ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 سنة إحدى وستين هجري / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) (4)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

سنة إحدى وستين هجري / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) (4) Empty
مُساهمةموضوع: سنة إحدى وستين هجري / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) (4)   سنة إحدى وستين هجري / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) (4) Emptyالثلاثاء ديسمبر 29, 2009 12:39 pm

سنة إحدى وستين هجري / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) (4) Kunoooz999c90c773
سنة إحدى وستين هجري
فقال له عمرو بن حريث: أصلح الله الأمير! إنما هي امرأة، وهل تؤاخذ المرأة بشيء من منطقها؟ إنها لا تؤاخذ بما تقول ولا تلام على خطل.
وقال أبو مخنف: عن المجالد، عن سعيد: إن ابن زياد لما نظر إلى علي بن الحسين زين العابدين قال لشرطي: أنظر أأدرك هذا الغلام، فإن كان أدرك فانطلقوا به فاضربوا عنقه؟
فكشف إزاره عنه فقال: نعم!
فقال: اذهب به فاضرب عنقه.
فقال له علي بن الحسين: إن كان بينك وبين هؤلاء النسوة قرابة فابعث معهن رجلا يحافظ عليهن.
فقال له ابن زياد: تعال أنت! فبعثه معهن.
قال أبو مخنف: وأما سليمان بن أبي راشد فحدثني عن حميد بن مسلم قال: إني لقائم عند ابن زياد حين عرض عليه علي بن الحسين، فقال له: ما اسمك؟
قال: أنا علي بن الحسين.
قال: أولم يقتل الله علي بن الحسين؟
فسكت.
فقال له ابن زياد: مالك لا تتكلم؟
قال: كان لي أخ يقال له: علي أيضا، قتله الناس.
قال: إن الله قتله.
فسكت.
فقال: مالك لا تتكلم؟
فقال: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا } [الزمر: 42]
{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } [آل عمران: 145] .
قال: أنت والله منهم، ويحك!! انظروا هذا أدرك؟ والله إني لأحسبه رجلا.
فكشف عنه مري بن معاذ الأحمري فقال: نعم قد أدرك.
فقال: اقتله.
فقال علي بن الحسين: من يوكل بهذه النسوة؟
وتعلقت به زينب عمته فقالت: يا ابن زياد حسبك منا ما فعلت بنا، أما رويت من دمائنا؟
وهل أبقيت منا أحدا؟
قال: واعتنقته وقالت: أسألك بالله إن كنت مؤمنا إن قتلته لما قتلني معه.
وناداه علي فقال: يا ابن زياد!! إن كان بينك وبينهن قرابة فابعث معهن رجلا تقيا يصحبهن بصحبة الإسلام.
قال: فنظر إليهن ساعة، ثم نظر إلى القوم فقال: عجبا للرحم!! والله إني لأظن أنها ودّت لو إني قتلته أن أقتلها معه، دعوا الغلام، انطلق مع نسائك.
قال: ثم إن ابن زياد أمر بنساء الحسين وصبيانه وبناته فجهزن إلى يزيد، وأمر بعلي بن الحسين فغل بغلٍ إلى عنقه، وأرسلهم مع محقر بن ثعلبة العائذي - من عائذة قريش - ومع شمر بن ذي الجوشن قبحه الله.
فلما بلغوا باب يزيد بن معاوية رفع محقر بن ثعلبة صوته فقال: هذا محقر بن ثعلبة، أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة.
فأجابه يزيد بن معاوية: ما ولدت أم محقر شر وألأم.
فلما دخلت الرؤوس والنساء على يزيد، دعا أشراف الشام فأجلسهم حوله، ثم دعا بعلي بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه، فأدخلن عليه والناس ينظرون.
فقال لعلي بن الحسين: يا علي أبوك قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت.
فقال علي: { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ } [الحديد: 22] .
فقال يزيد لابنه خالد: أجبه.
قال: فما درى خالد ما يرد عليه.
فقال له يزيد: قل: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } [الشورى: 30] فسكت عنه ساعة، ثم دعا بالنساء والصبيان فرأى هيئة قبيحة.
فقال: قبح الله ابن مرجانة، لو كانت بينهم وبينه قرابة ورحم ما فعل هذا بهم، ولا بعث بكم هكذا.
وروى أبو مخنف: عن الحارث بن كعب، عن فاطمة بنت علي قالت: لما أجلسنا بين يدي يزيد رق لنا وأمر لنا بشيء وألطفنا، ثم إن رجلا من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي هذه - يعنيني - وكنت جارية وضيئة، فارتعدت فزعة من قوله، وظننت أن ذلك جائز لهم، فأخذت بثياب أختي زينب - وكانت أكبر مني وأعقل، وكانت تعلم أن ذلك لا يجوز -.
فقالت: لذلك الرجل كذبت والله ولؤمت، وما ذلك لك وله.
فغضب يزيد، فقال لها: كذبتِ! والله إن ذلك لي، ولو شئت أن أفعله لفعلت.
قالت: كلا! والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا، وتدين بغير ديننا.
قالت: فغضب يزيد واستطار.
ثم قال: إياي تستقبلين بهذا؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك.
فقالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك.
قال: كذبتِ يا عدوة الله.
قالت: أنت أمير المؤمنين مسلط تشتم ظالما، وتقهر بسلطانك.
قالت: فوالله لكأنه استحي فسكت، ثم قام ذلك الرجل فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه.
فقال له يزيد: اعزب وهب الله لك حتفا قاضيا.
ثم أمر يزيد النعمان بن بشير أن يبعث معهم إلى المدينة رجلا أمينا معه رجال وخيل، ويكون علي بن الحسين معهن.
ثم أنزل النساء عند حريمه في دار الخلافة فاستقبلهن نساء آل معاوية يبكين وينحن علي الحسين، ثم أقمن المناحة ثلاثة أيام، وكان يزيد لا يتغدى ولا يتعشى إلا ومعه علي بن الحسين وأخوه عمر بن الحسين.
فقال يزيد يوما لعمر بن الحسين: - وكان صغيرا جدا- أتقاتل هذا؟ يعني: ابنه خالد بن يزيد - يريد ذلك ممازحته وملاعبته.
فقال: أعطني سكينا وأعطه سكينا حتى نتقاتل، فأخذه يزيد فضمه إليه وقال: شِنشنةٌ أعرفها من أخزم، هل تلد الحية إلا حية؟.
ولما ودعهم يزيد قال لعلي بن الحسين: قبح الله ابن سمية، أما والله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة إلا أعطيته إياها، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي، ولكن الله قضى ما رأيت.
ثم جهزه وأعطاه مالا كثيرا وكساهم وأوصى بهم ذلك الرسول، وقال له: كاتبني بكل حاجة تكون لك، فكان ذلك الرسول الذي أرسله معهن يسير عنهن بمعزل من الطريق، ويبعد عنهن بحيث يدركهن طرفه وهو في خدمتهم حتى وصلوا المدينة.
فقالت فاطمة بنت علي: قلت لأختي زينب: إن هذا الرجل أرسل معنا قد أحسن صحبتنا فهل لك أن نصله؟
فقالت: والله ما معنا شيء نصله به إلا حلينا.
قالت وقلت لها: نعطيه حلينا.
قالت: فأخذت سواري ودملجي، وأخذت أختي سوارها ودملجها، وبعثنا به إليه واعتذرنا إليه وقلنا: هذا جزاؤك بحسن صحبتك لنا.
فقال: لو كان الذي صنعت معكم إنما هو للدنيا كان في هذا الذي أرسلتموه ما يرضيني وزيادة، ولكن والله ما فعلت ذلك إلا لله تعالى ولقرابتكم من رسول الله .
وقيل: إن يزيد لما رأى رأس الحسين قال: أتدرون من أين أتى ابن فاطمة؟
وما الحامل له على ما فعل؟
وما الذي أوقعه فيما وقع فيه؟
قالوا: لا!
قال: يزعم أن أباه خير من أبي، وأمه فاطمة بنت رسول الله خير من أمي، وجده رسول الله خير من جدي، وأنه خير مني وأحق بهذا الأمر مني.
فأما قوله: أبوه خير من أبي فقد حاج أبي أباه إلى الله عز وجل، وعلم الناس أيهما حكم له.
وأما قوله: أمه خير من أمي فلعمري إن فاطمة بنت رسول الله خير من أمي.
وأما قوله: جده رسول الله خير من جدي، فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يرى أن رسول الله فينا عدلا ولا ندا، ولكنه إنما أتى من قلة فقهه لم يقرأ: { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ } الآية [آل عمران: 26] .
وقوله تعالى: { وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ } [البقرة: 247] .
فلما دخلت النساء على يزيد قالت فاطمة بنت الحسين - وكانت أكبر من سكينة -: يا يزيد! بنات رسول الله سبايا.
فقال يزيد: يا بنت أخي، أنا لهذا كنت أكره.
قالت: قلت والله ما تركوا لنا خرصا.
فقال: ابنة أخي! ما أتى إليك أعظم مما ذهب لك.
ثم أدخلهن داره، ثم أرسل إلى كل امرأة منهن ماذا أخذ لك؟ فليس منهن امرأة تدّعي شيئا بالغا ما بلغ إلا أضعفه لها.
وقال هشام عن أبي مخنف: حدثني أبو حمزة الثمالي، عن عبد الله الثمالي، عن القاسم بن نجيب.
قال: لما أقبل وفد الكوفة برأس الحسين دخلوا به مسجد دمشق، فقال لهم مروان بن الحكم: كيف صنعتم؟
قالوا: ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلا فأتينا والله على آخرهم، وهذه الرؤوس والسبايا.
فوثب مروان وانصرف، وأتاهم أخوه يحيى بن الحكم فقال: ما صنعتم؟
فقالوا له: مثل ما قالوا لأخيه.
فقال لهم: حجبتم عن محمد يوم القيامة، لن أجامعكم على أمر أبدا، ثم قام فانصرف.
قال: ولما بلغ أهل المدينة مقتل الحسين بكى عليه نساء بني هاشم ونُحْنَ عليه.
وروي: أن يزيد استشار الناس في أمرهم فقال رجال ممن قبحهم الله: يا أمير المؤمنين لا يتخذن من كلب سوء جروا، اقتل علي بن الحسين حتى لا يبقى من ذرية الحسين أحد.
فسكت يزيد.
فقال النعمان بن بشير: يا أمير المؤمنين اعمل معهم كما كان يعمل معهم رسول الله لو رآهم على هذه الحال.
فرق عليهم يزيد وبعث بهم إلى الحمام وأجرى عليهم الكساوى والعطايا والأطعمة، وأنزلهم في داره.
وهذا يرد قول الرافضة: إنهم حملوا على جنائب الإبل سبايا عرايا، حتى كذب من زعم منهم أن الإبل البخاتي إنما نبتت لها الأسنمة من ذلك اليوم لتستر عوراتهن من قبلهن ودبرهن.
ثم كتب ابن زياد إلى عمرو بن سعيد أمير الحرمين يبشره بمقتل الحسين، فأمر مناديا فنادى بذلك.
فلما سمع نساء بني هاشم ارتفعت أصواتهن بالبكاء والنوح، فجعل عمرو بن سعيد يقول: هذا بكاء نساء عثمان بن عفان.
وقال عبد الملك بن عمير: دخلت على عبيد الله بن زياد وإذا رأس الحسين بن علي بين يديه على ترس، فوالله ما لبث إلا قليلا حتى دخلت على المختار بن أبي عبيد، وإذا رأس عبيد الله بن زياد بين يدي المختار على ترس، ووالله ما لبثت إلا قليلا حتى دخلت على عبد الملك بن مروان وإذا رأس مصعب بن الزبير على ترس بين يديه.
وقال أبو جعفر بن جرير الطبري في تاريخه: حدثني زكريا بن يحيى الضرير، ثنا أحمد بن جناب المصيصي، ثنا خالد بن يزيد، عن عبد الله القسري، ثنا عمار الدهني قال: قلت لأبي جعفر: حدثني عن مقتل الحسين كأني حضرته.
فقال: أقبل الحسين بكتاب مسلم بن عقيل الذي كان قد كتبه إليه يأمره فيه بالقدوم عليه، حتى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال، لقيه الحر بن يزيد التميميي، فقال له: أين تريد؟
فقال: أريد هذا المصر.
فقال له: ارجع فإني لم أدع لك خلفي خيرا أرجوه.
فهَمَّ الحسين أن يرجع، وكان معه أخوة مسلم بن عقيل، فقالوا: والله لا نرجع حتى نأخذ بثأرنا ممن قتل أخانا أو نقتل.
فقال: لا خير في الحياة بعدكم، فسار فلقيه أوائل خيل ابن زياد، فلما رأى ذلك عاد إلى كربلاء، فأسند ظهره إلى قصيتا وحلفا ليقاتل من جهة واحدة.
فنزل وضرب أبنيته وكان أصحابه خمسة وأربعين فارسا ومائة راجل، وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه بن زياد الريّ وعهد إليه عهده، فقال: اكفني هذا الرجل واذهب إلى عملك.
فقال: اعفني.
فأبى أن يعفيه، فقال: أنظرني الليلة، فأخره فنظر في أمره، فلما أصبح غدا عليه راضيا بما أمره به، فتوجه إليه عمر بن سعد فلما أتاه قال له الحسين: اختر واحدة من ثلاث، إما أن تدعوني فأنصرف من حيث جئت، وإما أن تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني فألحق بالثغور.
فقبل ذلك عمر، فكتب إليه عبيد الله بن زياد: لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي.
فقال الحسين: لا والله لا يكون ذلك أبدا.
فقاتله فقتل أصحاب الحسين كلهم، وفيهم بضعة عشر شابا من أهل بيته، وجاءه سهم فأصاب ابنا له في حجره فجعل يمسح الدم ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا.
ثم أمر بحبرة فشقها ثم لبسها وخرج بسيفه فقاتل حتى قتل، قتله رجل من مذحج وحز رأسه، فانطلق به إلى ابن زياد وقال في ذلك:
أوقر ركابي فضةً وذهبا * فقد قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا * وخيرهم إذ ينسبون نسبا
قال: فأوفده إلى يزيد بن معاوية فوضع رأسه بين يديه، وعنده أبو برزة الأسلمي، فجعل يزيد ينكت بالقضيب على فيه ويقول:
يفلقن هاما من رجالٍ أعزةٍ * علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما
فقال أبو برزة: ارفع قضيبك، فوالله لربما رأيت رسول الله واضعا فيه على فيه يلثمه.
قال: وأرسل عمر بن سعد بحرمه وعياله إلى ابن زياد، ولم يكن بقي من آل الحسين إلا غلام، وكان مريضا مع النساء، فأمر به ابن زياد ليقتل فطرحت زينب نفسها عليه وقالت: والله لا يقتل حتى تقتلوني.
فرقّ لها وكف عنه، قال: فأرسلهم إلى يزيد فجمع يزيد من كان بحضرته من أهل الشام، ثم دخلوا عليه فهنوه بالفتح، فقام رجل منهم أحمر أزرق - ونظر إلى وصيفة من بناته - فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي هذه.
فقالت زينب: لا ولا كرامة لك ولا له، إلا أن تخرجا من دين الله.
قال: فأعادها الأزرق، فقال له يزيد: كف عن هذا.
ثم أدخلهم على عياله، ثم حملهم إلى المدينة، فلما دخلوها خرجت امرأة من بني عبد المطلب ناشرة شعرها واضعة كُمها على رأسها تتلقاهم وهي تبكي وتقول:
ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي * منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم * أن تخلفوني بسوءٍ في ذوي رحم
وقد روى أبو مخنف: عن سليمان بن أبي راشد، عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود: أن بنت عقيل هي التي قالت هذا الشعر.
وهكذا حكى الزبير بن بكار: أن زينب الصغرى بنت عقيل بن أبي طالب هي التي قالت ذلك حين دخل آل الحسين المدينة النبوية.
وروى أبو بكر بن الأنباري بإسناده: أن زينب بنت علي بن أبي طالب من فاطمة - وهي زوج عبد الله بن جعفر أم بنيه - رفعت سجف خفائها يوم كربلاء يوم قتل الحسين، وقالت هذه الأبيات فالله أعلم.
وقال هشام بن الكلبي: حدثني بعض أصحابنا، عن عمرو بن المقدام قال: حدثني عمر بن عكرمة قال: أصبحنا صبيحة قتل الحسين بالمدينة فإذا مولاة لنا تحدثنا قالت: سمعت البارحة مناديا ينادي وهو يقول:
أيها القاتلون ظلما حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم* من نبيٍ ومالكٍ وقبيل
لقد لعنتم على لسان بن داود * وموسى وحامل الإنجيل
قال ابن هشام: حدثني عمرو بن حيزوم الكلبي، عن أمه قالت: سمعت هذا الصوت، وقال الليث وأبو نعيم: يوم السبت.
ومما أنشده الحاكم أبو عبد الله النيسابوري وغيره لبعض المتقدمين في مقتل الحسين:
جاؤوا برأسك يا ابن بنت محمدٍ * متزملا بدمائه تزميلا
وكأن بك يا ابن بنت محمدٍ * قتلوا جهارا عامدين رسولا
قتلوك عطشانا ولم يتدبروا * في قتلك القرآن والتنزيلا
ويكبرون بأن قتلت وإنما * وقتلوا بك التكبير والتهليلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سنة إحدى وستين هجري / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) (4)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سنة إحدى وستين هجري / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) (1)
» سنة إحدى وستين هجري / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) (2)
» سنة إحدى وستين هجري / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) (3)
» سنة خمس وستين هجري / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)
» سنة ست وستين هجري / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: