ابو ايهاب حمودة :: المشرف العام ::
عدد المساهمات : 25191 تاريخ التسجيل : 16/08/2009
| موضوع: سورة المائدة .. قصة مائدة السماء الإثنين نوفمبر 10, 2014 2:07 pm | |
| سورة المائدة .. قصة مائدة السماء 2- قصة مائدة السماء وردت هذه القصة في الآيات الكريمات من 111 الى 115 من سورة المائدة. انّ عيسى عليه السلام لا يختلف في سننه وأحوال حياته المعيشية, عن اخوانه الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين, فالزهد والرفعة والمجد كان عنوانهم بأخلاقهم الرفيعة التي جبلهم الله عليها بتأييده لهم بالنصر, فعافوا الدنيا وشهواتها وزخارفها ولم يعد يهمهم من هذه الدنيا الفانية سوة كسرة خبز تسدّ رمقهم. أو ثوبا بسيطا يستر عوراتهم, ذلك أنّ العبد المؤمن يكون همّه منصبا في كيفية ارضاء الخالق تبارك وتعالى بطاعتهم اياه وتبليغهم رسالته كما أمر جلّ وعلا ويبيّنوا لأقوامهم النجدين, طريق الخير صراط الله المستقيم, وطريق الشر طريق الغواية والضلال والسعيد من اعتبر, وعمل لما بعد الموت. ولكي يستغل عيسى عليه السلام مهمته في تبليغ رسالة الله تعالى فقد استخلص لنفسه أتباع أطلق عليهم الحواريين, يكونوا أنصارا له يعينونه على تحمّل أعباء الرسالة والدعوة الى الله, وباتوا يلازمونه كظله يتلقون منه العلم ويتفقهون في الدين ثم ينشرونه في الملأ. ذات يوم وفي مرحلة من مراحل الجهاد لنشر الدعوة كان عيسى عليه السلام قد وصل مع حوارييه وأصفياءه في تنقلهم بين القرى والمدن الى مكانا مقفرا لا شجر فيه ولا ماء, خاليا من أيّ أثر للحياة, لدرجة أنذ الوحوش هجرت ذلك المكان لقفرته, وما أن حطوا رحالهم حتى استأذنوا نبيهم بقيلولة قصيرة من خلالها يستعيدون نشاطهم, وبعد أن استيقظوا من قيلولتهم أول شيء شعروا به الجوع, ولأن المكان الذي نزلوا فيه كما أسلفت أجرد لا ثمر فيه ولا ماء فقد اجتمع رأيهم على أن يطلبوا من نبيهم أن يسأل الله تعالى بأن ينزّل عليهم مائدة من السماء يأكلوا منها وتكون لهم عيدا, وما أن استقرت الفكرة في رؤوسهم واستحسنوها حتى هبّوا هبّة رجل واحد وقالوا لنبيهم عليه السلام: يا نبي الله لقد آمنا بك وصدقناك واتبعناك, وسعينا معك في كل مكان, ونحن على ما ترى في هذه الأرض القفراء الجرداء قد تعبنا من المسير وقد نال منا الجوع والعطش ما نال, فهل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء نزيد بها يقينا وايمانا, ونستقوي بها أبدانا وأجسادا, فنتابع العمل ونحمل الحجة الى الناس؟ ظنّ عيسى السلام من طلبهم هذا أنّ الشكّ قد سرى الى نفوسهم, فآلمه قولهم وقال لهم قوله تبارك وتعالى: اتقوا الله ان كنتم مؤمنين, انه الشيطان يريد أن يلقي بينكم العداوة والبغضاء فاحذروه, ألستم بمصدقين لي؟ ألم يأتكم نبأ الأعمى والأبرص والأكمه وشفاؤهم باذن الله؟ ألم يأتكم الميت الذي أعاده الله تعالى الى الحياة؟ مالكم كيف تحكمون؟ قالوا: معاذ الله! يا نبي الله أن نكفر أو نرتد, ولكننا نريد أن نأكل منها ونملأ بطوننا الخاوية ونروي جفاف حلوقنا, فها نحن قد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من الهلاك, وايضا يا نبي الله نريدها لنزداد ايمانا على ايماننا واطمئنانا بقدرة الله تبارك وتعالى, ونكون على ذلك من الشاهدين لدى خلق الله تعالى أجمعين, مؤيدين حجتنا بالبرهان. وما أن سمع عيسى عليه السلام من حوارييه كلاما كهذا حتى استبشر خيرا وزالت عن وجهه علامات التعجب والاستنكار, وعاد اليه صفاؤه وبهاؤه صلى الله عليه وسلم, وارتسمت على ثغره الشريف ابتسامة رقيقة وانفرجت أساريره, ثم توجه الى الله تبارك وتعالى باسطا يديه الى السماء في ضراعة وابتهال وقال: اللهم باسط الأرض ورافع السماء, أنت وليّ في الدنيا والآخرة, لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت, رازقي وخالقي, وسيدي ومولاي, ثم قال قول الله تبارك وتعالى: ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا ولآخرنا وآية منك, وارزقنا وأنت خير الرازقين ثم سكت عليه السلام وقد غمرته السكينة ليأتيه الهاتف بوحي السماء عليه السلام يحمل البشرى والنذير قائلا قول الله تبارك وتعالى: اني منزلها عليكم, فمن يكفر بعد منكم فاني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ويستجيب الخالق الحنان المنان ذو الجلال والاكرام لنبيه صلوات ربي وسلامه عليه وينزل عليهم مائدة من السماء تحوي ما تلذ لها الأعين وتشتهيه الأنفس, وما أن رأوها الحواريون حتى سجدوا لله سجدة شكر امتنانا لله عزوجل على تفضله عليهم وانعامه عليهم والحمد لله ربّ العالمين. والله فوق كلّ ذي علم عليم
| |
|