الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة/12/9/2005م

قوات الامن الوطني تتولى السيطرة على المستوطنات والمعابر
جماهير القطاع تعيش فرحة الجلاء
مسيرات حاشدة تتدفق على الارض المحررة وترفع الاعلام فوقها عمت الفرحة جميع المواطنين في قطاع غزةمع اشراقة شمس يوم امس الذي عادت فيه الارض الفلسطينية المحتلة على مدى 38 عاما الى احضان الوطن الام ، وذلك في اعقاب رحيل اخر جندي اسرائيلي عنها ، لتدخلها قوات الامن الوطني ، ومن خلفها الجماهير الحاشدة لترفع فوق ترابها راية التحرير والنصر ، علم فلسطين وتبادل المواطنون عبارات التهاني بالتحرير حتى ان بعضهم وزع الحلوى ابتهاجا بالمناسبة .
وكان المواطنون في شتى مدن القطاع قد نظموا مسيرات ابتهاج عقوبة فور سماع انباء دخول القوات الوطنية المستوطنات وخرج الاهالي يرقصون فرحا وابتهاجا .
كما شرعت القوات الفلسطينية بهدم الكنس الاسرائيلية الـ(24) التي رفضت الحكومة هدمها يوم الاحد الماضي ، وطالبها امين عام الامم المتحدة بالحفاظ عليها 0
(الرئيس محمود عباس يرفع علم فلسطين فوق معبر رفح)
قام الرئيس محمود عباس بجولة تفقدية في مستوطنة (دوغيت) في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة والتي اخلاها الجيش الاسرائيلي صباح امس ، برفقة عدد من المسؤولين الفلسطينيين برفع العلم الفلسطيني على معبر رفح الحدودي مع مصر وتوجهوا بالشكر الى الله عند مدخل المعبر.
وقام الرئيس بمصافحة الفلسطينيين الذين تدفقوا باعداد كبيرة لتفقد هذه المنطقة التي لم يشاهدها معظمهم من قبل بعد انتهاء 38 عاما من الاحتلال العسكري المباشر.
وانتظر الرئيس حوالي ساعة قبل الوصول الى المستوطنة بسبب الازدحام الشديد على الطريق التي امتلأت بسيارات المواطنين الراغبين في الوصول اليها مما اضطره الى سلوك طرق فرعية معظمها ترابي.
وقال محمود عباس خلال جولته في مستوطنة دوغيت التي كانت مقامة على اراضي بيت لاهيا شمال قطاع غزة "نحن وضعنا قدمنا على اول الطريق
وسنكمل المسيرة بحيث نصل الى ما يصبو اليه شعبنا من امال واحلام
وطموحات وهذا ما نريده".
واضاف "نحن في هذه البقعة من الارض حرمنا منها وحرم شعبنا منها وهي ارض للشعب والدولة، حرم منها 38 عاما".
وقال الرئيس "ان الخطوة الثانية التي علينا ان نقوم بها هي ان نلتفت الى الضفة الغربية من اجل انهاء الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية".
رحيل اخر جندي اسرائيلي
وكان قد غادر اخر جندي اسرائيلي قطاع غزة صباح امس حيث انهت اسرائيل 38 عاما من الاحتلال العسكري المباشر.
وكان الجنرال افي كوخافي قائد منطقة قطاع غزة اخر عسكري اسرائيلي يغادر القطاع في الساعة 6،50 بالتوقيت المحلي عبر البوابات الحديدية لمعبر كيسوفيم الذي سدته الجرافات العسكرية بسواتر ترابية.
وقال كوشافي في كلمة مقتضبة على المعبر ان "المهمة انتهت وطوينا مرحلة. من الان فصاعدا ستكون السلطة الفلسطينية مسؤولة عما يجري داخل قطاع غزة".
واضاف ان "الجنود عبروا الحاجز وباتوا الان يتمركزون على طول الخط الجديد مستعدين للقيام بمهمات دفاعية او اي مهام اخرى مناطة بهم".
ورفع علم اسرائيلي في الجانب الاسرائيلي من معبر كيسوفيم.
وكانت الدبابات والعربات المصفحة الاسرائيلية خرجت باتجاه الشرق من معابر القطاع في الشمال والوسط والجنوب.
رفع العلم الوطني فوق القيادة السابقة
ورفع العلم الفلسطيني على المقر العام السابق للجيش الاسرائيلي في مستوطنة
نيفيه ديكاليم، كبرى مستوطنات قطاع غزة ضمن تجمع غوش قطيف.
وفي مستوطنة غاني تل، قام عناصر من قوات الامن بعقد حلقات دبكة وانشاد اغاني وطنية احتفالا بالانسحاب، في حين قام اخرون بتقبيل تراب الارض التي يدخلها الفلسطينيون لاول مرة منذ عقود عدة.
والى جانب العلم الفلسطيني، قام شبان بنصب رايات الفصائل الفلسطينية المختلفة، بالوانها الاحمر والاخضر والاسود والاصفر.
وفي مدينة غزة، اطلق مسلحون النار في الهواء ابتهاجا في حين عرض
التلفزيون الفلسطيني اناشيد وطنية تقول بعض كلماتها "غزة رجعت حرة والقدس والضفة بكرة".
نشر سبعة آلاف من قوات الامن
تم في الاجمال نشر سبعة الاف عنصر من قوات الشرطة والامن في المستوطنات السابقة التي هدمها الجيش الاسرائيلي بعد اجلاء سكانها الثمانية الاف.
وخلال انسحاب الجيش الاسرائيلي تم اطلاق صاروخ قسام محلي الصنع على مدينة سديروت جنوب اسرائيل دون التسبب في اضرار او اصابات.
وقال المسؤول عن المنطقة العسكرية الجنوبية الجنرال دان هاريل ان اطلاق الصاروخ يشكل انتهاكا للالتزامات الفلسطينية بضمان الامن.
وقال الجنرال هاريل للاذاعة العامة الاسرائيلية "لن نسعى لمعرفة اي منظمة ارهابية مسؤولة عن اطلاق الصاروخ لكن نعتبر ذلك مسؤولية السلطة الفلسطينية".
بيرس احتلال القطاع كان خطأ
وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيرس ان احتلال قطاع غزة كان خطأ تاريخيا.
علينا ان نعمل بحيث لا يتحول قطاع غزة الى سجن او مكان للبؤس.
وخلفت اسرائيل في القطاع الذي يشكل جيبا ساحليا مساحته 365 كيلومترا مربعا اطنانا من الركام و24 معبدا يهوديا شرعت السلطة الفلسطينية بهدمها بعد ان رفضت الحكومة الاسرائيلية القيام بذلك.
وبدأ الالاف من رجال الامن الفلسطينيين حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل التحرك باتجاه المناطق التي اخلاها الجيش حيث عقدوا حلقات دبكة وراحوا ينشدون اغاني وطنية.
وقال النقيب ابو محمد "لا استطيع ان اجد الكلمات لاعبر عن الفرح الذي اشعر به ، نأمل ان تكون الضفة الغربية ثانيا".
ولم تتمكن قوات الامن رغم تحذيراتها المتكررة طيلة الشهر الماضي، من منع مئات الشبان الفلسطينيين من الدخول الى المستوطنات السابقة واقتحام بعض
الكنائس المتبقية فيها واشعال النار في كنيسين في موراغ ونتساريم، وفي بقايا ابنية مهدمة ومنشآت.
تحذيرات للمواطنين
وخلال اندفاع المواطنين للدخول إلى المستوطنات ، ناشدت قوات الأمن الوطني المواطنين بعدم التقدم والدخول إلى المستوطنة ، حتى يتسنى لها تمشيط الطرقات خوفاً من وجود ألغام أو أجسام مشبوهة.
ودعت قوات الأمن الوطني المواطنين إلى الالتزام بتعليمات وزارة الداخلية والأمن الوطني، وعدم العبث بأي أجسام مشبوهة وإبلاغ الجهات المعنية في حال وجودها، وذلك حرصاً على أرواح المواطنين.
وفي الوقت الذي كان فيه المواطنون يتجولون فيما كان يعرف بـ مستوطنة »إيلي سيناي« في أقصى شمال غرب بيت لاهيا شمال القطاع، تمركزت دبابات قوات الاحتلال وآلياته العسكرية على بعد عشرات الأمتار فقط، في الجانب الآخر من الخط الفاصل بين شمال قطاع غزة والخط الاخضر.
وكانت قوات الاحتلال دمرت مستوطنة »إيلي سيناي« بالكامل، حيث تحولت إلى أكوام من الردم، والجدران المحطمة، إضافة إلى اقتلاع الأشجار، وأعمدة الكهرباء والهاتف، كما ان جميع مظاهر الحياة اختفت من هذه المنطقة.
وفي المنطقة التي أقيمت عليها مستوطنة »نيسانيت« غربي بيت حانون، بدت كذلك مظاهر الخراب في جميع أنحاء المستوطنة المذكورة، بينما دمرت مرافق البنية التحتية بالكامل، بما في ذلك، الشوارع والأرصفة، وأعمدة الكهرباء والهاتف.
وشوهدت 6 مبانٍ، يعتقد أنها كانت تستخدم للأغراض العامة مثل روضة للأطفال ومركز صحي، دمرت بشكل جزئي، حيث تم تدمير الأبواب والنوافذ والشبابيك، وأسقف المنازل، بحيث أصبح من المتعذر إعادة استخدامها مرة أخرى، مما يستوجب تدميرها بالكامل.
عناصر من كافة الفصائل
وفي خان يونس ايضا انتشر عناصر من كافة الفصائل والمجموعات الفلسطينية، مدنيين وعسكريين رافعين راياتهم المختلفة تعبيرا عن فرحتهم بالانسحاب.
وينتمي هؤلاء وبينهم عدد ممن كانوا يعيشون في الخفاء خوفا من مطاردة الجيش الاسرائيلي الى "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، الى "كتائب ابو الريش" التابعة لفتح، و"كتائب ابو علي مصطفى" التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و"لجان المقاومة الوطنية" التابعة للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، و"لجان المقاومة الشعبية".
وسيرت هذه اللجان مسيرات راجلة وبالسيارات الى المستوطنات وكان اكثرها تنظيما كتائب القسام وكتائب ابو الريش التي سار عناصرها في جيبات في مسيرات عسكرية رسمية.
وانتشرت حلقات من الدبكة في الشوارع على وقع الاناشيد الوطنية التي تقول بعض كلماتها "غزة رجعت حرة والقدس والضفة بكرة".
حيث دخلت قوات الامن الوطني إلى المنطقة الصناعية، وهي تفرض سيطرتها الكاملة على المنطقة.
وكانت قوات الأمن الوطني أتمت سيطرتها على مجمع مستوطنات غوش قطيف جنوب قطاع غزة ومستوطنة نتساريم جنوب مدينة غزة، وكذلك مستوطنات وسط قطاع غزة0