ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الإخوان المسلمون / فلسفة الإخوان ومبادئهم – الدين والسياسة – الإسلام كنظام اجتماعي (2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الإخوان المسلمون / فلسفة الإخوان ومبادئهم – الدين والسياسة – الإسلام كنظام اجتماعي (2) Empty
مُساهمةموضوع: الإخوان المسلمون / فلسفة الإخوان ومبادئهم – الدين والسياسة – الإسلام كنظام اجتماعي (2)   الإخوان المسلمون / فلسفة الإخوان ومبادئهم – الدين والسياسة – الإسلام كنظام اجتماعي (2) Emptyالأربعاء يناير 13, 2010 1:40 pm

الإخوان المسلمون / فلسفة الإخوان ومبادئهم – الدين والسياسة – الإسلام كنظام اجتماعي (2) TilE5-I7E1_777028188
فلسفة الإخوان ومبادئهم – الدين والسياسة – الإسلام كنظام اجتماعي
فلسفة الإخوان ومبادؤهم
فكرة الإخوان المسلمين فكرة إسلامية صميمة، لا تخرج عن نطاق " الإسلامية " بحال من الأحوال، ولا تخرج فلسفتهم على أن تكون كذلك إسلامية مستمدة من روح الإسلام. وأحب أن أوضح أني أقصد بالفلسفة هنا، الفكرة والعقيدة التي تبلورت في النفس، وسارت عليها واصطبغت بها طريقة الحياة (Style of Life ) ولا أعني بها تلك الفلسفة البريطانية التي لا تصلح إلا للنقاش، ولا يمكن أن توضع موضع التطبيق في عالم الحقيقة والواقع. وعلى هذا المعنى يمكن أن ألخص فلسفة الإخوان في ثلاثة أركان رئيسية:
1- الفلسفة الروحية 2- الفلسفة الاقتصادية 3- الفلسفة الاجتماعية
ولنتناول كل من هذه الأركان الثلاثة بشيء من التفصيل:
1- الفلسفة الروحية:
الناحية الروحية هي الركاز الأول، والدعامة الأساسية، في دعوة الإخوان المسلمين، بل هي شغلهم الشاغل، وموضع اهتمامهم الكبير في تكوين (الأخ المسلم) أولاً، حتى لتجعل من واجباته المفروضة (أن يديم مراقبة الله تبارك وتعالى، ويخلص النية له في كل عمل، ويذكر الآخرة ويستعد لها، وأن يحافظ على الطهارة الحسية والمعنوية) (39).
وفي تكوين الأسرة بل الأمة ثانياً فهم يعتقدون " أن تكوين الأمم وتربية الشعوب، وتحقيق الآمال، تحتاج من الأمة التي تحاول هذا إلى قوة نفسية عظيمة " (40)
وهم في الوقت نفسه لا ينكرون القوى المادية، وأهميتها في تكوين الشعوب ونهوضها، "يظن الكثيرون أن الشرق تعوزه القوى المادية، من المال والعتاد وآلات الحرب والكفاح، لينهض ويسابق الأمم التي سلبت حقه، وهضمت أهله، وذلك صحيح ومهم، ولكن أهم منه وألزم القوى الروحية من الخلق الفاضل،والنفس النبيلة، والإيمان بالحقوق ومعرفتها، والإرادة الماضية، والتضحية في سبيل الواجب، والوفاء الذي ينبغي عليه الثقة والوحدة، وعنهما تكون القوة". (41) بل هم يذهبون في الاهتمام بالناحية الروحية إلى حد أنهم يجعلون حرب الموجة المادية هدفاً من أهدافهم، وغاية من غايتهم، تلك الموجة التي جعلت الناس عبيد للمادة، بدلاً من أن يستعبدوها لصالح أنفسهم ولصالح المجتمع، " أما مهمتنا إجمالاً: فهي أن نقف في وجه هذه الموجة المادية من مدنية المادة، وحضارة المتع والشهوات، التي جرفت الشعوب الإسلامية فأبعدتها من زعامة النبي r هداية القرآن" (32)
على أن فلسفة الإخوان الروحية تقوم أولاً وقبل كل شيء على عدة مبادئ نستطيع أن نجملها في ثلاث:
(أ) الربانية والشمول.
(ب) الروحانية الاجتماعية.
(جـ) العقلية الإيجابية.
(ا) الربانية والشمول: دعوة الإخوان كما سبق أن قلنا فكرة تنبت من صميم الإسلام. والإسلام وسائر الأديان السماوية، من أول أركانها الإيمان بوجود الله والغيبيات عموماً، وتقرير عقيدة الجزاء، والتسامي بالنفس الإنسانية، فليس بدعا أن يعمل الإخوان على ذلك، وأن يقرروا أن أصول الإصلاح لابد وأن تعتمد فيما تعتمد على " ربانية تحيا عليها القلوب الميتة، ويرتفع بها الشعور الإنساني إلى الملأ الأعلى، وتصل الناس بالله تبارك وتعالى " (42).
وقد أصدر الأستاذ البنا رسالة خاصة لنظام الأسر الذي هو المجال العملي للتربية الروحية في الإخوان، ووجه الخطاب في هذه الرسالة إلى خاصة الإخوان ممن أسماهم "الإخوان المجاهدين من الإخوان المسلمين" وأوضح في هذه الرسالة معنى الهتاف الإخواني – الله غايتنا، والرسول زعيمنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا – وحدد أركان البيعة بعشرة هي: الفهم، والإخلاص، والعمل، والاجتهاد، والتضحية، والطاعة، والثبات، والتجرد، والإخوة، والثقة.
ثم تناول هذه الأركان العشرة بشيء من الإيضاح والتفصيل، وفسر الفهم وحده في حدود عشرين أصلاً من الأصول الإسلامية، أهمها ضرورة فهم الإسلام بالمعنى الشامل الذي سنوضحه فيما بعد، ومنها أن الإسلام يحرر العقل، ويحث على النظر في الكون، ويرفع قدر العلم والعلماء، ويرحب بالصالح النافع في كل شيء، والحكمة ضالة المؤمن أن وجدها فهو أحق الناس بها.
وفسر الإخلاص بأن يقصد الأخ المسلم بقوله وعلمه وجهاده كله وجه الله وابتغاء مرضاته، من غير نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر، وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة، لا جندي غرض ومنفعة.
وفسر العمل بأنه ثمرة العلم والإخلاص، وأوضح مراتب العمل المطلوبة من الأخ الصادق وهي سبعة يهمنا منها في معرض الربانية الثلاثة الأولى وهي:-
1- إصلاح نفسه حتى يكون قوي الجسم، متين الخلق، مثقف الفكرة، قادراً على الكسب، سليم العبادة، منظماً في شئونه، نافعاً لغيره.
2- وتكوين بيت مسلم، بأن يجعل أهله محافظين على آداب الإسلام في كل مظاهر الحياة المنزلية، ويحملهم على احترام فكرته.
3- وإرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه، ومحاربة الرذائل والمنكرات، وتشجيع الفضائل، والأمر بالمعروف، والمبادرة إلى فعل الخير، وكسب الرأي العام إلى جانب الفكرة الإسلامية.
وفسر الجهاد بأنه الفريضة الماضية إلى يوم القيامة، والمقصودة بقول رسول الله r: " من مات ولم يغزو ولم ينو الغزو مات ميتة جاهلية" . وأول مراتبه إنكار القلب، وأعلاها القتل في سبيل الله، وبين ذلك جهاد اللسان والقلم واليد، وكلمة الحق عند السلطان الجائر.
وفسر التضحية بأنها بذل النفس والمال، والوقت والحياة، وكل شيء في سبيل الغاية.
وفسر الطاعة بأنها امتثال الأمر وإنفاذه توا، في العسر واليسر، والمنشط والمكره.
وفسر الثبات بأن يظل الأخ عاملاً مجاهداً في سبيل غايته، مهما بعدت المدة وتطاولت السنوات والأعوام، حتى يلقى الله على ذلك، وقد فاز بإحدى الحسنيين، فأما الغاية وأما الشهادة.
وفسر التجرد بأن يتخلص الأخ لفكرته من كل ما سواها من المبادئ والأشخاص، لأنها أسمى الفكر وأجمعها وأعلاها.
وفسر الإخوة بأنها ارتباط القلوب والأرواح برباط العقيدة والعقيدة أوثق الروابط وأغلاها، والإخوة أخو الإيمان، والتفرق أخو الكفر، وأول القوة قوة الوحدة، ولا وحدة بغير حب، وأقل الحب سلامة الصدر، وأعلاه مرتبة الإيثار.
وفسر الثقة بأنها اطمئنان الجندي إلى قائده في كفاءته وإخلاصه واطمئناناً عميقاً، ينتج الحب والتقدير والاحترام والطاعة، وللقيادة في دعوة الإخوان حق الوالد بالرابطة القلبية، والأستاذ بالإفادة العلمية، والشيخ بالتربية الروحية، والقائد بحكم السياسة العامة للدعوة، ودعوتنا تجمع هذه المعاني جميعاً والثقة بالقيادة هي كل شيء في نجاح الدعوات (44)
كما أوجب على جمهرة الإخوان من الإخوان العاملين أربعين واجباً، يهمنا منها ونحن في معرض الحديث عن الربانية. أن يحسن الصلاة، ويواظب على أدائها في أوقاتها، وأن يحرص على المسجد والجماعة، ويصوم رمضان صياماً صحيحاً، ويحج البيت إن استطاع إليه سبيلاً، ويجدد التوبة والاستغفار، ويجاهد نفسه جهاداً عنيفاً حتى يسلس له قيادها. وأن يحافظ على الأوراد الإخوانية ولا يقصر في آدائها لضرورة قاهرة. (45)
ومن هذه الأوراد المأثورات، وهي مجموعة من الآيات القرآنية، والدعوات النبوية، على طراز الوظيفة التي يقرؤها إتباع الطرق الصوفية.
وقد أصبح للأسر في التنظيم الإداري الجديد للإخوان، قسماً مستقلاً بالمركز العام، وقد أصدر هذا القسم رسالته الأولى وهذه الرسالة ماثلة للطبع، وذكر في مقدمة تلك الرسالة، أن نظام الأسر قد تعدل من قبل إلى نظام الإخوان العاملين، أي أن الإخوان العاملين الذين ذكرناهم فيما سبق كان نظامهم مرحلة من مراحل التطور في قسم الأسر والذي كان في أول أمره يسمى نظام الكتائب.
أما الشمول الذي نعنيه، فهو فهم الإخوان لمعنى الإسلام الشامل الصحيح كما نزل على محمد r، والذي عرفه الأستاذ البنا تحت عنوان إسلامنا بقوله: " دعوتنا دعوة أجمع ما توصف به أنها (إسلامية) ولهذه الكلمة معنى واسع غير ذلك المعنى الضيق الذي يفهمه الناس. فإننا نعتقد أن الإسلام معنى شامل ينتظم شئون الحياة جميعاً، ويفتي في كل شأن منها ويضع له نظاماً محكماً دقيقاً، ولا يقف مكتوفاً أمام المشكلات الحيوية، والنظم التي لابد منها لإصلاح الناس. (46)
كما أكد ذلك المعنى في رسالة أخرى بقوله: " نحن نعتقد أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنظيم شئون الناس في الدنيا وفي الآخرة " وأن اللذين يظنون أن هذه التعاليم إنما تتناول الناحية العبادية أو الروحية دون غيرها من النواحي، مخطئون في هذا الظن، فالإسلام عقيدة وعباده، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف، والقرآن الكريم ينطق بذلك كله ويعتبره من لب الإسلام ومن صميمه، ويوحي بالإحسان فيه جميعه، وإلى هذا تشير الآية الكريمة:  وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ  . (47)
ولا شك أن فهم الإخوان للإسلام هذا الفهم. كان خطوة تقدمية كبيرة في العقلية الإسلامية في ذلك الوقت. ردت الإسلام إلى أصوله الأولى، ومرحلة انتقال خطيرة من فهم الإسلام على أنه (دين) بالمعنى الغربي لا علاقة له بالحياة، إلى فهم الإسلام على أنه دين ودنيا، أو نظام اجتماعي شامل، ينظم شئون الناس وعلاقاتهم في جميع نواحي الحياة. كما تفعل الديمقراطية والشيوعية وما إليهما من سائر النظم الاجتماعية سواء بسواء.
(ب) الروحانية الاجتماعية: أن معنى الشمول الذي سبق الإشارة إليه، جعل الإخوان لا يؤمنون بمبدأ (الروحانية الاعتزالية) التي يؤمن بها ويدعو لها غلاة الصوفية، والتي هي إلى رهبانية المسيحية أقرب منها إلى تصوف الإسلام. فالإخوان روحانيون أو ربانيون، يسلكون في حياتهم الخاصة وفي النواحي العبادية مسلك أهل التصوف، واجتماعيون يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، ويختلطون بالمجتمعات كلها على اختلاف أنواعها، ينشرون دعوتهم، ويروجون لفكرتهم، ويعتبرون أنفسهم في الحالين جميعاً مجاهدين. فهم في نشاطهم الروحي يجاهدون أنفسهم، ويخلصونها من شوائب المادية الطاغية على النفوس، ويصقلون أرواحهم بالعبادة، وفي نشاطهم الاجتماعي يجاهدون في إصلاح المجتمع الذي تنخر فيه الأمراض الاجتماعية، وتفتك به العلل الأخلاقية، ضاربين المثل بأنفسهم في البذل والتضحية، وخاصة بعد أن طغت موجة النفعية التي روجت لها في الشرق فلسفة الغرب المادية. لذلك كانت التضحية من دعائم البناء في شخصية الأخ المسلم. فيقول المرشد الأول الأستاذ البنا: " أن هذه الدعوة لا يصلح لها غلا من حاطها من كل جوانبها، ووهب لها ما تكلفه إياه من نفسه ووقته وصحته  قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ  " . (48)
ويعتقد الإخوان أن علوم التصوف هي " علوم التربية والسلوك " وأنها من لب الإسلام وصميمه، ولكنهم يرون أن من صالح المجتمع أن تخرج إليه تلك الفئة التي تربت هذه التربية الروحية القوية، ليكونوا مثلاً عملية يقتدي بها الناس، وصورا ناطقة متحركة للفضائل والأخلاق الكريمة يكون لها أعظم الأثر في إصلاح المجتمع، فليس أبلغ في إقناع الناس من القدوة العملية، وطالما تمنى الإخوان أن تخلص الطرق الصوفية من المبالغات والشوائب التي لحقتها، وأن تتعاون بجهودها مع الأزهر، والجماعات الإسلامية " ولو أراد الله والتقت قوة الأزهر العلمية، بقوة الطرق الروحية، بقوة الجماعات الإسلامية العملية. لكانت أمة لا نظير لها، توجه ولا تتوجه، وتقود ولا تنقاد، وتؤثر في غيرها ولا يؤثر شيء فيها، وترشد هذا المجتمع الضال على سواء السبيل " (49)
وتنظيم التعاون بين هذه الجهات الثلاثة في سبيل إصلاح المجتمع على هذا النحو هو ما يسمى حالياً بعلم تنسيق المجتمع (Community Organization) وليس عندي ما يؤكد أن الأستاذ البنا قد درس هذا العلم أو قرأ عنه، وإن كانت ظواهر الأمور تحكم أنه كان يسنده ظهير كبير من سعة المعلومات كما قال عنه أحد الكتاب " حيثما وجهت طرفك في ميادين الاقتصاد والسياسة والقانون. أو الفقه والتاريخ والتصوف، أو الإدارة والشركات والمشاريع، أو في الصحافة والطباعة والتوزيع، وجدته دارساً فاهماً " (50)
كما كنا نسمع أنه كان يلتهم كل النظريات العلمية الحديثة التي ظهرت في علم النفس أو علم الاجتماع، ويحاول تطبيقها والانتفاع بها.
ولعله من المفيد ونحن في معرض الحديث عن الروحانية الاجتماعية أن نعرض لرأي الأستاذ البنا قسم فيه مراحل تطور عقلية الإنسان إلى ثلاث مراحل:
1- طور الخرافة والبساطة والتسليم المطلق للغيب المجهول له، والقوى البعيدة عنه، فهو ينسب إليها كل شيء، ويفسر بها كل شيء، ولا يرى لنفسه معها عملاً ولا فكراً. أو ما يسعى بالعقلية الغيبية.
2- وطور الجمود والتنكر لهذا الغيب المجهول، والخروج عن القوى البعيدة عن حس الإنسان، والتمرد على كل ما يتصل إليها بسبب، ومحاولة تفسير مظاهر الكون جميعاً محاولة مادية صرفة وفق قوانين تجريبية اهتدى إليها الإنسان بطول تجاربه، ودوام بحثه وتفكيره، أو ما يسمى بالعقلية العلمية.
وفي هذا الطور أنكر الإنسان المادي الألوهية وما يتصل بها، والنبوات وما يحدث عنها، والآخرة والجزاء العالم الروحي بكل ما فيه.
3- العقلية الإسلامية. أو الجمع بين الإيمان بالغيب، والانتفاع بالعقل، فنحن نعيش في عالمين فعلاً لا في عالم واحد، ونحن عاجزون عن تفسير كثير من مظاهر الكون فعلاً، فلذلك كان لزاماً على الناس أن يعودوا إلى الإيمان بالله، وبالنبوات، وبالروح، وبالحياة الآخرة، في الوقت الذي يجب عليهم فيه أن يطلقوا لعقولهم العنان لتعلم، وتعرف، وتخترع، وتكتشف، وتسخر هذه المادة الصماء، وتنتفع بما في الوجود من خير وميزات (51)
ويتفق هذا التقسيم إلى حد كبير مع تقسيم أوجست كومت Auyust Comte العالم الاجتماعي الكبير الذي قسم مراحل التطور الإنساني إلى ثلاث:
1- المرحلة الدينية Theological Stage
وفي هذه المرحلة يعلل الإنسان كل شيء بأن مرجعه إلى الله.
2- المرحلة الطبيعية Metaphysical Stage
وفي هذه الحالة يحلل الإنسان الشيء تحليلاً طبيعياً كان يعلل المطر بأنه نتج من السحب التي تبخرت من مياه البحار والمحيطات.
3- المرحلة الموضوعية أو العلمية Positive Stage
وفي هذه المرحلة يحلل الإنسان الشيء تحليلاً علمياً، فمثلاً يستطيعون حالياً في أمريكا معرفة مقدار البوصات التي سوف تنزل من المطر، وذلك لكثرة الأجهزة العلمية التي عندهم (52) .
ومن العجيب أن يأتي تفكير الأستاذ البنا يف هذه الناحية الاجتماعية الصرفة أقوى من تفكير مؤسس علم الاجتماع. فقد أدمج الأستاذ البنا المرحلتين الطبيعية والموضوعية في مرحلة واحدة، هي التي سماها مرحلة العقلية العلمية. ومن الطبيعي أن تحليل الإنسان للظواهر تحليلاً طبيعياً يستلزم معرفة الإنسان بعلوم الطبيعة والكون، مما يؤكد إمكان إدماجها في المرحلة العلمية. وزاد الأستاذ البنا عن أوجست كومت مرحلة أكثر تقدمية، هي مرحلة العقلية الإسلامية، التي توفق بين العقليتين الغيبية والعلمية، وتؤكد أن الإنسان يستطيع أن يحيا مع روحه في عالم ما وراء المادة، ويحيا بعقله في عالم المادة.
وعلى هذا الأساس من الجمع بين الروح والمادة لصلاح المجتمع وعمرانه، قام مبدأ الروحانية الاجتماعية في نفوس الإخوان وعقولهم، ولم يكن هناك أدنى تعارض عندهم من أن يكون رهباناً بالليل، وفرساناً بالنهار.
(جـ) العقلية الإيجابية: وأعنى بها تلك العقلية الإنشائية التي تفكر في أن تبني ولا تهدم. وتصلح ولا تحطم، وتتعالى عن سفاسف الأمور وتنشغل بعظائمها، وتتوجه إلى أهداف الدين الأساسية فتعمل على تحقيقها، بدل أن تضيع قروناً طويلة من الزمان في الخلاف حول أمور فرعية لا تمس جوهر الدين في شيء، كما حدث في مسألة التوسل والوسيلة، وكانت العقلية الإيجابية هي طابع الإخوان، فدعوتهم دعوة عامة لا تنتسب إلى طائفة خاصة، ولا تنحاز إلى رأي عرف عند الناس بلون خاص، ومستلزمات وتوابع خاصة، وهي تتوجه إلى صميم الدين ولبه، وتود أن تتوحد وجهة الأنظار والهمم، حتى يكون العمل أجدى، والإنتاج أعظم وأكبر (53).
وهم لهذا متسامحون بعكس ما أشيع بالباطل عنهم، واسعوا الأفق غير محدودي التفكير، يتميزون بالمرونة العقلية، ويجيزون الخلاف في المسائل الفرعية في الدين ويعتبرونه ضرورة. "نحن نعتقد في فروع الدين أمر لابد منه ضرورة. ولا يمكن أن نتحد في هذه الفروع والآراء والمذاهب لأسباب عدة: منها اختلاف العقول في قوة الاستنباط أو ضعفه، وإدراك الدلائل والجهل بها. والغوص في أعماق المعاني وإرتباط الحقائق بعضها ببعض، ومنها سعة العلم وضيقه، واختلاف البيئات واختلاف تقدير الدلالات..... كل هذه الأسباب جعلتنا نعتقد أن الإجماع على أمر واحد من فروع الدين مطلب مستحيل، بل هو يتنافى مع طبيعة الدين، وإنما يريد الله لهذا الدين أن يبقى ويخلد ويساير العصور ويماشي الأزمان ". (54)
ثم تبدو العقلية الإيجابية في أوضح مظاهرها حيث يدعو الإخوان إلى الاتجاه لما هو أنفع من ذلك كله على الناس والمجتمع، ومحاربة المنّكرات الشائعة التي تخالف لب الدين وصميمه، بدل ضياع الجهود والأوقات في الخلاف حول الأمور الفرعية، " ويعلم الإخوان المسلمون أ، هناك ناحية اجتماعية هي أخطر النواحي على كيان هذا الدين، وحبذا لو وجهت جهود الدعاة من المسلمين إلى جمع الناس حول محاربة هذه النواحي الخطرة التي تهدد الدين من أساسه، والتي نحن جميعاً مجمعون على استنكارها ووجوب العمل على إزالتها " ثم يلخصون رأيهم في هذه الناحية: بأنهم يجيزون الخلاف، ويكرهون التعصب للرأي، ويحاولون الوصول إلى الحق. ويحملون الناس على ذلك بألطف وسائل اللين والحب (55)
ولهذا كله نص القانون الأساسي للإخوان المسلمين على أن الإخوان " هيئة إسلامية جامعة، تعمل لتحقيق الأغراض التي جاء من أجلها للإسلام الحنيف، ومما يتصل بهذه الأغراض ويتناول الناحية الروحية التي نحن بصددها:
(أ) شرح دعوة القرآن الكريم شرحاً دقيقاً يوضحها ويردها إلى فطريتها وشمولها. ويعرضها عرضاً يوافق روح العصر، ويرد عنها الأباطيل والشبهات.
(ب) جمع القلوب والنفوس على هذه المبادئ القرآنية وتجديد أثرها الكريم فيها، وتقريب وجهات النظر بين الفرق الإسلامية المختلفة (56)
2- الفلسفة الاقتصادية:
إن فلسفة الإخوان الاقتصادية، ليست من طراز ذلك الاقتصاد المجرد، الذي يعتبر الخمر والخنزير مما يدخل في باب المتاع أو المنفعة الاقتصادية. لأنها تشبع حاجة من الحاجات، ولكنها أولاً وقبل كل شيء، مستمدة من طبيعة الإسلام، ولا تستطيع أن تخرج عن حدود الإسلامية التي هي شعار دعوتهم في قليل أو كثير، فالخمر والخنزير ليست متاعاً، أو منفعة اقتصادية، في عرفهم، لأن الحاجات التي تصلح لإشباعها ليست موجودة أصلاً في المجتمع الإسلامي الذي يسعون لإنشائه، كما أن شريعة الإسلام التي تقضي بالتكافل الاجتماعي بين أفراده جميعاً، وتحتم الضمان الاجتماعي لكل مواطن، لا تخضع في تشريعها خضوعاً كاملاً للسياسة الاقتصادية البحتة، التي تعمل على تمويل المشاريع الإنتاجية، وإهمال المشاريع الاستهلاكية، فالضمان الاجتماعي الذي هو عرف الاقتصاديين الخلص مشروع استهلاكي، يجب إهماله. هو في عرف الإسلام الذي يستمد منه الإخوان فلسفتهم، واجب يتحتم على الدولة قضاؤه، فإن القوانين الدولية تلزم الدولة بالإنفاق على أسرى الحرب، وكفالة الطعام والشراب واللباس والمأوى لهم، ولا تستطيع الدولة أن تهمل الأسرى فتتركهم فريسة للجوع والعري، بحجة أن الإنفاق عليهم من باب المشاريع الاستهلاكية فأولى ثم أولى على الدولة أن ترعى مواطنيها الضعفاء، الذين وقعوا أسرى الفقر والمرض. ولن تكون الدولة أبر بأبناء أعدائها بحكم القوانين الدولية منها ببنيها الأعزاء بحكم العدالة الاجتماعية. وعلى هذا فيمكننا أن نقول أن فلسفة الإخوان الاقتصادية هي من ذلك النوع الذي يسمونه الآن " بالاقتصاد الاجتماعي " على أنهم في سبيل تنظيم الشئون الاقتصادية وإنعاشها قد نادوا ولا زالوا ينادون بالمطالب الآتية:-
1- استقلال النقد:
كان الإخوان من أشد الحاملين على اعتماد رصيد الدولة على أذونات الخزانة البريطانية. وعلى الاستغلال الشائن الذي استغله البنك الأهلي لقرار وزارة المالية غير الموقع من أحد في يونيو سنة 1916، فيصدر بمقتضاه من الأوراق المالية ما يشاء. وظلوا ينادون بضرورة استغلال النقد، حتى انفصلت مصر عن كتلة الاسترليني، ثم تابعوا حملتهم بضرورة تدعيم الغطاء الذهبي للنقد، وتأميم البنك الأهلي، ومطالبة الإنجليز بالديون المتأخرة عليهم. وقد حققت الدولة كثيراً من هذه الأمور بفضل مطالبتهم وإلحاحهم.
2- تمصير الشركات:
كما كانوا ينادون بضرورة تمصير الشركات، وإحلال رؤوس الأموال الوطنية محل رؤوس الأموال الأجنبية، كلما أمكن ذلك، وتخليص المرافق العامة، وهي أهم شيء للأمة من يد غير أبنائها، كشركة النور (إدارة الغاز والكهرباء الآن) وشركة المياه، وشركات المواصلات الداخلية والخارجية. كما كانوا يستنكرون أن يكون استغلال الثروة المعدنية حتى الملح والصودا في يد شركات أجنبية، لا يصيب الجمهور الوطني، أو العامل الوطني منها غير البؤس والشقاء والحرمان.
3- التصنيع:
وهم يعتقدون (أن التحول إلى الصناعة فوراً من روح الإسلام، الذي يقوله النبي r: " إن الله يحب المؤمن المحترف " والذي أثنى على داود وسليمان بهذا التقدم الصناعي، وذكر لنا من دقائق الرقي فيه ما أعجز البشر. وحرام على الأمة التي تقرأ في كتابها من الثناء على داود .. ) وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ( وتقرأ ) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ( ثم لا يكون فيها مصنعاً للسلاح. ثم تقرأ في كتابها ) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا ( ثم لا يكون فيها مسبك عظيم، ولا مصنع كامل للأدوات المعدنية ثم تقرأ ) وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ( ثم تهمل ما عندها من هذا المعدن هذا الإهمال، وهو من أجود الأنواع ويكفي العالم مائتي عام على قدر الخبراء. (57)
4- نظام الملكيات في مصر:
سيعجب الكثيرون عندما يقرأوا هنا أن الإخوان أول ما نادى بتحديد الملكية، الذي كان من أهم المشاريع الإصلاحية التي حققها العهد الحاضر. ولكن عجبهم سيزول عندما يعرفون أن المرحوم الأستاذ البنا نفسه هو الذي طالب بذلك على صفحات جريدة الإخوان المسلمين، وكان ذلك طبعاً قبل ديسمبر 1948 (تاريخ حل الإخوان) وقبل أن تقوم ثورة الجيش بسنوات. "توجب علينا روح الإسلام الحنيف، وقواعده الأساسية في الاقتصاد القومي. أن نعيد النظر في نظام الملكيات في مصر فنختصر الملكيات الكبيرة. ونعوض أصحابها عن حقهم بما هو أجدى عليهم وعلى المجتمع، ونشجع الملكيات الصغيرة، حتى يشعر الفقراء المعدومون بأنهم قد أصبح لهم في هذا الوطن ما يعنيهم أمره، ويهمهم شأنه، وأن توزع أملاك الحكومة حالاً على هؤلاء الصغار حتى يكبروا " (58).
5- تنظيم الضرائب:
وتوجب علينا روح الإسلام في تشريعنا الاقتصادي. أن نبادر بتنظيم الضرائب الاجتماعية. وأولها ضريبة الزكاة. وليس في الدنيا تشريع فرض الضريبة على رأس المال. لا على الربح وحده. كالإسلام. وذلك لحكم كثيرة: منها محاربة الكنز، وحبس الأموال عن التداول، وما جعلت الأموال إلا وسيلة لهذا التداول، الذي يستفيد من ورائه كل الذين يقع في أيديهم هذا المال المتداول. فلابد من العناية بفرض ضرائب اجتماعية، على النظام التصاعدي، بحسب المال لا بحسب الربح، يعفى منها الفقراء طبعاً. وتجنى من الأغنياء الموسرين. وتنفق في رفع مستوى المعيشة بكل الوسائل المستطاعة: ومن لطائف عمر  أنه كان يفرض الضرائب الثقيلة على العنب لأنه فاكهة الأغنياء. والضريبة التي لا تذكر على التمر لأنه طعام الفقراء.
6- محاربة الربا:
وتوجب علينا روح الإسلام أن نحارب الربا حالاً. ونحرمه ونقضي على كل تعامل على أساسه، ولقد كان المصلحون يتجنبون أن يقولوا في الماضي هذا الكلام. حتى لا يقال لهم أن هذا مستحيل، وعليه دولاب الاقتصاد العالمي كله. أما الآن فقد أصبحت هذه الحجة واهية ساقطة لا قيمة لها بعد أن حرمت روسيا الربا وجعلته أفظع المنكرات في دارها.
7- تشجيع الصناعات المنزلية:
كما يجب تشجيع الصناعات المنزلية واليدوية، وهذا هو باب الإسعاف السريع لهذه العائلات المنكوبة، وباب التحول إلى الروح الصناعي والوضع الصناعي، وأول ما تفعله هذه الأيدي العاطلة؛ الغزل والنسج بالأنوال الصغيرة، وصناعة الصابون، وصناعة العطور، والمربيات وأنواع وصنوف كثيرة تستطيع النساء والبنات والأولاد أن يشغلوا الوقت فيها فتعود بالربح الوفير، وتمنعهم بؤس الحاجة وذل السؤال.
8- تقليل الكماليات والاكتفاء بالضروريات:
وأن يكون الكبار في ذلك قدوة للصغار، فتبطل هذه الحفلات الماجنة ويحرم هذا الترف والإسراف الفاسد. وهي أمور يحتمها الإسلام وتحتمها الظروف القاسية الحاضرة والمنتظرة (59).
كما أنها سياسة تتفق كثيراً مع سياسة التقشف التي يدعو إليها العهد الحاضر وقد نص القانون الأساسي للإخوان المسلمين على أن من مبادئهم:
" تنمية الثروة القومية وحمايتها وتحريرها، والعمل على رفع مستوى المعيشة " (60)
وجدير بالذكر أن هذه الآراء والمقترحات جميعاً قد اندثرت ولم تظهر معالمها في الفكر الإسلامي في خلال عهود تخلف الدول الإسلامية. إلى أن بعثتها فكرة الإخوان.
9- الإخوان ومشكلة السكان:
لم يتناول الأستاذ البنا هذه المشكلة في رسائله إلى الإخوان، وإن كان اعتقاد الإخوان دائماً هو أن مصر لا تشكو من قلة الموارد التي تكفي حاجة سكانها. وإنما تشكو من سوء توزيع الثروة، وعدم استغلال الثروة المعدنية والعمل على توسيع رقعة الأرض الزراعية. وبالجملة، فقد كانوا يؤمنون " بالوسائل الإيجابية " في علاج مشكلة السكان، كما يتضح من النص الذي أثبتناه من قانونهم الأساسي، ومن المقترحات العملية السابق ذكرها.
أما عن الموانع أو " الوسائل السلبية " لعلاج مشكلة السكان بالامتناع كلية عن الزواج، أو تأخير سن الزواج، أو تقييد حجم الأسرة، أي " تحديد النسل " فيبدو أنها وسائل لا تروق في نظر الإخوان. فقد ألقى المرحوم الأستاذ البنا سلسلة محاضرات عن الأسرة والزواج. وكيف يحض الإسلام على تكوينها، وكان يحمل على الإخوان الذين تسمح لهم ظروفهم المادية بالزواج ولا يتزوجون. وهي سياسة تتفق ودعوتهم الإسلامية، التي تولي عناية كبيرة للأخذ بأسباب الحصانة الخلقية بالزواج، لقول الرسول r: " الزواج نصف الدين " كما أن الإسلام راغب في زيادة النسل، وساع إليه بشتى الوسائل " تناكحوا، تناسلوا، تكثروا، فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ".
أما عن تحديد النسل فبالرغم من أنهم لا يعتقدون في حرمته إذا كانت تقتضيه ضرورات محترمة. إلا أن أحد كتابهم قد تناول هذا الموضوع رداً على كاتب آخر طالب بتحديد النسل كعلاج لمشكلة الفقر فقال تحت عنوان تكثير النسل لا تحديده.
" الحقيقة أن الفقر في مصر مرده إلى سوء توزيع الثروة، لا قلة الإنتاج، ثم أن ما يمكن إنتاجه أضعاف ما نحصل عليه فعلاً، ولو أن كل يد تستطيع العمل وجد لها المجال الذي تكدح فيه، ولو أن الثروة الوطنية بعد ذلك وزعت على العاملين لا على القاعدين، لما كان في مصر بائس ولا محروم إن مصر تتسع. لأربعين مليوناً ولا يضج فرد فيها بشكوى لو أن الحكومات في مصر فكرت في استغلال الصحراء بالزراعة والتعدين. وفكرت في استغلال بحارها الواسعة، وفكرت في استغلال موقعها العالمي الفريد. وفكرت في استغلال نيلها الذي يفيض بالخير الدافق كل عام " (61)
وهذا الرأي هو ترديد لما سبق أن ذكرناه من مقترحات الإخوان وتأكيد لاعتقادهم في جدوى الموانع الإيجابية لمشكلة السكان، وفي أنها تغني عن استعمال الموانع السلبية، وتكفي لمواجهة المشكلة.
غير أننا مع تقدير للأراء المخلصة التي أدلى بها الكاتب المحترم، لا نستطيع أن نوافقه على أن الفقر – مرده في مصر إلى (سوء توزيع الثروة) لا قلة الإنتاج، وقوله أن مصر تتسع لأربعين مليوناً ولا يضج فرد فيها بشكوى ونلتمس للأستاذ الكاتب العذر في نفس الوقت، فبالإضافة إلى أنه ليس اختصاصياً في الاقتصاد، فقد غلبته الحماسة وهو في معرض الرد على كاتب آخر دفاعاً على عقيدة دينية.
أما سوء توزيع الثروة فالجميع متفق عليه بلا استثناء. والذي نقصد الاعتراض عليه هو إنكار قلة الإنتاج. أما الرد عليه فهو " أن الكسب في مساحات الحاصلات المترتب على تحويل الحياض إلى الري الصيفي أو المستديم بلغ نحو 25% مما كان عليه في بداية هذا القرن. لكن متوسط غلة الفدان لم يتحسن بوجه عام مما كان عليه إذ ذاك. فزادت كمية الإنتاج الزراعي بمقدار 25% في نصف قرن، بينما زاد عدد السكان بمقدار 100% (62).
وعلاوة على ذلك تبين الإحصاءات الزراعية هبوطاً محسوساً في غلة أهم الزراعات الغذائية كما يتضح من الأرقام الآتية (متوسط محصول الفدان)
1932-1939 1946-1949 الفرق
متوسط متوسط
قمح بالأردب 5.65 4.85 - 0.80
ذرة شامية بالأردب 7.26 6.28 - 0.98
ذرة رفيعة بالأردب 8.23 7.54 - 0.69
شعير بالأردب 6.66 6.29 - 0.37
عدس بالأردب 4.12 4.07 - 0.05
فول بالأردب 4.71 4.76 - 0.05
بصل بالقناطر 138 144 + 6
قصب السكر بالقنطار 754 613 - 141
وأغلب الظن أن هذا الهبوط راجع إلى إطراد إجهاد التربة تبعاً لزيادة استغلالها بالدورة الثنائية من جهة، وإلى نقص (في الكم وفي النوع) في الأسمدة اللازمة لتعويض خسارة التربة في العناصر المعدنية (أزوت، كالسيوم، فسفور... ) من جهة أخرى. (63)
أما القول بأن مصر تتسع لأربعين مليوناً ولا يضج فرد فيها بشكوى فهو لا يخلو من المبالغة التي أملتها الناحية الحماسية كما سبق الإيضاح. فالأرقام الإحصائية توقفنا على حقائق مروعة. فقد زاد عدد السكان في مصر من 9.700.000 سنة 1900 إلى 6.200.000 سنة 1938. أي زاد عدد السكان بنسبة 67% وكانت نسبة الزيادة خلال نفس المدة في إنجلترا وويلز 26.9% وفرنسا 3% وألمانيا 37%.
هذه الزيادة الكبيرة في عدد السكان لم تكن مصحوبة بزيادة مماثلة في الأرض المنزرعة، ولم تكن كذلك مصحوبة بنمو الصناعة والتجارة نمواً يخفف من حدة هذه الكثرة. أي أن الأرض المنزرعة لم تزد زيادة كبيرة، فمساحة المحاصيل سنة 1886 كانت 6.6 مليون فدان وكانت سنة 1947 (8.5) مليون . (64).
كما أن معظم الاقتصاديين قد اتفقوا على أن الحجم الأمثل للسكان في مصر (Optimum Population) لا يزيد عن 12 مليون " ويمكن أن يقدر عدد السكان الذي يتناسب مع الاقتصاد المصري وطاقته الإنتاجية الحالية بنحو 10 أو 12 مليون فقط. ومنذ أن جاوز عددهم هذا الحد. أصبحت مصر في ازدحام حقيقي. وكانت النتائج المترتبة حتماً على زيادة السكان عن القدر المناسب " (65).
3- الفلسفة الاجتماعية:
إذا كانت الناحية الروحية هي الركاز الأول في دعوة الإخوان كما سبق أن قلنا، وكانت الناحية الاقتصادية من الدعائم القوية التي لابد منها لكل دعوة وفكرة. فإن الناحية الاجتماعية هي الهدف الأسمى والغاية العظمى في دعوة الإخوان. فهي دعوة اجتماعية أولاً وقبل كل شيء، ترمي إلى إصلاح المجتمع أفراداً، وأسراً، وشعوباً، وحكومات. وتحاول أن تعاون هؤلاء جميعاً بأن تقدم لهم النظام الإصلاحي في كل شأن من شئونهم كما يراه الإسلام. وكما يعتقد الإخوان أنه أحسن الحلول لمشاكل الأفراد والجماعات والأمم والحكومات. ولذلك نستطيع أن نقول أن فلسفتهم الاجتماعية إنسانية إصلاحية. وإن شئت فقل أنها أيضاً إسلامية تتفق مع عقيدتهم الراسخة في أن الإسلام نظام اجتماعي كامل لا دين فحسب.
ولكن كلمة الإسلامية هذه لا يكفي تكرارها لكي تتضح في أذهان الناس. فلذلك رأيت أن أقسم فلسفة الأخوان الاجتماعية في نطاق عقيدتهم الإسلامية إلى نقاط ثلاث:ـ
أ – بناء المجتمع الإسلامي
ب- الوطنية الإسلامية
ج _ الإنسانية العالمية
ولنتناول هذه النقاط الثلاث بش من التفصيل فنقول:ـ
أ- بناء المجتمع الإسلامي:
يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن يعتقد الأخوان أن المجتمع الإسلامي هو المجتمع المثالي الذي يسعون إليه والذي تنشده الإنسانية لتظفر بما تحلم به من سعادة واستقرار. ويحددون قواعد الإصلاح الاجتماعي التي يمكن أن تيسر بناء المجتمع الإسلامي والتي استمدوها من القرآن الكريم بما يأتي:ـ
1- إعلان الأخوة بين الناس
2- النهوض بالرجل والمرأة جميعا وإعلان التكافل والمساواة بينهما في الحقوق الإنسانية.
3- تأمين المجتمع بتقرير حق الحياة، والملك، والعمل، والصحة، والحرية، والعلم، والأمن، لكل فرد. وتحديد موارد الكسب.
4- ضبط الغريزتين ـ غريزة حفظ النفس ( البحث عن الطعام ) وحفظ النوع ( الغريزة الجنسية ) وتنظيم مطالب الفم والفرج
5- الشدة في محاربة الجرائم الأصلية
6- تأكيد وحدة الأمة والقضاء على كل مظاهر الفرقة وأسبابها.
7- إلزام الأمة بالجهاد في سبيل مبادئ الحق التى جاء بها هذا النظام.
8- اعتبار الدولة ممثلة للفكرة وقائمة على حمايتها. ومسئولة عن تحقيق أهدافها في المجتمع الخاص وإبلاغها إلى الناس جميعها.
ويحددون لهذا النظام شعائر عملية لا بد أن تمارس فعلا لا قولا حتى ينصهر الناس في بوتقة هذا النظام. ويصقلون بجلائه. ويتشربون روحه ومن هذه الشعائر:ـ
1- الكسب والعمل وتحريم السؤال.
2- الجهاد والنضال وتجهيز المقاتلين ورعاية أهليهم ومصالحهم من بعدهم
3- الأمر بالمعروف وبذل النصيحة.
4- النهى عن المنكر ومقاطعة مواطنه وفاعليه.
5- التزود بالعلم والمعرفة لكل مسلم ومسلمة في فنون الحياة المختلفة كل فيما يليق به.
6- حسن المعاملة وكمال التخلق بالأخلاق الفاضلة.
7- الحرص على سلامة البدن والمحافظة على الحواس.
8- التضامن الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم بالرعاية والطاعة معا (66).
وعلى قواعد هذا النظام الاجتماعي القرآني، يريد الأخوان بناء مجتمع إسلامي فاضل. يؤمن بهذه المبادئ إيمانا عميقا. ويطبقها تطبيقا دقيقا. وفي سبيل استكمال هذا البناء لا يمانع الأخوان في الأخذ بأسباب العلوم والحضارة النافعة من الأمم الأخرى، من غير أن يؤثر ذلك على القومية الإسلامية للأمة. واعتزازها بطابعها. ويضربون المثل لذلك بالأمم الإسلامية السابقة. وقد اتصلت هذه الأمم الإسلامية بغيرها من الأمم. ونقلت كثيرا من الحضارات. ولكنها تغلبت بقوة إيمانها ومتانة نظامها عليها جميعا. فعربتها أو كادت، واستطاعت أن تصبغها بصبغتها، وأن تحملها على لغتها ودينها. ولم يمنعها أن تأخذ النافع من هذه الحضارات جميعا، من غير أن يؤثر ذلك في صبغتها الاجتماعية والسياسية (67).
أما وسيلة الأخوان لبناء المجتمع الإسلامي فيمكن تلخيصها في أربعة مراحل:ـ
1- الفرد المسلم 2- الأسرة المسلمة
3- الأمة المسلمة 3- الحكومة المسلمة
1- الفرد المسلم:
يعتقد الأخوان أنه لا يمكن أن تتحقق اليقظة الروحية التي يدعون الناس إليها قبل أن تسبقها نهضة شاملة تتناول الأفراد والأسر والجماعات. وأعلنوا أنهم سيعملون على تربية الفرد حتى يصير نموذجا قائما لما يريده الإسلام في الأفراد. وأن الإسلام يريد في الفرد وجدانا شاعرا يتذوق الجمال والقبح. وإدراكا صحيحا يتصور الصواب والخطاء، وإرادة حازمة لا تضعف ولا تلين أمام الحق، وجسما سليما يقوم بأعباء الواجبات الإنسانية حق القيام، ويصبح أداة صالحة لتحقيق الإرادة الصالحة. ويقصد الحق والخير. ولهذا أوجبوا على الأخ المسلم أن يتعبد بما أمره الله به ليرقي وجدانه، وأن يتعلم ما وسعه للعلم ليتسع إدراكه، وأن يتخلق بأخلاق الإسلام لتقوى إرادته. وأن يلتزم نظام الإسلام في الطعام والشراب والنوم. ليحفظ عليه بدنه من غوائل الأمراض والسقام. وأوضحوا أن هذه القواعد للرجال والنساء على السواء.
2- الأسرة المسلمة:
وسيكون لهذا الإصلاح الفردي أثره في الأسرة. فإنما الأسرة مجموعة أفراد، فإذا صلح الرجل والمرآة وهما عماد الأسرة، استطاعا أن يكونا بيتا نموذجيا على القواعد التي وضعها الإسلام، وقد وضع الإسلام قواعد البيت فأحكم وضعها. فأرشد إلي حسن الاختيار. وبين أفضل الطرائق للارتباط وحدد الحقوق والواجبات، وأوجب على الطرفين رعاية ثمرات هذا الزواج حتى تينع وتنضج، فيغير عبث ولا إهمال. وعالج ما يعترض هذه الحياة الزوجية من المشكلات أدق علاج. واختط في كل نظراته طريقا وسطا لا تفريط فيه ولا إفراط.
3- الأمة المسلمة:
وإذا صلحت الأسرة فقد صلحة الأمة. وإنما الأمة مجموعة هذه الأسر، وقد وضح الإسلام للأمة قواعد الحياة الاجتماعية السعيدة، فعقد بين بنيها آصرة الإخوة وجعلها قرينة الأيمان. ورفع مستوى هذه الصلة إلى المحبة بل إلى الإيثار. وقضى على كل ما من شأنه أن يمزق هذه الروابط، أو يضعف هذه الوشائج. وحدد الواجبات والحقوق والصلات. وبين للعلاقات بين الناس أحكامها بأفصح بيان. ولم يجعل لأحد على أحد فضلا إلا بالتقوى ( 68) .
4- الحكومة المسلمة:
وغاية ما يسعى إليه الأخوان هو إقامة الحكومة الإسلامية التي تطبق نظام الإسلام في الحكم تطبيقا صحيحا كاملا شاملا. والدولة التي تقود الدولة الإسلامية، وضم شتات المسلوبة. وبلادهم المغصوبة. ثم تحمل على الجهاد ولواء الدعوة إلى الله. حتى تسعد العالم بتعليم الإسلام (69).
وهكذا يتكون المجتمع الاسلامى يحمل في طابعه الوحدة التي تضم الحاكمين والمحكومين على السواء.
حكم الأقليات والأجانب في هذا المجتمع:
يرى الإخوان أنه ليس هناك تعارضاً بالمرة من وجود أقليات غير إسلامية، مع التمسك بالنظام الإسلامي، فيقول المرشد الأول الأستاذ البنا: "يظن الناس أن التمسك بالإسلام وجعله أساساً لنظام الحياة، ينافي وجود أقليات غير مسلمة في الأمة المسلمة. وينافي الوحدة بين عناصر الأمة، وهى دعامة قوية من دعائم النهوض في هذا العصر، ولكن الحق غير ذلك بالمرة، فإن الإسلام قد احتاط لتلك العقبة، فلم يصدر دستوره المقدس الحكيم إلا وقد أشتمل على النص الصريح الواضح الذي لا يحتمل لبساً ولا غموضاً في حماية الأقليات. "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم، أن تبروهم، وتقسطوا إليهم؛ إن الله يحب المقسطين" فهذا النص لا تشتمل على الحماية فقط. بل أوصى بالبر والإحسان إليهم". (70).
ويقول المرشد الحالي للإخوان الأستاذ الهضيبى "إن مما أتى به الإسلام فيما يعتبر من المعاملات ما يسمى بقوانين الأحوال الشخصية. وهذه لا تنطبق على المسيحيين ولا على غيرهم. بل ينطبق عليهم حكم ديانتهم. لذلك امرنا بتركهم وما يدينون. فماداموا متفقين على التحاكم إلى كتابهم فليس لنا بهم شأن، أما إذا جاءونا؛ فإننا نحكم بينهم بما أنزل الله. أما المعاملات مثل البيع والايجارة والرهن. فليس للمسيحية فيها نصوص. فلذلك كان الأخذ بما تراه الأغلبية في مصلحتها واجباً؛ يأخذه المسلمون على أنه دين؛ ويأخذه المسيحيون على أنه قانون. على أن المعاملات في شريعة الإسلام غاية في السمو والعدالة؛ وليس للمسيحيين أن يشكو من أنها تحرم الربا فهو محرم في ديانتهم، وقد أقام المسيحيون على ذلك ثلاثة عشر قرناً؛ حتى أصبحت شرائع الإسلام في هذه الناحية تعتبر بالنسبة لهم شرائع قومية" (71).
ب ـ الوطنية الإسلامية:
ولعل هذا التعبير جديد على الأسماع. ولكنه التعبير الصحيح عن الوطنية كما يفهمها الاخوان. فهم يربطون كل أعمالهم ومبادئهم ومعتقداتهم بالإسلام. فالو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإخوان المسلمون / فلسفة الإخوان ومبادئهم – الدين والسياسة – الإسلام كنظام اجتماعي (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإخوان المسلمون فلسفة الإخوان ومبادئهم
» الإخوان المسلمون الدين والسياسة
» الإخوان المسلمون الإســــلام كنظام اجتماعــي
» الإخوان المسلمون (1)
» الإخوان المسلمون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى فلسطين-
انتقل الى: