ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 نزول المسيح عليه الصلاة والسلام من السماء (نزول له عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عند صلاة الفجر)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

نزول المسيح عليه الصلاة والسلام من السماء (نزول له عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عند صلاة الفجر) Empty
مُساهمةموضوع: نزول المسيح عليه الصلاة والسلام من السماء (نزول له عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عند صلاة الفجر)   نزول المسيح عليه الصلاة والسلام من السماء (نزول له عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عند صلاة الفجر) Emptyالسبت سبتمبر 04, 2010 10:28 am

نزول المسيح عليه الصلاة والسلام من السماء (نزول له عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عند صلاة الفجر) JoUkK-8N14_583810234

نزول المسيح عليه الصلاة والسلام من السماء (نزول له عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عند صلاة الفجر)
والصحيح بين هذا وذاك (أن عيسى عليه الصلاة والسلام في حال أول نزول له عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عند صلاة الفجر، يكون مأموماً وليس إماماً، كما صح الخبر من الأحاديث الصحيحة التي أوردناها آنفاً، ثم بعد ذلك لما يتحول إلى فلسطين تحديداً إلى بيت المقدس، وهي المحطة الثانية له، بعد نزوله عليه الصلاة والسلام شرق دمشق، كذلك يكون عند صلاة الفجر، فيكون هوالإمام، وبذلك يكون قد انتهى الإشكال إن شاء الله تعالى.
وقبل أن أنتقل بكم للحديث عن المحطة الثانية لنزوله عليه الصلاة والسلام، فلي مداخلة هنا لا بد منها وهي: من المعلوم من الضرورة في التوحيد أن أعظم ركن في الإسلام هي هذه الكلمة الطيبة: (أشهد أن لا إلـه إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله)، المعنى في الشطر الأول من الكلمة: أن لا معبود بحق إلا الله، ولا نعبد إلا الله، ولا نعبد الله إلا بما شرع الله، نفهم من هذا أن الأمر من قبل ومن بعد كله لله تعالى، ولا يكون العبد عبداً بحق لله تعالى إلا إذا تقيد والتزم بكل أوامر الله تعالى، وهذا عيسى عليه الصلاة والسلام كان مثال العبد المخلص والملتزم والمتقيد بأوامر سيده سبحانه وتعالى، خلقه الله سبحانه وتعالى من أمه العذراء البتول بكلمة منه فكان من أم دون أب، بمشيئة الله تعالى، وأوصاه سبحانه بهذه الوصية، والتي نطق بها من أول يوم من ولادته بأمر الله تعالى، فقال أول ما نطق: قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ  وهذه وصية الله له: وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً}. وقال: {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً [27]. ثم لما شب وبلغ رشده، أوحى الله إليه ومنَّ عليه بالنبوة، وبعثه برسالة سماوية وهي الإنجيل إلى بني إسرائيل، فكان عليه السلام من الخمسة الأفاضل من أولي العزم من الرسل، وهم: ((نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد)) صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. ثم لما ينزله الله تعالى إلى الأرض بعد أن رفعه إليه، تتمثل العبودية عنده لله تعالى حينما يصلي مؤموماً خلف رجل من أمة محمد ، وهوفي المكانة التي ذكرناها آنفاً.
وهنا الشاهد من هذه المداخلة، وهو: تكبُّر بعض الناس من هذه الأمة المحمدية من أخذ العلم ممن هم أعلم منهم، وكذلك من الصلاة خلفهم وإن كانوا أقرأ لكتاب الله منهم، وكذلك التعصب لآرائهم وإعجابهم بأنفسهم واتباعهم الهوى، وهذا كله ما كان ليكون لوأنهم قاموا بأداء دورهم بأنهم عباد حق لله تعالى، وأنهم لم يقدموا بين يدي الله ورسوله (قولاً ولا فعلاً) وكانوا ممن قال فيهم الحق جلَّ وعلا في علاه: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً [28]، وقوله تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[29]، وقوله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً[30].
* ذكرنا فيما مضى من قصة الدجال لعنه الله أنه وكما قال : {لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه؛ إلا مكة والمدينة} ، وأنه أيضاً: {لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة} . ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، تحديداً جبل القدس كما جاء في الحديث: {ثم يأتي جبل إيليا، فيحاصر عصابة من المسلمين "[31]. وهناك {فيلقى المؤمنون شدة شديدة، فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله! فأين العرب يومئذ؟ قال: {هم يومئذ قليل}[32].
وفي رواية أخرى أيضاً صحيحة من قوله : {ثم يأتي الدجال جبل (إيلياء)، فيحاصر عصابة من المسلمين، فيقول لهم الذين عليهم: ما تنتظرون بهذا الطاغية [إلا] أن تقاتلوه حتى تلحقوا بالله، أويفتح لكم، فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا، فبينما هم يعدون للقتال، ويسوون الصفوف؛ إذ أقيمت الصلاة - صلاة الصبح -، فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم، فيؤم الناس، فإذا رفع رأسه من ركعته قال: سمع الله لمن حمده، قتل الله المسيح الدجال، وظهر المسلمون} رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير علي ابن المنذر وهوثقة، عن أبي هريرة وصححه الألباني، انظر قصة الدجال (144) .
ذكرنا سابقاً أن المسيح عليه السلام أول ما ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، وهناك يصلي مأموماً خلف المهدي، ثم يتحول هوومن معه من جيش المؤمنين على رأسهم المهدي إلى العصابة المُحاصَرَة من المسلمين من قبل الدجال والذين هم في بيت المقدس، فَيُقَدَّم عيسى عليه السلام للإمامة، فيصلي بهم فلما يرفع رأسه من الركوع – والله أعلم أن ذلك في الركعة الثانية، حيث صح عن النبي  {القنوت في الفجر، في حال نزل نازلة بالمسلمين، في الركعة الثانية من الفجر، بعد رفعه من الركوع، وقوله سمع الله لمن حمده، (فيكون قول عيسى عليه الصلاة والسلام): قتل الله المسيح الدجال وظهر المسلمون}، هوعبارة عن دعاء نازلة وبشرى من الله تعالى في الوقت نفسه، فإذا انصرف قال: {افتحوا الباب. فيفتح، ووراءه الدجال – أي خلف أبواب بيت المقدس - معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذوسيف محلى وساج، - فيطلبه عيسى عليه الصلاة والسلام-، - فيذهب عيسى بحربته نحوالدجال -، فإذا نظر إليه الدجال، ذاب كما يذوب الملح في الماء، - فلوتركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريه دمه في حربته}، قال أبوحازم: قال أبوهريرة: (فيذوب كما تذوب الإهالة في الشمس) الإهالة هي: السمن أوالدهن أو ما يذوب من الألْية -، وقال عبد الله بن عمرو: كما يذوب الملح في الماء).
وأرى كأنه مادية هلامية أوكالحيوان داخل الحلزونة؛ إذا وضع عليه الملح يبدأ بالذوبان، فلما ينطلق عدوالله هارباً، يقول له عيسى عليه السلام : إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها، فيدركه عند باب اللُّدِّ الشرقي، فيقتله (فيهلكه الله عز وجل عند عقبة أفيق)، فعندما يسمع اليهود بمقتل مخلِّصهم المزعوم، ويأتي عيسى عليه السلام بدمه على حربته ويراها المؤمنون، فيصيحون بالتكبير والتهليل، فعند ذلك يأتي الوقت الذي يتخلص فيه المؤمنون من آخر شرذمة من اليهود، ليريحوا العباد والبلاد من نتنهم، بل ويُسخِّر الله تعالى كل شيء للقتال مع عباد الله المسلمين، حتى الحجر والشجر والدواب ينطقهم الله جميعاً، يصيحون بأعلى صوت: {يا مسلم يا عبد الله، فإن هناك خلفي يهودي تعال فاقتله}، فيكون ذلك المسلم المجاهد في أمان بعلمه ويقينه بربه سبحانه وتعالى؛ بأنه سخر له كل حجر وشجر، وحائط ودابة، أن يخبروه عن كل يهودي مختبئ خلفهم، بهذا نطق الحبيب المصطفى .
ولكن تبقى هناك شجرة خبيثة من شجر اللئام، من إخوان القردة والخنازير، لا تنطق بشيء، وهي شجرة (الغَرْقَد)، والتي أخبر عنها الصادق المصدوق أنها من شجر اليهود، فيعمد إليها ذلك المؤمن الذي آمن بكل ما أخبر به الحبيب المصطفى  من الأمور الغيبية متيقناً أن خلفها يهودي، فينقلب السحر على الساحر كما يقال، فبدلاً من أن تكون تلك الشجرة ملجأ لأولئك الخنازير الأنجاس فإذا هي تصبح أكبر علامة لملجئهم ومخبئهم، ليس باختيارها ولا بإرادة منها، ولكن رغم أنفها، وذلك بفضل الله ورحمته على عباده المؤمنين، الذين استجابوا لله وللرسول إذا دعاهم لما يحييهم، فكان النصرُ المؤزرُ حليفَهم في الدنيا، والفوز بالجنان حليفَهم في الآخرة، لما رواه أحمد والنسائي عن ثوبان  أن النبي  قال: {عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار: عصابة تغزوالهند، وعصابة تكون مع عيسى بن مريم عليه السلام } قال الألباني صحيح، انظر صحيح الجامع (7459).
وجاء أيضاً من حديث النواس بن سمعان  أنه قال: قال رسول الله : {…فيطلبه - أي عيسى عليه السلام ، يطلب الدجال - حتى يدركه بباب (لُدٍّ) فيقتله، ثم يأتي عيسى ابنَ مريم قومٌ قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة}[33].
وإليك أخي المسلم الأحاديث التي وردت في قتال اليهود:
روى مسلم عن أبي هريرة  أن النبي  قال: {لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أوالشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود} .
قد يقول قائل: إن هذا الحديث عام بقتال اليهود، لم يأت فيه تخصيص إن ذلك في زمن المهدي والمسيح عيسى بن مريم عليه السلام كما أسلفت ذكره، نرد عليه بهذا الحديث وهو:
قوله عليه الصلاة والسلام: {… فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي؛ إلا أنطق الله ذلك الشيء، لا حجر ولا شجر، ولا حائط ولا دابة؛ إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق؛ إلا قال: يا عبد الله المسلم! هذا يهودي فتعال اقتله، فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكما عدلا وإماما مقسطا …}[34].
وبعد أن تستريح البلاد والعباد من نتن اليهود، يبدأ المسيح عليه الصلاة والسلام يطهر الأرض من الكفرة والكافرين، وذلك بأمر يسير خصَّ الله به عيسى عليه الصلاة والسلام وهو: (أن منحه الله تعالى ريحا طيبة زكية تنبعث من جسده الطاهر الشريف، تعم جميع أنحاء البلاد التي تقع تحت نظره عليه السلام ، فتكون تلك الريح الطيبة كالمبيد القاتل لكل خبث ورجس، فعندها لا يحل لكافر أن يجد ريحه إلا ومات. و
يبقى النصارى من أهل الكتاب، يكسر المسيح عليه السلام صليبهم، ويقتل خنزيرهم، ولا يقبل منهم إلا الإسلام أوالقتل، لا يقبل منهم جزية، مما يصل الحال إلى كثير منهم أن يدخلوا الإسلام مستسلمين، ومذعنين لله رب العالمين، ومن أصرَّ على عناده وكفره منهم، فعندها يصيبه ما أصاب إخوانه الكفرة والملحدين، من الموت المحتم لهم أجمعين، وهنا يتجلى قول الحق جلَّ وعلا في علاه:
 وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلأ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} [35]. ويدعم قولنا السابق؛ ما نطق به الفم الطاهر الطيب الزكي، فم الحبيب المصطفى ، والذي لا ينطق عن الهوى إن هوإلا وحي يوحى: {فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه} رواه أحمد والترمذي ومسلم عن الواس بن سمعان .
وجاء أيضاً: {فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام}[36].
قد يقول قائل: لماذا عيسى عليه الصلاة والسلام يكسر الصليب، ويضع الجزية أي لا يقبلها، وهذا الفعل لم يفعله النبي ؟! مما قد يصل الحال بالبعض أن يظن بعيسى عليه الصلاة والسلام أنه لا يحكم بشرع نبينا ، فما الصحيح في هذا؟ نرد عليه بقول الحافظ بن حجر رحمه الله بما أورده في كتابه العظيم (فتح الباري 10/250) قال في شرحه للحديث:
الذي جاء من قوله عليه الصلاة والسلام: (حكما) أي حاكما , والمعنى أنه ينزل حاكما بهذه الشريعة فإن هذه الشريعة باقية لا تنسخ , بل يكون عيسى حاكما من حكام هذه الأمة، وقوله: {فيكسر الصليب ويقتل الخنزير} أي يبطل دين النصرانية؛ بأن يكسر الصليب حقيقة، ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه, قوله: {ويضع الحرب}، في رواية الكشميهني (الجزية) , والمعنى أن الدين يصير واحدا فلا يبقى أحد من أهل الذمة يؤدى الجزية. وقال النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم:
قوله : {ليوشكن أن ينزل فيكم عيسى بن مريم عليه السلام حكما مقسطا فيكسر الصليب , ويقتل الخنزير , ويضع الجزية , ويفيض المال حتى لا يقبله أحد} أما {ليوشكن} ومعناه ليقرين. وقوله: {فيكم} أي في هذه الأمة وإن كان خطابا لبعضها ممن لا يدرك نزوله. وقوله : {حكما} أي ينزل حاكما بهذه الشريعة لا ينزل برسالة مستقلة , وشريعة ناسخة , بل هوحاكم من حكام هذه الأمة. والمقسط العادل. وقوله : {فيكسر الصليب} معناه يكسره حقيقة ويبطل ما يزعمه النصارى من تعظيمه، وفيه دليل على تغيير المنكرات وآلات الباطل , وقتل الخنزير من هذا القبيل. وأما قوله : {ويضع الجزية} فالصواب في معناه أنه لا يقبلها، ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام، ومن بذل منهم الجزية لم يكف عنه بها، بل لا يقبل إلا الإسلام أوالقتل.
هكذا قاله الإمام أبوسليمان الخطابي وغيره من العلماء رحمهم الله تعالى. وقال أيضاً رحمه الله أن الذي شرَّع بنسخه – أي الجزية - ليس عيسى عليه السلام ، بل نبينا  هوالمبين للنسخ. فإن عيسى يحكم بشرعنا، فدل على أن الامتناع من قبول الجزية في ذلك الوقت هوشرع نبينا محمد .
- ولي مداخلة هنا لتبسيط المسألة وهي: أن شريعة محمد عليه الصلاة والسلام هي قائمة بأمر الله تعالى إلى قيام الساعة، حيث لا نبي بعده، وأن هناك تشريعات شرعها رسول الله  من ضمن هذا التشريع العظيم الذي شرعه الله تعالى وأمر به نبيه  أن يبينه للناس، فإن منه من له زمانه وأسبابه، فمن أصاب ذلك الزمان أوتلك الأسباب، يتحقق عنده ذلك التشريع، وليس بمن يقوم بتحقيق هذا التشريع يكون هوالمشرع له، بل بالعكس يكون هوالمنفذ لما أمر به رسول الله  طاعة لله وللرسول، وإليك أخي المسلم بعض الأمثلة:
لما قاتل أبوبكر الصديق مانعي الزكاة، هل أتى بتشريع غير شرعة محمد ، علماً أن ذلك لم يكن في عهده ، وهوأن أحداً لم يمنع زكاة ماله فيأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام بقتله، ولكن بقتاله  لمانعي الزكاة حقق قوله عليه الصلاة والسلام وهو: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله} [37].
وكذلك ألم يشرع النبي  بقتال الخوارج علماً أنه عليه الصلاة والسلام لم يرهم بعد، فقد جاء عن علي  قال: سمعت رسول الله  يقول: {سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة} [38].
وكذلك عندما أمر عليه الصلاة والسلام بلعن الكاسيات العاريات، واللاتي لم يكن منهن واحدة في زمانه، فهذا تشريع لزمن ما سيظهر فيه هذا الذي أخبر عنه ، وقد ظهر هذا بزماننا والعياذ بالله من فتنة النساء، فقد جاء عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله  يقول: {يكون في آخر أمتي رجال يركبون على سرج كأشباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات} [39].
وجاء أيضاً عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله : {ليأتين عليكم أمراء؛ يقربون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا، ولا جابيا ولا خازنا} [40].
وكذلك أرشد رسول الله  أمته إلى تحديد أوقات الصلوات عندما يصبح اليوم كسنة، واليوم كالشهر، واليوم كالجمعة، وذلك في وقت خروج الدجال لعنه الله، وغير ذلك كثير من هذا القبيل من التشريع، فهذا كله من التشريع والذي شرعه الله تعالى في كتابه العزيز، أوسنه نبيه ، سواء كانت قولية، أوفعلية، أوإقرارية، وهذا الذي سيفعله عيسى عليه الصلاة والسلام من قتلٍ للخنزير، وكسرٍ للصليب، وهذا كله ما هوإلا عبارة عن سنة تشريعية، قولية وإقرارية، للحبيب المصطفى  تكون في زمانه عليه السلام .
فعند ذلك يتحقق قول الحبيب المصطفى : كما جاء في الحديث: {ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أوذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر} [41]. أي يبلغ هذا الدين مشارق الأرض ومغاربها، عند ذلك يكون كما قال : {وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم} أخرجه أبوداود عن أبي هريرة مرفوعا وقال الألباني صحيح، انظر الصحيحة 2182.
ويكون أيضاً {ولتذهبن الشحناء، والتباغض، والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد} [42]، وفي رواية: {ويضع الجزية ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض}، {حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها، وتكون الدعوة واحدة لرب العالمين} .
يتبين لنا مما سبق؛ أنَّ الله تعالى يمُنُّ على هذه الأمة في زمن المهدي وعيسى بن مريم عليه السلام أن الله يخلص الأرض من فساد الدجال واليهود.
وكذلك يُهْلِكُ الله تعالى في زمانهما جميع الملل إلا الإسلام.
ويبلغ هذا الإسلام العظيم مشارق الأرض ومغاربها.
وتصبح راية الإسلام مظللة على جميع أنحاء المعمورة.
وتكثر الخيرات، والبركات، ويكثر المال.
وترفع العداوة من بين الناس، حتى يصل الحال إلى الحيوانات، فتصبح المفترسة منها أليفة، والسَّامة منها لا تضر.
ويكثر المال حتى يفيض، وهنا يتحقق قول الحق جلَّ وعلا:  وَلَوأَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرض [43]، ويتحقق قوله عليه الصلاة والسلام كما جاء في سلسة الأحاديث الصحيحة: {ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أوذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر}. أي سيبلغ هذا الدين بأمر الله ومشيئته وعونه الكرة الأرضية جمعاء، ما بلغ الليل والنهار، أي مطلع الشمس ومغربها، وهذا أيضاً مصداق قوله عليه الصلاة والسلام حيث قال: {إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض} [44].
يخبر هنا عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى زوى له الأرض، فأراه المشرق والمغرب، وهذا كناية عن رؤية الكرة الأرضية كلها، حيث لا يوجد مكان في الكرة الأرضية، إلا وعمه المشرق والمغرب، معنى ذلك أن ملك هذه الأمة سيعم الأرض كلها، كما ذكرنا آنفا.
ويبرهن على ذلك أيضاً هذا الحديث الذي جاء عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله : {لا تذهب الدنيا حتى يملكَ العربَ رجلٌ من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي} [45].
وفي رواية له: {لولم يبق من الدنيا إلا يوم؛ لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا مني - أومن أهل بيتي - يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا}[46]. فقوله عليه الصلاة والسلام {يملأ الأرض قسطاً وعدلا}، أي تلك الأرض التي زويت له عليه الصلاة والسلام.
قد يقول قائل: كيف ستمتلأ الأرض قسطاً وعدلاً، وسيبلغ هذا الدين مشارقها ومغاربها، وهناك قوم مفسدون لا زالوا على ظهرها وهم قوم يأجوج ومأجوج؟
والرد عليه بأمر يسير: وهوأن الله تعالى جعل أمر يأجوج ومأجوج أمرا غيبيا، بل إن أحداً مهما علت رتبته سواء كانت دينية أودنيوية؛ لن يستطيع العثور على أولئك القوم، لأن الله تعالى مكَّن فقط لذي القرنين وهوالوحيد من خلقه سبحانه أن جعل له سلطانا عليهم، حيث قام بحبسهم، وذلك ببناء سور من معدن مكون من حديد ونحاس، فحال ذلك السور بينهم وبين باقي خلق الله، المقيمين في شتى أنحاء المعمورة، لكف شرهم وفسادهم عنهم، بهذا أخبرنا الحق سبحانه وتعالى عنهم في محكم تنزيله، حيث قال سبحانه: حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرض فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً [47].
إذن هم الآن محبوسون، ولا يخرجون من حبسهم إلا في اليوم المعلوم، وفي الوقت المعلوم الذي يأذن الله فيه لهم بالخروج من سجنهم، ومعنى أنهم محبوسون، أي أنهم لا سلطان لهم على أحد، بل لن يعثر عليهم أحد أبداً، وإنما هم الذين يخرجون للناس في وقت معلوم، لا يعلمه إلا علام الغيوب، وسيأتي الحديث عنهم إن شاء الله تعالى، وذلك عندما نتكلم عن العلامة الثالثة من علامات الساعة الكبرى .
إذن يعم الأمن والأمان في عهدهما، أي- المهدي والمسيح عليهما السلام-، وتكثر الأموال كما صح ذلك عن جابر ، حيث قال: قال رسول الله : {يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده} . وفي رواية: قال: {يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا، ولا يعده عدا} [48].
وجاء عن أبي سعيد الخدري قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا نبي الله  فقال: {إن في أمتي المهدي، يخرج يعيش خمسا أوسبعا أوتسعا)- زيد العَمِّيُّ الشاك أحد رواة الحديث – قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: (سنين). قال: (فيجيء إليه رجل فيقول: يا مهدي أعطني أعطني قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله} [49].
وجاء أيضاً {يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع، وإلا فتسع، فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تؤتى أكلها ولا تدخر منهم شيئا، والمال يومئذ كدوس، فيقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني فيقول خذ} [50].
وتبقى الأرض كلها على هذه الحالة الطيبة، ويبقى المؤمنون في هذا الخير مدة سبع سنين، ويكون في آخر هذه السنوات السبع، موت المهدي عليه السلام والله أعلم، وبعد أن تحقق وعد الله ووعد رسوله في زمانه من نصر للمؤمنين، والتمكين لهم في البلاد، قال : {ثم يلبث الناس بعده سنين سبعا ليس بين اثنين عداوة}. أي بعد مقتل الدجال لعنه الله تعالى، انظر قصة الدجال للألباني رحمه الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نزول المسيح عليه الصلاة والسلام من السماء (نزول له عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عند صلاة الفجر)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نزول المسيح عليه الصلاة والسلام من السماء
» فصل نزول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في منى / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» فصل نزول النبي عليه السلام بالأبطح شرقي مكة / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» قصة أيوب عليه الصلاة والسلام
» من دعاء النبى عليه الصلاة والسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: