ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 اوجه مراحل الحياة السيا سية والاقتصادية والثقافية بفلسطين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

اوجه مراحل الحياة السيا سية والاقتصادية والثقافية بفلسطين Empty
مُساهمةموضوع: اوجه مراحل الحياة السيا سية والاقتصادية والثقافية بفلسطين   اوجه مراحل الحياة السيا سية والاقتصادية والثقافية بفلسطين Emptyالسبت يناير 16, 2010 2:06 am

اوجه مراحل الحياة السيا سية والاقتصادية والثقافية بفلسطين WEx6G-1gt4_793009779
اوجه مراحل الحياة السيا سية والاقتصادية والثقافية بفلسطين
المرحلةالاولى من 1860الى سنة 1907
الحياة السياسية
تم للعثمانيين إخضاع الشام لنفوذهم في القرن السادس عشر الميلادي، ويذلك خضعت فلسطين ضمنا لنفوذهم لأنها جزء من الشام التي كانت تطلق يومئذ على سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، وقد امتد الحكم العثماني على الشام ومصر والعراق وزهاء أربعة قرون.
وكان أول تغير أحدثه العثمانيون في الشام بعد إخضاعها لنفوذهم تقسيم هذا القطر الى الولايات الثلاث الآتية:-
الاولى:ولاية سوريا ,الثانية :-ولاية حلب ,الثالثة ولاية بيروت ,وأحقوا بكل ولاية عدد من ((المتصرفات))0
وأحدثوا أيضا تغيرا في التقسيم الإداري لفلسطين والأردن إذ قسموها الى أربعة أقسام أطلقوا على كل قسم((لواء)).
1_لواء القدس:-ويضم ((أقضية)) يافا والخليل وبئر السبع وهو لواء مستقل ولا يتبع ولاية من الولايات السابقة وإنما يرتبط ارتباطا مباشرا بوزارة الداخلية في مقر السلطنة بالأستانة.
2_لواء نابلس :-ويضم ((قضائي)) بني صعب وجنين ويتبع ولاية بيروت.
3_لواء عكا:-حيفا وصفد وطبرية والناصرة ويتبع بيروت أيضا
وتكون هذه الألوية الثلاثة فلسطين.
4_لواء الكرك :-ويضم البلاد التي أطلق عليها فيما بعد ((شرف الأردن ويتب ولاية سوريا .
وقد سام العثمانيون العرب في الشام سوء العذاب وبلغ الاستبداد العثماني ذروته في النصف الأخير من القرن التاسع عشر و في عهد السلطان عبد الحميد الثاني بالذات الذي استولى على عرش السلطنة سنة 1876م وظل يحكم البلاد حكماً فردياً مطلقاً حتى أرغم إرغاماً على إعلان الدستور سنة 1908م و انتهى الأمر بخلعه سنة 1909م.
و ليس هدفنا هنا أن نبسط الحديث عن أساليب الظلم، و طرق الاستبداد التي سلكتها الحكومة العثمانية وهي تتولى شئون الشام لأن الكتب التي تناولت تاريخ القضية العربية، و العلاقات بين العرب و الترك أسهبت في ذلك و أطنبت في شرح الأحداث و الوقائع.
و لكنا نكتفي بإثبات الحقائق التالية.
الأولى: أن اللغة التركية كانت لغة الدولة الرسمية في البلاد العربية في دوائر الحكومة و مصالحها و في المحاكم و دور القضاء و المدارس و المعاهد و دور التعليم.
الثانية: إن الدولة العثمانية لم تعترف للعرب بكيان قومي ولا باستقلال إداري داخلي.
الثالثة: إن معظم الولاة والقضاة ورؤساء الدوائر والمصالح الحكومية والمفتشين وكبار ضباط الجيش كانوا إما أتراكا أو ((متركين )) يأتون من العاصمة ((الأستانة ))وهم لا يعرفون كيف يصوغون جملة واحدة باللغة العربية ،وإنما هدفهم الوحيد جمع المال بالرشوة والعودة به الى بلادهم 0
الرابعة :-إن الظلم والاستبداد والقسوة والعنف كانت كلها عنوان الحكم ،وبخاصة في العهد الحميدي.
الخامسة:-إن الجهل كان ضاربا أطنابه في البلاد،وان قمع الحرية كان عرفا سائدا ،كما إن حرية عقد الاجتماعات وحرية الصحافة ،وإنشاء الجمعيات التعاونية كل أولئك كان محرما بل مخفيا مرعبا يودى الى السجن دائما وقد يودي الى القتل أحيانا .
ودليل آخر ساقه الاستاذ الكيالي حين قال ((إن الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر كانت تتخبط في الدياجير المظلمة ،تسودها أنظمة ((اوتوقراطية ))عتيقة تقوم على البطش والظلم والحكم الفردي المطلق وكانت الأقطار العربية الواقعة تحت نفوذها وسيطرتها –ومنها بلاد الشام –تتخبط في هذه الدياجير نفسها.
فالوالي الذي يحكم ((دكتاتور))مطلق ينفي ويتقل ويصادر الأموال وفقا لمشيئته ،وإشباعا لمطامعه ،ونزولا عند رغبة سيده-سلطان البرين،وخاقان البحرين _فإذا خرج على إرادته ، وتلكأ في تنفيذ رغباته وهوائه أمر بعزله ،وفديا مر بقطع رأسه فتاريخ الحكم في تلك الفترات المظلمة يعطينا أكثر من مثل واحد على هذا اللون من الحكم الأسود.
ولا حاجة بنا الى إيراد المزيد من الأدلة والبراهين على فساد الحياة السياسية لأفي فلسطين فحسب بل في بلاد الشام بأجزائها في غضون الفتية من سنة 1860الى السنة 1917بل الى سنة 1918 تاريخ انتهاء الحرب العلمية الأولي،وانهيار العثماني في الأقطار العربية.
وفي كلمات قصار نقول إن الحياة السياسية في فلسطين في النصف الأخير من القرن التاسع عشر كانت مؤلمة ذاق فيها عرب فلسطين –كما ذاق العرب في الولايات المتحدة العربية صنوف الظلم ،وألوان الاستبداد ،وضروب العسف
والجور مما صبغ شعور العرب الخاضعين للعثمانيين في الأقطار العربية بعامة الحسرة والألم بل بالمرارة والسخط الذي أدى بعد فترة من الزمن في سنة 1915 الى الثورة العربية على الترك.
الحياة الاقتصادية
كان الترك يعدون سورية بقرة حلوبة ،وكانوا يريدون استنزاف اقتصادها بكل ما يملكون من الوسائل ومن اجل ذلك فرضوا على سكان المدن ضرائب على العقارات ،وأخرى على الأشخاص الذين يعملون ويكسبون وكانت مقادير هذه الضرائب تتفاوت تبعا لتفاوت القيم والمكاسب والأشخاص.
إما المزارعون فكانت الدولة تجبي منهم عشر ما تنتجه الأرض المزروعة ،وكان هناك ضامنون أو ملتزمون عن الزراعيين يدفعون للدولة مقدارا معينا من المال عن كل قرية مقابل استيائهم -بجهودهم الخاصة-أعشار غلات القرى .وكان هذا هو الشائع .وكان هناك ظلم كبير،وغبن، وتلاعب في فرض الضرائب وفي طرق حباتها وتحصيلها
((إن خزانة الدولة كانت في عجز دائم بسبب الإنفاق وعدم انتظام الموارد وجبايتها , وعدم الالتزام بميزانية متوازنة , وكثيراََ ما كانت مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين تتأخر عن مواعيدها وأحياناََ يمر الشهر والشهران والثلاثة دون أن تصرف المرتبات ))0
كان الموظفين الذين يتولون المناصب القيادية في الدولة خليطا من الأجناس الخاضعة لها والتي تعيش فيها , وكانت العناصر التركية صاحبة النصيب الأكبر في الوظائف الرئيسة بنوع خاص وفي البلاد العربية بالذات , وبنسبة
تفوق كثيراََ بنسبتهم العددية ومعظم هؤلاء الموظفين الترك الذين يأتون إلى بلاد العرب لم يكونوا يتكلمون العربية أو يفهمون , وأحياناََ يمكث الواحد منهم ستنين أو ثلاثا دون أن يتعلم منها أو يفهم إلا القليل وبرطانة تركية.
وكانت المعاملات في المصالح والدوائر الحكومية لا تتم باللغة التركية , وما يصدر في البلاد العربية من بيانات وبلاغات , وتعليمات ومنشورات ومراسلات لا ينشر إلا بالتركية فحسب وما تقدم به العرب من شكاوي ومطالب لا يرفع للمسولين إلا بالتركية ذ وكان ذلك شاقا على العرب , ومؤلما لهم الألم الشديد إذ كان مطلب استخدام اللغة العربية في دوائر الحكومة في البلاد العربية من المطالب الرئيسة في الحركة العربية الحديثة بعد إعلان الدستور سنة 1908.
كان التهافت على الوظائف شديداََ , لأن الوظيفة كانت من سمات الوجاهة , لأنها تدر على صاحبها نفعا مادياََ غير المرتب , ويقرر الأستاذ دروزة_ وهو من الذين شهدوا تلك الفترة _أن معظم الموظفين كبارهم وصغارهم كانوا حريصين على النفع المادي من وظائفهم إما بالرشوة وإما بالهدايا , وفما بالمعاملة الخاصة الممتاز . كما يقرر أن الرشوة كانت داء مستشرياََ في أجهزة الدولة وقلما كان طلب أو قضية أو معاملة تجري وتتم لمصلحة صاحبها إلا برشوة أو
هدية أو وساطة ولو كان على حق في طلبه وشكواه , والذين لا يدفعون تتعطل مصلحهم.
وقد كان سبعون في المائة من أهل فلسطين من أبناء القرى الذين يشتغلون بالزراعة وعشرون في المائة من الحضر المحترفين والمتعلمين . وعشرة في المائة من الذوات والأعيان والفقهاء والموظفين .
الحياة الثقافية
خيم الجهل على ربوع فلسطين في ظل الحكم العثماني , وفي النصف الأخير من القرن التاسع عشر بالذات فلم تكن هناك مدارس ثانوية ولا معاهد عالية ,ولا كليات جامعية في أي فرع من فروع المعرفة .
لا معاهد تقام , ولا مدارس تفتتح , ولا ثقافة النشر , ولم تكن ظلمة الجهل تغمر جانباََ واحداََ وتنحسر عن آخر ولكنها كانت تعم كل الجوانب
وإذا اتسم الحكم العثماني بالتخلف الفكري والثقافي بعامة فإن حظ البلاد العربية من هذا التخلف كان أكبر حظ الأجزاء التركية .
وها نحن أولاء نسوق ما ذكره شاهد عيان رأى بنفسه ذلك التخلف الفكري , وعانى من أهواله ,ووصف آثاره. وذلك الشاهد هو المؤرخ الفلسطيني الباحث الأستاذ محمد غزة دروزة وننقل عنه نص ما قال :-
(( لا نذكر أنه كان للحكومة مدارس في القرى قبل إعلان الدستور سنة 1908 فظلت تسير على أسلوب الكتاتيب القديمة التي كان ينشئها المشايخ المسلمون و الرهبان النصارى بجهودهم و تعيش هذه الكتاتيب على ما كانوا يتقاضونه من الطلاب من أجور زهيدة نقدية وعينية/ و يتعلم فيها الأولاد القراءة و الكتابة و القرآن الكريم، و الإنجيل و شيئاً من الحساب)).
(( لعل أ,ل مدرس ابتدائية حكومية قامت في نابلس كانت هي المدرسة التي درسنا بها و المبنية على قسم من "خان التجار" و ما حوله، و كان مديرها الشيخ محمد زعيتر و يصادف ذلك سنة 1895م و قد انتقلنا بعد أن تخرجنا فيها، و أخذنا شهادتها سنة 1900م إلى المدرسة الرشدية – الإعدادية – التي كانت في جانب السراية القديمة، ثم بني للمدرسة بناء جديد خارج المدينة قرب المستشفى الوطني فانتقلنا إليها و كانت تسمى المدرس الإعدادية، وتخرجنا فيها،و أخذنا شهادتها سنة 1905م0
هذا في مجال التعليم الرسمي أو الحكومي الذي تتولاه الدولة. أما في مجال التعليم الخاص، أو مجال المدارس الأجنبية و الطائفية فالأمر يختلف إذ أخذت تلك المدارس تستقبل النزر اليسير من التلاميذ و التلميذات في بعض مدن فلسطين في النصف الأخير من القرن التاسع عشر حيث أنشئت في القدس مدرسو صهيون الداخلية للبنين سنة 1851م و بلغ عدد تلاميذها 56 تلميذاً يتولى التدريس لهم أربعة مدرسين.
و في سنة 1860م أسس الدكتور شنلر الألماني مدرسة دار الأيتام السورية و كانت داخلية للبنين و بلغ عدد تلاميذها 130 تلميذاً يتولى التدريس لهم خمسة مدرسين و هناك عدد من مدارس الروم الأرثوذكس و اللاتين و الأرمن التي أنشئت في مدينة القدس في الفترة بين سنة 1851م و سنة 1907م.
ومن مدارس المسلمين مكتب الرشدية و هو مكتب يومي للبنين أنشئ سنة 1886م و عدد تلاميذه 80 تلميذاً يتولى التدريس لهم مدرسان إلى جانب سبع مدارس أخرى لتعليم القراءة الكتابة، ضمت 280 تلميذاً يتولى التدريس لهم سبعة مدرسين، و قد بلغ مجموع التلاميذ و التلميذات الذين تعلموا في مدارس الأجنبية الطائفية 3854 تلميذاً وتلميذة، و المدرسون نحواً ومن 211 مدرساً ,مدرسة. أما مدارس نابلس فكانت ثلاثاً للمسلمين و مدرسوها ثمانية عشر مدرساً و تلاميذها 526 تلميذاً و مدرسة للبنات بها نحو 100 تلميذة يتولى لهن التدريس مدرستان، ونحو 12 مكتباً بها 460 تلميذاً.
و في مدينة عكا أنشئت المدرسة الرشدية سنة 1876م و بلغ عدد تلاميذها 50 تلميذاً يدرس لهم أربعة مدرسين.
وفي سنة 1889م أنشئ في القدس المكتب السلطاني الذي تحول إلى مكتب إعدادي سنة 1913م و أنشئ في عكا المكتب الإعدادي سنة 1895م و أنشئ مكتب إعدادي في نابلس 1897م0
ومن هذه الأرقام عن عدد المكاتب ة المدارس و تلاميذها و مدرسيها يتضح أنه كان في المدن الثلاث القدس و نابلس وعكا حوالي 108 مدارس للبنين تضم 4363 تلميذاً يدرس لهم 237 مدرساً، و 20 مدرسة للبنات تضم حوالي 1278 تلميذة يدرس لهن 68 مدرسة مع أن عدد سكان المدن الثلاث يومئذ كان يزيد على 50000 نسمة يعني أن من ضمتهم المكاتب و المدارس على اختلاف أنواعها قليل جداً.
و إذا أضيف إلى ذلك أن الذين كانوا يستطيعون دخول المدارس الأجنبية قلة قادرة على دفع نفقات التعليم في تلك المدارس من أبناء المدن و عجز أبناء القرى عن دخولها يستبين أن الحياة الفكرية كانت مختلفة/ و أن الأمية كانت متفشية و أن أغلب التلاميذ و التلميذات الذين كانوا في سن التعليم لم يتح لهم أن يتعلموا لأنهم لم يجدوا المدارس و المعاهد التي يكمن أن يتعلموا فيها.


0
المرحلة الثانية من 1908 إلى سنة 1918
الحياة السياسية
في الرابع و العشرين من تموز – يوليه – 1908 صدر الدستور العثماني وأبتهج العرب في الولايات العربية الخاضعة للحكومة العثمانية بصدوره، وغمرت البهجة قلوبهم في الشام و العراق و داعب الأمل خيالهم- إثر صدوره – في أن يحقق آمالهم و تستجيب الدولة لرغباتهم و مطالبهم في الحصول على الاستقلال الذاتي في بلادهم – ضمن إطار الدولة – و جعل اللغة العربية اللغة
الرسمية في الدوائر الحكومية و لغة التدريس في المدارس و اختيار الولاة و القضاة الذين يتولون وظائفهم في الأقطار العربية من العرب.
وقد تمثلت بهجة العرب بصدور الدستور فيما ردده الكتاب ة الشعراء من التعبير عن الفرحة و السرور بذلك الحدث العظيم فالأستاذ العظيم خليل السكاكيني يقول في يومياته بتاريخ 25/7/1908 و كان يومئذ في أمريكا (( قرأت اليوم في الجرائد العربية أن جلالة السلطان منح البلاد الدستور مما سررت له كثيراً و استبشرت خيراً، الآن إذا رجعت إلى بلاد يكون رجوعي في محله. إذا صحت الأحلام كان المجال أمامي واسعاً، الآن أستطيع أ،ي أنشئ مدرسة و جريدة و جمعيات للشبان، الآن نستطيع أن نرفع أصواتنا بدون حرج. لينعم بالك يا سورية، صبرت فنلت مبتغاك، ليرتد الطامعون فينا خائبون و لتحي سورية)) .
و في كلمات خليل السكاكيني تفيض معاني البشر و دلائل توقع الخير و العدل، و ترقب عهد جديد من الحرية والمساواة بين العرب والترك ، وتحقيق لمطالب الرب القومية التي حاولوا جاهدين إقناع الترك بها ولكن الترك صمموا على أدانهم عن سماعها .
توقع العرب في سورية الخير وارتقبوا تحقيق الإصلاحات في أقطارهم ولكن تكشف لهم –بعد صدور الدستور –إن الاتحادين- إغضاء جمعية الاتحاد الترقي قد تحكمت فيهم النزعة الطورانية مما أثار في نفوس العرب عامة في الشام والحجاز والعراق الرغبة في التحرر من قبضة الترك ،والانفصال التام عنهم ،وبعث الأمجاد العربية ،والسير قدما نحو تحقيق السيادة القومية لهم ،واستقلالهم في دولة واحدة تضمهم ،وتحترم مقوما ت حياتهم ،وتقدر مشاعرهم وتعلي شان لغتهم وأدبهم وحضارتهم
وقد مر الصراع بين العرب في الشام والحجاز والعراق وبين الترك في ثلاث مراحل
الأولي:-التي كانت ترمي الى مساواة العرب بالترك وتمتد من 1908 الى1912
الثانية:-التي كانت تهدف الى تحقيق الاستقلال التام للبلاد العربية وتمتد من 1912الى1914 .
الثالثة:- التي تسعى الى الانفصال عن الترك وتحقيق الاستقلال التام للبلاد العربية وتمتد من 1914 الى 01915
خاب أمل العرب في الدستور ،وتأكد لهم إن الترك لن يحققوا لهم مطلبا ،ولن يخيبوا رغبة ولن يصلحوا فسادا .
وقد احدث خيبة أمل العرب في الترك فجيعتهم بما تكشف لهم ردود فعل عنيفة أسهبت المصادر التاريخية في تفاصيلها ،وبسط القول عن جوانبها وتوخيها منا للإيجاز في ذلك نقتطت بعض السطور من تلك المصادر 0
((بينما كان العرب ثملين بخمرة الأماني المعسولة عقب إعلان الدستور كان الأتراك في جمعية الاتحاد والترقي المنبثقة عن جمعية تركيا الفتاة، يهيئون العمل
لمنظم لحمل الشعوب الغير تركية في الدولة على نسيان قومياتهم ،والاندماج في القومية التركية الطورانية)).
(( وهذه القومية الشديدة التعصب – التي راح دعاتهم يدعون إليها، و كتابهم و شعراؤهم يشيدون بها في الجرائد و الخطب و المحاضرات – تقوم على أساس العنصرية التركية، و تدعو إلى ضم شتات التتر و المغول في إمبراطورية واحدة . أما الدولة العثمانية فهي في نظرهم دولة تركية ليس غير و ما على المنتسبين إلى الشعوب غير التركية فيها إلا أن " يتركوا " بملء إرادتهم، و إن أبوا وجب حملهم على (( التترك )) بوسائل شتى )).
و كثيراً ما كان غلاة المتشيعين لقوميتهم الطورانية يصرحون بضرورة تطهير اللسان التركي من الألفاظ العربية، و التنكر للإسلام، ووضع أسماء جنكيز خان و هولاكو، و تيمورلنك بدلاً منها .
و من ردود الفعل هذه إثارة نقمة العرب و حقنهم على الأتراك أخذ فريق من أحرارهم يهاجرون إلى أقطار عربية و كانت مصر في طليعتها لأنها كانت ملاذ الأحرار من مسلمين و نصارى و أخذ فريق آخر يلجأ إلى بلاد أوربية في مقدمتها فرنسا ة الأقطار التي هاجروا إليها، و في مقر السلطنة في الآستانة نفسها، و في البلاد العربية ألفوا الجمعيات و المنظمات السرية و العلنية، و أصدروا الصحف و المنشورات التي وجهوا فيها نقداً لاذعا للإدارة التركية و الحكم التركي في الشام و العراق.
ومن أهم هذه الجمعيات جمعية الإخاء العربي، و المنتدى العربي، و العربية الفتاة، و الجمعية القحطانية، و الجامعة العربية و جمعية العهد.
و كل أعضاء هذه الجمعيات يطالبون الترك بتحقيق رغبات العرب في وحدتهم و استقلالهم و الاعتراف لهم بكيان، و احترام لغتهم و قوميتهم و لكن للأسف لم يعرهم الترك آذانا مصغية بل إن الحكومة التركية و جدت في الحرب العالمية الأولى الفرصة المواتية للقضاء على القومية العربية و أبطالها و أحرارها و سرعان ما كشرت حكومة الاتحاديين عن أنيابها بعيد اشتراكها في الحرب، و سرعان ما راحت تعمل بالخطة التي رسمتها و هي اغتنام فرصة الحرب للقضاء على القومية العربية في مهدها ((و لتتريك )) العرب بالقوة.
و انتدبت الحكومة لتنظيم هذه السياسة و تنفيذها قائداً سفاحاً اسمه أحمد جمال باشا كان وزيراً للبحرية، وكان من أكبر الأركان تأثيراً في جمعية الاتحاد و الترقي لا يضاهيه في السيطرة على سياسية الدولة إلا أنور باشا وزير الحربية و طلعت باشا وزير الداخلية. و عين جمال قائداً للجيش الرابع و شملت سلطته الشام و الحجاز و أطلقت يده في إدارة شئون تلك البلاد إدارة عرفية لا سلطة فيها للولاة و المتصرفين و لا للقضاء إلا في الأمور البسيطة 0
و بدأ في أوائل سنة 1915 بتشتيت شمل ضباط العرب، ووجه معظمهم إلى جبهات القتال في مضيق الدردنيل و جبال القفقاس ثم أخذ يعتقل كل من برز له
عمل أو مقال أو خطاب وطني ممن اشتركوا في مؤتمر باريس أو المنتدى الأدبي أو في حزب اللامركزية أو حزب العهد أو في غيرها.
و ألف في عالية من أعمال لبنان محكمة عسكرية تأتمر بأمره و ليس من المحكمة إلا الاسم، و دفع إليها جملة من خيرة رجال العرب و من أغزرهم علماً و أنبلهم خلقاً و أصدقهم وطنية فحكمت على معظمهم بالقتل و شنقوا في بيروت و دمشق على دفعتين الأولى في 21 آب – أغسطس – سنة 1915 و الثانية في 6 أيار – مايو – سنة 1916 .
الحياة الاقتصادية
لم يطرأ تحسن ملحوظ على حياة فلسطين الاقتصادية بعد صدور الدستور سنة 1908 و حتى نهاية الحرب العالمية الأولى التي استمرت أربع سنوات من سنة 1914 إلى سنة 1918 فالتهافت على الوظائف مازال أملاََ لكل إنسان لما تدره الوظيفة على صاحبها من نفع مادي بالإضافة إلى مرتبه والرشوة مازالت متفشية في جميع الدوائر والمصالح الحكومية . والفوضى , وظلمات الجهل تغمر آفاق البلاد .
وفلسطين – كأجراء الشام – تعتمد في زراعتها على مياه الأمطار فتخصب
الأرض إذا جادت السماء بمائها , وتمحل إذا ضنت أو كان القدر الذي هطل منه غير كاف في إرواء الزر وع . ولم تهتم الحكومة العثمانية بتحسين الزراعة , وتجويد الغلات , وتطور وسائل استنبات الأرض , فوسائل حرث الأرض وإعدادها للزرع ظلت كما هي وسائل بدائية مرت عليها عشرات القرون دون أن تهتم الدولة بتحسينها أو تطويرها ليتضاعف نتاج الأرض المزروعة , ولم تحاول الحكومة أيضا استصلاح قسم من الأرض التي لا تصلح للزراعة لزيادة مساحة الأرض المزروعة وزيادة نتاجها تبعا لذلك .
وكانت الأرض تزرع مرة واحدة في السنة وكانت الحاصلات لا تعدو أن تكون إما شتوية كالقمح والشعير والفول والعدس و البصل , وأما صيفية بمعنى أن تترك الأرض في الشتاء لتروي وتزرع بعد ذلك لتجني كالذرة والسمسم . وتجني هذه المزروعات مرة واحدة في العام . وعندما تزيد هذه المحصولات على حاجة البلاد لا تجد أمامها أسواقاََ خارجية لتصريفها .
والضرائب تجني بعنف وشدة ولا تراعى فيها ظروف الممول وحالته الاقتصادية أو عجزة لأن الأرض لم تنبت نتيجة لعدم هطول الأمطار الكافية في فصل الشتاء . ومع أن أبناء القرى كانوا يشاركون يؤلفون 70% من مجموع السكان كان 25% منهم لا يملكون أرضا وإنما يسأجرونها من أصحابها في المدن , ويدفعون لهم ثلث ريعها مقابل حرثها وزرعها وجني حاصلاتها وهناك حوالي 47% من أبناء القرى الذين كانوا يشاركون في ملكية الأرض ((المشاع)) ويتقاسمونها كل عام ولم يكن في فلسطين ((‘قطاع )) بالمعنى المفهوم من الكلمة أي لا يوجد فلسطيني يمتلك ألفا أو ألفين من الدونمات. والإقطاع الوحيد تمثل في الأسرة غير
الفلسطينية وهي السورية واللبنانية التي امتلكت آلاف الدونمات من أرض فلسطين نتيجة صلتها بالحكام الترك , واستغلال نفوذهم .
وعندما نكبت فلسطين بالانتداب البريطاني الذي فتح أبوابها للمهاجرين اليهود تنفيذا لوعد بلفور باعت هذه الأسرة غير الفلسطينية كل ما تملكه لليهود بأثمان عالية , وتسبب عن ذلك تشريد ألوف الزارعين العرب من أهل فلسطين .
هذا في ميدان الزراعة . أما في ميدان الزراعة . أما في ميدان الصناعة فلم تنشئ الحكومة في فلسطين صناعات جديدة ولم تشجع الصناعات التي كانت قائمة في البلاد 0
كان عدد العمال عن العمل كبيراََ , وكان مستوى المعيشة منخفضاَََ , وقد زادت الحالة سوءا عندما أصبحت فلسطين ميداناََ من الميادين الحرب الكبرى بين الحكومة العثمانية وبريطانيا ودمر عدد من مدنها , لقد ارتفعت أسعار السلع ارتفاعاََ جنونيا بعد نشوب الحرب وضيقت السلطات العثمانية الخانقة على أهل البلاد , واختفت المواد الغذائية , وقاست الأسرة ألوانا من الضيق وهذا شاهد عيان يصور لنا ذلك وهو الأستاذ خليل السكاكيني الذي يقول في يومياته بتاريخ 30/9/1914 (( علمتنا هذه الحرب الاقتصاد بل التقتير فإننا منذ نشبت إلى اليوم أي منذ شهرين لم يتجاوز مصروفنا اليومي القرشين أو ثلاثة وكانت تمر علينا عدة أيام لا نأكل فيها غير الخبز والعنب أو السلطة إما اللحم فلم تدخل دارنا
و إذا علمنا أن عدد أفراد أسرة السكاكيني يومئذ كان أربعة أشخاص أدركنا مدى سوء حالة البلاد الاقتصادية.
و بتاريخ 4/10/1914 يقول في يومياته (( لا تزال الحكومة العثمانية تلح في تكليف الأهالي بتدبير لوازم العسكر بحيث جاوز الحد وضج الناس من ثقل هذه التكاليف و يخشى ألا يبقى شئ في أيدي الناس )) و يظهر من إلحاح الحكومة أنها لا تعرف حالة البلاد أو أنها لا تريد أن تعرف.
و في يومياته بتاريخ 3/8/1918 و كان يومئذ في دمشق يقول (( لا يمر يوم إلا اشتد الغلاء لا عجب إذا مات الناس جوعاً لا تمر فترة في الطرق إلا رأيت كثيرين من المتسولين من نساء و فتيات و أطفال ليس عليهم غير الجلد و العظم يتضورون جوعاً ويولولون مشاهد تمزق القلوب)).
و هذه الكلمات أدلة واضحة على استفحال خطر المجاعة التي لم تقف عند فلسطين و إنما تجاوزتها إلى سورية.


0
الحياة الثقافية
(1) التعليم
نشرت وزارة المعارف العثمانية إحصاءات رسمية عن السنة المدرسة 1913-1914 جاء فيها أنه لم يكن في فلسطين بألويتها الثلاثة – لواء القدس ولواء نابلس ولواء عكا- غير مدرسة ثانوية واحدة هي الكتب السلطاني الذي أنشئ
في القدس سنة 1889وكان مكتباََ إعدادياََ ثم حول إلى مكتب سلطاني – ثانوي سنة 1913 وإلى جانب هذه المدرسة الثانوية الوحيدة في البلاد كان هناك مدرستان متوسطان – إعداديتان – إحداهما في المدينة عكا وقد أنشئت سنة 1895و والأخرى في مدينة نابلس وقد أنشئت سنة 1897 .وكان عدد الأطفال الذين يتعلمون في المدارس الثانوية والإعدادية 360تلميذاّّ وأن مجموع المدارس الابتدائية الرسمية في البلاد غي نفسها 95مدرسة يتعلم فيها 7758تلميذاََ وتلميذة أي ما يساوي عشرة في المائة من عدد الأطفال الذين
كانوا في سن التعليم يومئذ و مجموعهم 71933 طفلا و طفلة. وكان التعليم في جميع هذه المدارس الحكومية باللغة التركية . و مع قلة عدد المدارس الرسمية حينئذ. و قلة عدد التلاميذ الملتحقين بها كان التعليم في تلك المدارس باللغة التركية و ليس اللغة العربية. و كان مستوى التعليم متفاوتا و لكنه بوجه عام كان مستوى ضعيفاً بسبب ضعف أكثر المعلمين الذين لم يكونوا جديرين بحمل هذه الرسالة، و بسبب عدم وجود إشراف كامل على شئون هذه المدارس.
و كان مجموع المدارس الابتدائية الأهلية و الطائفية في فلسطين في السنة نفسها 1913- 1914و 500 مدرسة يتعلم فيها 15773 تلميذاً وتلميذة منهم 8705 في المدارس الخاصة بالمسلمين و 3445 في المدارس الخاصة بالنصارى و 3623 في المدارس الخاصة باليهود.
و كان في فلسطين مدارس أجنبية كثيرة أمريكية و ألمانية و إنجليزية و فرنسية و إيطالية و روسية و كان معظمها تابعاً للإرساليات الدينية، و كان من بينها مدارس ثانوية و مدرسة للمعلمين و أخرى للمعلمات يديرها الروس .
ونتقل هنا عن الاستاذ الساطع الحصري ما ذكره حول هذه المسالة حيث يقول:-
((إن السياسة الداخلية المتبعة في الدولة العثمانية كانت تعتبر كل طائفة من الطوائف الدينية والمذهبية –من غير المسلمين –(جماعة)قائمة بنفسها .وكانت تمنح تلك الجماعات امتيازات خاصة في كل رما يمت بصلة الى الشؤون الدينية والمذهبية ... وقد اعتبرت الدولة العثمانية شون التعليم من جملة الأمور المرتبطة بالأديان والمذاهب فخولت جميع الطوائف المسيحية والإسرائيلية حق تأسيس المدارس وإدارتها أيضا .لهذا السبب اخدت الطوائف المختلفة تؤسس معاهد تعليمية خاصة بها وتديرها كما يروق لها .وقد كانت هذه المدارس الطائفية –في بادئ الأمر- من نوع المدارس الدينية حقيقة غير أنها تطورت بعد ذلك بسرعة وتحولت الى معاهد تعليمية عصرية بكل معنى الكلمة وكانت هذه المدارس تسير على مناهج خاصة بها تختلف باختلاف أديان الجماعات ومذاهبها ولأتمت بأية صلة الى مناهج المدارس الحكومية واتجاهاتها .وكثيرا ماكانت تستلهم خططها ومناهجها من المدارس الأجنبية والمؤسسة داخل البلاد العثمانية أومن البلاد الأجنبية نفسها وذلك حسب العلائق الدينية ا و الذهبية التي كانت تربط الجماعة بتلك البلاد الأجنبية . إن الحقوق الممنوحة للجماعات في أمر التعليم كانت تشمل لغة التعليم أيضا فكان يحق لكل جماعة أن تعلم أبناءها باللغة
الشائعة بينها . فكان للأرمن مثلا أن يعلموا اللغة الأرمنية، وللبلغار أن يعلموا باللغة البلغارية، وكذلك كان للمسيحيين العرب أن يعلموا في مدارسهم باللغة العربية)).
(( إن السياسة التي سارت عليها الدولة العثمانية في هذا المضمار أدت إلى نتائج غريبة جداً بالنسبة إلى البلاد العربية كان نظام الجماعات الذي ذكرناه آنفا خاصا بغير المسلمين فلم يتمتع المسلمون من العرب بشئ من التنظيمات و الامتيازات التي كان يتمتع بها إخوانهم المسيحيون في أمور المدارس و التعليم و لذلك فقد انحصرت المعاهد التعليمية المفتوحة أمام هؤلاء في المدارس الوقفية القديمة التي لم تنل أي حظ من الإصلاح و في المدارس الرسمية التي كانت تعلم باللغة التركية في حين أن إخوانهم المسيحيين كانوا قد كونوا جماعات منظمة – بحكم القانون – و أسسوا مدارس خاصة بهم و جعلوا اللغة العربية لغة التعليم فيها 0
و لهذا السبب انتشر التعليم العربي الحديث بين المسيحيين قبل المسلمين، و لهذا السبب أيضاً كان معظم الكتاب و المؤلفين و الخطباء الذين ظهروا في الولايات العربية في العهد العثمانية مسيحيين على الرغم من قلة عدد هؤلاء بالنسبة للمسلمين)).
على أن هناك عددا من أبناء فلسطين الذين نشئوا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر و تعلموا في الكتاتيب أو في المدارس الموقوفة في المرحلة الأولى من التعليم قد رحلوا إلى بلاد أخرى طلباً للعلم، و استزادة من المعرفة.
فذهب فريق منهم إلى بيروت أو طرابلس الشام لإتمام تحصيلهم العلمي في المدارس الثانوية – السلطانية – في هذين البلدين، و فريق ثان اتجه إلى مصر لطلب العلم في الأزهر الشريف حيث نهل علومه وعاد الى بلاده ،أو اثر الإقامة في مصر ،وفريق ثالث قصد الآستانة عاصمة الخلافة لتلقي العلم في مدارسها الثانوية والعلية ،وفريق رابع اتجه الى أوروبا وخاصة فرنسا .يقول الدكتور ناصر الدين الأسد إن صورة الحياة الثقافية في فلسطين في النصف الأخير مكن القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين تبدو في جملتها قائمة خالية من العوامل الحقيقية المجددة للفكر ،الباعثة على النهضة والثقافة))
ويمضي قائلا :-
((ومع ذلك فان البدور الاولى للنهضة الفكرية الثقافية في فلسطين قد غرست في هذه القترة ولكنه معظم الرجال الذين كانوا هم البذرة الاولى لم يستقروا في بلادهم وإنما قذفت بهم النوى في مواطن شتى فنمت هذه البذور في نفوسهم وحدها ،ولم يكن لهم جهد مشترك داخل بلادهم في إرساء أصول النهضة الفكرية وإنما كان عملهم فرديا ذاتيا ضعيف الصلة ببلادهم .
فمن درس منهم في طفولته وصباه في بلادهم لم يكن أمامه الا هذه الكتاتيب أو تلك المدارس الطائفية والأجنبية التي لم تكن تتيح التعليم للمتعلم الا قدرا يسيرا نمن التعليم لا يعين وحده على تكوين شخصية أدبية علمية .
ولذلك كان الفصل الأول من لما حصله هؤلاء الرواد من علم في غير بلادهم .ثم أنهم قضوا معظم حياتهم –وبعضهم قضى حياته كلها – في خارج وطنهم من اجل هذا لم يتح لهم إن يسهموا في بلادهم بجهد مذكور ))في التدريس اوالتاليف أو إصدار الصحف والمجلات أو إنشاء الجمعيات والنوادي .
وما قاله الدكتور حق، و تصوير لواقع الحياة الثقافية في فلسطين في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، تؤيده الأدلة التاريخية و الإحصاءات الرسمية و سير أعلام فلسطين الذين برزوا في تلك الحقبة.
فالأستاذ محمد روحي الخالدي المولود في القدس سنة 1864 تلقى علومه أولاً في القدس في الكتاتيب و مدارس الحكومة الابتدائية ثم في نابلس حيث دخل المكتب الرشدي – الإعدادي – ثم في المدرسة الوطنية في طرابلس الشام ثم في المدرسة السلطانية في بيروت ثم رحل إلى الآستانة حيث درس الحقوق و سافر بعد ذلك إلى باريس و تخرج في مدرسة العلوم السياسية في جامعة السوربون.
و في سنة 1915 أنشئت الكلية الصلاحية – نسبة إلى صلاح الدين - في القدس ووجهت عناية خاصة للغة العربية، وتخرج فيها عدد غير قليل من المعلمين الذين ساعدوا على تعريب التعليم في سورية عقب انفصالها عن الدولة العثمانية.
و قد أسهبنا في الحديث عن التعليم والمدارس و عددها و أعداد تلاميذها و معلميها لنوضح أن فلسطين في المرحلتين 1860 إلى 1907 ومن 1908 إلى 1918 كانت تعيش في ظلمة غامرة من الجهل و في تخلف علمي واضح
وفي أمية متفشية بين أبنائها و بناتها والمدرسة هي النواة الأولى أو هي اللبنة الأساسية في صرح الثقافة و هي الضوء الذي يهدي و النور الذي يرشد.
على أن هناك عوامل أخرى غير المدرسة تنمي الثقافة و توسع المعرفة نقف منها حتى سنة 1918 عند المطابع و الصحف و المجلات التي أنشأها أبناء فلسطين بعد صدور الدستور العثماني حيث كان إصدارها محرماً عليهم من قبل.
(ب) المطابع :
كان في فلسطين في القرن التاسع عشر عدد من المطابع نخص بالذكر منها المطابع التالية :
1. مطبعة الآباء الفرنسيسكان سنة 1848
2. مطبعة لندن لانتشار الإنجيل بين اليهود سنة 1848
3. مطبعة جمعية القبر المقدس اليونانية سنة 1849
4. مطبعة دير الروم الأرثوذكس سنة1951م
5. مطبعة دير الأرمن سنة 1866
6. مطبعة جمعية المرسلين الكنائسية سنة 1879
7. مطبعة جورج حبيب حنانيا التي أنشأها في القدس سنة 1892
و هذه المطابع كلها كانت في مدينة القدس في القرن التاسع عشر و في مطلع القرن العشرين و بعد إعلان الدستور العثماني سنة 1908 أخذ عدد المطابع يزداد على الوجه التالي.
8. المطبعة الوطنية لصاحبها باسيلا الجدع و قد وصلت إلى مدينة حيفا سنة 1908 م0
9. مطبعة جريدة الكرمل لصاحبها نجيب نصار سنة م01910
10. مطبعة جريدة النفير لصاحبها إيلبازكا سنة م01910
(ج) الصحف و المجلات:
عندما صدر الدستور العثماني و أطلق بعض الحريات اتجه أبناء فلسطين لإصدار بعض الصحف و المجلات وها نحن نذكر أهم الصحف و المجلات التي كان لها دور في نهضة الأدب شعراً ونثراً :
أولاً : المجلات :
1. النفائس العصرية و قد صدرت في مدينة حيفا سنة 1908 و كان يحررها خليل بيدس، و كانت تصدر شهرية 0
2. القدس. و هي المجلة الأدبية ألأولى في فلسطين سطعت على صفحاتها أسماء كبار كتاب و شعراء فلسطين في تلك الحقبة من الزمن.
3. مجلة الأصمعي و قد صدرت في القدس سنة 1909 و كان يحررها الأستاذ حنا عبد الله العيسى و يشترك معه في تحريرها إسعاف النشاشيبي و خليل السكاكيني، وكانت مجلة أسبوعية أدبية اجتماعية.
4. الدستور قد صدرت في القدس سنة 1910 و كان يشرف على تحريرها خليل السكاكيني مؤسس المدرسة الدستورية في القدس، و يشترك معه في التحرير مدرسو المدرسة و طلبتها و تعني بالموضوعات العلمية الثقافية و هي مجلة شهرية.
ثانياً : الصحف :
1. القدس وقد صدرت في القدس سنة 1908 و كان يحررها جورج حبيب حنانيا.
2. الأخبار و قد صدرت في مدينة يافا سنة 1909 وهي من أقدم الصحف العربية التي صدرت في فلسطين و صاحبها بندلي حنا عرابي .
3. الحرية التي صدرت في مدينة يافا سنة 1910 و تولى إصدارها الشيخ توفيق السمهوري.
4. الكرمل التي أصدرها صاحبها نجيب نصار في مدينة حيفا سنة 1908.
5. فلسطين التي صدرت في يافا سنة 1911 أصدرها عيسى العيسى و كانت في بادئ الأمر تصدر مرتين في الأسبوع ثم ثلاث مرات ثم أصبحت يومية، وعند نشوب الحرب العالمية الأولى منعتها الحكومة لعثمانية من الصدور .
فترة الانتقال
1919 – 1926
منذ نشوب الحب العالمية الأولى و ما أسفرت عنه من انهيار الحكم العثماني على الشام التي كانت تشمل سورية و لبنان و فلسطين و الأردن، و أخذت صورة الحياة التي رسمنا ملامحها في الفصول السابقة تتغير شيئاً فشيئاً بما طرأ عليها من عوامل. إذ مهدت السنوات السبع(1919 – 1926 ) للنهضة الأدبية التي أخذت تؤتي أكلها ابتداءً من الربع الثاني من القرن العشرين، نتيجة لما طرأ على فلسطين من عوامل سياسية و اجتماعية و اقتصادية و فكرية انعكست آثارها على الأدب و الفكر بعامة، و على الشعر بوجه خاص، وقد شملت هذه النهضة جميع المجالات، و امتدت إلى كل النواحي، و لكنها كانت أبرز أثراً، في مجال الفكر و لا نستطيع أن نحدد سنة بذاتها لبداية النهضة و لكننا نستطيع أن نقرر في اطمئنان أن بذورها كانت قد نبتت في أوائل القرن العشرين و أخذت تنمو على مر من الزمن إلى أن أتت ثمارها فيما بعد.
كانت هذه الفترة حداً فاصلاً بين عهدين: عهد رزحت فيه فلسطين التي كانت جزءاً من الشام تحت وطأة الحكم العثماني بما صاحبه من أسباب التخلف و الجمود و تفشي الجهل، و عهد خضعت فيه للانتداب البريطاني الذي فرض عليها فرضاً و سخر كل قواه ليحقق لليهود حلمهم القديم في إنشاء الوطن القومي لهم في فلسطين تنفيذاً لوعد وزير خارجية بريطانيا بلفور.
و تفصيلاً لهذا الأجمال، و توضيحاً لبعض الجوانب نقف قليلاً مع الأحداث و التطورات التي أثرت في البلاد تأثيراً كبيراً، و جعلت منها ميدان للكفاح، و مسرحاً للثورات الدامية طوال ثلاثين عاماً من ستة 1917 إلى سنة 1974.
نشبت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 بين كل من بريطانيا و فرنسا و روسيا من جهة، و ألمانيا و الدولة العثمانية من جهة أخرى، و اتصلت بريطانيا بالعرب الناقمين على الحكم في البلاد العربية – و ألبتهم على الدولة العثمانية و الانفصال عنها، و خوض الحرب ضدها إلى جانب الحلفاء- بريطانيا و فرنسا و روسيا – و قطعت لهم العقود و المواثيق لتحقيق حريتهم و استقلالهم في البلاد العربية- ومن بينها فلسطين- إذ هي انتصرت في الحرب. و كانت هذه العهود مسجلة في مكاتبات رسمية تبادلها كل من ممثل بريطانيا في مصر السير هنري مكماهون، و ممثل العرب شريف مكة الحسين بن علي و اطمأن العرب إلى عهود بريطانيا ووعودها شأن الأحرار الشرفاء فأعلنوا ثورتهم الكبرى على الدولة العثمانية بقيادة شريف مكة في 10 يونيه سنة 1916، لكن بريطانيا تنكرت لعهودها ووعودها للعرب، و الحرب لا تزال مشتعلة اللظى، مشبوبة الأوار، و دماؤهم تروي كل جزء في الوطن العربي، و ضباطهم و جنودهم يتساقطون على أرض المعركة، إذ ما كادت بوادر انتصارها تلوح فغي الأفق حتى أخذت تكشف نواياها، و تبددي ما أخفت من غدر و خيانة، و تبر المعاهدة
السرية بينها و بين فرنسا المعروفة بعاهدة سايكس بيكو التي تقضي بتقسيم الشام إلى مناطق نفوذ بين الدولتين.
و في الثاني من نوفمبر سنة 1917 أصدرت وعد بلفور الذي يجعل من فلسطين وطناً قومياً لليهود، وهي عند إصدارها هذا الوعد الظالم لم تكن تملك فلسطين، ولم تأخذ رأي أهلها و عندما تهيأ لها احتلال فلسطين في أواخر سنة 1918 قسمت الشام- سوريا و لبنان و فلسطين، و الأردن- قسمين: قسماً شمالاً – سورية و لبنان – و ضع تحت الإدارة الفرنسية، وقسماً جنوبياً – فلسطين و الأردن – وضع تحت الإدارة البريطانية، وتبث ذلك رسمياً سنة 1922 حين أقرت عصبة الأمم صك الانتداب الذي أصبحت بريطانيا بمقتضاه دولة منتدبة على القسم الجنوبي من بلاد الشام (( سورية الجنوبية)).
و في السابع من آذار –مارس- سنة 1919 انعقد المؤتمر السوري في دمشق، و لبنان و فلسطين و الأردن، وأعلن استقلال سورية بحدودها الطبيعية.
و في الثامن من الشهر نفسه نودي بالأمير فيصل بين الحسين ملكاً على سورية، و لكن فرنسا اعتدت على هذه المملكة العربية الفتية فهجم الجيش الفرنسي على سورية و نشبت معركة ضارية في ميسلون في 24 تموز – يوليه –سنة 1920 بين القوات الفرنسية و فصائل من قوات الجيش العربي المسرح بقيادة يوسف العظمة وزير الحربية و لم تدم غير يوم واحد كانت الغلبة فيه للفرنسيين و استشهد القائد البطل في تلك المعركة، وفي 25 تموز –يوليه – سنة 1920 دخلت قوات الاحتلال دمشق عاصمة سورية، و اضطر الملك فيصل أن يغادرها إلى فلسطين ومنها لبريطانيا.
و لقد كان الهدف من عقد المؤتمر، و إعلان استقلال سورية بحدودها الطبيعية، أن تكون الحكومة العربية السورية ممثلة للشام، ووحدة أجزائها و أقطارها لبنان و فلسطين و الأردن و لكن أطماع الدولتين – بريطانيا و فرنسا – وقفت دون بقاء الحكم العربي، و حالت دون وحدة الشام وقد قطعت فرنسا أوصال الشام، وأقامت عدة دويلات فيها، فجعلت حلب دولة، و من دمشق دولة، ومن جبال العلويين دولة، و من جبل الدروز دولة، ومن لواء الإسكندرية(( دوقية )) فرنسية.
و تتابعت الثورات السورية: ثار الشيخ صالح العلي في جبال العلويين و دامت ثورته نحو ثلاث سنوات ، وثار إبراهيم هنانو و استمرت ثورته سنة كاملة و ثار سلطان باشا الأطرش في جبل الدروز و دامت ثورته حوالي ستة أشهر، وقسمت بريطانيا القسم الجنوبي قسمين: أحدهما يقع إلى الشرق من نهر الأردن سمته الأردن، و ثانيهما يقع إلى الغرب وسمته فلسطين، كما قسمت فرنسا الجزء الشمالي إلى قسمين: جمهورية سورية في الشمال و الشرق، و جمهورية لبنان إلى الجنوب الغربي،ـ و بذلك مزقت بلاد شر ممزق، و قطعت أوصالها، و جزئت هذه الوحدة الطبيعية أربعة أجزاء في كل جزء حكومة، وأقامت دولتا الانتداب بريطانيا و فرنسا بين هذه الأجزاء حدود وهمية، وحواجز مصطنعة،
لتقطع الصلات و الأواصر بين أبناء الوطن الواحد. و إحكاما لخيوط المؤامرة الاستعمارية، تولت بريطانيا الانتداب على فلسطين لتحقق لليهود وعد بلفور، وعندما تكشفت المؤامرة أمام أبناء الشعب العربي في فلسطين وقفوا وقفة وطنية رائعة في طريقة تنفيذها، و أشعلوا الثورات الدامية المتوالية في فلسطين من سنة 1922 إلى سنة 1947 و كانت ثورتهم الكبرى التي استمرت ثلاث سنوات من سنة 1936 إلى سنة 1939 أعظم هذه الثورات، ووقف أبناء الشعب العربي في الأقطار العربية إلى جانب أبناء فلسطين بالعون المادي والمعنوي، وقد كافح أبناء سورية و لبنان ضد الحكم الفرنسي حتى استطاعوا الحصول على الاستقلال سنة 1946.
أما في فلسطين فإن جهاد أبنائها و ثوراتهم على بريطانيا و اليهود، أخرت تحقيق الوطن القومي إذ لم تستطع بريطانيا أن تحققه إلا بعد ثلاثين سنة 1948، زرع فيها أبناء فلسطين ربا بلادهم و بطاحها بالشهداء الأبرا، وضخموا ثراها بالدماء الزكية، و سطروا في سجل المجد و الخلود أروع صفحات البطولة و الفداء. إذ قدمت فلسطين من أبنائها حتى سنة 1948 نحو ثلاثين ألف شهيد، كان وعد بلفور مصدر الثورات، و مثار القلاقل، و بداية المحنة، و مقدمة المأساة، و نذيراً للكفاح الدامي بين الشعب العربي في فلسطين و بين كل من بريطانيا مبرمته والصهيونية.
هذه الأحداث السياسية التي اضطرمت بها البلاد منذ سنة 1914 وما اكتنفها من عوامل اجتماعية اقتصادية، وما نتج عنها أخرجت فلسطين من الحياة التي كانت ترسف في أغلالها إلى حياة جديدة، وأحدثت نهضة عامة في الثقافة و الفكر و الأدب بوجه عام و الشعر بوجه خاص.
و بدأت آثار ذلك تظهر ابتداء من سنة 1926 أو من أول الربع الثاني من القرن العشرين.
المرحلة الثالثة من 1926-1947
الحياة السياسية
في الرابع والعشرين من يوليو سنة 1922 اقر مجلس عصبة الأمم صك الانتداب البريطاني الذي تقدمت به ببريطانيا له ،وأذاع نصوصه ،ونشر مواده بعد إن اندمج فيه وعد بلفور ،وأشار الى ذلك في ديباجته ،بجانب الإشارة الى موافقة الدول الكبرى على الوعد ،وعلى مسؤولية ببريطانيا عن تنفيذه ،ولااشارة الى إن ذلك اعتراف بالصلة التاريخية التي تربط اليهود بفلسطين .
ويتكون صك الانتداب من ثمان وعشرين مادة سلبت الاولى منه العرب فلسطين حقهم في إدارة بلادهم ،وخولت الدولة المنتدبة السلطة في الإدارة والتشريع..
وألقت الثانية على ببريطانيا مسؤولية وضع البلاد في ظروف وأحوال سياسية واد راية واقتصادية تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي ،وإقامة قواعده0

إما المادة الرابعة فتعترف بالوكالة اليهودية هيئة تقدم للحكومة الرؤى والعون في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية ،وكل ما يحقق إنشاء الوطن القومي ،ونظرا لان الوكالة اليهودية لم تكن قد تألفت بعد فالجمعية الصهيونية نودي عملها.
وتنص المادة السادسة على تسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين والمادة الثانية والعشرون تجعل اللغات الرسمية في البلاد ثلاثاََ : الإنجليزية والعربية والعبرية وليس من هدفنا أن نناقش مواد الانتداب مادة مادة , ونوضح مدى ما فيها من إهدار لحقوق عرب فلسطين .
ولكن الواقع أن الانتداب كان بلاء على فلسطين , وكان أسوأ وثيقة حكمت بمقتضاها امة , إذ وضعت بريطانيا – حين تولت الانتداب على فلسطين – نصب عينيها هدفاََ هو تحويل فلسطين العربية إلى دولة يهودية وجعلت خطوط سياستها تلقى عند هذا الهدف . ووضع منذ اليوم الأول لاحتلال فلسطين , أن بريطانيا قد وضعت برنامجاََ محدداََ لإنشاء الوطن القومي , ورسمت سياسة لتحويل فلسطين العربية إلى دولة يهودية , بعد إجلاء أهلها , أو إبادتهم , وحددت زمناََ للوصول إلى ذلك الهدف , على أن تنفد ذلك تدريجاَ ،أو خطوة اثر أخرى .ولكن جهاد العرب فلسطين أرجا تحقيق الموامرة الصهيونية البريطانية ثلاثين سنة 1917الى1947 حيث قامت الدولة اليهودية في مايو 1948 بعد حرب فلسطين .
لقد أعلنت الحكومة البريطانية في أوائل يوليو سنة 1920 إنهاء الادراة العسكرية قي فلسطين ،وقيام أدارة مدنية ،وعينت السير ((هربرت صموئيل )) أول مندوب سام لفلسطين , وهو يهودي الأصل , بريطاني الجنسية , من أقطار الصهيونية المتعصبين لها ز وقد أخذ على عاتقه تنفيذ برنامج ((تهويد )) البلاد , وطفق يسير بخطوات سريعة نحو ذلك الهدف, مبتدئاََ بتنفيذ المادة الثانية من صك الانتداب التي تحتم على ببريطانيا وضع البلاد في ظروف وأحوال أدراية وسياسية واقتصادية تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين .
ولكي تنفد ببريطانيا برنامجها الاستعماري،ولكي تحقق لليهود أملهم في أنشاء دولة لهم في فلسطين سلكت السبل التالية :-
1- حكمت فلسطين حكما مباشرا .
2- خولت نفسها الحق في الإدارة والتشريع على ارض فلسطين أهل البلاد .
3- فتحت أبوب فلسطين للهجرة اليهودية .
4- مكنت اليهود من الاستيلاء على ارض العرب ،وحابتهم وأمدتهم بالأسلحة ،ودربتهم على استخدامها.
5- ضغطت على عرب فلسطين ،وأهدرت حفهم ف حكم أنفسهم ،اضطهدتهم في شتى مرافق الدولة أقصتهم عن تولي المناصب الرئيسية في بلادهم 0
(1) الحكم المباشر

حكمت ببريطانيا فلسطين حكما مباشرا وكأنها مستعمرة من المستعمرات،وانشات فيها إدارة ببريطانية بحته سمتها –ظلما وزورا- حكومة فلسطين،وأهل منها براء .
ونتيجة لذلك ألحقت شئون فلسطين بوزارة المستعمرات بدلا من ألحاقها بوزارة الخارجية وعوملت على أساس مستعمرة ببريطانية لا قطر عربي تولت الانتداب عليه تدريب أهله على الحكم أنفسهم ،وكان المندوب السامي بتلقي التعليمات الصادرة إليه من وزير المستعمرات ،وترتيب على هذا الحكم المباشران المندوب كان ينفرد بحكم البلاد وإدارة شئونها يعاونه في ذلك مجلسان تنفيذي مكون من كبار ورؤساء الدوائر الببر بطانية واستشاري يختار المندوب السامي تصف أعضائه من كبا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اوجه مراحل الحياة السيا سية والاقتصادية والثقافية بفلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اوجه مراحل الحياة السيا سية والاقتصادية والثقافية بفلسطين
» القوانين والاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بالأسرى الفلسطينيين(العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية)
» رؤساء الحكومات الصهيونية بفلسطين المحتلة
» لولا مرارة الحياة و اشواكها لما عرفنا طعم الحياة و حلاوتها
» شاهد أخواتك بفلسطين كيف يُضربنّ ويُسحلنّ ويُركلنّ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى فلسطين-
انتقل الى: