من محاسن الإسلام .. الصيام (1)

من محاسن الإسلام .. الصيام (1)

شهر رمضان منّة من الله على عباده ورحمة من الله بأوليائه ، فرضه الله تحصيلاً للتقوى كما قال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ” .
والصيام :هو الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة وسائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس .
فرضية الصيام
(بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ( , وإجماع المسلمين عل فرضه ووجوب صيامه منعقد .صيام رمضان من شعائر الإسلام ومبانيه العظام , وقد لّ على فرضيته الكتاب والسنة والإجماع، كما قال تعالى ” فمن شهد منكم الشهر فليصمه ” , ومن السنة : حديث ابن عمر
فرض صيام رمضان في السنة الثانية من الهجرة , فصام النبي تسعة رمضانات،
ومر تشريع الصيام بثلاث مراحل:
الأولى: مرحلة التخيير ، كما قال تعالى ” وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ” , فكان من لا يقدر الصوم ويشق عليه يطعم عن كل يوم مسكيناً كما جاء عن ابن عمر وسلمة بن الأكوع وغيرهما، وذلك أنهم كانوا في ابتداء الإسلام مخيرين بين أن يصوموا وبين أن يفطروا ويفدوا، خيرهم الله ؛ لئلا يشق عليهم ؛ لأنهم كانوا لم يتعودوا الصوم .
الثانية أن الصيام فرض إلى غروب الشمس ،فإذا أفطر الرجل حل له الطعام والشراب والجماع إلى أن يصلي العشاء الآخرة أو يرقد ،ثم من نام أو صلى العشاء حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى الليلة القابلة ، كما في قصةأبي قيس بن صرمة الأنصاري , وكان فيه مشقة كبيرة .
الثالثة ما هو عليه الآن , ونزل به قوله تعالى ” أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ”
فضل الصيام
“كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي . للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه . ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ”1-في الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال رسول الله
وفي رواية :” كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي”
وفي رواية للبخاري: “لكل عمل كفارة، والصوم لي وأنا أجزي به”
فعلى الرواية الأولى: يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة، فتكون الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله أضعافاً كثيرة بغير حصر عدد؛ فإن الصيام من الصبر، وقد قال الله تعالى : “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”
وأما على الرواية الثانية: فاستثناء الصيام من بين الأعمال يرجع إلى أن سائر الأعمال للعباد، والصيام اختصه الله لنفسه من بين أعمال عباده، وأضافه إليه.
وأما على الرواية الثالثة: فالاستثناء يعود إلى التكفير بالأعمال.
2-وفي الصحيحين مرفوعاً:” الصيام جنة “،وفي رواية للترمذي: “جنة أحدكم من النار كجنته من القتال”
3-وفي الصحيحين مرفوعاً: ” إن في الجنة باباً يقال له: باب الريّان، يدخل منه الصائمون، لا يدخل منه غيرهم ”
دخول رمضان
يدخل شهر رمضان بأحد أمرين رؤية الهلال أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً ، ولا يعتبر الحساب في دخول الشهر ؛ للإجماع الذي حكاه غير واحد من أهل العلم ؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – :” إنا أمة لا نكتب ولا نحسب ، والشهر هكذا وهكذا وهكذا، وأشار بأصابعه العشر، وخنس إبهامه في الثالثة، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة”. متفق عليه
وقد قال تعالى ” يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ” ، فأخبر أن الأهلة مواقيت للناس عموماً، وجعل في شهور الأهلة وظائف على عباده، كالصيام.
لكن لو كان الإنسان في بلد يعتبر الحساب فإنه يصوم معهم ولا يخالفهم لحديث ” الصوم يوم يصوم الناس …. ” .
تحصيل الرؤية
تحصل رؤية الهلال برؤية واحد بشرط عدالته سواء أ كان رجلاً أم امرأة لحديث ابن عمر ” شهدت عند رسول الله برؤية الهلال فصام وأمر الناس بصيامه” .
ويعتبر في الرؤية أن تكون بعد غروب الشمس فلا يعتبر برؤية الهلال في النهار مطلقاً ولا فرق في الحكم بين الرؤية بالعين المجردة أو بالمكبر والمنظار ما دامت الرؤية حقيقية لقول النبي “صوموا لرؤيته …” فالرؤية حقيقية .
ولا يفطر الناس إلا برؤية اثنين لحديث زيد بن الخطاب مرفوعاً، وفيه: ” فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا ” .
التقدّم على رمضان بالصيام
في الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :” لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين، إلا من كان يصوم صوماً فليصمه”.
وصيام آخر شعبان له ثلاثة أحوال:
1. أن يصومه بنية الرمضانية احتياطاً لرمضان، فهذا هو المنهي عنه في الحديث
2. أن يصام بنية التطوع المطلق، فيفرق بين أن يوافق عادة أولا .
3. أن يصام بنية النذر أو قضاء من رمضان أو عن كفارة ونحو ذلك، فهو جائز
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/alislam/46781.html#ixzz3JXUlaMuI

» من محاسن الإسلام .. الصيام (3)
» من محاسن الإسلام .. الصيام (2)
» رمضان .. من محاسن الإسلام
» الدعاء من محاسن الإسلام
» اليقين ..من محاسن الإسلام