في مايو من سنة 2000، انسحبت القوات الإسرائيلية من المنطقة المحتلة في جنوب لبنان طبقاً لتصريحات إيهود براك رئيس الوزراء الإسرائيلي في حملته الانتخابية في مايو 1999، وبعد إبلاغ الأمم المتحدة عن ذلك في أبريل 2000. عارضت قيادة جيش لبنان الجنوبي قرار الانسحاب وبمجرد أن أصبح الإنسحاب الإسرائيلي واضحاً، تجاوز المدنيون اللبنانيون الجنوبيون مواقع جيش لبنان الجنوبي عائدين لقراهم، بينما سيطر حزب الله وبسرعة على المناطق التي كان يسيطر عليها الجيش. أما جيش لبنان الجنوبي -مأخوذاً على حين غرة بالانسحاب الإسرائيلي- فإنهار في وجه الحشود وتقدم حزب الله المستمر. نزح العديد من أفراد الجيش، وبعضهم مع أفراد عائلاتهم إلى إسرائيل، بينما سلم بعضهم الآخر نفسه أو أخذوا كمعتقلين على يد حزب الله وتم محاكمتهم لاحقاً على يد السلطات اللبنانية. كما حصل عدد آخر منهم على حق اللجوء السياسي في دول أوروبا، وخاصة ألمانيا. وفي إسرائيل تم إنتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك على خلفية أن قراره بالانسحاب دون مشاورة حلفاءه في جيش لبنان الجنوبي أدى إلى إنهياره المتسارع والمشوش.
عام 1985 أسس جيش لبنان الجنوبي مركز اعتقال في الخيام. وأوردت تقارير عديدة ممارسة التعذيب على نطاق واسع في الخيام. رفضت إسرائيل أي تدخل وتحمل للمسؤولية، و أدعت أان مسؤولية ما حدث في معتقل الخيام يقع على كاهل جيش لبنان الجنوبي بشكل بحت، الأمر الذي ترفضه منظمات إنسانية دولية كأمنستي إنترناشونال.
وتم التعامل مع أفراد جيش لبنان الجنوبي الذين قبض عليهم الجيش اللبنانى وقوات حزب الله على أنهم أسرى حرب.
حادثة عين الرمانة
حادثة عين الرمانة أو حادثة البوسطة, هي الحادثة التي تعتبر السبب المباشر في اندلاع حرب لبنان.
في 13 أبريل 1975 تعرض الشيخ بيار الجميل زعيم حزب الكتائب إلى إطلاق نار عند خروجه من كنيسة في ضاحية عين الرمانة. أدى إطلاق النار إلى وفاة 4 أشخاص. اتهم الجميل الفلسطينيين بالوقوف وراء العملية. في نفس اليوم وفي المنطقة ذاتها تعرضت حافلة متوجهة إلى مخيم تل الزعتر تحمل أعضاءا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى كمين نصبه أعضاء في حزب الكتائب. أدى الكمين إلى وقوع 27 قتيل. و اندلعت معارك في نفس الليلة بين الفلسطينيين و اليمين. لم تنجح محاولات التهدئة و المحادثات السياسية إلى لجم الوضع ، فيما حملت الحركة الوطنية اللبنانية التي يقودها كمال جنبلاط حزب الكتائب مسؤولية الحادثة و ما لبثت أن انضمت للفلسطينيين. توسع القتال ليشمل مناطق أخرى من لبنان, لتدخل البلاد في دوامة صراعات و أزمات ستدوم أكثر من خمسة عشرة سنة.
حرب الجبل
حرب الجبل هو الإسم الذي أطلق على الحرب التي دارت في خريف 1983 بين القوات اللبنانية و الحزب التقدمي الإشتراكي بقيادة وليد جنبلاط. أخذ القتال منحى طائفيا و تحول إلى حرب بين الموارنة و الدروز. آلت الغلبة في الأخير إلى الدروز و ارتكبت العديد من مجازر في حق المدنيين المسيحيين. تسببت الحرب و المجازر التي تلتها في تدمير العشرات من القرى و تهجير سكانها.
حرب المئة يوم
حرب المئة يوم، هو الإسم الذي أطلق على سلسلة المواجهات التي دارت بين الجيش السوري وميليشيا القوات اللبنانية بين يوليو وأكتوبر 1978. إندلعت المعارك بعد تأزم العلاقات بين الجبهة اللبنانية والقوات السورية المنضوية تحت قوات الردع العربية. تركزت المواجهات أساسا في بيروت الشرقية وخاصة في منطقة الأشرفية التي تعرضت لقصف شديد من قبل السوريين. توقفت المعارك بعد حصول وقف إطلاق نار بين الطرفين وإنسحاب السوريين من بيروت الشرقية.
حرب المخيمات
حرب المخيمات هو الإسم الذي أطلق على المعارك التي دارت بين مايو 1985 و يوليو 1988 بين حركة أمل و بعض الفصائل الفلسطينية ضد الموالين لياسر عرفات حول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت. اندرجت الحرب في إطار صراع سوريا و حليفتها أمل ضد نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات في لبنان. أدت المعارك إلى خروج قوات ياسر عرفات إلى مخيمات الجنوب, و إلى إحداث دمار كبير و تدهور للمعيشة للمتساكنين فيها.
تم الاسترجاع من " زرة إهدن
مجزرة إهدن, هو الإسم الذي أطلق على الهجوم الذي قامت به القوات اللبنانية على بلدة إهدن في 13 يونيو 1978 و الذي أدى إلى مقتل زعيم ميليشيا المردة طوني فرنجية و عدد من أنصاره. جاء الهجوم بعد أن بلغ التوتر ذروته بين المردة و حزب الكتائب. ظهرت بوادر الانشقاق بين الطرفين المنتمين إلى الجبهة اللبنانية بعد تنامي الخلاف بين سليمان فرنجية و باقي أعضاء الجبهة حول الدور السوري إضافة إلى التنافس التقليدي بين الحزبين. زاد الخلاف مع محاولة بشير الجميل قائد القوات اللبنانية الهيمنة على حلفائه و دمج ميليشياتهم تحت راية القوات. بعد تنامي المناوشات بين الطرفين وخصوصا بعد مقتل جود البايع، مسؤول الكتائب في منطقة زغرتا - الزاوية، قرر الجميل الضرب بقوة و كلف سمير جعجع بالهجوم على معقل فرنجية الصيفي. تسبب الهجوم في مقتل طوني فرنجية و زوجته فيرا قرداحي و ابنته جيهان البالغة من العمر سنتين ونصف السنة وأكثر من ثلاثين من أنصاره. أدى حدوث المجزرة إلى تفجير الوضع بين المردة و سوريا من جهة و الجبهة اللبنانية من جهة أخرى و كان عاملا هاما في اندلاع حرب المائة يوم في صيف 1978.
مجزرة الصفرا
معركة أو مجزرة الصفرا هو الاسم الذي أعطي للهجوم الذي قامت به قوات الكتائب بقيادة بشير الجميل على مواقع ميليشيا نمور الأحرار بقيادة داني شمعون في يوليو 1980. أدت العملية إلى القضاء على ميليشيا النمور كقوة عسكرية فيما أصبحت القوات اللبنانية اللاعب الأساسي الوحيد في صفوف اليمين. سميت المعركة باسم مارينا الصفرا الواقعة بين جونيه وجبيل و أين يوجد معقل النمور الرئيسي.
خلفية العملية
مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975 كان اليمين المتمثل في الجبهة اللبنانية متكونا من عدة ميليشيات أهمها ميليشيا الكتائب بقيادة وليم حاوي ثم بشير الجميل نجل رئيس الكتائب الشيخ بيار الجميل ، ميليشيا نمور الأحرار, الجناح العسكري لحزب الوطنيين الأحرار بقيادة داني شمعون نجل رئيس الحزب كميل شمعون ، ميليشيا المردة بقيادة طوني فرنجية نجل الرئيس سليمان فرنجية , ميليشيا التنظيم وميليشيا حراس الأرز. بعد معركة تل الزعتر قررت الجبهة تكوين جناح عسكري يضم كل ميليشياتها تحت اسم القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل. بدأت العلاقات تتوتر شيئا فشيئا بين مكونات الجبهة، ففي يونيو 1978 قامت وحدات كتائبية بمهاجمة إهدن معقل المردة مما أدى إلى مقتل طوني فرنجية و عدد من أنصاره.
بدأت فيما بعد مناوشات بين الكتائب و النمور على خلفية النزاع على الحواجز، فيما أصبحت إستراتيجية الجميل ترتكز على إحداث « تعددية سياسية ووحدة عسكرية » وذلك بتشجيع إسرائيلي. في 25 يناير 1980 اندلعت اشتباكات بين الطرفين في اهمج و عناية مما أدى إلى إغلاق طريق جبيل. في 4 يوليو تبادل الطرفين القذف المدفعي في المتن مما أدى إلى مقتل 16 شخص و جرح 20 مما أجبر الجيش اللبناني على التدخل.