ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 موسوعة الفتاوى الإسلامية الجهاد والدعوة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

موسوعة الفتاوى الإسلامية الجهاد والدعوة  Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة الفتاوى الإسلامية الجهاد والدعوة    موسوعة الفتاوى الإسلامية الجهاد والدعوة  Emptyالجمعة ديسمبر 14, 2012 1:36 pm

موسوعة الفتاوى الإسلامية الجهاد والدعوة  GgA19987


موسوعة الفتاوى الإسلامية الجهاد والدعوة
فتاوى إسلامية
لأصحاب الفضيلة العلماء :
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
فضيلة الشيخ محمد بن صـالح بن عثيمين
فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
إضافة إلى اللجنة الدائمة
وقرارات المجمع الفقهي
إلى نهاية كتاب الصلاة
جمع وترتيب
محمد بن عبدالعزيز المسند
إلى نهاية كتاب البيوع
جمع وترتيب محمد بن عبد العزيز المسند
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
{ الجهاد والدعوة }
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
دفاع المسلمين عن بلادهم من الجهاد
س- أبناؤكم المرابطون على الجبهة يسألون سماحتكم عما إذا كان لهم أجر المرابط في سبيل الله . وأنتم تعلمون أنهم يواجهون عدوا ثبت من سلوكياته أنه لا يرعى عهداً ولا يحفظ حقاً ..؟ ويسألون أيضاً هل يدخل في الجهاد الدفاع عن الوطن والعرض والممتلكات ؟ كما يأملون توجيه نصيحة لهم .. ؟
ج- قد دلّ الكتاب والسنة الصحيحة على أن الرباط في الثغور من الجهاد في سبيل الله لمن أصلح يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطواالله نيته لقول الله جل وعلا : رباط يوم وليلة في سبيل الله خير ، :  وقول النبي ، واتقوا الله لعلكم تفلحون وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأجرى عليه رزقه ،من صيام شهر وقيامه ، أنه قال :وأمن الفتان ، رواه الإمام مسلم في صحيحه ، وفي الصحيحين عن النبي ، رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها ، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما .عليها
من أغبّرت ، أنه قال : وفي صحيح البخاري – رحمه الله – عن النبي ، .من قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار
ولاشك أن الدفاع عن الدين والنفس والأهل والمال والبلاد وأهلها من الجهاد المشروع ، ومن يُقتل في بلادهم وهو مسلم من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو ، : يعتبر شهيداً لقول النبي ، .شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد
ونوصيك – أيها المرابطون في الجبهة – بتقوى الله والإخلاص لله في جميع أعمالكم والمحافة على الصلوات الخمس في الجماعة ، والإكثار من ذكر الله عز وجل ، والاستقامة على طاعة الله ورسوله ، والحرص على اتفاق الكلمة ، وعدم التنازع ، والصبر والمصابرة في ذلك بنفس مطمئنة ، وحسن الظن بالله ، والحذر من جميع معاصيه .
ومن أجمع الآيات فيما يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةذكرنا قوله – عز وجل – في سورة الأنفال : فاثبتوا وأذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون . وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا .فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين
سدد الله خطاكم وثبتكم على دينه ، ونصر بكم وبمن معكم الحق ، وخذل بكم الباطل وأهله ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
الشيخ ابن باز
* * * *
متى تشرع صلاة الخوف
س- هل يشرع لبعض الجنود الذين يعملون على بعض الأسلحة في الجبهة أن يصلوا صلاة الخوف .. وكيف يكون ذلك رغم عدم قيام الحرب .. ؟
ج- ليس لهم صلاة الخوف إلا إذا كانوا مصافين العدو وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقمأو يخافون هجومه .. لقول الله سبحانه : طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم سورة النساء ، الآية 102وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة وفي الصحيحين ، يوم ذات الرقاع صلاة الخوف أن طائفة منعن صالح بن خوات عمن صلى مع النبي ، ، صفت معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالذين معه ركعة ثم ثبت قائماً وأتمواأصحابه ، لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم .. وهذا لفظ مسلم
وفي الصحيحين ، قبل نجد فوازينا العدو فصاففناهم غزوت مع رسول الله ، أيضاً عن ابن عمر قال : ، فصلى بنا ، فقامت طائفة معه وأقبلت طائفة على العدو ، وركعفقام رسول الله ، بمن معه وسجد سجدتين ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تصل فجاؤوه فركع بهم ركعة .. وهذا اللفظوسجد سجدتين ثم سلم فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين للبخاري .
، صلاة الخوف فصففنا صفين ، شهدت مع رسول الله ، وعن جابر قال : ، وكبرنا جميعاً ، والعدو بيننا وبين القبلة فكبر النبي ، صف خلف رسول الله ، ثم ركع وركعنا جميعاً ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعاً ثم انحدر بالسجود والصف ، السجود وقام الصفالذي يليه وقام الصف المؤخر في نحر العدو ، فلما قضى النبي ، الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود وقاموا ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم ، وركعنا جميعا ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعاً ثم انحدرثم ركع النبي ، بالسجود والصف الذي يليه الذي كان مؤخراً في الركعة الأولى وقام الصف المؤخر في نحر ، السجود والصف الذي يليه انحدر الصف المؤجر بالسجودالعدو ، فملا قضى النبي ، رواه مسلم في صحيحه .. والله ولي التوفيق، وسلمنا جميعاً فسجدوا ثم سلم النبي ، .
الشيخ ابن باز
* * * *
أعظم الجهاد
س- هل الجهاد في سبيل الله على درجة واحدة سواء كان بالنفس أو بالمال أو بالدعاء مع القدرة على الجهاد بالنفس ؟
ج- الجهاد أقسام ، بالنفس والمال والدعاء ، والتوجيه والإرشاد ، والإعانة على الخير من أي طريق ، وأعظم جهاد بالنفس ، ثم الجهاد بالمال والجهاد بالرأي والتوجيه ، والدعوة كذلك من الجهاد ، فالجهاد بالنفس أعلاها .
الشيخ ابن باز
* * * *
المرحوم والشهيد
س- لقد عرفت أن لفظ المرحوم والشهيد لا يجوز إطلاقهما على الميت ، فما هو البديل الذي يمكن أن يستخدمه رجال الصحافة والإعلام والمتحدثون بصفة عامة ؟
ج- أما اللفظ الأول وهو ( المرحوم ) : فإذا قصد به الإنسان خبراً فإنه لا يجوز لأنه لا يعلم هل رحم أم لا ، وإن قصد به الدعاء فإنه لا بأس به ، كما لو قلت فلان رحمه الله وفلان غفر الله له فإن هذا لا بأس به .
وأما الشهيد : فالشهيد إثبات حكم الشهادة لهذا الميت ، وهو لا يجوز لأن الشهادة لشخص بأنه شهيد والشهداء عندإثبات حكم الشهادة له بأنه من أهل الجنة ، كما قال الله تعالى : ولا تسحبن الذين قتلوا في سبيل الله وقال تعالى : ربهم لهم أجرهم ونورهم ، وهذا لا يجزم به لأحد إلا بنص أو إجماع منأمواتاً ، بل أحياء عند ربهم يرزقون باب لا يقال فلان شهيدالمسلمين ، وقد بوب البخاري – رحمه الله – على هذا بقوله : ولكن إذا مات الإناسن موتا حكم الشارع على أن من مات به فهو شهيد فإنه يقال على سبيل العموم إن من مات بهذا السبب فهو شهيد ويرجى أن يكون هذا الرجل المعين من الشهداء على سبيل الرجاء .
وأما ما ينشر في الصحف وما أشبه ذلك من مثل هذه الألقاب التي قد تقال لمن يجزم الإنسان بأنه ليس من المؤمنين فضلاً عن الشهداء فإن الواجب أن يتحرى الإنسان فيما يقول سواء كان صحفياً أم غير صحفي لأنه سيسأل عما قال وإذا تحدث عن شخص مات ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيدكما قال الله تعالى : بسبب يظن أنه يكون به شهيداً فليقل وقد جاء في الحديث أن من مات بهذا السبب يعتبر شهيداً ولا يجزم لهذا الشخص المعين .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
من قتل في سبيل مكافحة المخدرات فهو شهيد
س- لا شك أن إدارة مكافحة المخدرات تسعى جاهدة لسد المنافذ التي من طريقها تتسلل تلك السموم من المخدرات إلى هذا البلد الطاهر ..
وقد نشط مروجو هذه السموم ولكن بعون الله ثم بقوة وعزيمة رجال مكافحة المخدرات أصبت جهود أولئك المروجين بالشلل .. وسؤال يا سماحة الشيخ هو : هل يعتبر شهيداً من قتل من رجال مكافحة المخدرات عند مداهمة أوكار متعاطي المخدرات ومروجيها ؟ ثم ما حكم من يدلي بمعلومات تساعد رجال المكافحة للوصول إلى تلك الأوكار .. ؟ أفتونا مأجورين
ج- لا ريب أن مكافحة المسكرات والمخدرات من أعظم الجهاد في سبيل الله . ومن أهم الواجبات التعاون بين أفراد المجتمع في مكافحة ذلك لأن مكافحتها في مصلحة الجميع ولأن فشوها ورواجها مضرة على الجميع ، ومن قتل في سبيل مكافحة هذا الشر وهو حسن النية فهو من الشهداء ، ومن أعان على فضح هذه الأوكار وبيانها للمسؤولين فهو مأجور وبذلك يعتبر مجاهداً في سبيل الحق وفي مصلحة المسلمين وحماية مجتمعهم مما يضر بهم فنسأل الله أن يهدي أولئك المروجين وأن يردهم إلى رشدهم وأن يعيذهم من شرور أنفسهم ومكائد عدوهم الشطيان . وأن يوفق المكافحين لهم لإصابة الحق وأن يعينهم على أداء واجبهم ويسدد خطاهم وينصرهم على حزب الشيطان إنه خير مسؤول .
الشيخ ابن باز
* * * *
كفالة أيتام المجاهدين
س- ما هو الأجر المترتب على كفالة اليتيم ، وهل في كفالة أيتام المجاهدين الأفغان أجر أم لا ؟ ! أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين ، وأشار بأصبعيه ، : ج- قال النبي ، وكفالته يعني حضانته وتربيته والنفقه عليه والسعي في إصلاحهالسبابة والوسطى ويدخل في ذلك أيتام مجاهدي الأفغان وغيرهم .
الشيخ ابن جبرين
* * * *
جهاد المنافقين ليس كجهاد الكافر
س- ما السبيل الأرشد لمواجهة الحرب التي تُشن على الإسلام من بعض أبناء المسلمين أنفسهم سواء كانوا من العلمانيين أو من غيرهم ؟
ج- الواجب على الأمة الإسلامية أن تقابل كل سلاح يصوب نحو الإسلام بما يناسبه ، فالذين يحاربون الإسلام بالأفكار والأقوال يجب أن يبين بطلان ما هو عليه بالأدلة النظرية العقلية إضافة إلى الأدلة الشرعين حتى يتبين بطلان ما هو عليه ، و الذين يحاربون الإسلام من الناحية الاقتصادية يجب أن يدافعوا بل أن يهاجموا إذا أمكن بمثل ما يحاربون به الإسلام ويبين أن أفضل طريقة لتقويم الاقتصاد على وجه عادل هي طريقة الإسلام ، والذين يحاربون الإسلام بالأسلحة يجب أن يقاوموا بما يناسب تلك يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظالأسلحة ، ولهذا قال الله تعالى : .عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير
ومن المعلوم أن جهاد المنافقين ليس كجهاد الكفار لأن جهاد المنافقين يكون بالعلم والبيان وجهاد الكفار يكون بالسيف والسهام .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
نصيحة لشباب الصحوة الإسلامية ..
س- ما هي نصيحتكم عموماً لتيار الصحوة الإسلامية الشبابية المتعالية الآن في العالم الإسلامي ج- هذه الصحوة التي تسر كل مؤمن ويصح أن تسمى حركة إسلامية وتجديداً إسلامياً ونشاطاً يجب أن تشجع وأن توجه إلى الاعتصام بالكتاب والسنة ، وأن يجذر يا أهلقادتها وأفرادها من الغلو والإفراط عملاً بقول الله – سبحانه وتعالى - : إياكم والغلو في الدين فإنما ، :  ، وقول النبي، الكتاب لا تغلوا في دينكم هلك المتنطعون ، ، قوله صلى الله عليه وسلم ، أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين . ويجب عليهم أن يتوجهوا إلى الله دائماً بطلبهلك المتنطعون ، هلك المتنطعون التوفيق وصلاح القلوب والأعمال ، والثبات على الحق ، وأن يعنوا عناية تامة بالقرآن الكريم تلاوة وتدبراً وتعقلاً ، وعملاً بالسنة المطهرة لأنها الأصل الثاني ، ولأنها وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ماالمفسرة لكتاب الله كما قال الله ، عز وجل : وما أنزل عليك الكتاب إلا لتبين لهم . وقال عز وجل : نزل إليهم ولعلكم يتفكرون .الذين اختلفوا فيه هدى ورحمة لقوم يؤمنون
كما يجب على الدعاة إلى الله أن يستغلوا هذه الحركة الإسلامية بالتعاون مع القائمين عليها والمذاكرة معهم والحرص وتعاونواعلى إزالة الشبه التي قد تعرض لبعضهم عملاً بقول الله – سبحانه وجل : .على البر والتقوى ولا تعاونو على الإثم والعدوان
الشيخ ابن باز
* * * *
على من تجب الدعوة إلى الله ؟
س- هل الدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم ومسلمة أم تقتصر على العلماء وطلاب العلم فقــط ؟
ج- إذا كان الإنسان على بصيرة فيما يدعوا إليه فلا فرق بين أن يكون عالماً كبيراً يشار إليه أو طالب علم مجد في بلغوا، يقول : طلبه أو عامياً لكنه علم المسألة علماً يقينياً .. فإن الرسول ، .. ولا يشترط في الداعية أن يبلغ مبلغاً كبيراً في العلم ، لكن يشترطعني ولو آية أن يكون عالماً بما يدعو إليه ، أما أن يقوم عن جهل ويدعو بناءً على عاطفة عنده فإن هذا لا يجوز.
ولهذا نجد عند الإخوة الذين يدعون إلى الله وليس عندهم من العلم إلا القليل .. نجدهم لقوة عاطفتهم يحرمون ما لم يحرمه الله ، ويوجبون ما لم يوجبه الله على عباده ، وهذا أمر خطيرً جداً.. لأن التحريم ما أحل الله كتحليل ما حرم الله .. فهم مثلاً إذا أنكروا على غيرهم تحليل هذا الشيء فغيرهم ينكر عليهم تحريمه ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذاأيضاً لأن الله جعل الأمرين سواء . فقال : حلال وهذا حرام ، لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون .متاع قليل ولهم عذاب أليم
الشيخ ابن عثمين
* * * *
الطرق الناجحة للدعوة إلى الله سبحانه
س- ما هي الطرق الناجحة في نظركم للقيام بالدعوة إلى الله في هذا العصر ؟
ج- أنجح الطرق في هذا العصر وأنفعها استعمال وسائل الإعلام لأنها ناجحة وهي سلاح ذو حدين ، فإذا استعملت هذه الوسائل في الدعوة إلى الله ، من طريق الإذاعة والصحافة والتلفاز فهذاوإرشاد الناس إلى ما جاء به الرسول ، شيء كبير ينفع الله به الأمر أينما كانت وينفع الله به غير المسلمين أيضاً حتى يفهوا الإسلام وحتى يعقوله ويعرفوا محاسنه ويعرفوا أنه طريق النجاح في الدنيا والأخرة .
والواجب على الدعاء وعلى حكام المسلمين أن يساهموا في هذا بكل ما يستطعون من طريق الإذاعة ومن طريق الصحافة ومن طريق التلفاز ومن طريق الخطابة في المحافل ومن طريق الخطابة في الجمعة وغير الجمعة وغير ذلك من الطرق التي يمكن إيصال الحق بها إلى الناس وبجميع اللغات المستعملة حتى تصل الدعوة والنصيحة إلى جميع العالم بلغاتهم . هذا هو الواجب على جميع القادرين من العلماء وحكام المسلمين والدعاة إلى الله – عز وجل – حتى يصل البلاغ إلى كافة العالم في جميع أنحاء المعمورة باللغات التي يستعلمها الناس . وهذا هو البلاغ الذي أمر الله به ، قال فالرسول صلى يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك سبحانه وتعالى لنبيه : الله عليه وسلم عليه البلاغ وهكذا الرسل جميعاً عليهم البلاغ صلوات الله وسلامة ، بلغوا عني ولو آية  ، عليهم ، وعلى أتباع الرسل أن يبلغوا . قال النبي ، أوعى من سامع . فليبلغ الشاهد الغائب ، قرب مبلغ وكان إذا خطب الناس يقول : ،فعلى جميع الأمة حكاماً وعلماء وتجاراً وغيرهم أن يبلغوا عن الله وعن رسوله ، هذا الدين ، وأن يشرحوه للناس بشتى اللغات الحية المستعملة في أساليب واضحة ، وأن يشرحوا محاسن الإسلام وحكمه وفوائده وحقيقته حتى يعرفه أعداؤه وحتى يعرفه الجاهلون به وحتى يعرفه الراغبون فيه والله ولي التوفيق .
الشيخ ابن باز
* * * *
شروط الدعوة الناجحة .. والكتب التي تتحدث عن ذلك
س- ما هي الدعوة الناجحة ومن أين تستنبط وما هي الشروط التي يجب أن تتوافر في الداعية إلى الله مع ذكر بعض الكتب التي تتحدث عن هذا المجال ؟
ج- أولا : الدعوة الناجحة هي الدعوة إلى الله ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاتعالى على علم وبصيرة قال سبحانه : قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا وقال تعالى : وقال إنني من المسلمين الآية .ومن اتبعني
ثانيا : تستنبط الدعوة الناجحة من كتاب الله وسنة رسوله ، ، وتطبيق الصحابة ، والتابعين واتباعهم لذلك على الوجه الصحيح .
ثالثا : من الشروط التي يجب أن تتوافر في الداعية إلى الله ما جاء ذكرهم في قصة شعيب ، قال قال يا قوم أرءيتم إن كنت على بينة منالله تعالى حكاية عن شعيب عليه السلام : ربي ورزقني حسناً وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما ففي هذه الآية بيان شروطاستطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنبت العلم والكسب الحلال امتثاله لما يدعو إليه فيجتنب ما نهى الله عنه ويمتثل ما أمر الله به والنية الحسنة وتفويض الأمر إلى الله تعالى والتوكل عليه وأنه هو الذي بيده التوفيق والإلهام .
ادع إلى سبيلومن الشروط أيضا ما ذكره الله تعالى بقوله : ومنها التحلي بالصبر قالربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن واصبر نفسك مع الذين يدعون وقال تعالى :  واصبروا وما صبرك إلا باللهتعالى : ربهم بالغذوة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا .تطع من أغفنلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا
رابعا : الكتب التي تتحدث عن هذا المجال : القرآن الكريم فعليك حفظه والإكثار من تلاوته وتدبره والعناية بالعمل به والدعوة إليه ، وتضم إليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإنها تفسر القرآن وتبينه ومن كتب السنة الصحيحان للبخاري ومسلم . وموطأ مالك ومسند الإمام أحمد وسنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن الإمام ابن ماجه وغيرها من كتب السنة وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وكتب أئمة الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه .
اللجنة الدائمة
* * * *
الخلاف ليس رحمة
أماس- قلتم في كتابكم زاد الداعية إلى الله – عز وجل – ما نصه .. : ..التفرق والتحزب فإن هذا لا تقر به عين أحد إلا من كان عدواً للإسلام وللمسلمين ، يقول اختلاف أمتي رحمة ، فما المراد بهذا الخلاف هو الرحمة .. وماوالنبي ، التفرق المقصود في كلامكم حفظكم الله ؟
ج- أما الحديث الذي ذكره السائل فهو حديث ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ، لأن الله يقول : ضعيف ولا يصح عن النبي ، الآية . فجعل الله تعالى الاختلاف من صفة غير المرحومين ،، ولذلك خلقتهم .. فالأمة لا يمكن أن تختلف .. بل رحمة بها ألا تختلف .. لا أقول لا تختلف أقوالها ، فإن الأقوال قد تختلف ولكن لا تختلف قلوبها .
وعلى تقدير أن يكون الحديث صحيحاً أو حجة فإن معناه أن الخلاف الواقع بين الأمة في آرثهم داخل تحت رحمة الله .. أي أن الله تعالى يرحم المجتهد منهم . وإن وقع بينهم خلاف في اجتهادهم ، بمعنى أن الله تعالى لا يعاقب من جانب الصواب وقد اجتهد فيه ، خلاف في اجتهادهم، بمعنى أن الله ، أنه قال : تعالى لا يعاقب من جانب الصواب وقد اجتهد فيه ، كما ثبت عن النبي ، .. هذا معنى الحديث إن كانإذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر ، وبناء على ذلكحجة وإلا فالصحيح أن الحديث ضعيف .. وليس ثابتا عن رسول الله ، لا يقع خلاف بين ما ذكر في " زاد الداعية " وبين هذا الذي قيل إنه حديث .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
نصائح لشباب الدعوة .. في كيفية طلب العلم والرد على أهل البدع
س- الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
إننا في قرية نعيش فترة من القلق بسبب ابتداع أمور ليست في الدين نريد منكم جواباً شافياً على ما ابتدع حتى لا نتخبط ونطبق مبادئ الإسلام على صح ونبذ المبتدعات ونزجرهم ثم ما هي الكتب الدالة على ذلك هداننا الله وإياكم إلى ما فيه من الخير والهدى .
ثانيا : إننا شباب مقبل على دينه برغم ما يلقاه من تعنت وعسف الآباء الذين طغت عليهم المادية وأهملوا أمور دينهم فما هي الكتب الصالحة الخالية من المبتدعات والإسهاب والهادية على طريق الصواب مع أن الآباء يحرموننا حتى من المصروف بسبب إقبالنا على ديننا وإنكارنا للجهل والتخريف في الدين المبتدع فتزيد منكم قائمة لذلك إن أمكننا أن نشتري بعضها لنبعد الله على علم وهل صحيح توجد أحاديث موضوعة وضيعيفة وكيف نعرفها وخصوصاً ما أثر ما نجدها متداولة على ألسنة بعض الأئمة . ثالثا : ما هي حقيقة هذه الطرق الكثيرة عندنا مثل الشاذلية والأحمدية والسعدية والبرهانية وغيرها وكيف نرد عليهم وما الكتب الشافية في ذلك وهل هم على حق كما يزعمون هم بذلك . رابعا : نرى أئمة كل على مذهب يخالف الآخر وغالباً ما ينتهي الموضوع كله إلى معركة بينهم تؤدي إلى أن بعض المصلين يتركون الصلاة فنريد جوابا شافياً وكافياً في هذا الموضوع وهل نتبع مذهبا واحداً وكيف نوفق بين المذاهب حتى يستقر الأمر . خامسا : قد يتطاول البعض على كتاب الله فيجعلون تفسير الآيات حسب أهوائهم ليضلوا الناس عن ذلك مثال  الذين يذكرون الله فيما وقعوداً وعلى جنوبهم ذلك في سورة آل عمران قوله تعالى : . فيفسرون ذلك على الرقص في الأذكار والهيمنة ويتمتم بكلمات غير مفهومةى ويميل يميناً ويساراً وهو يقول الله حي ، الله حي ، وهكذا وأمور أخرى فيحللون تحديد النسل ، ويستعملون في ذلك الآت الغناء والمجون فنريدوالغناء للنساء والمدح للرسول ، منكم التبصير بأمور ديننا وفهمها على حق والرد على المبتدعين على الدين والكتب الشافية بذلك .
ج- أولا : لم تذكر البدع التي تريد الجواب عنها حتى نذكر لك الجواب ولكن نحب أن ننبهك إلى أصل عظيم وهو أن الأصل في باب العبادات المنع حتى يرد الدليل عليها شرعاً فلا يقال أن هذه العبادة مشروعة من أصلها أو من جهة عددها أو هيئتها إلا بدليل شرعي فمن ابتدع في دين الله ما لم يشرعه فما صدر منه مردود عليه من وفي راوية :  من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد قال صلى الله عليه وسلم : .أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
ثانيا : ننصحك بتعلم كتاب الله وكثرة ، ما تدعوتلاوته وتدبره والعمل به والدعوة إليه وتتعلم من سنة رسول الله ، الحاجة إليه فتقرأ صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما من كتب السنة وتسأل أهل العلم عما أشكل عليك .
ثالثا : طريقة الشاذلية والأحمدية والبرهانية ونحوها من الطرق طرق ضلال لا يجوز للمسلم أن يتبع واحدة منها بل الواجب عليه أن يتبع طريقة الرسول ، ، وخلفائه وصحابته من بعده الذين أخذوا بسنته وكذا من أخذ بها بعدهم قال صلى الله لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا منعليه وسلم : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين، :  وقال ، خالفهم حتى يأتي أمر الله افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت وقال صلى الله عليه وسلم : يلونهم النصارى على ثنين وسبعين فرقة وسنفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " قال ومن هي يا رسول الله قال : " من كان على مثل ما أنا عليه .اليوم وأصحابي
أما الرد عليهم فيحتاج إلى أن تعرف أنت تفاصيل عقائدهم وبدعهم وشبههم وتعرض ذلك على الكتاب والسنة وترى أن تستعين بالكتب المؤلفة في ذلك كالسنن والمبتدعات . ومصرع النصوف لعبد الرحمن الوكيل والاعتصام للشاطبي والإبداع في مضار الابتداع للشيخ على محفوظ وإغاثة اللهفان من مكائد الشيطان للعلاامة ابن القيم وأمثال هذه الكتب .
رابعا : الخلاف الموجود في الفروع الفقهية بين أئمة المذاهب الأربعة يرجع إلى الأسباب التي نشأ عنها ككون الحديث يصح عند بعضهم دون بعض أو بلوغ الحديث لواحد دون الآخر إلى غير ذلك من أسباب الخلاف فيجب على المسلم أن يحسن الظن بهم فكل واحد منهم مجتهد فيما صدر منه من الفقه ، طالب للحق ، فإن كان مصيباً فله أجران أجر اجتهاده وأجر إصابته ، وإن كان مخطئا فله أجر اجتهاده ، وخطؤه معفو عنه ، وأما التقليد لهؤلاء الأئمة الأربعة فمن تمكن أن يأخذ الحق بدليله وجب عليه الأخذ بالدليل ، وإن لم يتمكن فإنه يقلد من وثق به من أهل العلم عنده حسب إمكانه ، وهذا الاختلاف في الفروع لا يترتب عليه منع المختلفثين أن يصلي بعضهم خلف بعض بل الواجب هو أن يصلي بعضهم خلف بعض فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يختلفون في المسائل الفرعية ويصلي بعضهم خلف بعض وهكذا التابعون وأتباعهم .
خامسا : الطريقة السليمة لتفسير القرآن هي أن يفسر بالقرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان والاستعانة على ذلك بأساليب اللغة ومقاصد التشريع وأما وأن يذكرون الله قياما وقعوداً وعلى جنوبهم التفسير الذي ذكرته لقوله تعالى : بعض الناس يفسره بالرقص والأذكار والهمهمة ويتيم بكلمات غير مقصوده ويميل يمينا ويساراً وهو يقول الله حي – ما سيق ذكره في السؤال – فهذا تفسير باطل ليس له أصل مطلقاً ونوصيك بمراجعة تفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي وأشباهها في تفسير هذه الآية المذكورة في السؤال وأشباهها لتعرف الحق في ذلك من كلام أهل التفسير المأمونين .
وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
اللجنة الدائمة
* * * *
صفات الداعية
س- الداعية إلى الله جل وعلا فيم تكمن صفاته من وجهة نظركم ؟
ج- حرصه على العلم ، واجتهاده في معرفة الأدلة الشرعية ، وبذل المستطاع في دعوة الناس إلى توحيد الله واتباع شريعته وتعظيم أمره ونهيه مع البداءة بنفسه واجتهاده في تطبيق أحكام الشريعة عليها حتى يكون من الدعاة إلى الله سبحانه بأقواله وأعماله وسيرته وأخلاقه والله ولي التوفيق .
الشيخ ابن باز
* * * *
شروط الداعية المسلم
س- ما الشروط الواجب توافرها في الداعية المسلم ؟ وهل بإمكاني أن أكون داعية إلى الله تعالى وأنا لم أحفظ القرآن كله ؟
ج- يجب أن يكون عالماً بما يأمر به عالما بما يدعو إليه ، وأن يكون حليما متأنيا ولا يلزم أن يكون حافظاً للقرآن ولا لبقية العلوم وإنما عليه أن يتعلم الواجبات الدينية التي يدعو إليها وكذا المحرمات ثم يحفظ من الأدلة ما يقنع به المدعوين ، وأن يتعلم طريقة الإلقاء والأساليب التي يحصل بها فهم السامعين لما يدعو إليه والله أعلم .
الشيخ ابن جبرين
* * * *
حكم الخروج للدعوة إذا رفض الأهل
س- هل يجوز لي أن أخرج للدعوة في سبيل الله إذا رفض أهلي ؟ أرجو دعم الجواب بحديث شريف ؟
ج- مجال الدعوة إلى الله تعالى واسع وطاعة الوالدين واجبة على الإنسان وحيث إن الدعوة من نوافل العبادات في هذه الأزمنة لوجود من يحصل به البلاغ والبيان فعليك طاعة أبويك والمقام معهما وخدمتهما حسب الطاقة ، كما أن عليك الدعوة إلى الله في بلادك مع الأفراد والجماعات فتحصل على أجر الدعوة وأنت بين أبويك ، ولكن لابد أن تكون في نفسك متمسكاً بالشرع قدوة في الخير بعيداً عن الذنوب والمعاصي حتى ينفع الله بدعوتك ويهدي الله على يديك من أراد الله به خيراً والله أعلم .
الشيخ ابن جبرين
* * * *
خذ علمه ودع عمله
س- ما هو رأيكم في بعض الدعاة إلى الله الذين يظهر الصدق في تصرفاتهم وعملهم لكنهم يرتكبون بعض المعاصي والمخالفات ؟ وهل يمنع هذا من الاستفادة منهم ومن علمهم ودعوته إلى الله ؟
ج- ليس بشرط أن يكون المعلم أو الداعية كاملاً لكي نستمع إليه بل ينبغي أن يستفاد منه ولو كان عنده بعض النقص في أخلاقه لكن هذا لا يمنع من نصيحته وإرشاده إلى الخير بالكلام الطيب وبالأسلوب الحسن .. ، . فقد يكون المعلم متكاسلاً عن الصلاة مع الجماعة فينصح ، وقد يكون ممن يسلبون ملابسهم فينصح ، وقد يكون ممن ، : قصوا الشوارب وأعفوا اللحىيحلقون لحيتهم فينصح ويبين له قول الرسول ، وخالفوا المشركين " .
الشيخ ابن باز
* * * *
المقاطعة أم الدعوة !
س- من المعلوم وجوب مقاطعة صاحب المعصية ، ولكن إذا أردنا دعوته فماذا نفعل : هل نتودد إليه ونجالسه ، أم ماذا نفعل ؟ أفتونا مأجورين ..
ج- مقاطعة صاحب المعصية ليس معلومة – كما قال السائل – ولكن مقاطعة المعصية هي المعلومة ، وصاحب المعصية إذا لم يكن على معصية فإنه لا يقاطع ولا يهجر إلا أن يكون في ذلك فائدة بحيث يرتدع إذا رأي الناس قد قاطعوه فإن مقاطعته في هذه الحالة تكون مطلوبة ، وإلا فلا ينبغي مقاطعته ، وأما الجلوس والتحدث إليه للتأليف والدعوة إلى الهدى والتقى فإن هذه أمر مطلوب ، وأما مجالسته والتحدث إليه مداهنة وعدم مبالاة بما فعل من المعاصي فإن هذا لا يجوز لأن لكل مقام مقالاً .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
بماذا يبدأ من أراد الدعوة ؟
س- إذا أراد إنسان أن يدعو إنساناً آخر كيف يبدأ معه وبماذا يكلمه ؟
ج- كأن السائل يريد أن يدعو إلى الله ، والدعوة إلى الله لابد أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة ولين الجانب وعدم التعنيف واللوم والتوبيخ . ويبدأ بالأهم فالأهم . ، إذا بعث رسله إلى الأفاق أمرهم أن يبدءوا بالأهم فالأهم وقدكما كان النبي ، ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلاقال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن : الله وأن محمد رسول الله ، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض علهيم صدقة تؤخذ من فيبدأ بالأهم فالأهم ويتحين الفرص والوقت المناسبأغنيائهم فترد على فقرائهم وإيجاد المكان المناسب لدعوتهم . فقد يكون من المناسب أن يدعوه إلى بيته ويتكلم معه، وقد يكون من المناسب أن يذهب إلى بيت الرجل ليدعوه .
ثم قد يكون من المناسب أن يدعوه في وقت دون وقت . فعلى كل حال المسلم العاقل البصير يعرف كيف يتصرف في دعوة الناس إلى الحق .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
تجريح العلماء
س- ما رأي فضيلة الشيخ في بعض الشباب ومنهم بعض طلبة العلم الذين صار ديدنهم التجريح في بعضهم البعض وتنفير الناس عنهم والتحذير منهم ، هل هذا عمل شرعي يثاب عليه أو يعاقب عليه ؟
ج- الذي أراد أن هذا عمل محرم ، فإذا كان لا يجوز لإنسان أن يغتاب أخاه المؤمن . وإن لم يكن عالماً فكيف يسوغ له أن يغتاب إخوانه العلماء من المؤمنين ، والواجب على الإنسان المؤمن أن يكف لسانه عن الغيبة في يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيراً من الظنإخوانه المؤمنين . قال الله تعالى : إن بعض الظن إثم ، ولا تحتسبوا ولا يغتب بعضكم بعضاً ، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه الآية ، وليعلم هذا الذي ابتلى بهذه البلوى أنهميتاً فكرهتموه . واتقوا الله .. إذا جرح العالم فسيكون سبباً في رد ما يقوله هذا العالم من الحق . فيكون وبال رد الحق وإثمه على هذا الذي جرح العالم لأن جرح العالم في الواقع ليس جرحاً شخصياً بل هو جرح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم .
فإن العلماء ورثة الأنبياء فإذا جرح ،العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم وهو مورث عن رسول الله ، وحينئذ لا يثقون بشيء من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جرح ، ولست أقول إن كل عالم معصوم ، بل كل إنسان معرض للخطأ ، وأنت إذا رأيت من عالم خطأ فيما تعتقده ، فاتصل به وتفاهم معه ، فإن تبين لك أن الحق معه وجب عليك اتباعه، وإن لم يتبين لك ولكن وجد لقوله مساغاً وجب عليك الكف ، وإن لم تجد لقوله مساغاً فاحذر من قوله لأن الإقرار على الخطأ لا يجوز .. لكن لا تجرحه وهو عالم معروف مثلاً بحسن النية ، ولو أردنا أن نجرح العلماء المعروفين بحسن النية لخطأ وقعوا فيه من مسائل الفقه ، لجرحنا علماء كباراً ، ولكن الواجب هو ما ذكرت ، وإذا رأيت من عالم خطأ فناقشه وتكلم معه ، فإما أن يتبين لك أن الصواب معه فتتبعه أو يكون الصواب معك فيتبعك .. أو لا يتبي الأمر ويكون الخلاف بينكما من الخلاف السائغ وحينئذ يجب عليك الكف عنه وليقل هو ما يقول ولتقل أنت ما تقول ..
والحمد لله .. الخلاف ليس في هذا العصر فقط .. الخلاف من عهد الصحابة إلى يومنا ، وأما إذا تبين الخطأ ولكنه أصر انتصاراً لقوله وجب عليك أن تبين الخطأ وتنفر منه ، لكن لا على أساس القدح في هذا الرجل وإرادة الانتقام منه ، لأنه هذا الرجل قد يقول قولاً حقاً في غير ما جادلته فيه فالمهم أنني أحذر إخواني من هذا البلاء وهذا المرض وأسأل الله لي ولهم الشفاء من كل ما يعيبنا أو يضرنا في ديننا ودنيانا .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
تعددت الجماعات واختلافهما
س- نشاهد في هذا الوقت كثرة الحديث عن الجماعات الإسلامية التي تدعو إلى اله – عز وجل – فأي هذه الجماعات نتبعها ؟ وما موقف المسلم من اختلاف الجماعات ؟
ج- موقفي من هذا أنه أمر مؤلم ومؤسف ، ويخشى أن هذه النهضة والصحوة الإسلامية تعود فتحمد ، وتتحطم وتشل ، لأن الناس إذا تفرقوا ، كانوا كما . إذا تفرقوا وتنازعوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم قال الله – عز وجل - : فشلوا أو خسروا ، وذهب ريحهم ، ولن يكون لهم وزن . أعداء الإسلام – ممن يتسمون ظاهراً ، أو ممن هم أعداء له ظاهراً ، أو ممن هم أعداء له ظاهراً وباطناً – يفرحون بهذه التفرقة ، وهم يوقدون نارها ، ويأتون إلى هذا ويقولون هذا كذا وهذا فيه كذا ، يلقون العداوة والبغضاء بين هؤلاء الإخوة الدعاء إلى الله عز وجل .
فالواجب علينا أن نقف ضد كيد هؤلاء المعادين لله ، ولرسوله ، ولدينه ، وأن نكون أمة واحدة ، وأن يجتمع بعضنا إلى بعض ، ويستفيد بعضنا من بعض ، وأن نجعل أنفسنا كداع واحد ، وطريق ذلك أن يجتمع في كل بلد الزعماء الذين لهم كلمة في إخوانهم ، ويتدارسون الوضع ، ويجتمعون على خطة تكون جامعة للجميع ، حتى وإن اختلف منهاج الدعوة إلى الله – عز وجل – فلا يهم . المهم أن نكون إخوة متألفين على الحق متحابين .
وأما قوله : أي هذه الطوائف أفضل ؟ فأنا إذا قلت إن الطائفة الفلانية أفضل فهذا إقرار لهذا التفرق ، وأنا لا أقره ، وأرى أن الواجب أن ننظر في أمرنا نظرة صدق وإخلاص لله – عز وجل – ولكتابه ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ، وأن نكون يداً واحدة ، والحق والحمد لله بين . الحق لا يخفي إلا على أحد رجلين ، إما معرض ، وإما مستكبر ، أما من أقبل على الحق بإذعان وانقياد فإنه لا شك سيوفق له .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
لا مانع من تحذير الناس من أهل الضلال
س- هل يجوز ذكر أسماء الأشخاص والتعرض لهم حينما يريد الإنسان أن يتقدهم وينقد فكرهم؟
ج- إذا كان الشخص قد كتب شيئاً يخالف الشرع المطهر ونشره بين الناس أو أعلنه في وسائل الإعلام وجب الرد عليه وبيان بطلان ما قال ولا مانع من ذكر اسمه ليحذره الناس كدعاة البدع والشرك ، وكالدعاة إلى ما حرم الله من المعاصي ولم يزل أهل العلم والإيمان من دعاة الحق وحملة الشريعة يقومون بهذا الواجب نصحاً لله ولعباده وإنكاراً للمنكر ودعوة إلى الحق وتحذير للناس من أن يغتروا بدعاة الباطل والأفكار الهدامة .. والله ولي التوفيق .
الشيخ ابن باز
* * * *
الشريط الإسلامي ، مطلوب
س- ما رأيكم في بيع وتداول الشريط الإسلامي الذي يشمل محاضرات وندوات ؟ وما رأيكم – أيضاً – في النشيد الإسلامي الذي يردده الشباب ؟
ج- الشريط الإسلامي الذي يحتوي على محاضرات وندوات وأناشيد هادفة لا بأس به .
وهذا هو المطلوب .
الشيخ ابن باز
* * * *
المسلم يدعو إلى الله حسب علمه ..
س- نتيجة لدراستنا في أمريكا تطرح علينا مواضيع عن الدين النصراني والدين اليهودي فهل يجوز لنا الحديث عنهما ؟
ج- نعم يجوز لكم الكلام في ذلك بحسب علمكم ولا يجوز الكلام فيها ولا في غيرها بغير علم ، ومعلوم أن شريعة التوارة والإنجيل من جملة الشرائع التي أنزلها الله على رسله على حسب ما يليق بأهلها في زمانهم وظروفهم والله سبحانه هو الحكيم العليم في كل ما يشرعه وبقدره كما وذلك بعدما ذكر إنزاله التوراة لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً قال سبحانه : ثم إن اليهود إن ربك حكيم عليم والإنجيل والقرآن في سورة المائدة وقال سبحانه : والنصارى حرفوا وبدلوا وأدخلوا في شرائعهم ما ليس منها ثم بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم برسالة عامة لجميع أهل الأرض من جن وإنس وشرع له شريعة عامة وبذلك نسخ بها شريعة التوراة والإنجيل، وأوجب على جميع أهل الأرض أن يتحاكموا إلى الشريعة ، وأن يأخذوا بها دون كل ما سواها كما قال – عز وجل –التي بعث الله بها محمد ، وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين ، في سورة المائدة : يخاطب نبيه ، يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك فلا وربك لا الآية . وقال سبحانه : من الحق لكلٍ جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون وقال سبحانه : تسليماً والآيات في هذا كثيرة ومن تدبر القرآن الكريم وأكثر من تلاوته لقصد إن هذا القرآن يهديالاستفادة والعمل هداه الله إلى سبيل الحق كما قال سبحانه : الآية من سورة سبحان.للتي هي أقوم
الشيخ ابن باز
* * * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

موسوعة الفتاوى الإسلامية الجهاد والدعوة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الفتاوى الإسلامية الجهاد والدعوة    موسوعة الفتاوى الإسلامية الجهاد والدعوة  Emptyالجمعة ديسمبر 14, 2012 1:37 pm

حكم من يدعو إلى شيء لا يستطيع عمله ..
س- الداعية يدعو إلى شيء لا يستطيع تطبيقه بعد المحاولة على ذلك ويرى أن هذا المدعو سوف يقدر على القيام به ، فهل يدعو إليه ؟
ج- إذا كان هذا الداعي الذي يدعو إلى الخير لا يستطيع أن يفعله بنفسه فعليه أن يدعو غيره إليه. ولنفرض لذلك أن رجلاً يدعو إلى قيام الليل ولكنه لا يستطيع أن يقوم الليل .. رجل يدعو إلى الصدقة ، وهو لا يستطيع ولا يملك أن يتصدق نقول أدع ، وأما شيء يدعو إليه وهو يستطيعه فلا شك أنه سفه في العقل وضلال في الدين .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
الداعية لابد أن يكون لينا طليق الوجه
س- بعض الذين نحسبهم من الملتزمين بالدين يعاملون الناس بشيء من الغلظة والجفاء ويبدو بعضهم مكفهر الوجه دائماً .. فما نصيحتكم لهؤلاء .. وما واجب المسلم تجاه أخيه وبخاصة إذا كان عنده قصور في الالتزام ؟
،ج- الذي تدل عليه السنة المطهرة ، سنة النبي ، أن الواجب على الإنسان أن يدعو إلى الله تعالى بالحكمة وباللين وبالتيسير فقد قال ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم ، : الله تعالى لنبيه محمد ، فيما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً ، قال الله تعالى له : بالتي هي أحسن وقال الله تعالى حين أرسلغليظ القلب لا تفضلوا من حولك فاعف عنهم واستغفر له ..  ، وأخبر النبي ،  فقولا قولا لينا لعله يتذكر أو يخشىموسى وهارون إلى فرعون : يسروا .. وكان يقول إذا بعث بعثاً  إن الله يعطي بالرفق مالا يُعطي بالعنف ، : ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين
وهكذا ينبغي على الداعية أن يكون لينا طليق الوجه منشرح الصدر حتى يكون ذلك أدعى لقبول صاحبه الذي يدعوه إلى الله ، ويجب أن تكون دعوته إلى الله – عز وجل – لا إلى نفسه ، لأنه إذا دعا إلى الله وحده صار بذلك مخلصا ويسر الله له الأمر وهدى على يده من شاء من عباده ، لكن إذا كان يدعوا لنفسه كأنه يريد أن ينتصر لها وكأنه يشعر بأن هذا عدو له يريد أن ينتقم منه فإن الدعوة ستكون ناقصة وربما تنزع بركتها .. فنصيحتي لإخواني الدعاة أن يشعروا هذا الشعور ، أي أنهم يدعون الخلق رحمة بالخلق وتعظيماً لدين الله – عز وجل – ونصرة له .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
أوليات الدعوة وأصولها لا تتغير
س- أوليات الدعوة الإسلامية ، هل تتغير من عصر إلى عصر ومن ، من دعوة إلى العقيدة يطالب بهمجتمع إلى آخر ؟ وهل ما بدأ به رسول الله ، الدعاة في كل عصر ؟
، إلى أنج- لا شك أن الدعوة الإسلامية منذ بعث الرسول ، تقوم الساعة أولياتها وأصولها واحدة لا تتغير بتغير الزمان لكن قد تكون بعض الأصول محققة عند قوم وليس فيها ما ينقضها أو ينقصها فيعمل الداعية إلى النظر في أمور أخرى يكون فيها من يدعوهم مقصرين، لكن باعتبار الأصول في الدعوة إلى الإسلام لا تتغير ، لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى أهل اليمن فليكن أول ما تدعوهمأبداً فقول الرسول ، إليه شهادة ألا إله إلإ الله وأن محمداً رسول الله ، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم .. هذه هي أصول الدعوة التي يجب أن نرتبها هكذا إذا كنا ندعو قوماً كافرين ، لكن إذا كنا ندعو قوماً مسلمين قد عرفوا الأصل الأول وهو التوحيد ولم ينقصوه أو ينقضوه دعوناهم إلى ما بعده كما هو بين من هذا الحديث .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
لابد من العلم والبصيرة في النصيحة
س- سائلة تقول : أحياناً أرى بعض الناس على خطأ ، وعندما أبدي لهم النصيحة ينتابين شعور هو أنني ربما أكون مثلهم يوما من الأيام لأن هناك قولاً معناه " لا تعب على أخيك فيعافيه الله ويبتليك " ؟
ج- هذا لأمر الذي ينتابك من مكائد الشيطان ليثبطك بذلك عن النصحية ، فاتقى الله ولا تطيعي عدو الله واستمري في النصيحة لمن ترينه عل عمل أو قول يخالف الشرع المطهر إذا كنت على علم قُل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرةوبصيرة في ذلك عملاً بقول الله سبحانه : الآية .أنا ومن اتبعني ..
أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظةوقول عز وجل : والمؤمنون والمؤمنات الآية .. وقول سبحانه : الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف ونيهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة .ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم
نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات على الحق والعافية من وساوس الشيطان إنه خير مسؤول .
الشيخ ابن باز
* * * *
الله تكفل بنصر دينه .. لكن لابد من الأسباب
س- يثير البعض قضية إن الله – عز وجل – قد تكفل بحفظ هذا الدين ، ومن ثم فإنه العمل الذي يؤديه الدعاة في سبيل خدمة الإسلام عبث لا داعي له ، فكيف الرد على هؤلاء ؟
ج- الرد على هؤلاء بسيط لأن نزعتهم نزعة من ينكر الأسباب ، ولا ريب أن إنكار الأسباب من الضلال في الدين والسفه في العقل ، إن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ هذا الدين لكن بأسباب ، وذلك بما يقوم به الدعاة إلى هذا الدين من نشره وبيانه للناس والدعوة إليه .. وما هذا القول إلا بمنزلة من يقول لا تتزوج فإن قدر لك ولد فسيأتيك . أولا تسعى في الرزق فإن قدر لك رزق فسيأتيك . فنحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى إذا كان فإنما يقول ذلك لعلمه بأنه سبحانه إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون يقول : وتعالى حيكم لا تكون الأشياء إلا بأسباب ، فيقدر الله تعالى لحفظ هذا الدين من الأسباب ما يكون به الحفظ .
ولهذا نجد علماء السلف حينما حفظ الله بهم دينه من البدع العقدية والعملية صاروا يتكلمون ويكتبون ويبينون الناس . فلابد أن نقوم بما أوجبه الله علينا من الدفاع عن الدين وحمايته ونشره بين العباد .. وبذلك يتحقق الحفظ المطلوب .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
نشر الكتب والأشرطة النافعة من الدعوة إلى الله
س- أنا شاب أريد أن أكون داعية ، ولكن لا يوجد لدي الأسلوب المناسب ، هل الشريط الإسلامي والكتاب الإسلامي المفيد يكفي بأن أقوم بنشره أو توزيعه .. أفيدوني جزاكم الله خيــراً ؟
ج- نعم ، لا شك أن الإنسان قد لا يتمكن من الدعوة بنفسه ، ولكنه يتمكن من الدعوة بنشر الكتب النافعة والأشرطة النافعة ، ولكن بناء على أنه لا يستطيع الدعوة بنفسه فإنه لا ينشر هذه الكتب ولا هذه الأشرطة إلا بعد عرضها على طالب علم ليعرف ما فيها من خطأ حتى لا يوزع هذا الرجل ما كان خطأ وهو لا يشعر به .. وله أيضاً من أساليب الدعوة أن يتفق مع طالب علم بأن يكتب طالب العلم ما فيه الدعوة إلى الخير ويكون تمول هذا على هذا الرجل الذي لا يستطيع الدعوة بنفسه .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
بكاؤك . فضل من الله
س- عندما أقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمام الناس أشعر بخشوع غير طبيعي خاصة عندما أكون مع الذين وعظتهم ، وأحيانا أبكي من خشية الله ، بخلاف ذلك عندما أكون وحدي . فهل هذا يعتبر من الرياء والنفاق ؟ وهل لي أن أترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوف الرياء وأحباط العمل ؟
ج- عليك ان تجتهد في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن لا تدع ذلك ، فإن الشيطان يحب أن تدع ذلك ، وقد يزين لك أن عملك هذا من أجل أن يمدحك الناس ، فاتق الله، وادع إلى الله واجتهد في الإخلاص ، وسل ربك يعينك وقل اللهم أعني على ذكرك وشكرك، ولا تطع الشيطان في ذلك ، وخشوعك وبكاؤك إن كان من غير قصد أو هدف ليمدحك الناس ، فهذا فضل من الله .
الشيخ ابن باز
* * * *
حول قراءة كتب السلف وكتب المعاصرين
س- ما رأي فضيلتكم فيمن ينفر من قراءة كتب الدعاة المعاصرين ويرى الاقتصار على كتب السلف الأخيار وأخذ المنهج منها ثم ما هي النظرة الصحيحة أو الجامعة لكتب السلف – رحمهم الله – وكتب الدعاة المعاصرين والمفكرين ؟
ج- أرى أن ، فوق كل شيء ..أخذ الدعوة من كتاب الله وسنة رسوله ،
وهذا رأينا جميعاً بلا شك .. ثم يلي ذلك ما ورد عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة وعن أثمة الإسلام فيمن سلف ..
أما ما يتكلم به المتأخرون والمعاصرون ، فإنه يتناول أشياء حديث هم بها أدرى ، فإذا اتخذ الإنسان من كتبهم ما ينتفع به في هذه الناحية فقد أخذ بحظ وافر ونحن نعلم أن المعاصرين إنما أخذوا ما أخذوا من العلم ممن سبق فلنأخذ نحن مما أخذوا منه .. ولكن أموراً قد استجابت هم بها أبصر منا ، ثم إنها لم تكن معلومة لدى السلف بأعيانها ، ولهذا أرى أن يجمع الإنسان بين الحسنيين ، فيعتمد أولا على كتاب الله ، وثانيا على كلام السلف الصالح من الخلفاء والصحابة وأئمة المسلمينوسنة رسوله ، ، ثم على ما كتبه المعاصرون الذين يكتبون عن أشياء حديث في زمانهم لم تكن معلومة بأعيانها عند السلف .
الشيخ ابن عثيمين
التغيير باليد لوالي الأمر
س- هناك من الناس من لا يرتدع إلا بالعنف ، فما العمل معه ؟
ج- هناك من الناس من لا يرتدع إلا بالعنف .. ولكن العنف الذي لا يخدم المصلحة ، ولا يحصل به إلا ما هو أشر لا يجوز استعماله ، لأن الواجب اتباع الحكمة .. والعنف الذي منه الضرب والتأديب والحبس ، إنما يكون لولاة الأمور ، وأما عامة الناس فعليهم بيان الحق وإنكار المنكر ، وأما تغيير المنكر ولا سيما باليد فإن هذا موكول إلى ولاة الأمور .. وهم الذين يجب عليهم أن يُغيروا المنكر بقدر ما يستطعيون لأنهم هم المسؤولون عن هذا الأمر .
ولو أراد الإنسان أن يغير المنكر بيده كلما رأيى منكراً لنتجت عن هذا مفسدة قد تكون أشد من المنكر الذي أراد أن يغيره بيده ، فلهذا يجب إتباع الحكمة في هذا الأمر ، إنك تستطيع أن تغير المنكر في البيت الذي ترعاه بيدك ، لكن تغير المنكر بيدك في السوق قد تكون نتيجته أسوأ من بقاء هذا المنكر ، ولكن يجب عليك أن تبلغ من يملك تغيير هذا المنكر في السوق .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
اختلاف طرق الدعاة نعمة
س- من الدعاة من ينتهج أسلوب التربية والتعليم للمدعوين ، ومنهم من ينتهج أسلوب الوعظ والتذكير في الأماكن العامة التي يجتمع فيها الناس ، فما رأي فضيلتكم في هذا وأي الأساليب أنجح ؟
ج- الذي أرى أن هذه من نعمة الله سبحانه وتعاللاى على العباد .. أن جعلهم يختلفون في الطريق أو الوسيلة في الدعوة إلى الله . فهذا رجل واعظ أعطاه الله سبحانه وتعالى بياناً وقدرة على الكلام وتأثيراً .. فهذا يعتبر الوعظ أحسن بالنسبه له .. وهذا آخر أعطاه الله تعالى لينا ورفقاً ولطفاً يدخل به إلى قلوب الناس ، ومثل هذا الداعية صاحب أسلوب أفضل من الأول ، ولاسيما إذا كان لا يحسن الحديث لأن بعض الدعاة يملك العلم ، لكنه لا يحسن مخاطبة الآخرين .
إن فضل الله سبحانه وتعالى مُوزع بين عبادت وهو قد رفع بعضهم فوق بعض درجات .. فالذي أراه أن على الإنسان أن يستعمل الأسلوب الذي يعتقد أن أنفع وأجدى وأنه به أقوم ولا يدخل نفسه في أمر يعجز عنه بل عليهخ أن يكون واثقاً من نفسه مستعيناً بالله – عز وجل – حتى إذا وردت عليه الآيرادات تخلص منها .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
الواجب على المسلمين تبليغ دين الله ..
س- ألسنا نحن المسلمين مسؤولين أمام الله – عز وجل – عن مال ومصير غير المسلمين ف العالم كله حيث تقع علينا مسؤولية دعوته لدين الله ودين الحق وإبراز السبيل السوي السليم من حكمة الله في الخلق ، فما هو موقفنا إذا قالوا عند الحساب يوم القيامة لم يأتنا نذير ولا دعوة ؟
ج- لا شك أن الواجب على المسلمين أن يبلغوا دين الله إلى جميع الناس ولكن من الذي يقدر على ذلك ، إنه لابد أن يكون هناك قدرة ، لأن جميع الواجبات التي أوجبها  فاتقوا الله ما استطعتم الله على عباده مشروطة بالقدرة عليها لقول الله تعالى : ، فيجب علينا نحن إذا أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم  ، : ، وقول النبي ، المسلمين أن نبلغ دين الله وشريعته لجميع الخلق ، ولكن بقدر الاستطاعة ، فمن الذي يستطيع أن يبلغ جميع الخلق شريعة الله ، إن الذي يستطيع ذلك هو الذي يجب عليه ، وأما من لا يستطيع فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
حكم من يرى المنكر معروفا والمعروف منكرا
س- ما هو رأيك فيمن تغيرت لديهم المفاهيم وصار عندهم المعروف منكراً والمنكر معروفاً ؟
ج- رأيي في هؤلاء الذين تغيرت عندهم المفاهيم حتى رأوا المعروف منكراً والمنكر معروفاً وصاروا لا ينكرون من المنكر شيئاً ولا يقرون من المعروف شيئاً ، رأيي أن هؤلاء انسلخوا من الدين – والعياذ بالله – وذلك لأن من جعل المعروف الذي من شريعة الله عز وجل منكراً فقد كفر بالشريعة وكذلك من جعل المنكر معروفاً فقد آمن بالطاغوت ، والإيمان لا يتم إلا بالكفر بالطاغوت والإيمان بالله ، فعلى هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم ويفكروا في أمرهم ويعرفوا أصلهم ومنتهى أمرهم فإن أصلهم العدو ومنتهى أمرهم الفناء من الدنيا ، قال  وقال تعالى :  هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً تعالى : كل نفس ذائقة وقال تعالى : كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام عليهم أن يفكروا أدنى تفكير فإن لم يفدالموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فعليهم أن يفكروا التفكير العميق في الأمر وهم يشاهدون الناس يذهبون ويجيئون هذا يولد وهذا يموت وهذا يمرض وهذا يصح وهذا يصاب بماله وهذا يصاب بأهله ، ويعلمون أنه لا بقاء لأحد في هذه الدنيا فليرجعوا إلى الله تعالى وليعرفوا المعروف وينكروا المنكر ومن تاب تاب الله عليه .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *

السكوت عن المنكر
س- عرض علي أن أخطب الجمعة بشرط ألا أتكلم في الربا والحجاب والتبرج والسفور فهل أقبل ذلك ؟
ج- إذا كانت هذه المنكرات فاشية ومنتشرة في المجتمع الذي أنت فيه فلا تقبل السكوت عنها ، فإن السكوت عنها يعتبر إقراراً لها والواجب إنكار المنكر ، ولا شك أن هذه من المنكرات التي حرمها الشرع ولو أقرتها دولة من الدول واعتبرتها مباحة فلا يجوز السكوت للأفراد الذين يعرفون أنها منكر بل يلزم إنكارها ، ومتى تمكن الخطيب من أن ينكرها في الخطبة ويبين بشاعتها وشناعتها ، ويستدل على ذلك ولا تبرجن وكذلك قوله :  وأحل الله البيع وحرم الربا بالنصوص كقوله تعالى : وما أشبهها من الأدلة ، فلا يستطيع أحد أن يرد الأدلة التيتبرج الجاهلية الأولى ، أما إذا لم تكن هذه الأشياء موجود فيدلاتها واضحة من كتاب الله وسنة رسوله ، الأسواق وفي المجتمع الذي أنت فيه فلا حاجة إلى ذكرها على الناس .
الشيخ ابن جبرين
* * * *
كيفية انكار المنكر بالقلب
هل تغيير المنكر س- حديث المقصود لكي يتغير المنكر أن نترك المكان الذي به منكر أم نظل ونكرهه وننكره بقلبوبنا ؟
ج- المسلمون في إنكار المنكر درجات ، منهم من يجب عليه إنكار المنكر بيده كولي الأمر ومن يتوب عنه ممن أعى صلاحية لذلك ، وكالوالد مع ولده والسيد مع عبده ، والزوج مع زوجته إن لم يكف مرتكب المنكر إلا بذلك ، ومنهم من يجب عليه إنكاره بالنصح والإرشاد والنهي والزجر والدعوة بالتي هي أحسن دون اليد والتسلط بالقوة خشية إثارة الفتن وانتشار الفوضى . ومنهم من يجب عليه الإنكار بالقلب ، من ، ذلك في قوله : لضعفه نفوذا ولساناً ، وهذا أضعف الإيمان ، وقد بين النبي ، رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك وإذا كانت المصلحة في بقائه في الوسط الذي فشا فيه المنكر أرجح منأضعف الإيمان المفسدة ولم يخش عليه نفسه الفتنة بقي بين من يرتكبون المنكر مع إنكاره حسب درجته ، وإلا هجرهم محافظة على دينه .
وصلى الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
عبدالله بن قعود عضو
عبد الله بن غديان نائب رئيس اللجنة
عبد الرازق عفيفي الرئيس
عبد العزيز ابن باز
* * * *
الطريقة المثلى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
س- سائل يسأل عن مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن بعض الناس يقول إن ذلك ربما تؤدي إلى منكر أكبر ، وهل يدعو إلى الله في المقاهي وغيرها ، وما هي الطريقة المثلى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
ج- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أبان الله حكمه في كتابه سبحانه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وذلك في قوله عز وجل : . وفيكنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عنقوله سبحانه : المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم ، : الله عزيز حكيم " وفي قوله النبي ، والآيات والأحاديث فييستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان هذه المعنى كثيرة والواجب في ذلك الرفق واستعمال الأسلوب الحسن كما قال الله عز وجل ، ويجب أن ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن: يكون الأمر بالمعروف والناهي عن المنكر على بصيرة بما يأمر به وينهى عنه كما قال قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وماسبحانه : ، وعليه الصبر والاحتساب والإخلاص لله في ذلك والحذر من الرياءأنا من المشركين ومن أحسن قولاً ممنوالسمعة والمقاصد الأخرى التي تنافي الإخلاص كما قال عز وجل : وما أمروا إلا وقال سبحانه : دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين وقال عز وجل عن لقمان الحكيم في وصيته لإبنهليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من: ونوصيك وغيرك بعدم طاعة المخذلين والمرجفين ما دمت تتحلى بالصبر والرفقعزم الأمور والعلم بما تأمر به وتنهى عنه ، وفقك الله ونفع بك عباده ومنحك الصبر والإخلاص والبصيرة إنه جواد كريم ، والمشروع للداعي إلى الله والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يتحرى الأماكن التي يظهر فيها المنكر حتى يوجههم إلى الله ويرشدهم إلى الحق بالحكمة والأسلوب الحسن والرفق ولا فرق بين المقاهي والأسواق وغير ذلك من الأماكن التي تظهر فيها المنكرات .
الشيخ ابن باز
* * * *
حول وسائل الدعوة وما جد منها
س- إن مما فيه الخلاف بين الدعاة إلى عز وجل أمر وسائل الدعوة ، فمنهم من يجعلها عبادة توقيفية وبالتالي ينكر على من يقيمون الأنشطة المتنوعة الثقافية أو الرياضية أو المسرحية كوسائل لحذب الشباب ودعوتهم .. ومنهم من يرى أن الوسائل تتجدد بتجدد الزمان ، وللدعاة أن يستخدموا كل وسيلة مباحة في الدعوة إلى الله عز وجل ، نرجو من فضيلتكم بيان الصواب في ذلك ؟
ج- الحمد لله رب العالمين ، لا شك أن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى عبادة كما أمر الله بها في قوله والإنسان ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن : الداعي إلى الله يشعر وهو يدعو إلى الله عز وجل إنه ممتثل لأمر الله متقرب إليه به ، فإن كتاب الله، ولا شك أيضاً أن أحسن ما يدعى به كتاب الله وسنة رسوله ، يا أيها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم وشفاءسبحانه وتعالى هو أعظم للبشرية : .لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين
، كذلك يقول أبلغ الأقوالوالنبي ، موعظة فقد كان يعظ أصحابه أحياناً موعظة يصفونها بأنها وجلت منها القلوب وذرقت منها العيون .. فإذا تمكن الإنسان من أن تكون عظته بهذه الوسيلة فلا شك أن هذه خير وسيلة .. وإذا رأي أن يضيف إلى ذلك أحياناً وسائل مما، أي كتاب الله وسنة رسوله ، أباحه الله فلا بأس بهذه .. ولكن بشرط ألا تشتمل هذه الوسائل على شيء محرم كالكذب أو تمثيل دور الكافر مثلاً في تمثيليات أو تمثيل الصحابة – رضي الله عنهم – أو الأئمة .. أئمة المسلمين من بعد الصحابة او ما أشبه ذلك مما يخشى منه أن يزدري أحد من الناس هؤلاء الأئمة الفضلاء .. ومنها أيضاً ألا تشمل التمثيلية على تشبه رجل ، فإنه لعن المتشبهاتبأمراة أو العكس لأن هذا مما ثبت فيه اللعن عن رسول الله ، من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء .
المهم أنه إذا أخذ بشيء من هذه الوسائل أحياناً من أجل التاليف ولم يشتمل هذا على شيء محرم فلا أرى به بأساً ، أما الإكثار منها وجعلها هي الوسيلة للدعوة إلى الله والإعراض عن الدعوة بكتاب الله ، بحيث لا يتأثر المدعو إلا بمثل هذه الوسائل فلا أرى ذلك ، بلوسنة رسول الله ، أرى إنه محرم ، لأن توجيه الناس إلى غير الكتاب والسنة فيما يتعلق بالدعوة إلى الله أمر منكر ، لكن فعل ذلك أحياناً لا أرى فيه بأسا إذا لم يشتمل على شيء محرم .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
الحياء الذي يمنع من قول الحق ضعف وعجز
س- أشكو من الخوف والهيبة عن إنكار المنكر أو السؤال عن العلم ، فما علاج ذلك ؟ وفقكم الله لكل خير .
ج- هذا الخوف والهيبة إنما هو تخذيل من الشيطان ، فلتحذر ذلك ، وكن قويا ، ولا تستحي ، إن الله لا يستحي من الحق ، وعليك أن تسأل ولا تحسي ، وأن تنكر المنكر ولا تستحي إذا كان لديك العلم والبصرة ، فعليك أن تدعو إلى الله وأن تأمر بالمعروف وأن تنهي عن المنكر بالأسلوب الحسن ، وليس في هذا حياء ، فالحياء الذي يمنع بالمعروف وأن تنهي عن المنكر بالأسلوب الحسن ، وليس في هذا حياء ، فالحياة الذي يمنع من الحق إنما هون ضعف وعجز ، وليس بحياء ، وإنما الحياء الشرعي  ،  الحياء من الإيمان  ، : الذي يمنعك من الباطل ، الذي قال فيه النبي ، ، هذا الحياء الذي يمنعك من الباطل ؛ فيمنعك من الزنى ويمنعك منالحياة خير كله الخمر ويمنعك من مجالسة الأعداء ويمنعك من كل شر ، هذا هو الحياء الشرعي .
الشيخ ابن باز
* * * *
حكم ترك السنن من أجل الدعوة
س- هل يؤخذ من الآية : .. هل يؤخذ منهاولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم أنه يجب على الداعية أن يترك السنة إذا كان يترتب على تطبيقها أن تسب هذه السنة ، كتقصير الثياب وغيرها ؟
ج- ترك السنة ليس فيه سب للآخرين ، فلا تنطبق عليها الآية ، ولكن ربما يؤخذ ترك السنة من دليل آخر من السنة نفسها .. وهو ترك النبي ، ، بناء البيت " الكعبة " على قواعد إبراهيم خوفاً من افتتان الناس لأنهم كانوا حديثي عهد بالكفر .
فمثلاً إذا كانت السنة من الأمور المستغربة عند العامة والتي يتهمون الإنسان فيها بما ليس فيه فإن الأولى والأفضل أن يمهد الإنسان لهذه السنة بالقول قبل أن يتخذها بالفعل ، فيبين للناس في المجالس والمساجد وفي أي فرصة مناسبة وجه الحق ، حتى إذا قام بفعله كان الناس قد اطمأنوا وفهموا وعرفواً ، وأنا أجزم أن العامة قد يكرهون السنة لأن هذا الرجل هو الذي فعلها ولا يكرهونها لأن الرجل الآخر فعلها .. لو أن أحداً من أهل العلم المعتبرين عند العامة رفع ثوبه لم يكن استنكار لهذا العمل كاستنكارهم له إذا وقع من شخص آخر لا يعتبرونه عالماً ولا يثقفون به، وهذا أمر معلوم وإذا كان الأمر كذلك فإن الأولى أن نتدرج بالعامة حتى إذا فعلنا فعلاً يستنكرونه كان لديهم علم مسبق به فيرد على قلوبهم وهي غير فارغة من العلم به .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
حكم التبليغ عن مروجي المخدارت لمن خاف على نفسه
س- شخص يعرف بعض مروجي المخدرات .. لكنه لا يستطيع أن يبلغ عنهم لخوفه على نفسه منهم أو لوجود صلة قرابة تربطه بهم .. ما هو الحكم لو أبلغ عنهم وتعرض للضرب أو للقتل .. وهل يكون ذلك في سبيل الله ؟
ج- الإجابة على ذلك أولا إنه يلزم أن يعلم هؤلاء بالتبليغ لأن الواجب على الجهات المبلغة أن لا تخبر بمن بلغ بل إن وثقت به عملت بمقتضى هذه الثقة وإن لم تثق به لم تلتفت إلى قوله ولو إننا فتحنا الباب للإعلان عن اسم كل ما جاء ليخبر عن منكر لم يأت أحد ليبلغ السلطات ألا يعلنوا عن اسم من أبلغهم ، وكما قلت إن وثقوا بقوله عملوا بمقتضى هذه الوثيقة ، وإن لم يثقوا فإنهم لا يلتفتون إلى هذا القول .. ولا شك إنه لو أخبر عن هذا المبلغ فإنه ينال في الغالب أذية أما بالقول أو بالفعل أو ما أشبه ذلك وفي هذا ضرر عليه وإذا لم يكن هناك إيمان قوي في النفوس قد يمنعها الخوف من أن تقوم بواجب التبليغ ولكنه يزول بكتمان المبلغ ما يجب عليه من الكتمان .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
حول وسائل الدعوة
س- هل تعتبر وسائل الدعوة إلى الله عز وجل وسائل توقيفية ، بمعنى أنه لا يجوز الاستفادة من الوسائل الحديثة في الدعوة كوسائل الإعلام وغيرها وإنما ؟ينبغي الاقتصار على الوسائل التي استخدمت في عهد الرسول ،
ج- يجب أن نعرف قاعدة وهي أن الوسائل بحسب المقاصد كما هو مقرر عند أهل العلم أن الوسيلة لها أحكام المقصد ما لم تكن هذه الوسيلة محرمة فإن كانت محرمة فلا خير فيها .
وأما إذا كانت مباحة وكانت توصل إلى ثمرة مقصودة شرعاً فإنه لا بأس بها ولكن لا يعني ذلك أن ، وما فيهما من مواعظ إلا ما نرى أنه وسيلة فينعدل عن كتاب الله وسنة رسوله ، الدعوة إلى الله وقد نرى أن هذا وسيلة ويرى غيرنا أنه ليس بوسيلة ولهذا ينبغي للإنسان في الدعوة إلى الله أن يستعمل الوسيلة التي يتفق الناس عليها حتى لا تخدش دعوته إلى الله بما فيه الخلاف بين الناس .
ولكن يجب أن نعلم الفرق بين التأليف وبين الدعوة .. فقد يكون من المصلحة أن نؤلف الشباب الذي ينضمون إلى الدعوة بعد دعوتهم إلى الكتاب والسنة بأشياء من الأمور المباحة التي لا تضرنا في الدين ولا تضر الدعوة تأليفاً لهم ولئلا ينفروا لو رأوا الأمر كله جداً .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
الدعوة بالأشرطة لا تكون إلا عند الضرورة
س- أعلم أننا مطالبون بالدعوة إلى الله ، فهل أكتفي بإهداء شريط إلى من أريد دعوته خاصة وأني لا أملك الأسلوب المناسب في الدعوة أو الانكار .. ؟
ج- لا شك أن الدعوة والإنكار مشافهة أبلغ بكثير من إهداء الرسائل أو الأشرطة لأن إهداء الرسائل أو الأشرطة قد يفيد وقد لا يفيد .
قد يفيد إذا قرأها المهدى إليه بصدق وعزيمة في طلب الحق وقد لا يفيد إذا قرأها كالمكره عليها وربما يدعها ولا يقرؤها ولا يسمعها فإهداء الأشرطة والرسائل في الدعوة يكون عند الضرورة إذا لم يستطع الإنسان أن يدعو الغير مشافهة أو ينكر عليه مشافهة إما لضيق الوقت أو لعلو منزلة المدعو وكون الداعي لا يستطيع مجابهته أو لغير ذلك من الأسباب .
المهم أن الدعوة بواسطة الرسائل أو الأشرطة لا يلجأ إليها إلا عند الضرورة .
الشيخ ابن عثيمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موسوعة الفتاوى الإسلامية الجهاد والدعوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التفسيــر موسوعة الفتاوى الإسلامية
» التأميــن } موسوعة الفتاوى الإسلامية
» موسوعة الفتاوى الإسلامية مال اليتيم
» { اللقـطـــة } موسوعة الفتاوى الإسلامية
» موسوعة الفتاوى الإسلامية { فتاوى متنوعة }

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: