ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 مقتل شبيب عند ابن الكلبي / الجزء التاسع (البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

مقتل شبيب عند ابن الكلبي / الجزء التاسع (البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: مقتل شبيب عند ابن الكلبي / الجزء التاسع (البداية والنهاية)   مقتل شبيب عند ابن الكلبي / الجزء التاسع (البداية والنهاية) Emptyالأربعاء ديسمبر 30, 2009 2:31 am

مقتل شبيب عند ابن الكلبي / الجزء التاسع (البداية والنهاية) Kunoooz13549c953f
مقتل شبيب عند ابن الكلبي
وكان سبب ذلك أن الحجاج كتب إلى نائبه على البصرة - وهو الحكم بن أيوب بن الحكم بن أبي عقيل وهو زوج ابنة الحجاج - يأمره أن يجهز جيشا أربعة آلاف في طلب شبيب، ويكونون تبعا لسفيان بن الأبرد، ففعل وانطلقوا في طلبه فالتقوا معه. وكان ابن الأبرد معه خلق من أهل الشام، فلما وصل جيش البصرة إلى ابن الأبرد التقوا معه جيشا واحدا هم وأهل الشام، ثم ساروا إلى شبيب فالتقوا به فاقتتلوا قتالا شديدا وصبر كل من الفريقين لصاحبه، ثم عزم أصحاب الحجاج فحملوا على الخوارج حملة منكرة والخوارج قليلون ففروا بين أيديهم ذاهبين حتى اضطروهم إلى جسر هناك، فوقف عنده شبيب في مائة من أصحابه، وعجز سفيان بن الأبرد عن مقاومته، ورده شبيب عن موقفه هذا بعد أن تقاتلوا نهارا طويلا كاملا عند أول الجسر أشد قتال، يكون ثم أمر ابن الأبرد أصحابه فرشقوهم بالنبال رشقا واحدا، ففرت الخوارج ثم كرت على الرماة فقتلوا نحوا من ثلاثين رجلا من أصحاب ابن الأبرد، وجاء الليل بظلامه فكف الناس بعضهم عن بعض، وبات كل من الفريقين مصرا على مناهضة الآخر، فلما طلع الفجر عبر شبيب وأصحابه على الجسر، فبينما شبيب على متن الجسر راكبا على حصان له وبين يديه فرس أنثى إذ نزا حصانه عليها وهو على الجسر فنزل حافز فرس شبيب على حرف السفينة فسقط في الماء، فقال: ليقضي الله أمرا كان مفعولا، ثم انغمر في الماء ثم ارتفع، وهو يقول: { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [الأنعام: 96] فغرق. فلما تحققت الخوارج سقوطه في الماء كبروا وانصرفوا ذاهبين متفرقين في البلاد، وجاء أمير جيش الحجاج فاستخرج شبيبا من الماء وعليه درعه، ثم أمر به فشق صدره فاستخرج قلبه فإذا هو مجتمع صلب كأنه صخرة، وكانوا يضربون به الأرض فيرتفع قامة الإنسان. وقيل: إنه كان معه رجال قد أبغضوه لما أصاب من عشائرهم، فلما تخلف في الساقة اشتوروا وقالوا: نقطع الجسر به ففعلوا ذلك فمالت السفن بالجسر ونفر فرسه فسقط في الماء فغرق، ونادوا غرق أمير المؤمنين، فعرف جيش الحجاج ذلك فجاؤوا فاستخرجوه، ولما نعي شبيب إلى أمه قالت: صدقتم إني كنت رأيت في المنام وأنا حامل به أنه قد خرج منها شهاب من نار فعلمت أن النار لا يطفئها إلا الماء وأنه لا يطفئه إلا الماء، وكانت أمه جارية اسمها: جهبرة، وكانت جميلة، وكانت من أشجع النساء، تقاتل مع ابنها في الحروب. وذكر ابن خلكان: أنها قتلت في هذه الغزوة وكذلك قتلت زوجته غزالة، وكانت أيضا شديدة البأس تقاتل قتالا شديدا يعجز عنه الأبطال من الرجال، وكان الحجاج يخاف منها أشد خوف حتى قال فيه بعض الشعراء:
أسد علي وفي الحروب نعامة * فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغا * بل كان قلبك في جناحي طائر
قال: وقد كان شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس بن عمرو بن الصلت بن قيس بن شراحيل بن صبرة بن ذهل بن شيبان الشيباني، يدعي الخلافة ويتسمى بأمير المؤمنين، ولولا أن الله تعالى قهره بما قهره به من الغرق لنال الخلافة إن شاء الله، ولما قدر عليه أحد، وإنما قهره الله على يدي الحجاج لما أرسل إليه عبد الملك بعسكر الشام لقتاله، ولما ألقاه جواده على الجسر في نهر دجيل قال له رجل: أغرقا يا أمير المؤمنين؟ قال: { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [الأنعام: 96] قال: ثم أخرج وحمل إلى الحجاج فأمر فنزع قلبه من صدره فإذا هو مثل الحجر، وكان شبيب رجلا طويلا أشمط جعدا، وكان مولده في يوم عيد النحر سنة ست وعشرين، وقد أمسك رجل أصحابه فحمل إلى عبد الملك بن مروان فقال له: أنت القائل:
فإن يك منكم كان مروان وابنه * وعمرو ومنكم هاشم وحبيب
فمنا حصين والبطين وقعنب * ومنا أمير المؤمنين شبيب
فقال: إنما قلت ومنا يا أمير المؤمنين شبيب. فأعجبه اعتذاره وأطلقه، والله سبحانه أعلم.
وفي هذه السنة كانت حروب كثيرة جدا بين المهلب بن أبي صفرة نائب الحجاج، وبين الخوارج من الأزارقة وأميرهم قطري بن الفجاءة، وكان قطري أيضا من الفرسان الشجعان المذكورين المشهورين وقد تفرق عنه أصحابه ونفروا في هذه السنة، وأما هو فلا يدري أحد أين ذهب، فإنه شرد في الأرض وقد جرت بينهم مناوشات ومجاولات يطول بسطها، وقد بالغ ابن جرير في ذكرها في تاريخه.
قال ابن جرير: وفي هذه السنة ثار بكير بن وشاح الذي كان نائب خراسان على نائبها أمية بن عبد الله بن خالد وذلك أن بكيرا استجاش عليه الناس وغدر به وقتله، وقد جرت بينهما حروب طويلة قد استقصاها ابن جرير في تاريخه.
وفي هذه السنة كانت وفاة شبيب بن يزيد كما قدمنا، وقد كان من الشجاعة والفروسة على جانب كبير لم ير بعد الصحابة مثله، ومثل الأشتر وابنه إبراهيم ومصعب بن الزبير وأخيه عبد الله ومن يناط بهؤلاء في الشجاعة مثل قطري بن الفجاءة من الأزارقة، والله أعلم.
وفيها توفي من الأعيان
كثير بن الصلت
بن معدي كرب الكندي كان كبيرا مطاعا في قومه، وله بالمدينة دار كبيرة بالمصلى، وقيل: إنه كان كاتب عبد الملك على الرسائل توفي بالشام.
محمد بن موسى
ابن طلحة بن عبيد الله كانت أخته تحت عبد الملك وولاه سجستان، فلما سار إليها قيل له: إن شبيبا في طريقك وقد أعيا الناس فاعدل إليه لعلك أن تقتله فيكون ذكر ذلك وشهرته لك إلى الأبد، فلما سار لقيه شبيب فاقتتل معه فقتله شبيب وقيل غير ذلك، والله أعلم.
عياض بن غنم الأشعري
شهد اليرموك وحدث عن جماعة من الصحابة وغيرهم، توفي بالبصرة رحمه الله.
مطرف بن عبد الله
وقد كانوا إخوة عروة ومطرف وحمزة، وقد كانوا يميلون إلى بني أمية فاستعملهم الحجاج على أقاليم، فاستعمل عروة على الكوفة، ومطرف على المدائن، وحمزة على همدان.
ثم دخلت سنة ثمان وسبعين
ففيها كانت غزوة عظيمة للمسلمين ببلاد الروم افتتحوا إرقيلية، فلما رجعوا أصابهم مطر عظيم وثلج وبرد، فأصيب بسببه ناس كثير.
وفيها ولى عبد الملك موسى بن نصير غزو بلاد المغرب جميعه فسار إلى طنجة وقد جعل على مقدمته طارقا فقتلوا ملوك تلك البلاد، وبعضهم قطعوا أنفه ونفوه.
وفيها عزل عبد الملك أمية بن عبد الله عن إمرة خراسان وأضافها إلى الحجاج مع سجستان أيضا، وركب الحجاج بعد فراغه من شأن شبيب من إمرة الكوفة إلى البصرة، واستخلف على الكوفة المغيرة بن عبد الله بن عامر الحضرمي، فقدم المهلب على الحجاج وهو بالبصرة وقد فرغ من شأن الأزارقة أيضا، فأجلسه معه على السرية واستدعى بأصحاب البلاء من جيشه، فمن أثنى عليه المهلب أجزل الحجاج له العطية، ثم ولى الحجاج المهلب إمرة سجستان، وولى عبد الله بن أبي بكرة إمرة خراسان، ثم ناقل بينهما قبل خروجهما من عنده، فقيل: كان ذلك بإشارة المهلب، وقيل: إنه استعان بصاحب الشرطة وهو عبد الرحمن بن عبيد بن طارق العبشمي، حتى أشار على الحجاج بذلك فأجابه إلى ذلك، وألزم المهلب بألف ألف درهم، لأنه اعترض على ذلك.
قال أبو معشر: وحج بالناس فيها الوليد بن عبد الملك وكان أمير المدينة أبان بن عثمان، وأمير العراق وخراسان وسجستان وتلك النواحي كلها الحجاج، ونائبه على خراسان المهلب بن أبي صفرة، ونائبه على سجستان عبد الله بن أبي بكرة الثقفي، وعلى قضاء الكوفة شريح، وعلى قضاء البصرة موسى بن أنس بن مالك الأنصاري.
وقد توفي في هذه السنة من الأعيان
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام
أبو عبد الله الأنصاري السلمي، صاحب رسول الله وله روايات كثيرة، وشهد العقبة وأراد أن يشهد بدرا فمنعه أبوه وخلَّفه على إخوانه وأخواته، وكانوا تسعة، وقيل: إنه ذهب بصره قبل موته.
توفي جابر بالمدينة وعمره أربع وتسعون سنة، وأسند إليه ألف وخمسمائة وأربعين حديثا.
شريح بن الحارث
ابن قيس أبو أمية الكندي، وهو قاضي الكوفة، وقد تولى القضاء لعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبى طالب، ثم عزله علي، ثم ولاه معاوية ثم استقل في القضاء إلى أن مات في هذه السنة، وكان رزقه على القضاء في كل شهر مائة درهم، وقيل: خمسمائة درهم، وكان إذا خرج إلى القضاء يقول: سيعلم الظالم حظ من نقص، وقيل إنه كان إذا جلس للقضاء قرأ هذه الآية: { يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى } الآية، [ص: 26] .
وكان يقول: إن الظالم ينتظر العقاب والمظلوم ينتظر النصر.
وقيل: إنه مكث قاضيا نحو سبعين سنة.
وقيل: إنه استعفى من القضاء قبل موته بسنة، فالله أعلم.
وأصله من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن، وقدم المدينة بعد موت النبي ، توفي بالكوفة وعمره مائة وثمان سنين.
وقد روى الطبراني قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن شعيب بن الحبحاب، عن إبراهيم التيمي، قال: كان شريح يقول: سيعلم الظالمون حق من نقصوا. إن الظالم ينتظر العقاب، وإن المظلوم ينتظر النصر.
ورواه الإمام أخمد، عن إسماعيل بن علية، عن ابن عون، عن إبراهيم، به.
وقال الأعمش: اشتكى شريح رجله فطلاها بالعسل وجلس في الشمس فدخل عليه عواده فقالوا: كيف تجدك؟ فقال: صالحا. فقالوا: ألا أريتها الطبيب؟ قال: قد فعلت، قالوا: فماذا قال لك؟ قال: وعد خيرا: وفي رواية أنه خرج بإبهامه قرحة فقالوا: ألا أريتها الطبيب؟ قال: هو الذي أخرجها.
وقال الأوزاعي: حدثني عبدة بن أبي لبابة قال: كانت فتنة ابن الزبير تسع سنين وكان شريح لا يختبر ولا يستخبر.
ورواه ابن ثوبان، عن عبدة، عن الشعبي، عن شريح، قال: لما كانت الفتنة لم أسأل عنها. فقال رجل: لو كنت مثلك ما باليت متى مت، فقال شريح: فكيف بما في قلبي.
وقد رواه شقيق بن سلمة، عن شريح، قال: في الفتنة ما استخبرت ولا أخبرت ولا ظلمت مسلما ولا معاهدا دينارا ولا درهما، فقال أبو وائل: لو كنت على حالك لأحببت أن أكون قدمت، فأوى إلى قلبه فقال: كيف يهدأ، وفي رواية كيف بما في صدري تلتقي الفتيتان وإحداهما أحب إلي من الأخرى.
وقال لقوم رآهم يلعبون: مالي أراكم تلعبون؟ قالوا: فرغنا ! قال: ما بهذا أمر الفارغ.
وقال سوار بن عبد الله العنبري: حدثنا العلاء بن جرير العنبري، حدثني سالم أبو عبد الله أنه قال: شهدت شريحا وتقدم إليه رجل فقال: أين أنت؟ فقال: بينك وبين الحائط، فقال: إني رجل من أهل الشام، فقال: بعيد سحيق، فقال: إني تزوجت امرأة، فقال: بالرفاء والبنين، قال: إني اشترطت لها دارها، قال: الشرط أملك، قال: اقض بيننا، قال: قد فعلت.
وقال سفيان: قيل لشريح بأي شيء أصبت هذا العلم؟ قال: بمعاوضة العلماء، آخذ منهم وأعطيهم.
وروى عثمان بن أبي شيبة، عن عبد الله بن محمد بن سالم، عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، أنه سمع عليا يقول: يا أيها الناس ! يأتوني فقهاؤكم يسألوني وأسألهم، فلما كان من الغد غدونا إليه حتى امتلأت الرحبة، فجعل يسألهم: ما كذا ما كذا، ويسألونه ما كذا ما كذا فيخبرهم ويخبرونه حتى إذا ارتفع النهار تصدعوا غير شريح فإنه جاث على ركبتيه لا يسأله عن شيء إلا أخبره به، قال: سمعت عليا يقول: قم يا شريح فأنت أقضى العرب.
وأتت شريحا امرأتان جدة صبي وأمه يختصمان فيه كل واحدة تقول: أنا أحق به
أبا أميه أتيناكَ وأنتَ المستعانُ بهِ * أتاكَ جدةُ ابنٍ وأمٌ وكلتانا تفديه
فلو كنتِ تأيمتِ لما نازعتكي فيهِ * تزوجتِ فهاتيه ولا يذهبْ بكِ القيهِ
ألا أيها القاضي فهذهِ قصتي فيهِ *
قالت الأم:
ألا أيها القاضي قد قالت لك الجدة * قولا فاستمع مني ولا تطردني ردهْ
تعزى النفسَ عن ابني * وكبِدي حملتْ كَبدهْ
فلما صار في حجري * يتيما مفردا وحدهْ
تزوجتُ رجاءَ الخيرِ * منْ يكفينيَ فقدهْ
ومن يُظهرُ لي الودَ * ومنْ يحسنُ لي رِفدهْ
فقال شريح:
قد سمع القاضي ما قلتما ثم قضى * وعلى القاضي جهد إن غفل
قال للجدة: بيني بالصبي * وخذي ابنك من ذات العلل
إنها لو صبرت كان لها * قبل دعوى ما تبتغيه للبدل
فقضى به للجدة.
وقال عبد الرازق: حدثنا معمر بن عون، عن إبراهيم، عن شريح، أنه قضى على رجل باعترافه فقال: يا أبا أميه قضيت عليَّ بغير بينة، فقال شريح: أخبرني ابن أخت خالتك.
وقال علي بن الجعد، أنبأنا المسعودي، عن أبي حصين، قال: سئل شريح، عن شاة تأكل الذباب فقال: علف مجان ولبن طيب.
وقال الإمام أحمد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي حيان التيمي، حدثنا أبي، قال: كان شريح إذا مات لأهله سنور أمر بها فألقيت في جوف داره، ولم يكن له مشعب " شارع " إلا في جوف داره يفعل ذلك اتقاء أن تؤذي المسلمين -يعني أنه يلقي السنور في جوف داره لئلا تؤذي بنتن ريحها المسلمين -، وكانت مياذيب أسطحة داره في جوف الدار لئلا يؤذي بها المارة من المسلمين.
وقال الرياشي، قال رجل لشريح: إن شأنك لشوين. فقال له شريح: أراك تعرف نعمة الله على غيرك وتجهلها في نفسك.
وقال الطبراني، حدثنا أحمد بن يحيى تغلب النحوي، حدثنا عبد الله بن شبيب، قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن زياد بن سمعان.
قال: كتب شريح إلى أخ له هرب من الطاعون: أما بعد فإنك والمكان الذي أنت فيه والمكان الذي خرجت منه بعين من لا يعجزه من طلب، ولا يفوته من هرب، والمكان الذي خلفته لم يعد أمرا لكمامه ومن تظلمه أيامه.
وإنك وإياهم لعلى بساط واحد، وإن المنتجع من ذي قدرة لقريب.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر، عن الشيباني، عن الشعبي، عن شريح، أن عمر، كتب إليه: إذا جاءك الشيء من كتاب الله فاقض به ولا يلفتنك عنه رجاء ما ليس في كتاب الله، وانظر في سنة رسول الله فاقض بها، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به، وفي رواية: فانظر فيما قضى به الصالحون، فإن لم يكن فإن شئت فتقدم وإن شئت فتأخر، وما أرى التأخر إلا خيرا، والسلام.
وقال شريح: كنت مع علي في سوق الكوفة فانتهى إلى قاص يقص فوقف عليه وقال: أيها القاص ! تقص ونحن قريبو العهد؟ أما إني سائلك فإن تجب فما سألتك وإلا أدبتك، فقال القاص: سل يا أمير المؤمنين عما شئت، فقال علي: ما ثبات الإيمان وزواله؟ قال القاص: ثبات الإيمان الورع وزواله الطمع. قال علي: فذلك فقص. قيل إن هذا القاص هو نوف البكالي.
وقال رجل لشريح: إنك لتذكر النعمة في غيرك وتنساها في نفسك، قال: إني والله لأحسدك على ما أرى بك. قال: ما نفعك الله بهذا ولا ضرني.
وروى جرير، عن الشيباني، عن الشعبي، قال: اشترى عمر فرسا من رجل على أن ينظر إليه، فأخذ الفرس فسار به فعطب، فقال لصاحب الفرس: خذ فرسك، فقال: لا ! فاجعل بيني وبينك حكما، قال الرجل: نعم ! شريح، قال عمر: ومن شريح؟ قال: شريح العراقي، قال: فانطلقا إليه فقصا عليه القصة، فقال: يا أمير المؤمنين رد كما أخذت أو خذ بما ابتعته، فقال عمر: وهل القضاء إلا هذا؟ سر إلى الكوفة فقد وليتك قضاءها، فإنه لأول يوم عرفه يومئذ.
وقال هشام بن محمد الكلبي، حدثني رجل من ولد سعد بن وقاص، قال: كان لشريح ابن يدعو الكلاب ويهارش بين الكلاب، فدعا بداوة وقرطاس فكتب إلى مؤدبه فقال:
ترك الصلاة لأكلب يسعى بها * طلب الهراش مع الغواة الرجس
فإذا أتاك فعفَّه بملامة * وعظه من عظة الأديب الأكيس
فإذا هممت بضربه فبدرة * فإذا ضربت بها ثلاثا فاحبس
واعلم بأنك ما أتيت فنفسه * مع ما تجرعني أعز الأنفس
وروى شريح، عن عمر، عن عائشة، أن النبي قال لها:
«يا عائشة، { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعا } [الأنعام: 159] إنهم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء وأصحاب الضلالة من هذه الأمة، إن لكل صاحب ذنب توبة إلا أصحاب الأهواء والبدع، أنا منهم بريء وهم مني براء». وهذا حديث ضعيف غريب رواه محمد بن مصفى، عن بقية، عن شعبة - أو غيره - عن مجالد، عن الشعبي، وإنما تفرد به بقية بن الوليد، من هذا الوجه وفيه علة أيضا.
وروى محمد بن كعب القرظي، عن الحسن، عن شريح، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله : «إنكم ستغربلون حتى تصيروا في حثالة من الناس قد مزجت عهودهم وخربت أمانتهم، فقال قائل: فكيف بنا يا رسول الله؟ فقال: تعملون بما تعرفون وتتركون ما تنكرون، وتقولون: أحد أحد، انصرنا على من ظلمنا وأكفنا من بغانا».
وروى الحسن بن سفيان، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الجبار بن وهب، عن عبد الله السلمي، عن شريح، قال: حدثني البدريون منهم عمر بن الخطاب أن رسول الله قال: «ما من شاب يدع لذة الدنيا ولهوها ويستقبل بشبابه طاعة الله تعالى إلا أعطاه الله تعالى أجر اثنين وسبعين صديقا، ثم قال: يقول الله تعالى: أيها الشاب التارك شهوته من أجلي، المبتذل شبابه لي، أنت عندي كبعض ملائكتي». وهذا حديث غريب.
وقال أبو داود، حدثنا صدقة بن موسى، حدثنا أبو عمران الجوني، عن قيس بن زيد - وقال أبو داود أو عن زيد بن قيس -عن قاضي المصرين شريح، عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: أن النبي قال: «إن الله تعالى يدعو صاحب الدين يوم القيامة فيقول: يا ابن آدم فيم أضعت حقوق الناس؟ فيم أذهبت أموالهم؟ فيقول يا رب لم أفسده ولكن أصبت إما غرقا وإما حرقا، فيقول الله سبحانه: أنا أحق من قضى عنك اليوم، فترجح حسناته على سيئاته فيؤمر به إلى الجنة». لفظ أبي داود ورواه يزيد بن هارون، عن صدقة به، وقال فيه: «فيدع الله بشيء فيضعه في ميزانه فيثقل» ورواه الطبراني من طريق أبي نعيم، عن صدقة به، ورواه الطبراني أيضا، عن حفص بن عمر، وأحمد ابن داود المكي، قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا صدقة به، والله سبحانه وتعالى أعلم.
عبد الله بن غنم الأشعري
نزيل فلسطين وقد روى عن جماعة من الصحابة وقيل إن له صحبة وقد بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام ليفقه أهلها في الدين وكان من العباد الصالحين.
جنادة بن أمية الأزدي
شهد فتح مصر وكان أميرا على غزو البحر لمعاوية، وكان موصوفا بالشجاعة والخير، توفي بالشام وقد قارب الثمانين.
العلاء بن زياد البصري
كان من العباد الصالحين من أهل البصرة، وكان كثير الخوف والورع، وكان يعتزل في بيته ولا يخالط الناس، وكان كثير البكاء، لم يزل يبكي حتى عمي، وله مناقب كثيرة، توفي بالبصرة في هذه السنة. قلت: إنما كان معظم بكاء العلاء بن زياد بعد تلك الرؤيا التي رآها له رجل من أهل الشام أنه من أهل الجنة، فقال له العلاء: أما أنت يا أخي فجزاك الله عن رؤياك لي خيرا، وأما أنا فقد تركتني رؤياك لا أهدأ بليل ولا نهار، وكان بعدها يطوي الأيام لا يأكل فيها شيئا وبكى حتى كاد يفارق الدنيا، ويصلي لا يفتر، حتى جاء أخوه إلى الحسن البصري فقال: أدرك أخي فإنه قاتل نفسه، يصوم لا يفطر، ويقوم لا ينام، ويبكي الليل والنهار لرؤيا رآها بعض الناس له أنه من أهل الجنة، فجاء الحسن فطرق عليه بابه فلم يفتح، فقال له: افتح فإني أنا الحسن، فلما سمع صوت الحسن فتح له، فقال له الحسن: يا أخي الجنة وما الجنة للمؤمن، إن للمؤمن عند الله ما هو أفضل من الجنة، فقاتل أنت نفسك؟ فلم يزل به حتى أكل وشرب وقصر عما كان فيه قليلا.
وروى ابن أبي الدنيا عنه أنه أتاه آت في مقامه فأخذ بناصيته وقال: يا غلام قم فاذكر الله يذكرك. فما زالت تلك الشعرات التي أخذ بها قائمة حتى مات، وقد قيل إنه كان يرفع له إلى الله كل يوم من العمل الصالح بقدر أعمال خلق كثير من الناس كما رأى ذلك بعض أصحابه في المنام. وقال العلاء نحن قوم وضعنا أنفسنا في النار فإن شاء الله أن يخرجنا منها أخرجنا. وقال كان رجل يرائي بعمله فجعل يشمر ثيابه ويرفع صوته إذا قرأ فجعل لا يأتي على أحد إلا سبه، ثم رزقه الله الإخلاص واليقين فخفض من صوته وجعل صلاحه بينه وبين الله، فجعل لا يأتي على أحد بعد ذلك إلا دعا له بخير.
سراقة بن مرداء الأزدي كان شاعرا مطبقا هجا الحجاج فنفاه إلى الشام فتوفي بها
النابغة الجعدي الشاعر.
السائب بن يزيد الكندي، توفي في هذه السنة.
سفيان بن سلمة الأسدي.
معاوية بن قرة البصري.
زر بن حبيش.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقتل شبيب عند ابن الكلبي / الجزء التاسع (البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقتل قتيبة بن مسلم رحمه الله / الجزء التاسع (البداية والنهاية)
» أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)
» مقتل ابن الكرماني / الجزء العاشر (البداية والنهاية)
» فصل مقتل محمد بن عبد الله بن حسن / الجزء العاشر (البداية والنهاية)
» فصل مقتل عثمان رضي الله عنه / الجزء السابع / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: