ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الإخوان المسلمون (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الإخوان المسلمون (1) Empty
مُساهمةموضوع: الإخوان المسلمون (1)   الإخوان المسلمون (1) Emptyالأربعاء يناير 13, 2010 1:36 pm

الإخوان المسلمون (1) TilE5-I7E1_777028188
الإخوان المسلمون
هي جماعة إسلامية تم تأسيسها في عام 1928 من قبل الامام حسن البنا (اغتيل في القاهرة عام 1949 على يد جنود الملك فاروق) في مصر كدعوة إسلامية وهى كبرى الحركات الاسلامية المعاصرة. وتنتشر هذه الجماعة الآن في 72 دولة تضم كل الدول العربية و دولا إسلامية و غير إسلامية في القارات الست
أهداف الجماعة ووسائلها
تقول جماعة الإخوان أنها تهدف إلى إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي شامل في مصر وكذلك الدول العربية التي يتواجد فيها الاخوان المسلمون مثل الأردن والكويت وفلسطين كما أن الجماعة لها دور في دعم حركات المقاومة التي تمارس النضال في العالمين العربي والإسلامي ضد كافة المستعمرين الأجانب، وتسعى الجماعة في سبيل الاصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد ، والأسرة ، فالمجتمع ، ثم الحكومة، فالدولة وفقاً للأسس الحضارية للإسلام.
التدرج التنظيمي في الجماعة
يحتل المرشد العام المرتبة الأولى في الجماعة باعتبارة رئيسا لها، ويرأس في نفس الوقت جهازي السلطة فيها وهما مكتب الارشاد العام والهيئة التأسيسية
المرشد العام
يتم انتخاب المرشد العام عن طريق الهيئة التأسيسية ويجب ألا تقل عضويته في الهيئة التأسيسية عن 5 سنوات، وبعد انتخابه يبايعه أعضاء الجماعة، ويظل المرشد في منصبه لمدة خمس سنوات، قابلة للتجديد ، بعدها يجب أن يتولى المنصب غيره من أبناءالجماعة[بحاجة لمصدر] ، وفي حالة وفاته أو عجزه يقوم وكيله بعمله إلى أن تتجمع الهيئة التأسيسية لانتخاب مرشد جديد، وكذلك يمكن للهيئة التأسيسية ان تنحي المرشد إذا خالف واجبات منصبه.
مكتب الارشاد العام
يتكون مكتب الارشاد العام من اثنى عشر عضوا، تسعة من القاهرة وثلاثة من الأقاليم، ويتم أختيار أعضاءه عن طريق الاقتراع السري، ومدة العضوية في مكتب الارشاد سنتان قابلة للتجديد، ومكتب الارشاد يشرف على أعمال الجماعة وادارتها كما أنه يضع السياسات ويعمل على تنفيذها0
غير انه بحسب الإخوان فإن إنتخاب المرشد لا يتم حاليا إلا بواسطة اعضاء مكتب الإرشاد حيث يتذرع الإخوان بمخاوف امنية من اجتماع الهيئة التأسيسية حيث انه في عام 1995 سجلت قوات الأمن الاجتماع بالفيديو وقامت بالقبض على غالبية المشاركين فيه وتم تحويلهم إلى محاكمات عسكرية حكمت على كثيرين منهم بالسجن مدد تتراوح من ثلاث إلى خمس سنوات .
الهيئة التأسيسية
يتراوح عدد أعضائها ما بين مائة ومائة وخمسين عضوا، ويتم سنويا أسقاط العضوية عن عشرة أعضاء واختيار من يحل محلهم، و ثمثل الهيئة التأسيسية مجلس شورى للجماعة وتتضمن مهامها الاشراف العام على الجماعة وانتخاب المرشد العام
مصادر تمويل الجماعة
يعتمد أو يقول الإخوان أن تمويلهم ذاتي ،بمعنى أن الاخوان يعتمدون على تمويل اعضاء الجماعة للأنشطة المختلفة التي يمارسها الإخوان ،ووفقاً للنظام الأساسي للجماعة فإن اعضاء الجماعة مقسمين على حسب ما تصنفهم الجماعة إلى مؤيد ومنتسب ومنتظم وعامل،على التوالي ووفقاً لآليات تحددها الجماعة يتم تصعيد العضو من مرحلة أو تصنيف إلى آخر وذلك بعد اجتياز عدد من الاختبارات السلوكية والتثقيفية داخل الجماعة،وعليه يبدأ العضو في دفع اشتراك شهري للجماعة يقتطع من دخله الشهري بحد أدنى 3% وحد أقصى 7%، ويستثنى من ذلك الإخوان المصنفين كمؤيدين والطلاب وأصحاب الدخول الضعيفة من هم دخلهم دون ال 300 جنيه مصري شهرياً (الدولار ب 5.6 جنيه). كما أن بعض الانشطة التي يمارسها الاخوان تمول نفسها ذاتياً مثل المستشفيات ودور الرعاية التي تقدم خدماتها نظير رسوم الخدمة.
رؤية الإخوان للمرأة
تهتم الجماعة بالمرأة، ومنذ قيامها أسس حسن البنا قسم الاخوات المسلمات وأنشأ أيضا معهد أمهات المؤمنين في الاسماعيلية، وللأخوات المسلمات دور ملموس في تقديم الخدمات التعليمية والصحية التي تقدمها جماعة الاخوان المسلمين للمجتمع كما أن الجماعة رشحت أكثر من مرة نساء على قوائمها الانتخابية كما أنها دعمت عدد من مرشحات الاحزاب الاخرى في الانتخابات البرلمانية الاخيرة.
مرشدو الجماعة
1. حسن البنا: المرشد الأول ومؤسس الجماعة
2. حسن الهضيبي: المرشد الثاني للجماعة
3. عمر التلمساني: المرشد الثالث للجماعة
4. محمد حامد أبو النصر: المرشد الرابع للجماعة
5. مصطفي مشهور: المرشد الخامس للجماعة
6. مأمون الهضيبي: المرشد السادس للجماعة
7. محمد مهدي عاكف:المرشد السابع للجماعة
الجماعة في ظل قيادة مهدي عاكف
يعتبر مهدي عاكف من أكثر القيادات الإخوانية التي اثارت جدلاً حولها فهو المرشد الذي قيل في بداية عهده انه ينوي ان يفتح آفاقاً جديدة للإخوان للإنفتاح على العالم، وظهر هذا جلياً في الحوارات الصحفية الواسعة والمكثفة التي يجريها مع اجهزة الإعلام.
غير ان العديد من تصريحاته اثارت جدلاً واسعاً منها تصريحه الذي قال فيه طز في مصر واللي في مصر(1) ...وتصريحه الآخر بأن محبي الإخوان سيضربون معارضي الإخوان بالجذمة ، وهو ما اشعر الكثيرين من أبناء الجماعة بخيبة امل تجاه مرشد كانوا يبنون عليه الكثير من الآمال
أعلام الجماعة
قيادات معاصرة
الدكتور محمد حبيب:استاذ جامعي في كلية العلوم قسم الجيولوجيا والنائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين
المهندس خيرت الشاطر:أكاديمي سابق ورجل أعمال في العديد من المجالات أهمها تقنية المعلومات والبرمجة ويمتلك العديد من المصانع والأنشطة التجارية الناجحة تمت مصادرة أملاكه من قبل النظام الحاكم وأجهزته الأمنية ويشغل منصب النائب الثاني لمرشد الإخوان المسلمين يتعرض الان لمحاكمة عسكرية على خلفية انتماؤه للاخوان.
الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح: امين عام اتحاد الأطباء العرب وناشط مصري في مجال الحريات ويقوم بالتنسيق بين الإخوان والقوى السياسية المصرية كما انه ضيف دائم لوسائل الاعلام العربية والدولية لشرح رؤية الإخوان في القضايا المختلفة المتعلقة بالإصلاح في مصر والوطن العربي عموماً وابو الفتوح عضو بمكتب الارشاد وهو المكتب الموجه للجماعة.ومنه تصدر قرارات الجماعة المؤثرة.
الدكتور عصام العريان:أمين عام مساعد نقابة الأطباء المصريين وأحد القيادات السياسية والإعلامية للإخوان.
الدكتور محمد مرسى استاذ الهندسة ورئيس قسم المواد بجامعة الزقازيق, عضو مكتب الارشاد بجماعة الاخوان المسلمين,عضو مجلس الشعب المصرى والمتحدث باسم الكتلة البرلمانية للاخوان (2000-2005) احد القادة السياسيين بالجماعة, له علاقات قوية مع مختلف القوى الوطنية, تتحدث عنه وسائل الاعلام بأنه مسؤل القسم السياسى بالجماعة.
جمعة أمين:أحد أهم مفكري الجماعة والمؤرخ الرسمي للإخوان له الكثير من الاطروحات السياسية والعديد من المؤلفات مثل "شرح الاصول العشرين للفهم" و"تاريخ جماعة الإخوان المسلمين" والذي يعد الكتاب الوحيد الموثق من قبل الجماعة لتاريخ الإخوان في مصر.
أعلام تاريخية وعلمية
الشيخ حسن البنا: ويلقب بالإمام الشهيد، مؤسس الجماعة وصاحب الفكر الرئيسي المؤثر في أفرادها من خلال العديد من الكتب والرسائل التي ألفها.
المفكر سيد قطب: مفكّر إسلامي معاصر، وناقد أدبي. درس في الولايات المتحدة، خلال رحلته تلك حصلت له العديد من المواقف الفارقة في حياته، وبعد عودته من الولايات المتحدة انضم إلى جماعة الاخوان المسلمين، له مؤلفات ضخمة ومؤثرة مثل "في ظلال القرآن" و "التصوير الفني في القرءان" و"العدالة الاجتماعية في الإسلام"، وقد اعدم في عهد الرئيس المصري جمال عبدالناصر
الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: أحد أكبر علماء الإسلام في العصر الحديث، له العديد من المؤلفات، وله برنامج أسبوعي على قناة الجزيرة الفضائية.
الشيخ محمد الغزالي: إمام وداعية إسلامي معاصر، ذو منهج متفرّد في معالجة القضايا الإسلامية وأحد أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث وله عدد كبير من المؤلفات والاطروحات الفقهية المستنيرة ومن أشهر كتبه "الاسلام في مواجهة الاستبداد السياسي" و"قضايا المرأة بين التقاليد الوافدة والراكدة"و "الاسلام وقضايا العصر" و"السنة النبوية بين أهل الرأي وأهل الحديث"، فصل من الأخوان في ايام حسن الهضيبي اثناء محاولة بعض أبناء الجماعة الأنقلاب على المرشد حسن الهضيبي .
الشيخ سيد سابق: أحد علماء الأزهر، اشتهر بكتابه "فقه السنة" ، فصل من الأخوان في ايام حسن الهضيبي اثناء محاولة بعض أبناء الجماعة الأنقلاب على المرشد حسن الهضيبي .
تاريخ الإخوان المسلمين في مصر
بدأ نشاط الاخوان المسلمون في مصر كحركة جامعة شاملة تُعنى بالاصلاح الاجتماعي و السياسي .أسسها حسن البنا عام 1928 في مدينة الاسماعيلية وما لبثت أن انتقلت إلى القاهرة. وفي ثلاثينيات القرن العشرين، زاد التفاعل الاجتماعي والسياسي للاخوان المسلمين وأصبحو في عداد التيارات المؤثرة سياسياً واجتماعياً .وفي عام 1942 وخلال الحرب العالمية الثانية عمل الاخوان على نشر فكرهم في كل من شرق الاردن وفلسطين، كما قام الفرع السوري بالإنتقال إلى العاصمة دمشق في عام 1944. وبعد الحرب العالمية الثانية، قام الاخوان المسلمين بالمشاركة في حرب 1948 لتحرير فلسطين بكتائب انطلقت من كل من مصر وسوريا والأردن. وحلت الجماعة في أعقاب عودة مقاتليها من حرب فلسطين دون سبب معلوم حتى الان.وبعد ذلك تم اتهام بعض الاخوان باغتيال النقراشى باشا وقد أدان الاخوان قتل النقراشي وتبرؤوا من القتلة . وتمت معاقبة من قام بعملية القتل من قبل القضاء المصري مع رفع الحل وعاد الاخوان لممارسة انشطتهم .حتى تم اغتيال مؤسس الجماعة حسن البنا مساء السبت 12 / 2 / 1949.
الإخوان وجمال عبد الناصر
وفي بداية ثورة 23 يوليو ساند الإخوان الثورة والتي قام بها تنظيم الضباط الاحرار وكان التنظيم يضم عدد كبير من الضباط المنتمين للإخوان حيث كان تنظيم الضباط الاحرار يضم جميع الاتجاهات والافكار السياسية من ضباط الجيش المصري وقتها، وبعد فترة هدوء اصطدم جمال عبد الناصر ومعه مجموعة من الضباط ببعض قيادات الضباط الاحرار الذين كان من رأيهم أن الضباط دورهم انتهى بخلع الملك ويجب تسليم البلد لحكومة مدنية وإعادة الحياة النيابية وكان منهم محمد نجيب رئيس الجمهورية الذي تم عزله وخالد محي الدين الذي تم نفيه إلى النمسا.كما اصطدم جمال عبد الناصر بالإخوان صداما شديدا نتيجة لمطالبة الإخوان لضباط الثورة العودة للثكنات وإعادة الحياة النيابية للبلاد، مما أدى إلى اعتقالهم بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم وتم اعدام عدد من قيادات الجماعة المؤثرة مثل الدكتور عبد القادر عودة وهو فقيه دستوري واستاذ جامعي .كما تم إعدام الشيخ محمد فرغلي وهو من علماء الازهر وقد رشح ليكون شيخاً للأزهر في فترة حكم جمال عبد الناصر ولكنه رفض. ووفقاً للأرقام الرسمية فإن 55 من الاخوان المسلمين لقو حتفهم في تلك الإعتقالات غير المفقودين.
وفي 1964، قام جمال عبدالناصر بإعتقال من تم الافراج عنهم من الإخوان مرة أخرى، وبالأخص سيد قطب وغيرهم من قيادات الإخوان، بدعوي اكتشاف مؤامرتهم لإغتياله وأعدم سيد قطب مفكر الجماعة في عام 1966 ومعه خمسة من قيادات الإخوان وذاق الاخوان خلال تلك الفترة أنواع من التنكيل والتعذيب داخل السجون مما أدى إلى مقتل ما يقرب من 350 إخواني جراء التعذيب. وكانت مصر تخضع للحكم الشمولي وقتها.
في عهد السادات
وبعد أن خلف الرئيس السادات جمال عبدالناصر رئاسة الجمهورية، وعد الرئيس السادات بتبني سياسة مصالحة مع القوى السياسية المصرية فتم إغلاق السجون والمعتقلات التي انشأت في عهد جمال عبد الناصر واجراء اصلاحات سياسية مما بعث بالطمأنينة في نفوس الاخوان وغيرهم من القوى السياسية المصرية تعززت بعد حرب أكتوبر 1973 حيث أعطي السادات لهم مساحة من الحرية لم تستمر طويلاً ولاسيما بعد تبنيه سياسات الانفتاح الاقتصادي ، وبعد إبرامه معاهدة السلام مع إسرائيل في عام 1977، شهدت مصر في تلك الفترة حركات معارضة شديدة لسياسات السادات حتى تم اعتقال عدد كبير من الإخوان والقوى السياسية الآخرى فيما سمي إجراءات التحفظ في سبتمبر 1981.
في عهد حسني مبارك
وبعد اغتيال السادات في أكتوبر 1981 خلفه حسني مبارك والذي اتبع في بدايات حكمه سياسة المصالحة والمهادنة مع جميع القوى السياسية ومنهم الإخوان ولكن مع التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والفساد الذي شهدته مصر مع تراجع دور مصر تجاه القضايا العربية والاقليمية في عهد نظام مبارك ظهرت حركات معارضة لحكم مبارك ولمحاولات توريث الحكم لابنه جمال مبارك ولاسيما وأن مصر تشهد حالة من الاحتقان السياسي والاجتماعي نتيجة لما يشهده النظام من فساد طال قيادات عليا في الحزب الحاكم مما دعا المعارضة المصرية ومنها الاخوان للقيام بفاعليات احتجاجية على ما تشهده مصر من إنسداد سياسي وتدهور اقتصادي.
ويذكر أن الاخوان المسلمين خاضوا الانتخابات البرلمانية الاخيرة في مصر وقاموا بالحصول علي 88 مقعد بالبرلمان رغم اتهام القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان للحكومة المصرية وأجهزة الامن بالتزوير في الانتخابات لصالح مرشحي النظام والحزب الحاكم.
وتقوم اجهزة الامن المصرية من آن لآخر بالقبض على مجموعات وأفراد من الإخوان المسلمين ومصادرة أموال وأجهزة كومبيوتر الخاصة بهم وغلق شركات ومحال تجارية المملوكة لمنتمين للجماعة ووضعهم تحت الحبس الاحتياطي أو رهن الاعتقال وذلك وفقاً لقانون الطوارئ الذي تم العمل به منذ تولي مبارك السلطة في 1981 والذي يتيح للأمن المصري القبض على المعارضين وتحويلهم للمحاكمة العسكرية أو اعتقالهم لفترات غير محدودة.
الانتقادات الموجهة للاخوان المسلمين
من اهم الأنتقادات الموجهة للأخوان المسلمين هو كونها جماعة ديكتاتورية تسير امورها عن طريق القرارات التي تتخذها القيادات الإخوانية العليا ، ورغم رفع الإخوان لشعار الشورى إلا ان الكثيرين ممن تركوا الأخوان المسلمين قالوا إن الشورى في الأخوان هي شورى وهمية ، ومساحة الحرية والأختيار المتاحة للأفراد هي مساحة ضيقة للغاية ، مما دفع عدد من أبناء الجماعة لتركها ولعل ابرز من تركوا الجماعة هم من عرفوا بأعضاء حزب الوسط ، وكان على رأسهم المهندس ابو العلا ماضي وهو نقابي وعضو سابق في الجماعة ، وهناك ايضا مختار نوح وثروت الخرباوي وآخرين . ومؤخرا قام معهد ديل كارنيجي للسلام بدراسة حول جماعة الأخوان جاء فيها أن الاخوان يواجهون أربع إشكاليات في مواجهة المجتمع المدني المصري وهي الديموقراطية والمرأة والاقباط والعلاقة مع الغرب.
الإخوان المسلمون حول العالم
• الاخوان المسلمون في مصر
• الإخوان المسلمون في السودان
• الاخوان المسلمون في الأردن
• الاخوان المسلمون في سوريا
• الاخوان المسلمون في فلسطين
• الاخوان المسلمون في ليبيا
• الاخوان المسلمون في الجزائر
• الاخوان المسلمون فی ایران
الفصــل الأول
تــاريخ الدعوة
أردت أن أكون موضوعياً متطرفاً في هذا البحث، فأتحدث عن تاريخ الإخوان كفكرة سيطرت على أذهان كثير من المسلمين في مصر، وتوسعت دائرتها حتى شملت كثيراً من الأقطار العربية والإسلامية، فحاولت أن أفصل بين تاريخ هذه الدعوة وتاريخ أي شخص آخر ولو كان مؤسسها وباعث فكرتها، ولكني وجدت أن هذا ضرب من المستحيل أولاً، كما رأيت أنه سوف يتنافى مع موضوعيتي المتطرفة ثانياً. إذ أني بعد أن قرأت عن تاريخ دعوة الإخوان ما قرأت، وجدت أنها كانت أولاً وقبل كل شيء فكرة ناشئة مع الأستاذ الإمام حسن البنا (1).
نشأت معه في صباه فكانت ثورة على كل مظاهر للفسق والتحلل، دفعت بالصبي الصغير حسن البنا وهو إذ ذاك تلميذ في المدرسة الإعدادية – مدرسة الرشاد الدينية – إلى أن يثور عند رؤيته لتمثال خشبي عار على صورة تتنافى مع الآداب معلق على سارية إحدى السفن الشراعية على شاطئ ترعة المحمودية: فيندفع الصبي الصغير بفطرته السليمة، وطبيعته المستقيمة،إلى ضابط النقطة ليبلغه ما رآه معلقاً عليه باستنكار. فيستجيب الضابط الصالح لتلك الغيرة المؤمنة، ويقوم من فوره إلى حيث يهدد صاحب السفينة ويأمره: بإنزال التمثال في الحال وكان له ما أراد (2).
هذه الثورة التي اشتعلت في نفس الصبي الصغير ظلت متوقدة على حالها ولم تهدأ لحظة من حياته، ولم يعجبه ذلك الإيمان الخامل الذي لا يدفع صاحبه للعمل لكي تكون عقيدته مطبقة قولاً وعملاً، مسيطرة على سلوك الناس في حياتهم الخاصة، وفي مجتمعهم العام. وتبلورت شعلة الإيمان المقدسة في نفسه على مر الأيام، فاستطاع أن يترجمها إلى عباراته القوية فيما بعد، حيث يقول " والفرق بيننا وبين قومنا، أن الإيمان عندهم إيمان مخدر نائم في نفوسهم، لا يريدون أن ينزلوا على حكمه، ولا أن يعملوا بمقتضاه، على حين أنه إيمان ملتهب مشتعل، قوي، يقظ، في نفوس الإخوان المسلمين (3).
ويبدوا أن مقومات الزعامة والقيادة كانت متوفرة لدى الأستاذ البنا من عهد حداثته، ففي هذه المدرسة الإعدادية بعينها كان التلميذ حسن البنا متميزاً بين زملائه، مرشحاً لمناصب القيادة بينهم، حتى أنه عندما تألفت في المدرسة جمعية الأخلاق الأدبية، وقع اختيار زملائه عليه ليكون رئيساً لمجلس إدارة هذه الجمعية. (4)
وكأن المقادير كانت تعطيه فرصة المران على القيادة من صغره، وتنمي فيه ذلك الاستعداد للتوجيه والإرشاد. ولعل المصادفة العجيبة هي أيضاً التي اختارت له المدرسة (مدرسة الرشاد الدينية) لتكون مدرسته الإعدادية حتى يكون إعداده من أول نشأته، مناسباً لذلك الدور الخطير الذي ينتظره ليتولى مهمة الإرشاد العام لأكبر حركة دينية في مصر، وليكون المرشد العام للإخوان المسلمين.
غير أن تلك الجمعية المدرسية لم ترض رغبة هذا الناشئ وزملائه المتحمسين، فألفوا جمعية أخرى خارج نطاق مدرستهم سموها " جمعية منع المحرمات " وكان نشاطها مستمداً من اسمها، عاملاً على تحقيقه بكل الوسائل وكانت طريقتهم في ذلك هي إرسال الخطابات لكل من تصل إلى الجمعية أخبارهم بأنهم يرتكبون بعض الآثام، أو لا يحسنون أداء العبادات (5).
ثم تطورت الفكرة في رأسه بعد أن التحق بمدرسة المعلمين بدمنهور، وانتسب إلى الطريقة الحصافية، وأعجب بشيخها وتأثر به تأثراً كبيراً، فألف مع جماعة من الإخوان الصحافية (الجمعية الصحافية الخيرية) وتولى هو سكرتيرية هذه الجمعية التي زاولت عملها في ميدانين مهمين:
الأول: نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، ومقاومة المنكرات والمحرمات الفاشية.
والثاني: مقاومة الإرسالية الإنجيلية التبشيرية، التي هبطت إلى البلد واستقرت فهيا، تبشر بالمسيحية في ظل التطبيب وتعليم التطريز وإيواء الصبية من بنين وبنات (6) .
وبعد أن أنتقل إلى القاهرة وانتسب إلى مدرسة دار العلوم العليا، بعد انتهائه من الدراسة في مدرسة المعلمين بدمنهور. اشترك في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية، وكانت الجمعية الوحيدة الموجودة بالقاهرة في ذلك الوقت. وكان يواظب على سماع محاضراتها. كما كان يتبع المواعظ الدينية التي كان يلقيها في المساجد حينذاك نخبة من العلماء العاملين.
غير أن ما رآه في القاهرة من مظاهر التحلل والفساد والبعد عن الأخلاق الإسلامية، جعلته يفكر في أن المساجد وحدها لا تكفي في إيصال التعاليم الإسلامية إلى الناس. وهنا تبدو عقلية البنا المبتكرة (!!) أن الجمهور الذي لا يغشى المساجد، أشد حاجة إلى الوعظ من جمهور المساجد، فهو منقطع الصلة بالدين، بعيد عن سماع الموعظة، فلماذا لا تنتقل الموعظة إليه؟!! وكان أن اقترح على جماعة من زملائه بدار العلوم، وبعض أصدقائه الأزهريين، أن يخرجوا للدعوة في القهاوي والمجتمعات العامة!! فعجبوا لفكرته واستنكروها أول الأمر!! وانتهى الجدل بينهم أن تكون التجربة هي الحد الفاصل بين المضي فيها أو الإقلاع عنها. وكان أن نجحت التجربة نجاحاً عظيماً شجعهم على الاستمرار فيها، وانشعبت منهم شعبة تتولى نشر الدعوة الإسلامية في الريف والمدن أثناء الأجازة الصيفية. وأفادوا من هذه التجربة كسب الثقة النفسية، وحسن الأحدوثة في الأوساط الشعبية. (Cool.
ثم كان أن اجتاحت مصر موجة من الإلحاد والإباحية، على أثر الانقلاب الكمالي في تركيا، وإلغاء الخلافة الإسلامية، وفصل الدولة عن الدين. ووضعت نواة الحزب الديمقراطي في مصر، الذي مات قبل أن يولد، ولم يكن له منهاج إلى الدعوة إلى الحرية والديمقراطية بهذا المعنى المعروف حينذاك: معنى التحلل والانطلاق. وظهرت كتب وجرائد ومجلات لا هدف لها إلا إضعاف أثر الدين، والقضاء عليه في نفوس الشعب. لينعم بالحرية الحقيقة فكرياً وعملياً في زعم هؤلاء الكتاب والمؤلفين (9).
وكان لهذه الموجة الإلحادية في الأوساط الإسلامية عامة، وفي نفس الأستاذ البنا خاصة، رد فعل قوي، فكان يتحدث عن شعوره لكل المتصلين به من الزملاء، ولكل من يعرفه ويمكنه الاتصال بهم من الشيوخ والعلماء.
وكان ممن اتصل بهم المرحوم السيد محمد رشيد رضا، والمرحوم الشيخ الدجوي، والأستاذ الكبير محمد الخضر حسين – شيخ الأزهر الحالي – والأستاذ الكبير السيد محب الدين الخطيب. وكان يتحدث معهم دائماً في ضرورة مواجهة الموقف بعمل إيجابي، وكان أن أنتهت هذه الجهود إلى نتيجة طيبة " أثمرت صدور مجلة الفتح ثم جمعية الشبان المسلمين فيما بعد " (10).
ويبدو أن فكرة الإخوان قد تبلورت في رأسه أول ما تبلورت وهو طالب بدار العلوم. فقد كتب في موضوع إنشائي كان عنوانه، ما هي آمالك في الحياة بعد أن تتخرج ؟ فقال:
إن أعظم آمالي بعد إتمام حياتي الدراسية أملان:
خاص: وهو إسعاد أسرتي وقرابتي ما استطعت إلى ذلك سبيلاً إلى أكبر حد تسمح به حالتي ويقدرني الله عليه.
وعام: وهو أن أكون مرشداً معلماً، إذا قضيت في تعليم الأبناء سحابة النهار، ومعظم العام، قضيت ليلي في تعليم الآباء هدف دينهم، ومنابع سعادتهم، ومسرات حياتهم، تارة بالخطابة والمحاورة، وأخرى بالتأليف والكتابة، وثالثة بالتجول والسياحة (11).
وقد يعجب الكثير أن تكون هذه آمال طالب في مقتبل الشباب!! حيث الغرائز مستعرة لا تطلب إلا الإرضاء!!، والنزوات مشتغلة لا تطلب إلا الإطفاء، والشباب فوراً ينشد المتعة من أي طريق!!، ولكن عجبهم سيزول إذا علموا أن حسن البنا منحدر من أسرة دينية عريقة في التدين، فوالده الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا عالم محقق، له مؤلفات في السنة مطبوعة، أخذت مكانتها العلمية (منها كتاب الفتح الرباني في شرح مسند الإمام أحمد، بعد تنظيمه وتبويبه بما لم يسبق به، ومسند الشافعي) وغير ذلك. وعلى هذا فقد تكاتف عامل الدم والوراثة، مع عامل البيئة، على تكوين الأستاذ البنا، وتوجيهه إلى هذا الإتجاه الذي انتهى به إلى أن يسلك طريق الدعوة الإسلامية.
كما أن حاجات المجتمع المصري في ذلك الوقت، كانت تتطلب إصلاحاً قائماً على أسس دينية، لما كان شائعاً من انحلال وفوضى خلقية، واضطراب اجتماعي – كما سبق أن ذكرنا – ولا علاج له إلا عن طريق المثل العليا، المستمدة من عقيدة لها صفة القداسة في النفوس.
والمتتبع بعد ذلك التاريخ الأستاذ حسن البنا يجد أنه لم يخرج عن ذلك البرنامج الذي رسمه لنفسه وهو طالب، في هذا الموضوع الإنشائي بالذات فقد رسم في أمله العام الغاية التي يسعى لتحقيقها، وهي تعليم الناس هدف دينهم ومنابع سعادتهم. والوسيلة وهي: الخطابة. والمحاورة. والتأليف، والكتابة، والتجول، والسياحة. وأستطيع أن أقول أن وجدان الأستاذ البنا ظل مرتبطاً بهذا الموضوع الإنشائي حتى كأنه وجد نفسه فيه، وأكبر دليل على ذلك أنه رفض أن يسمي نفسه فيما بعد رئيساً للإخوان متمسكاً بكلمة مرشد التي وردت في مطلع أمانيه العامة في ذلك الموضوع التاريخي.
وحصل الأستاذ البنا على دبلوم العلوم العليا في سنة 1927، وكان أول دفعته. وعين في وظيفة مدرس بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية الأميرة (12). وسافر إلى الإسماعيلية في 19 سبتمبر سنة 1927، وكان إذ ذاك في الحادية والعشرين من عمره (13). ولما استقر به المقام بالإسماعيلية أثر في نفسه ما رآه من الاستعمار العسكري المتمثل في شركة قناة السويق، ثم ساءه أن يعرف أن المسلمين في البلد منقسمون بسباب خلافات دينية، نتيجة تعصب كل فريق لرأي خاص. فكان أن اعتزل جمهور المسجد، وعاد إلى جمهور المقاهي مرة أخرى (14). واختار لذلك ثلاث مقاه كبيرة، تجمع الوفا من الناس، ورتب في كل منهما درساً في الأسبوع، وأخذ يزاول التدريس بانتظام في هذه الأماكن. وكان يتحرى الموضوع الذي يتحدث فيه جيداً حتى لا يتعرض لبعض النواحي الخلافية، كما كان في نفس الوقت يضرب لهم مثلاً لتسامح علماء المسلمين في الصدر الأول مع بعضهم مع اختلاف الآراء.. وكان أن عمل هذا الوعظ عمله في نفوس المستمعين وبخاصة المواظبين منهم، فأخذوا يفيقون ويفكرون، ثم تدرجوا من ذلك إلى سؤاله عما يجب أن يفعلوا بحق الله عليهم، وليؤدوا واجبهم نحو دينهم وأمتهم (15).
وفي ذي القعدة سنة 1347هـ - مارس 1928م زار الأستاذ البنا بالمنزل حضرات حافظ عبد الحيمد، وأحمد الحصري، وفؤاد إبراهيم، وعبد الرحمن حسب الله، وإسماعيل عز، وزكي المغربي. وجلس هؤلاء الستة يتحدثون إليه وفي عيونهم بريق العزم، يسألونه عن الطريقة العملية لعزة الإسلام، ويحملونه مسئولية العمل والقيادة والتوجيه. فتقبل هذه المسئولية بصدر منشرح، وكانت بيعة بينهم جميعاً في أن يعملوا للإسلام والمسلمين. وقال قائلهم: بم نسمي أنفسنا؟ جميعة. نادي، طريقة، نقابة، حتى نأخذ الشكل الرسمي؟
فرد عليه الأستاذ البنا: لا هذا ولا ذاك، دعونا من الشكليات والرسميات، وليكن أول اجتماعنا وأساسه الفكرة، والمعنويات، والعمليات، نحن أخوة في خدمة الإسلام، فنحن إذاً الإخوان المسلمون...
وجاءت بغتة، وذهبت مثلاً، وولدت أول تشكيلة للإخوان المسلمين من هؤلاء الستة، حول هذه الفكرة، على هذه الصورة، وبهذه التسمية (16).
وهكذا غرست البذرة الأولى لفكرة الإخوان المسلمين في أرض طيبة من هذه القلوب الستة؛ أمنوا بها، وعاهدوا الله على الجهاد في سبيلها، فكانت تلك الثمار المباركة لوفائهم وإخلاصهم، وكان ذلك التوفيق والنجاح الذي حالف الدعوة وقائدها فيما بعد، ولا غروة فذلك مصداق الآية الكريمة:  وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا . ولبث الأستاذ البنا يعمل لدعوته صامتاً بغير ضوضاء ولا ضجيج، ولا دعاية ولا تهريج، وكسب من وراء ذلك لنفسه ولدعوته الكثير فسارت الدعوة في طريقها تكسب كل يوم مزيداً من الأنصار والجنود، وذلك بفضل إخلاصه العميق، وفهمه الدقيق للفكرة وأهدافها، وكان يغريه النجاح على مواصلة الكفاح، ويدفعه الإيمان بالفكرة والحماسة لها على الفناء في سبيل نشرها، وعلى توسيع نطاق البيئة التي يعمل فيها. فلم يترك قرية ولا بلدة ولا دسكرة ولا كفرا إلا زاره وبات به واجتمع بالناس فيه، في مساجدهم وبيوتهم ودورهم. ولكن المسجد كان مقره الأول، يجد فيه أماناً وستراً، ومن يستطيع أن يعترض مصلياً في محرابه، أو مدرساً أو واعظاً في مسجده؟! (17).
وكانت أسفاره في عطلته الأسبوعية، وفي عطلته السنوية في الصيف، ففي الأولى يزور البلاد القريبة، وفي الثانية البلاد البعيدة، وظل في هذه المدة كلها مواظباً على التدريس في مدرسته الابتدائية. لا يتعلل بمرض أو بعذر طارئ، وربما زاده عمله المدرسي منعة وتستراً. وكانت مواظبته على التدريس بالمدرسة، بالإضافة إلى ما كان يتحلى به من تواضع طبيعي غير متصنع، خير معوان له على عدم استشارة الحاسدين والحاقدين، والأنانيين المحطمين الذين لا يريدون أن يرتفع صوت غير صوتهم!!، أو الذين يسيئون الظن بالناس!! ولا هم لهم دائماً إلا التجريح والتحطيم!!. وكان معظم من استجاب لدعوته من طبقة العمال، وكانت شعبيته المثالية خير معوان له على نجاح دعايته في هذه الأوساط، فكان يخاطب كل فئة بالأسلوب الذي يروق لها، ولا غرو، فقد اكتسب من كثرة أسفاره واتصاله بالناس، واحتكاكه بأوساطهم المختلفة، خبرة اجتماعية عظيمة في معرفة الطبائع والميول، ولعل ذلك كان دستوراً رسمه لنفسه، فقد سمع كاتب هذه الرسالة من الأستاذ أحمد العبد (من إخوان شبين الكوم) وكان إذ ذاك يحاضر مجموعة فيها أكثرية من العمال في شعبة تلا منوفية حوالي سنة 1940 أن فضيلة الأستاذ المرشد كان يقول لهم: " أكثروا من أصحاب الأيدي الخشنة ". وفسر الأستاذ العبد صفة الأيدي الخشنة، بأنها صفة العمال الذين يأكلون من كدح أيديهم، وأن الدعوة في حاجة إلى أيدي المكافحين من كل مهنة، وفي حاجة أشد إلى أصحاب الأيدي الخشنة، لأنهم خير من يستعان بهم وقت الشدة.
وهكذا استمر الأستاذ البنا ينشر دعوته في كل مكان يصل إليه في أسفاره البعيدة أو القريبة. وأثمرت أسفاره بعد سنتين، شعبة في كل من أبو صوير وبورسعيد والبلاح. وبعد ثلاثة سنوات، شعبة أخرى في السويق، وبعد: أربع سنوات نحوا من عشرة فروع، ومعهداً في الإسماعيلية لتربية البنات وإعدادهن ليكن أخوات مسلمات (18).
وبعد نحو خمس سنوات من تأسيس الدعوة بالإسماعيلية، نقل الأستاذ البنا 1933 إلى القاهرة. ودخلت الدعوة بنقله طوراً جديداً. وإن ظلت سائرة على النهج السابق من كتمان وإسرار، ونزول في المساجد ووعظ فيها، وتجميع للأنصار وتأسيس للفروع، بحذر وصمت. وذكر الأستاذ البنا في إحدى مقالاته المنشورة سنة 1934، أي بعد مضي نحو عام واحد من إقامته بالقاهرة، أن فكرة الإخوان قد انتشرت فيما يزيد على خمسين بلداً من بلدان القطر المصري، وقامت في كل بلد من هذه البلدان تقريباً بمشروع نافع، أو بمؤسسة مفيدة، ففي الإسماعيلية أسست مسجد الإخوان، وناديهم، ومعهد حراء لتعليم البنين، ومدرسة أمهات المؤمنين لتعليم البنات، وفي شبراخيت أسست مسجداً، ونادياً، ومعهد للبنين، ودار للصناعة يتعلم فيها طلبة المعهد الذين لا يستطيعون إتمام التعليم. وفي المحمودية – البحيرة – قامت بمثل ذلك فأنشأت منسجاً للنسيج والسجاد، إلى جوار معهد تحفيظ القرآن الكريم. وفي المنزلة – دقهلية – أقامت معهداً لتحفيظ القرآن. وقل مثل ذلك أو بعضه في كل شعبة من شعب الإخوان المنتشرة في أنحاء القطر من أدفو إلى الإسكندرية. (19).
وكان منهاج الأستاذ البنا أن يزور المركز العام في الصباح الباكر، ويترك فيه مذكرات فيها توجيهات وأعمال تتطلب إنجازاً، ثم يقصد مدرسته، فإن كان مسافراً، يتوجه من المدرسة إلى المحطة، وإن لم يكن، يعرج على المركز العام ثانية، يقابل، ويوجه، ويصرف ما يجد من عمل، وفي المساء يزور المركز ثالثة، ويقضي فيه وقته مقابلاً الوفود والزائرين، أو مجتمعاً في لجان أو محاضراً ولم يمنعه ذلك من متابعة أسفاره إلى الريف، في أثناء العطلة الدراسية (20)
وكان في كل بلد يهتم به الإخوان، ينتظرونه على القطار، ويذهبون به إلى الدار، ثم ينتقلون معه في زيارات مختلفة، ثم يقام السرادق ويتحدث بعد أن يتجمع فيه الناس، لم يكن يخطب في الناس ثم ينصرف وينصرفوا..، كلا،!! كان فنه اقتناص بعض من يراهم في الاحتفال مهتمين بما يقول، فكان يطيل الجلوس بعد الخطابة وانصراف الجماهير، إلى الذين يريدون الجلوس معه، وهناك يكون صفوة الحديث والكلام عن الآمال، آمال مصر، والإسلام، والشرق، في الشباب، والإيمان، والنهضة.... وكان يقطع الوجه القبلي كله بلداً بلداً، وقرية قرية، في عشرين يوماً، في بعض الأحيان يصبح في بني سويف، ويتغذى في ببا، ويمسي في الواسطى، ويبيت في الفيوم... وهكذا كان ينام ساعة أو بعض ساعة، وفي الوقت الذي يضع فيه رأسه على الوسادة ينام ونحن نتحدث من حوله (21)
وفي هذه المدة اقتحم الإخوان الميدان السياسي، فابتدأ الأستاذ في إلقاء أحاديث دينية واجتماعية بالإذاعة والأندية، وفي إرسال رسائل إلى رؤساء الوزارات المصرية المتعاقبة، من عهد محمد محمود حتى قيام الحرب العظمى الثانية، وكان محور الرسائل: الدعوة إلى الإصلاح الداخلي على أساس النظام الإسلامي، غير أن الإخوان لم يسترعوا نظر الحكومات، لأن نشاطهم السياسي كان مغلفاً بالطابع الديني فلم يبال به الرسميون (22).
وفي سنة 1355 هـ - 1926م. أرسل الأستاذ البنا خطاباً إلى الملك السابق فاروق، والرئيس السابق مصطفى النحاس – رئيس الحكومة حينذاك – وإلى حضرات ملوك ورؤساء الدول العربية، وحكام بلدان العالم الإسلامي المختلفة، وكثير من زعمائها الدينيين والسياسيين، رسالة عنوانها (نحو النور) يدعوهم فيها إلى طريق الإسلام، وأصوله، وقواعده، وحضارته، ومدنيته، نابذين طريق الغرب ومظاهر حياته ونظمها، ثم يبين فيه خصائص كل من الطريقين، ويوضح بأن الإسلام كفيل بإمداد الأمة الناهضة بما تحتاج إليه في الجندية، والصحة، والنظام، والاقتصاد. وينتهي بالدعوة إلى أن يكونوا أول من يتقدم باسم رسول الله r بقارورة الدواء، من طب القرآن، واستنقاذ العالم المريض. ثم يضع منهاجاً للإصلاح الشامل في مختلف مظاهر الحياة، محتوياً على خمسين بنداً . وكان أخطر ما في هذه الرسالة هو طلب القضاء على الحزبية، وتوجيه قوى الأمة السياسية وجهة واحدة وصفاً واحداً.
وفي سنة 1938 استكملت الدعوة عناصرها، وتبلورت في كامل صورتها. وأوضح الأستاذ فكرة الأخوان المسلمين، بأنها فكرة جامعة تضم كل المعاني الإصلاحية، فهي دعوة سلفية: لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله. وطريقة سنيه: لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة في كل شيء. وحقيقة صوفية: لأنهم يعلمون أن أساس العمل الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، والحب في الله، والارتباط على الخير. وهيئة سياسية: لأنهم يطالبون بالإصلاح للحكم في الداخل وفي الخارج، وتربية الشعب على العزة والكرامة. وجماعة رياضية لأنهم يعنون بحسومهم عن طريق فرقهم الرياضية، التي تضارع فرق الأندية المتخصصة في الرياضة. ورابطة علمية ثقافية: لأن أندية الأخوان هي في الواقع مدارس للتعليم والتثقيف. ومعاهد لتربية العقل والروح. وشركة اقتصادية: لأن الإسلام يعني بتدبير المال، وقد عمل الإخوان على دعم الاقتصاد القومي بشركاتهم الإسلامية. وفكرة اجتماعية: لأنهم يعنون بأدواء المجتمع الإسلامي، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها. وشفاء الأمة منها (24).
ودخلت الدعوة من سنة 1939 حتى سنة 1945 طوراً جديداً من حيث علاقتها بالسياسة، وبداية الازدهار من حيث النشاط وتحقيق البرامج الواسعة. وتضاعف نشاط الإخوان، وانضم إليهم عنصر جديد من شباب جامعتي القاهرة، والجامعة الأزهرية، ومختلف الطوائف العمالية والمهنية من عمال وتجار وصناع، وأصحاب أعمال ومهندسين، وأطباء، ومدرسين ومحامين، وأصبح بها ممثلون لسائر طوائف المجتمع المصري، وضربوا في النشاط الاقتصادي بسهم وافر، وأقبلوا على النشاط الرياضي والكشفي، وانتظمت أعمالهم في الفروع التي عملت القطر، وأصبحوا قوة يحسب لها كل حساب. وتوالى على حكم مصر في هذه الفترة من رؤساء الوزارات المصرية علي ماهر، وحسن صبري، وحسين سري، ومصطفى النحاس، وأحمد ماهر والنقراشي، وإسماعيل صدقي، والنقراشي ثانية. وفي وزارات الأولين علي ماهر، وحسن صبري دأبوا على الموعظة والنصيحة في كتبهم وخطبهم الخاصة والمفتوحة، شأنهم مع جميع الحكومات السابقة. وفي عهد علي ماهر خاصة، أعلنوا تأييدهم لقراره تجنيب مصر ويلات الحرب فحسب، دون أن يقابلوه أو يتقدموا إليه بطلب معين.
وبدأت المحنة الأولى للإخوان على يد حسين سري، بضغط من السفارة والقيادة الإنجليزية: فصارت حكومته مجلتي التعارف، والشعاع الأسبوعيتين، ومجلة المنار الشهرية، ومنعت طبع أي رسالة من رسائلهم، أو إعادة طبعها، وأغلقت مطبعتهم، وحرمت على الجرائد أن تذكر شيئاً عنهم، كما منعت اجتماعاتهم. ثم عمدت إلى تشريد رؤساء الجماعة: فنقلت الأستاذ البنا من القاهرة إلى قنا، ونقلت الوكيل إلى دمياط، ثم أعادتهما بضغط من الحملة البرلمانية. ولكنها عادت إلى ما هو أعنف من ذلك وأشد، فاعتقلت الأستاذ البنا مرة ثانية، كما اعتقلت السكرتير العام، ثم أفرجت عنهما لاتقاء ما أحدثه هذا الإجراء من حرج في صدور الإخوان (25).
وهكذا كانت الحكومات المصرية في ذلك العهد المظلم أدوات استعمارية، لا تبالي بحريات الشعب وكرامته!! إذ كان في ذلك إرضاء لسادتها الإنجليز. بل لا تبالي في سبيل الوصول إلى تلك الغاية، وهي إرضاء المستعمر، أن تحارب الجماعات الإصلاحية، التي تعمل لصالح الدين والوطن، وتشرد العاملين المخلصين، وأن تبطش بهم إذا لزم الأمر، وتعتقلهم وتسجنهم، وتحرم على الجرائد ذكر اسمهم. وإن كان هذا الاضطهاد والتشريد قد أدى إلى عكس النتيجة المرجوة منه، فقد استرعى أنظار الجماهير، وكسبت الجماعة المؤمنة عدداً جديداً من الأعضاء والأنصار.
ثم جاءت وزارة النحاس. ورغب الأستاذ البنا أن يرشح نفسه ثانياً في البرلمان عن دائرة الاسماعيلية. مهد الدعوة، ليمثل الإخوان، وينطق بلسانهم ولكن النحاس رجاه أن يعدل عن الترشيح فعدل، وبدأ النحاس بمهادتهم فسمح لهم بالاجتماعات، وأعاد إليهم المجلة والمطبعة، ثم تكرر غط السفارة الإنجليزية مرة أخرى، فعادت المحنة في صورة أشد من الأولى!! إذ أغلق النحاس جميع الشعب ماعدا المركز العام، وضيق عليهم في اجتماعاتهم ومطبوعاتهم، وسائر نواحي نشاطهم، وقابلوا شدة الحكومة بالأناة والصبر، فعدلت الحكومة النحاسية عن شدتها. واستمر الموقف بينهما يتقلب، تارة تدع الحكومة لهم الحرية فيعملون، وطوراً ترهقهم بالتضييق فيصبرون. ولكنهم ظلوا على عادتهم في تقديم النصح كتابة ومشافهة. إلى أن أقيلت الوزارة سنة 1944 (26).
وجاءت بعد وزارة النحاس وزارة أحمد ماهر، فأخذتهم بالشدة. وحالت دون نجاح من رشح نفسه للنيابة منهم، بناء على قرار مؤتمر الإخوان العام سنة 1941: بأن يرشح الأكفاء على أساس خدمة المنهج الإسلامي.
ومن حسن حظ الباحث أنه في ذلك الحين كان قد اندمج في الحياة العامة وأتيح له أن يرى المعركة الانتخابية في الإسماعيلية، حيث رشح الأستاذ البنا نفسه. وأذكر أن أهالي الإسماعيلية – لأول مرة في تاريخ الحياة النيابية المصرية – قد أقاموا على حسابهم الخاص، ستين سرادقاً للدعاية الانتخابية في مختلف أنحاء المدينة، خلال مدة الدعاية، وكان كل ما في البلدة ينطق بأن الفوز الساحق للأستاذ البنا. فإعلانات الحوائط، وهتافات الشعب، والعمال، وتلاميذ المدارس، كلها تنادي بانتخاب: (الأستاذ حسن البنا زعيم النهضة الإسلامية) ولكن كلا من الحكومة المصرية، والقيادة الإنجليزية، قد عملت بكل ما عندها من وسائل لإسقاطه.
أما الحكومة المصرية: فلإرضاء الإنجليز أولاً، ولإنجاح مرشح الأحرار الدستوريين شركاتهم في الحكم ثانياً.
أما القيادة الإنجليزية: فبناء على تعليمات السفارة التي كانت تتبع نشاط الإخوان، وتعرف خطرهم على مطامعها الاستعمارية. وكانت عربات الجيش الإنجليزي تعمل علنا لحساب المرشح الآخر، وتنقل له ناخبيه إلى أماكن الانتخاب، كما نقلت كثيراً من العمال بالمعسكرات البعيدة عن الدائرة الانتخابية، والتي لا تنتمي إليها، وبالرغم من كل ما حدث من وسائل الضغط والإرهاب، والإغراء، والتهديد، والتزوير، فقد نجح الأستاذ البنا على منافسه، ولكن الانتخاب أعيد، وكان لابد أن يعاد، للفروق اليسيرة المفتعلة بين الأصوات، وفي الإعادة طرد همرسلي باشا حاكم سينا العسكري الإنجليزي مندوبي الأستاذ من لجان العريش، وسينا. وضاعفت عربات الجيش نشاطها في استجلاب العمال من المعسكرات البعيدة والقريبة. فقفز العدد في بعض اللجان لحساب المرشح الآخر، أضعاف ما كان في الانتخاب الأول. لكل من المرشحين معاً. وهكذا سقط الأستاذ في انتخابات الإعادة، وسقط جميع مرشحي الإخوان، في الدوائر الأخرى، وإن كان حربهم بصورة أخف. وقد بذلت هذه الجهود الضخمة كلها لغرض واحد هو الوصول إلى إصلاح المجتمع عن الطريق الرسمي.
وحين أعلن أحمد ماهر الحرب على ألمانيا وإيطاليا، عارضة الإخوان، وكتبوا إليه بالعدول عن ذلك. ثم اغتال العيسوي أحمد ماهر لهذا السبب، وتولى النقراشي الحكم. وبدأ حكمه باعتقاله الأستاذ المرشد العام، والسكرتير العام، وبعض الأخوان، بتهمة الاشتراك في الاغتيال. (27) ولعل السبب الرئيسي في ذلك الاعتقال، أن العيسوي ذكر في معرض التحقيق معه، أنه يطلب أخذ رأي زعماء البلد في إعلان الحرب، وذكر اسم الأستاذ البنا في معرض أسماء الزعماء اللذين يجب أخذ رأيهم. ولكن النيابة أفرجت عنهم بعد ذلك، وبادر الأستاذ البنا إلى زيارة النقراشي معزياً في ماهر، وراجياً أن يطلق له حرية العمل. بيد أن النقراشي لم يستجيب إلى الرجاء، وفرض عليهم أثقل القيود في نشاطهم، واجتماعاتهم، ومراقبة دورهم. وكان يسمح لهم بعقد اجتماعات عامة، أو مؤتمرات عامة، تحت ضغط الظروف. ولكن سرعان ما يعود إلى سياسة العنت والإرهاق.
وانتهت الحرب سنة 1945 ودخلت الجماعة بعد ذلك في دور المحنة الكبرى، لأنها تزعمت قيادة الحركة الشعبية، وألهبت المشاعر الوطنية، للمطالبة بحقوق البلاد التي وعد الإنجليز أثناء الحرب بتحقيقها، فور انتهاء الحرب وإعلان الهدنة. واجتمعت الجمعية العمومية للإخوان في 8 سبتمبر سنة 1945، شوال سنة 1364. وأدخلت بع تعديلات على النظام الأساسي حتى أضحى شاملاً لجميع غايتها ووسائلها بصورة واضحة. وأقاموا شركات اقتصادية متنوعة، درت عليهم الأرباح، ومكنت لهم في أوساط العمال. وأصدروا جريدة يومية، صدر العدد الأول منها في 5 مايو 1946 الموافق 3 جمادي الثاني سنة 1365. وأضحى بذلك صوتهم مسموعاً في مصر والبلاد العربية. وأنشأوا الكتائب، وأقاموا أماكن التدريب على الأعمال العسكرية. ونظموا الشعب تنظيماً دقيقاً في مصر والأقطار العربية. ووزعوا الأعمال على الأعضاء، وأوثقوا العهود بصورة بيعة لرئيس الشعبة فالمرشد العام شخصياً، وقرروا السمع والطاعة في المنشط والمكره، مقرونا بالقسم، ووضعوا المرشد العام موضع الثقة التامة، وجعلوا له المنصب مدى حياته ليس له أن يتخلى عنه، أو يعفى منه، إلا بقرار من الهيئة التأسيسية.(28)
وبلغ أعضاء الجماعة العاملين في مصر وحدها نصف مليون، والأعضاء المنتسبين والمؤازرين أضعاف هذا العدد، أما عدد شعبهم في مصر وحدها فبلغ ألفين شعبة، وفي السودان، حوالي خمسين شعبة، عدا شعبهم في معظم البلدان العربية، والبلاد الإسلامية، والأصدقاء في جميع البلاد وفي أوربا وأمريكا. (29) ولهذا لقيت الجماعة مقاومة في غاية العنف من قبل الحكومات التي وليت الحكم بعد الحرب الكبرى الثانية. وزار الأستاذ البنا النقراشي ثانية، وأهاب به أن يسرع بالعمل في سبيل الحقوق القومية، واستكمال استقلال وادي النيل ووحدته، وألا فليدع الأمة إلى الجهاد، ويتقدمها في سبيله، وقدم النقراشي مذكرة إلى الحكومة البريطانية وجاءهم الرد عليها؛ ولم يرض الإخوان عن هذه المساجلة القلمية؛ وقاموا بمظاهرة مع الطلاب أدت إلى معركة مع البوليس في حادثة كوبري عباس الشهيرة، فاستقالة الوزارة. وانصرف الإخوان منذ إعلان الهدنة إلى إثارة الشعب، وإيقاظ وعيه بالمؤتمرات العامة تارة؛ وزيارة القرى والريف تارة أخرى؟ وبالرسائل والأحاديث والنشرات. وتولوا زمام المعارضة الداعية إلى الجهاد. وتركزت جهودهم في هذه الناحية طمعاً في أن تنال البلاد استقلالها التام. وجاءت حكومة إسماعيل صدقي واشتدت المظاهرات! ودعى البنا جميع الهيئات لتأليف لجنة قومية، توحد القوى، وتنظم الصفوف، ولكنه لم يجد مؤازرة من الأحزاب. وعندئذ رأي أن يجنح إلى النصح يقدمه إلى صدقي، على أساس قطع المفاوضات والالتجاء إلى الجهاد السافر، واستمر نشاطهم السياسي في هذا النهج، وأخذوا يحاسبون الحكومة حساباً عسيراً، ويتهمونها بممالأة الأجانب على حساب الوطن، والتساهل بتأليف الشركات التي تلبس أثواباً مصرية مستعارة، وبعجزها عن علاج مشكلة العمال العاطلين، وبترددها في قطع المفاوضات، وإعلان الجهاد. واشتدت حملة جريدتهم على المفاوضات، وعلى حكومة صدقي، وعلى الإنجليز بوجه خاص. وشن عليهم صدقي حملة، فاعتقل عددا منهم، وصادر جريدتهم، ثم قبض على الوكيل العام، وقابله الإخوان بحملة مثلها. ووقعت انفجارات في القاهرة والإسكندرية، اتهمتهم الحكومة بها، فحوصرت دورهم وفتشت. وقاد صدقي حملة واسعة النطاق من النقل والتشريد، تناولت خلصاء الموظفين من الإخوان في شتى المصالح والوزارات. (30)
واستقال صدقي، وتألفت وزارة النقراشي في 10 ديسمبر 1946، وفي يوم تأليفها نشر البنا مقالاً دعى فيه الحكومة الجديدة إلى اختصار الطريق، واحترام إرادة الأمة، وإنهاء المفاوضات، وسلوك سبيل الجهاد، ثم تابع نشر مقالاته في الجريدة مسفها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإخوان المسلمون (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإخوان المسلمون / فلسفة الإخوان ومبادئهم – الدين والسياسة – الإسلام كنظام اجتماعي (2)
» الإخوان المسلمون فلسفة الإخوان ومبادئهم
» الإخوان المسلمون
» الإخوان المسلمون الدين والسياسة
» الإخوان المسلمون تــاريخ الدعوة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى فلسطين-
انتقل الى: