ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية) Empty
مُساهمةموضوع: اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية)   اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية) Emptyالأربعاء أكتوبر 14, 2009 9:24 am

البعوضة - النمل
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلِّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
إخوة الإيمان والإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، معنا اليوم فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، أهلاً وسهلاً بكم .
أيها الإخوة ، في هذه الحلقة من برنامج الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة نتحدث عن مخلوق صغير ، وهو النمل ، ومخلوق آخر وهو البعوضة ، لقد جعل الله عز وجل لحكمة أرادها في كل صفة مادية في الإنسان حيوان يفوقه بها ، إلا أن الإنسان كرّمه الله بالعقل والمعرفة والإيمان ، وبهاتين الصفتين يتفوق على بقية مخلوقاته .
يا من يرى مدّ البعوض جناحها في ظلمة الليـل البهيم الأليل
ويرى مناط عقولها في نـحرها والمـخ في تلك العظام النحّل
امنُنْ عليّ بتوبة تمحو بها مــا كان مني في الزمـان الأول
فضيلة الدكتور ، دعنا نتعرف على البعوضة وخصائصها ، وكيف تعيش .
الأستاذ :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أستاذ عبد الحليم ، ً ، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم :
(سورة البقرة)
أعتقد أنه ما من مخلوق أهون على الإنسان من بعوضة ، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول في حديثه ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ ماء )) .
(سنن الترمذي)

مخلوق هيّن على الإنسان ، قد يقتل الإنسان بعوضة ، ولا يشعر أنه قتل شيئاً ، هوانها على الإنسان لا حدود له ، ومع ذلك ففي هذه البعوضة من الآيات الدالة على عظمته الشيء الكثير ، كيف لا وقد ذكرت في القرآن الكريم !
هناك ملاحظة دقيقة ، عدد الآيات الكونية الدالة على عظمة الله لو أنك قلت : مليار مليار مَليار إلى نهاية الحياة لا تنتهي ، لكن الله اختار لنا من هذا العدد اللامتناهي عددًا محدودًا في القرآن ، ألف وثلاثمئة آية تتحدث عن الكون ، فأنت حينما تقرأ آية فيها أمر ، فهذا الأمر يقتضي أن تأتمر ، وحينما تقرأ آية فيها نهي فهذا النهي يقتضي أن تنتهي ، الآن حينما تقرأ آية كونية يقتضي هذا أن تفكر في هذه الآية ، وكأن هذه الآيات الكونية المتعلقة بالسماوات والأرض ، وبخلق الإنسان ، وخلق الحيوان والنبات هي رؤوس موضوعات للتفكر ، فيكفيني أن يذكر الله في قرآنه البعوضة ، إذاً هي آية كبيرة على صغر شأنها وحقارة مكانتها عند الإنسان .
المذيع :
ضرب فيها المثل لصغر حجمها وشأنها ، ولكن هناك أمور عظيمة ذكرتموها في هذا الكتاب .
الأستاذ :
لكن يقول الله عز وجل بعد قليل :
لمَ هذا المثل ، وما قيمته ؟ البعوضة في رأسها مئة عين بالتمام والكمال ، طبعاً هذا كله عُرِضَ على مجاهر إلكترونية ، وأنا أجريت ندوة في سوريا ، وعرضت هذه الصور ، صور مكبرة ، في رأسها مئة عين ، وثمان وأربعون سناً ، ولها ثلاثة قلوب في صدرها ، قلب مركزي ، وقلب في كل جناح ، وفي كل قلب أذينان وبطينان ودسامان ، أما البعوضة فتملك جهازاً لا تملكه الطائرات ، إنها لا ترى الأشياء لا بشكلها ، ولا بلونها ، ولا بحجمها ، ولكنها تراها بحرارتها فقط ، عندها جهاز استقبال حراري لا تملكه أدق الطائرات ، لذلك هذا الجهاز حساسيته واحد على ألف من الدرجة المئوية ، إذا ارتفعت الحرارة واحدًا على ألف يبدو أمام عينها ظاهراً ! وفي غرفة مظلمة في الليل ينام طفلان على سرير ، لا ترى في هذه الغرفة إلا الطفلين ، تتجه إلى أحدهما ، هذا الجهاز نسميه تجاوزاً جهاز رادار ، أما الاسم الأدق فهو جهاز استقبال حراري ، يستقبل الصور بحرارتها ، تتجه إلى جبين هذا الطفل ، وما كل دم يناسبها ، قد ينام طفلان على سرير واحد ، يستيقظ الأول ، وقد ملئ بلسع البعوض ، والثاني لم يُلسع لسعة واحدة ، إنها تحلل الدم ، تختار من بعض الدماء ما يناسبها ، ففضلاً عن جهاز الاستقبال الحراري وجهاز الرادار هناك جهاز تحليل دم ، إنها إن وقعت على طفل ، وخافت أن يقتلها عن انتبه ، لا بد من تخديره ، معها جهاز تخدير ، والإنسان حينما يتوهم أنه قتلها هي في الجو ، أطلق يده بعد أن انتهى تأثير المخدر ، فمعها جهاز رادار ، وجهاز استقبال حراري ، وجهاز تحليل دم ، وجهاز تخدير ، لأن خرطومها دقيق جداً ، والدم اللزج قد لا يمر في خرطومها ، فلا بد من تمييع الدم ، فمعها جهاز رادار ، وتخدير ، وتمييع ، أما خرطوم هذه البعوضة فشيء لا يكاد يصدق ، خرطومها فيه ست سكاكين ، أربع سكاكين تحدث جرحاً مربعاً ، ولا بد لهذه السكاكين من أن تصل إلى وعاء دموي كي تمتص الدم ، وسكينان آخران يلتئمان على شكل أنبوب ضمن الأربع سكاكين ، فست سكاكين ، أربعة لإحداث جرح ، وسكينان لامتصاص الدم ، هذا بخرطومها الدقيق ، طبعاً هذا الكلام متى عرف ؟ بعد أن اخترع المجهر الإلكتروني ، وهو يكبر أربعين ألف مرة ، أنا حينما أشتري مكبر من السوق هذا يكبر ثمانية مرات ، أنواع العالية جداً عشر مرات ، بينما الإلكتروني قد يصل التكبير إلى أربعين ألف مرة .
المذيع :
وحتى نرى هذه الدقة بالوصف مئة عين ، فالبعوضة نراها بشكلها ، وهي صغيرة جداً ، فكيف نرى هذه الأعين أو القلوب ، وما شابه ذلك ؟
الأستاذ :
عيون مئة ، ثمان وأربعون سنًّا أسنان قلوب ثلاثة أسنان جهاز استقبال حراري أسنان جهاز تحليل ، جهاز تخدير ، جهاز تمييع ، الآن إذا وقفتْ على سطح أملس كيف تقف ؟ عندها محاجم على أساس ضغط الهواء ، أنت حينما تريد أن تعلق مشجبًا في حمام معتنى به جداً ، وتخاف أن تثقب هذا البلاط الراقي تأتي بمشجب على أساس الضغط ، تفريغ الهواء يجعل المشجب يلصق بالبلاط ، فعندها محاجم تمكنها من الوقوف على سطح أملس بمحاجمها ، فإذا كان السطح خشناً تقف بمخالبها ، والبعوضة يرف جناحاها بعدد كبير جداً ، يبلغ درجة الطنين ، بعضهم قال : آلاف المرات في الثانية الواحدة ‍! ثم إن هذه البعوضة تشم رائحة عرق الإنسان من ستين كيلو مترًا تقريباً ، فهذه هي بعوضة ، الله عز وجل يقول :
هذا من آيات الله الدالة على عظمته ، وأنا حينما أذكر آية كونية في خلق الله في مخلوقاته ، في الحيوان ، والنبات ، في الإنسان ، أتابع وأقول :
وقد تظهر أبحاث وأبحاث حول البعوضة ، قد لا نصدق بعضها ، لكنها حقيقة علمية ، الله عز وجل خلق هذا الكون من أجل أن نعرفه بدليل ، الله عز وجل يقول :
(سورة الطلاق)
المذيع :
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم البعوضة ، وضرب بها مثلاً ، ولكن الآن سورة بأكملها سميت باسم النمل ، فطبعاً هناك شأن لهذه النملة ، فما هو شأنها ، وكيف تعمل ؟
الأستاذ :
يوجد تقديم لهذا الموضوع دقيق ، الحقيقة أن النمل من أرقى الحشرات الاجتماعية ، ففي مجتمع النمل انضباط لا يصدق ، اختصاص لا يصدق ، قد يعجب الإنسان ، هناك تساؤل : مجتمع البشر فيه تقصير وتسيّب ، وانحرافات وجرائم ، وقتل ، ومجتمع النمل كماله يكاد لا يصدق ، ما تفسير ذلك ؟
الجواب سهل جداً : نظام البشر بأمر تكليفي ، ونظام النمل بأمر تكويني ! معنى ذلك أن بالأمر التكليفي لك أن تخالف ، كما لو وُضعت لافتة مكتوب عليها " ممنوع المرور " على أول طريق ، وهذا ليس معناه أنك لا تستطيع أن تخالف ، لكن إذا خالفت تعاقب فقط ، أما لو وضعنا أربعة مكعبات إسمنتية في أول الطريق لا تستطيع أن تمشي في هذا الطريق ، هذا أمر تكويني ، فنظام النمل المعقد انضباطه الشديد بأمر تكويني ، بينما نظام الإنسان بأمر تكليفي ، لذلك ترى في المجتمع الإنساني تفلتًا وتسيّبًا ، لكن هناك تكليف ، وهناك جزاء وعقاب ، وجنة ونار ، أما مجتمع النمل فمجتمع راقٍ جداً ، ولكن بأمر تكويني ، ليس هناك تكليف ، وليس هناك ثواب ولا عقاب .
أستاذ عبد الحليم ، النملة حشرة اجتماعية راقية جداً ، موجودة في كل مكان ، وفي كل وقت ، بل إن أنواع النمل تزيد على تسعة آلاف نوع ! بعضه يحيا حياة مستقرة في مساكن محكمة ، وبعضها يحيا حياة الترحال كالبدو تماماً ، بعض أنواع النمل يكسب قوته بجهده وسعيه ، وبعضه يكسبه بالغدر والسيطرة ، والنمل حشرة ذات طبع اجتماعي ، فإنها إذا عزلت عن أخواتها ماتت ، ولو توافرت لها كل مقومات الحياة ، من غذاء جيد ، ومكان جيد ، وظروف جيدة ، فهي كالإنسان إذا عزلته في مكان بعيد عن الضوء والصوت ، والساعة والزمن ، والليل والنهار ، عشرون يوماً اختل توازنه .
المذيع :
فضيلة الدكتور ، سميت سورة في القرآن الكريم باسم النمل ، وذلك لعلو شأنها أو لضرب مثل للإنسان ، ولكن هناك سؤال ، وإن كان فقهيًّا أكثر من أن يختص بالإعجاز العلمي ، البعض يستصغر هذه الحشرة ، ويقتلها ، فما شأن هذا الإنسان ؟
الأستاذ :
اللهُ نهي عن قتلها ، لأنها حينما قالت نملة :
(سورة النمل)
استنبط العلماء أن الإنسان المؤمن لا يقتل نملة ، وهو يشعر ، فإذا قتلها يقتلها ، وهو لا يشعر ، فلذلك منهي عن قتل النمل ، هذه النملة تعلم الإنسان درساً بليغاً في التعاون ، أودع الله في جهازها الهضمي جهاز ضخ وجهاز مص ، فإن كانت شبعى وأختها جائعة تستخدم جهاز الضخ ، وتعطيها من عصارتها الهضمية ، فهي تعطي وتأخذ ، الإنسان عنده جهاز مص فقط ، بل أنا أرى البشر على نوعين ، نوع قدوته الأنبياء ، جاءوا الحياة فأعطوا ، ولم يأخذوا ، ونوع قدوته الأقوياء ، أخذوا ولم يعطوا ، وبعض الناس يأخذ ويعطي ، ولكن قمم الأنبياء أعطت ، ولم تأخذ ، والطغاة أخذوا ولم يعطوا ، بينما معظم البشر يأخذون ويعطون ، فالذي قدوته نبي كريم يغلب عليه العطاء ، والذي كان قدوته قوياً جباراً في الأرض يغلب عليه الأخذ ، لكن المؤمن يأخذ ويعطي .
إذا التقت نملة جائعة بشبعى تعطي النملة الشبعى خلاصات غذائية من جسمها ، للنمل ملكة كبيرة الحجم ، مهمتها وضع البيض ، وإعطاء التوجيهات ، ولها مكان أمين في مساكن النمل ، وهي على اتصال دائم بكل أفراد المملكة ، والإناث العاملات لها مهمات متنوعة ، من هذه المهمات تربية الصغار ، وهذا يشبه قطاع التعليم ، وفي النمل عساكر لها حجم أكبر ، ورأس صلب ، كأن عليه خوذة ، وهذا يشبه قطاع الجيش في حراسة الملكة ، والأمن ، ورد العدوان ، ومن مهمات العاملات تنظيف المساكن والممرات ، وهذا يشبه قطاع البلديات ، ومن مهمات العاملات سحب جثث الموتى من المساكن ، ودفنها في الأرض ، وهذا يشبه مكاتب دفن الموتى ، ومن مهمات العاملات جلب الغذاء من خارج المملكة ، وهذا يشبه قطاع المستوردين ، ومن مهمات العاملات زرع الفطريات ، وهذا يشبه قطاع الزراعة ، ومن مهمات العاملات تربية حشرات تعيش النمل على رحيقها ، وهذا يشبه قطاع تربية المواشي .
يبني النمل المدن ، ويشق الطرقات ، ويحفر الأنفاق ، ويخزن الطعام في مخازن وصوامع ، وبعض أنواع النمل يقيم الحدائق ، ويزرع النباتات ، وبعض أنواع النمل يقيم حروباً على قبائل أخرى ، فيأخذ الأسرى من ضعاف النمل المخزون ، الآن لندقق في هذه الآية :
(سورة الأنعام)

واللهِ ـ أستاذ عبد الحليم ـ لو قرأنا كل التفاسير لا تجد تفسيراً لهذه الآية أقوى من هذا البحث العلمي :
أرأيت إلى مهمات النمل ، نمل الذي يعيش على العدوان ، ونمل على الكسب الشريف ، ونمل يقوم بتربية المواشي بزراعة بعض المزروعات ، ونمل يستورد ، ونمل يربي ، ونمل يخطط ، ونمل يحرث .
المذيع :
هناك مهمات كثيرة يتطلع بها النمل ، وكأنه أشبه بالإنسان ومجتمعه ، لذلك لا بد له من إدراك معين كي يبني هذه المدن والمساكن ، وله عدة قطاعات كما ذكرتم .
الأستاذ :
لقد أثبت الله جل جلاله من خلال هذه الآية الكلام للنمل نوعاً من المعرفة ، للنملة مخ صغير ، وخلايا عصبية ، وأعصاب لتقدير المعلومات ، وخرائط كي تهتدي بها إلى مواقع الغذاء ومساكنها ، وإن النملة تملك نوعاً من التصرف العقلاني ، وهي من أذكى الحشرات ، وهي ترى بموجات ضوئية لا يراها الإنسان ، ولغة النمل كيماوية ، لها وظيفتان ، التواصل والإنذار ، فلو سحقت نملة فإن رائحة تصدر عنها تستغيث بها النملات ، وتحذرها من الاقتراب من المجزرة ، ولا تستطيع نملة دخول مسكنها إلا إذا بيّنت كلمة السر ، وهي تبدّل من حين إلى آخر .
وللنملة جهاز هضم مدهش ، فيه فم ومريء ، ومعدة وأمعاء ، وجهاز مص وجهاز ضخ .
الإمام علي كرم الله وجهه يقول : " انظروا إلى النملة لصغر جثتها ، ولطافة هيئتها ، لا تكاد تنال بلحظ البصر ، ولا بمستدرك الفكر ، كيف دبت على أرضها ، وصبت على رزقها ، تنقل الحبة إلى حجرها ، وتعدها في مستقرها ، تجمع من حرها لبردها ، وفي وردها لصدرها ، مكفولة برزقها ، مرزوقة بوسقها ، لا يغفلها المنان ، ولا يحرمها الديان ، ولو فكرت في مجاري أكلها ، في علوها وسفلها ، وما في الجوف من شراسيف بطنها ، وما في الرأس من عينها وأذنها ، لقضيت من خلقها عجباً ، وللقيت من وصفها تعباً ، فتعالى الله الذي أقامها على قوائمها ، وبناها على دعائمها ، لم يشركه في فطرتها فاطر ، ولم يُعِنه على خلقها قادر ، لا إله إلا هو ، ولا مع معبود سواه " ، هذا كلام سيدنا علي .
يوجد قول آخر ، يقول الإمام الجليل : الشرك أخفى من دبيب النملة السمراء على الصخرة الصماء ، في الليلة الظلماء ، على كل هذه آيات دالة على عظمة الله عز وجل ، أثبت الله للنملة الكلام والمعرفة .
في بحث آخر قرأته عن النمل أنّ النملة إذا أوشكت أن تموت ترسل لأخواتها بشارة أن تعالوا فادفنوني ، جاء عالم من علماء النمل فأخذ هذه الرائحة ، ووضعها على نملة صحيحة قوية متينة ، فجاءت النملات ، ودفنوها ، معهم نص ، هؤلاء نصيُّون ، متفقون على هذه الرائحة ، مع أنها تحيا حياة طيبة ، وترزق لكنها دُفنت ، جاء نص فنُفِّذ هذا الأمر .
المذيع :
نُفِّذَ الحكم فيها كما ذكر ، في هذه الحلقة لخصنا البعوضة ووظائفها وحياتها ، وكما ذكر في الآية الدالة على عظمة الله سبحانه وتعالى :
وكما ذكرنا سورة بأكملها تحت اسم النمل ، فتحدثنا عن مجتمع النمل ومهماته في هذه الحلقة ، إن شاء الله نعد المستمعين في حلقات قادمة بالحديث عن الإعجاز العلمي في كافة مخلوقات الله سبحانه وتعالى ، نشكركم فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي .
أيها الإخوة ، إلى حلقة قادمة ، نستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
النحل
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
إخوة الإيمان والإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، مع برنامج الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة ، معنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، الأستاذ المحاضر في كلية التربية بجامعة دمشق ، والخطيب والمدرس الديني في جوامع دمشق ، أهلاً وسهلاً بكم .
لقد بثّ الله سبحانه وتعال في الأرض آيات للموقنين ، فحيثما نظرت ، وأينما ذهبت في حركاتك وسكناتك ، وبيتك وحقلك ، وفي دكانك أو معملك ، إذا مشيت على الأرض ، أو ركبت البحر ، أو الطائرة فإن الآية الكونية هي معك في كل مكان تدل على عظمة الخالق ، في هذه الحلقة ، واستكمالاً لهذه السلسلة التي نتحدث فيها عن عظمة الخالق في الإعجاز العلمي ، واستكمالاً لحديثنا عن الحشرات والحيوانات ، النحل آية عظمى ، نتحدث عنها إن شاء الله .
الأستاذ :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
إن النحل آية من آيات الله الباهرة الدالة على عظمته ، قال تعالى :
(سورة النحل)
تكلمت في الحلقة السابقة أن الآيات الكونية لا تعد ولا تحصى ، ولكننا إذا بقينا في المنهج ، أي في الآيات التي وردت في القرآن الكريم نكون قد توخينا الموضوعات الأولى في موضوعات الآيات الكونية الدالة على عظمته تعالى .
أول شيء يلفت النظر أن هذه الياء :  أَنِ اتَّخِذَي  هي ياء المؤنثة المخاطبة ، وكأن الآية منصبة على الإناث حصراً دون الذكور ، قال تعالى :
(سورة النحل)
إن أردت التفكر فهذه آية مناسبة للتفكر ، إن النحلة هي الحشرة الوحيدة التي تستطيع تخزين رحيق الأزهار من أجل الغذاء ، وهي فضلاً عن بناء عن خلاياها وتصنيعها للشمع والعسل فهي تقوم بعمل جليل ، وهو تلقيح الأزهار ، يغيب عن معظم الناس أن هذه الحشرة لها فائدة كبيرة جداً في تلقيح النباتات ، لكننا نتصور أنها من أجل صنع العسل فقط ، صنع العسل أحد وظائفها ، ومن دون تدخل النحل فإن عدداً كبيراً من النباتات لا يثمر ، والنحل من الخلايا ذات النظام الاجتماعي الدقيق المحكم ، النحل والنمل من أرقى الحشرات الاجتماعية ، طبعاً في خلقها ، وعملها ، ودقائق صنعها إعجاز ، ولكننا قد نلتفت في هذا الموضوع إلى النظام الاجتماعي الذي تخضع له النحلات ، طبعاً هذا النظام الاجتماعي تعجز عن تقليده أرقى المجتمعات البشرية ، لكن ذكرت في لقاء سابق أن هذا النظام الاجتماعي البالغ التعقيد ليس أمراً تكليفياً من الله كما هي حال البشر ، بل هو أمر تكويني من صنع الله وحده .
الغريزة في الحيوان عمل معقد جداً ، ولكن ليس كسبياً ، إنه عمل وهبي ، كما يقولون ، تزور النحلة ما يزيد على ألف زهرة لكي تحصل على قطرة من الرحيق !
أستاذ عبد الحليم ، من أجل توفير الوقت والجهد حينما تقع النحلة على زهرة ، وتمتص رحيقها تترك علامة أن هذه الزهرة مصّ رحيقها لتوفر على أخواتها وقتاً وجهداً في مص رحيق زهرة قد مصّ رحيقها ، وتحتاج القطرة الواحدة من الرحيق إلى أن تحط النحلة على ألف زهرة أو أكثر ، ومن اجل أنتجمع النحلة مئة غرام من الرحيق تحتاج إلى مليون زهرة ، ومن أجل أن تصنع نحلة واحدة كيلو عسل تحتاج لن تطير مائة ألف كيلو متر ، تدور حول الأرض عشر مرات ! لو أننا كلفنا نحلة واحدة أن تصنع كيلو من العسل لاحتاجت إلى أن تطير أربعمئة ألف كيلو متر ، أي ما يعادل عشرة أضعاف محيط الأرض .
المذيع :
قدرة عجيبة ، وسبحان الله بما منّ به على هذه المخلوقات بجمع الرحيق من الأزهار ، وتعليم كل زهرة بزهرتها كي لا تأتي نحلة أخرى ، وتأخذ الرحيق .
الأستاذ :
إن سرعة النحلة في طيرانها تزيد على خمسة وستين كيلو مترًا في الساعة في حالة طيرانها من دون حمولة ، هذه السرعة تقترب من سرعة السيارة ، فإذا كانت محملة بالرحيق تهبط سرعتها إلى ثلاثين كيلو مترًا ، سرعتها محملة سرعتها فارغة ، حمولة النحلة من رحيق الأزهار يعدل ثلثي وزنها ، السيارة وزنها ألف كيلو تحمل ثلاثمائة تقريباً ، ويحتاج كيلو من العسل كما قلت قبل قليل إلى طيران ما يعادل أربعمئة ألف كيلو متر تقريباً ، أي يحتاج الكيلو الواحد من العسل إلى عشر دورات حول الأرض إلى خط الاستواء ، طبعاً إن بعض الدول المتقدمة في الصناعة تأخذ المواد الأولية من قارة ، وفي طريقها إلى المصانع تجري على هذه المواد عمليات كثيرة معقدة في الباخرة نفسها .
قرأت مرة مقالة عن اليابان أنه ليس عندهم مواد أولية إطلاقاً ، وهم من كبار مصدري الستانلس ، صنعوا بواخر تصل إلى أواخر أستراليا ، تأخذ المواد الأولية ، وفي الطريق إلى الشرق الأوسط تصنع هذه المواد الأولية في الباخرة ، وتسلِّمها مصنَّعة جاهزة ، هذا تفعله النحلة ، في طريقها الذي قد يصل إلى عشر كيلو مترات من مكان رحيق الأزهار إلى خلاياها في الطريق تجري عمليات كيماوية معقدة جداً ، تحويل الرحيق إلى عسل ، ويتم هذا في الطريق كما تفعل بعض البواخر اليوم في صنع الستانلس ، ريثما تصل إلى مكان التسليم ، إذا كان موسم الأزهار غزيراً فإنها تعطي حمولتها لنحلة أخرى ، وتعود سريعاً لكسب الوقت ، وجني رحيق الأزهار ، يوجد نحلات ضعيفة لا تكلف بالسفر إلى مكان بعيد ، هذه تأخذ الحمولة من أختها في مدخل الخلية ، وتنطلق إلى داخل خلية كي تضع الحمولة في المكان المناسب ، وتعود النحلة إلى مكان رحيق الأزهار إذا كان الموسم جيِّدًا .
المذيع :
ذكرت لنا فضيلة الدكتور أن النحلة ليس فقط تأتي بالرحيق من الأزهار ، بل إن هناك مكانة اجتماعية للنحلة ، وهي اجتماعية ، لها وظائف محددة غير جمع الرحيق .
الأستاذ :
الملكة هي أكبر النحل حجماً ، هي تضع كل يوم في فصل الربيع تقريباً من ألف إلى ألفي بيضة كل يوم ، والذي يأخذ بالألباب أن هذه الملكة تضع الملكات في مكان ، والذكور في مكان ، والإناث في مكان ، وكأنها تعلم مسبقاً أنها ستلد ملكة ، أو أنثى ، أو ذكرًا ، هذا فوق طاقة البشر ! طبعاً تضع الملكات في مكان كي تتلقى غذاء خاصًّا مناسباً لها ، والذكور في مكان ، لأن لهم غذاء خاصًّا مناسبًا لها .
إن العاملات من إناث النحل منهن من يأتين بالطعام الخاص للملكة ، ويسمى هذا النحل الوصيفات ، هناك نحلات وصيفات يقمن على خدمة الملكة ، وتأمين الغذاء المناسب للملكة ، ويباع في الأسواق عسل الملكة ، وهو غالٍ جداً ، وهو أفضل ما عند النحل ، بعض النحلات العاملات يجمعن غبار الطلع ليكون غذاء ملكيًّا لملكتهم ! إذا ماتت الملكة اضطربت الخلية ، ويلاحظ الإنسان هذا التبدل ، وحمّة الملكة لا تلدغ الإنسان ، بل ملكة أخرى تنافسها على منصبها ، لذلك كانت مهمة الذكور تلقيح الملكات ، ومهمة الإناث العمل ، والملكة مهمتها الولادة .
هذه آية من آيات الله الدالة على عظمته ، لقد شاءت حكمة الله جل جلاله أن يخلق مجتمعاً قائماً على أعلى مستويات التعاون والتكامل ، والاختصاص والعمل الدؤوب ، المنتج ، والتنظيم المعجز ، بأمر تكويني لا بأمر تكليفي ، لذلك لا يمكن أن تجد في مجتمع النحل خللاً ولا فساداً ، إنه كمال خلقي مطلق ، لأن أمره هذا تكويني لا تكليفي ، هذا ما نجده في مجتمع النحل ، إنه مجتمع موحَّد متكامل ، على رأسه ملكة واحدة لا تنازعها أخرى ، تشعر كل نحلة في الخلية بوجود الملكة عن طريق مادة تفرزها الملكة ، وتنقلها العاملات إلى كل أفراد الخلية ، فإذا ماتت الملكة اضطرب النظام في الخلية ، وعمت الفوضى ، وشلّت الأعمال .
في وقت واحد لا تدير المملكة إلا ملكة واحدة ، يوجد نائبة لها ، أو كما يسمى وليّ العهد ، إن إناث النحل تقوم بأعمال متنوعة كثيرة ، توزع فيما بينها بحسب أعمارها واستعدادها الجسماني ، وعند الضرورة والخطر ، وفي المواسم الصعبة تعمل كل نحلة ما يفرض عليها ، في أيام الرخاء هناك اختصاصات ، أما في أيام الشدة فينبغي أن تقوم كل نحلة بكل هذه الأعمال ، الوصيفات كما قلت يقمن على خدمة الملكة ، وجلب الطعام الملكي ، وهناك حاضنات ومربيات يقمن برعاية الصغار ، وجلب الغذاء المناسب ، وهناك عاملات يحضرن الماء إلى الخلية ، وهناك أخريات يقمن بتهوية الخلية صيفاً ، وتدفئتها شتاء ، وترطيبها في وقت الجفاف ، وغيرهن يقمن بتنظيف الخلية ، وجعل جدرانها ملساء لامعة ناعمة عن طريق مواد خاصة ، وهناك حارسات يقمن بحراسة الخلية من الأعداء ، ولا يسمحن لنحلة أن تدخل الخلية ما لم تذكر كلمة السر ، وإلا قُتلت ، وتبدل كلمة السر عند الضرورة ، وهناك من النحلات من يقمن بصنع أقراص الشمع ذات الشكل السداسي ، الذي تنعدم فيه الفراغات البينية بأسلوب ، وتصميم يعجز عن تقليده كبار المهندسين .
مثلاً ، هل يستطيع إنسان بالغ ذروة العقل والمهارة أن يبدأ بتبليط صالة كبيرة ، إنسان من اليمين ، وإنسان من اليسار ، وإنسان من الشمال ، وإنسان من الجنوب ، وأن يجتمع هؤلاء الأربعة على بلاطة نظامية بمقياس دقيق ، هذا فوق طاقة البشر ! إن قرص الشمع تبدأ به النحلات من أطرافه ، وتصل إلى الوسط بأشكال سداسية لا تتغير عن بعضها ، ولا بعشر الميليمتر ، هذا شيء فوق طاقة البشر .
المذيع :
إنها دقة عجيبة في التصميم والتنفيذ .
الأستاذ :
وهناك رائدات يقمن بمهمة استكشاف مواقع الأزهار ، فإذا عثرن عليها عُدنَ إلى الخلية ، ورقصنَ رقصة خاصة تحدد هذه الرقصة لبقية النحلات العاملات الموقع من حيث المسافة والاتجاه ، وغزارة الإنتاج ، وإذا كانت الوتيرة سريعة جداً والإنتاج كثيفًا جداً ، والجمهرة الكبيرة من العاملات تنطلق إلى مكان الأزهار لجني رحيقها ، لأنها المادة الأولية للعسل ، وقد تبتعد هذه المواقع عن الخلية أكثر من عشر كيلو مترات ، وتعود النحل للخلية بعد أخذ الرحيق بطريقة لا تزال مجهولة حتى الآن ، والنحل أكفأ الحشرات بنقل وتخزين أكبر قدر ممكن من رحيق الأزهار في أقصر وقت ممكن ، وأقل مجهود ممكن ، وهي أكفأ الحشرات في تلقيح النباتات كي تساعدها على إنتاج البذور والثمار .
المذيع :
سبحان الله ! ‍وبعد كل هذا الجهد والعمل الدقيق ، وبعد أخذ الرحيق من الأزهار والعملية التصنيعية التي ذكرتها ، وهي في الطريق تأتينا بهذا العسل المفيد جداً .
الأستاذ :
كان العسل يعدّ فيما مضى غذاء ، وهو الآن دواء ، أكثر من أربع وسبعين مادة علاجية في العسل ! إذا قال خالق الكون :
(سورة النحل)
أعرف طبيبًا جراح في دمشق ، بعد أن ينتهي من عمله الجراحي يضع خيطاً من العسل على الجرح ، حتى يسرّع العسلُ في التئام الجروح ، أتمنى أن يكون هذا الموضوع واضحاً عند كل أخ كريم ، حتى يستبدل العسل بهذه الحلويات الصناعية ، الآن يوجد شرابات ليس فيها ذرة واحدة من مادة طبيعية ، كلها مواد كيماوية ، فكان عليه الصلاة والسلام يشرب شربة عسل ، يضع لعقة عسل في كأس ماء ، ويبقيه حتى الصباح ، ثم يذوب العسل في الماء ، المادة الحلوة المكثفة قد تؤذي المعدة ، كان عليه الصلاة والسلام يشرب شربة عسل ، ثم إن القيمة العلاجية للعسل أضعاف قيمته الغذائية ، ففوائده العلاجية في مختلف الأجهزة والأعضاء والنسج ثابتة ، بل تفوق الحد المعقول ، كيف لا ، وقد قال تعالى :
(سورة النحل)
بالمناسبة لا بد من ذكر هذه الحقيقة المؤلمة ، أنت قد تشتري عسلا ، لكنه أخذ من السكر فقط ، لأن بعض ضعاف النفوس يضعون القطر إلى جانب خلايا النحل ، فتمتص القطر ، فيكون عسلاً ، ولكن هذا العسل ليس له كبير فائدة ، العسل الذي ينفع الإنسان ما أُخِذ من رحيق الأزهار بالذات ، هذا الموضوع طويل جداً ، ولكن في حلقة قادمة إن شاء الله نتحدث عن تركيب العسل وفوائده العلاجية ، إن شاء الله تعالى .
المذيع :
فضيلة الدكتور ، ذكرت النحلة في آيات كريمة ، قال الله تعالى :
وكما ذكرتم فضيلة الدكتور أن مجتمع النمل مجتمع متكامل ، من التعاون ، والتكامل ، والاختصاص ، والعمل الدؤوب المنتج ، والتنظيم المعجز ، بأمر تكويني لا بأمر تكليفي ، لإنتاج هذا الكمّ الكبير من العسل ، وهو كما ذكرتم دواء ، وليس فقط للأكل والاستهلاك ، نشكركم فضيلة الدكتور على هذه الحقائق العلمية والشرعية في آن واحدٍ التي تعطونها في كل حلقة من هذه الحلقات .
إخوة الإيمان والإسلام ، إلى حلقة قادمة بإذن الله تعالى من برنامج الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة ، نستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
ماء زمزم
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، أول آية في التنزيل هي أمر بالقراءة ، أي بالعلم ، قال تعالى :
(سورة العلق)
والاستزادة منه أمر آخر ، قال الله تعالى :
(سورة طه)
والمولى فصّل القرآن الكريم لقوم يعلمون :
(سورة فصلت)
وإذا اتّقى الإنسان المولى سبحانه وتعالى فالله يعلِّمه ، وذلك بوعد منه في قوله تعالى :
(سورة البقرة)
واليوم معنا الدكتور محمد راتب النابلسي ، الأستاذ المحاضر في جامعة دمشق ، والخطيب والمدرس الديني في جوامع دمشق ، أهلاً وسهلاً بكم .
من الأمور التي حدثت منذ زمن بعيد هو ظهور الماء في الصحراء ، وظهوره لسيدنا إسماعيل معجزة ، وقد ذكرت ماء زمزم في أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم ، إن أردنا أن نبدأ بحديثنا بشكل عام عن هذه المعجزة ماذا تقولون فيها ؟ الأستاذ :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
يمكن أن نجعل عنوان هذا اللقاء الطيب ماء زمزم ، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم ماء بئر زمزم فقال : (( إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ )) .
(مسلم عن عبادة بن الصامت في حديث طوبل)
وفي رواية عند البزار بسند صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه : (( وَشِفَاءُ سُقْمٍ
(البزار بإسناد صحيح عن صفية)

وعن ابن جريج رحمه الله تعالى قال : سمعت أنه يقال : " خَيْرُ مَاءٍ فِي الأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ ".
(الطبراني في الأوسط والكبير ، ورواته ثقاة)
نحن في بداية هذا اللقاء الطيب نورِد النصوص ، ثم نأتي بعد النصوص بالحقائق العلمية التي تصدقها ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول في حديث آخر ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ)) .
(ابن ماجه)

يعني أنه متعدد الفوائد .
وفي حديث آخر عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما مرفوعًا : (( فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ الله ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذاً بِهِ أَعَاذَكَ اللهُ ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ اللهُ)).
(الحاكم في المستدرك)

المذيع :
هذا الحديث كأنه يفسر الحديث الآخر الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام : (( مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ)) ،أيْ : لكل إنسان نية في شربه لماء زمزم .
الأستاذ :
وكأن شرب هذا الماء نوع من العبادة .
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : مِنْ زَمْزَمَ ، قَالَ : فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي ؟ قَالَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا فَاسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا ، وَتَضَلَّعْ مِنْهَا ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنَّ رَسُولَ  قَالَ : (( إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ )) .
(سنن ابن ماجة)

والتضلُّع أن تشرب ملء جوفك ، وأن تبالغ في الشرب من هذا الماء ، طبعاً من خلال هذه الأحاديث وكلام النبي  ، وكما تعلم كلامه أمر ، فالنبي في عقيدة المسلم معصوم بمفرده ، فكل أقواله وأفعالك وإقراره سنة ، لأن الله عز وجل أمرنا أن نأخذ عنه كل شيء ، فقال تعالى :
(سورة الحشر)
قول النبي  ، وفعله ، وإقراره سنة ، ينبغي أن تطبق ، ذلك لأن الله عصمه من أن يخطئ في أقواله ، وفي أفعاله ، وفي إقراره ، لو تخيل بعض المتوهمين أنه ليس بمعصوم لكان الأمر بالأخذ منه أمراً بمعصية ، وهناك أناس كثيرون يتطلعون إلى أن نكتفي بالقرآن ، وهم إذا قالوا ذلك فهم يخالفون نص القرآن ، لأن الله أمرنا أن نأخذ عنه .
المذيع :
فضيلة الدكتور ، هنا ذكرت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ )) ، ما معنى هذه الكلمة ، التضلُّع ؟
الأستاذ :
التضلع أن تشرب ملء جوفك من هذا الماء ، وتبالغ في الشرب منه ! هذا المعنى ، على كلٍّ يوجد أدب في شرب ماء زمزم ، فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : مِنْ زَمْزَمَ ، قَالَ : فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي ؟ قَالَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا فَاسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا ، وَتَضَلَّعْ مِنْهَا ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنَّ رَسُولَ  قَالَ : (( إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ )) .
(سنن ابن ماجة)
طبعاً تطبيقاً لهذه التوجيهات النبوية لقد حرص الصحابة الكرام والتابعون وكثير من العلماء والعوام على التضلع من ماء زمزم ، ولا سيّما في الذهاب إلى الحج والعمرة ، أي أنْ تملأ الضلوع منه مع استحضار نية معينة عند الشرب منه ، لأن الدعاء مستحب عند الشرب من ماء زمزم ، فزمزم لما شرب له ، وقد روي عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنه أنه كان إذا شرِبَ ماءَ زمزمَ دعا فقال : " اللَّهُمَّ إِنَّي أَشْرَبُه لِظَمأِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ " .
وقد روي عن ابن عباس أنه كان إذا شرب ماء زمزم قال : " اللهم إني أَسْألُكَ عِلْماً نافعاً ، ورِزْقاً وَاسِعاً ، وشِفَاءً مِن كُلِّ دَاءٍ " .
وقد قال بعض العلماء : "مَاءُ زَمْزَمَ سَيِّدُ الْمِيَاهِ ، وَأَشْرَفُهَا ، وَأَجَلُّهَا قَدْراً ، وَأَحَبُّهَا إِلَى النُّفُوسِ ، وَأَغْلاَهَا ثَمَنًا ، وأَنْفَسُهَا عِنْدَ النَّاسِ ، وَهُو هَزْمَةُجِبْرِيلَ ، وَسُقْيَا اللهِ إِسْمَاعِيلَ" .
(ابن القيم في زاد المعاد)

هذا ما جاء في السنة الصحيحة والحسنة ، فماذا في العلم وتحليلاته الدقيقة عن ماء زمزم ؟
المذيع :
هل هناك دراسة علمية ؟
الأستاذ :
لعلنا دخلنا في صلب الموضوع ، نحن بدأنا بالنصوص الصحيحة والحسنة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بماء زمزم .
أُجرِيَتْ في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين ، وعام ألف وتسعمئة وثمانين تحاليل كيميائية من قِبَل شركات عالمية عملاقة ومتخصصة ، فكانت النتائج عجيبة ، حيث إن مياه زمزم خالية تماماً من أي نوع من أنواع الجراثيم المسببة للتلوث ! وتعد المياه معدنية ، طبعاً هناك من يعجب بالمياه المعدنية ، التعريف الدقيق للمياه المعدنية : وتعد المياه معدنية ، ويتهافت الناس على شرائها إذا كانت نسبة أملاح المعادن فيها من مئة وخمسين إلى ثلاثمئة وخمسين مليغرامًا في اللتر ، فهذه مياه معدنية تباع بالقوارير ، أما مياه زمزم فتبلغ نسب المعادن فيها ألفي مليغرام في اللتر ، ومن أبرز هذه الأملاح المعدنية الكالسيوم والصوديوم والمغنيزيوم والبوتاسيوم وغيرها .
المذيع :
هل لهذه المياه خاصية تميزها عن غيرها من حيث التعبد ، وخصائص الماء غير التي ذكرناها ؟
الأستاذ :
حقائق كثيرة حول هذا الماء ، سأوردها إن شاء الله .
يعد ماء زمزم من أغنى مياه العالم بعنصر الكالسيوم ، إذ تبلغ نسبته فيه مئتي مليغرام في اللتر الواحد ، لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : ((إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ)) ، ((وَشِفَاءُ سُقْمٍ)) .
تعلمون أن الإنسان يملك هيكلا عظميًّا فيه خاصة اسمها التجدد ، الهدم والإنشاء ، لو أن الإنسان أهمل في بعض خاصيته عنصر الكالسيوم يصاب هذا الهيكل بما يصاب الترقق ، أو لينَ العظام ، وهو مرض خطير ، لو أن عظم الحوض كُسر في إنسان سنه متقدمة لكان طامة كبرى .
فلذلك هذا الماء مبارك ، (( إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ)) ، وقد دلت البحوث الحديثة الصحيحة أن أمراض شرايين القلب التاجية أقل حدوثاً عند الذين يشربون مثل هذه المياه ، لقد صدق النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال : ((وَشِفَاءُ سُقْمٍ)) ، كل كلمة من أقوال النبي  تعني حقيقة علمية توصل العلماء إليها في الوقت المتأخر ، وتعد المياه غازية هاضمة إذا احتوت على ما يزيد على مئتين وخمسين مليغرامًا في اللتر الواحد من البيكربونات ، ومن أشهر المياه الغازية في العالم مياه نبع ( إفيان ) في فرنسا ، إذ تبلغ نسبة البيكربونات فيه ثلاثمئة وسبعة وخمسين مليغرامًا في اللتر .
الآن دقق : أما ماء زمزم فنسبة البيكربونات فيه ثلاثمئة وستة وستون مليغرامًا في اللتر الواحد ، فهو أعلى نسبة بيكربونات في مياه العالم ، مياه زمزم ، لقد صدق النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال : ((مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ )) .
المذيع :
فضيلة الدكتور ، هل استدل العلماء ، وخصوصاً علماء الطب أن يصفوا هذه المياه لمرضاهم بمرض معين ؟
الأستاذ :
نعم – ذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال : ((وَشِفَاءُ سُقْمٍ ))، إذاً لا بد من أن نبحث عن الاستطبابات الدقيقة لهذه المياه .
بالمناسبة للنبي عليه الصلاة والسلام حديث شريف أراه من دلائل نبوة النبي  ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ((لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ )) .
(صحيح مسلم)

إذا قرأ الحديث مريض يمتلئ قلبه أملاً بالله عز وجل ، وإذا قرأه طبيب يشعر بالتقصير ! ((لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ )) ، هناك مرض أسميه بوابة الخروج ،هو لا دواء له ، وهو مرض الموت ، الإنسان كيف يخرج من الدنيا بمرض عضال يبدأ بجهة من جسمه ، ويتفاقم ، وقد يكون نبياً ، وعظيماً ، وولياً ، هذا مر ض الموت بوابة الخروج ، هذا المرض لا شفاء له ، أما ما سوى ذلك فإنه : ((لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ )) .
إجابة عن سؤالك الكريم : يذكر بعض علماء الطب في كتاب طبع عام ألف وتسعمئة وخمسة وتسعين أن المياه المعدنية تفيد في علاج كثير من أمراض الروماتيزم ، وزيادة حموضة المعدة ، والإسهال المزمن ، وعسر الهضم ، وهي ذات تأثير مدرّ ، ومليّن ، ومرمِّم لنقص المعادن في الجسم ، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : ((فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ الله ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذاً بِهِ أَعَاذَكَ اللهُ ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ اللهُ )) .
لكن لماذا يعدّ شرب هذا الماء عبادة ؟ إنه مالح نوع ما ، الإنسان يتوقُ لشرب الماء العذب الزلال ، في هذا الماء بعض الملوحة ، لذلك ماء زمزم ليس عذباً حلواً ، بل يميل إلى الملوحة ، وإن الإنسان لا يشرب من هذا الماء الذي يميل للملوحة إلا إيماناً بما فيه من البركة ، فيكون التضلع منه دليلاً على الإيمان .
المذيع :
سبحان الله ! حقائق مدهشة تحدثنا بها فضيلة الدكتور عن هذه المياه ، أملاح معدنية ، وشفاء ، كما ذكرتم ، إنها لمعجزة ، هل حدث فضيلة الدكتور أن شفي بها أحد من قبل ؟
الأستاذ :
هناك قصة شهيرة جداً ، أن مدرسة تقيم في باريس من أصل مغربي ، أصيبت بورم خبيث في دماغها ، وقد أنبأها طبيبها المتخصص أنه بقي لها في الحياة أسابيع ، فاختارت أن تذهب إلى الديار المقدسة لتختم عمرها بعمرة في بيت الله الحرام ، فشربت من ماء زمزم شرباً غير معقول ، فكان الشفاء التام ، وعادت إلى فرنسا ، والتقت بطبيبها ، وأخبرته بما حصل ، وألَّفت قصّة شهيرة جداً ، حيث ذكرت كيف أن الله شفاها بهذا الماء الذي جعله في بيته الحرام .
أريد أن أسأل ، أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما أنبأنا بهذه الحقائق التي تطابقت تطابقاً تاماً مع البحوث العلمية الحديثة ، ما المؤسسات العلمية العالية التي كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، والتي أعطته هذه الحقائق المدهشة عن ماء زمزم ؟ وما هي الهيئات البحوث المتخصصة التي توصلت لهذه النتائج عن ماء زمزم ؟ وما نوع المخابر العملاقة التي حللت ، واستنتجت نسب أملاح المعادن في ماء زمزم بدقة بالغة ، والتي اعتمد عليها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المبارك ؟ إنه الوحي !
(سورة النجم)
وأنا أميل لأن أسمي هذه التوافقات العجيبة بين أقواله قبل ألف وأربعمئة عام وبين معطيات العلم الحديثة ، هذا التوافق يمكن أن يندرج تحت دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام .
حينما آتي بآية قرآنية وحقيقة علمية قطعية واضحة جداً تتطابق معها تطابقًا عفويًّا وتامًّا أقول : هذا من إعجاز القرآن الكريم ، أما إن رأيت حديثاً شريفاً يتوافق توافقاً تاماً مع معطيات العلم أميل إلى أن أفرق بين الإعجاز العلمي ، وبين دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام ، ويمكن أن يكون هذا اللقاء الطيب تحت عنوان من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام .
المذيع :
في نهاية هذه الحلقة ، وما دمنا تحدثنا عن ماء زمزم نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسقينا وإياكم من حوض نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن يسقينا في دنيانا من هذه الماء التي ظهرت في الصحراء لسيدنا إسماعيل عليه السلام ، وما زلنا نشرب منها حتى الآن .
إخوة الإيمان والإسلام ، إلى حلقة قادمة ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية)
» اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم(المقدمة الثانية)
» اغرب اعجاز علمي في القران الكريم (المقدمة الأولى )
» اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم (التفكر في الخلق والكون)
» بحث علمي عن اعجاز القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: