مفاوضات طابا

موضوع: مفاوضات طابا الخميس يناير 14, 2010 12:18 pm

مفاوضات طابا
في الخامس من أيار (مايو) 1996، بدأت مفاوضات المرحلة النهائية في طابا، وذلك مع حكومة حزب العمل عشية الانتخابات الإسرائيلية، وجرى الاتفاق على استكمال المفاوضات بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية وظهور نتائجها التي كان قادة الحزب يعتقدون أنها لن تكون إلا لصالحهم. ولكنَّ هذا لم يحدث، فقد صعد حزب (الليكود)، بزعامة (بنيامين نتنياهو)، إلى السلطة. ولأنَّ البرنامج الذي أوصل هذا الحزب وزعيمه إلى السلطة انطوى على تعنُّتٍ وصلف كبيرين جسدتهما ثلاث عبارات تبدأ جميعها بكلمة "عدم"، وكأنما هي إمعانٌ في إنكار وجود الآخر (الفلسطيني)، وتجاهل حقوقه والإصرار على الاستمرار في اغتصابها: عدم الاعتراف باتفاق أوسلو؛ عدم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، عدم التحدث إلى ياسر عرفات. إلا أنَّ (نتنياهو) كان قد اكتشف أنه في حاجة إلى التحوُّل، بهذا القدر أو ذاك ولهذا السبب أو ذاك، عن شعاراته العدمية، فوافق على الشروع في مفاوضات مع الجانب الفلسطيني تمَّ تدشينها بلقاء جرى في الثالث والعشرين من تموز (يوليو) 1996، في منطقة بيت حانون "إيرز". غير أنَّ الأمور توقَّفت ثمَّ أخذت في التدهور مع اندلاع انتفاضة النفق في الثلاثين من أيلول (سبتمبر) 1997، وهي الانتفاضة التي جاءت في سياق ردة الفعل الفلسطينية على حفريات إسرائيلية هدَّدت بانهيار المسجد الأقصى إذْ كانت تتم أسفله مباشرة بدعوى وجود هيكل سليمان في قاعه العميق!
وفي مسعى منها لضمان متابعة المفاوضات، دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى عقد قمة يستضيفها الرئيس (بيل كلينتون) ويُشارك فيها الرئيس ياسر عرفات، والرئيس المصري حسني مبارك، والملك حسين ملك الأردن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقد عقدت هذه القمة دون مشاركة الرئيس المصري الذي اكتفى بإيفاد وزير خارجية مصر لمراقبة أعمال القمة التي أسفرت، في الخامس عشر من كانون الثاني (يناير) 1997، عن توقع اتفاق إعادة الانتشار في الخليل، وهو اتفاق قسَّم المدينة، للأسف الشديد، إلى قسمين أحدهما تحت السيطرة الفلسطينية والآخر تحت السيطرة الإسرائيلية، مع وجود مراقبة دولية. ومع ذلك، فإنَّ هذا الاتفاق لم يُطبَّق، وجمدت المفاوضات عندما شرعت الحكومة الإسرائيلية في المراوغة واختلاق الذرائع والأباطيل التي تزعم أنَّ المنظمة لم تحذف من ميثاقها المواد المتعلقة بإسرائيل أو التي تناقض اتفاق أوسلو!
في الثالث والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) وُقِّع اتفاق آخر هو (اتفاق واي ريفر) الذي على إثره قام الرئيس (كلينتون) بزيارة غزة لحضور اجتماع لأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني الموجودين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ليصغي بنفسه إلى إعادة تؤكِّد نصَّ القرار القاضي بتعديل الميثاق الوطني الفلسطيني، والذي كان قد صدر عن هذا المجلس من قبل.
ولكنَّ حكومة إسرائيل، لم تلتزم بتنفيذ بنود اتفاق (واي ريفر)، إلى حدِّ أنَّ الرئيس الأمريكي (بيل كلينتون)، كما يذكر الأخ أبو مازن، "صُدم من موقف حكومة (الليكود) التي أظهرت عدم التزامها بباقي البنود التي تمَّ الاتفاق عليها0
وطوال حكم (نتنياهو) الذي استغرق ثلاث سنوات قبل أن يسقط، لم تتقدَّم المفاوضات ولم يحرز أي تقدُّم على مسار مفاوضات الحل النهائي.
أما القضايا المعلَّقة من فترات سابقة من المرحلة الانتقالية أو الواجبة التنفيذ خلالها، فقد استمرَّ أغلبها الأعم يراوح مكانه دون إنفاذ أو تنفيذ!
اتفاق شرم الشيخ
وكان لهذه اللقاءات وما تخللها من مفاوضات صعبة ومرهقة أن تسفر عن اتفاق عُرف باسم "اتفاق شرم الشيخ"وذلك في الرابع من أيلول (سبتمبر) 1999. وكانت القمة التي عقدت في شرم الشيخ قد ركَّزت مهمتها على العمل من أجل استكمال تطبيق الاتفاقيات المرحلية التي تمَّ عقدها في عهد (بنيامين نتنياهو)،
وإكمال تناول قضايا المرحلة النهائية بجديةٍ، وذلك على نحوٍ شجَّع الإدارة الأمريكية على الدعوة إلى عقد قمة ثلاثية في منتجع (كامب ديفيد).

» مفاوضات طابا
» مفاوضات طابا/كانون ثاني 2001م
» مفاوضات طابا كانون ثاني 2001م
» حقوق اللاجئين في مفاوضات كامب ديفيد ومحادثات طابا
» حقوق اللاجئين في مفاوضات كامب ديفيد ومحادثات طابا