ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الخامس /(البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الخامس /(البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الخامس /(البداية والنهاية)   كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الخامس /(البداية والنهاية) Emptyالخميس ديسمبر 24, 2009 12:09 pm

كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الخامس /(البداية والنهاية) Kunoooz97311cdd18

كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال محمد بن إسحاق: لما افتتح رسول الله مكة وفرغ من تبوك، وأسلمت ثقيف وبايعت، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه.
قال ابن هشام: حدثني أبو عبيدة أن ذلك في سنة تسع، وأنها كانت تسمى: سنة الوفود.
قال ابن إسحاق: وإنما كانت العرب تربص بإسلامها أمر هذا الحي من قريش، لأن قريشا كانوا إمام الناس وهاديتهم، وأهل البيت والحرم، وصريح ولد إسماعيل بن إبراهيم، وقادة العرب لا ينكرون ذلك، وكانت قريش هي التي نصبت الحرب لرسول الله وخلافه، فلما افتتحت مكة، ودانت له قريش ودوخها الإسلام، عرفت العرب أنهم لا طاقة لهم بحرب رسول الله ولا عداوته، فدخلوا في دين الله كما قال عز وجل أفواجا، يضربون إليه من كل وجه.
يقول الله تعالى لنبيه : { إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } [النصر: 1 - 3] .
أي: فاحمد الله على ما ظهر من دينك، واستغفره إنه كان توابا.
وقد قدمنا حديث عمرو بن مسلمة قال: كانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح فيقولون: اتركوه وقومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر - أي قومي - بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم والله من عند النبي حقا، قال: صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا، وذكر تمام الحديث، وهو في صحيح البخاري.
قلت: وقد ذكر محمد بن إسحاق، ثم الواقدي والبخاري، ثم البيهقي بعدهم من الوفود ما هو متقدم تاريخ قدومهم على سنة تسع، بل وعلى فتح مكة، وقد قال الله تعالى: { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى } [الحديد: 10] .
وتقدم قوله : «يوم الفتح لا هجرة، ولكن جهاد ونية».
فيجب التمييز بين السابق من هؤلاء الوافدين على زمن الفتح ممن يعد وفوده هجرة وبين اللاحق لهم بعد الفتح ممن وعد الله خيرا وحسنى، ولكن ليس في ذلك كالسابق في الزمان والفضيلة، والله أعلم.
على أن هؤلاء الأئمة الذين اعتنوا بإيراد الوفود قد تركوا فيما أوردوه أشياء لم يذكروها، ونحن نورد بحمد الله ومنه ما ذكروه، وننبه على ما ينبغي التنبيه عليه من ذلك، ونذكر ما وقع لنا مما أهملوه إن شاء الله، وبه الثقة وعليه التكلان.
وقد قال محمد بن عمر الواقدي: حدثنا كثير بن عبد الله المزني عن أبيه، عن جده قال: كان أول من وفد على رسول الله من مضر أربعمائة من مزينة، وذاك في رجب سنة خمس، فجعل لهم رسول الله الهجرة في دارهم وقال: «أنتم مهاجرون حيث كنتم، فارجعوا إلى أموالكم».
فرجعوا إلى بلادهم.
ثم ذكر الواقدي عن هشام بن الكلبي بإسناده: أن أول من قدم من مزينة خزاعي بن عبد نهم ومعه عشرة من قومه، فبايع رسول الله على إسلام قومه، فلما رجع إليهم لم يجدهم كما ظن فيهم فتأخروا عنه، فأمر رسول الله حسان بن ثابت أن يعرض بخزاعي من غير أن يهجوه، فذكر أبياتا، فلما بلغت خزاعيا شكى ذلك إلى قومه، فجمعوا له، وأسلموا معه، وقدم بهم إلى رسول الله فلما كان يوم الفتح دفع رسول الله لواء مزينة - وكانوا يومئذ ألفا - إلى خزاعي هذا، قال: وهو أخو عبد الله ذو البجادين.
وقال البخاري رحمه الله (باب وفد بني تميم): حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان عن أبي صخرة، عن صفوان بن محرز المازني، عن عمران بن حصين قال: أتى نفر من بني تميم إلى النبي فقال: «اقبلوا البشرى يا بني تميم».
قالوا: يا رسول الله قد بشرتنا فأعطنا، فرؤي ذلك في وجهه.
ثم جاء نفر من اليمن فقال: «اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم».
قالوا: قبلنا يا رسول الله.
ثم قال البخاري: حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبره عن ابن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير أخبرهم أنه قدم ركب من بني تميم على النبي فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد بن زرارة.
فقال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس.
فقال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي.
فقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزلت { ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } [الحجرات: 1] حتى انقضت.
ورواه البخاري أيضا من غير وجه، عن ابن أبي مليكة بألفاظ أخرى، قد ذكرنا ذلك في التفسير عند قوله تعالى: «لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي» [الحجرات: 2] الآية.
وقال محمد بن إسحاق: ولما قدمت على رسول الله وفود العرب، قدم عليه عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس التميمي في أشراف بني تميم منهم: الأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر التميمي - أحد بني سعد - وعمرو بن الأهتم، والحتحات بن يزيد، ونعيم بن يزيد، وقيس بن الحارث، وقيس بن عاصم أخو بني سعد في وفد عظيم من بني تميم.
قال ابن إسحاق: ومعهم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، وقد كان الأقرع بن حابس، وعيينة شهدا مع رسول الله فتح مكة وحنين والطائف، فلما قدم وفد بني تميم كانا معهم، ولما دخلوا المسجد نادوا رسول الله من وراء حجراته أن اخرج إلينا يا محمد، فآذى ذلك رسول الله من صياحهم، فخرج إليهم.
فقالوا: يا محمد جئناك نفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا.
قال: «قد أذنت لخطيبكم، فليقل».
فقام عطارد بن حاجب فقال: الحمد لله الذي له علينا الفضل والمن وهو أهله، الذي جعلنا ملوكا، ووهب لنا أموالا عظاما نفعل فيها المعروف، وجعلنا أعزة أهل المشرق، وأكثره عددا، وأيسره عدة، فمن مثلنا في الناس، ألسنا برؤس الناس، وأولي فضلهم، فمن فاخرنا فليعدد مثل ما عددنا، وإنا لو نشاء لأكثرنا الكلام، ولكن نخشى من الإكثار فيما أعطانا، وإنا نعرف بذلك، أقول هذا لأن تأتوا بمثل قولنا، وأمر أفضل من أمرنا. ثم جلس.
فقال رسول الله لثابت بن قيس بن شماس أخي بني الحارث بن الخزرج: «قم فأجب الرجل في خطبته».
فقام ثابت فقال: الحمد لله الذي السموات والأرض خلقه، قضى فيهن أمره، ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط إلا من فضله، ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكا، واصطفى من خيرته رسولا، أكرمه نسبا، وأصدقه حديثا، وأفضله حسبا، فأنزل عليه كتابه، وائتمنه على خلقه، فكان خيرة الله من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان به، فآمن برسول الله المهاجرون من قومه، وذوي رحمه، أكرم الناس أحسابا، وأحسن الناس وجوها، وخير الناس فعالا، ثم كان أول الخلق إجابة، واستجاب لله حين دعاه رسول الله نحن، فنحن أنصار الله وزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا، فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبدا وكان قتله علينا يسيرا، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم.
فقام الزبرقان بن بدر فقال:
نحن الكرام فلا حي يعادلنا * منا الملوك وفينا تنصب البيع
وكم قسرنا من الأحياء كلهم * عند النهاب وفضل العز يتبع
ونحن يطعم عند القحط مطعمنا * من الشواء إذا لم يؤنس القزع
بما ترى الناس تأتينا سراتهم * من كل أرض هويا ثم نصطنع
فننحر الكوم غبطا في أرومتنا * للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا
فما ترانا إلى حي نفاخرهم * إلا استفادوا وكانوا الرأس تقتطع
فمن يفاخرنا في ذاك نعرفه * فيرجع القوم والأخبار تستمع
إنا أبينا ولم يأبى لنا أحد * إنا كذلك عند الفخر نرتفع
قال ابن إسحاق: وكان حسان بن ثابت غائبا فبعث إليه رسول الله .
قال: فلما انتهيت إلى رسول الله وقام شاعر القوم فقال: ما قال أعرضت في قوله، وقلت على نحو ما قال، فلما فرغ الزبرقان قال رسول الله لحسان بن ثابت: «قم يا حسان فأجب الرجل فيما قال».
فقال حسان:
إن الذوائب من فهر وأخوتهم * قد بينوا سنة للناس تتبع
يرضى بها كل من كانت سريرته * تقوى الإله وكل الخير يصطنع
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم * أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة * إن الخلائق فاعلم شرها البدع
إن كان في الناس سباقون بعدهم * فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
لا يرفع الناس ما أوهت أكفهم * عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا
إن سابقوا الناس يوما فاز سبقهم * أو وازنوا أهل مجد بالندى منعوا
أعفة ذكرت في الوحي عفتهم * لا يطمعون ولا يرديهم طمع
لا يبخلون على جار بفضلهم * ولا يمسهم من مطمع طبع
إذا نصبنا لحي لم ندب لهم * كما يدب إلى الوحشية الذرع
نسموا إذا الحرب نالتنا مخالبها * إذا الزعانف من أظفارها خشعوا
لا يفخرون إذا نالوا عدوهم * وإن أصيبوا فلا خور ولا هلع
كأنهم في الوغى والموت مكتنع * أسد بحلية في أرساعها فدع
خذ منهم ما أتوا عفوا إذا غضبوا * ولا يكن همك الأمر الذي منعوا
فإن في حربهم فاترك عداوتهم * شرا يخاض عليه السم والسلع
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم * إذا تفاوتت الأهواء والشيع
أهدى لهم مدحتي قلب يؤازره * فيما أحب لسان حائك صنع
فإنهم أفضل الأحياء كلهم * إن جد في الناس جد القول أو شمعوا
وقال ابن هشام: أخبرني بعض أهل العلم بالشعر من بني تميم أن الزبرقان لما قدم على رسول الله في وفد بني تميم قام فقال:
أتيناك كيما يعلم الناس فضلنا * إذا اختلفوا عند احتضار المواسم
بأنا فروع الناس في كل موطن * وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
وأنا نذود المعلمين إذا انتخوا * ونضرب رأس الأصيد المتفاقم
وإن لنا المرباع في كل غارة * تغير بنجد أو بأرض الأعاجم
قال: فقام حسان فأجابه فقال:
هل المجد إلا السؤدد العود والندى * وجاه الملوك واحتمال العظائم
نصرنا وآوينا النبي محمدا * على أنف راض من معد وراغم
بحي حريد أصله وثراؤه * بجابية الجولان وسط الأعاجم
نصرناه لما حل بين بيوتنا * بأسيافنا من كل باغ وظالم
جعلنا بنينا دونه وبناتنا * وطبنا له نفسا بفيء المغانم
ونحن ضربنا الناس حتى تتابعوا * على دينه بالمرهفات الصوارم
ونحن ولدنا من قريش عظيمها * ولدنا نبي الخير من آل هاشم
بني دارم لا تفخروا إن فخركم * يعود وبالا عند ذكر المكارم
هبلتم علينا تفخرون وأنتم * لنا خول من بين ظئر وخادم
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم * أموالكم أن تقسموا في المقاسم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا * ولا تلبسوا زيا كزي الأعاجم
قال ابن إسحاق: فلما فرغ حسان بن ثابت من قوله، قال الأقرع بن حابس: وأبي إن هذا لمؤتى له، لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أعلا من أصواتنا.
قال: فلما فرغ القوم أسلموا، وجوزهم رسول الله فأحسن جوائزهم، وكان عمرو بن الأهتم قد خلفه القوم في رحالهم، وكان أصغرهم سنا.
فقال قيس بن عاصم - وكان يبغض عمرو بن الأهتم -: يا رسول الله إنه كان رجل منا في رحالنا وهو غلام حدث، وأزرى به، فأعطاه رسول الله مثل ما أعطى القوم.
قال عمرو بن الأهتم حين بلغه أن قيسا قال ذلك يهجوه:
ظللت مفترش الهلباء تشتمني * عند الرسول فلم تصدق ولم تصب
سدناكم سؤددا رهوا وسؤددكم * باد نواجذه مقع على الذنب
وقد روى الحافظ البيهقي: من طريق يعقوب بن سفيان، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن الزبير الحنظلي قال: قدم على رسول الله الزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، وعمرو بن الأهتم، فقال لعمرو بن الاهتم: «أخبرني عن الزبرقان، فأما هذا فلست أسألك عنه» وأراه كان قد عرف قيسا.
قال: فقال: مطاع في أذنيه، شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره.
فقال الزبرقان: قد قال ما قال وهو يعلم أني أفضل مما قال.
قال: فقال عمرو: والله ما علمتك إلا زبر المروءة، ضيق العطن، أحمق الأب، لئيم الخال.
ثم قال: يا رسول الله قد صدقت فيها جميعا أرضاني، فقلت بأحسن ما أعلم فيه، وأسخطني فقلت بأسوء ما أعلم.
قال: فقال رسول الله : «إن من البيان سحرا».
وهذا مرسل من هذا الوجه.
قال البيهقي: وقد روي من وجه آخر موصولا.
أنبأنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي، ثنا محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي، ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن العلاف ببغداد، حدثنا علي بن حرب الطائي، أنبأنا أبو سعد ابن الهيثم بن محفوظ عن أبي المقوم يحيى بن يزيد الأنصاري، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: جلس إلى رسول الله قيس بن عاصم، والزبرقان بن بدر، وعمرو بن الأهتم التميميون، ففخر الزبرقان، فقال: يا رسول الله أنا سيد تميم والمطاع فيهم والمجاب أمنعهم من الظلم وآخذ لهم بحقوقهم، وهذا يعلم ذلك - يعني: عمرو بن الأهتم -.
قال عمرو بن الأهتم: إنه لشديد العارضة، مانع لجانبه، مطاع في أذنيه.
فقال الزبرقان: والله يا رسول الله لقد علم مني غير ما قال، وما منعه أن يتكلم إلا الحسد.
فقال عمرو بن الأهتم: أنا أحسدك، فوالله إنك للئيم الخال، حديث المال، أحمق الوالد، مضيع في العشيرة، والله يا رسول الله لقد صدقت فيما قلت أولا، وما كذبت فيما قلت آخرا، ولكني رجل إذا رضيت قلت أحسن ما علمت، وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت، ولقد صدقت في الأولى، والأخرى جميعا.
فقال رسول الله : «إن من البيان لسحرا».
وهذا إسناد غريب جدا.
وقد ذكر الواقدي سبب قدومهم وهو أنه كانوا قد جهزوا السلاح على خزاعة، فبعث إليهم رسول الله عيينة بن بدر في خمسين ليس فيهم أنصاري ولا مهاجري، فأسر منهم أحد عشر رجلا، وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا، فقدم رؤساءهم بسبب أسراهم.
ويقال: قدم منهم تسعين - أو ثمانين - رجلا في ذلك منهم: عطارد والزبرقان، وقيس بن عاصم، وقيس بن الحارث، ونعيم بن سعد، والأقرع بن حابس، ورباح بن الحارث، وعمرو بن الأهتم، فدخلوا المسجد وقد أذن بلال الظهر والناس ينتظرون رسول الله ليخرج إليهم فجعل هؤلاء فنادوه من وراء الحجرات فنزل فيهم ما نزل.
ثم ذكر الواقدي خطيبهم وشاعرهم وأنه عليه الصلاة والسلام أجازهم على كل رجل اثني عشر أوقية ونشا، إلا عمرو بن الأهتم، فإنما أعطي خمس أواق لحداثة سنه والله أعلم.
قال ابن إسحاق: ونزل فيهم من القرآن قوله تعالى: { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون * ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم }. [الحجرات: 4 - 5] .
قال ابن جرير: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث المروزي، حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن البراء، في قوله: { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات }.
قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا محمد إن حمدي زين وذمي شين.
فقال: «ذاك الله عز وجل».
وهذا إسناد جيد متصل.
وقد روى عن الحسن البصري وقتادة مرسلا عنهما، وقد وقع تسمية هذا الرجل.
فقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا موسى بن عقبة عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن، عن الأقرع بن حابس أنه نادى رسول الله فقال: يا محمد يا محمد.
وفي رواية: يا رسول الله فلم يجبه.
فقال: يا رسول الله إن حمدي لزين وإن ذمي لشين.
فقال: «ذاك الله عز وجل»
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الخامس /(البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بعض الوفود التي جاءت الى رسول الله عليه السلام الى المدينة المنورة / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» قدوم رسول قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» قدوم رسول ملوك حمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» ذكر تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» باب ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: