
إِلى الشَريِ مِن وادي المُغَمَّسِ بُدِّلَت = مَعالِمُهُ وَبلاً وَنَكباءَ زَعزَعا

إِذهَب وَقُل لِلَّتي لامَت وَقَد عَلِمَت = أَن لَم تَنَل في ثَوابي طائِلاً تَدَعِ
بَعضَ المَلامَةِ في أَن لا أُصاحِبَها = كَيما تُدارِكَ أَمراً غَيرَ مُرتَجَعِ

طَمِعتُ بِأَمرٍ لَيسَ لي فيهِ مَطمَعُ = فَأَخلَفَني فَالعَينُ مِن ذاكَ تَدمَعُ
وَباعَدَني مَن لا أُحِبُّ بِعادَهُ = فَنَفسي عَلَيهِ كُلَّ حينٍ تَقَطَّعُ

وَقالَت لِتِربَيها غَداةَ لَقيتُها = وَمُقلَتُها بِالماءِ وَالكُحلِ تَدمَعُ
بِذي الشَريِ هَل مِن مَوقِفٍ تَقِفانِهِ = لَعَلَّ المُغيرِيَّ الغَداةَ يُوَدِّعُ

يا قَلبِ أَخبِرني وَفي النَأيِ راحَةٌ = إِذا ما نَوَت هِندٌ نَوىً كَيفَ تَصنَعُ
أَتُجمِعُ يَأساً أَم تَحِنُّ صَبابَةً = عَلى إِثرِ هِندٍ حينَ بانَت وَتَجزَعُ

أَلا مَن يَرى رَأيَ اِمرِئٍ ذي قَرابَةٍ = أَبَت نَفسُهُ بِالبُغضِ إِلّا تَطَلُّعا
وَما ذاكَ عَن شَيءٍ أَكونُ اِجتَنَيتُهُ = إِلَيكَ وَما حاوَلتُ سوءً فَيُمنَعا

يا خَليلَيَّ إِذا لَم تَنفَعا = فَدَعاني اليَومَ مِن لَومٍ دَعا
وَأَلِمّا بي بِظَبيٍ شادِنٍ = لَستُ أَدري اليَومَ ماذا صَنَعا

أَيا رَبِّ لا آلو المَوَدَّةَ جاهِداً = لِأَسماءَ فَاِصنَع بي الَّذي أَنتَ صانِعُ

لَقَد حَبَّبَت نُعمٌ إِلَيَّ بِوَجهِها = مَسافَةَ ما بَينَ الوَتائِرِ فَالنَقعِ
وَمِن أَجلِ ذاتِ الخالِ أَعمَدتُ ناقَتي = أُكَلِّفُها سَيرَ الكَلالِ مَعَ الظَلعِ

وَمُشاحِنٍ ذي بِغضَةٍ وَقَرابَةٍ = يُزجي لِأَقرَبِهِ عَقارِبَ لُسَّعا
يَسعى لِيَهدِمَ ما بَنَيتُ وَإِنَّني = لَمُشَيِّدٌ بُنيانَهُ المُتَضَعضِعا

أَقولُ لِأَسماءَ اِشتِكاءً وَلا أُرى = عَلى إِثرِ شَيءٍ قَد تَفاوَتَ مُجزَعا
أَلَم تَعلَمي يا أَسمَ أَنّي مُغاضِبٌ = أَحَبَّ جَميعِ الناسِ لَو جُمِّعوا مَعا

َصبَحَ القَلبُ لِلقَتولِ صَريعا = مُستَهاما بِذِكرِها مَردوعا
سَلَبَتني عَقلي غَداةَ تَبَدَّت = بَينَ خَودَينِ كَالغَزالَينِ رَيعا

وَخِلٍّ كُنتُ عَينَ النُصحِ مِنهُ = إِذا نَظَرَت وَمُستَمِعاً مُطيعا
أَطافَ بِغَيَّةٍ فَنَهَيتُ عَنها = وَقُلتُ لَهُ أَرى أَمراً شَنيعا

أَرائِحَةٌ حُجّاجُ عُذرَةَ وِجهَةً = وَلَمّا يَرُح في القَومِ جَعدُ بنُ مِهجَعِ
خَليلانِ نَشكو ما نُلاقي مِنَ الهَوى = مَتى ما يَقُل أَسمَع وَإِن قُلتُ يَسمَعِ

إِنَّ الخَليطَ مَعَ الصَباحِ تَصَدَّعوا = فَالقَلبُ مُرتَهَنٌ بِزَينَبَ موجِعُ
أَشكو إِلى بَكرٍ وَقَد جَزَعَت بِها = بَغلاتُها ذوصَ النَواصِفِ تَرفَعُ

أَلا يا أَيُّها الواشي بِهِندٍ = أَضُرّي رُمتَ أَم حاوَلتَ نَفعي
أَقُلتَ الرُشدُ صَرمُ حِبالِ هِندٍ = وَما إِن ما أَتَيتَ بِهِ بِبِدعِ

لَيتَ شِعري هَل أَقولَن لِرَكبٍ = بِفَلاةٍ هُم لَدَيها هُجوعُ
طالَما عَرَّستُمُ فَاِركَبوا بي = حانَ مِن نَجمِ الثُرَيّا طُلوعُ

أَيا مَن كانَ لي بَصَراً وَسَمعاً = وَكَيفَ الصَبرُ عَن بَصَري وَسَمعي
يُجَنُّ بِذِكرِها أَبَدا فُؤادي = يَفيضُ كَما يَفيضُ الغَربُ دَمعي

غَشيتُ بِأَذنابِ المُغَمَّسِ مَنزِلاً = بِهِ لِلَّتي نَهوى مَصيفٌ وَمَربَعُ
مَغانِيَ أَطلالٍ وَنُؤياً وَدِمنَةً = أَضَرَّ بِها وَبلٌ وَنَكباءُ زَعزَعُ

نادِ الَّذينَ تَحَمَّلوا كَي يَربَعوا = كَيما يُوَدِّعَ ذو هَوىً وَيُوَدَّعُ
ما كُنتُ أَخشى بَعدَ ما قَد أَجمَعوا = وَفُراقُهُم بِالكُرهِ أَن لا يَربَعوا

عُلِّقَ القَلبُ وَزوعا = حُبَّ مَن لَن يَستَطيعا
عُلِّقَ الشَمسَ فَأَضحَت = أَوجَهَ الناسِ جَميعا

هاجَ فُؤادي مَوقِفُ = ذَكَّرَني ما أَعرِفُ
مَمشايَ ذاتَ لَيلَةٍ = وَالشَوقُ مِمّا يَشغَفُ

لَقَد عُجتُ في رَسمٍ أَجَدَّ زَمانُهُ = لَنا دارِسٍ ما كانَ غَيرُ التَواقُفِ
عَشيَّةَ قالَت قَد أَشادَ بِسِرِّنا = وَسِرِّكُمُ مَجرى الدُموعِ الذَوارِفِ

أَفي رَسمِ دارٍ دارِسٍ أَنتَ واقِفُ = بِقاعٍ تُعَفّيهِ الرِياحُ العَواصِفُ
بِها جازَتِ الشَعثاءَ فَالخَيمَةَ الَّتي = قَفا مَحرَضٍ كَأَنَّهُنَّ صَحائِفُ

طافَت بِنا شَمسٌ عِشاءً وَمَن رَأى = مِنَ الناسِ شَمساً بِالعِشاءِ تَطوفُ
أَبو أُمِّها أَوفى قُرَيشٍ بِذِمَّةٍ = وَأَعمامُها إِما نَسَبتَ ثَقيفُ

ذاتُ حُسنٍ إِن تَغِب شَمسُ الضُحى = فَلَنا مِن وَجهِها عَنها خَلَف
أَجمَعَ الناسُ عَلى تَفضيلِها = وَهَواهُم في سِوى هَذا اِختَلَف

وَإِنّي لَسائِلُ أُمِّ الرَبيعِ = قَبلَ الوَداعِ مَتاعاً طَفيفا
مَتاعاً أَقومُ بِهِ لِلوَدا = عِ إِنّي أَرى الدارَ مِنها قَذوفا

بانَ الخَليتُ وَبَينُهُم شَغَفُ = وَالدارُ أَحياناً بِهِم قَذَفُ
ما عَوَّدوكَ بِنَأيِ دارِهِمُ = قُربَ الجِوارِ فَفيمَ تَلتَهِفُ

لَقَد أَرسَلَت حُوَّلاً قُلَّباً = يُرى جافِياً وَهوَ خَبٌّ لَطيفُ
إِلَينا عِشاءً بِأَن قِف لَنا = نُسَلِّم فَإِنَّ وُقوفاً طَفيفُ

أَفتِني إِن كُنتَ ثَقفاً شاعِراً = عَن فَتىً أَعوَجَ أَعمى مُختَلِف
سَيِّءِ السَحنَةِ كابٍ لَونُهُ = مِثلِ عودِ الخِروَعِ البالي القَصِف

فَلَم تَرَ عَيني مِثلَ سِربٍ رَأَيتُهُ = خَرَجنَ عَلَينا مِن زُقاقِ اِبنِ واقِفِ

لَو كانَ يَخفى الحُبُّ يَوماً خَفى لَنا = وَلَكِنَّهُ وَاللَهِ يا حِبِّ ما يَخفى
وَلَكِن عَدِمتُ الحُبَّ إِن كانَ هَكَذا = إِذا ما أَحَبَّ المَرءُ كانَ لَهُ حَتفا

أَلَم تَسأَلِ الرَبعَ أَن يَنطِقا = بِقَرنِ المَنازِلِ قَد أَخلَقا
دِيارَ الَّتي تَيَّمَت عَقلَهُ = فَيا لَيتَهُ غَيرَها عُلِّقا

يا لَيلَةً نامَها الخَلِيُّ مِنَ ال = حُزنِ وَنَومي مُسَهَّدٌ أَرِقُ
أَرقُبُ نَجماً كَأَنَّ آخِرَهُ = بَعدَ السِماكَينِ لُؤلُؤٌ نَسَقُ

أَيُّها الباكِرُ المُريدُ فِراقي = بَعدَ ما هِجتَ بِالحَديثِ اِشتِياقي
لَيتَ شِعري غَداةَ بانوا وَفيهِم = صورَةُ الشَمسِ أَينَ يُرجى التَلاقي

أَلا يا بَكرُ قَد طَرَقا = خَيالٌ هاجَ لي الأَرَقا
أَجازَ البيدَ مُعتَرِضاً = فَعَرضَ الوادِ فَالشَفَقا

لَقَد دَبَّ الهَوى لَكِ في فُؤادي = دَبيبَ دَمِ الحَياةِ إِلى العُروقِ

أَيُّها القَلبُ ما أَراكَ تَفيقُ = طالَ ما قَد تَعَلَّقَتكَ العَلوقُ
هَل لَكَ اليَومَ إِن نَأَت أُمُّ بَكرٍ = وَتَوَلَّت إِلى عَزاءٍ طَريقُ

وَلَقَد قُلتُ يَومَ بانوا لِبَكرٍ = أَنتَ يا بَكرُ سُقتَنا ذا المَساقا
أَنتَ قَرَّبتَني إِلى الحينِ حَتّى = حُمِّلَ القَلبُ مِنهُمُ ما أَطاقا

لَعَمرِيَ لَو أَبصَرتِني يَومَ بِنتُمُ = وَعَيني بِجاري دَمعِها تَتَرَقرَقُ
وَكيفَ غَداةَ البَينِ وَجدي وَكَيفَ إِذ = نَأَت دارُكُم عَن شِدَّةِ الوَجدِ آرَقُ

قُل لِلمَنازِلِ مِن أُثَيلَةَ تَنطِقُ = بِالجِزعِ جِزعِ القَرنِ لَمّا تُخلِقِ
حُيَّيتِ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ = وَسُقيتِ مِن صَوبِ الرَبيعِ المُغدِقِ

أَدخَلَ اللَهُ رَبُّ موسى وَعيسى = جَنَّةَ الخُلدِ مَن مَلاني خَلوقا
مَسَحَتهُ مِن كَفِّها بِقَميصي = حينَ طافَت بِالبَيتِ مَسحاً رَفيقا

أُحِبُّ لِحُبِّ عَبلَةَ كُلَّ صِهرٍ = عَلِمتُ بِهِ لِعَبلَةَ أَو صَديقِ
وَلَولا أَن تُعَنِّفَني قُرَيشٌ = وَقَولُ الناصِحِ الأَدنى الشَفيقِ

إِنَّ الخَليطَ الَّذينَ كُنتُ بِهِم = صَبّاً دَعَوا لِلفِراقِ فَاِنطَلَقوا
عَصاهُمُ مِن شَتيتِ أَمرِهِمُ = يَومُ المَلا مُستَطيرَةً شِقَقُ

أَهاجَكَ رَبعٌ عَفا مُخلِقُ = نَعَم فَفُؤادِيَ مُستَعلِقُ
لِذِكرَةِ مَن قَد نَأَت دارُهُ = فَقَلبِيَ في رَهنِهِ موثَقُ

أَلَمَّ خَيالٌ مِن سُلَيمى فَأَرَّقا = هُدوءً وَلَم يَطرُق هُنالِكَ مَطرَقا
أَلَمَ بِبَطحاءِ الكَديدِ وَصُحبَتي = هُجودٌ فَزادَ القَلبَ حُزناً وَشَوَّقَ

مَنَعَ النَومَ ذِكرَةٌ = مِن حَبيبٍ مُفارِقِ
نازِحِ الدارِ عَن دِيا = رِكِ وَالقَلبُ شائِقي

أَراني وَهِنداً أَكثَرَ الناسُ قالَةً = عَلَينا وَقالُ الناسِ بِالمَرءِ مُلحِقُ
تُكَنِّنُها نِسوانُها وَيَلومُني = صِحابي وَكُلٌّ ما اِستَطاعَ مُعَوِّقُ

أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى حَيثُ أَخلَقا = فَما إِن تَرى إِلّا مَشوباً مُمَذَّقا
فَما مِن مُحِبٍّ يَستَزيدُ حَبيبَهُ = يُعاتِبُهُ في الوَدِّ إِلّا تَفَرَّقا

أَلَم تَسأَلِ الأَطلالَ وَالمَنزِلَ الخَلَق = بِبُرقَةِ أَعواءٍ فَيُخبِرَ إِن نَطَق
ذَكَرتُ بِهِ هِنداً وَظِلتُ كَأَنَّني = أَخو نَشوَةٍ لاقى الحَوانيتَ فَاِغتَبَق

فَلَمّا اِلتَقَينا وَاِطمَأَنَّت بِنا النَوى = وَغُيِّبَ عَنّا مَن نَخافُ وَنُشفِقُ
أَخَذتُ بِكَفّي كَفَّها فَوَضَعتُها = عَلى كَبِدٍ مِن خَشيَةِ البَينِ تَخفِقُ

فَيا وَيحَ قَلبي ما يَستَفي = قُ مِن ذِكرِ هِندٍ وَما أَن يُفيقا
جَعَلتُ طَريقي عَلى بابِكُم = وَما كانَ بابُكُمُ لي طَريقا

أَفي رَسمِ دارٍ دَمعُكَ المُتَرَقرِقُ = سَفاهاً وَما اِستِنطاقُ ما لَيسَ يَنطِقُ
بِحَيثُ التَقى جَمعٌ وَأَقصى مُحَسَّرٍ = مَعالِمُهُ كادَت عَلى البُعدِ تَخلِقُ

تَقولُ غَداةَ اِلتَقَينا الرَبا = بُ يا ذا أَفَلتَ أُفولَ السِماكِ
كَفَّت سَوابِقَ مِن عَبرَةٍ = كَما اِرفَضَّ نَظمٌ ضَعيفُ السِلاكِ

أَيُها العاتِبُ الَّذي رامَ هَجري = وَبِعادي وَما عَلِمتُ بِذاكا
قُلتَ أَنتَ المَلولُ في غَيرِ شَيءٍ = بِئسَ ما قُلتَ لَيسَ ذاكَ كَذاكا

أَيُّها العاتِبُ الَّذي رامَ هَجري = وَبِعادي وَما عَلِمتُ بِذاكا
أَلِقَتلى أَراكَ أَعرَضتَ عَنّي = أَم بِعادٌ أَم جَفوَةٌ فَكفاكا

أَرسَلَت أَسماءُ إِنّا = قَد تَبَدَّلنا سِواكا
بَدَلاً فَاِستَغنِ عَنّا = بَدَلاً يُغني غِناكا

أَلا يا سَلمَ قَد شَحَطَت نَواكِ = فَلا وَصلٌ لِغانِيَةٍ سِواكِ
وَلا حُبٌّ لَدَيَّ وَلا تَصافٍ = لِغَيرِكِ ما عَلا قَدَمي شِراكي

حَدِّثيني وَأَنتِ غَيرُ كَذوبٍ = أَتُحِبّينَني جُعِلتُ فِداكِ
وَاِصدُقيني فَإِنَّ قَلبي رَهينٌ = ما يُطيقُ الكَلامَ فيمَن سِواكِ

أَأَنكَرتَ مِن بَعدِ عِرفانِكا = مَنازِلَ كانَت لِجيرانِكا
مَنازِلَ بَيضاءَ كانَت تَكونُ = بِسِرِّ هَواكَ وَإِعلانِكا

أَيُّها العاتِبُ المُكَثِّرُ فيها = بَعضَ لَومي فَما بَلَغتَ مُناكا
لَم يَكُن مِن عِتابِنا بِسَبيلٍ = فَتَرى أَنَّ ما عَنانا عَناكا

أَرسَلَت هِندٌ إِلَينا رَسولاً = عاتِباً أَن ما لَنا لا نَراكا
فيمَ قَد أَجمَعتَ عَنّا صُدوداً = أَأَرَدتَ الصَرمَ أَم ما عَداكا

إِعتادَ هَذا القَلبُ بَلبالُهُ = إِذ قُرِّبَت لِلبَينِ أَجمالُهُ
خَودٌ إِذا قامَت إِلى خِدرِها = قامَت قَطوفُ المَشيِ مِكسالُهُ

إِنَّ الخَبيبَ تَرَوَّحَت أَثقالُهُ = أُصُلاً فَدَمعُكَ دائِمٌ إِسبالُهُ
قَد راحَ في تِلكَ الحُمولِ عَشيَّةَ = شَخصٌ يَسُرُّكَ حُسنُهُ وَجَمالُهُ

أَلا إِنّي عَشيَّةَ دارِ زَيدٍ = عَلى عَجَلٍ أَرَدتُ بِأَن أَقولا
أَنيلي قَبلَ وَشكِ البَينِ إِنّي = أَرى مَكثي بِأَرضِكُم قَليلا

هَل تَعرِفُ اليَومَ رَسمَ الدارِ وَالطَلَلا = كَما عَرَفتَ بِجَفنِ الصَيقَلِ الخِلَلا
دارٌ لِمَروَةَ إِذ أَهلي وَأَهلُهُمُ = بِالكانِسِيَّةِ نَرعى اللَهوَ وَالغَزَلا

سِر قَليلاً وَلا تَلُمني خَليلي = لِوَداعِ الرَبابِ قَبلَ الرَحيلِ
إِنَّ في النَفسِ حاجَةً ما تَقَضّى = ما دَعا في الغُصونِ داعي هَديلٍ

كِدتُ يَومَ الرَحيلِ أَقضي حَياتي = لَيتَني مِتُّ قَبلَ يَومَ الرَحيلِ
لا أُطيقُ الكَلامَ مِن شِدَّةِ الوَج = دِ وَدَمعي يَسيلُ كُلَّ مَسيلِ

مَرحَباً ثُمَّ مَرهَباً بِالَّتي قا = لَت غَداةَ الوداعِ يَومَ الرَحيلِ
لِلثُرَيّا قولي لَهُ أَنتَ هَمّي = وَمُنى النَفسِ خالِياً وَخَليلي

خَليلَيَّ عوجا بِنا ساعَةً = نُحَيِّ الرُسومَ وَنُؤيَ الطَلَل
وَنَبكِ وَهَل يَرجِعَنَّ البُكا = عَلَينا زَمانا لَنا قَد تَوَل

يا أَيُّها العاذِلُ في حُبِّها = لَستَ مُطاعاً أَيُّها العاذِلُ
أَنتَ صَحيحٌ مِن جَوى حُبِّها = وَحُبُّها لي سَقَمٌ داخِلُ

سَقى سِدرَتي أَجيادَ فَالدَومَةَ الَّتي = إِلى الدارِ صَوبُ الساكِبِ المُتَهَلِّلِ
فَلَو كُنتُ بِالدارِ الَّتي مَهبِطَ الصَفا = سَلِمتُ إِذا ما غابَ عَنّي مُعَلِّلي

لَقَد أَرسَلَت في السِرِّ لَيلى بِأَن أَقِم = وَلا تَنأَنا إِنَّ التَجَنُّبَ أَمثَلُ
لَعَلَّ العُيونَ الرامِقاتِ لِوُدِّنا = تُكَذَّبُ عَنّا أَو تَنامُ فَتَغفُلُ

فَجَعَتنا أُمُّ بِشرٍ = بَعدَ قُربٍ بِاِحتِمالِ
بَينَمَ نَحنُ جَميعاً = حيرَةٌ في خَيرِ حالِ

وَدِّع لُبابَةَ قَبلَ أَن تَتَرَحَّلا = وَاِسأَل فَإِنَّ قَليلَهُ أَن تَسأَلا
أُمكُث بَعَمرِكَ لَيلَةً وَتَأَنَّها = فَلَعَلَّ ما بَخِلَت بِهِ أَن يُبذَلا

حَيِّ المَنازِلَ أَضحى رَسمُها مَثَلا = إِربَع نُسائِلُها لا بَأسَ أَن تَسَلا
عَنِ الَّتي لَم يَرَ الرائِي كَصورَتِها = أَنيسَةً وَطِئَت سَهلاً وَلا جَبَلا

جُنَّ قَلبي فَقُلتُ يا قَلبِ مَهلا = لا تُبَدِّل بِالحِلمِ وَالعَزمِ جَهلا
حَلَفَت أَنَّ ما أَتاها يَقينٌ = قُلتُ لا تَحلِفي فَدَيتُكِ كَلّا

كَفيتُ أَخي العُذريِّ ما كانَ نابَهُ = وَإِنّي لِأَعباءِ النَوائِبِ حَمّالُ
أَما اِستُحسِنَت مِنّي المَكارِمُ وَالعُلا = إِذا طُرِحَت إِنّي لِمالِيَ بَذّالُ

يا أَهلَ بابِل ما نَفِستُ عَليكُمُ = مِن عَيشُكُم إِلّا ثَلاثَ خِلالِ
ماءَ الفُراتِ وَطيبَ لَيلٍ بارِدٍ = وَسَماعَ مُنشِدَتَينِ لِاِبنِ هِلالِ

دِيارٌ لِسُعدى إِذ سُعادُ جِدايَةٌ = مِنَ الأُدمِ خُمصانُ الحَشى غَيرُ خَنثَلِ
هِجانُ البَياضِ أُشرِبَت لَونَ صُفرَةٍ = عَقيلَةُ جَوٍّ عازِبٍ لَم يُحَلَّلِ

قُلتُ إِذ أَقبَلَت وَزُهرٌ تَهادى = كَنِعاجِ المَلا تَعَسَّفنَ رَملا
قَد تَنَقَّبنَ بِالحَريرِ وَأَبدَي = نَ عُيوناً حورَ المَدامِعِ نُجلا

تَصابي وَما بَعضُ التَصابي بِطائِلِ = وَعاوَدَ مِن هِندٍ جَوى غَيرُ زائِلِ
كَما نُكِسَت هَيماءُ أُحدِثَ رَدعُها = بِمُستَنقَعٍ أَعراضُهُ لِلهَوامِلِ

يا خَليلَيَّ سائِلا الأَطلالا = بِالبُلَيَّينِ إِن أَجَزنَ سُؤالا
وَسَفاهٌ لَولا الصَبابَةُ حَبسي = في رُسومِ الدِيارِ رَكباً عِجالا

أَرِقتُ وَلَم آرَق لِسَقمٍ أَصابَني = أُراقِبُ لَيلاً ما يَزولُ طَويلا
إِذا خَفَقَت مِنهُ نُجومٌ فَحَلَّقَت = تَبَيَّنتُ مِن تالي النُجومِ رَعيلا

سائِلا الرَبعَ بِالبُلَيِّ وَقولا = هِجتَ شَوقاً لَنا الغَداةَ طَويلا
أَينَ حَيٌّ حَلّوكَ إِذ أَنتَ مَحفو = فٌ بِهِم آهِلاً أَراكَ جَميلا

يا أُمَّ نَوفَلَ فُكّي عانِياً مَثَلَت = بِهِ قَريبَةُ أَو هُوَ هالِكٌ عَجَلا
كَمَ دَعوتِ الَّتي قامَت بِقَرقَرِها = تَمشى كَمَشيِ ضَعيفٍ خَرَّ فَاِنخَدَلا

أَتاني كِتابٌ مِنكِ فيهِ تَعَتُّبٌ = عَلَيَّ وَإِسراعٌ هُديتِ إِلى عَذلي
فَعَزَّيتُ نَفسي ثُمَّ مالَ بِيَ الهَوى = وَقَبلِيَ قادَ الحُبَّ مَن كانَ ذا تَبلِ

أَنَّ مِن أَكَبرِ الكَبائِرِ عِندي = قَتلَ بَيضاءَ حُرَّةٍ عُطبولِ
قُتِلَت باطِلاً عَلى غَيرِ ذَنبٍ = إِنَّ لِلَّهِ دَرَّها مِن قَتيلِ

عَلِقَ النَوارَ فُؤادُهُ جَهلاً = وَصَبا فَلَم تَترُك لَهُ عَقلا
وَتَعَرَّضَت لي في المَسيرِ فَما = أَمسى الفُؤادُ يَرى لَها شَكلا

أَشِر يا اِبنَ عَمّي في سَلامَةَ ما تَرى = لَنا وَتَبَدّيها لِتَسلُبَني عَقلي
عَلى حينِ لاحَ الشيبُ وَاِستُنكِرَ الصِبا = وَراجَعَني حِلمي وَأَقصَرتُ عَن جَهلي

إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ فَاِحتَمَلا = وَأَرادَ غَيظَكِ بِالَّذي فَعَلا
قَد كُنتُ آمُلُ طولَ مَكثِهِمُ = وَالنَفسُ مِمّا تَأمُلُ الأَمَلا

يا صاحِبَيَّ قِفا نَستَخبِرِ الطَلَلا = عَن بَعضِ مَن حَلَّهُ بِالأَمسِ ما فَعَلا
فَقالَ لي الرَبعُ لَمّا أَن وَقَفتُ بِهِ = إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ البَينَ فَاِحتَمَلا

جَرى ناصِحٌ بِالوُدِّ بَيني وَبَينَها = فَقَرَّبَني يَومَ الحِصابِ إِلى قَتلي
فَطارَت بِحَدٍّ مِن فُؤادي وَقارَنَت = قَريبَتُها حَبلَ الصَفاءِ إِلى حَبلي

أَلَم تَربَع عَلى الطَلَلِ = وَمَغنى الحَيِّ كَالخِلَلِ
تُعَفّي رَسمَهُ الأَروا = حُ مِن صَبَإٍ وَمِن شَمَلِ

حَمَلَ القَلبُ مِن حُمَيدَةَ ثِقلا = إِنَّ في ذاكَ لِلفُؤادِ لَشُغلا
إِن فَعَلتُ الَّذي سَأَلتِ فَقولي = حَمدُ خَيراً وَأَتبِعي القَولَ فِعلا

خَليلَيَّ اِربَعا وَسَلا = بِمَغنى الحَيِّ قَد مَثَلا
بِأَعلى الوادِ عِندَ البِئ = رِ هَيَّجَ عَبرَةً سَبَلا

حَيِّ رَبعاً أَقوى وَرَسماً مُحيلا = وَعِراصاً أَمسَت لِهِندٍ مُثولا
فَعَفا الدَهرُ وَالزَمانُ عَلَيها = وَأَجالَت بِها الرِياحُ ذُيولا

خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى رَسمِ مَنزِلِ = وَرَبعٍ لِشَنباءَ اِبنَةِ الخَيرِ مُحوِلِ
أَتى دونَهُ عَصرٌ فَأَخنى بِرَسمِهِ = خَلوجانِ مِن ريحٍ جَنوبٍ وَشَمأَلِ

قَد زادَ قَلبي حَزَناً = رَسمٌ وَرَبعٌ مُحوِلُ
رَبعٌ لِهِندٍ مُقفِرٌ = قَد كانَ حيناً يُؤهَلُ

هاجَ ذا القَلبَ مَنزِلُ = دارِسُ الآيِ مُحوِلُ
غَيَّرَت آيَهُ الصَبا = وَجَنوبٌ وَشَمأَلُ

ذَكَرَ القَلبُ ذِكرَةً = مِن حَبيبٍ مُزايِلِ
ماجِدٌ قَد صَبا بِكُم = وَالصِبى غَيرُ طائِلِ

يا نُعمَ قَد طالَت مُماطَلَتي = إِن كانَ يَنفَعُ عاشِقاً مَطَلُه
كانَ الشِفاءُ لَنا وَمُنيَتُنا = مِنكِ الحَديثَ فَغالَنا غِيَلُه

نَزَلَت بِمَكَّةَ مِن قَبائِلِ نَوفَلِ = وَنَزَلتُ خَلفَ البِئرِ أَبعَدَ مَنزِلِ
حِذَراً عَلَيها مِن مَقالَةِ كاشِحٍ = ذَرِبِ اللِسانِ يَقولُ ما لَم تَفعَلِ

عوجا نُحَيِّ الطَلَلَ المُحوِلا = وَالرَبعَ مِن أَسماءَ وَالمَنزِلا
وَمَجلِسَ النِسوَةِ بَعدَ الكَرى = أَمِنَّ فيهِ الأَبطَحَ الأَسهَلا

إِنَّ أَهوى العِبادَ شَخصاً إِلَينا = وَأَلَذَّ العِبادِ نَغماً وَدَلّا
لَلَّتي بِالبَلاطِ أَمسَت تَشَكّي = رَمَداً لَيتَهُ بِعَينِيَ حَلّا

خَليلَيَّ عوجا نَسأَلِ اليَومَ مَنزِلاً = أَبى بِالبِراقِ العُفرِ أَن يَتَحَوَّلا
بِفَرعِ النَبيتِ فَالشَرى خَفَّ أَهلُهُ = وَبُدِّلَ أَرواحاً جَنوباً وَشَمأَلا

أَرسَلتُ لَمّا عيلَ صَبري إِلى = أَسماءَ وَالصَبُّ بِأَن يُرسِلا
أَذكُرُ أَن لا بُدَّ مِن مَجلِسٍ = يَكونُ عَن سامِرِكُم مَعزِلا

أَلَم يُسلِني نَأيُ المَزارِ صَبابَتي = إِلى أُمِّ عَبدِ اللَهِ وَالنَأيُ قَد يُسلي
مِنَ المُرعِداتِ الطَرفِ تَنفُذُ عَينُها = إِلى نَحوِ حَيزومِ المُجَرِّبِ ذي العَقلِ

زارَنا زَورٌ سُرِرتُ بِهِ = لَيتَ ذاكَ الزَورَ لَم يَعجَل
إِذ أَتانا لَيلَةً وَجِلاً = مِن عُيونِ الخانَةِ العُذلِ

قُل لِلَّذي يَهوى تَفَرُّقَ بَينِنا = بِحَبلِ وِدادي أَيَّ ذَلِكَ يَفعَلُ
فَوَيلُ اِمِّها أُمنِيَّةً لَو تَفَهَّمَت = مَعانِيَها أَو كانَتِ اللُبَّ تُعمِلُ

أَقولُ لِصاحِبَيَّ وَمِثلُ ما بي = شَكاهُ المَرءُ ذو الوَجدِ الأَليمِ
إِلى الأَخَوَينِ مِثلِهِما إِذا ما = تَأَوَّبَهُ مُؤَرِّقَةُ الهُمومِ

يا ثُرَيّا الفُؤادِ رُدّي السَلاما = وَصِلينا وَلا تَبُتّي الزِمامَ
وَاِذكُري لَيلَةَ المَطارِفِ وَالوَب = لِ وَإِرسالَنا إِلَيكِ الغُلاما

طالَ لَيلي لِسُرى طَيفٍ أَلَم = فَنَفى النَومَ وَأَجداني السَقَم
طَيفِ ريمٍ شَطَّهُ أَوطانُهُ = فَهيَ لَم تَدنُ وَلَيسَت بِأَمَم

رَأَيتُ بِجَنبِ الخَيفِ هِنداً فَراقَني = لَها جيدُ ريمٍ زَيَّنَتهُ الصَرائِمُ
وَذو أُشُرٍ عَذبٌ كَأَنَّ نَباتَهُ = جَنى أُقحُوانٍ نَبتُهُ مُتَناعِمُ

أَلا يا لَقَومي لِلهَوى المُتَقَسِّمِ = وَلِلقَلبِ في ظَلماءِ سَكرَتِهِ العَمي
وَلِلحَينِ أَنّى ساقَني فَأَتاحَني = لِأَحبُلِها مِن بَينِ مُثرٍ وَمُعدِمِ

مَن رَسولي إِلى الثُرَيّا فَإِنّي = ضافَني الهَمُّ وَاِعتَراني الغُمومُ
يَعلَمُ اللَهُ أَنَّني مُستَهامٌ = بِهَواكُم وَأَنَّني مَرحومُ

لِمَنِ الدارُ كَخَطٍّ بِالقَلَم = لَم يُغَيِّر رَسمَها طولُ القِدَم
صاحِ إِنّي شَفَّني طولُ السَقَم = وَصَبا القَلبُ إِلى أُمِّ الحَكَم

ثُمَّ نَبَّهتُها فَمَدَّت كَعاباً = طَفلَةً ما تُبينُ رَجعَ الكَلامِ
ساعَةً ثُمَّ إِنَّها لِيَ قالَت = وَيلَتا قَد عَجِلتَ يا اِبنَ الكِرامِ

نامَ صَحبي وَلَم أَنَم = مِن خَيالٍ بِنا أَلَم
طافَ بِالرَكبِ موهِناً = بَينَ خاخٍ إِلى إِضَم

وَفِتيانِ صِدقٍ حِسانِ الوُجو = هِ لا يَجِدونَ لِشَيءٍ أَلَم
مِن آلِ المُغيرَةِ لا يَشهَدو = نَ عِندَ المَجازِرِ لَحمَ الوَضَم

يَلومونَني في غَيرِ ذَنبٍ جَنَيتُهُ = وَغَيرِيَ في كُلِّ الَّذي كانَ أَلوَمُ
أَمِنتُ أُناساً أَنتُمُ تَأمَنونَهُم = فَزادوا عَلَينا في الحَديثِ وَأَوهَموا

يا ذا الَّذي في الحُبِّ يَلحى أَما = تَخشى عِقابَ اللَهِ فينا أَما
تَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ داءٌ أَما = وَاللَهِ لَو حُمِّلتَ مِنهُ كَما

أَخطَأتِ أَنتِ بَدَأتِ بِاِلصَرمِ = وَاِبتَعتِ مِنّا الهَجرَ بِالسِلمِ
وَزَعَمتِ أَنّي قَد ظَلَمتُكُمُ = كَلّا وَأَنتِ بَدَأتِ بِالظُلمِ

أَلماً بِذاتِ الخالِ فَاِستَطلِعا لَنا = عَلى العَهدِ باقٍ وُدُّها أَم تَصَرَّما
وَقولا لَهَ إِنَّ النَوى أَجنَبيَّةٌ = بِنا وَبِكُم قَد خِفتُ أَن تَتَتَمَّما

أَيا نَخلَتَي وادي بَوانَةَ حَبَّذا = إِذا نامَ حُرّاسُ النَخيلِ جَناكُما
فَطيبُكُما أَربى عَلى النَخلِ بَهجَةً = وَزادَ عَلى طولِ الفِتاءِ فِتاكُما

دَعاني إِلى أَسماءَ عَن غَيرِ مَوعِدٍ = صُروفُ مَنايا كانَ وَقفاً حِمامُها
فَلَمّا اِلتَقَينا شَفَّ بُردٌ مُحَقَّقٌ = عَنِ الشَمسِ جَلّى يَومَ دَجنٍ غَمامُها

أَلا قُل لِهِندٍ إِحرَجي وَتَأَثَّمي = وَلا تَقتُليني لا يَحِلُّ لَكُم دَمي
وَحُلّى حِبالَ السِحرِ عَن قَلبِ عاشِقٍ = حَزينٍ وَلا تَستَحقِبي فَتلَ مُسلِمِ

هَل عَرَفتَ اليَومَ مِن شَن = باءِ بِالنَعفِ رُسوما
غَيَّرَتها كُلُّ ريحٍ = تَذَرُ التُربَ مُسيما

ما بالُ قَلبِكَ لا يَزالُ يَهيجُهُ = ذِكَرٌ عَواقِبَ غِبِّهِنَّ سَقامُ
ذِكرُ الَّتي طَرَقَتكَ بَينَ رَكائِبٍ = تَمشي بِمِزهَرِها وَأَنتَ حَرامُ

رَثُّ حَبلُ الوَصلِ وَاِنصَرَما = مِن حَبيبٍ هاجَ لي سَقَما
كِدتُ أَقضي إِذ رَأَيتُ لَهُ = مَنزِلاً بِالخَيفِ قَد طَسَما

ذَهَبتَ وَلَم تُلمِم بِديباجَةِ الحَرَم = وَقَد كُنتَ مِنها في عَناءٍ وَفي سَقَم
جُنِنتَ بِها لَما سَمِعتَ بِذِكرِها = وَقَد كُنتَ مَجنوناً بِجاراتِها القُدُم


أَباكِرَةٌ في الظاعِنينَ رَميمُ = وَلَم يُشفَ مَتبولُ الفُؤادِ سَقيمُ
أَمِ اِتَّعَدَ الحَيُّ الرَواحَ فَإِنَّني = لِكُلِّ الَّذي يَنوى الأَميرُ وَجومُ

أَقِلّي البِعادَ أُمَّ بَكرٍ فَإِنَّما = قُصارى الحُروبِ أَن تَعودَ إِلى سِلمِ
فَوَاللَهِ ما لِلعَيشِ ما لَم أُلاقِكُم = وَما لِلهَوى إِذ ما تُزارينَ مِن طَعمِ

أَبيني اليَومَ يا نُعمُ = أَوَصلٌ مِنكِ أَم صَرمِ
فَإِن يَكُ صَرمَ عاتِبَةٍ = فَقَد نَفنى وَهوَ سِلمُ

عاوَدَ القَلبُ يا لَقَومِيَ سُقماً = يَومَ أَبدَت لَنا قُرَيبَةُ صَرما
صَرَمَتني وَما اِجتَرَمتُ إِلَيها = غَيرَ أَنّي أَرعى المَوَدَّةَ جُرما

يا لَيلَةً قَطَعَ الصَباحُ نَعيمَها = عودي عَلَيَّ فَقَد أَصَبتِ صَميمي
ما إِن رَأَيتُ وَلا سَمِعتُ كَلَيلَةٍ = في غَيرِ سوءٍ عِندَ بَيتِ حَكيمِ

يا خَليلَيَّ عادَني اليَومَ سُقمي = فَبَرى دائُهُ لِحَينِيَ عَظمي
لِمُصِرٍّ أَصَرَّ وَاِستَكبَرَ اليَو = مَ وَظَنَّ الصُدودَ لَيسَ بِظُلمِ

وَقِّف بِرَبعٍ أَنساكَهُ قِدَمُه = جَرَت بِهِ الريحُ فَاِمَّحى عَلَمُه
وَقَفتُ بِالرَبعِ كَي أُسائِلَهُ = لَوِ اِستَطاعَ الكَلامَ لَم أَرِمُه

خَليلَيَّ عوجا نَبكِ شَجواً عَلى الرَسمِ = عَفا بَينَ وادٍ لِلعَشيرَةِ فَالحَزمِ
خَليلَيَّ ما كانَت تَصادُ مَقاتِلي = وَلا غُرَّتي حَتّى وَقَعتُ عَلى نُعمِ

هَجَرتِ الحَبيبَ اليَومَ مِن غَيرِ ما اِجتَرَم = وَقَطَّعتِ مِن ذي وُدِّكَ الحَبلَ فَاِنصَرَم
أَطَعتِ الوُشاةَ الكاشِحينَ وَمَن يُطِع = مَقالَةَ واشٍ يَقرَعِ السِنَّ مِن نَدَم

بِوَجرَةَ أَطلالٌ تَعَفَّت رُسومُها = وَأَقفَرَ مِن بَعدِ الأَنيسِ قَديمُها
تَلوحُ عَلى طولِ الزَمانِ عِراصُها = كَما لاحَ في كَفِّ الفَتاةِ وُشومُها

قَد أَصابَ القَلبَ مِن نُعمِ = سُقمُ داءٍ لَيسَ كَالسُقمِ
إِنَّ نُعماً أَقصَدَت رَجُلاً = آمِناً بِالخَيفِ إِذ تَرمي

أَوقَفتُ مِن طَلَلٍ عَلى رَسمِ = بِلِوى العَقيقِ يَلوحُ كَالوَشمِ
أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ ساكِنِهِ = غَيرَ النَعامِ يَرودُ وَالأُدمِ

كَفى حَزَناً أَن تَجمَعَ الدارُ شَملَنا = وَأُمسي قَريباً لا أَزورُكِ كُلثُما
دَعى القَلبَ لا يَزدَد خَبالاً مَعَ الَّذي = بِهِ مِنكِ أَو داوي جَواهُ المُكَتَّما

مِن عاشِقٍ صَبٍّ يُسِرُّ الهَوى = قَد شَفَّهُ الوَجدُ إِلى كُلثُمِ
رَأَتكِ عَيني فَدَعاني الهَوى = إِلَيكِ لِلحَينِ وَلَم أَعلَمِ

حَسَروا الوُجوهَ بِأَذرُعٍ وَمَعاصِمِ = وَرَنَوا بِنُجلٍ لِلقُلوبِ كَوالِمِ
حَسَروا الأَكِمَّةَ عَن سَواعِدِ فِضَّةٍ = فَكَأَنَّما اِنتَصَبَت مُتونُ صَوارِمِ

صاحِ هَل لُمتَ ظالِما = فَاِنظُرِ اليَومَ لائِما
هَل تَرى مِثلَ ظَبيَةٍ = قَلَّدوها التَمائِما

بِاِسمِ الإِلَهِ تَحيَّةٌ لِمُتَيَّمِ = تُهدى إِلى حَسَنِ القَوامِ مُكَرَّمِ
وَصَحيفَةٌ ضَمَّنتُها بِأَمانَةٍ = عِندَ الرَحيلِ إِلَيكِ أُمَّ الهَيثَمِ

إِنّي أَتَتنِيَ شَكوى لا أُسَرُّ بِها = وَذَروُ قَولٍ وَلَم نَخشى الَّذي نَجَما
حَتّى تَبَدّى وَلَم أَعلَم بِقائِلِهِ = وَقَد أَكونُ بِمَ حاوَلتِهِ فَهِما

أَرِقتُ وَآبَني هَمّي = لِنَأيِ الدارِ مِن نُعمِ
فَأَقصَرَ عاذِلٌ عَنّي = وَمَلَّ مُمَرِّضي سُقمي

طالَ لَيلى وَاِعتادَني اليَومَ سُقمُ = وَأَصابَت مَقاتِلَ القَلبِ نُعمُ
قَصَدَت نَحوَ مَقتَلي بِسِهامٍ = نافِذاتٍ وَما تَبَيَّنَ كَلمُ

قُلتُ بِالخَيفِ مَرَّةً = لِجَوارٍ نَواعِمِ
قُلنَ بِاللَهِ لِلَّتي = سَمِعَت قَولَ ظالِمِ

أَقِلِّ المَلامَ يا عَتيقُ فَإِنَّني = بِهِندٍ طَوالَ الدَهرِ حَرّانُ هائِمُ
فَقَضَّ مَلامي وَاِطلُبِ الطِبَّ إِنَّني = أُسِرُّ جَوىً مِن حُبِّها فَهوَ رازِمُ

إِنَّ طَيفَ الخَيالِ حينَ أَلَمّا = هاجَ لي ذِكرَةً وَأَحدَثَ هَمّا
جَدِّدي الوَصلَ يا سُكَينَ وَجودي = لِمُحِبٍّ فُراقُهُ قَد أَحَمّا

فَيا لَيتَ أَنّي حَيثُ تَدنو مَنيَّتي = شَمَمتُ الَّذي ما بَينَ عَينَيكِ وَالفَمِ
وَلَيتَ طَهوري كانَ ريقَكِ كُلَّهُ = وَلَيتَ حَنوطي مِن مُشاشِكِ وَالدَمِ

يا راكِباً نَحوَ المَدينَةِ جَسرَةً = أُجُداً تُلاعِبُ حَلقَةً وَزِماما
إِقرَء عَلى أَهلِ البَقيعِ مِنِ اِمرِئٍ = كَمِدٍ عَلى أَهلِ البَقيعِ سَلاما

أَيُّها العاذِلُ الَّذي لَجَّ في الهَج = رِ عَلامَ الَّذي فَعَلتَ وَمِمّا
فيمَ هَجري وَفيمَ تُجمِعُ ظُلمي = وَصُدوداً وَلِم عَتَبتَ وَعَمّا

تَشَكّى الكُمَيتُ الجَريَ لَمّا جَهَدتُهُ = وَبَيَّنَ لَو يَسطيعُ أَن يَتَكَلَّما
فَقُلتُ لَهُ إِن أَلقَ لِلعَينِ قُرَّةً = فَهانَ عَلَينا أَن تَكِلَّ وَتَسأَما

يا صاحِ قُل لِلرَبعِ هَل يَتَكَلَّمُ = فَيُبينَ عَمّا سيلَ أَو يَستَعجِمُ
فَثَنى مَطيَّتَهُ عَلَيَّ وَقالَ لي = إِسأَل وَكَيفَ يَبينُ رَسمٌ أَعجَمُ

ذَكَّرَتني الدِيارُ شَوقاً قَديماً = بَينَ خَيصٍ وَبَينَ أَعلى يَسوما
بِالشَليلِ الَّذي أَتى عَن يَميني = قَد تَعَفَّت إِلّا ثَلاثاً جُثوما

يا مَن لِقَلبٍ دَنِفٍ مُغرَمِ = هامَ إِلى هِندٍ وَلَم يَظلِمِ
هامَ إِلى رِئمٍ هَضيمِ الحَشا = عَذبِ الثَنايا طَيِّبِ المَبسِمِ



قُل لِلمَنازِلِ بِالكَديدِ تَكَلَّمي = دَرَسَت وَعَهدُ جَديدِها لَم يَقدُمِ
لَعِبَت بِجَدَّتِها الرِياحُ وَتارَةً = تَعتادُها دِيَمٌ بِأَسحَمَ مُرهِمِ

أَلا تَجزي عُثَيمَةُ وُدَّ صَبٍّ = بِذِكرِكِ لا يَنامُ وَلا يُنيمُ
لِصَبٍّ زادَهُ حُبّاً وَوَجداً = بِكُم سُعدى مَلامَةُ مَن يَلومُ

مَن لِقَلبٍ أَمسى حَزيناً مُعَنّى = مُستَكيناً قَد شَفَّهُ ما أَجَنّا
إِثرَ شَخصٍ نَفسي فَدَت ذاكَ شَخصاً = نازِحَ الدارِ بِالمَدينَةِ عَنّا

إِذا خَدِرَت رِجلي ذَكَرتُكِ صادِقاً = وَصَرَّحتُ إِذ أَدعوكِ بِاِسمِكِ لا أُكني
وَإِنّي لَتَغشاني لِذِكرَكِ رَوعَةٌ = يَخِفُّ لَها ما بَينَ كَعبي إِلى قَرني

َلمِم بِجورٍ في الصِفاحِ حِسانِ = هَيَّجنَ مِنكَ رَوائِعَ الأَحزانِ
بيضٍ أَوانِسَ قَد أَصَبنَ مَقاتِلي = يُشبِهنَ تُلعَ شَوادِنِ الغِزلانِ

وَغَضيضِ الطَرفِ مِكسالِ الضُحى = أَحوَرِ المُقلَةِ كَالريمِ الأَغَن
مَرَّ بي في نَفَرٍ يُحفِفنَهُ = مِثلَما حَفَّ النَصارى بِالوَثَن

كانَ لي يا سَفيرُ حُبُّكَ حَينا = كادَ يَقضي عَلَيَّ لَمّا اِلتَقَينا
يَعلَمُ اللَهُ أَنَّكُم لَو نَأَيتُم = أَو قَرُبتُم أَحَبُّ شَيءٍ إِلَينا

لَم تَرَ العَينُ لِلثُرَيّا شَبيهاً = بِمَسيلِ التِلاعِ لَمّا اِلتَقَينا
أَعمَلَت طَرفَها إِلَيَّ وَقالَت = حُبَّ بِالسائِرينَ زَوراً إِلَينا

أَضحى فُؤادَكَ غَيرَ ذاتِ أَوانِ = بَل لَم يَرُعكَ تَحَمُّلُ الجيرانِ
بانوا وَصَدَّعَ بَينَهُم شَعبَ النَوى = عَجَباً كَذاكَ تَقَلُّبُ الأَزمانِ

هاجَ الفُؤادَ ظَعائِنٌ = بِالجَزعِ مِن أَعلى الحَجونِ
يُحدى بِهِنَّ وَفي الظَعا = ئنِ رَبرَبٌ حورُ العُيونِ

أَصبَحَ القَلبُ بِالقَتولِ حَزينا = هائِمُ اللُبِّ لَو قَضَتهُ الدُيونا
قالَ أَبشِر لَمّا أَتاها رَسولٌ = قَد رَأَينا مِنها لَكَ اليَومَ لينا

أَيُّها الطارِقُ الَّذي قَد عَناني = بَعدَما نامَ سامِرُ الرُكبانِ
زارَ مِن نازِحٍ بِغَيرِ دَليلٍ = يَتَخَطّى إِلَيَّ حَتّى أَتاني

قَد هاجَ قَلبَكَ بَعدَ السُلوَةِ الوَطَنُ = وَالشَوقُ يُحدِثُهُ لِلنازِحِ الشَجَنُ
مَن كانَ يَسأَلُ عَنّا أَينَ مَنزِلُنا = فَالأُقحُوانَةُ مِنّا مَنزِلٌ قَمَنُ

أَصبَحَ القَلبُ في الحِبالِ رَهينا = مُقصَداً يَومَ فارَقَ الظاعَنينا
عَجِلَت حُمَّةُ الفِراقِ عَلَينا = بِرَحيلٍ وَلَم نَخَف أَن تَبينا

سَحَرَتني الزَرقاءُ مِن مارونَ = إِنَّما السِحرُ عِندَ زُرقِ العُيونِ
سَحَرَتني بِجيدِها وَشتَيتٍ = وَبِوَجهٍ ذي بَهجَةٍ مَسنونِ

عاوَدَ القَلبَ مِن تَذَكُّرِ جُملٍ = ما يَهيجُ المُتَيَّمَ المَحزونا
إِنَّ ما أَورَثَت مِنَ الحُبِّ جُملٌ = كادَ يُبدي المُجَمجَمَ المَكنونا

إِنَّ مَن تَهوى مَعَ الفَجرِ ظَعَن = لَلهَوى وَالقَلبُ مِتباعُ الوَطَن
بانَتِ الشَمسُ وَكانَت كُلَّما = ذُكِرَت لِلقَلبِ عاوَدتُ دَدَن

يا رَبِّ إِنَّكَ قَد عَلِمتَ بِأَنَّها = أَهوى عِبادِكَ كُلِّهِم إِنسانا
وَأَلَذُّهُم نُعمٌ إِلَينا واحِداً = وَأَحَبُّ مَن نَأتي وَمَن حَيّانا

ذَكَرَ البَلاطَ وَكُلَّ ساكِنِ قَريَةٍ = بَعدَ الهُدوءِ تَهيجُهُ أَوطانُه
ثُمَّ اِلتَقَينا بِالمُحَصَّبِ غُدوَةً = وَالقَلبُ يَخلُجُهُ لَها أَشطانُه

يا خَليلَيَّ مِن مَلامٍ دَعاني = وَأَلِمّا الغَداةَ بِالأَظعانِ
لا تَلوما في أَهلِ زَينَبَ إِنَّ ال = قَلبَ رَهنٌ بِئالِ زَينَبَ عانِ

طَرِبتَ وَهاجَتكَ المَنازِلُ مِن جَفنٍ = أَلا رُبَّما يَعتادُكَ الشَوقُ بِالحُزنِ
مَرَرتُ عَلى أَطلالِ زَينَبَ بَعدَها = فَأَعوَلتُها لَو كانَ إِعوالُها يُغني

أَشارَت إِلَينا بِالبَنانِ تَحِيَّةً = فَرَدَّ عَلَيها مِثلَ ذاكَ بَنانُ
فَقالَت وَأَهلُ الخَيفِ قَد حانَ مِنهُمُ = خُفوفٌ وَما يُبدي المَقالَ لِسانُ

لَقَد عَرَضَت لي بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً = مَعَ الحَجِّ شَمسٌ سُتِّرَت بِيَمانِ
بَدا لِيَ مِنها مِعصَمٌ يَومَ جَمَّرَت = وَكَفٌّ خَضيبٌ زُيِّنَت بِبَنانِ

قُل لِلمَنازِلِ بِالظَهرانِ قَد حانا = أَن تَنطِقي فَتُبيني القَولَ تِبيانا
رُدّي عَلَينا بِما قُلنا تَحيَّتَنا = وَحَدِّثينا مَتى بانَ الَّذي بانا

أَلا حَيِّ الَّتي قامَت = عَلى خَوفٍ تُحَيِّينا
فَفاضَت عَبرَةٌ مِنها = فَكادَ الدَمعُ يُبكينا

قالَ الخَليطُ غَداً تَصَدُّعُنا = أَو بَعدَهُ أَفَلا تُشَيُّعُنا
أَمّا الرَحيلُ فَدونَ بَعدِ غَدٍ = فَمَتى تَقولُ الدارُ تَجمَعُنا

هَل تَعرِفُ الدارَ وَالأَطلالَ وَالدِمَنا = زِدنَ الفُؤادَ عَلى عِلّاتِهِ حَزَنا
دارٌ لِأَسماءَ إِذ كانَت تَحَلُّ بِها = وَأَنتَ إِذ ذاكَ إِذ كانَت لَنا وَطَنا

تَقولُ وَليدَتي لَمّا رَأَتني = طَرِبتُ وَكُنتُ قَد أَقصَرتُ حينا
أَراكَ اليَومَ قَد أَحدَثتَ شَوقاً = وَهاجَ لَكَ الهَوى داءً دَفينا

مِن رُسومٍ بالِياتٍ وَدِمَن = عادَ لي هَمّي وَعاوَدتُ دَدَن
يا أَبا الحارِثِ قَلبي هائِمٌ = فَأتَمِر أَمرَ رَشيدٍ مُؤتَمَن

إِرحَمينا يا نُعمُ مِمّا لَقينا = وَصِلينا فَأَنعُمي أَو دَعينا
عَنكِ إِن تَسأَلي فِدىً لَكِ نَفسي = ثُمَّ تَأتينَ غَيرَ ما تَزعُمينا


حَدِّثينا قَرَيبَ ما تَأمُرينا = إِنَّ قَلبي أَمسى بِهِندٍ رَهينا
ما أُراهُ إِلّا سَيَقضي عَلَيهِ = ناظِرُ الحُبِّ خَشيَةَ أَن تَبينا

إِنَّني اليَومَ عادَني أَحزاني = وَتَذَكَّرتُ مَيعَتي في زَماني
وَتَذَكَّرتُ ظَبيَةً أُمَّ رِئمٍ = هاجَ لي الشَوقَ ذِكرُها فَشَجاني

أَجمَعَت خُلَّتي مَعَ الهَجرِ بَينا = جَلَّلَ اللَهُ ذَلِكَ الوَجهَ زَينا
أَجمَعَت بَينَها وَلَم نَكُ مِنها = لَذَّةَ العَيشِ وَالشَبابِ قَضَينا

ضَحِكَت أُمُّ نَوفَلٍ إِذ رَأَتني = وَزُهَيراً وَسالِفَ اِبنَ سِنانِ
عَجِبَت إِذ رَأَت لِداتِيَ شابوا = وَقَتيراً مِنَ المَشيبِ عُلاني

أَجَدَّ غَداً لِبَينِهِمُ القَطينُ = وَفاتَتنا بِهِم دارٌ شَطونُ
تَبِعتُهُمُ بِطَرفِ العَينِ حَتّى = أَتى مِن دونِهِم خَرقٌ بَطينُ

أَصبَحَ القَلبُ مُستَهاماً مُعَنّى = بِفَتاةٍ مِن أَسوَءِ الناسِ ظَنّا
قُلتُ يَوماً لَها وَحَرَّكَتِ العو = دَ بِمِضرابِها فَغَنَّت وَغَنّى

هَيهاتِ مِن أَمَةِ الوَهّابِ مَنزِلُنا = إِذا حَلَلنا بِسَيفِ البَحرِ مِن عَدَنِ
وَحَلَّ أَهلُكِ أَجياداً فَلَيسَ لَنا = إِلّا التَذَكُّرُ أَو حَظٌّ مِنَ الحَزَنِ

إِعتادَني بَعدَ سُلوَةٍ حَزَني = طَيفُ حَبيبٍ سَرى فَأَرَّقَني
مِن ظَبيَةٍ بِالعَقيقِ ساكِنَةٍ = قَد شَفَّني حُبُّها وَعَذَّبَني

أَستَعينُ الَّذي بِكَفَّيهِ نَفعي = وَرَجائي عَلى الَّتي قَتَلَتني
وَلَقَد كُنتُ قَد عَرَفتُ وَأَبصَر = تُ أُموراً لَو أَنَّها نَفَعَتني

أَحِنُّ إِذا رَأَيتُ جَمالَ سُعدى = وَأَبكي إِن رَأَيتُ لَها قَرينا
وَقَد أَفِدَ الرَحيلُ فَقُل لِسُعدى = لَعَمرُكِ خَبِّري ما تَأمُرينا

صاحِ إِنَّ المُلامَ في حُبِّ جُملِ = كادَ يَقضي الغَداةَ مِنكَ مَكاني
فَاِنظُرِ اليَومَ مَن كُنتَ تَهوى = فَاِنجُ مِن شانِهِ وَدَعني وَشاني

إِنّي وَمَن أَحرَمَ الحَجيجُ لَهُ = وَمَوقِفِ الهَدي بَعدُ وَالبُدُنِ
وَالبَيتِ ذي الأَبطَحِ العَتيقِ وَما = جُلَّلَ مِن حُرِّ عَصبِ ذي اليَمَنِ

وَلَقَد أَشهَدُ المُحَدِّثَ عِندَ ال = قَصرِ فيهِ تَعَفُّفٌ وَبَيانُ
في زَمانٍ مِنَ المَعيشَةِ لَخٍّ = قَد مَضى عَصرُهُ وَهَذا زَمانُ

بانَت سُلَيمى وَقَد كانَت تُواتيني = إِنَّ الأَحاديثَ تَأتيها وَتَأتيني
فَقُلتُ لَمّا اِلتَقَينا وَهيَ مُعرِضَةٌ = عَنّي لِيَهنَكِ مَن تُدنينَهُ دوني

أَيُّها المُنكِحُ الثُرَيّا سُهَيلاً = عَمرَكَ اللَهَ كَيفَ يَلتَقِيانِ
هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَقَلَّت = وَسُهيلٌ إِذا اِستَقَلَّ يَمانِ

لِعائِشَةَ اِبنَةَ التَيمِيِّ عِندي = حِمىً في القَلبِ ما يُرعى حِماها
يُذَكِّرُني اِبنَةَ التَيمِيِّ ظَبيٌ = يَرودُ بِرَوضَةٍ سَهلٍ رُباها

تَأَوَّبَ عَينَهُ وَهناً قَذاها = وَداواها الطَبيبُ فَما شَفاها
وَأَحدَثَ قَلبُهُ خَطَراتِ حُبٍّ = وَأَحدَثَ شَوقُهُ حُزناً عَراها

خانَكَ مَن تَهوى فَلا تَخُنهُ = وَكُن وَفِيّاً إِن سَلَوتَ عَنهُ
وَاِسلُك سَبيلَ وَصلِهِ وَصُنهُ = إِن كانَ غَدّاراً فَلا تَكُنهُ

عاوَدَ القَلبَ بَعضُ ما قَد شَجاهُ = مِن حَبيبٍ أَمسى هَوانا هَواهُ
يا لِقَومي وَكَيفَ صَبرِيَ عَمَّن = لا تَرى النَفسُ طيبَ عَيشٍ سِواهُ

قَد صَبا القَلبُ صِباً غَيرَ دَني = وَقَضى الأَوطارَ مِن أُمِّ عَلي
وَقَضى الأَوطارَ مِنها بَعدَما = كادَتِ الأَوطارُ أَن لا تَنقَضي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » عمر بن أبي ربيعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اشعار وقصائد » شعراء العصر الاموي » الفرزدق
» اشعار وقصائد » شعراء العصر العباسي » البحتري
» اشعار وقصائد » شعراء العصر العباسي » البحتري
» اشعار وقصائد » شعراء العصر العباسي » أبو العلاء المعري
» اشعار وقصائد » شعراء العصر العباسي » بديع الزمان الهمذاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى الخواطر الشعرية-
انتقل الى: