ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم(المقدمة الثانية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم(المقدمة الثانية) Empty
مُساهمةموضوع: اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم(المقدمة الثانية)   اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم(المقدمة الثانية) Emptyالأربعاء أكتوبر 14, 2009 9:37 am

تذكية الذبيحة – الدم المسفوح
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
إخوة الإيمان والإسلام ، من أهم القواعد التي تعتمد في تفسير الآيات الكريمة الحديث الصحيح ، وذلك التزاما بقوله تعالى :
(سورة النحل)
والجدير بالذكر أن الرسول الكريم  لم يفسر جميع آيات الكتاب الكريم ، ربما ، والله أعلم التزاماً بقوله تعالى :
(سورة القيامة)
وبقوله :
(سورة ص)
علماً أن القرآن الكريم يظل الميزان الدقيق في صحة الأحاديث الشريفة ، فكل حديث يتعارض بصورة واضحة مع آية بالقرآن الكريم فهو مرفوض ، مهما كانت صحة سنده .
أيها الإخوة ، مع الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة ، ومعنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، الأستاذ المحاضر في جامعة دمشق ، والخطيب والمدرس الديني في جوامع دمشق ، أهلاً وسهلاً بكم .
فضيلة الدكتور ، هناك أمور وصلتنا ، وتعلمناها من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا ندرك الحكمة منها ، مثلاً : تذكية الذبيحة ، ماذا في هذا الموضوع ؟
الأستاذ :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أستاذ عبد الحليم ، ً ، من الثابت أن النبي عليه الصلاة والسلام وجّه أصحابه في أثناء ذبح الدابة إلى أن تذبح من أوداجها فقط ، دون أن يقطع رأسها ، وأنا أعتقد أنه ليس في الأرض كلها في عصر النبي  مركز علمي ، لا في شرق الأرض ، ولا في غربها يمكن أن يصل إلى تعليل علمي لهذا التوجيه النبوي ، ولا بعد مئة عام ، ولا بعد خمسمئة عام ، ولا بعد ألف ، أو أكثر ، إلا أنه من عدة عقود من الزمن اكتشف ما يلي : أن القلب ، لأنه أخطر أعضاء الجسم ، وأخطر أجهزته مزوَّد بمولدة كهربائية خاصة به ، لأنه لو ربطنا القلب بالشبكة كما يقولون ، وأصاب الشبكة عطب لمات الإنسان ، فالقلب لا يحتاج إلى تنبيه خارجي ، يأتي تنبيهه من ذاته ، ففيه مركز كهربائي يعطيه التنبيه النظامي من ستين إلى ثمانين ضربة في الدقيقة ، وفيه مركز ثان احتياطي للمركز الأول ، إن تعطل الأول عمل الثاني ، وفيه مركز كهربائي ثالث احتياطي للمركز الثاني ، فإن تعطل الثاني عمل الثالث ، هذه المراكز الكهربائية تعطي أمراً بالنبض النظامي من ستين إلى ثمانين نبضة في الدقيقة ، لكن قلب الإنسان يشبه محركاً بالغ التعقيد والأداء ، فهذا القلب بإمكانه أن يرفع استطاعته إلى درجة تزيد على ثلاثة أمثال استطاعته الطبيعية ، فبينما ينبض قلب الإنسان ثمانين نبضة في الدقيقة إذا هو ينتقل فجأة إلى مئة وثمانين نبضة ، حينما يواجه خطراً ، أو يعدو هرباً من عدو ، أو يصعد درجاً عالياً ، أو يواجه أزمة نفسية ، فالجسم يحتاج إلى طاقة جديدة تمدّه بما يحتاج .
الذي حدث أن النبي عليه الصلاة والسلام وجَّه أصحابه إلى أنهم إذا ذبحوا الدابة فعليهم ألا يقطعوا رأسها ، بينما معظم المسالخ في العالم اليوم تعلق الدابة من أرجلها ، وتقطع رأسها كلياً ، النبي  رفض ذلك ، أمرنا أن نبقي رأسها موصولاً بجسمها ، الآن اكتشف أن هذا القلب يتلقى الأمر بالنبض من مراكزه الكهربائية ، ولكن النبض النظامي الذي لا يتجاوز الثمانين نبضة في الدقيقة ، أما الأمر الاستثنائي فينبغي أن يتلقاه من الكظر ، تلك الغدة التي تأتمر بالغدة النخامية ملكة الغدد الموجودة في رأس الإنسان ، فالإنسان إذا واجه خطراً تنطبع صورة هذا الخطر على شبكية العين ، والشبكية فيها الإحساس فقط بالصورة ، لكن هذه الصورة تنتقل إلى الدماغ لتنقلب إلى إدراك ، فالدماغ فيه مفهومات تلقاها الإنسان في حياته حينما كان صغيراً ، من قصص سمعها ، أو مشاهدات شاهدها ، أو دراسات تعلمها ، فهناك مفهوم الأفعى في الدماغ ، فلو رأى أفعى في بستان يعود إلى ذهنه مفهومات الأفعى ، لعله يموت من لدغتها ، فالإدراك يكون من الدماغ بناء على تلقي صورة من شبكية العين ، الدماغ ملك الجهاز العصبي ، وعنده ملكة الجهاز الهرموني ، وهي الغدة النخامية ، وملك يخاطب ملكة ، لا بد من ضابط اتصال بينهما ، وتحت المهاد البصري ، في الدماغ يلتمس من الملكة أن تتصرف ، الملكة عندها وزيرة داخلية تقول لها : هناك خطر فتصرّفي ، فهذه الوزيرة وهي الغدة النخامية تعطي أمراً للقلب برفع النبض ، فقد يصل النبض إلى مئة وثمانين عند الخطر ، وتعطي أمراً للرئتين ليرتفع وجيب الرئتين ليتناسب الوجيب مع النبض .
الآن : ما الذي يرفع نبض القلب ؟ إدراك بخطر ، وأمر لغدة نخامية ، والنخامية تأمر الكظر ، والكظر يرسل أمراً هرمونياً عصبياً إلى القلب فيرتفع نبضه ، الآن قلب الدابة حينما تذبح له مهمة أخرى ، وهي إخراج الدم كله منها ، لكن النبض الطبيعي ثمانين نبضة لا تكفي لإخراج الدم ، لابد من أن يتلقى القلب أمراً استثنائياً يبدأ من الدماغ ، ويسير إلى الكظر ، ويعود إلى القلب من أجل رفع هذا النبض ، هذا لا يتم إلا إذا كان الرأس متصلاً بالجسد ! فلذلك حينما تذبح الدابة يعمل الأمر الاستثنائي فيرتفع نبض قلب الدابة إلى مئة وثمانين ، وهذه الضربات السريعة كافية لإخراج الدم كله من جسم الدابة .
المذيع :
وهذا الجزء الموصول هو الذي يصل هذا الأمر الخطر من الدماغ إلى الكظر إلى القلب .
الأستاذ :
إذا قطعنا رأس الدابة يتعطل الأمر الاستثنائي ، وعندئذ يبقى لون الدابة أزرق ، فيبقى معظم دمها في جسمها ، والدم بالمناسبة هو البيئة التي لا توصف أهليتها لنمو الجراثيم ، الوسط الذي تتكاثر فيه الجراثيم بشكل عجيب هو دم الدابة ، لذلك مخابر الطب حينما تريد أن تستنبط جرثومًا تضعه في الدم ، والدم فيه الفضلات ، فيه حمض البول ، والسموم ، وكل نواتج الاحتراق ، وعوامل المرض تجدها في الدم ، من هنا حرم الله أكل الدم ، وشربه ، لأن فيه مجموعة السموم والأمراض ، وعوامل المرض ، وثاني أكسيد الكربون .
فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما أمر أن تذبح الدابة من أوداجها ، وأن يبقى رأسها متصلاً ، فهذا الأمر يتوافق مع أحدث حقائق العلم حول عمل القلب بعد الذبح ، مهمة القلب بعد الذبح إخراج الدم كله من جسم الدابة ، وهذا لا يتم إلا بإبقاء الرأس موصولاً مع الجسم ، أما حينما تجد لحماً أزرق اللون قد لا ينضج سريعاً فبسبب هذا الدم الذي بقي في أنحاء جسم الدابة .
والدم في الجسم طاهر ، لوجود أجهزة بالجسم بالغة الدقة والفعالية في تصفية الدم ، مثلاً: الكليتان تصفيان الدم من حمض البول ، وكل المواد السمية التي يطرحها الكبد يتم طرحها عبر الكليتين ، الآن الرئتان تصفيان الدم من غاز الفحم ، وملايين ملايين الغدد العرقية تصفي الدم من حمض البول أيضاً ، فيوجد عندنا الغدد العرقية ، وجهاز التنفس ، والغدد ، والكليتان ، هذه كلها مَصافٍ .
فلذلك ربنا عز وجل حرم الدم المسفوح ، لأن الدم المسفوح هو بؤرة عالية المستوى لنمو الجراثيم ، أما الدم الذي يجري في العروق فتصفِّيه أجهزة بالغة الدقة .
المذيع :
لذلك نرى الحكمة في تحريم المنخنقة والموقوذة ، وهناك طريقة محددة لذبح الدابة .
الأستاذ :
ما من قاسم مشترك يجمع بين تحريم القرآن الكريم للدابة المنخنقة التي خنقت فماتت ، وبقي دمها في جسمها ، والموقوذة التي ضربت بآلة حادة فماتت ، والمتردية التي وقعت من عال فماتت بصدمة عضلية ، والنطيحة التي نُطحت ، هذه الأربعة أنواع من الدواب التي حرم الله أكلها يجمعها قاسم مشترك واحد ، هو أن الدم بقي في جسمها .
المذيع :
هناك من يحاول أن يذبح الدابة بعدما تموت بشيء من هذه الأسباب ، الخنق ، أو الوقذ ، أو ما شابه ذلك ، فهذا لن ينفع على ما أعتقد !
الأستاذ :
لكن هناك تساؤل عجيب : هو الإنسان له ولاء للدّين ، وله براء من المشركين والكافرين ، قد يسأل سائل : إذا كان لا بد من ذبح الدابة ، وإخراج كل دمها لنأكلها ، فكيف سمح الله لنا بأكل السمكة دون أن نذبحها ؟
بالمناسبة بعض الدول الأخرى تملقاً للمسلمين تضع على علب السمك : " هذا مذبوح على الطريقة الإسلامية !!! وهذا كذب فاضح ، الشيء الذي لا يصدق أن السمكة إذا اصطيدت انتقل دمها كله إلى غلاصمها ، وكأنها ذبحت ، لذلك سمح الله أن نأكل ميتة ، هي السمك الذي نصطاده ، لا تجد خثرة دم واحد في جسم السمكة .
المذيع :
ما هي غلاصم السمكة ؟
الأستاذ :
عند رأسها ، يفتحون شقاً واسعاً ، تبدو الغلاصم ، وهي مكان تجمع الدم في السمكة ، فكل دم السمكة ينتقل فوراً إلى غلاصمها عند اصطيادها ، أما الذي يريد أن يعترض ويقول : إن كان الذبح ضرورة علمية فكيف تأكلون السمك من دون ذبح ؟ فالسمك إذا اصطدناه انتقل دمه كله إلى غلاصم السمكة ، وكأنها ذبحت .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( أُحِلَّتْ لَكُمْ مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ ، وَأَمَّا الدَّمَانِ فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ ))
(سنن ابن ماجة)
المذيع :
فضيلة الدكتور ، استكمالاً لهذا البحث الذي بدأناه بالذبح ، والحكمة من الذبح ، إلى ما هناك ، حتى أتينا إلى المنخنقة والموقوذة والمتردية ، وما إلى هنالك ، الآن الدم المسفوح ماذا يعني ؟ ولماذا حرمه الله ؟
الأستاذ :
ذكرت قبل قليل أن الدم في جسم الدابة دم يصفى باستمرار وينقى ، تذهب عنه آفاته باستمرار ، إما من خلال الكليتين ، أو الرئتين ، أو غدد التعرق ، لكن الدم إذا سفح تعطلت تصفيته ، وكما ذكرت قبل قليل : إن الدم يعد أعلى بؤرة تنمو فيها الجراثيم ، بل إن خلاصة الاحتراق في الجسم ، وخلاصة عوامل المرض تتوضع في الدم ، فالدم من دون تصفية مادة سامة مؤذية مهلكة للإنسان ، فلذلك حينما يأكل الإنسان دابة ذبحت على غير الطريقة الإسلامية قد ينتقل إلى جسمه أحماض كثيرة ضارة الإنسان وقد يقول بعض الأطباء : إن التهاب المفاصل الحاد سببه أن حمض البول المتوضع في الدم ينتقل إلى جسم الإنسان ، ومنه إلى العضلات ، فيحس الإنسان بآلام في عضلاته ومفاصله .
المذيع :
فضيلة الدكتور ، الدم المسفوح كيف أصبح مسفوحاً ، هل ذبح بشكل كامل ؟
الأستاذ :
إذا ذبحنا دابة الدم الذي يخرج منها ، هذا اسمه دم مسفوح ، وممنوع أكله ، وأنا لا أقول هذا الكلام من هواء ، كان العرب يأخذون هذا الدم ، ويأكلونه في الجاهلية ، وكأنه طعام نفيس ، وبعضهم يضع الدم في معدة الدابة ، ويأكله مطبوخاً ، فلذلك حرم الله أكله .
المذيع :
كان هذا التحريم خاصًّا بالعرب ، يأكلون الدم ، ويشربونه .
الأستاذ :
أقول دائماً : إن هناك علاقة علمية بين الأمر ونتائجه ، وبين المعصية ونتائجها ، ومعنى العلاقة أيْ علاقة سبب بنتيجة ، وكنت وضّحت من قبل أن هناك علاقة وضعية ، وهناك علاقة علمية ، العلاقة الوضعية ليس هناك من علاقة سبب بنتيجة بين المخالفة والعقاب ، لكن الحقيقة العلمية تكون بذور نتائج المعصية فيها ، وأن بذور نتائج الطاعة فيها .
المذيع :
سبحان الله ! ما أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام بأمر إلا كان هناك منفعة من ابتعادنا عن هذا الأمر ، وما حثنا على أمر إلا وكان هناك منفعة منه .
الأستاذ :
لأن الله يقول :
(سورة فاطر)
فمن هو الخبير الحقيقي فيما يصلح لهذا الإنسان ؟ هو الله ، لأنه هو الصانع ، والحقيقة أن الجهة الصانعة هي الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماتها من بين كل الجهات الأخرى ، لأنها تملك الخبرة التامة في هذه الحاجة التي صنعتها .
المذيع :
أيها الإخوة والأخوات ، تحدثنا في هذه الحلقة عن الحكمة من تذكية الذبيحة ، والتذكية في المصطلح الإسلامي هي الذبح بطريقة معينة ، كما ذكرها لنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي .
أيها الإخوة والأخوات ، إلى حلقة قادمة نتحدث فيها عن معجزات خالدة تتكلم على قدرة خالق سبحانه وتعالى ، وتذكرنا بدلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .



سلوك النبات
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلِّ ، وسلم ، وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
إخوة الإيمان والإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
هناك حقائق علمية كامنة في هذه الآيات الكريمة التي لم تكشف إلا بعد قرون من التنزيل ، لذا كانت كل آية منها برهاناً علمياً دليلاً منطقياً عقلياً على أن هذا القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى ، مصداقاً لقوله :
(سورة النساء)
وكما أن هذه الدراسة تشكل بنظرنا الرد العلمي الرصين على كل لامزٍ ومشكِّكٍ في كتاب الله عز وجل ، وتعاليم رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام ، وتفسير الآيات القرآنية مهمة خطيرة وجليلة ، فالقول في كلام الله سبحانه تعالى بغير علم محرّم بنص التنزيل كما جاء في القرآن الكريم :
(سورة الأعراف)
لذلك اعتمدنا في هذه الحلقات المنهج العلمي الدقيق في تفسير آيات الله سبحانه وتعالى ، ومعنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، الأستاذ المحاضر في كلية التربية بجامعة دمشق ، خطيب ومدرس ديني في جوامع دمشق أهلاً وسهلاً بكم .
فضيلة الدكتور تكلمنا عن الفلك والنجوم ، وعن الإنسان ، ودقة خلقه اليوم إن شاء الله نتحدث بشكل عام عن النبات ، وذكر النبات في القرآن الكريم .
الأستاذ :
إن شاء الله ، ولكنني أريد على أن أعقب بما تفضلتم قبل قليل من قوله تعالى :
الله عز وجل رتب المعاصي والآثام ترتيباً تصاعدياً ، فبدأ بالإثم والعدوان والفحشاء والمنكر ، ثم الكفر والشرك ، وجعل على رأس هذه المعاصي :
الإمام الغزالي رحمه الله تعالى يقول : " العوام لأن يرتكبوا الكبائر أهون من أن يقولوا على الله ما لا يعلمون " .
وشيء آخر ، هو أن الله سبحانه وتعالى حينما يقع الإنسان في معصية في مفردات المنهج الإلهي سريعاً ما يتوب الإنسان منها ، أما حينما يظن بالله ظن السوء ، ويتوهم عن الذات العلية أفكارًا غير صحيحة ، فهذا يحجبه عن الله عز وجل ، فأفضل ألف مرة أن تخطئ في الوزن من أن تخطئ في الميزان ، فالخطأ في الميزان لا يصحح ، بينما الخطأ في الوزن لا يتكرر .
الحقيقة أن الآيات التي تدل على عظمة الله لا تعد ولا تحصى ، وقلت مرة : لو أنّ إنسانًا في مقتبل حياته قال : مليار مَليار ، إلى أن وافته المنية في الثمانين ، لا تنتهي آيات الله عز وجل ، وهذا مأخوذ من قوله تعالى :
(سورة الكهف)
وفي آية ثانية :
(سورة لقمان)
ومعلوم لديكم أن محبرة صغيرة تكفي الطالب سنوات وسنوات ، فكيف إذا كانت مياه البحار كلها في سبعة أضعاف هي المداد لكلمات الله ؟ قال :
ولكن الله جلت حكمته أعطانا من هذه الآيات التي لا تعد ولا تحصى عدداً محدوداً ، أنا أسمي هذا العدد هو منهج الإنسان في التفكر في ملكوت السماوات والأرض ، بل إن هذا العدد اختاره الله لحكمة بالغة ، لأن هذه الآيات قريبة منا من حياتنا اليومية ، فأقرب شيء منا هذا النبات ، وفي آية في سورة المائدة ورد ذكر النبات في كلمتين ، قال تعالى :
(سورة الأنعام)
فأنت ترى أن الخشب نصنع منه الأساس بعضها أساسات المنازل ، وبعضها لاستعمال الصناعة ، وبعضها للتدفئة ، وبعضها للأساس ، أما كلمة نبات كل شيء ! هناك نبات نتغذى من أزهاره ، ونبات من أوراقه ونبات من جذوره ونبات فيه دواء ، ونبات فيه أصبغة ، ونبات فيه مواد خفيفة كالفلين ، ونبات فيه مواد نتعامل بها كالمواد الصلبة كالكوشوك ، ونبات يعد أواني ، ونبات يؤخذ منه الورق ، لو ذهبت تبحث عن أنواع النبات لما وجدت من سبيل لإحصاء النبات ، نبات حدودي بين البساتين ، نبات يعد مسطحاً أخضر ، هذا بذور المرج ، نبات ورود ورياحين ، ونبات لإمتاع الإنسان ، ونبات ليكون مظلة لك أمام البيت ، فلما قال الله عز وجل :
تقريباً معظم حاجات الإنسان تتحقق من خلال النبات ، لكن محور هذا اللقاء حول باحث من دولة عربية عرف بإنتاجه العلمي والعملي على المستويين العربي والدولي ، اختصاصه في علم فزلجة النبات ، وهو أستاذ جامعي له وزنه العلمي المذيع :
ما معنى دكتور فزلجة النبات ؟
الأستاذ :
نحن عندنا الفيزيولوجية ، علم وظائف الأعضاء ، عندنا تشريح المعدة وفيزيولوجية المعدة ، وظيفة المعدة فيزيولوجية ، أما تشريحها فتشريح ، ومعلوم لديكم أن الطلاب في الطب في السنة الأولى يدرسون علومًا عامة ، وفي الثانية التشريح ، وفي الثالثة الفيزيولوجية ، وفي الرابعة الأمراض ، وفي الخامسة علم الأدوية ، هذا هو المنهج .
هذا الأستاذ العلمي الذي له وزنه ، اشتهر بتجاربه العلمية الرائدة ، أما التجربة التي سنعرض لها فربما لا تصدقونها أيها الإخوة المستمعون ‍ ! إلا أن الواقع أثبتها ، ويؤكد هذا الواقع القرآن الكريم ، إذ قال تعالى :
(سورة الإسراء)
أي ما من شيء إلا يسبح بحمده ، وقد يقول قائل عن هذا التسبيح : من إتقان الصنعة ، فإذا نظرت لهذه الوردة قلت : سبحان الله ! ليس هذا هو المعنى ، لأن الآية تقول :
أي لها تسبيح خاص ، فالنبات يسبح ، وفي قوله تعالى :
(سورة النور)
وفي آية ثالثة :
(سورة الحشر)
وفي آية رابعة :
(سورة الرحمن)
هذه الآيات تؤكد أن للنبات تسبيحاً للخالق العظيم ، وهناك بداية بحوث تؤكد أن للنبات حياة نفسية ، لكن هذه التجربة تقع على رأس هذه المحاولات لاكتشاف الحياة النفسية للنبات .
المذيع :
فضيلة الدكتور ، هل هذه التجربة قديمة أم حديثة ؟
الأستاذ :
فالنباتات كالأجرام السماوية وكمخلوقات الله الأخرى تشعر ، وتسمع ، وتستجيب سلباً أو إيجاباً لما حولها من مؤثرات خارجية ، هذا ملخص البحث .
وأمّا مفصّله فقد أجرى هذا الباحث في حديقة كلية العلوم تجربة عام 1997 فنصب أربعة بيوت بلاستيكية موحدة في حجمها ، وزرع فيها قمحاً من نوع معين واحد ، وملأها بكميات متساوية من التراب ، وغرس فيها بذور الحنطة على عمق واحد ، وتم تسميدها جميعاً بكميات متساوية من سماد معين ، وسقيت جميعاً بذات العدد من السقيا ، وبكميات متماثلة من الماء ، العجيب أنه أراد التوحيد في كل شيء في الحجم والتربة ، ونوع البذار والسقيا ، زمن السقيا ، ونوع السماد ، ثم اختار إحدى طالباته لتقرأ السورة القرآنية التالية على أحد البيوت البلاستيكية ، سورة يس ، والفاتحة ، والإخلاص ، وآية الكرسي ، مرتين في الأسبوع على البيت الأول ، عندنا أربعة بيوت ، أول بيت تلت طالبة من طالباته في الأسبوع مرتين سورة الفاتحة والكرسي والإخلاص ويس ، وفي البيت الثاني كلف طالبة أن تأتي بنبات ، وتمزقه أمام بقية النبات ، وتعذبه ، وتقطع أوصاله ، وتذكر كلمات قاسية نابية أمام هذا النبات ، كلام قاس ، وناب ، وتمزيق ، وتعذيب لنبات أمام نبات ، وكما قلت قبل قليل : مرتين في الأسبوع ، وكلف طالبة ثالثة بضرب النبات الثالث ، وكيّه ، وتعريض وريقاته للقص ، فهناك نبات عذب أمامه نبات ، وهناك نبات تلقى التعذيب مباشرة ، وهناك نبات قرأت عليه آيات القرآن الكريم ، وأما البيت الرابع فترك ينمو نمواً طبيعياً ، وأطلق عليه اسم البيت الضابط ، فماذا كانت النتيجة ، فالبيت الرابع هو المقياس ، والأول سمع القرآن ، والثاني لقي التعذيب ، والثالث رأى التعذيب ، النتيجة طبعاً هو وضع هذه التجربة قبل زمن من انعقاد مؤتمر علمي ، فحينما قطف النتائج كان هناك علماء من شتى بقاع العالم ، فماذا كانت النتيجة التي عرضها في مؤتمر علمي : أن نبات البيت الذي استمع للقرآن الكريم ازداد طوله أربعة وأربعين بالمئة من طول النبات الضابط في البيت الرابع ، وازدادت غلته مئة وأربعين بالمئة من غلة البيت الرابع الضابط ، أما البيت الثاني والثالث اللذان تحملا التعذيب ، ورؤيته فقد تدنى طول نباتهما خمسة وثلاثين بالمئة ، وهبط إنتاجه إلى ثمانين بالمئة ، وهذا تفسير علمي للبركة ، فحينما يزرع المؤمن يقرأ القرآن بنفس طيبة ، ويذكر الله دائماً فهذا الذكر أمام النبات يزيد في الغلة .
المذيع :
سبحان الله ! تجربة علمية مقنعة في آن واحد ، هذا ما يحصل عليه المؤمن حينما يذكر الله سبحانه وتعالى ، وكما ذكرتم في البداية أن الله سبحانه وتعالى قال :
هذا هو ما يحصل عليه من يذكر الله سبحانه وتعالى ، إن كان على نبات ، أو حيوان ، أو ما شابه ذلك .
الأستاذ :
لكن يجب أن نعتقد أن لكل شيء خلقه الله في هذا الكون نفسًا تسبح الله بطريقة لا نعرفها ، حتى الجمادات لها نفوس ، لو درس الإنسان الفيزياء لرأى أن هذه المواد الجامدة فيها ذرات ، فيها نواة ، وكهارب ، ونيترونات ، وحركة دائبة تدور حول هذه النواة ، فكل شيء فيه حياة ، فقال :
تروي السيرة أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يخطب على جذع نخلة ، فلما صنع له أصحابه المنبر حنت النخلة إليه ، فكان يقف على المنبر ، ويضع يده على النخلة إكراماً لها ، فَعَنْ جَابِرَ بْن عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ يَسْتَنِدُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، فَلَمَّا صُنِعَ الْمِنْبَرُ ، وَاسْتَوَى عَلَيْهِ اضْطَرَبَتْ تِلْكَ السَّارِيَةُ كَحَنِينِ النَّاقَةِ ، حَتَّى سَمِعَهَا أَهْلُ الْمَسْجِدِ ، حَتَّى نَزَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاعْتَنَقَهَا ، فَسَكَتَت )) .
(الترمذي ، النسائي ، أحمد)
فالمؤمن حينما يتعرف إلى الله يملك ما يسمى بالشفافية يتعامل مع المخلوقات تعاملا فيه مشاركة ، ومحبة ، ومودة .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ : (( أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ ، وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ هَدَفًا ، أَوْ حَائِشَ نَخْلٍ ، قَالَ : فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَإِذَا جَمَلٌ ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ ، وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ ، فَقَالَ : مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ ؟ فَجَاءَ فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ : لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا : فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ : وَتُدْئِبُهُ)) .
( أبو داود ، أحمد)

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ ، إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ )) .
(صحيح مسلم)
هذا قبل البعثة ! فالمؤمن حينما تشف نفسه يتعامل مع من حوله في مستوى من المشاركة الوجدانية والمحبة ، ولأن الإنسان أحب الله فيحب كل مخلوقاته ، ومخلوقات الله عز وجل كلها في خدمته ، لأنها مسخرة إليه .
مرة كنت في زيارة بستان في أطراف دمشق ، وقد زرع صاحبُه بعضاً من مساحته بالقمح ، أمسكت خمساً وثلاثين سنبلة من حبة قمح واحدة ! حبة قمح أنبتت خمساً وثلاثين سنبلة ، وعددت حبات سنبلة واحدة خمسين حبة ، فكان المحصل ألف وسبعمئة وخمسين حبة من حبة ! فهذا يبين أن فضل الله لا حد له ، فأحياناً نزرع القمح في بلدنا الطيب ، في بعض الأعوام مجموع إنتاج القمح ستمئة وخمسين ألف طن ، في بعض الأعوام أربعة ملايين طن ، فهذا عطاء الله عز وجل ليس له حدود .
فالعبرة أن نؤهل أنفسنا لهذا العطاء ، لأن الله سبحانه وتعالى لا يعقل ، ولا يقبل أن يقنن تقنين عجز ، نحن بني البشر إذا قننا تقنين عجز ، قد نقطع الكهرباء والمياه ، هذا من عجزنا ، لكن الله عز وجل إذا قنن فيقنن تقنين تأديب .
مرت المنطقة بسنوات فيها شح بالأمطار ، قرأت بحثاً عن سحابة في الفضاء الخارجي اكتشفت قبل أعوام يمكن أن تملأ محيطات الأرض ستين مرة في أربع وعشرين ساعة بالمياه العذبة ، وهذا يؤكد قوله تعالى :


(سورة الحجر)
وحتى نفهم ما يجري في الأرض من تقنين .
(سورة الشورى)
فتقنين الله عز وجل لعباده أحياناً يعد تقنين تأديب وتربية ، لا تقنين عجز وافتقار .
المذيع :
أيها الإخوة والأخوات ، وكما حدثنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي عن دلائل نبوة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقد حن النخيل ليديه الشريفتين عليه الصلاة والسلام ، وصلى عليه الحجر .
كنا قد بدأنا في بحثنا في هذا اللقاء في أثر القرآن في تقويم سلوك النبات ، فكانت تجربة جميلة جداً في باحة لدولة عربية مجاورة .
الأستاذ :
من دلائل نبوته أيضاً أنه رأى إحدى أصحابه يذبح شاة أمام أختها ، فغضب غضباً شديداً ، قال : (( أتريد أن تميتها مرتين ؟ هلا حجبتها عن أختها )) .
(ورد في الأثر)

هذه رحمة النبي بالحيوان صلى الله عليه وسلم .
المذيع :
يدلنا هذا البحث وهذا الكلام من السيرة النبوية الشريفة أن للنبات حياة ، وله حس ، ويشعر بالآخرين ، كما للدابة شعور أيضاً .
إخوة الإيمان والإسلام ، إلى حلقة قادمة ، ومع هذه الحلقات مع فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، نستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
البرزخ بين البحرين – الحجر المحجور
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلِّ ، وسلم ، وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
في القرآن الكريم مئات الآيات الكريمة التي تتعلق بعلم الكون ، والفلك ، والإنسان ، والبحار ، والأرض ، منها ما كشف العلم عنها ، وعن مضامينها ، ومنها ما لم يكشف بعد ، ويستطيع الباحث أن يستخلص من هذه الآيات بعد درسِها بصورة منهجية ، وعلى ضوء ما ثبت من العلوم الفلكية والكونية والأرضية الخطوطَ الرئيسيةَ لهذا العلم الأخاذ ، الذي يعطينا فكرة علمية عن قدرة المولى وعظمته سبحانه وتعالى .
معنا في هذه الحلقات مَن يحدثنا عن عظمة الخالق من خلال مخلوقاته ، معنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، الأستاذ المحاضر في كلية التربية بجامعة دمشق ، خطيب ومدرس ديني في جوامع دمشق ، أهلاً وسهلاً بفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي .
هناك كلمة في القرآن الكريم ( البرزخ ) ، نتمنى من فضيلتكم أن نتعلم من خلال هذه الكلمة معناها ، ودقة التفصيل في هذه الآية الكريمة :
(سورة الرحمن)
الأستاذ :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أستاذ عبد الحليم ، ً ، لا بد من مقدمة تلقي ضوءاً على هذا البحث ، وهي أن النبي عليه الصلاة والسلام أرسله الله لكل الشعوب ، للعالمين كافة ، لذلك ينبغي أن تكون معجزته مستمرة ، ذلك لأن الأقوام السابقين كان لكل قوم نبي قد بعث إليهم ، قال تعالى :
(سورة الرعد)
وكانت المعجزات السابقة حسية ، بمعنى أنها وقعت ، ولن تقع ثانية ، أصبحت خبراً يصدقه من يصدقه ، ويكذبه من يكذبه ، ولكن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم كانت معجزة علمية ، ففي هذا القرآن الكريم آيات تزيد على ألف وثلاثمئة آية تتحدث عن الأكوان ، وخلق الإنسان ، والأسماك ، والأطيار ، وبقية المخلوقات ، هذه الآيات باجتهاد من النبي  لم يشرحها ، وقد قلت سابقاً : إنه لو شرحها شرحاً مقتضباً مبسطاً ليفهمها من حوله لأنكرنا نحن عليه ، ولو شرحت شرحاً مفصلاً يلبي حاجتنا للدقائق والتفصيلات لأنكر من حوله ذلك ، تركت هذه الآيات من دون شرح ليكون لكل عصر دور في شرح هذه الآيات ، ويتوافق هذا العمل الذي جاء من طرف آخر ليوضح ما جاء في القرآن دون أن يشعر ، كي يتوافق مع قوله تعالى :
(سورة فصلت)
الطرف الذي يكتشف هذه الحقائق ليس المسلمين ، ولكنه طرف آخر ، قد لا يعتقد بأحقية هذا الكتاب الكريم ، وهذا دقيق جداً ، لأن المسلمين لو أتوا بهذه الحقائق لاتهموا أنهم دبروها تدبيراً ، أما حينما يأتي طرف لا يعبأ بنبي ، ولا بكتابه الكريم ، ويأتي بحقيقة ناصعة تتوافق توافقًا تامًّا مع ما في القرآن الكريم لاتضح أن الخالق واحد ، هذا خَلقه ، وهذا كلامه ، فكلامه يتطابق مع خلقه .
الآية التي ذكرت هذه الظاهرة والتي تفضلت بها هي قوله تعالى :
(سورة الرحمن)
أي إن هذا البحر مضطرب ، فيه أمواج ، وحركة دائبة ، ولهذه الحركة مزية كبيرة في بقاء مياه البحر بعيدة عن أن تكون مياه آسنة ، فهذا البحر يضطرب ، وقد يلتقي البحران .
مثلاً : البحر الأسود يلتقي مع البحر الأبيض في البوسفور ، والبحر الأبيض يلتقي مع البحر الأحمر في قناة السويس ، والبحر الأحمر يلتقي مع البحر العربي في باب المندب ، والبحر الأبيض يلتقي مع المحيط الأطلسي في مضيق جبل طارق ، هذه أماكن تلتقي فيها البحار ، والمفسرون كما تفضلت هذه الآية لم تكن موضحة في أذهانهم ، أين هذا البرزخ ؟ حينما اكتشفت المركبات الفضائية ، وحينما تمكن الإنسان من أن يصور الأرض من الفضاء اتضح في هذه الصور أن بين كل بحرين خطاً وهمياً ، هو خط تمايز لونين ، فهذه منطلق الفكرة لفهم هذه الآية .
فبعض علماء البحار نزل إلى باب المندب ، أو إلى مضيق جبل طارق ، أو إلى قناة السويس ، فكأن هناك خطٌّ بين كل بحرين يمنع تداخل مياه البحرين بعضمها في الآخر ، ذلك أن العلماء قاسوا ملوحة كل بحر ، ومكونات كل بحر ، وكثافته ، فإذا هي متباينة الكثافة والمكونات والملوحة ، والخصائص ثابتة لا تتبدل حتى عند التقاء مياه البحرين
اطلعتُ على بحث مفاده أن بعض علماء البحار أتى بكم كبير من قصاصات الورق ، ووضعها في هذا المكان الذي يبدو فيه الحاجز بين البحرين ، فلم تنتقل إلى البحر الآخر ، فاتضح أن بين البحرين برزخاً ، أي حاجزاً موجودًا ، أما طبيعته فلا تزال غامضة .
المذيع :
فضيلة الدكتور ، كلمة البرزخ هل كان لها معنى الحاجز في وقت العربية ؟
الأستاذ :
هي الحاجز ، لكن لم يفهم ما طبيعة هذا الحاجز ، برزخ حاجز بين شيئين ، لكن طبيعته لم تكن واضحة ، الآن علمنا نتائج هذا الحاجز ، لكن طبيعته لا تزال مجهولة ، نحن في العلم قد ندرس الآثار ، أما الكُنه فقد لا نعرفه ، الكهرباء لها آثار واضحة جداً ، واستخدمها الإنسان أوسع استخدام ، لو سألت أعلم علماء الأرض في الكهرباء لَمَا أعطاك جواباً شافياً ، ما طبيعة الكهرباء ؟ كل شيء فوق طبيعة البشر ، لكن آثاره قضية مقدور عليها ، لكن الآن اتضح أن البرزخ الذي بين البحرين هو الحاجز الذي يفصل مياه كل بحر عن مياه البحر الآخر ، فلا تختلط المياه ، ولا سيما في أماكن اتصال ، بل إن لكل بحر ملوحته وكثافته ومكوناته وخصائصه ، الأمر الذي يلقي ضوءاً كاشفاً على إعجاز هذه الآية العلمي ، فالقرآن الكريم فيه إشارات لبعض حقائق الكون من دون تفصيلات ، لئلا يصبح الكتاب كتاب علم ، وهو كتاب هداية ، لكن من أجل أن تتيقن أن الذي أبدع الأكوان هو الذي أنزل القرآن تأتي هذه الآيات العلمية فيها إشارات لطيفة إلى حقائق لم يتم اكتشافها حين نزول القرآن ، ولكنها بعد حين من الزمن أصبحت واضحة جلية .
لا تبغي مياه بحر على مياه بحر آخر ، بفضل هذا البرزخ الذي وجد بين البحرين لا يختلطان ، طبعاً هذا من باب الاستعارة ، في سورة الكهف قال تعالى :
(سورة الكهف)
أعطي هذا الجدار صفة الإنسان ، أو شبه به ، وحذف المشبه به ، وبقيت بعض لوازمه ، وهو الإرادة فقال :
هذا في البلاغة اسمه الاستعارة ، أنت حينما تقول :
وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع
أنشبت أظفارها ، شبهت المنية بوحش ، وحذف الوحش ، وبقيت بعض لوازمه ، وهو إنشاب الأظفار ، هذه استعارة يسميها علماء البلاغة مكنية ، أما الاستعارة التصريحية فشيء لطيف ، قال بعض الشعراء يصف بنتاً صغيرة تبكي
فأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت ورداً وعضّت على العناب بالبرد
أمطرت دموعاً كاللؤلؤ على خد كالورد ، فأمطرت لؤلؤاً من نرجس ، من عيون كالنرجس ، وعضت على الأصابع كالعناب بأسنان كالبرد ، هذه استعارة تصريحية ، والمكنية كما قال تعالى :
هنا شبه البحر بعدو يبغي على خصمه ، فقال تعالى :
والحقيقة أن قواعد البلاغة شيء رائع جداً ، وربما ألقت ضوءاً كاشفاً على حقيقة إعجاز القرآن الكريم :
الله يخاطب الإنس والجن .
هناك آية ثانية في هذا الموضوع ، قال تعالى :
(سورة الفرقان)
البرزخ بين البحرين ، أما الحجر والمحجور فبين البحر والنهر .
أستاذ عبد الحليم ، يوجد ينابيع في البحرين ، يركب الإنسان قارباً ليصل إلى نبع في البحر ، وفي الساحل السوري ينابيع كثيرة في وسط البحر ، وهذا أيضاً من إعجاز القرآن الكريم ، فالمياه العذبة لا تختلط بالمياه المالحة ، يتضح هذا واضحاً جلياً في مصبات الأنهار ، نهر كالأمازون الذي كثافته ثلاثمئة ألف متر مكعب في الثانية ! قد يمشي في البحر خمسين إلى ستين إلى ثمانين كيلو مترًا ، وتبقى المياه عذبة ، لذلك أكبر تجمع لصيد السمك في البحار هو مصبات الأنهار ، لأن مياه الأنهار عذبة ، ومياه البحار مالحة ، وبينهما حجر محجور ، يمنع اختلاط المياه العذبة بالمالحة .
لذلك أسماك المياه العذبة تبقى في المياه العذبة ، ولا تنتقل إلى المياه المالحة ، أكبر تجمع صيد السمك في مصبات الأنهار ، وهذا معنى قوله تعالى :
الإنسان حينما يركب البحر ، وتغرق السفينة ، ويستقل قارب نجاة قد يموت عطشاً كما قال الشاعر :
كالعيس في الصحراء يقتلها الظما والماء من فوق ظهورها محمول
إنسان يركب البحر يموت عطشاً .
المذيع :
فضيلة الدكتور ، إن أردنا أن نفسر بعض الكلمات في هذه الآية الكريمة :
الأستاذ :
العذب الفرات الماء المستساغ ، الماء العذب الطيب الذي تستسيغه النفس البشرية ، ملح أجاج الذي يمجّ ، لا يحتمل ، يتقيؤه الإنسان ، لا يستساغ ، عذب فرات يستساغ ، بقي شيء ، أن هذا الذي اكتشف هذه الحقيقة ظن أنه بلغ الثريا ، فلما أنبأ أن في القرآن الكريم آية تشير إلى ذلك لم يصدق ! وفي بعض المقالات لعله أسلم ، هو كشف أن بين البحرين حاجزاً ، بينهما حجر محجور ، العذب والفرات ، ثم ظن أنه كان الأول في هذا الكشف العلمي ، فإذا في القرآن الكريم آية تشير إلى أن القرآن جاء بهذه الحقيقة قبل ألف وأربعمئة عام ، فهناك من يقول : إنه أعلن إسلامه .
المذيع :
إذاً كنا في هذه الحلقة مع فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، وفسرنا الآية الأولى :
والآية الأخرى :
التربة وما تحتويه ـ الزنجبيل
بسم الله الرحمن الرحيم
( سورة الذاريات ) .

السماء ، البرزخ ، النحل ، الأرض ، ظلمات الفضاء ، الكون ، النمل ، الكواكب دقة الإنسان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم(المقدمة الثانية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية)
» اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية)
» اغرب اعجاز علمي في القران الكريم (المقدمة الأولى )
» اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم (التفكر في الخلق والكون)
» بحث علمي عن اعجاز القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: