ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم (التفكر في الخلق والكون)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم (التفكر في الخلق والكون) Empty
مُساهمةموضوع: اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم (التفكر في الخلق والكون)   اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم (التفكر في الخلق والكون) Emptyالأربعاء أكتوبر 14, 2009 9:42 am

التفكر في الخلق والكون
التفكر في الخلق والكون ، حوارات مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي ، من علماء دمشق يجريها عبد الحليم قباني .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم ، وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
إخوة الإيمان والإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
التفكر في السماوات والأرض ، والنظر في أفعاله ، والتدبر في آياته القرآنية طرق موصلة إلى الله سبحانه وتعالى ولخشيته ، فالعلم هو الوسيلة والطريق إلى الله سبحانه وتعالى ، فنتعرف إليه من خلال مخلوقاته ، ومن خلال آياته الكونية والقرآنية ، نرى دائماً ما فوق الأرض فنتعجب ، ونصدق ، وتزيد عندنا الخشية ، ولكن في هذه الحلقة ، ومعنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في جامعة دمشق والخطيب والمحاضر والمدرس في مساجد دمشق ، أهلاً وسهلاً بكم يا سيدي .
في هذه الحلقة ، مع الدكتور سنغوص فيما هو تحت الأرض ، التربة ، وما تحويه من حشرات وكائنات في منتهى الدقة .
الأستاذ راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
ثمة شيء لا يصدق ، إن متراً مكعباً من التربة التي نستخدمها للزراعة فيه ما يزيد على مئتي ألف من الديدان العنكبية ، وفيه ما يزيد على مئة ألف من الحشرات ، وعلى ثلاثمئة من ديدان التربة العادية ، وعلى آلاف الملايين من الجراثيم ، والكائنات المتناهية في الدقة ، وإن غراماً واحداً من هذه التربة يحتوي على عدة مليارات من البكتريا ، هي المخلوقات المتناهية في الدقة على شكل عصيات ، وعلى شكل كريات ، وعلى شكل لوالب ، بعضها يحتاج إلى الأوكسجين ، وبعضها لا يحتاج ، بعضها عارٍ ، وبعضها له أهداب تمكنه من الحركة ، إن هذا المصنع ؛ نعني به التربة ذو حركة دائمة ، يقوم بمهمات هي أكثر المهمات غموضاً واستغلاقاً حتى اليوم ، هذه الكائنات ما وظيفتها ؟
يعرف العلماء بعض الوظائف ، أما وظيفتها بالضبط فلا يزال هذا سراً لا تكتشفه العقول ، هذا المصنع ذو حركة دائمة ، يقوم بمهمات هي من أكثر المهمات أهمية ، ونفعاً للإنسان ، مفارقة حادة قد لا تصدق ، لو أن الجنس البشري كله أبيد عن بكرة أبيه لبقيت الحياة مستمرة ، أما هذه الكائنات لو أبيدت لانتهت الحياة من سطح الأرض كلياً ، فربما كان وجود هذه الكائنات من حيث أداء الوظيفة أخطر من وجود الإنسان ، فكل شيء نأكله على نحو مباشر أو غير مباشر إنما أصله من النبات الأخضر ، وقد ذكرت في حلقة سابقة أن الله وصف النبات بأنه نبات كل شيء .
فإذا أكلت اللحم مثلاً ، فاللحم نبت من العشب ، فهذا الخروف أكل العشب ، فنما جسمه فأكلت أنت لحمه ، فغذائك بشكل أو بآخر أساسه النبات الأخضر ، قال تعالى :
( سورة يس ) .
الحقيقة :  مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا  ، كأنك تحس أن هناك مفارقة ، الشجر الأخضر لا يشتعل ، يشتعل الشجر اليابس ، هناك شرح علمي لهذه المفارقة في هذه الآية :
كيف يكون الشجر الأخضر ، وكيف يجعل وقوداً ؟ ولا يكون الشجر وقوداً إلا إذا كان يابساً ، فلماذا قال الله تعالى :  مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ  ؟ قال بعض العلماء : إن كلمة أخضر هي إشارة علمية إلى أن هذا الشجر ما كان له أن يكون شجراً لولا أوراقه الخضراء ، فالأوراق الخضراء أساس وجوده ، بل إن نمو النبات يعتمد على حادثة اسمها التحليل والتمثيل الضوئي ، فلا نبات بلا ضوء ، ولا نبات بلا شمس ، ولا نبات بلا ماء ، فالماء والشمس وغاز الفحم الذي أودعه الله في الجو هو سبب نمو النبات ، وما أوراق الأشجار إلا معامل تصنع مواد للنبات الأساسية وتصنع المواد العضوية .
الأستاذ عبد الحليم :
إذاً كما ذكرتم فضيلة الدكتور ، لِما هو تحت الأرض من حشرات وديدان عنكبية في بداية حديثكم من في التربة لها دور أساسي في نماء هذه النبتات ، وطبعاً هذه النباتات هي التي تطعم الدواب ، وتطعمنا ، فلذلك تكتمل دورة الحياة .
الأستاذ راتب :
قرأت مرة كلمة يقول كاتبها : إن أعقد معمل صنعه الإنسان من دون استثناء لا يرقى إلى مستوى الورقة ، ما يتم في هذه الورقة ؟ كما قلت قبل قليل : النبات يمتص الماء مع المعادن المنحلة فيه من التربة ، والورقة تأخذ الآزوت من الجو ، والشمس لها دور كبير جداً في تصنيع نواتج هذه الورقة ، الورقة تصنع ما يسميه علماء النبات بالنسغ النازل ، نسغ صاعد ونازل ، صاعد فيه ماء وأملاح المعادن ، ونازل هذا النازل ، تصور سائلاً يمكن أن يكون قماشاً ، أو خشباً ، أو حديداً ، أو بساطاً ، النسغ النازل ؛ سائل واحد يصنع ثمرةً ويصنع ورقة ، ويصنع غصناً ، ويصنع جزعاً ، ويصنع جزراً ، والسائل واحد ، فهذا النسغ النازل هو سبب ظهور الثمار ، والأزهار في الربيع ، وسبب نمو الأغصان ، وسبب ازدياد قطر الجذع ، وسبب نمو الجذور ، كله من مادة أصلية واحدة .
فلذلك يعد نظام النبات من أعقد الأنظمة في الكون ، لكن بلطف ، معمل صغير يحتاج إلى وقود ، وإلى معادن ، وإلى صوت محرك ، أما هذه الشجرة ، وهي صامتة تمتص من التراب الماء وأملاح المعادن ، وتأخذ أشعة الشمس ، وتأخذ من الهواء الآزوت تصنع لك ألواناً ملونة ، وأنواعاً منوعة من الفواكه ، وما شاكل ذلك ، هذا من آيات الله الدالة على عظمته .
الأستاذ عبد الحليم :
فضيلة الدكتور ، بالنسبة لحياة الإنسان ، نرى أنه يتنفس من الهواء ، ويأكل مما عليه من الأرض ، ولكن بالنسبة إلى البكتريات والديدان ، وما هناك ، ماذا يتنفسون ؟ وماذا يأكلون ؟ هناك مراحل حياتية غريبة على ما أعتقد .
الأستاذ راتب :
في التربة حيوانات مهمتها الوحيدة تخلل التربة بالهواء ، فلو أبيدت هذه الحيوانات لانعدم النبات ، القوارض مقززة على سطح الأرض ، لكن لها دور خطير في باطن الأرض ، الأفاعي أيضاً ، هناك الخلد ، الأرنب ، هناك حيوانات كثيرة جداً مهمتها الأولى أن تتخلل التربة بالهواء ، وهذا أيضاً مما يلفت النظر في خلق الله عز وجل ، نحن أمرنا أن نقتل الحية لا لأن وجودها فيه خطأ ، لا ، لأنها خرجت على دائرة عملها ، دائرة عملها في باطن التربة ، أما إذا خرجت فهي ترعب الصغار والكبار ، لكن العلماء اكتشفوا الآن أن سم الأفعى له أثر فعال لا يصدق في توسيع الأوعية الدموية ، أدوية الضغط كلها تؤخذ من سم الأفعى ؛ لماذا إذا لدغت الأفعى إنسان يموت ؟ لأنها إذا لدغته تتوسع أوعيته حتى يصبح الضغط صفراً ، فيموت الإنسان ، يؤخذ من هذا السم قدر ضئيل جداً تتوسع الأوعية فيخف الضغط على الإنسان ، والضغط كما تعلمون هو ضيق تشنجي في الأوعية ، ومن حكمة الله جل جلاله أن كل أوعية الإنسان فيها عضلات دائرية ، تضيق وتتوسع .
ومرة ذكرت في حلقة سابقة أن الإنسان الخائف يصفر لونه ، لأن بعض أوامر الكظر إلى الأوعية المحيطة في الجلد بتضييق لمعتها فيصفر لون الخائف .
فالأفعى لها دور في الأرض ، وما من مخلوق خلقه الله إلا وله دور أساسي في خدمة الإنسان ، حتى الحيوانات التي ننزعج منها لها دور بشكل أو بآخر .
الأستاذ عبد الحليم :
إذاً هناك كما ذكرتم فضيلة الدكتور ، دورة حياة لا نراها بالعين المجردة ، ولكن هي تحت التراب ، فالحية والخلد يفسحون المجال للتربة كي تتنفس ، ويدخل الهواء بداخلها ، ولكن هناك الديدان التي تلتهم التراب ، وما شابه ذلك .
الأستاذ راتب :
هذه تصنع السماد ، وسيأتي هذا بعد قليل ، تتساقط الأوراق ، فتأتي الرياح ، وتوزع هذه الأوراق المتساقطة على أنحاء التربة ، وتأتي مليارات الكائنات المجهرية فتلتهما ، فإذا التهمتها تصبح غذاءً صالحاً للكائنات الأكبر منها ، هي وحيدة الخلية ، فإذا التهمتها تصبح غذاءً صالحاً لكائنات أرقى منها ، هي البكتريا ، ويتم هذا على ثلاث مراحل ، وهذه العمليات الحيوية تحتاج إلى الهواء ، فمن أين يأتي الهواء داخل التربة ؟ وظيفة الديدان أن تفتح أنفاقاً في التربة ، فالديدان والقوارض والأفاعي ، وكل الكائنات التي تعيش تحت التربة وظيفتها تهوية التربة ، فلو ألغيت لانعدم الإنبات من على سطح الأرض .
هذه الديدان ، هنا المشكلة ، تلتهم التراب ، وتفرض السماد ، ولا يعلم إلا الله كم من الأطنان تنتجها الديدان في الهكتار الواحد ، وكم من الأطنان من الأسمدة تنتجها الديدان في الكيلو متر المربع الواحد ، إنه كون عظيم ، وله خالق عظيم ، وقد أنزل هذا الخالق العظيم شرعاً حكيماً ، فإلى أين نذهب ؟ ومن الذي يصرفنا عن الله جل جلاله ! وعن تطبيق أمره هذه بعض الحقائق الدقيقة ! قال تعالى :

( سورة الإسراء ) .
( سورة البقرة الآية : 255 ) .
كما قلت قبل قليل : في الغرام الواحد عدة غرامات من البكتريا ، ماذا يجري تحت التراب لا يعلمه إلا الله ، إنها معامل وكائنات ، وعمليات تحول ، ومعادلات ، ونحن لا ندري ليس لنا إلا أن نقطف الثمار ، وأن نأكلها ، وأن نجني الخضراوات ، وأن نأكلها ، وأن نحصد المحاصيل ، ونأكلها ، والله سبحانه وتعالى بتدبيره وحكمته يهيئ لنا كل هذه النعم التي قال عنها :
( سورة إبراهيم الآية : 34 ) .
الأستاذ عبد الحليم :
فضيلة الدكتور ، بعد هذا التأمل والتفكر في خلق الله سبحانه وتعالى ، وخصوصاً ما رأيناه في هذه الحلقة ، وما سمعناه من فضيلتكم عن التربة ، وما تحويه من كائنات حية وديدان ، وما شابه ذلك ، وكلٌّ له دوره ، طبعاً نريد أن تعلمنا عن بعض النبتات التي لها دور فعال ، في هذه الحلقة متسع من الوقت كي تحدثنا عن ذلك .
الأستاذ راتب :
قبل أن أخوض في هذا الموضع الذي طلبته ـ ً ـ يجب أن نعلم أنه ما من مخلوق إلا وله دور خطير في حياتنا ، هذه حقيقة ، وأنا أعترض اعتراضاً شديداً على من يقول : الزائدة الدودية مثلاً ، كلمة زائدة تعني أنها زائدة ، هي ليست زائدة ، وأنا أقترح أن يكون اسمها الذائدة الدودية ؛ أي المدافعة ، وقد ثبت أن الزائدة الدودية هي خط دفاع آخر في جسم الإنسان ، إذاً لا يعقل أن خلق الله كامل كمالاً مطلقاً ، أي يكون فيه زيادة ، أو فيه نقص ، أو فيه كائن يؤذي فقط ، يؤذي من جانب ، لكن ينفع من جوانب أخرى .
مرةً قرأت مقالة أن بعض بلاد آسيا ، وأنظنه الصين استطاع أن يقضي على القوارض ، فكانت النتيجة أن الزراعة ارتبكت ارتباكاً كبيراً جداً ، حتى القوارض في المجاري لها دور في تنقية أنابيب المجاري ، والممرات ، فالإنسان دائماً كلما ازداد علمه يكشف الجانب الآخر ، هناك جوانب سلبية في بعض الكائنات ، لكن لها فوائد كبيرة جداً من جهة أخرى ، كما تفضلتم .
في القرآن الكريم وردت أربعة نباتات ، هي عند العلماء نبتات توابل ، فمن هذه الآيات التي ورد فيها ذكر التوابل :
( سورة الإنسان ) .
والآية الثانية :
( سورة المطففين الآية : 26 ) .

والآية الثالثة :
( سورة الإنسان ) .
فالحديث عن الزنجبيل والمسك والكافور حديث عن التوابل ، ولو اخترنا الزنجبيل ، فإن طبيبًا قد قرأ كل ما كتب عن الزنجبيل في كتب الطب القديمة ، وقرأ سبعة بحوث علمية صدرت عن مراكز علمية رصينة ، وقد أشار في مقالته إلى أسماء البحوث التي صدرت حول هذه المادة فكان الشيء الذي يلفت النظر :
إن الزنجبيل كما ورد في كتب القديمة مسخن للجسم ، معين على الهضم ، ملين للبطن ، مطهر ومقوٍّ ، ينفع الزنجبيل في التهاب الحنجرة ـ لا يقال حُنجرة ، خطأ شائع ، صوابها الحَنجرة ـ ويعالج الرشح ، ومسكِّن قوي للتهاب المفاصل ، ومسكن قوي للمغص المعوي ، ومضاد للغثيان ، خلاصته المائية دواء جيد لأمراض العين ، ورد هذا في الكتب القديمة ، لكن الشيء الذي لا يصدق ماذا ورد عنه في الكتب الحديثة ؟
إن الأبحاث الحديثة التي أجراها علماء لا يعرفون هذه المادة وردت في القرآن الكريم ، فقالوا : الزنجبيل منعش للقلب والتنفس ، مقوٍّ لتقلص عضلة القلب ، ديكوكسين الاسم العلمي لدواء تقوية القلب ، ، إنه مماثل تماماً للديكوكسين .
والزنجبيل موسع للأوعية والشرايين ، يمنع تجمع الصفيحات الدموية ، إذاً هو مميع للدم ، يفيد في أمراض الجلطات الدماغية والقلبية ، وخثرات الأطراف ، يخفض من ارتفاع الضغط الدموي ، وهو خافض للكلسترول ، كأن أدوية القلب كلها جمعت في الزنجبيل ، هذا النبات من نبتات التوابل ، لماذا ورد ذكره في القرآن الكريم ؟ لا شك أن له علاقة بالإنسان .
الآن أدوية القلب أدوية موسعة للشرايين ، أدوية مقوية لنبض القلب ، أدوية خافضة للضغط ، أدوية خافضة للكلسترول ، كل هذه الميزات موجودة في الزنجبيل ، ودائماً الدواء الكيمائي له منافع ومضار معاً ، بينما الدواء النباتي كله منافع ، لأنه من صنع الحكيم الخبير .
الأستاذ عبد الحليم :
فضيلة الدكتور ، بالنسبة للزنجبيل اكتشف الأطباء كما ذكرتم أنه دواء لتوسعة الشرايين ، وما شابه ذلك ، ولكن هل اكتشف العرب قديماً الزنجبيل ، واكتشفوا أن له فوائد عديدة .
الأستاذ راتب :
الزنجبيل كما قال عنه بعض علماء الطب المسلمين : إنه مسخن للجسم ، معين على الهضم ، ملين للبطن ، مطهر ، مقوٍّ ، ينفع في التهاب الحنجرة ، ويعالج الرشح ، مسكن قوي للتهاب المفاصل ، وأنا أتمنى أن يرجع الطب الحديث إلى ما في كتب الطب القديمة من فوائد لهذه النبتات ، وأنا أتصور أننا مقصرون كثيراً في البحث عن دواء النباتي بدلاً أن نبحث عن دواء كيماوي ، اشترِ أي دواء ، واقرأ ما كتب فيه ، أو عنه ، تجد أن له مضاعفات ينبغي أن ننتبه إليها ، فكل دواء كيماوي ينفع من جهة ، ويضر من جهة أخرى ، أما الدواء النباتي فهو آمن من سلبيات الدواء فيما أعلم .
تيارات البحار
بسم الله الرحمن الرحيم
( سورة الذاريات ) .
السماء ، البرزخ ، النحل ، الأرض ، ظلمات الفضاء ، الكون ، النمل ، الكواكب دقة الإنسان .
التفكر في الخلق والكون
التفكر في الخلق والكون حوارات مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي من علماء دمشق يجريها عبد الحليم قباني .
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم .
كما ذكر في كتاب الدكتور محمد راتب النابلسي الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة ، نتلوه على مسامعكم :
الكون قرآن صامت ، والقرآن كون ناطق ، والنبي صلى الله عليه وسلم قرآن يمشي ، فالكون كله يترجم آيات القرآن ، والقرآن يجسد حقائق الكون ، والنبي صلى الله عليه وسلم يجسد القرآن بخلقه ، فقد كان خلقه القرآن ، فالكون يظهر عظمة الخالق .
وكما قال الإمام الشافعي : " كلما ازددت علماً ازددت علماً بجهلي " ، أي نزداد علماً من خلال هذه الحلقات ، ومع فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في جامعة دمشق ، والخطيب والأستاذ الديني والمحاضر في مساجد دمشق .
أهلاً وسهلاً بكم يا سيدي .
هناك أمور لا نشعر بها مع علمنا بوجودها ، ففي البحار تيارات لا نشعر بها إلا إذا تعرّضنا لها ، نريد توضيحاً علمي عن هذه التيارات في البحار .
الأستاذ راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أستاذ عبد الحليم ، كما تفضلت ، هناك أشياء كثيرة جداً لا نعرفها ، يؤكد هذا المعنى قول الله عز وجل :

( سورة الحاقة ) .
ففي الذي لا نبصره آيات نيّرات دالة على عظمة الله عز وجل ، فلو أن إنساناً نزل إلى البحر ليستحم في مياه البحر فإن قطرات الماء التي تمس جلده ربما تكون قد وصلت من توّها بعد رحلة استغرق عدة سنوات ، لأن الماء في البحر يجري في تيارات من خط الاستواء إلى القطبين ، ومن القطبين إلى خط الاستواء ، وقد يقطع ماء البحر مسافة تزيد على 15 ألف كيلو متر ، فهذا الماء الذي تجده في البحر ماء متبدّل يقطع رحلات طويلة ، بعضها إلى الشمال ، وبعضها إلى الجنوب ، وبعضها إلى الشرق ، وبعضها إلى الغرب ، وهناك قوانين معقدة جداً تحكم حركة المياه في المحيطات ، ولكن الذي يعنينا أن سبب هذه الحركة في أصلها أن أشعة الشمس تسخن الماء الذي في خط الاستواء فيتمدد ، فيرتفع قرابة عشرين سنمتمتراً ، وهذا الارتفاع الطفيف يساهم في تشكيل تيار نحو الشمال ، وأن الماء في القطبين يبرد ، ومع برودته يسكن ، فيغوص في الأعماق ، ويتجه نحو خط الاستواء ، فهناك تيارات سطحية وتيارات عميقة .
هذه مقدمة نريد من خلالها أن نصل إلى أن من آيات الله الدالة على عظمته تياراً يسميه العلماء تيار الخليج ، هذا التيار ـ أستاذ عبد الحليم ـ سرعته 8 كيلو مترات في الساعة ، فإذا دخلت فيه سفينة ، وأطفأت محركاتها فإنها تسير 8 كيلو مترات في الساعة ، دون أن تعمل محركاتها ، عرض هذا التيار يزيد على 80 كم ، وعمقه يزيد على 450 م ، وهذا التيار كثافته أربعة ملايين طن من الماء في الدقيقة .
قلت في حلقة سابقة : إن أضخم نهر في العالم هو نهر الأمازون ، كثافته 300 ألف متر مربع في الثانية ، أما حركة هذا التيار في عمقه وعرضه وسرعته فتساوي كثافته أربعة ملايين طن من الماء في الدقيقة ، ماذا يفعل هذا التيار ؟ هذا التيار يذيب 130 ألف طن من الكتل الثلجية في القطبين في عشرة أيام ، إذاً هذا التيار له مكان محدد ، وله مسار محدد من خط الاستواء إلى الشمال ، بل إن بلاد السويد والنروج والدانمارك جوّها معتدل ولطيف من تيار الخليج ، ولهذا التيار فوائد لا تعد ولا تحصى ، من هذه الفوائد كما قلت قبل قليل : إنه يجعل المنطقة الباردة في أوربة منطقة معتدلة ، وهذه الأجواء اللطيفة في دول إسكندينافيا سببها تيار الخليج ، هذا من تيارات السطح ، وقد سمعت أن بعض سباقات السباحين في بحر المانش يستخدمون هذا التيار لصالحهم ، وهناك تيارات تجري في أعماق البحر على عمق 3000 م ، وقد استخدمت الغواصات في الحروب العالمية هذه التيارات العميقة تطفئ محركاتها لئلا يكتشفها الرادار ، والغواصات إذا أطفأت محركاتها تنتقل من مكان إلى آخر عبر هذا التيار ، وهذا شيء يلفت النظر ، لكن الآية الثانية الدالة على عظمة الله عز وجل في هذا الموضوع هي أن هناك تياراً بارداً ، وهذا شيء دقيق جداً يتجه نحو شواطئ أمريكة الجنوبية ، ليصل إلى بلاد البيرو والشيلي ، ماذا يفعل هذا التيار ؟
هذا التيار يحمل كميات كبيرة من الأعشاب البحرية ، وهذه الأعشاب البحرية تجتذب أعداداً فلكية من أسماك السردين ، هذه الأسماك هي غذاء لعشرات الملايين من طيور تعيش على شواطئ هذه البحار ، اسمها غراب البحر ، وهذه الطيور ـ وهنا الشاهد ـ لها مخلفات تعد المادة الأولى لدخل تلك الشعوب ، لأن أرقى أنواع الأسمدة في العالم من مخلفات الطيور هذه الأسمدة من خمسين مليون طائر ، تؤخذ مخلفاتها بالجرافات ، وتصدر إلى شتى أنحاء العالم ، وهذه الأمم والشعوب في شواطئ أمريكة الجنوبية دَخْلها الأول والأخير من مخلفات هذه الطيور التي تعيش على أسماك السردين التي تجتذبها الأعشاب التي يحملها هذا التيار إلى هناك ، وهذا من رزق الله عز وجل .
الأستاذ عبد الحليم :
إذاً سبحان الله ! هنا رزقت الأسماك من خلال هذا التيار ، ورزقت الطيور ، ومن ثم رزق الإنسان .
الأستاذ راتب :
تَلْتَهِم هذه الطيور التي تسمى غراب البحر في العام الواحد بتقدير العلماء ما يزيد على 3 ملايين طن من هذه الأسماك ، وهذه الأسماك تجتذب إلى هذا المكان بفعل الأعشاب التي يحملها هذا التيار ، ولحكمة يريدها الله عز وجل أنه يغير مسار هذا التيار من حين لآخر ، فإذا غير مساره لم يأتِ بهذه الأغذية لهذه الأسماك فتموت ، وتموت معها الطيور ، وعندئذٍ تعاني الشعوب من سكان شواطئ أمريكا الجنوبية من حين إلى آخر مجاعات قاتلة بسبب ضعف الإنتاج ، أليست هذه آية دالة على أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ؟ يسوق هذا التيار بما فيه من أعشاب مغذية ، وتأتي هذه الأسماك بأرقام فلكية ، فتستهلك منها الطيور 3 ملايين طن في العام ، وهذه الأسماك هي طعمة الطيور ، والطيور لها مخلفات ، ومخلفاتها تعد من أرقى أنواع الأسمدة تصدر إلى مختلف أنحاء العالم ، فيكاد دخل هذه الشعوب ينحصر في مخلفات الطيور ، وهذا من بركات هذا التيار البارد الذي يأتي إلى شواطئ أمريكا الجنوبية .
الأستاذ عبد الحليم :
إذاً فضيلة الدكتور ، ما دمنا نتحدث عن تيار الخليج البحري ، أو تيارات البحار فلا بد من أن نسأل عن مكونات البحار ، ما يميز البحار عن الأنهار ؟ فهي ملوحة البحار ، نسأل عن هذا المكون فعلاً ؟
الأستاذ راتب :
يمكن أن نضيف إلى آيات الله الدالة على عظمته ملوحة البحار ، فهذا البحر يقول عنه العلماء : إن في كل لتر واحد من ماء البحر سبعةً وعشرين غراماً من الملح ، في كل لتر واحد من ماء البحر سبعةٌ وعشرون غرامًا من الملح ـ في العبارة الأولى قلت : إنّ ، فجاءت سبعةَ ، أما إذا جعلتها جملة اسمية فتأتي سبعةٌ وعشرون غرامًا من الملح ـ وإن العالم بأسره يستهلك في السنة ما يزيد على خمسين مليون طن من ملح البحر ، وإن نسبة الملح في مياه البحر تعادل ثلاثةً ونصفاً بالمئة من مجموع مياه البحر ، بل إن في الكم المكعب ، الكم مكعب ضلعه كم ، طولا ، وعرضًا ، وارتفاعًا ، بل إن في الكم المكعب من مياه البحر أربعةً وثلاثين مليون طن من الملح ، كمية كبيرة جداً .
بعض العلماء أجرى حساباً لطيفاً ودقيقاً ومدهشاً ، قال : لو استخرج ملح البحر وجفف ، ووضع على اليابسة ، على قارتها الخمس ، ولم نغادر مكاناً إلا فرشناه بملح هذا البحر المستخرج لبلغ ارتفاع الملح المجفف على سطح اليابسة كلها ، بكل قارتها ، وجبالها ، وسهولها ، ووديانها ، وأغوارها ، وها لبلغت سماكة الملح المستخرج من الملح ، والذي بسط على اليابسة لبلغت سماكته ثلاثةً وخمسين متراً .
الأستاذ عبد الحليم :
إنها كمية كبيرة جداً ، فضيلة دكتور ، قد يسأل سائل : مِن أين يأتي الملح ؟ نرى نحن الأمطار تأتي من السماء ، فنعلم أن الماء يأتي من السماء ، ولكن الملح من أين هذه الكمية الكبيرة ؟
الأستاذ راتب :
لا تزال نظرية وجود الملح في البحار نظرية مختلف فيها ، والعلماء في هذا الموضوع أدلوا بآراء متعددة ، لكن لا يزال الحسم غير موجود ، من أين جاءت هذه الكمية الكبرى من ملح البحار ؟ طبعاً ملح البحار هو كلور الصوديوم ، وكما قلت قبل قليل : إن في البحار من الملح ما يساوي أربعة ملايين ونصف ميل مكعب ، الميل غير الكم ، الميل ألف وستمئة متر ، إذا عددنا أن الميل المكعب هو مكعب ضلعه ألف وستمئة متر في ملح البحر ما يساوي أربعة ملايين ونصف ميلي مكعب من هذا الملح ، طبعاً هذه أرقام دقيقة جداً ، ومأخوذة من بحوث علمية رصينة ، من أين جاء هذا الملح ؟ وكيف وضع في البحر ؟ هناك نظريات كثيرة ، بعضها يقول : إن في قيعان البحار صخوراً ملحيةً تفتت ، وذابت في هذا الماء ، بعضهم يقول : إن السبب مياه الأنهار ، كل هذه النظريات التي تحاول أن تفسر ملوحة مياه البحر تجد الطريق مسدوداً ، لسبب بسيط هو أن في الأرض عدداً كبيراً من البحيرات العذبة ، فإذا كانت مياه الأنهار وحدها كافية لتمليح مياه البحار ، فلماذا بقيت هذه البحيرات الضخمة عذبة حلوة المذاق ، وهي أشبه ما تكون ببحار صغير ، مئات الملايين من السنين ، وتبقى عذبة ؟! إذاً هذا من تصميم الخالق ، كما قلت قبل قليل : إن نظرية ملوحة البحار لا تزال تتحرك في طريق مسدود ، فكلما وضع تفسير جاء تفسير آخر نقضه ، ذلك لأن الله عز وجل يقول :  وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا  ،  وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ  ، بل إن هناك آية حاسمة في هذا الموضوع :
( سورة الكهف الآية : 51 ) .
مثل هذه الموضوعات هي تكهنات لا أكثر ولا أقل ، ملوحة البحار يمكن أن يكون لها أهداف كبيرة ، من هذه الأهداف أن المياه إذا كانت عذبة وساكنة أصبحت المياه فيها آسنةً ، أما هذه الحركة الدائرة في مياه البحر ، وهذه الملوحة العالية جداً في مياه البحر ، تبقى مياه البحر سليمة تقية طاهرة غير متغيرة في بنيتها وتركيبها .
العجب العجاب أن الإنسان يركب البحر ، وقد يموت عطشاً وهو فوق كمٍ من المياه لا يتصورها العقل ، اليابسة كلها بقاراتها الخمس تساوي 20 % من سطح الأرض ، وفي البحار أعماق بعيدة جداً ، أعمق نقطة في مياه البحار هي خليج مريانا في المحيط الهادي العمق هناك يصل إلى 12 ألف متر ، أعلى نقطة على سطح الأرض قمم جبال هملايا ، وأخفض نقطة على سطح الأرض خليج مريانة في المحيط الهادي ، لو جئنا بكرة قطرها متر ، ومثلنا أعلى نقطة على هذه الكرة تساوي علو أعلى نقطة في الجبال ، ومثلنا أخفض نقطة في أعماق البحار لما كان الارتفاع والانخفاض يزيد على سم واحد ، وهذا من آيات الله الدالة على عظمته ، ثم إن الله عز وجل يدفعنا إلى أن نفكر ، قال :
( سورة الواقعة ) .
والبحر مالح ، لكن الإنسان بحاجة إلى ماء عذب ، فمن جعل هذا الماء المالح الذي كان أجاجاً جعله عذباً فراتاً ؟
بلغني أن معامل تحلية المياه في بعض البلاد العربية تزيد كلفة اللتر الواحد على ثمن البنزين ، فأنت حينما تجد ماءً عذباً فراتاً سائغاً للشاربين هذه نعمة لا تعد ولا تحصى ، لأن الله يقول كما قلت قبل قليل :أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ، ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ .
الأستاذ عبد الحليم :
إذاً آيةً أخرى ، هذه البحار ما كان لها أن تكون لولا الله سبحانه وتعالى ، حينما خلق الأرض جعل لها أحواضاً كبيرة ، إذا أراد الإنسان أن يقف أمام عظمة الله سبحانه وتعالى فهذا الكون أمامه بأرضه وسمائه وبحاره .
النجم الثاقب
( سورة الذاريات ) .

السماء ، البرزخ ، النحل ، الأرض ، ظلمات الفضاء ، الكون ، النمل ، الكواكب ، دقة الإنسان .
التفكر في الخلق والكون
التفكر في الخلق والكون حوارات مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي من علماء دمشق يجريها عبد الحليم قباني .
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ عبد الحليم :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
إخوة الإيمان والإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
علم الفلك أو علم الهيئة كما أسماه العرب علم قديم جداً ، يرجع إلى آلاف السنين ، هدفه دراسة الكواكب والنجوم والمجرات ، إلا أنه لم يصبح علماً بالمعنى المتعارف عليه إلا منذ القرن السابع عشر مع اختراع المرصد ، فقد تقدم علم الفلك تقدماً كبيراً في القرنين التاسع عشر والعشرين مع مكتشفات الكيمياء والفيزياء الحديثة .
أما علم الكون فهدفه دراسة نشأة وتركيب وتطور الكون ككل ، وفي القرآن الكريم نجد مئات الآيات الكريمة التي تتعلق بعلم الكون والفلك ، وهذه الآيات إن درست بصورة منهجية تشكل ما نسميه علم الكون ، والفلك القرآني .
في هذه الحلقة سندور حول تفسير آية قرآنية كريمة .
يقول الله سبحانه وتعالى :
( سورة الرحمن ) .
معنا اليوم الدكتور محمد راتب النابلسي ، أهلاً وسهلاً بكم ، المحاضر والأستاذ في جامعة دمشق ، والخطيب والمدرس الديني في مساجد دمشق .
فضيلة الدكتور ، هذه الآية الكريمة إن أردنا تفسيرها تفسيراً منهجيًّا فماذا علينا أن نفعل ؟
الأستاذ راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أستاذ عبد الحليم ـ ً ـ أردت أن نفسر هذه الآية ، ولكن لا بد لها من تمهيد ، فالباحث في العلم يوقن يقيناً قطعياً ، والمتأمل في الكون يشعر شعوراً حقيقياً حينما يقرأ آيات القرآن المتعلقة بخلق الأكوان والإنسان ، يوقن ويشعر بكل خلية في جسمه ، وبكل قطرة في دمه ، أن هذا القرآن كلام الله ، المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه مستحيل وألف ألف مستحيل أن يأتي به بشر ، فرادا ومجتمعين ، من خلال المؤتمرات العالمية التي عقدت في عواصم متعددة في أنحاء العالم الإسلامي حول الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة يتضح أن أبحاثاً علمية جادةً ورصينة قام بها علماء ليسوا مسلمين ، ولا تعنيهم آيات القرآن الكريم ، استغرقت عشرات السنين ، وكلفت ملايين الملايين ، تأتي نتائج بحوثهم مطابقة مطابقةً عفويةً وتامةً من دون تكلف ولا تعنت ، ومن دون تأويل بعيدٍ عن الآية ، أو تعديل مفتعل لحقيقة علمية تأتي نتائج بحوثهم تلك مطابقة لآية أو لكلمة في آية ، بل لحرف واحد في آية ، وهذا مصداق قول الله عز وجل
( سورة فصلت ) .
الأستاذ عبد الحليم :
إذاً بعد هذه السنين ، وبعد هذا التقدم العلمي يرجعون إلى القرآن الكريم ، ويكتشفون أن القرآن الكريم فيه الآيات الدالة على ما هو في هذا الكون .
الأستاذ راتب :
تطابق تام وعفوي بين حقيقة مقطوع بها ، وبين المعنى القطعي لآية ، كلامي دقيق ، بين المعنى القطعي لآية ، وليس المعنى الظني ، وبين حقيقة علمية مقطوع بها ، وينبغي أن يأتي هذا التوافق تاماً وعفوياً حتى يكون موضوع إعجاز علمي في الكتاب والسنة .
مثلاً : في الواحد والثلاثين من شهر تشرين الأول من عام 1990 عرضت إحدى أقوى وكالات الفضاء في العالم من خلال مرصد عملاق موجود في الفضاء الخارجي ، عبر موقعها المعلوماتي صورة لا يشك الناظر إليها لحظة واحدةً أنها وردة جورية ، فهي وردة جورية بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، ذات أوراق حمراء قانية ، وذات وريقات خضراء زاهية ، وفي الوسط كأس أزرق اللون ، أما حقيقة هذه الصورة فشيء لا يصدق ، إنها ليست وردةً جورية كما يتوهما الناظر ، إنها صورة جاءتنا من مرصد عملاق كبير في الفضاء الخارجي لنجم يبعد عنا 3000 سنة ضوئية ، اسمه عين القط ، هذا النجم حصل فيه انفجار ، فكانت هذه الصورة صورةً لهذا الانفجار ، ولكن ما علاقة هذا بالقرآن الكريم ، بل وما علاقة هذا بتلك الآية الكريمة التي تفضلت ، وسألت عن تفسيرها الديني والعلمي في وقت واحد ، إن هذا الانفجار الكبير لنجم عين القط الذي يبعد عنا 3000 سنة ضوئي هو ما تعنيه هذه الآية الكريمة بكل تفاصيلها .
بل إن قارئ القرآن لو عاد إلى تفاسيره كلها ، وقرأ ما كتبه العلماء الأجلاء عن هذه الآية ، أنا أشعر أن كل تفسيراتهم لا تشفي الغليل ، لكن هذه الصورة وحدها لو ألقيت النظر إليها لكانت أدق تفسير لهذه الآية ، هذه الآية .
( سورة الرحمن ) .
كنت أتمنى أن يكون هذا البرنامج مرئياً لأعرض على الإخوة المشاهدين هذه الصورة ، لقد عرضتها في التلفزيون العربي السوري في ندوة طويلة ، وعرضت دقائق هذه الصورة على كلٍ هذه الصورة هي وردة جورية ـ الصورة تعطي هنا انطباعاً أكبر ـ بكل معاني هذه الكلمة ، ولن تجد تفسيراً في كتاب الله يشفي غليلك إلا هذه الصورة .
أنا كنت من قبل تحدثت عن النمل ، وذكرت في خلال الندوة السابقة أن هذا البحث العلمي عن النمل هو أدق تفسير لقوله تعالى :
( سورة الأنعام الآية : 38 ) .

تحدثنا عن طبيعة النمل ، وعن علاقة النمل ، وعن النظام ، وعن التعاون ، وعن البيوت ، وعن جلب المواد الغذائية ، وعن وعن ، تجد أمام مجتمع بالغ التعقيد ، بالغ الانضباط ، كل هذه الحقائق تنضوي تحت قوله تعالى :
( سورة الأنعام الآية : 38 ) .
أحياناً تجد بحثاً علمياً هو أدق تفسير لآية ، وقد تجد صورة هي أدق تفسير لآية ، هذا ما دفع الإمام علي كرم الله وجهه أن يقول : " في القرآن آيات لما تفسر بعد " .
هذه الآية :  فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ * فَبِأَيِّ ءَالَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ  ، ماذا ورد في التفاسير ؟
ورد في تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى :  فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ  ، أي تذوب كما يذوب الدهن .
وفي قول آخر :  وَرْدَةً كَالدِّهَانِ  ، هو الأيدم الأحمر ؛ الجلد الأحمر .
وفي قول ابن عباس :  فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ  ، كالفرس الوردي .
وقال الحسن البصري : " تكون ألواناً " .
وقال مجاهد :  كَالدِّهَانِ  ، كألوان الدهان .
هذه التفاسير ، لكني جئت بهذه التفاسير لأؤكد لك أن هذه التفاسير لا تفشي الغليل ، بل هذه الصورة التي اكتشفت حديثاً عن انفجار حصل في نجم عين القط هي التي توضح هذه الحقيقة .
يقول الإمام القرطبي :  فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ  ، قال : صارت في صفاء الدهن ولمعانه ، وكانت حمراء .
وفي قول سعيد بن جبير : " وتصير في حمرة الورد وجريان الدهن ، وقيل الدهان الجلد الأحمر الصرف ، أي تصير السماء حمراء كالأيدم لشدة حر النار " الأستاذ عبد الحليم :
إذاً هذه الصورة وصلتنا عبر المرصد والتلسكوبات ، والتصوير الخارجي من الفضاء الخارجي ، وأعطت نفس الصورة التي أعطانا إياها القرآن الكريم في هذه الآية الكريمة ، وإن أردنا أن نأتي على آية أخرى في كتاب الله عز وجل ، قال الله تعالى :
( سورة الطارق ) .

هنا هذه الآية تحدثنا أيضاً عن نجم نريد أن نعلم ما هو هذا النجم ، وما تفسير هذه الآية ؟
الأستاذ راتب :
أستاذ عبد الحليم ، ً ، إن علماء التفاسير وقفوا وقفات متأنية عند تفسير النجم الثاقب ، حتى استقر رأيهم على أن هذا النجم ضوءه شديد ثاقب ، يخترق طبقات الجو ، ولم يتحدثوا إطلاقاً عن كلمة الطارق ، الثاقب شيء شديد قوي متين يثقب ، ففهموا هذه الآية على أنه الضوء الشديد الذي يثقب طبقات الظلام ، أما قوله تعالى :
( سورة النجم ) .
هذا النجم غير الشهاب الذي يسقط ، وقد ذكر الله عز وجل الشهاب في آيات كثيرة ،
( سورة الصافات ) .
وقال عز وجل :
( سورة الجن ) .
إذاً :  وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ  ، النجم الطارق ، والنجم الثاقب ، وكأن العلماء الأجلاء تجاوزا كلمة الطارق ، ووقفوا عند الثاقب ، ورأوا أن أقرب المعاني إلى كلمة ثاقب أنه ضوء شديد يخترق ، ويثقب طبقات الظلام المتراكمة ، الموضوع معقد جداً ، ولكن على سبيل التبسيط ، حينما تكبر النجوم تنكمش ، وتزول الفراغات البينية من ذراتها ، إلى أن تصبح بحجم صغير جداً ، هل تصدق أن الأرض إذا ضغطت ، وأزيلت الفراغات البينية بين ذراتها أصبحت بحجم البيضة ، وبالوزن نفسه ، هذا من قوانين الفلك ، النجم إذا تقدم في العمر ، وبلغ مراحل متقدمة جداً من عمره المديد تخف الفراغات البينية بين أجزائه ، فيصغر ، ويكون بالحجم نفسه ، فهي كرة ككرة القدم ، يمكن أن تكون الأرض كرة ككرة القدم ، ويمكن أن تكون الكرة أيضاً كالبيضة ، هذه النجوم النيترونية المنكمشة يعدل وزنها خمسين ألف بليون من الأطنان ، فإذا وضعت هذه الكرة على الأرض ثقبتها ، ووصلت إلى طرفها الآخر ، كما لو أتيت بقطن أو سائل هولاني ، ووضعت فيه كرة حديد فإنها تسقط إلى الأسفل فوراً ، هذا هو النجم الثاقب ـ لثقله وكبر حجمه ـ النيتروني الذي ضغط حتى أصبح بحجم الكرة ، وله وزن يعدل وزن الأرض ، لو أن الأرض شاخت ، أي بلغت الشيخوخة ، فإنها تصبح بحجم البيضة وبالوزن نفسه ، ووزن الأرض هو هو لكنه يصبح بحجم البيضة ، هذا هو النجم الثاقب ، كما يراه بعض العلماء ، والقرآن كما أقول دائماً حمال أوجه .
هناك تلسكوبات لاسلكية تتلقى ومضات لاسلكية من هذه النجوم ، بنبضات نوبية ، وكأن هذا النجم الذي سماه القرآن نجماً طارقاً من الطرق ، طرق الباب ، يطرق أبواب الفضاء حيث يتزايد تواتر نبضات النوبية في شبابه ، وتقلّ هذه النبضات في شيخوخته ، ونعرف من خلال تواتر هذه الومضات التي تأتي عن طريق التلسكوبات اللاسلكية ، نعرف عمر هذا النجم ، فنجم يطرق ، ونجم يثقب ، وهذا شيء من أحدث البحوث الفلكية ، نجم يطرق بومضات لاسلكية ، ونجم يثقب ، قال تعالى :  وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ  ، فهذا قسم ، فأين جواب القسم ؟ قال تعالى :
( سورة الطارق ) .
هذا الإنسان الجاهل الذي يتوهم أن هذا الإنسان خلق سدىً ، ولن يُحاسَب ، قد يبني مجده على أنقاض الآخرين ، قد يبني حياته على قتلهم ، قد يبني أمنه على خوفهم ، قد يبني غناه على فقرهم ، هذا إنسان جاهل ، فالله عز وجل يلفت نظرنا إلى هذا النجم العملاق الذي هو بحجم الكرة ، وبوزن الأرض ، وأن هذا النجم الذي يطرق أبواب الفضاء الخارجي الأول هو النجم الطارق ، والثاني هو النجم الثاقب ، فجواب القسم :  إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ  ، فكل حركات الإنسان ، وكل سكناته ، وكل أقواله ، وكل أفعاله ، وكل بواعثه ، وكل أهدافه ، وكل آماله ، وكل ما يخفيه عن الناس يحفظه الله له ، وسيحاسبه عليه لأن الذي خلق النجم الثاقب ، والنجم الطارق ، والنجم إذا هوى ، هو الذي سيحاسب الإنسان على عمله ، قال تعالى :  وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ  ، لم يغب عن علمه نجم في السماء ، ولن يغيب عن علمه أيضاً ظلم في الأرض .
ثمة آيةٌ في سورة وردت في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم يقول تعالى :
( سورة المطففين ) .
شيء يلفت النظر ، أن سياق الجزء الأخير كله آيات كونية ، من دون استثناء .
( سورة النبأ ) .
 وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ  ،  وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى  .
( سورة الفجر ) .
إلا هذه السورة ، وكأنها تبدو مقحمةً في سياق كوني ،  وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ  ، من أروع ما قرأت حول سر هذا الإقحام أن الله يذكر الإنسان أنك تصاب بالويل ، أو أنك هالك أيها الإنسان ، أيها الإنسان إنك هالك إذا طففت في حق إنسان ، أي بخست حقه ، فكيف إذا طففت أو بخست حق خالق الأكوان ، من باب أولى .
الأستاذ عبد الحليم :
إذاً فضيلة الدكتور ، في هذه الحلقة كشفنا عن معانٍ كثيرة ، فهذا القرآن كلام الله ، وإنه معجزة مستمرة إلى نهاية الكون منذ سنين بسيطة وعديدة علمنا تفسير هذه الآية الكريمة :  فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ،  وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ  .
إذاً ، الآن تأتينا هذه التفسيرات بعد رؤية التليسكوبات الاسلكية ، وهذه الومضات اللاسلكية التي نتلقاها من هذه النجوم .
نشكرك في نهاية هذه الحلقة ، وإلى حلقة قادمة أيها الإخوة والأخوات مع هذا البرنامج ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم (التفكر في الخلق والكون)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم(المقدمة الثانية)
» اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية)
» اغرب اعجاز علمي في القران الكريم (المقدمة الأولى )
» اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية)
» بحث علمي عن اعجاز القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: