ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 فتاوى الحج (أخطاء تقع عند الرمي )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

فتاوى الحج (أخطاء تقع عند الرمي ) Empty
مُساهمةموضوع: فتاوى الحج (أخطاء تقع عند الرمي )   فتاوى الحج (أخطاء تقع عند الرمي ) Emptyالخميس سبتمبر 02, 2010 5:06 pm

فتاوى الحج (أخطاء تقع عند الرمي ) VG74J-rR4m_187603197

فتاوى الحج
اللجنة العلمية
في مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثمين الخيرية
5/3/1425هـ
أخطاء تقع عند الرمي
السؤال (305): فضيلة الشيخ، ذكرتم شيئاً من الأخطاء التي تقع عند الرمي منها: الظن بأن الحصى لابد أن تلتقط من مزدلفة، وأيضاً غسل الحصى، وأنه خلاف السنة والظن بأن الجمرات شياطين، والرمي بالأحجار الكبيرة والرمي بالأحذية والخشب وما شابهها، فهل هناك أخطاء أخرى تقع من بعض الحجاج في الرمي ينبغي التنبيه عليها والاستفادة من تجنبها؟
الجواب: نعم ، هناك أخطاء في الرمي يرتكبها بعض الناس ، منها ما سبق ، ومنها أن بعض الناس لا يتحقق من رمي الجمرة من حيث ترمى ؛ فإن جمرة العقبة ـ كما هو معلوم في الأعوام السابقة ـ كان لها جدار من الخلف ، والناس يأتون إليها من نحو هذا الجدار ، فإذا شاهدوا الجدار رموا ، ومعلوم أن الرمي لابد أن تقع فيه الحصى في الحوض ، فيرمونها من الناحية الشرقية من ناحية الجدار ، ولا يقع الحصى في الحوض ؛ لحيلولة الجدار بينهم وبين الحوض ، ومن رمى هكذا فإن رميه لا يصح ؛ لأن من شرط الرمي أن تقع الحصاة في الحوض ، وإذا وقعت الحصاة في الحوض ، فقد برئت بهذا الذمة سواء بقيت في الحوض أو تدحرجت منه .
ومن الأخطاء أيضا في الرمي: أن بعض الناس يظن أنه لابد أن تصيب الحصاة الشاخص ، أي : العمود ، وهذا ظن خطأ ؛ فإنه لا يشترط لصحة الرمي أن تصيب الحصاة هذا العمود ، فإن هذا العمود إنما جعل علامة على المرمى الذي تقع فيه الحصى ، فإذا وقعت الحصاة في المرمى ، أجزأت سواء أصابت العمود أم لم تصبه .
ومن الأخطاء العظيمة الفادحة أيضا : أن بعض الناس يتهاون في الرمي ، فيوكّل من يرمي عنه مع قدرته عليه ، وهذا خطأ عظيم ؛ وذلك لأن رمي الجمرات من شعائر الحج ومناسكه ، وقد قال الله تعالى : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)(البقرة: 196) ، وهذا يشمل إتمام الحج بجميع أجزائه ، فجميع أجزاء الحج يجب على الإنسان أن يقوم بها بنفسه ، وألا يوكل فيها أحدا .
يقول بعض الناس : إن الزحام شديد ، وإنه يشق عليّ .
فنقول له : إذا كان الزحام شديدا أول ما يقدم الناس إلى منى من مزدلفة ، فإنه لا يكون شديداً في آخر النهار ، ولا يكون شديدا في الليل ، وإذا فاتك الرمي في النهار فارم في الليل ؛ لأن الليل وقت للرمي ، وإن كان النهار أفضل ، لكن كون الإنسان يأتي بالرمي في الليل بطمأنينة وهدوء وخشوع أفضل من كونه يأتي به في النهار ، وهو ينازع الموت من الزحام والضيق والشدة ، وربما يرمي ولا تقع الحصاة في المرمى ، المهم أن من احتج بالزحام نقول له : إن الله قد وسع الأمر ، فلك أن ترمي في الليل .
يقول بعض الناس : إن المرأة عورة ولا يمكنها أن تزاحم الرجال في الرمي .
نقول له : إن المرأة ليست عورة ، إنما العورة أن تكشف المرأة ما لا يحل لها كشفه أمام الرجال الأجانب ، وأما شخصية المرأة فليست بعورة ، وإلا لقلنا : إن المرأة لا يجوز لها أن تخرج من بيتها أبدا ، وهذا خلاف دلالة الكتاب والسنة ، وخلاف ما أجمع عليه المسلمون ، صحيح أن المرأة ضعيفة ، وأن المرأة مرادة للرجل ، وأن المرأة محط الفتنة ، ولكن إذا كانت تخشى من شيء في الرمي مع الناس ، فلتؤخر الرمي إلى الليل ؛ ولهذا لم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة من أهله ؛ كسودة بنت زمعة ، وأشباهها ، لم يرخص لهم أن يدعوا الرمي ويوكلوا من يرمي عنهم ، مع دعاء الحاجة إلى ذلك ـ لو كان من الأمور الجائزة ـ بل أذن لهم أن يدفعوا من مزدلفة في آخر الليل ليرموا قبل حطمة الناس ، وهذا أكبر دليل على أن المرأة لا توكل لكونها امرأة .
نعم ، لو فرض أن الإنسان عاجز ولا يمكنه الرمي بنفسه ، لا في النهار ولا في الليل ، فهنا يتوجه القول بجواز التوكيل ؛ لأنه عاجز وقد ورد عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أنهم كانوا يرمون عن صبيانهم ؛ لعجز الصبيان عن الرمي ، ولولا ورود هذا النص ـ وهو رمي الصحابة عن صغارهم ـ لولا هذا لقلنا : إن من عجز عن الرمي بنفسه ، فإنه يسقط عنه : إما إلى بدل وهو الفدية ، وإما إلى غير بدل ؛ وذلك لأن العجز عن الواجبات يسقطها ، ولا يقوم غير المكلف بما يلزم المكلف فيها عند العجز ؛ ولهذا من عجز عن أن يصلي قائما مثلا ، لا نقول له : وكل من يصلي عنك قائما ، على كل حال : التهاون في هذا الأمر ـ أعني : التوكيل في رمي الجمرات إلا من عذر لا يتمكن فيه الحاج من الرمي ـ أمر خطأ كبير ؛ لأنه تهاون في العبادة ، وتخاذل عن القيام بالواجب .
ومن الأخطاء أيضا في الرمي : أن بعض الناس يظنون أن الرمي بحصاة من غير مزدلفة لا يجزئ ، حتى إن بعضهم إذا أخذ الحصى من مزدلفة ، ثم ضاع منه أو ضاع منه بعضه ، وبقي ما لا يكفي : ذهب يطلب أحدا معه حصى من مزدلفة ليسلفه إياه ، فتجده يقول : أقرضني حصاة من فضلك . وهذا خطأ وجهل ، فإنه كما أسلفنا : يجوز الرمي بكل حصاة من أي موضع كانت ، حتى لو فرض أن الرجل وقف يرمي الجمرات ، وسقطت الجمرات من يده ، فله أن يأخذ من الأرض من تحت قدمه ، سواء حصاه التي سقطت منه أو غيرها ، ولا حرج عليه في ذلك ؛ فيأخذ من الأرض التي تحته وهو يرمي ويرمي بها حتى وإن كان قريبا من الحوض ؛ لأنه لا دليل على أن الإنسان إذا رمى بحصاة رمي بها لا يجزئه الرمي ، ولأنه لا يتيقن أن الحصاة التي أخذها من مكانه قد رمي بها فقد تكون هذه الحصاة سقطت من شخص آخر وقف في هذا المكان ، وقد تكون حصاة رمى بها شخص من بعيد ولم تقع في الحوض ، المهم أنك لا تتيقن ، ثم على فرض أنك تيقنت أن هذه قد رمي بها ، وتدحرجت من الحوض وخرجت منه ، فإنه ليس هناك دليل على أن الحصى الذي رمي به لا يجزئ الرمي به .
ومن الخطأ في رمي الجمرات : أن بعض الناس يعكس الترتيب فيها في اليومين الحادي عشر والثاني عشر ؛ فيبدأ بجمرة العقبة ، ثم بالجمرة الوسطى ، ثم بالجمرة الصغرى الأولى ، وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم رماها مرتبة ، وقال : (( لتأخذوا عني مناسككم ))(290)؛ فيبدأ بالأولى ، ثم بالوسطى ، ثم بجمرة العقبة .
فإن رماها منكسة ، وأمكنه أن يتدارك ذلك ، فليتداركه ، فإذا رمى العقبة ثم الوسطى ثم الأولى ، فإننا نقول : ارجع فارم الوسطى ثم العقبة ؛ وذلك لأن الوسطى والعقبة وقعتا في غير موضعهما ؛ لأن موضعهما تأخرهما عن الأولى ، ففي هذه الحالة نقول : اذهب فارم الوسطى ثم العقبة .
ولو أنه رمى الأولى ثم جمرة العقبة ثم الوسطى ، قلنا له ، ارجع فارم جمرة العقبة ؛ لأنك رميتها في غير موضعها ، فعليك أن تعيدها بعد الجمرة الوسطى .
هذا إذا أمكن أن يتلافى هذا الأمر ، بأن كان في أيام التشريق ، وسهل عليه تلافيه ، أما لو قدر أنه انقضت أيام الحج ، فإنه لا حرج عليه في هذه الحال ؛ لأنه ترك الترتيب جاهلا ، فسقط عنه بجهله ، والرمي للجمرات الثلاث قد حصل ، غاية ما فيه اختلاف الترتيب ، واختلاف الترتيب عند الجهل لا يضر ، لكن متى أمكن تلافيه بأن علم ذلك في وقته ، فإنه يعيده .
ومن الخطأ أيضا في رمي الجمرات في أيام التشريق : أن بعض الناس يرميها قبل الزوال ، وهذا خطأ كبير ؛ لأن رميها قبل الزوال رمي لها قبل دخول وقتها فلا يصح ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا ، فهو رد ))(291)، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرمها إلا بعد زوال الشمس ، وإنما رماها بعد الزوال وقبل صلاة الظهر ، مما يدل على أنه عليه الصلاة والسلام كان يرتقب الزوال ارتقابا تاما ، فبادر من حيث أن زالت الشمس قبل أن يصلي الظهر ، ولقول عبد الله بن عمر : كنا نتحين فإذا زالت الشمس رمينا . ولأنه لو كان الرمي جائزا قبل زوال الشمس ، لفعله النبي عليه الصلاة والسلام ؛ لأنه أيسر للأمة ، والله عز وجل إنما يشرع لعباده ما كان أيسر ، فلو كان مما يتعبد به لله ـ أعني الرمي قبل الزوال ـ لشرعه الله سبحانه وتعالى لعباده ؛ لقوله تعالى : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )(البقرة: 185)، فلما لم يُشرع قبل الزوال ، علم أن ما قبل الزوال ليس وقتا للرمي ، ولا فرق في ذلك بين اليوم الثاني عشر والحادي عشر والثالث عشر ، كلها سواء ، كلها لم يرم فيها النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد زوال الشمس .
فليحذر المؤمن من التهاون في أمور دينيه ، وليتق الله تعالى ربه ، فإن من اتقى ربه ، جعل له مخرجا ، ومن اتقى ربه ، جعل له من أمره يسر ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الأنفال:29) .
وينبغي للإنسان ـ ونحن نتكلم عن وقت الرمي ـ أن يرمي كل يوم في يومه ، فيرمي اليوم الحادي عشر في اليوم الحادي عشر ، والثاني عشر في اليوم الثاني عشر ، وجمرة العقبة يوم العيد في يوم العيد ، ولا يؤخرها إلى آخر يوم ، هذا وإن كان قد رخص فيه بعض أهل العلم ، فإن ظاهر السنة المنع منه إلا لعذر .
أخطاء تقع عند الرمي (( تتمة ))
السؤال (306 ) : فضيلة الشيخ ، سألنا عن الأخطاء التي تقع عند رمي الجمار أو في الرمي ، وذكرتم من هذه الأخطاء : الظن بأن الحصى لابد أن يكون من مزدلفة ، وغسل الحصى ، والظن بأن الجمرات شياطين ، والرمي بالأحجار الكبيرة ، والرمي بالأحذية والخشب وما إلى ذلك ، وأيضا : الرمي دون تحقق وقوع الحصى في الحوض ، والظن بأنه لابد من إصابة العمود ، والتهاون أيضا في التوكيل في الرمي مع القدرة ، وعكس الترتيب في الرمي ورمي الجمرات قبل الزوال ، فهل هناك أخطاء أيضا غير هذه الأخطاء التي ذكرتم ؟
الجواب : نعم ، هناك أخطاء بقيت من الأخطاء التي تقع من بعض الحجاج في الرمي ، لكن ورد فيما ذكرتم أن من الأخطاء عدم تحقق وصول الحصاة في المرمى ، والواقع : أن المقصود هو أن بعض الناس يرمي جمرة العقبة من الخلف ، من خلف الجدار ، فيقع الحصى في غير المرمى ؛ لأن الجدار يحول بينه وبين الحوض ، وتحقق وقوع الحصاة في المرمى ليس بشرط ؛ لأنه يكفي أن يغلب على الظن أنها وقعت فيه ، فإذا رمى الإنسان من المكان الصحيح وحذف الحصاة ، وهو يغلب على ظنه أنها وقعت في المرمى : كفى ؛ لأن اليقين في هذه الحال قد يتعذر ، وإذا تعذر اليقين ، عمل بغلبة الظن ، ولأن الشارع أحال على غلبة الظن فيما إذا شك الإنسان في صلاته : كم صلى ، ثلاثا أم أربعا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : (( ليتحر الصواب ، ثم ليتم عليه ))(292)،وهذا يدل على أن غلبة الظن في أمور العبادة كافية وهذا من تيسير الله عز وجل ؛ لأن اليقين أحيانا يتعذر .
نرجع الآن إلى تكميل الأخطاء التي تحضرنا في مسألة الرمي ، أعني رمي الجمرات :
فمنها: أن بعض الناس يرمي بحصى أقل مما ورد ، فيرمي بثلاث أو أربع أو خمس وهذا خلاف السنة بل يجب عليه أن يرمي بسبع حصيات ؛ كما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه رمى بسبع حصيات بدون نقص ، لكن رخص بعض العلماء في نقص حصاة أو حصاتين ؛ لأن ذلك وقع من بعض الصحابة رضي الله عنهم ، فإذا جاءنا رجل يقول : إنه لم يرم إلا بست ناسيا أو جاهلا ، فأننا في هذه الحالة نعذره ونقول : لا شيء عليك ، لورود مثل ذلك عن بعض الصحابة رضي الله عنهم ، وإلا فالأصل أن المشروع سبع حصيات ؛ كما جاء ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن الخطأ الذي يرتكبه بعض الحجاج في الرمي ، وهو سهل لكن ينبغي أن يتفطن له الحاج : أن كثيرا من الحجاج يهملون الوقوف للدعاء بعد الجمرة الأولى والوسطى في أيام التشريق ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رمى الجمرة الأولى ، انحدر قليلا ، ثم استقبل القبلة ، فرفع يديه يدعو الله تعالى دعاء طويلا ، وإذا رمى الجمرة الوسطى فعل ذلك ، وإذا رمى جمرة العقبة ، انصرف ولم يقف ، فينبغي للحاج أن لا يفوت هذه السنة على نفسه ، بل يقف ويدعو الله تعالى دعاء طويلا إن تيسر له ، وإلا فبقدر ما تيسر ، بعد الجمرة الأولى والوسطى .
وبهذا نعرف أن في الحج ست وقفات للدعاء : على الصفا وعلى المروة ـ وهذا في السعي ـ وفي عرفة ، ومزدلفة ، وبعد الجمرة الأولى ، وبعد الجمرة الوسطى . فهذه ست وقفات كلها وقفات للدعاء في هذه المواطن ، ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن الأخطاء التي يرتكبها بعض الناس : ما حدثني به من أثق به من أن بعض الناس يرمي رميا زائدا عن المشروع ـ إما في العدد ، وإما في النوبات والمرات ؛ فيرمي أكثر من سبع ، ويرمي الجمرات في اليوم مرتين أو ثلاثا ، وربما يرمي في غير وقت الحج ، وهذا كله من الجهل والخطأ ، والواجب على المرء : أن يتعبد بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لينال بذلك محبة الله ومغفرته ؛ لقول الله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31) .
هذا ما يحضرني الآن من الأخطاء في رمي الجمرات
أخطاء تقع في المبيت بمنى أيام التشريق
السؤال (307 ) : فضيلة الشيخ ، كنا قد سألنا عن الإقامة بمنى في اليوم الثامن قبل الخروج إلى عرفة ، وذكرتم الأخطاء التي تقع فيها ، لكن حبذا أيضاً لو عرفنا الأخطاء التي قد تقع من بعض الحجاج في الإقامة بمنى في أيام التشريق ؟
الجواب : الإقامة في منى في أيام التشريق يحصل فيها أيضا أخطاء من بعض الحجاج ، وأنا أعود إلى مزدلفة ، فإن فيها بعض الأخطاء التي لم ننبه عليها سابقا :
فمنها : أن بعض الناس في ليلة مزدلفة يحيي الليلة بالقيام والقراءة والذكر ، وهذا خلاف السنة ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة لم يتعبد لله عز وجل بمثل هذا ، بل في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى العشاء ، اضطجع حتى طلوع الفجر ، ثم صلى الصبح ، وهذا يدل على أن تلك الليلة ليس فيها تهجد أو تعبد أو تسبيح أو ذكر أو قرآن .
ومنها ـ أي من الأخطاء في مزدلفة ـ أنني سمعت أن بعض الحجاج يبقون في مزدلفة حتى تطلع الشمس ويصلون صلاة الشروق أو الإشراق ، ثم ينصرفون بعد ذلك ، وهذا خطأ ؛ لأن فيه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وموافقة لهدي المشركين ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم دفع من مزدلفة قبل أن تطلع الشمس حين أسفر جدا ، والمشركون كانوا ينتظرون حتى تطلع الشمس ويقولون : (( أشرق ثبير ، كيما نغير )) ؛ فمن بقى في مزدلفة تعبدا لله عز وجل حتى تطلع الشمس ، فقد شابه المشركين وخالف سنة سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه .
أما الأخطاء في منى: فمنها: أن بعض الناس لا يبيتون بها ليلتي الحادي عشر والثاني عشر ، بل يبيتون خارج منى من غير عذر، يريدون أن يترفهوا، وأن يشموا الهواء - كما يقولون- وهذا جهل وضلال، ومخالفة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والإنسان الذي يريد أن يترفه لا يأتي للحج، فإن بقاءه في بلده اشد ترفها وأسلم من تكلف المشاق والنفقات.
ومن الأشياء التي يخل بها بعض الحجاج في الإقامة بمنى، بل التي يخطئ فيها: أن بعضهم لا يهتم بوجود مكان في منى، فتجده إذا دخل في الخطوط ووجد ما حول الخطوط ممتلئاً قال: إنه ليس في مني مكان، ثم ذهب ونزل في خارج منى، والواجب عليه أن يبحث بحثاً تاماً فيما حول الخطوط وما كان داخلها، لعله يجد مكاناً يبقى فيه أو يمكث فيه أيام منى؛ لأن البقاء في منى واجب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لتأخذوا عني مناسككم))(294) ، وقد أقام صلى الله عليه وسلم في منى، ورخص للعباس بن عبد المطلب من أجل سقايته أن يبيت في مكة ليسقي الحجاج(295)
ومن الأخطاء أيضاً: أن بعض الناس إذا بحث ولم يجد مكاناً في منى، نزل إلى مكة أو إلى العزيزية ، وبقي هنالك، والواجب إذا لم يجد مكاناً في منى أن ينزل عند آخر خيمة من خيام الحجاج ليبقى الحجيج كلهم في مكان واحد متصلاً بعضه ببعض؛ كما نقول فيما لو امتلأ المسجد بالمصلين ، فإنه يصلي مع الجماعة حيث تتصل الصفوف ولو كان خارج المسجد.
ومن الأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج في الإقامة بمنى، وهو يسير، لكن ينبغي المحافظة عليه: أن بعض الناس يبيت في منى ولكن إذا كان النهار نزل إلى مكة، ليترفه في الظل الظليل، والمكيفات والمبردات ، ويسلم من حر الشمس ولفح الحر، وهذا- وإن كان جائزاً على مقتضى قواعد الفقهاء حيث قالوا: إنه لا يجب إلا المبيت- فإنه خلاف السنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بقي في منى ليالي وأياماً، فكان عليه الصلاة والسلام يمكث في منى ليالي أيام التشريق وأيام التشريق، نعم لو كان الإنسان محتاجاً إلى ذلك- كما لو كان مريضاً، أو كان مرافقاً لمريض- فهذا لا بأس به، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للرعاة أن يبيتوا خارج منى، وأن يبقوا في الأيام في مراعيهم مع إبلهم(296)
هذا ما يحضرني الآن من الأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج في الإقامة في منى.
أخطاء تقع في الهدي
السؤال (308): فضيلة الشيخ، تحدثنا عن الأخطاء التي يقع فيها الحجاج في بعض أعمال الحج، وفي بعض المشاعر أيضاً، بقي علينا أن نعرف إذا كانت هناك أخطاء يقع فيها الحجاج بالنسبة للهدي؟
الجواب: نعم يرتكب بعض الحجاج أخطاء في الهدي.
منها: أن بعض الحجاج يذبح هدياً لا يجزئ، كأن يذبح هدياً صغيراً لم يبلغ السن المعتبر شرعاً للإجزاء، وهو في الإبل خمس سنوات، وفي البقر سنتان،وفي المعز سنة، وفي الضأن ستة أشهر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تذبحوا إلا مسنة، إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن)) (297) ومن العجب أن بعضهم يفعل ذلك مستدلاً بقوله تعالى: ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ )(البقرة: 196)، ويقول : إن ما تيسر من الهدي فهو كاف، فنقول له: إن الله قال : (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) و ((أل)) هذا لبيان الجنس، فيكون المراد بالهدي: الهدي المشروع ذبحه، وهو الذي بلغ السن المعتبر شرعاً، وسلم من العيوب المانعة من الإجزاء شرعاً، ويكون معنى قوله : (فَمَا اسْتَيْسَرَ) أي: بالنسبة لوجود الإنسان ثمنه مثلاً، ولهذا قال : ( فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ)(البقرة: 196) فتجده يذبح الصغير الذي لم يبلغ السن، ويقول: هذا ما استيسر من الهدي، ثم يرمي به، أو يأكله أو يتصدق به، وهذا لا يجزئ ؛ للحديث الذي أشرنا إليه.
ومن الأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج في الهدي: أنه يذبح هدياً معيباً بعيب يمنع من الإجزاء، والعيوب المانعة من الإجزاء ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام حين تحدث عن الأضحية وسئل: ماذا ينقّى من الضحايا؟ فقال: (( أربع)) وأشار بيده عليه الصلاة والسلام: (( العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والهزيلة - أو العجفاء- التي لا تُنقي))(298) ، أي : التي ليس فيها نِقْي ، أي : مخ ، فهذه العيوب الأربعة مانعة من الإجزاء ، فأي بهيمة يكون فيها شيء من هذه العيوب أو ما كان مثلها أو أولى منها ، فإنها لا تجزئ في الأضحية ولا في الهدي الواجب ؛ كهدي التمتع والقران والجبران .
ومن الأخطاء التي يرتكبها الحجاج في الهدي : أن بعضهم يذبح الهدي ثم يرمي به ، ولا يقوم بالواجب الذي أوجب الله عليه في قوله : ( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)(الحج: 28) فقوله تعالى : (وَأَطْعِمُوا ) أمر لابد من تنفيذه ؛ لأنه حق للغير ، أما قوله : ( فَكُلُوا مِنْهَا ) فالصحيح أن الأمر فيه ليس للوجوب ، وأن للإنسان أن يأكل من هديه ، وله أن لا يأكل ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث بالهدي من المدينة إلى مكة ولا يأكل منه ، فيذبح في مكة ويوزع ولا يأكل منه ؛ لكن قوله: (وَأَطْعِمُوا ) هذا أمر يتعلق به حق الغير ، فلابد من إيصال هذا الحق إلى مستحقه .
وبعض الناس ـ كما قلت يذبحه ويدعه ؛ فيكون بذلك مخالفا لأمر الله تبارك وتعالى ، بالإضافة إلى أن ذبحه وتركه إضاعة للمال ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال (299) ، وإضاعة المال من السفه ؛ ولهذا قال الله تعالى : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً)(النساء: 5) .
وهذا الخطأ الذي يقع في هذه المسألة يتعلل بعض الناس بأنه لا يجد فقراء يعطيهم ، وأنه يشق عليه حمله ؛ لكثرة الناس والزحام والدماء واللحوم في المجازر ، وهذا التعليل ـ وإن كان قد يصح في زمن مضى ـ لكنه الآن قد تيسر ؛ لأن المجازر هذبت وأصلحت ، ولأن هناك مشروعا افتتح في السنوات الأخيرة ، وهو أن الحاج يعطي اللجنة المكونة لاستقبال دراهم الحجاج ؛ لتشتري لهم بذلك الهدي وتذبحه وتوزعه على مستحقه ، فبإمكان الحاج أن يتصل بمكاتب هذه اللجنة ، من أجل أن يسلم قيمة الهدي ، ويوكلهم في ذبحه وتفريق لحمه .
ومن الأخطاء أيضا : أن بعض الحجاج يذبح الهدي قبل وقت الذبح ، فيذبحه قبل يوم العيد ، وهذا ـ وإن كان قال بعض أهل العلم في هدي التمتع والقران ـ فإنه قول ضعيف ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذبح هديه قبل يوم العيد ، مع أن الحاجة كانت داعية إلى ذبحه ، فإنه حين أمر أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ أن يحلوا من إحرامهم بالحج ليجعلوه عمرة ويكونوا متمتعين ، وحصل منهم شيء من التأخر ، قال : (( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ، ولولا أن معي الهدي لأحللت ))(300)، فلو كان ذبح الهدي جائزا قبل يوم النحر ، لذبحه النبي عليه الصلاة والسلام ، وحل من إحرامه معهم تطييبا لقلوبهم ، واطمئنانا لهم في ذلك ، فلما لم يكن هذا منه صلى الله عليه وسلم ، علم أن ذبح الهدي قبل يوم العيد لا يصح ولا يجزئ .
ومن العجب : أنني سمعت من بعض المرافقين لبعض الحملات التي تأتي من بلاد نائية عن مكة ، أنه قيل لهم ـ أي لهذه الحملات ـ : لكم أن تذبحوا هديكم من حين أن تسافروا من بلدكم إلى يوم العيد ، واقترح عليهم هذا أن يذبحوا من الهدي بقدر ما يكفيهم من اللحم لكل يوم ، وهذا جرأة عظيمة على شرع الله وعلى حق عباد الله ، وكأن هذا الذي أفتاهم بهذه الفتوى يريد أن يوفر على صاحب هذه الحملة الذي تكفل بالقيام بهذه الحملة ، أن يوفر عليه نفقات هذه الحملة ؛ لأنهم إذا ذبحوا لكل يوم ما يكفيهم من هداياهم ، وفروا عليه اللحم ، فعلى المرء أن يتوب إلى الله عز وجل ، وأن لا يتلاعب بأحكام الله ، وأن يعلم أن هذه الأحكام أحكام شرعية ، أراد الله تعالى من عباده أن يتقربوا بها إليه على الوجه الذي سنة لهم وشرعه لهم ؛ فلا يحل لهم أن يتعدوه إلى ما تمليه عليه أهواؤهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فتاوى الحج (أخطاء تقع عند الرمي )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتاوى الحج (أخطاء تقع في الطواف )
» فتاوى الحج (النسك)
» فتاوى الحج (حكم ذبح الهدي في غير مكة)
» فتاوى الحج (الفرق بين النقاب والبرقع)
» فتاوى الحج (حكم زيارة البقيع وشهداء أحد)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: