تعاظم دور الحوامات المتعددة المهام كسلاح رئيسي للأساطيل البحرية

تعاظم دور الحوامات المتعددة المهام كسلاح رئيسي للأساطيل البحرية
من المعروف أن الأسلحة الجوية، وحتى الاسلحة البحرية، تواجه لدى انتقائها طائرة الاستطلاع البحرية، حيرة حقيقية، خصوصاً أن الكثير من الأنواع ذات الأجنحة الثابتة رائج وموجود في الأسواق .أما عندما يكون الموضوع متعلقاً باختيار الحوامات البحرية المتقدمة، فإن القضية تختلف تماما، فالجهات المتنافسة للحصول على هذه التقنية لايتجاوز عددها أصابع اليد، بالرغم من بعض المحاولات للدخول إلى هذا الحقل، ولكن معظمها يبقى كمشاريع على الورق ينتظر الجهة الممولة لأن الحصول على حوامة للاستخدام البحري هو بحد ذاته عملية مكلفة، ولكن من جهة ثانية، ومع تزايد عدد القوى البحرية الشرق أوسطية التي تسعى إلى زيادة سفنها الحربية التي في مقدورها حمل الحوامات، فإن الموضوع برمته يصبح قابلا للنظر الجدي فية.
ويتضح لدى دراسة هذه المسألة بدقة، أن المعدات والأجهزة المخصصة للحوامات البحرية هي على قدر من الأهمية لاتقل عن أهمية المنصات. والتقدم في حقل تكنولوجيا الرادار يؤمن للقوى البحرية خيارا واضحا بين اقتناء المعدات التي سبق أن أثبتت جدارتها وفعاليتها، وبين حصر الطلب برادارات أكثر حداثة ولم يتم استقطابها على نطاق واسع. وليس الرادار الذي يثبت داخل الحوامة البحرية هو وحده الذي يؤخذ في الاعتبار لدى السعى إلى الحصول على الحوامات، خصوصا أن تقنية الطائرة لجهة سلاحها المضاد للغواصات، تنطوي على مهمة صعبة جدا. وطبعا فإن أجهزة السونار وكذلك أجهزة المعالجة الكمبيوترية ومعداتها تتبوأ جميعها دورا أساسيا في تحدي التهديدات الآتية من تحت الماء .ومع الأخذ في الاعتبار الحاجات المحددة للأساطيل البحرية في الشرق الأوسط، يتضح أنه من المحتمل أن يسعى معظم هذه الأساطيل إلى الحصول على حوامات خفيفة أو متوسطة، وذلك بدلا من الأنموذجات الأضخم المتمثلة بمجموعات "سيكينغ" إنتاج وستلاند.
إلا أن المعرفة الشاملة بالحوامات المتقدمة من كل جانب لاتكتمل من دون الاستناد أو الاستشهاد بالأنواع الكبيرة الضخمة، التي وإن كانت ضخامة أحجامها لاتمكنها من العمل انطلاقا من السفن الحربية المتوافرة، لكنها في المقابل تحظى بدور فعال إذا ما انطلقت من القواعد ومنصات أرضية. لذلك من المفيد القيام بجولة قصيرة على أنواع الحوامات المستخدمة حاليا أو التي هي قيد الدراسة أو التطوير. لقد دخلت حوامة (لينكس) "الخدمة عام 1976 مستفيدة من موافقة القيادات البحرية عليها كحوامة برية قياسية -ليس فقط لدى قوات الحلف الأطلسي، ولكن في الشرق الأقصى أيضاً وأمريكا اللاتينية وأفريقيا. ومن المنتظر أن تغزو طلائع مبيعاتها منطقة الشرق الأوسط، التي ستكون البيئة المناسبة لإجراء أفضل تقييم لمواصفات هذه الحوامة وتقنيتها. وفي أنموذجها "سوبر لينكس" تجمع هذه الحوامة الأداء الذي تأكدت فعاليته وجدارته عمليا إلى جانب تحسينات أخرى كما يلي :
- أرياش دوارة رئيسية متطورة.
- جسم أطول وحمولة أكبر .
- تعدد الاستخدامات للقيام بكل الأدوار المطلوبة وتأديتها بفعالية .
ولأنها ملائمة عملياً للعمل انطلاقا من سفن صغيرة فقد زودت "سوبر لينكس" برادار "فيرانتي سي سبراي مه ك - 3 " مع أجهزة الصور الحرارية من طراز "جي إيه سي افيونيكس سي أول". وفي استطاعة هذه الحوامة أيضا أن تحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة بما فيها صواريخ (سي سكوا) أو صواريخ (بنغوين) أو طوربيدات خفيفة الوزن. أما الحوامات"سي سبرايت " التي مرت بتطوير متواصل فتتميز بانموذجها "اتش 2 جي" الذي استيدلت فيه بمحركاتها القديمة من فئة "تي 58" المحركات الاقتصادية "جنرال إ لكتريك تي 700" كذلك سمحت لها التحسينات الملاحية الجديدة بإطالة مدى تصويب صواريخ سطح سطح وتحسين وقت التمركز في فترة تأهب الأسلحة المضادة للغواصات .والمعلوم أن من بين عروض تصدير الحوامات متوسطة الأحجام تبدو حوامة "سي سبرايت" الأثقل وزنا لذلك لابد أن يأخذ الراغبون في الحصول عليها هذه الحقيقة بعين الاعتبار رغم مرونتها الفائقة خلال العمليات .كما أن الحوامة "مرلين" الحديثة مرشحة لتصبح أكثر الحوامات تقدما وأكثرها كلفة لأغراض الدفاع ضد الغواصات وكذلك لأداء مهام حربية بحرية أخرى.
ومع استمرار عمليات التطوير الهادفة إلى تحسين الحوامة "مارلين" لمصلحة كل من القوات البحرية البريطانية والإيطالية (ضمن برنامج مشترك تموله الدولتان)، وكذلك لمصلحة كندا، فسيكون في مقدور الزبائن المدرجة أسماؤهم على لائحة التصدير النهائية اختيار ما يلائم كلا منهم من بين ثلاثة أنواع من المعدات والأجهزة، فكل سلاح بحرية سيحدد بطبيعه الحال بنوداً معينة ومواصفات ملائمة، رغم أن جميع الانواع تقتسم منصة إطلاق واحدة وقد تم اختيار محرك "رولزرويس توربو ميكا ر.ت.م 223" لتشغيلها. وقد تم تجهيز عائلة "أي اتش 101" التابعة للبحرية الملكية البريطانية بجهاز الرادار "فيرانتي بلوكشريل2".
أما المروحية الإيطالية فقد اعتمدت راداراً من انتاج شركة "اليرادار" وهي عبارة عن مجموعة مؤلفة من"س.م" 1"فيار".وأما السلالات الكندية فقد تم تجهيزها برادار من صنع كندي.
وهكذا يتبين أن إنتاج جميع الأجهزة المتقدمة ليس ملزما لعميل واحد فالكمبيوتر المخصص لإدارة الحوامة البحرية المتقدمة، على سبيل المثال، تحسنه شركة "سيلينيا" بالتعاون مع "فيرانتي". وهذا الجهاز يتولى معالجة ودمج المعلومات المتوافرة من الأجهزة الملاحية "دوبلر" و"جي بي إس".
هناك أيضا حوامة "إيه إس 555" من صنع شركة "يوروكوبتر" يدفعها محركان نفاثان (توربو) (توربوميكا أريس تي إم 319) بقوة 528 حصانا لكل محرك، وباستطاعتها التحليق بسرعة 278كلم- ساعة، يبلغ طولها حوالي 12,94م وارتفاعها 3034م وعرضها 2,53م من دون المروحة، وهذا ما يتيح لها الهبوط والاقلاع من الفرقاطات والقطع البحرية الصغيرة. ومهمة ذلك الطراز الرئيسية هي المراقبة والدوريات البحرية.
أما طراز حوامة "إيه إس555إن" فمهمته الأساسية مهاجمة الغواصات وجميع الأهداف السطحية .ويتألف طاقمها من قائد الحوامة وخمسة أشخاص وحمولتها تبلغ 1134كلغ. وهذه الحوامة الخفيفة كلفتها العملية قليلة بالنسبة لغيرها بالرغم من احتوائها على أحدث التقنيات من ناحية الرادار والتسليح ويستخدم في تركيبها المواد المركبة مما يمنع الصدأ من التسرب إليها. وتصنع شركة يوروكوبتر أيضا حوامة بانثير (أي إس 565) النموذج البحري المعروف في الشرق الأوسط باسم "الفهد" وتنطلق على متن الفرقاطات أو حاملات الحومات وتستعمل للمراقبة والتعرف والمهاجمة على مسافة أكبر بكثير من إمكانات الفرقاطات التي تحملها. ويتألف طاقم "بانثير" من طيارين وباستطاعتها حمل 10 جنود كوماندو أو حمولة 1600 كلغ، ويدفعها محركان من صنع "توربو مايكا إريل إم-1" بقوة 794 حصانا وتبلغ سرعتها القصوى296 كلم- ساعة مع خزان وقود يمكنها من قطع مسافة طويلة.
والحوامة "بانثر أس 565" لها ثلاث مهمات رئيسية:
1 مواجهة السفن السطحية ولذلك فهي مزودة بصواريخ "آي 15 ت ت" ورادار بانورامي "إغريون" الذي يتميز بتكنولوجيا عالية.
2 مواجهة الغواصات وجميع الأهداف السطحية فباستطاعتها التزود بطوربيدين لهذه المهمة.
3 - عمليات البحث والانفاذ لأنها مزودة بحاسبة ملاحية، ورادار مع أجهزة رؤية إلكترونية حديثة ومتطورة.
اما الحوامة "إن إتش- 90" ذات التكنولوجيا العالية فتعتبر حوامة مستقبلية لا منافس لها من فئتها (8-9 أطنان) لتلبية حاجات البلدان التالية : فرنسا وايطاليا والمانيا وهولندا. وتقدر حاجات البلدان الأربعة المشتركة في هذا المشروع بحوالى 610 حامات.
ومن المزمع انتاج نموذجين من هذه الحوامة: الأول للنقل التكتيكي ويعرف برمز "ثي تي إتش" والثاني بحري ويعرف ب"إن ثي اتش"، "وستكون قادرة على العمل ليلا ونهاراً وفي مختلف الظروف المناخية. وقد تم تأسيس وكالة إدارة الحوامات التابعة لحلف الأطلسي "ناهيما" التي تضم رسميين من الدول الأربع الأعضاء أما المتعاقد الرئيسي فهو شركة "إن اتش للصناعات " المؤلفة من شركة ايروسباسيال الفرنسية وأغوستا الايطالية، وأم بي بي الالمانية وفوكر الهولندية، وتدخل المواد المركبة بنسبة كبيرة في الهيكل الإنشائي للحوامة . الدوامة الرئسية لحوامة "إن إتش 90" فمؤلفة من أربع أرياش. وقد استفادت الريشة في تصميمها من الخبرة الفريدة التي تميز الشركات الأربع المتعاقدة، مما خفض من مستوى اهتزازها ورفع نت مقاومتها وسهل صيانتها واستبدالبها وأطال مدة استخدامها. ومازال نوعان من المحركات يتنافسان لتجهيزها وهما :محرك "ار تي ام 332" تنتجه شركة جنرال الكتريك والفارميو وفيات أفياشن بقوة دفع عند الإقلاع تبلغ حوالى 1500كلغ.
هذا من ناحية الحواماتن، أما من ناحية أجهزة الحوامات البحرية، فلن تفوت"طومسون سي أس أف "الفرصة لاختراق أسواق الشرق الأوسط والاستفادة منها، خصوصا أنها ركبت رادلرها "أغريون" في الحوامات السعودية من طراز "دوفان ".وقد حسنت هذة الشركة جهاز "اتس اس312"المضاد للغواصات ووضعتة بتصرف الحوامات، وهو عبارة عن تصميم خفيف لاستخدام رادار "ميل سوبر سير تشر "على منافسه "إية أن-إيه بي إس 124". انتاج شركة "تكساس انسترومنتس" والذي تستخدمه حومة "سيهوك "التابعة للبحرية الامريكية مثالا واضحا لما يوجد من خيارات امام الحوامات الذي ينبغي أولا وأخير أن تكون المعدات والأجهزة متناسبة مع الحاجات العسكرية.
وأما رادار "سير تشووتر "انتاج"ثورن ايمي "فيؤمن من جانبه قدرة فريدة للحوامات البحرية وذلك لجهة تأمين انذار ملاحى مبكر .وهذه المهمة تؤديها عادة الطائره ذات الأجنحة الثابتة .وبالنسبة إلى القوى البحرية التي تفضل استخدام طائرات مزودة بأجهزة انذار مبكر بدلا من الاعتماد على وحدات الإنذار الأرضية فإن رادار "سير تشووتر "يعتبر مثاليا في هذا الصدد وتحديدا لمروحيات مثل "سي كينغ".
ونمثل الحوامات المقاتلة التي تطير على علو منخفض والتي تتزود بصواريخ مضادة للسفن تهديدا جديا للقطع البحرية ويعتبر هنا جهاز الانذار المبكر أساسيا لجعل الدفاعات فعالة .وأما بالنسبة إلى ضغط الذبذبات المميزه والذي يوسع بشكل فعال المدى الأقصى من دون التضحية بالاداء التحليلي لهذا المدى فبمقدار رادار "سيرتشيووتر "أن يضيف دورا جديدا للحوامات البحرية.
وقد اختصرنا الحديث عن اجهزة السونار وأجهزة المعالجة الكمبيوترية المناسبة، والتي تعتبر أساسية وجوهرية في حقل تجهيز الحوامات المضادة للغواصات. وذلك لضيق المساحة التي تسمح ببحث تفاصيلها.وانما تكفي الاشارة إلى ان شركات مثل بندكس بليسى التى أصبح اسمها الآن ماركونى وكذلك فيرانيي وبريتش ايروسبيس وطومسون أس أف وغيرها تؤمن أجهزة ومعدات يمكن تكييفها للاستعمال في اي نوع من الحوامات تقيبا .هذا ولا يخفي ابدا اهمية منصة ملائمة للاقلاع كما ان المدى الملائم للطيران والقدرة على التحليق في جميع الظروف والأحوال الجوية هما من الأمور الأساسية لحسن أداء الحوامة في منطقة كمنطقة الشرق الأوسط.

» تعاظم دور الحوامات المتعددة المهام كسلاح رئيسي للأساطيل البحرية
» الحوامات البحرية وإمكانياتها موضوع شيق جداً
» سلسلة وصفات المأكولات البحرية اسباجيتي بالمأكولات البحرية
» الحوامات hovercrafts
» المحادثات المتعددة الأطراف