ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية) Empty
مُساهمةموضوع: اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية)   اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية) Emptyالأربعاء أكتوبر 14, 2009 9:11 am

المقدمة الثانية
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، يا أرحم الراحمين .
إخوة الإيمان والإسلام ، في هذه الحلقة من برنامج الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة ، معنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، أستاذ محاضر في كلية التربية بجامعة دمشق خطيب ، ومدرس ديني في جوامع دمشق ، أهلاً وسهلاً بكم مجدداً .
قال الله عز وجل في كتابه الكريم :  سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ  .
(سورة فصلت : 53)
سنفصل إن شاء الله في هذه الحلقة عن الإعجاز العلمي تفسيراً وتعريفاً للمستمعين ، وكنا قد فصلنا ، ولكن بشكل عام في الحلقة الماضية .
الأستاذ :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
الله جل جلاله خلق هذا الكون كما قلت في اللقاء السابق : كمظهر لأسمائه الحسنى ، وصفاته الفضلى ، لكن هناك قاعدة رائعة من مسلَّمات العقل ، أن كمال الخَلق يدل على كمال التصرف ، فلا بد من تناسب بين تفوق فكري وبين تفوق سلوكي ، فإذا ظهرت حكمة الله عز وجل وعلمه ورحمته في خَلقه ألا يقتضي هذا الكمال الإلهي الذي بدا صارخاً في خلقه أن يكون ما يقابله من كمال في إرشاد العباد إلى سر وجودهم وغاية وجودهم ؟
بشكل مبسط ، أنت أب مثالي ، رأيت ابنك يتجه نحو المدفأة ، وهي مشتعلة ، هل تبقى صامتاً ؟ ألا ينبغي أن تتحرك ، أو تقول كلمة ، أن تزجره ، وترشده ، لذلك الحقيقة المسلَّم بها أن كمال الخلق يدل على كمال التصرف ، مع أن الله سبحانه وتعالى أعطى عباده كل مقوِّمات إيمانهم ، وطاعتهم ، وسعادتهم ، لكنه تفضل عليهم برسالات الأنبياء ، والدليل :
(سورة آل عمران)
المن هو العطاء الزائد ، مثلاً : ابنك في مدرسة ، اخترت له أفضل مدرَسة ، وأفضل مدرِّسين ، وكل الوسائل مؤمَّنة في أعلى مستوى ، وفوق كل ذلك جعلت له أستاذاً خاصاً يأتيه إلى البيت ، فهذا الأستاذ الخاص ليس من حقه ، الوسائل الأساسية كافية لتفوقه ، ولكنك تفضلت عليه بوسيلة استثنائية ، فبعثة الأنبياء هي مَنٌّ مِنَ الله لعباده ، لكن العقل يدل على الله ، والفطرة تدل ، والكون يدل ، وكل شيء خلقه الله يدل عليه ، فمن كمال الخَلق لا بد من أن يكون منه كمال التصرف ، فمن هنا بدأت بعثة الأنبياء .
المذيع :
كمال الخلق لله عز وجل ، وهنا يجب على المؤمن والمسلم التصرف السليم ، مطلوب منه الكمال .
الأستاذ :
الله عز وجل لو جعل أنبياءه ملائكة لسقطت الحجة ، يا أخي ، أنت مَلَك ، وأنا بشر ، أنا
عندي شهوات ، لحكمة أرادها الله جعل أنبياءه ورسله من بني البشر ، ولولا أن النبي  بشر يعاني ما يعانيه البشر ، وتجري عليه كل خصائص البشر لما كان سيد البشر ، ولما كان حجة أمامنا ، لو أن النبي  مَلَك لا يشتهي ، لا يتألم ، لا يخاف ، كيف يكون قدوة لنا ؟ فلا بد من أن يكون هذا الرسول ، أو ذاك النبي من بني البشر ، يعاني ما يعانيه البشر .
(سورة الكهف)
المذيع :
هناك تميّز للنبي صلى الله عليه وسلم .
الأستاذ :
لكن هذا التميّز مبني على التفوق ، والدليل :
(سورة آل عمران)
في النبوة جانب كسبي ، وجانب وهبي ، ليس من المعقول أن تقول : النبوة كلها جانب وهبي ، إنسان عادي جداً يجعله الله نبياً بلا سبب ؟
فهناك جانب من النبوة كسبي ، الله عز وجل اصطفى أنبياءه من قمم البشر ، الآن بعد أن اصطفاهم منحهم الوحي ، والمعجزات ، والبيان ، والتذكر التام :
(سورة الأعلى)
أعطاهم وسائل النبوة ، تماماً كما لو أنك أردت أن تضع سفيراً في أقوى دولة في العالم تحتاجه متفوقاً في اللغة الأجنبية ، في العلوم ، والآداب ، وذكاء اجتماعي ، وله شكل مقبول ، بعد أن تتوافر فيه سياساته الأساسية ، دراساته من كسبه ، تمنحه جواز سفر ، وحقيبة دبلوماسية ، وشيكًا مفتوحًا ، هذه كلها تأتي بعد الاختيار ، فكأن الله عز وجل اصطفى أنبياءه وهم قمم البشر ، ثم منحهم وسائل الدعوة إليه .
المذيع :
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، نرى في معجزات كل نبي تميُّزًا ، وهناك تمايز في المعجزات ، هل هناك من هدف من وراء ذلك ؟
الأستاذ :
نعم ، سآتي إلى هذا الموضوع بعد قليل ، فالله عز وجل اختار الأنبياء من بني البشر ، لأن النبي يشعر كما يشعر البشر ، لكنه انتصر على بشريته ، نحن خلقنا جميعاً لنكون على شاكلة محمد  ، لأنه بشر فيه كل صفات البشر ، لكنه انتصر على بشريته ، واستحق هذه المرتبة العليّة .
المشكلة الآن أن هذه الديانات الوضعية فيها ولاء فقط الآن وطقوس تؤدى بسهولة ، لذلك الأتباع بمئات الملايين ، لا يوجد جهد ، ولا ثمن ، يكفي أن أعلن ولائي لهذا الإله المزعوم ، وأن أمارس بعض الطقوس ، حركات ، وسكنات ، وتمتمات لا معنى لها ، هذه الطقوس ، أما في منهج الله عز وجل ففيه افعل ، ولا تفعل ، الفكرة دقيقة : الإنسان أودعت فيه الشهوات ، كما قلت في الحلقة السابقة ، فهي تمهيد لكل الحلقات إن شاء الله ، فالإنسان أودعت فيه الشهوات ، وهو مخيّر ، بإمكانه أن يمارس هذه الشهوة بمئة وثمانين درجة ، جاء المنهج الإلهي ، وسمح لك بثمانين درجة فقط ، المرأة زوجتك ، المال دخل حلال ، فالشهوات واسعة جداً ، وأنت حر ، لكن المنهج الإلهي أعطاك زاوية مسموحٌ من خلالها أن تمارس هذه الشهوة .
أقوى دليلٍ على ذلك :
(سورة القصص)
المعنى المخالف : أنه لو اتبع هواه وفق هدى الله فلا شيء عليه ، لو أن الإنسان اتبع هواه في حب المرأة ، فتزوج امرأة تحصنه من أن ينظر إلى غيرها ، فلا بأس في ذلك ، اشتهى المال ليأكل ويشرب هو وأولاده ، ليسكن في بيت ، فعمل في تجارة مشروعة إسلامية ، لا شيء فيه ، فالأنبياء حينما أرسلهم الله عز وجل معهم منهج ، معهم افعل ولا تفعل ، منهج الله يحدّ من شهوات المعرضين ، هذا الإنسان المعرض مصلحته في أن يمارس هذه الشهوة بأوسع أبوابها ، فجاءه منهج يقول له : غضّ البصر ، دع الربا ، والغيبة ، والنميمة ، والتباهي بالآباء والأجداد ، فردُّ فعل هؤلاء الذين يتحركون أوسع زاوية في شهواتهم ، الموقف الطبيعي لهم أن يكذبوا هذا النبي .
الله عز وجل أرسل أنبياء من بني البشر ، ومنحهم تفوق في كل شيء ، لكن معهم منهج ، هذا المنهج يقتضي أن يحد من شهوات الناس ، فرد فعل الغارقين في شهواتهم تجاه هذا المنهج أن يكذبوا الرسول ، كيف يثبت الرسول أنه رسول هنا موضوع الحلقات : كيف يثبت هذا الرسول الذي أرسله الله ، ومعه منهج لهؤلاء البشر الضالين الضائعين ، وقد كذبوه ، وادعوا أنه ساحر ، وكاهن ، ومجنون ، وشاعر ، وهو رسول في الحقيقة ، فكيف يثبت هذا الرسول لهؤلاء المعرضين الكافرين أنه رسول ؟
المذيع :
المعجزة كما ذكرنا سبب لعدم تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم .
الأستاذ :
هذا هو السبب ، أو كيف يشهد الله لهذا الإنسان أنه رسول ؟ إن شئت أن تقول : كيف يثبت هذا النبي الكريم لقومه الذين كذبوه أنه نبي أو رسول ، أو كيف يشهد الله لعباده أن هذا الذي أرسله هو نبي ، أو رسول ، لا بد من أن يؤيده بالمعجزات ، هنا بدأ محور هذه الحلقات المباركة إن شاء الله .
المعجزة خرق للنواميس وللقوانين وللعادات ، لا بد لإنجاب الولد من أب وأم ، فإذا جاء الولد من أب بلا أم ، أو من أم بلا أب ، أو من غير أب وأم فهذا خرق للنواميس ، المعجزة لا تقبلها العادات ، ولكن العقل يقبلها ، لماذا لأن الذي قنن هذا القانون عدّله ، الذي نظّم هذا النظام بدّله ، فالمعجزة هي خرق للنواميس .
هناك ملمح لطيف جداً في هذا المجال ، وهو أن الله لحكمة أرادها جعل لكل شيء سبباً ، لكن الناس أحياناً يؤلِّهون السبب ، ويعتمدون عليه ، ويستغنون عن رحمة الله ، فقد تأتي المعجزات أو خرق النواميس تذكيرًا للناس ، من أن السبب لا يخلق النتيجة ، لكن الله يخلق النتيجة ، فأحياناً الأمطار لا تنزل ، مع أن المنطقة ساحلية والمنخفضات كثيرة جداً ، لكنها لا تمطر ، فحينما نعتمد على السبب ، ونؤلّهه فقد وقعنا في الشرك ، وهذا مرض الغربيين ، وحينما لا نأخذ به هذا مرض الشرقيين ، ولكن نريد أن نفرق دكتور بين العلم ، وأن نتبع العلم كما هو ، وطبعاً أن نتبع بشكل أعمى ، هنا نريد أن نفرق بهذه النقطة حتى لا نتجنى على العلم .
أنا حينما أرى زلزالا ، هناك حقائق علمية وراء الزلزال ، هناك حركة باطنية في الأرض ، وطبقات انزاحت عن مكانها ، فسببت هذا الزلزال ، هذا التفسير العلمي الحقيقي الواقعي لا يتناقض مع التفسير الإلهي للزلزال .
فالله إذا أراد إهلاك قرية زلزل أرضها فرضاً ، فالله مسبِّب الأسباب ، لا أرى تناقضاً بين التفسير الإلهي التوحيدي للزلزال والتفسير العلمي ، لأن الله حينما يكرم يكرِم بسبب ، وحينما يهلك يهلِك بسبب ، إن أراد إهلاك قرية بالزلزال تتحرك الطبقات الباطنية ، وتصبح زلزالاً فتدمر القرية ، هل يتناقض التفسير العلمي مع التفسير التوحيدي ؟ القرآن لا يتناقض إطلاقاً .
لكن أريد أن أقول : هذه المعجزة خرق للنواميس ، يقبلها العقل ، ولا تقبلها العادة ، أنا أَلِفْتُ أن النار تحرق ، فإذا ألقي إنسان في النار ، ولم تحرقه النار فهذا خرق للنواميس ، الذي أعطى النار فاعلية الإحراق عطّل هذه الفاعلية ، والآية الدقيقة جداً :
(سورة الأنبياء)
لو قال الله : كوني برداً لمات من البرد ، ولكنه قال :
لنجى ، ولتعطّل مفعول النار إلى لأبد ، ولكن خصص فقال :
فالذي خلق القانون يعطله ، أو يغيره ، أو يبطله ، فالمعجزة في الأصل خرق للنواميس ، الأنبياء السابقون ، ولحكمة أرادها الله عز وجل كانت معجزاتهم حسية ، أي إنها كعود الثقاب ، يتألق مرة ، ويصبح خبراً يصدقه من يصدقه ، ويكذبه من يكذبه ، لكن لأن النبي عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء ، ورسالته خاتمة الرسالات ، وهو للعالمين قاطبة ، وهو رحمة للعالمين جميعاً ، رسالته لكل البشر ، فلا بد من أن تكون معجزته مستمرة ، معجزات الأنبياء السابقة هي معجزات حسية ، لأن لكل قوم هاد ، هذه المعجزة لهؤلاء القوم ، ولهم نبي ، أما معجزة النبي عليه الصلاة والسلام ، لأنه لكل البشر ، ولكل أهل الأرض ينبغي أن تكون متميزة ، من هنا كما تفضلت قبل قليل تميزت معجزة النبي عليه الصلاة والسلام عن بقية المعجزات بأنها مستمرة ، فكانت علمية ، ولم تكن حسية ، حسية تقع مرة واحدة ، ولن تقع بعدها ، تصبح خبراً يصدقه من يصدقه ، ويكذبه من يكذبه ، لكن معجزة النبي الكريم معجزة مستمرة باقية إلى أبد الآبدين ، أو نهاية الدوران ، لذلك هي معجزة علمية ، ففي هذا القرآن الكريم ألف وثلاثمئة آية تتحدث عن الكون ، وعن المجرات ، والشمس والقمر ، والليل والنهار ، وعن الجبال وعن البحار ، والأنهار والأمطار ، والأسماك والأطيار ، تتحدث عن خلق الإنسان ، هذا الكم الكبير من آيات القرآن الكريم الشيء الذي لا يصدق أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يشرحها أبداً ‍‍! لحكمة بالغة ، إما باجتهاد منه أقره عليه الوحي ، أو بوحي من الله ، لماذا ؟
المذيع :
العجيب فضيلة الدكتور أن الصحابة كانوا يسألون عن أشياء كثيرة ، إلا هذه الأشياء .
الأستاذ :
يسألون عن أحكام العبادات ، لأنها هي التي تقربهم إلى الله عز وجل ، هم عاشوا مع النبي  ، ومع الوحي ، عاشوا الإسلام بأقوى مظاهره ، لذلك هم بحاجة إلى طاعة الله عز وجل ، أما نحن ف أصل الدين عندنا مهزوز ، ولا بد من أدلة قوية ، لذلك نبحث عن الإعجاز .
فالنبي عليه الصلاة والسلام لو تصورنا أنه شرح هذه الآيات الألف والثلاثمئة بطريقة كما أراه الله آيات الكون .
(سورة النجم)
لو شرحها شرحاً مبسطاً جداً يتناسب مع بيئات العصر ومعطيات العلم في وقت النبي الكريم لأنكرنا عليه ، الحكمة التي لا تصدق أنها تركت بلا شرح ، ليتحرك العلم ، ويكشف في كل وقت وزمن أسرار هذه الآيات ، وتلك المعجزات ، فكان هذا القرآن بحق معجزة النبي عليه الصلاة والسلام المستمرة ، ولكن لا بد من تعليق بسيط :
مثلاً : لو كان هناك إعجاز في أن الكمبيوتر في عصر سيدنا عيسى لا قيمة له ، لا بد من أن يكون الإعجاز في مجال تفوق به الكون ، تفوقوا في الطب لدرجة مذهلة ، فجاءت معجزة سيدنا عيسى إحياء الميت ، وهذا فوق مقدور الطب ، في عهد سيدنا موسى كان السحر عصا تصبح ثعبان مبيناً ، هذا فوق عمل السحرة ! فيجب أن تكون المعجزة في موضوع تفوق فيه الكون ، وتحداهم الله به ، هذا الذي أريد أن أوضحه في موضوع المعجزات .
المذيع :
التميز ، طبعاً معجزات الأنبياء ، أو النبي بحسب كل قوم يأتون إليه ، فضيلة الدكتور ، ما دمنا في هذه الحلقات الأولى من البرنامج نريد أن تحدثنا عن تقسيم الموضوعات للحلقات القادمة .
الأستاذ :
الكون مصطلح علمي حديث ، يقابله في القرآن السماوات والأرض ، وهو مصطلح قرآني يعني الكون ، فهذه المعجزات ، أو آيات الإعجاز العلمي للكتاب والسنة هي في حيز الكون كله ، فإذا بدأنا بالمجرات بالكازارات ، بالمذنبات ، بالمجموعة الشمسية ، بالشمس ، بالقمر ، بالليل والنهار ، بالأرض ، بجبالها ، ببحارها ، وبحيراتها ، وأنهارها ، وأمطارها ، بصحاريها ، بحيواناتها ، بأسماكها ، بأطيارها ، بالإنسان ، بأجهزته ، وطبعه ، فالحقيقة أن موضوع الإعجاز يشمل كل هذه الموضوعات ، ونحن قد نأخذ بها بتسلسل ، أو بغير تسلسل ، العبرة أن كل موضوع يعد وحدة قائمة بذاته تدل على الله .
ملاحظة لطيفة– قد يسأل سائل – لمَ لم يكن القرآن مبوباً على الأبواب ؟ باب الكون ، باب التشريع ، باب التاريخ ، باب الجنة والنار ، إن كان كذلك فهو ليس كتاب هداية ، هذا الترتيب ترتيب موضوعي ، لكن الترتيب ترتيب سيكولوجي ، هو أقرب إلى النفس البشرية ، فأنت في سورة واحدة تقرأ آية كونية ، وقصة من قصص الأقوام الغابرة ، ومشهداً من مشاهد الجنة أو النار ، ثم حكماً شرعياً ، ثم توجيهاً إلهياً ، ونحن حينما نتنقل من بحث إلى بحث ، من إنسان ، إلى طائر ، إلى حيوان ، إلى جبل ، إلى نهر ، إلى كون ، إلى مجرة ، هذا وفق الترتيب القرآني .
فالعبرة أن كل حلقة إن شاء الله سوف تختص بموضع متكامل يعطي الإنسان دفعة إيمانية يتأثر بها في معرفة ربه ، وأنا أقول دائماً : إن هذه الآيات الكونية أقصر طريق إلى الله ، وأوسع باب ندخل منه على الله عز وجل .

الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
إخوة الإيمان والإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،هذه حلقة جديدة من برنامج الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة ، آياته في القرآن الكريم ، وفي كونه العظيم ، وفي أفعاله ، فإذا تتبعت أفعال الله عز وجل رأيت يداً حكيمة عليمة ، رحيمة قديرة ، بيدها كل شيء ، وإذا تتبعت خلقه رأيت الإعجاز والكمال ، معنا اليوم فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، أستاذ محاضر في كلية التربية بجامعة دمشق ، خطيب ومدرس ديني في جوامع دمشق ، أهلاً وسهلاً بك .
بداية فضيلة الدكتور ، رأينا وقرأنا في كتابكم فضل الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة أنكم تحدثتم الكثير عن آية في سورة الرعد ، ألا وهي قوله تعالى :
(سورة الرعد)
ما هو التفسير لهذه الآية ؟
الأستاذ :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أستاذ عبد الحليم ، ًَ على هذه الندوات ، هذه الآية لا بد لها من تمهيد ، قلت في الحلقة الأولى : إن العقل البشري أداة معرفة الله عز وجل ، لكن قدراته محدودة ، بمعنى أن العقل إذا جال في الكون جولة يستنبط أنه لا بد لهذا الكون من خالق ، يأتي الوحي ، ويجيب العقل عن هذا السؤال الذي قلت : إنه لا بد له من خالق ، إنه الله ، الله الذي رفع السماوات ، فالحقيقة أنّ كلمة :  اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا هي في مضمونها إجابة لتساؤل العقلمن أن هذا الكون لا بد له من خالق ، فهذه هي الإجابة :
(سورة الملك)
(سورة الرعد)

لا بد من تكامل بين العقل والنقل ، سأوضح هذا بمثل :
إذا دخلت إلى جامعة فرأيت أبنيتها ، وقاعات المحاضرات والمخابر ، وبيوت الطلبة ، والحدائق الغناء والملاعب ، عقلك يستنبط عشرات الحقائق من هذا الذي رأيته ، الآن الملاحظة : لاحظت دقة في الأبنية ، وتناسب الأبنية مع أهداف الجامعة ، وقاعات المحاضرات ، فيها عزل للصوت ، ومدرج ، وسبورات تمسح آلياً ، بيوت الطلبة حول حدائق ، وموقع الجامعة بعيد عن الضوضاء ، والمخابر العملاقة ، تستنبط أن هناك إدارة وجامعة وتخطيطًا وهندسة ، ولكن هل تستطيع أن تستنبط من هو عميد الكلية ؟ من هو رئيس الجامعة من هذه الأبنية ؟ هل لك أن تستنبط نظامها الداخلي ؟ متى ينجح الطالب ؟ ومتى يرسب ؟ هل لك أن تستنبط أسماء الأساتذة ، مستحيل ، فالنظر في أبنية الجامعة ينبئك أن وراء هذه الأبنية مهندسين وعلماء ، لكن من هم ؟ ما أسماؤهم ؟ ما النظام الذي يحكمهم ؟ كيف ينجح الطالب ؟ هذا لا بد من كتيب عن الجامعة ، فالنظر في الكون يكمله الوحي ، التأمل والتفكر في خلق السماوات والأرض يكمله وحي السماء ، فأنت بالعقل إذا جال في الكون تعرف أنه لا بد لهذا الكون من خالق ، يأتي الوحي ويقول لك :
شيء آخر مهم جداً ، الوحي ينقل لك مراد الله منك ! لماذا خلقك ؟ ولماذا جعل الدنيا محدودة ، وجعلها قصيرة ؟ لماذا جعلها ممرًّا للآخرة ؟ فكل هذه التساؤلات يأتيك الجواب عنها في الوحي ، فنحن لا يمكن أن نعتمد على العقل وحده في الإيمان ، تماماً كهذه العين ، فلو أن إنسانًا يملك عينًا في أعلى مستوى من الرؤية ، ما قيمتها من دون ضوء ؟ لا قيمة لها إطلاقاً ، لو جلس إنسان يبصر في غرفة مظلمة ، وإنسان لا يبصر فهما يستويان ، فكما أن هذه العين لا قيمة لها من دون ضوء يتوسط بينها وبين الأشياء ، كذلك هذا العقل لا قيمة له من دون وحي ينير له الطريق ، أقول : العقل من دون وحي :
(سورة المدثر)
العقل وحده لا يكفي فهو محدود ، لا بد للعين من ضوء ، ولا بد للعقل من وحي ، فالله عز وجل يجيب العقل الذي تسائل عن أن هذا الكون يحتاج إلى خالق ، أجابه ، وقال :
بمعنى أنه رفعها بعمد لا ترونها ، وما من تفسير لنظرية التجاذب في الكون إلا هذه الآية ، في الكون قوى تجاذب لا نراها ، لو أنك جئت بورقة ، ووضعت عليها مسمارًا ، وفي أسفل الورقة دون أن نرى المغناطيس حركت هذا المغناطيس فتحرك المسمار ، بين الورقة والمغناطيس قوى تجاذب ، لكنها غير مرئية ، لا تُرى بالعين ، فأنت على وجه الأرض مرتبط بقوى التجاذب ، ما هو وزن الإنسان في الأساس ؟ هو قوة جذبه نحو مركز الأرض ، الوزن كله ، بدليل أن الإنسان فيما بين الأرض والقمر تنعدم الجاذبية ، فيصبح لا وزن له ، رواد الفضاء يستيقظون ، فإذا هم في سقف المركبة ، تنعدم الجاذبية ، فالآية :
من حكمة الله عز وجل أن الأرض تدور حول الشمس ، هذا شيء بديهي ، سرعتها في دورانها حول الشمس ثلاثين كيلو مترًا في الثانية ! نحن من أول هذا اللقاء إلى الآن قطعنا مئات ألوف الكيلو مترات ، وهذا شيء يقيني ، الأرض تدور حول الشمس في مسار إهليلجي بيضوي ، والمسار البيضوي له قطران ، صغير وكبير ، الشكل البيضوي لو أخذنا مركزه ، عندنا نصف قطر طويل ، ونصف قطر قصير ، ليس كالدائري ، كالبيضة تماماً ، فالأرض تدور حول الشمس بمسار إهليلجي ، وهذا المسار له قطر صغير وقطر كبير ، أو نصف قطر صغير ، ونصف قطر كبير ، في أثناء سير الأرض حول الشمس ، وعلى هذا المسار إذا اقتربت من نصف القطر الصغير قَلَّت المسافة بينها وبين الشمس ، وتعلمون أستاذ عبد الحليم ـ جزاكم الله خيراً ـ أن قانون الجاذبية يتناسب مع الكتلة والمسافة ، فإذا قَلَّتْ المسافة ازداد الجذب ، فبديهي أن الأرض حينما تقترب من الشمس في هذا المكان الذي قطره صغير لا بد من أن تنجذب إلى الشمس ، ما الذي حصل ؟ ترفع الأرض من سرعتها ، وكأنها عاقلة ، ترفع هذه السرعة لينشأ من هذه السرعة الزائدة قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة كيف ؟ لو حملت وعاء ماء وملأته ماء ، ودورته ، الماء لا يسقط ، لماذا ؟ لأنك حينما تدير هذا الوعاء ينشأ من هذا الدوران قوة نبذ بعيدة عن المركز ، فالماء لا يسقط ، فالأرض حينما تصل إلى هذه المرحلة الحرجة ، والتي يخشى منها أن تنجذب إلى الشمس ترفع سرعتها ، حيث ينشأ من هذه السرعة الإضافية قوة نبذ استثنائية تكافئ قوة الجذب الاستثنائية ، فتبقى في مسارها ، وهي مادة غير عاقلة .
هل تصدق مركبة في طريق ليس فيها سائق ؟ سيارة من حديد توقفت عند الإشارة الحمراء ، مرّ طفل فأطلقت بوقها ، عند المنعطف انحرفت نحو اليمين ، هل تصدق ذلك ؟ هل تعد المادة عاقلة ؟ هذا شيء مستحيل ، شيء من صخر ، لماذا رفعتْ من سرعتها ؟ ولماذا تابعتْ سيرها ؟ لأن هناك إدراكًا بالجذب القوي ، لأن هناك خالقًا يسيّرها اسمه اللهُ ، لكن الشيء اللطيف لو أنّ هذه الأرض رفعت سرعتها فجأة لانهدم كل ما عليها ، لكن الحكمة البالغة أن التسارع بطيء ، ليبقى كل شيء في مكانه ، تماماً لو وضعت بضع علب في شاحنة ، وأقلعت فجأة تقع العلب ، أو وقفت فجأة تقع العلب ، السبب أن في قانون العطالة الجسم المتحرك يرفض السكون ، والجسم الساكن يرفض الحركة ، لماذا حزام الأمان في السيارة ؟ لأنها إذا توقفت فجأة بسبب حادث فأنت تركب معها ، فأنت يحكمك مبدأ العطالة ، تريد ألا تقف ، فتبقى متحركًا ، فيقع الحادث ، لذلك وجد حزام الأمان لتكون مرتبطًا بالسيارة ، فهذه الأرض حينما تصل إلى هذا المكان الحرج ترفع سرعتها ، فينشأ من رفع هذه السرعة قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة ، فتبقى في مسارها .
الآن الأرض تمشي ، وصلنا إلى القطر الأعظم ، المسافة طالت بينها وبين الشمس ، والجاذبية ضعفت ، يوجد خطر من تفلت الجاذبية للشمس ، الآن خطر آخر ، نوع آخر ، أول خطر هو خطر الانجذاب إلى الشمس ، والأرض إذا ألقيت في الشمس تبخرت في ثانية واحدة ، الخطر الثاني خطر التفلت من جاذبية الشمس ، فإذا سارت الأرض في الفضاء الكوني أصبحت الحرارة مئتين وسبعين تحت الصفر ، ولمات كل ما على الأرض ، برودة لا تحتمل !! خطر الانجذاب إلى الشمس بالاحتراق ، وخطر التفلت من الشمس بالتلف الناتج عن البرودة الكبيرة جداً .
الآن ، الأرض في هذا المكان الثاني تبطئ من سرعتها لينشأ من بطء السرعة ضعف في قوة النبذ يكافئ ضعف الجاذبية ، فتبقى في مسارها .
لا بد لهذا المسار والمسير من قدرة إلهية محكمة بحركة الأرض ، الآن تسارع بطيء والتباطؤ بطيء ، وهذا يعبر عن اسم ( اللطيف ) .
أحياناً يقول لك : سائق أرعن ، يوقف المركبة فجأة ، فيقلب الركاب ، يقلع فجأة فيزعجهم ، السائق اللطيف لا تشعر بشيء مزعج معه .
تركب طائرة ، الطيار يهبط بخط انسيابي ، وهناك طيار ينزل بك بالطائرة ، وكأنك في درج فهذا من اسم ( اللطيف ) .
المذيع :
فضيلة الدكتور ، سنعود للسماء والعمد الذي تحدثنا عنه ، أنها بغير عمد ، هكذا ذكر الله سبحانه وتعالى ، إن كان هناك عمد فهي كما ذكرتم قوة الجاذبية ، ولكن غير مرئية .
الأستاذ :
لو أن الأرض تفلتت من جاذبية الشمس ، وسارت في الفضاء الكوني ، وأردنا أن نرجعها فلا بد من مليون مَليون حبل تربط بها إلى الشمس ! ومن المعلوم أن أمتن حبل في الكون هو الفولاذ المضفور ، ونحن من أجل أن نعيد الأرض إلى مسارها حول الشمس لا بد من أن نربطها بمليون مليون حبل فولاذي ، قطر كل حبل خمسة أمتار ، والمعلوم أن الحبل الفولاذي قطره خمسة أمتار يحمل مليوني طن ، قوى الشد في هذا الحبل تساوي مليوني طن ، نحن الآن سنغرس مليون مليون حبل على سطح الأرض كي نشدها إلى الشمس ، لو زرعنا هذه الحبال لفوجئنا أنه بقي بين كل حبل وحبل مسافة حبل واحد ، نحن أمام غابة من الحبال تعيق الحركة ، والبناء ، والطرق ، وتعيق ضوء الشمس لانتهت الحياة ، لكن حكمة الله أنه رفع السماوات بغير عمد ترونها بقوة تجاذب !!!
معنى ذلك أن الأرض مرتبطة بالشمس ، باثنين مليون ضرب مليون مليون ، هذه قوة جذب الشمس للأرض ، كل هذه القوة من أجل أن تحرف الأرض ثلاثة ميليمترات كل ثانية ، هذا الشكل الإهليلجي الذي هو مسارها حول الشمس ، كل هذه القوة من أجل أن تحرف الأرض ثلاثة ميليمترات كل ثانية ، هذا معنى قوله تعالى :
المذيع :
هذا الحديث يذكرنا بما ذكره بعض العلماء في السابق عن شكل الأرض هذا وأنه على شكل بيضوي هذا وليس مسطحًا ، هذا إعجاز ، فبعد أن تحدثنا عن قوة الجذب بين السماء والأرض ، الآن نتحدث عن السماء ذات الرجع ، وهذه آية مختلفة ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ، أيضاً التفسير هنا نراه بشكل معجز .
الأستاذ :
كان يفهم من هذه الآية أنه إذا صعد بخار الماء إلى السماء رجع مطراً ، هذه المعطيات الأولية ، ثم اكتشفوا أن هذا البث الإذاعي لولا أن هناك طبقة في الجو اسمها الأثير تعيد هذه الموجات إلى الأرض لما كان هناك بث إذاعي في الأرض ، ثم اكتشف أن الحقيقة التي تنتظم الكون كله هي قوله تعالى :
(سورة الطارق)
أي إن كل نجم أو كل كوكب ينطلق في مسار مغلق ، ويعود إلى مكان حركته الأولى المصطلح عليها ، كل كوكب يدور في مسار مغلق يعود إلى مكان انطلاقه الأول ، المسار المفتوح هو الحلزوني ، أما المسار المغلق أن هذا النجم يعود إلى مركز طلاقه الأول تماماً ، بدليل أن ساعة ( بيغ بين ) تضبط على حركة نجم ، وقد تختلف في العام ثانية أو ثانيتين ، والنجم أدق من أي ساعة في الأرض .
أي إن كل كوكب يتحرك ، لو تصورنا أن الكون كواكبه لا تتحرك ، بحسب قانون الجاذبية لا بد من أن يصبح الكون كتلة واحدة ، كل نجم أكبر يجذب الأصغر ، وتنتهي الحياة ، لولا هذه الحركة لما كانت حركة في الكون ، فحركة النجم في مسار مغلق ، أي يعود إلى مكان انطلاقه الأول ، هذه الحقيقة تنتظم الكون كله :
(سورة الطارق)
المذيع :
نسبح الله سبحانه وتعالى بهذه الكلمات ، ونرى هذه الآيات المعجزة التي نزلت في القرآن الكريم منذ ألف وأربعمئة سنة ، يكتشفها الآن العلماء في خلال هذه السنوات ، ومن خلال الميكروسكوبات ، والمركبات الفضائية التي نراها .
الأستاذ :
هذا مصداق قوله تعالى :
(سورة فصلت)
( السين ) للاستقبال ، و( الميم ) للغائب ، الله هو المتكلم ، والمؤمن مخاطَب ، والطرف الآخر هو الغائب ، مصداقاً لهذا الدين العظيم :
مواقع النجوم
المذيع :
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، آمين يا أرحم الراحمين .
إخوة الإيمان والإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، حلقة جديدة مع فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، مع كتاب الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة ، لقد كانت رحلة المعراج معجزة للنبي عليه الصلاة والسلام ، فشاهد الأنبياء ، وكلّمهم ، وكان ذلك في السماء ، إلا أننا حينما يذهب رواد الفضاء بعد ألف وأربعمئة سنة من ذلك التاريخ ، وبمركبات فضائية مجهزة نرى العجب العجاب ، فتزداد معجزة النبي  بهاء ، ويزداد المتأمل ، ويزيد إعجاباً ، تكلمت فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي في كتابك هذا عن ظلمات في الفضاء ، وتكلم عنها الشارع الحكيم في كتابه ، فماذا رأيتم ؟
الأستاذ :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
قبل أن أجيب عن هذا السؤال لا بد من مقدمة ، هي أن الحق دائرة يتقاطع فيها أربعة خطوط ، خط النقل الصحيح ، وخط العقل الصريح ، وخط الفطرة السليمة ، وخط الواقع الموضوعي ، العقل الصريح أداة معرفة الله ، والنقل الصحيح الوحيان ، الكتاب والسنة ، والواقع الموضوعي خلقه ، والفطرة جِبِلَّة أودعت فينا ، إذاً كل هذه البنود من أصل واحد ، إنه الله عز وجل ، والقاعدة أن الأصل إذا اتحد فالفروع متساوية فيما بينها .
فالحق لا بد من أن يتطابق ما في القرآن الكريم ، وهو كلامه مع قوانين خلقه ، مع جبلة الإنسان ، مع الواقع الموضوعي ، هذا المنطلق يبيّن أن العلم كلما تقدم كشف عن جانب في القرآن الكريم .
كان هناك عالم من علماء الفلك في زيارة مركز من مراكز إطلاق المراكب الفضائية في بعض الدول المتقدمة ، وهو في زيارة هذا المركز الذي ظل على اتصال مستمر بمركبة فضائية أُطلقت قبل زيارته ، فإذا برائد الفضاء الذي على المركبة يتصل بمركز انطلاق المركبة ، ويخبرها أنه أصبح لا يرى شيئاً ! لقد أصبحنا عمياً !! لا نرى شيئاً ، والغريب أن المركبة قد انطلقت في وضح النهار ، وبعد وقت قليل تجاوزت هذه المركبة الغلاف الجوي ، ودخلت في منطقة لا هواء فيها ، وأصبح الجو مظلماً ظلاماً كلياً ، فصاح هذا الرائد : لقد أبحنا عمياً ، لا نرى شيئاً ، ما الذي حصل ؟ مركبة انطلقت في وضح النهار ، وضح النهار في الأرض معروف ، كل شيء مكشوف ، وواضح بأشعة الشمس ، أو من دون أشعة الشمس ، لكن هناك أصبح الظلام مسيطراً ، ولا يرى هذا الرائد شيئاً ! الذي حصل أن أشعة الشمس إذا وصلت إلى الغلاف الجوي تتناثر ، بمعنى أن كل ذرة في الهواء تعكس على أختها بعض أشعة الشمس ! فانتثار الضوء ظاهرة علمية ، أساسها أن أشعة الشمس تنعكس على ذرات الهواء ، وكل ذرة تعكس على أختها من أشعة الشمس شيئاً ، في الأرض يوجد ظاهرة ، أن هناك منطقة فيها ضياء ، وليس فيها أشعة شمس ، فنقول : فيها الجو نهار ، ونرى كل شيء ، والشمس في بعض الأماكن أشعتها ، بينما في الفضاء الجوي لا هواء ، أي لا انتثار للضوء ، فالجو ظلام تام دامس ، لا يرى في الفضاء الخارجي إلا قرص الشمس فقط ، فحينما نظر هذا الرائد من نافذة المركبة فرأى ظلاماً دامساً مطبقاً فصاح : أصبحنا عمياً ، لا نرى شيئاً ، هذه الحقيقة ، أن الفضاء الخارجي ليس فيه هواء ، وبالتالي ليس فيه انتثار ضوء .
المذيع :
هنا نريد أن نفسر حقيقة علمية ، أنه لولا الغلاف الجوي لما كان هناك ضياء .
الأستاذ :
نعم هذا كلام دقيق ، الآية الكريمة :
(سورة الحجر)
المذيع :
هنا أتينا إلى لقرآن الكريم الذي يفسر هذه الظاهرة العلمية .
الأستاذ :
نعلم أن الطيران اكتشف أخيراً ، وما من أحد في عهد النبي  صعد إلى الفضاء ، فهذه الحقيقة لا يمكن أن تُكتشف وقتها ، فجاءت بها آية كريمة ، الآن حينما سافر الإنسان إلى الفضاء ، ورأى كيف أن الفضاء الخارجي فيه ظلام دامس مطبِق ، تطابقت رؤية رائد الفضاء مع الآية الكريمة ، هذا الكلام ليس كلام النبي عليه الصلاة والسلام ، إنما هو كلام الله ، ولعل أقوى دليل على أن القرآن كلام الله إعجازه ، فلذلك يقول الله عز وجل :
وكأن هذه الآيات شهادة الله للناس أن هذا الإنسان الذي جاء بالقرآن إنما هو رسوله .
الشيء الدقيق أيضاً هو أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما لم يشرح هذه الآيات ، وحينما تركت للتطور العلمي إذاً أصبحت آيات القرآن الكريم معجزات مستمرة إلى نهاية الدوران .
المذيع :
الآن سننتقل إلى موضوع آخر ، وما دمنا مع الفضاء ، وهذه الأمور التي نراها في السماء ، في الليل نرى نجوماً ، وفي النهار لا نراها ، وذلك لكثرة الضياء ، ذُكِرت النجوم في آيات الله وكتابه العزيز :
(سورة الواقعة)
فما هي هذه المواقع ؟ ذُكِرت مواقع النجوم ، ولم يذكر : لا أقسم بالنجوم مثلاً ، لماذا ؟
الأستاذ :
أنا أعتقد أن هذه الآية لو قرأها عالم فلك لخرّ ساجداً لله من كلمة واحدة فيها ، ألا وهي كلمة مواقع ، ولكن قبل شرحها لا بد من تمهيد .
بين الأرض والقمر ثانية ضوئية واحدة ، أي إن الضوء يقطع المسافة بين الأرض والقمر ، والتي تصل إلى ثلاثمئة ألف كيلو متر في ثانية واحدة ، لأن أعلى سرعة في الكون هي سرعة الضوء ثلاثمئة ألف كيلو متر في ثانية واحدة ، فبين الأرض والقمر ثانية ضوئية واحدة ، والإنسان عنده غرور شديد ، فحينما وصل بمركبته للقمر قال : غزونا الفضاء ، بين الأرض والشمس ثماني دقائق ضوئية ، يوجد مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر ، يقطعها الضوء في ثماني دقائق ، بين الأرض وأقرب نجم ملتهب للأرض أربع سنوات ضوئية !
طبعاً طالب ثانوي بإمكانه أن يحسب المسافة ، لأن الضوء يقطع ثلاثمئة ألف كيلو متر في الثانية ، ضرب ستين بالدقيقة ، ضرب ستين بالساعة ، ضرب أربع وعشرين ، باليوم ضرب ثلاثمائة وخمسة وستين بالسنة ، ضرب أربعة بأربع سنوات ، هذا الرقم كم يقطع الضوء ، وأقرب نجم إلى الأرض .
لو أننا نركب مركبة أرضية بسرعة مئة ، قسمنا هذا الرقم على مئة كم ساعة على أربع وعشرين ، كم يومًا ؟ على ثلاثمئة وخمسة وستين ، كم سنة ؟ يتضح أننا نحتاج لنصل لأقرب نجم ملتهب إلى الأرض إلى خمسين مليون سنة ، لو أردت أن تصل لقرب نجم ملتهب إلى الأرض بمركبة أرضية تحتاج إلى خمسين مليون سنة .
الآن نجم القطب يبعد عنا أربعة آلاف سنة ضوئية ، كم سنة نحتاج ، الأربع سنوات خمسون مليون سنة ! الأربعة آلاف أربعة آلاف مليون سنة ، شيء مخيف ، المرأة المسلسلة هذه المجرة تبعد عنا مليوني سنة ضوئية ، أحدث مجرة اكتشفت تبعد عنا عشرين مليار سنة ضوئية ! أي إن هذه المجرة ، ولو فرضناها كوكباً كان في هذا المكان قبل عشرين مليار سنة ، وأرسل أشعته للأرض ، وبقي ضوء هذا النجم العملاق يمشي عشرين مليار سنة حتى وصل إلى الأرض ، فرأيناه نحن ، لكنه ينطلق بسرعة مذهلة ، سرعة المجرات البعيدة مئتان وأربعون ألف كيلو متر في الثانية ، فإذا كان من عشرين مليار سنة في هذا المكان ، وسرعته مئتان وأربعون ألف كيلو متر في الثانية ، أين هو الآن ؟ ما الكلمة التي تعبر عن هذا المكان ، ليس فيه صاحب المكان ؟ الموقع ، لو أن الله قال مثلاً : فلا أقسم بالمسافات بين النجوم ليس قرآناً ، وليس كلام خالق الكون ، لكن لأنه قال :
النجم متحرك ، تغير موقعه من موقع إلى آخر ، انتقل لمكان آخر ، أما حينما أطلق أشعته كان في هذا الموقع ، وتركه هذا موقع انطلقت منه الأشعة نحو الأرض ، وهذا ما رأيناه ، من كلمة موقع وحدها يخر عالم الفلك ساجداً لله عز وجل :
إذا كان خلق الله غير متناهٍ ، فكيف بالذات الإلهية ؟ الكون نظرياً له حدود ، لأنه ما سوى الله ، تعلمون أن الله عز وجل واجب الوجود ، وأن ما سواه محتمل الوجود ، يمكن أن يوجد على ما هو عليه ، أو على غير ما هو عليه ، أو ألاّ يكون موجوداً ، هذا خلق الله يبدو لنا لا نهائياً .
يوجد آية ثانية ، أن الله عز وجل حينما قال :
(سورة البروج)
هناك بروج في السماء ، برج الجوزة ، برج العقرب ، وفي هذه البروج نجوم كثيرة ، أحد هذه البروج برج العقرب ، وفيه نجم صغير ، اسمه قلب العقرب ، هذا النجم أحمر متألق ، شيء لا يصدق ! بين الأرض والشمس مئة وستة وخمسون مليون كيلو مكتر ، والشمس تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة ، أي إن جوف الشمس يتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض ! الآن هذا النجم الصغير قلب العقرب يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما !!! هذا معنى قوله تعالى المذيع :
شيء مذهل ، فضيلة الدكتور هذه المسافات وهذا الحجم الهائل .
الأستاذ :
لذلك نقول نحن اصطلاحاً : مسافات فلكية ، أرقام فلكية ، إن أردنا أن نبالغ في شيء في الأرض نقول : رقم فلكي ، شيء لا يصدق ، هذا الإله العظيم يعصى ، ولا يخطب وده ، هل يستغنى عن منهجه ، هل يتهم كتابه بالمبالغات ، وأن هذا الحكم لا يتناسب مع هذا العصر ؟ إن علم الله وخبرته لا نهاية لها ، هذا معنى قوله تعالى :
لو تعلمون ، لذلك قال تعالى :
(سورة فاطر)
وليس أحد غيرهم يخشى الله عز وجل ، لذلك إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لن يعطك شيئاً ، يظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن انه قد علم فقد جهل .
والإنسان من دون علم يقترب من حياة البهائم ، وفضل الله على هذا الإنسان أنه كرمه بالقوة الإدراكية ، لولا هذه القوة الإدراكية لكنا أمثال مخلوقات لا تليق بنا .المذيع :
في نهاية هذه الحلقة لا يسعنا إلا أن نشكر فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي لهذا الإيضاح ، ولهذه العين المتأملة في هذا الكون العجيب ، وفي السماء ، والنجوم التي حدثتنا عنها ، إلى حلقة قادمة بإذن الله تعالى ، ورؤية علمية وقرآنية جديدة ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
خَلق الإنسان – جهاز المناعة
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلِّ ، وسلم ، وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
إخوة الإيمان والإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، حلقة جديدة من برنامج الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة ، معنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، أستاذ محاضر في كلية التربية بجامعة دمشق ، خطيب ومدرس ديني في جوامع دمشق ، أهلاً وسهلاً بكم .
يوقن الباحث في العلم ، ويشعر المتأمل في الكون حينما يقرأ آيات القرآن المتعلقة بخلق الأكوان والإنسان ، يوقن ، ويشعر أن كل خلية في جسمه ، وبكل قطرة في دمه أن هذا القرآن كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، في الحلقة السابقة تكلمنا عن النجوم ومواقعها وإعجاز القرآن ، بأنه أقسم بمواقع النجوم ، قال تعالى :
(سورة الواقعة)
أما في هذه الحلقة فنريد أن نتكلم ، ونبدأ الحديث عن الإنسان ، فكل ما نراه يدل على عظمة الخالق في خلق الإنسان .
الأستاذ :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
في قوله تعالى :
(سورة فصلت)
فكما أن الإنسان مكلف أن يجول جولات وجولات في أرجاء الكون مكلف أيضاً أن يجول جولات وجولات في دقائق خلقه ، بل إن الآيات التي في خلقه أقرب شيء إليه ، وهذا معنى قوله تعالى :
هناك في حياة كل منا آيات معجزة صارخة دالة على عظمة الله عز وجل ، منها جسمنا الذي هو أقرب شيء إلينا ، ففي رأس كل منا ثلاثمئة ألف شعرة ، لكل شعرة بصلة ، ووريد ، وشريان ، وعضلة ، وعصب ، وغدة دهنية ، وغدة صبغية ، وفي شبكية العين عشر طبقات ، في آخرها مئة وأربعون مليون مستقبل للضوء ، ما بين مخروط ، وعصية ، ويخرج من العين على الدماغ عصب بصري يحتوي على خمسمئة ألف ليف عصبي ، وفي الأذن ما يشبه شبكية العين ، ففيها ثلاثون ألف خلية سمعية لنقل أدق الأصوات ، وفي الدماغ جهاز يقيس التفاضل الزمني لوصول الصوت إلى كل من الأذنين ، وهذا التفاضل يقلّ عن جزء وألف وستمئة جزء من الثانية ، وهو يكشف للإنسان جهة الصوت ، وعلى سطح اللسان تسعة آلاف نتوء من أجل تذوق الطعام ، لمعرفة الطعم الحلو والحامض ، والمر والمالح ، وإن كل حرف ينطق به الإنسان يسهم في تكوينه سبع عشرة عضلة ، فكم عضلة تسهم في خطبة تلقى في ساعة ؟
في كل حرف يسهم في صنعه سبع عشرة عضلة ، ويضخ القلب من الدم في عمر متوسط ما يمل أكبر ناطحات سحاب في العالم ، وفي دماغ الإنسان أربعة عشرة مليار خلية قشرية ، ومئة مليار خلية استنادية لم تعرف وظيفتها بعد ، بل إن دماغ الإنسان هو أعقد ما فيه ، ومع ذلك فهو عاجز عن فهم ذاته .
إن في جدار المعدة مليار خلية تفرز من حمض كلور الماء ما يزيد على عدة ليترات في اليوم الواحد ، وقد جهد العلماء في حل اللغز ، لمَ لا تهضم المعدة نفسها ؟ أليست المعدة معجزة ؟ وفي الأمعاء ثلاثة آلاف وستمائة زغابة معوية للامتصاص في كل سنتيمتر مربع ، وهذه الزغابات تتجدد كلياً كل ثمانٍ وأربعين ساعة .
إن تحت سطح الجلد ستة عشر مليون مكيف لحرارة البدن ، وهي الغدد العرقية ، وفي الكبد ثلاثمئة مليار خلية يمكن أن تجدد كلياً خلال أربعة أشهر ، ووظائف الكبد خطيرة وكبيرة ومدهشة ، حيث لا يستطيع الإنسان أن يعيش بلا كبد أكثر من ثلاث ساعات ، وفي الكليتين مليونا وحدة تصفية ، طولها مجتمعة مئة كيلو متر يمر فيها الدم في اليوم الواحد خمس مرات ، هذا جسمنا الذي نحن نعيش معه هذا أقرب شيء إلينا ، هذه حقائق مسلَّم بها عرفها الأطباء من عشرات السنين ، وليست خاضعة للمناقشة إطلاقاً ، قال تعالى :
المذيع :
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، تكلمت أن لكل إنسان عددًا معيَّنًا من الخلايا ، سواء في الدماغ أو العين ، إلى ما هنالك من أجهزة في الجسد ، ولكن هناك تمايز بين الناس ، نرى هناك أشخاصًا بشرتُهم صفراء ، وبعضهم بشرته سوداء ، فهناك تمايز وتفاضل بين الناس ، والإعجاز في هذا الكلام الذي نتحدث عنه .
الأستاذ :
الإنسان مكرم عند الله ، ولكرامته عند الله أعطاه بعض صفاته ، فالله عز وجل فردٌ ، والإنسان فرد ، وهذا بحث علمي دقيق ، الآن اكتشف أن لكل إنسان زمرة نسيجية ، لا يمكن أن تتوافق زمرتان في الأرض ، ستة آلاف مليون إنسان ، لكل إنسان زمرة نسيجية ، والآن اكتشف أن قزحية العين لا يمكن أن تشبه قزحية إنسان آخر ، وقبل أشهر صدر قرار بوضع سمة قزحية العين على الجواز ، فإذا دخل إنسان بلدًا أوروبيًّا تفحص قزحية عينيه ، ويؤخذ رسمهما ، فإذا لم تتطابق فالجواز مزور ‍‍!! الآن هناك أقفال في أمريكا تصنع على قزحية العين ، يكفي أن تضع عينك على نافذة فيفتح الباب ، ولا يمكن أن يفتحه أحد غيرك ، فالقزحية ينفرد بها الإنسان ، ورائحة الجلد ، ولولا هذا الانفراد لما كان هناك من فائدة من الكلاب البوليسية ! والبصمة أيضاً فيها مئة علامة ، لو تشابهت سبع علامات مع إنسان آخر لكانتا لإنسان واحد ، بل إن بعض المجرمين في أميركا خلعوا جلد بصمتهم ، وصنعوا جلوداً من أرجلهم بعد حين ظهرت علامات البصمة على هذا الجلد الجديد ، البصمة هوية ، فلكرامة الإنسان عند الله جعل له زمرة نسيجية يتميز بها ، وجعل له قزحية يتميز بها ، ورائحة جلد يتميز بها ، وتركيبًا دمويًّا خاصًّا به ، هذه ينفرد بها الإنسان ، وجعل له بصمة يتميز بها ، بل إن نبرة صوته يتميز به ، ولا يمكن لإنسان أن يكون له نبرة كنبرة إنسان آخر ، هذه الصفات التي ينفرد بها الإنسان تؤكد أنه فرد ، والفردية من صفات الله عز وجل ، ولكرامته عنده أعطاه هذه الصفة .
شيء آخر ، الله مبدع ، لكنه لكرامة الإنسان عنده من حيث الخلق والجينات والمورّثات سمح له أن يبدع ، فالإنسان طوّر وردة ، جعلها سوداء ، وطوّر بعض الأشجار العملاقة ، جعلها مقزّمة ، طوّر بعض الخضراوات والفواكه ، مهجّنة من صنفين ، والآن البذور تحتل المرتبة الأولى في العالم ، لكرامته عند الله جعله يبدع ، ولأن بعض النصوص ظنية الدلالة أيضاً لكرامته عند الله سمح له أن يشرّع ، وقد قبِل الله أن نعبده باجتهاد العلماء ، فالإنسان يشرع ، ويبدع ، وهو فرد ، ثم لكرامته عند الله جعله مختاراً ، أنت مخير وبقية المخلوقات مسيَّرة .
المذيع :
التمايز بين الأفراد هذا إعجاز فعلاً ، فالبصمة تختلف عن مختلف الناس ، أو كما ذكرنا عن قزحية العين ، ولكن هناك فضيلة الدكتور تمايز ليس فقط على صعيد الأفراد ، بل على صعيد اللون والألسنة ، وما إلى هنالك ، نرى أن هناك شعوباً كلها تحمل تمايزًا ، ولكن هذا بين شعوب ، وليس بين أفراد .
الأستاذ :
يوجد وراء هذه الظاهرة حقيقة علمية رائعة ، ذلك أن الجينات التي تشكل الجنين تقسم على قسمين قسم يشكل الجنين وقسم يودع في جهاز الجنين التناسلي ، من أجل أن تكون الشعوب على لون واحد ، ونمط واحد ، وبصمات واحدة ، فالصينيون لهم سمة واحدة ، حينما ترى شخصًا من الصين تعرف أنه من الصين ، لأن هذه الجينات التي تساهم في تشكيل الجنين تنقسم إلى قسمين ، قسم يسهم في تشكيله ، وقسم يودع في جهازه التناسلي ، ليكون الابن مشابهاً لأبيه ، لتكون الشعوب ذات سمة موحدة ، هذا أيضاً من عظمة الله عز وجل .
المذيع :
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، كلما مر بنا الزمن نرى أمراضًا تتجدد ، وحوادث كثيرة تصيب الإنسان ، فمنها جهاز المناعة الذي يصاب عند الإنسان ، فما هو الإعجاز في ذلك ؟
الأستاذ :
جهاز المناعة المكتسب جهاز عجيب ، هذا الجهاز ـ ولا أبالغ ـ هو يشبه جيشاً بكل ما في هذه الكلمة من معنى ! جيش يدافع عن الإنسان ، عن أنسجته ، وأعضائه ، هذا الجيش مؤلف من خمس فرق ، الفرقة الأولى فرقة الاستطلاع ، هذه مهمتها معلوماتية فقط ، لو دخل إلى الجسم جرثوم تنتقل إليه لتأخذ شفرته الكيماوية ، وتأخذ نقاط ضعفه ، وتعود إلى معامل تصنيع السلاح ، وتعطي تقريراً عن نتائج هذا الجرثوم ، وعن خصائصه ، وتركيبه ، ونقاط ضعفه ، في فرقة ثانية مهمتها تصنيع المصول المضادة للجراثيم ، هي بمنزلة معامل الأسلحة ، فالفرقة الأولى استخبارية استطلاعية ، مهمتها نقل المعلومات ، تنطلق إلى الجرثوم ، وتأخذ شفراته الكيماوية ، وتأخذ نقاط ضعفه وخصائصه ، وتعود على العقد الليمفاوية ، وهي مكان تصنيع المصول ، الفرقة الثانية تصنع السلاح ، أعجب ما في هذه الفرقة أنها تتمتع بذاكرة عجيبة ، لو أن طفلاً أصابه مرض ، ثم أخذ أفراد الفرقة الأولى المعلومات الدقيقة عن هذا الجرثوم أعطوها للعقد الليمفاوية مكان تصنيع السلاح ، وصنعت سلاحًا مضادًا لهذا الجرثوم ، أو بالتعبير الطبي مصلا مضادًّا ، هذه الفرقة فرقة تصنيع السلاح تتمتع بذاكرة عجيبة ، لو أن هذا المرض شفي منه هذا الطفل ، وعاد إلى صاحبه بعد سبعين عاماً وأكثر ملف هذا الجرثوم محفوظ في ذاكرة هذه الفرقة ، فلا يضطر لأخذ معلومات جديدة ، بل إنه يستخدم معلومات هذا الملف في تصنيع مواد مضادة لهذا الجرثوم ، ولولا هذه الذاكرة ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اغرب اعجاز علمي في الفرآن الكريم (المقدمة الثانية)
» اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم(المقدمة الثانية)
» اغرب اعجاز علمي في القران الكريم (المقدمة الأولى )
» اغرب اعجاز علمي في القرآن الكريم (التفكر في الخلق والكون)
» بحث علمي عن اعجاز القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: