ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 ملف صفات العلماء (من اربعة اجزاء الجزء الثالث)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

ملف صفات العلماء (من اربعة اجزاء الجزء الثالث) Empty
مُساهمةموضوع: ملف صفات العلماء (من اربعة اجزاء الجزء الثالث)   ملف صفات العلماء (من اربعة اجزاء الجزء الثالث) Emptyالسبت أبريل 28, 2012 5:19 am

ملف صفات العلماء (من اربعة اجزاء الجزء الثالث) 5RK63-uLlk_18631885

ملف صفات العلماء (من اربعة اجزاء الجزء الثالث)
إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم
يقول الشيخ أحمد بن عمر بازمول حفظه الله تعالى :
ما تضمنه قول ابن سيرين رحمه الله تعالى من الفوائد والحكم، قول ابن سيرين رحمه الله تعالى تضمن عدة فوائد أجملها سريعا :
أيضا الخطباء كون الإنسان خطيبا ليس دليلا على أنه عالم
قد يكون خطيبا عالما وقد يكون خطيبا على غير علم يقول ابن رجب :
قد فتن كثير من المتأخرين بهذا ـ أي بتكثير الكلام ـ وظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك إلى آخر كلامه في كتابه بيان فضل علم السلف على الخلف وهو كتاب مهم
أيضا ممن ينبغي التنبه لهم الوعاظ والمذكرون ليسوا بعلماء على الإطلاق
قد يكون الواعظ والمذكر عالما وقد يكون جاهلا فكونه يذكر الناس ويوعظهم ليس هذا دليلا على أنه عالم فلا ينبغي أن نغتر بهم
يقول ابن الجوزي :متى كان الواعظ عالما بتفسير القرآن والحديث وسير السلف والفقه عرف الجادة ولم يخف عليه بدعة من سنة ودله علمه على حسن القصد وصحة النية ومتى كان قاصر العلم طالبا للدنيا لم ينفع غيره وضر نفسه.
وأيضا من الوعاظ والمذكرين القصاص كون الإنسان قاصا
هذا ليس دليلا على أنه عالم، قد يكون عنده علم وقد يكون جهل
وقد كان السلف يحذرون من القاص لماذا ؟ لأن القصاص غالبا ما يأتون بالأحاديث الضعيفة والمكذوبة
ولأن القصاص يشغلون الناس عن القرآن والسنة بالقصص ولأن القصاص غالبا ما يكونوا جهالا بالكتاب والسنة وهذا والله الذي نراه
فإن الناس تقول لهم اسمع لابن باز ولابن عثيمين يقولون لك لا لا كلامهم مو حلو نسمع لفلان وفلان من الجهال والقصاص لماذا ؟ يقولون بن باز وابن عثيمين ما عندهم كلام حلو هادوك عندهم كلام حلو فنظروا رحمني الله وإياكم كيف فتنوا العامة ولذلك ينبغي على القصاص والمذكرين والوعاظ أن يتقوا الله عز وجل، والسلف كانوا يحذرون من القصاص
يقول أيوب
ما أمات العلم إلا القصاص إن الرجل ليجلس إلى القاص بردهة من دهره ـ أي فترة من الزمان ـ فلا يتعلق منه بشيء، وإنه ليجلس إلى الرجل العالم الساعة فما يقوم حتى يفيد منه شيئا
ويقول أبو إدريس الخولاني:
لئن أرى في طائفة المسجد نارا تقد ـ يعني تشتعل ـ أحب إلي من أن أرى فيها رحلا يقص ليس بفقيه،
السلف كانوا يحذرون من القصاص الذين كانوا يشتغلون غالبا بالقصص الماضية واضح،
أما قصاص اليوم يشتغلون بالقصص ايش ؟ الواقعية والقصص الواقعية فيها محذور من جهات
الجهة الأولى: أنه فيها إشاعة الفاحشة يذكرون قصص في الانتحار وفي الزنا وكيف ضحك على البنت لين شاعت الفاحشة بين المؤمنين والله نهى عن ذلك.
ثانيا: من المحاذير أن هذا صاحب القصة معروف عند بعض الناس فنشر قصته بين الناس فضيحة له.
ثالثا: فيه تعليق الناس بغير الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وهذا ضلال عند العلماء.
رابعا: أن كثيرا من هذه القصص مكذوبة وليست حقيقية، من ذلك القصة المشهورة التي بنوا عليها أفلام وتمثيليات ومسرحيات
قصة الرجل الذي دفن وجاء في قبره ثعبان عشان إنه ما يصلي زمان اللي ماتوا في عهد الإسلام دفنوا وما ظهر لهم ثعبان في قبورهم فهذه القصة باطلة عند أهل العلم وغيرها وغيرها من القصص
وأيضا من القصص الآن أنه حفروا حفروا فسمعوا أصوات أهل القبور شوف كيف الدجل والكذب والباطل الذي يروجونه بين الناس
وأيضا ذكر أهل العلم منهم ابن سيرين:
أن من يكثر القصص الذين يكثرون القصص في مواعظهم هذه علامة من علامة من علامات الخوارج
يقول ابن سيرين :
أول من قص الخوارج وكذا قال غيره من السلف
وكذا المفكرون ليسوا من العلماء، يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى
المفكرون ليس عندهم علم بالأحكام الشرعية وإنما عندهم ثقافة عامة لا تفرق بين صحيح وسقيم في العقيدة ولا تفرق بين بدعي وسني إلى آخر الكلام.
أيضا من أخذ عن الكتب ولم يأخذ عن العلماء مطلقا لا يؤخذ منه العلم
يقول ابن يريد: لا يفتي الناس الصحفيون
أيضا لا يؤخذ العلم من العباد وفي العباد نعلم أحاديث كثيرة
من ذلك قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا أفتاه مرة راهب وأفتاه مرة عالم فمن الذي أنجاه بعد الله عز وجل فتوى العالم وأيضا مر معنا حديث قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ جهلوا، وقال صلى الله عليه وسلم إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب
وهنا ينبغي أن نتنبه ليس المراد بالعابد الجاهل المراد بالعابد من كان عنده شيء من العلم وتفرغ للعبادة أما اليوم عبادنا جهال إلا من رحم الله عز وجل عبادنا جهال نسميهم عباد لأننا نحن ما عندنا من العلم حتى نقيس العلم الذي عندهم
وأيضا ينبغي أن نتنبه ليس القراء في كونهم حفظة لكتاب الله ليس هذا دليلا على أنهم أهل علم وفتوى
يقول صلى الله عليه وسلم
(سيأتي على أمتي زمان يكثر فيه القراء ويقل الفقهاء ويقبض العلم)
الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4735
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
يقول الشيخ التويجري رحمه الله تعالى: قد ظهر مصداق هذا الحديث في زماننا فقال الفقهاء العارفون بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكثر الفقراء في الكبار والصغار والرجال والنساء بسبب كثرة المدارس وانتشارها والمراد بالقراء والله أعلم الذين يجيدون القراءة ويقرؤون ما يكتب لهم إلى آخر كلامه رحمه الله وهو كلام متين.
والفائدة التي تليها: يستوي في ذلك كله الحضور والقراءة والصحبة وأي نوع من أنواع التلقي
يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى :
لا يجوز قراءة كتب المبتدعة ولا سماع أشرطتهم
إلا لمن يريد أن يرد عليهم ويبين ضلالهم
ويقول الشيخ النجمي حفظه الله تعالى لا ينبغي لأهل السنة أن يحضروا محاضرات الحزبيين ولا دروسهم خوفا من الفتنة عليهم ولا ينبغي أن يقرأ كتب المبتدعة ولا يسمع قصصهم لأنهم يدسون السم في العسل كما يقال ومن لا يكون عنده أهلية كاملة فإنه ربما سمع شيئا لا يعرفه فيقع منهم ما يقع. انتهى كلامه حفظه الله
صفات العلماء الذين يجب علينا أن نتلقَّى عنهم العلم... مهم جداً !!
بسم الله الرحمن الرحيم
أنظروا عمَّن تأخذون دينكم!
بقلم : خباب بن مروان الحمد
الحمد لله الذي جعل في كلِّ زمان فترة من الرسل ، بقايا من أهل العلم يدعون من ضلَّ إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، يحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصِّرون بنور الله أهل العمى ؛ فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس ، وأقبح أثر الناس عليهم . ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين.
أمَّا بعد:
فإنَّ لأهل العلم منزلة عالية في دين الإسلام ، ودرجة رفيعة سامقة ، كيف لا ... وهم الذين اجتباهم الله لحفظ دينه ، ونشر كلمته ، وقرنهم بشهادته فقال شهد الله أنَّه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط) ونفى المساواة بين من يعلم ومن لا يعلم فقال قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وأوضح أنَّ ألصق الصفات بأهل العلم ؛ خشيتهم لله تعالى ، فقال إنَّما يخشى الله من عباده العلماء) ومن خشية العلماء لربهم أنَّهم لا يتكلمون إلا بالعلم والهدى ، ويخشون ربهم من فوقهم أن يتقوَّلوا عليه بلا علم ، ويوقِّعوا عنه بجهل ، لأنَّهم وقَّافون عند حدود الله ونواهيه ، إذ قال تعالى ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنَّ السمع والبصر والفؤاد كلُّ أولئك كان عنه مسؤولاً)الإسراء(6).
إلاَّ أنَّه وللأسف قد تقحَّم بوابة العلم ، وولج فيها مولجاً لا يستحقه ، أناس ليس لهم في العلم الشرعي كبير إنعام حيث امتطوا صهوة العلم والتعليم ، فتراموا على شاشات الفضائيات ، وأوقعوا بأرجلهم على مهاد المنابر ، وتكالبوا في الكتابة بالصحف والجرائد والمجلات ، إمعاناً منهم لتعليم الناس ما يهمُّهم ، في شؤون الدين والدنيا ، وقسم آخر وهم كثيرون إذا اجتمعوا في المجالس والنوادي ، وطرحت مسألة فقهية أو شرعية ، وجدت المختص وغير المختص يخوض فيها ، ويتمنطق متحدثاً عنها ، مدَّعياً أنَّ لديه علمها وحكمها ، على حدِّ ما ذكره الشيخ: محمد الغزالي رحمه الله قرأت كتاباً لأحد المهندسين يفسِّر حقيقة الصلاة تفسيراً لم يعرفه المسلمون طوال أربعة عشر قرناً ، فعجبت لهذا الحمق في خرق الإجماع ، وقلت: أما يجد هذا المخترع مجالاً لذكائه في ميدان الهندسة ليتقدَّم فيه بدل أن يشغل نفسه ويشغلنا معه بهذه التوافه) [ليس من الإسلام للشيخ: محمد الغزالي/56].
فترى كثيراً ممَّن على شاكلة هذا الشخص زاعمين أنَّهم مثقفون ومطَّلعون يطلقون لأنفسهم باب الاجتهاد في التحدث عنها بآرائهم ، والغريب أنَّ ذلك يحصل في كثير من المجالس وخصوصاً مجالس كثير من العوام أو غير المتخصصين في العلم الشرعي ممَّن تخصصوا في العلوم التجريبيَّة أو الطبيعيَّة أو غيرها ، وكانوا بعيدين بُعد المشرقين عن البحث والاطِّلاع في أصول الشريعة ومحكماتها، فتجد كثيراً منهم يلتُّ ويعجن في المسألة التي قد تكون مشكلة ، ولو عرضت على عمر رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر ليتباحثوا فيها ، ويعطوا الحكم الشرعي المناسب لها المبني على الكتاب والسنة! وإن طرحت على أهل العلم أعطوها حقَّها من البحث والتفكير ، ورحم الله زمناً جاء فيه أنَّ الإمام مالك قال إني لأفكر في مسألة منذ بضع عشرة سنة ، فما اتَّفق لي فيها رأي إلى الآن) وقال ربما وردت علي المسألة فأفكر فيها ليالي)[ترتيب المدارك1/178].
وإنَّ العجب ليأخذني كلَّ مأخذ ، حين أرى هؤلاء المتقحِّمين باب العلم حين تُعرض أي مسألة من متعلقات الشريعة ، فيتحدثون عنها ، ولم يكلِّفوا أنفسهم البحث عن حكمها ودلائل حلِّها أو حرمتها، بل تجد المبادرة والمسارعة للإفتاء وإبداء الرأي بحجَّة أنَّها وجهة نظرهم ، ولا يعني أن تكون وجهة النظر صحيحة ، وكأنَّ علم الشريعة علم يُتناول على مائدة الحوار والكل يبدي رأيه متوقعاً ومخمِّناً أنَّ ذلك هو الحكم الشرعي! مع أنَّ هؤلاء العوام أو من يتسمَّون بالمثقفين أمثال (صاحبنا) لو أنَّ رجلاً غير متخصص في الفن الذي هو من اختصاصهم وتكلم فيه زاعماً أنَّ رأيه صواب ، وأنَّ ما يقوله لا يلزم أن يكون صحيحاً ؛ لنظروا إليه نظر شزر ، وقرَّعوه بشديد الخطاب ، لأنَّه تكلم فيما لا يحسنه ،ومن يتكلم بما لا يحسن يأتي بالعجائب! وَصَدَقُوا ...ولكن لِمَ لا تمرَّر هذه القاعدة والمنهجية عليهم كذلك ؟ أمَّ أنَّ علم الشريعة متاح لكل أحد أن يكون مجتهداً فيه ، وغيره من العلوم لا يتحدَّث فيه إلاَّ من تخصص به وثنى ركبته في نيله عند أهله؟!.
وقد لاحظ تلك المشكلة الإمام ابن رجب رحمه الله واشتكى منها قائلاً يالله العجب ! لو ادَّعى معرفة صناعة من صنائع الدنيا ، ولم يعرفه الناس بها ، ولا شاهدوا عنده آلاتها لكذَّبوه في دعواه ، ولم يأمنوه على أموالهم ، ولم يمكِّنوه أن يعمل فيها ما يدَّعيه من تلك الصناعة ، فكيف بمن يدَّعي معرفة أمر الرسول وما شوهد قط يكتب علم الرسول ، ولا يجالس أهله ولا يدارسه) [الحكم الجديرة بالإذاعة].
* أقوال علماء الإسلام في النهي عن التكلم بلا علم:
وقد تواترت كتابات العلماء في التحذير من التكلم بلا علم والإفتاء بالجهل ،ومنهم الإمام الشافعي فقد قال رحمه الله فالواجب على العالمين أن لا يقولوا إلاَّ من حيث علموا ، وقد تكلَّم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلَّم فيه منه لكان الإمساك أوْلى به وأقرب من السلامة له إن شاء الله)[الرسالة/41] وقال الإمام ابن حزم لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها ، فإنَّهم يجهلون ويظنُّون أنَّهم يعلمون ، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون) [مداواة النفوس/67] وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله ولا يحل لأحد أن يتكلَّم في الدين بلا علم ولا يعين من تكلَّم في الدين بلا علم ، أو أدخل في الدين ما ليس منه) [مجموع الفتاوى/4] وقال كذلك فمن تكلَّم بجهل وبما يخالف الأئمة ، فإنَّه ينهى عن ذلك ويؤدَّب على الإصرار ، كما يُفعل بأمثاله من الجهال ، ولا يقتدى في خلاف الشريعة بأحد من أئمَّة الضلالة، وإن كان مشهوراً عنه العلم ، كما قال بعض السلف: لا تنظر إلى عمل الفقيه ولكن سله يصدقك)[مجموع الفتاوى/7] وقال كذلك ومن تكلم في الدين بلا علم كان كاذباً وإن كان لايتعمد الكذب كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم لما قالت له سبيعة الأسلمية وقد توفي عنها زوجها سعد بن خولة في حجة الوداع فكانت حاملاً فوضعت بعد موت زوجها بليال قلائل فقال لها أبو السنابل بن بعكك: ما أنت بناكحة حتى يمضي عليك آخر الأجلين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذب أبو السنابل ، بل حللت فانكحي)[مجموع الفتاوى1/449].
* من يملك حقّ التكلُّم بالعلم:
ممَّا يهمُّ المسلم المعاصر لهذا الزمن ، أن تكون له بيِّنة لصفات من يؤخذُ عنهم العلم ، ومعرفة جليَّة لسمات أهله وأصحابه ؛ لئلاَّ يختلط عليه الحق بالباطل ، والصواب بالخطأ ، وليعبد الله على بصيرة وبيِّنة، خصوصاً أنّ أحاديث صريحة أتت عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في التحذير ممن يتقمصون مسوح العلم وينطقون به ، ومن أئمة الضلال الذين يحكمون بالجور والجهل ، ومن ذلك أنَّه عليه الصلاة والسلام قال سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات يُصَدَّقُ فيها الكاذب ، ويُكَذَّبُ فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخوَّن فيها المؤتمن ، وينطق الرويبضة . قيل: وما الرويبضة؟قال: الرجل التافه ، يتكلم في أمر العامَّة) أخرجه ابن ماجه(44) وأحمد في المسند[/91]بسند حسن ، وانظر السلسلة الصحيحة للألباني(1887) وثبت عند أحمد من حديث أبي الدرداء أنَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم قال إنَّ أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون) [المسند6/441] وحدَّث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتَّى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهَّالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلُّوا وأضلُّوا) [أخرجه البخاري1/174،175 في كتاب العلم ، ومسلم واللفظ له4/58].
لأجل هذا يتحتَّم على مبتغي طريق الحق ، ومريد طوق النجاة وسبيل الفلاح أن يعرف صفات من يأخذ عنهم العلم ، لئلا يضيع الطريق الشرعي ، ويضل السبيل ، وسأذكرها في عدَّة نقاط: *صفات من يؤخذ عنهم العلم:
1 خشية الله تعالى:
وهي صفة لصيقة بأهل العلم الراسخين الربَّانيين ، الذين يخشون ربهم ، ويراقبونه في ما دقَّ وكبر ، جليلاً كان أو حقيراً ، فخشية ربَّهم ملازمة لهم ، لا يحيدون عنها ولا يتحايلون عليها ، بل هم لله وبالله وعلى الله يفضون له جميع أمورهم ، ويتعلقون بحبال الرجاء والخشية منه ، ولهذا كان يقول جمع من أهل العلم كابن مسعود رضي الله عنه وغيره: (كفى بخشية الله علماً ، وكفى بالاغترار به جهلاً) وحين نادى أحدهم الإمام الشعبي قائلاً له: يا عالم؟ فقال الشعبي إنَّما العالم من يخشى الله) وكان طلاب العلم لا يتلقون العلم إلاَّ عمَّن عرف بالخشية والخشوع ؛ فقد قال النخعي رحمه الله كان الرجل إذا أراد أن يأخذ عن الرجل نظر في صلاته وفي حاله وفي سمته ، ثمَّ يأخذ عنه).
تلقي العلم عن الراسخين في العلم:
وذلك لئلاَّ تكون له منهجية مبعثرة في قواعد الترجيح ، ودلائل الاستنباط ، وأن يكون تلقيه من أفواه العلماء وشفاههم ، فيكون متقناً للأحكام ، ولهذا كان السلف الصالح كالإمام الشافعي يقول من تفقه من بطون الكتب ضيَّع الأحكام) [تذكرة السامع والمتكلم/83]. فلا يعقل آيات الله ، ولا يفقه أحكامها ويستنبط دلائلها إلا البارعون في العلم ؛ كما قال تعالى وما يعقلها إلاَّ العالمون )العنكبوت(18) وكقوله تعالى وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردُّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)النساء(83). فأهل العلم هم أوْلى الناس باستنباط أحكام الدين وشرائعه.قال محمد بن سراقة البصري:حقيقة الفقه عندي: الاستنباط . قال تعالى لعلمه الذين يستنبطونه منهم) [المنثور في القواعد1/67 بواسطة: أصول الإفتاء والاجتهاد التطبيقي 1/68 لمحمد أحمد الراشد].
لهذا حثَّنا الله تعالى على سؤالهم إن أشكل علينا أمر شرعي ، فقال تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنت لا تعلمون) الأنبياء(7) أخرج الدارمي في سننه في مقدمته عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (( خُذُوا الْعِلْمَ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ )) قَالُوا: وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ؟ قَالَ:فَغَضِبَ لَا يُغْضِبُهُ إلاَّ اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَ: (( ثَكِلَتْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ أَوَلَمْ تَكُنِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمْ شَيْئًا؟! إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ ، إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ )) .
قال الإمام الشوكاني رحمه الله إنَّ إنصاف الرجل لا يتمُّ حتَّى يأخذ كلَّ فنٍّ عن أهله كائناً ما كان ؛ فإنَّه لو ذهب العالم الذي تأهَّل للاجتهاد يأخذ مثلاً الحديث عن أهله ثمَّ يريد أن يأخذ ما يتعلَّق بتفسيره في اللغة عنهم ، كان مخطئاً في أخذ المدلول اللغوي عنهم ، وهكذا المعنى الإعرابي عنهم فإنَّه خطأ)ثمَّ يؤكِّد الإمام الشوكاني هذه المنهجيَّة المتَّزنة بقوله فالعالم إذا ظفر بالحق من أبوابه ، ودخل إلى الإنصاف بأقوى أسبابه ، وأمَّا إذا أخذ العلم عن غير أهله، ورجَّح ما يجده من الكلام لأهل العلم في فنون ليسوا من أهلها ، فإنَّه يخبط ويخلط ، ويأتي من الأقوال والترجيحات بما هو في أبعد درجات الإتقان وهو حقيق بذاك)ا.ه [أدب الطلب ومنتهى الأرب/76] وكم من مدَّعٍ للعلم ، متعالم مع جهل ، ينظر لنفسه نظر الكبر والغرور ، فيظنُّ أنَّ جمع العلم يكون من قراءته للكتب فحسب ، فلا حاجة ليقرأ العلم على أهله ، ولا ليثني ركبه عند أهل العلم ، تلقياً منهم ومذاكرة معهم ، ومراجعة عليهم ، ليعلو كعبه في العلم ، ويعلم أنَّه [من البليَّة تشيُّخ الصحيفة]وقد كان أهل العلم ينهون عن نيل العلم من الكتب فحسب ، بل لابد من مقارنة ذلك بالحضور عند أهل العلم ، والتلقي من الأشياخ ، ليقوى باع الطالب في العلم ، ويشتد عوده في الفهم ، ويصلب مراسه لمعالجة مشكلات الكتب وما يكتنفها من مسائل غامضة.
قال كمال الدين الشمني: من يأخذ العلم عن شيخ مشافهةً يكن من الزيف والتصحيف في حرمِ ومن يكن آخذاً للعلم من صحف فعلمه عند أهل العلم كالعدم قال الأوزاعي : كان هذا العلم شيئاً شريفاً ؛ إذ كان من أفواه الرجال يتلاقونه ويتذاكرونه ، فلما صار في الكتب ذهب نوره وصار إلى غير أهله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ملف صفات العلماء (من اربعة اجزاء الجزء الثالث)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ملف صفات العلماء (من اربعة اجزاء الجزء الرابع والاخير)
» ملف صفات العلماء (من اربع اجزاء الجزء الاول)
» ملف صفات العلماء (من ارعة اجزاء الجزء الثاني)
» دولة الخلافة العباسية من اربعة اجزاء (الجزء الثالث)
» استقلال الجزائر بعد 132 عاماً من الاستعمار مدعومة بالصور (من اربعة اجزاء الجزء الثالث)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى التعليم والثقافة-
انتقل الى: