ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 وهذه ترجمة معاوية بن ابي سفيان وذكر شيء من أيامه وما ورد في مناقبه وفضائله / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

وهذه ترجمة معاوية بن ابي سفيان وذكر شيء من أيامه وما ورد في مناقبه وفضائله / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: وهذه ترجمة معاوية بن ابي سفيان وذكر شيء من أيامه وما ورد في مناقبه وفضائله / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)   وهذه ترجمة معاوية بن ابي سفيان وذكر شيء من أيامه وما ورد في مناقبه وفضائله / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) Emptyالثلاثاء ديسمبر 29, 2009 12:07 pm

وهذه ترجمة معاوية بن ابي سفيان وذكر شيء من أيامه وما ورد في مناقبه وفضائله / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) Kunoooz999c90c773
وهذه ترجمة معاوية بن ابي سفيان وذكر شيء من أيامه وما ورد في مناقبه وفضائله
وهو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، القرشي الأموي، أبو عبد الرحمن، خال المؤمنين، وكاتب وحي رسول رب العالمين.
وأمه: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس.
أسلم معاوية عام الفتح، ورُوي عنه أنه قال: أسلمت يوم القضية، ولكن كتمت إسلامي من أبي، ثم علم بذلك فقال لي: هذا أخوك يزيد وهو خير منك على دين قومه، فقلت له: لم آلَ نفسي جهدا.
قال معاوية: ولقد دخل عليّ رسول الله مكة في عمرة القضاء وإني لمصدق به، ثم لما دخل عام الفتح أظهرت إسلامي فجئته فرحب بي، وكتبت بين يديه.
قال الواقدي: وشهد معه حنينا، وأعطاه مائة من الإبل، وأربعين أوقية من ذهب، وزنها بلال، وشهد اليمامة.
وزعم بعضهم أنه هو الذي قتل مسيلمة، حكاه ابن عساكر، وقد يكون له شرك في قتله، وإنما الذي طعنه وحشي، وجلله أبو دجانة سماك بن خرشة بالسيف.
وكان أبوه من سادات قريش، وتفرد بالسؤدد بعد يوم بدر، ثم لما أسلم حسن بعد ذلك إسلامه، وكان له مواقف شريفة، وآثار محمودة في يوم اليرموك وما قبله وما بعده.
وصحب معاوية رسول الله ، وكتب الوحي بين يديه مع الكتّاب، وروى عن رسول الله أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.
قال أبو بكر بن أبي الدنيا: كان معاوية طويلا، أبيض، جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب.
حدثني محمد بن يزيد الأزدي، ثنا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد رب قال: رأيت معاوية يصفر لحيته كأنها الذهب.
وقال غيره: كان أبيض طويلا، أجلح أبيض الرأس واللحية، يخضبهما بالحناء والكتم.
وقد أصابته لوقة في آخر عمره، فكان يستر وجهه ويقول: رحم الله عبدا دعا لي بالعافية، فقد رميت في أحسني وما يبدو مني ولولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي.
وكان حليما وقورا رئيسا سيدا في الناس، كريما عادلا شهما.
وقال المدائني عن صالح بن كيسان قال: رأى بعض متفرسي العرب معاوية وهو صبي صغير، فقال: إني لأظن هذا الغلام سيسود قومه.
فقالت هند: ثكلته إن كان لا يسود إلا قومه.
وقال الشافعي: قال أبو هريرة: رأيت هندا بمكة كأن وجهها فلقة قمر، وخلفها من عجيزتها مثل الرجل الجالس، ومعها صبي يلعب، فمر رجل فنظر إليه فقال: إني لأرى غلاما إن عاش ليسودن قومه.
فقالت هند: إن لم يسد إلا قومه فأماته الله، وهو معاوية بن أبي سفيان.
وقال محمد بن سعد: أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف قال: نظر أبو سفيان يوما إلى معاوية وهو غلام فقال لهند: إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه.
فقالت هند: قومه فقط، ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة.
وكانت هند تحمله وهو صغير وتقول:
إنّ بني معرقٍ كريمٌ * محببٌ في أهله حليم
ليس بفاحشٍ ولا لئيمٌ * ولا ضجورٌ ولا سؤوم
صخر بني فهرٍ به زعيمٌ * لا يخلف الظن ولا يخيم
قال: فلما ولى عمر يزيد بن أبي سفيان ما ولاه من الشام، خرج إليه معاوية فقال أبو سفيان لهند: كيف رأيت صار ابنك تابعا لابني؟
فقالت: إن اضطربت خيل العرب فستعلم أين يقع ابنك مما يكون فيه ابني.
فلما مات يزيد بن أبي سفيان سنة بضع عشرة، وجاء البريد إلى عمر بموته، رد عمر البريد إلى الشام بولاية معاوية مكان أخيه يزيد، ثم عزّى أبا سفيان في ابنه يزيد.
فقال: يا أمير المؤمنين من وليت مكانه؟
قال: أخوه معاوية.
قال: وصلت رحما يا أمير المؤمنين.
وقالت هند لمعاوية فيما كتبت به إليه: والله يا بني إنه قل أن تلد حرة مثلك، وإن هذا الرجل قد استنهضك في هذا الأمر، فاعمل بطاعته فيما أحببت وكرهت.
وقال له أبوه: يا بني إن هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا وتأخرنا فرفعهم سبقهم وقدمهم عند الله وعند رسوله، وقصر بنا تأخيرنا فصاروا قادة وسادة، وصرنا أتباعا، وقد ولوك جسيما من أمورهم فلا تخالفهم، فإنك تجري إلى أمد فنافس فإن بلغته أورثته عقبك.
فلم يزل معاوية نائبا على الشام في الدولة العمرية والعثمانية مدة خلافة عثمان.
وافتتح في سنة سبع وعشرين جزيرة قبرص وسكنها المسلمون قريبا من ستين سنة في أيامه ومن بعده، ولم تزل الفتوحات والجهاد قائما على ساقه في أيامه في بلاد الروم والفرنج وغيرها.
فلما كان من أمره وأمر أمير المؤمنين علي ما كان لم يقع في تلك الأيام فتح بالكلية، لا على يديه ولا على يدي علي، وطمع في معاوية ملك الروم بعد أن كان قد أخشاه وأذله، وقهر جنده ودحاهم.
فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب علي تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية إليه: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لأصطلحن أنا وابن عمي عليك ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت.
فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف، وبعث يطلب الهدنة.
ثم كان من أمر التحكيم ما كان، وكذلك ما بعده إلى وقت اصطلاحه مع الحسن بن علي كما تقدم، فانعقدت الكلمة على معاوية، وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين كما قدمنا.
فلم يزل مستقلا بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية.
والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو.
وقد ثبت في صحيح مسلم: من طريق عكرمة بن عمار، عن أبي زميل سماك بن الوليد، عن ابن عباس.
قال: قال أبو سفيان: يا رسول الله ثلاثا أعطنيهن.
قال: «نعم»
قال: تؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين.
قال: «نعم!»
قال: ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك.
قال: «نعم»: وذكر الثالثة، وهو أنه أراد أن يزوج رسول الله بابنته الأخرى عزة بنت أبي سفيان، واستعان على ذلك بأختها أم حبيبة.
فقال: «إن ذلك لا يحل لي»، وقد تكلمنا على ذلك في جزء مفرد وذكرنا أقوال الأئمة واعتذارهم عنه ولله الحمد.
والمقصود منه: أن معاوية كان من جملة الكتّاب بين يدي رسول الله الذين يكتبون الوحي.
وروى الإمام أحمد، ومسلم، والحاكم في مستدركه من طريق أبي عوانة - الوضاح بن عبد الله اليشكري - عن أبي حمزة عمران بن أبي عطاء، عن ابن عباس.
قال: كنت ألعب مع الغلمان فإذا رسول الله قد جاء فقلت: ما جاء إلا إليّ، فاختبأت على باب فجاءني فخطاني خطاة أو خطاتين، ثم قال: «اذهب فادع لي معاوية» - وكان يكتب الوحي - قال: فذهبت فدعوته له فقيل: إنه يأكل.
فأتيت رسول الله فقلت: إنه يأكل.
فقال: «اذهب فادعه»، فأتيته الثانية فقيل: إنه يأكل فأخبرته.
فقال في الثالثة: «لا أشبع الله بطنه».
قال: فما شبع بعدها؛ وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه.
أما في دنياه: فإنه لما صار إلى الشام أميرا، كان يأكل في اليوم سبع مرات يجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل فيأكل منها، ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم، ومن الحلوى والفاكهة شيئا كثيرا، ويقول: والله ما أشبع وإنما أعيا، وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك.
وأما في الآخرة: فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه البخاري وغيرهما من غير وجه عن جماعة من الصحابة.
أن رسول الله قال: «اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلا فاجعل ذلك كفارةً وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة».
فركب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية، ولم يورد له غير ذلك.
وقال المسيب بن واضح: عن أبي إسحاق الفزاري، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس.
قال: أتى جبريل إلى رسول الله فقال: يا محمد أقرئ معاوية السلام واستوص به خيرا؛ فإنه أمين الله على كتابه ووحيه ونعم الأمين.
ثم أورده ابن عساكر من وجه آخر عن عبد الملك بن أبي سليمان، ثم أورده أيضا من رواية علي، وجابر بن عبد الله: أن رسول الله استشار جبريل في استكتابه معاوية، فقال: استكتبه فإنه أمين.
ولكن في الأسانيد إليهما غرابة، ثم أورد عن علي في ذلك غرائب كثيرة عن غيره أيضا.
وقال أبو عوانة: عن سليمان، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر الزبيدي، عن عبد الله بن عمرو.
قال: كان معاوية يكتب للنبي .
وقال أبو القاسم الطبراني: حدثنا أحمد بن محمد الصيدلاني، ثنا السري، عن عاصم، ثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه هشام بن عروة، عن عائشة.
قالت: لما كان يوم أم حبيبة من النبي ، دق الباب داق، فقال النبي : «انظروا من هذا؟»
قالوا: معاوية.
قال: «ائذنوا له»، فدخل وعلى أذنه قلم يخط به، فقال: «ما هذا القلم على أذنك يا معاوية؟»
قال: قلم أعددته لله ولرسوله.
فقال له: «جزاك الله عن نبيك خيرا، والله ما استكتبتك إلا بوحي من الله، وما أفعل من صغيرة ولا كبيرة إلا بوحي من الله، كيف بك لو قمصك الله قمصا» - يعني: الخلافة -؟
فقامت أم حبيبة فجلست بين يديه وقالت: يا رسول الله، وإن الله مقمصه قميصا؟
قال: «نعم! ولكن فيه هنات وهنات».
فقالت: يا رسول الله فادع الله له.
فقال: «اللهم اهده بالهدى، وجنبه الردى، واغفر له في الآخرة والأولى».
قال الطبراني: تفرد به السري، عن عاصم، عن عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن هشام.
وقد أورد ابن عساكر بعد هذا أحاديث موضوعة، والعجب منه مع حفظه واطلاعه كيف لا ينبه عليها وعلى نكارتها وضعف رجالها، والله الموفق للصواب.
وقد أوردنا من طريق أبي هريرة، وأنس، وواثلة بن الأسقع مرفوعا: «الأمناء ثلاثة: جبريل، وأنا، ومعاوية».
ولا يصح من جميع وجوهه.
ومن رواية ابن عباس: «الأمناء سبعة: القلم، واللوح، وإسرافيل، وميكائيل، وجبريل، وأنا، ومعاوية».
وهذا أنكر من الأحاديث التي قبله، وأضعف إسنادا.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية - يعني: ابن صالح - عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية السلمي.
قال: سمعت رسول الله يدعونا إلى السحور في شهر رمضان: «هلم إلى الغداء المبارك»، ثم سمعته يقول: «اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب»، تفرد به أحمد.
ورواه ابن جرير من حديث ابن مهدي.
وكذلك رواه أسد بن موسى، وبشر بن السري، وعبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح بإسناده مثله.
وفي رواية بشر بن السري: «وأدخله الجنة».
ورواه ابن عدي وغيره من حديث عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، عن عطاء، عن ابن عباس.
قال: قال رسول الله : «اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب».
وقال محمد بن سعد: ثنا سليمان بن حرب والحسين بن موسى الأشيب قال: ثنا أبو هلال محمد بن سليم، ثنا جبلة بن عطية، عن مسلمة بن مخلد.
وقال الأشهب: قال أبو هلال: أو عن رجل عن مسلمة بن مخلد، وقال سليمان بن حرب: أو حدثه مسلمة عن رجل أنه رأى معاوية يأكل، فقال لعمرو بن العاص: إن ابن عمك هذا لمخضد.
قال: أما إني أقول لك هذا وقد سمعت رسول الله يقول: «اللهم علمه الكتاب ومكن له في البلاد وقه العذاب».
وقد أرسله غير واحد من التابعين منهم الزهري، وعروة بن رويم، وجرير بن عثمان الرحبي الحمصي، ويونس بن ميسرة بن حلبس.
وقال الطبراني: ثنا أبو زرعة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقيان قالا: ثنا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني - وكان من أصحاب النبي - أن رسول الله قال لمعاوية: «اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب».
قال ابن عساكر: وهذا غريب، والمحفوظ بهذا الإسناد حديث العرباض الذي تقدم.
ثم روي من طريق الطبراني، عن أبي زرعة، عن أبي مسهر، عن سعيد، عن ربيعة، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني.
قال: سمعت رسول الله يقول لمعاوية: «اللهم اجعله هاديا مهديا واهده واهد به».
وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن بحر، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة، عن النبي أنه ذكر معاوية فقال: «اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به».
وهكذا رواه الترمذي: عن محمد بن يحيى، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز به.
وقال: حسن غريب.
وقد رواه عمر بن عبد الواحد، ومحمد بن سليمان الحراني، كما رواه الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، عن سعيد، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة.
ورواه محمد بن المصفى، عن مروان بن محمد الطاطري، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن ابن أبي عميرة: أن رسول الله دعا لمعاوية فقال: «اللهم علمه العلم، واجعله هاديا مهديا، واهده واهد به».
وقد رواه سلمة بن شبيب، وصفوان بن صالح، وعيسى بن هلال، وأبو الأزهر، عن مروان الطاطري، ولم يذكر أبا إدريس في إسناده.
ورواه الطبراني: عن عبدان بن أحمد، عن علي بن سهل الرملي، عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني.
أنه سمع رسول الله وذكر معاوية فقال: «اللهم اجعله هاديا مهديا واهده».
قال ابن عساكر: وقول الجماعة هو الصواب.
وقد اعتنى ابن عساكر بهذا الحديث وأطنب فيه، وأطيب وأطرب، وأفاد وأجاد، وأحسن الانتقاد، فرحمه الله، كم له من موطن قد تبرز فيه على غيره من الحفاظ والنقاد.
وقال الترمذي: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني قال: لما عزل عمر بن الخطاب عمير بن سعد عن الشام وولى معاوية، قال للناس: عزل عمر عميرا وولى معاوية.
فقال عمر: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله يقول: «اللهم اهد به».
تفرد به الترمذي، وقال: غريب.
وعمرو بن واقد ضعيف، هكذا ذكره أصحاب الأطراف في مسند عمير بن سعد الأنصاري.
وعندي: أنه ينبغي أن يكون من رواية عمر بن الخطاب، ويكون الصواب فقال عمر: لا تذكروا معاوية إلا بخير، ليكون عذرا له في توليته له.
ومما يقوي هذا أن هشام بن عمار قال: حدثنا ابن أبي السائب - وهو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان - قال: وسمعت أبي يذكر أن عمر بن الخطاب ولى معاوية بن أبي سفيان فقالوا: ولى حدث السن.
فقال: تلومونني في ولايته، وأنا سمعت رسول الله يقول: «اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به».
وهذا منقطع يقويه ما قبله.
قال الطبراني: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا نعيم بن حماد، ثنا محمد بن شعيب بن سابور، ثنا مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الله بن بسر أن رسول الله : استشار أبا بكر وعمر في أمر، فقال: «أشيروا عليَّ».
فقالا: الله ورسوله أعلم.
فقال: «ادعوا معاوية؟».
فقال أبو بكر وعمر: أما في رسول الله ورجلين من رجال قريش ما يتقنون أمرهم، حتى يبعث رسول الله إلى غلام من غلمان قريش؟
فقال: «ادعو لي معاوية».
فدعي له، فلما وقف بين يديه قال رسول الله : «أحضروه أمركم وأشهدوه أمركم، فإنه قوي أمين».
ورواه بعضهم: عن نعيم وزاد: «وحملوه أمركم».
ثم ساق ابن عساكر أحاديث كثيرة موضوعة بلا شك في فضل معاوية، أضربنا عنها صفحا، واكتفينا بما أوردناه من الأحاديث الصحاح والحسان والمستجادات عما سواها من الموضعات والمنكرات.
ثم قال ابن عساكر: وأصح ما روي في فضل معاوية حديث أبي جمرة، عن ابن عباس: أنه كان كاتب النبي منذ أسلم.
أخرجه مسلم في صحيحه.
وبعده حديث العرباض: «اللهم علم معاوية الكتاب».
وبعده حديث ابن أبي عمير: «اللهم اجعله هاديا مهديا».
قلت: وقد قال البخاري في كتاب المناقب: ذكر معاوية بن أبي سفيان: حدثنا الحسن بن بشر، ثنا المعافى، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة قال: أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال: أوتر معاوية بركعة بعد العشاء، فقال: دعه فإنه قد صحب رسول الله .
حدثنا ابن أبي مريم: ثنا نافع بن عمر، ثنا ابن أبي مليكة.
قال: قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية؟
فإنه ما أوتر إلا بواحدة!
قال: أصاب، إنه فقيه.
ثنا عمرو بن عباس، ثنا جعفر، ثنا شعبة، عن أبي التياح قال: سمعت حمران، عن أبان، عن معاوية.
قال: إنكم لتصلون صلاة، لقد صحبنا رسول الله فما رأيناه يصليهما، ولقد نهى عنهما - يعني: الركعتين بعد العصر -.
ثم قال البخاري بعد ذلك: ذكر هند بنت عتبة بن ربيعة: حدثنا عبدان، ثنا عبد الله يونس، عن الزهري حدثني عروة أن عائشة قالت: «جاءت هند بنت عتبة - امرأة أبي سفيان إلى رسول الله - فقالت: يا رسول الله ما كان على ظهر الأرض من أهل خباء أحب إليّ من أن يذلُّوا من أهل خبائك.
ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إليّ أن يعزوا من أهل خبائك.
فقال: «وأيضا والذي نفسي بيده».
فقالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مِسِّيك، فهل عليّ من حرج أن أطعم من الذي له عيالنا؟
قال: «لا إلا بالمعروف».
فالمدحة في قوله: «وأيضا والذي نفسي بيده»، وهو أنه كان يود أن هندا وأهلها وكل كافر يذلوا في حال كفرهم، فلما أسلموا كان يحب أن يعزوا فأعزهم الله - يعني: أهل خبائها -.
وقال الإمام أحمد: حدثنا روح، ثنا أبو أمية، عمرو بن يحيى بن سعيد قال: سمعت جدي يحدث: أن معاوية أخذ الأداوة بعد أبي هريرة فتبع رسول الله بها - وكان أبو هريرة قد اشتكى - فبينما هو يوضئ رسول الله إذ رفع رأسه إليه مرة أو مرتين وهو يتوضأ فقال: «يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل».
قال معاوية: فما زلت أظن أني سأبتلي بعملٍ لقول النبي حتى ابتليت. تفرد به أحمد.
ورواه أبو بكر بن أبي الدنيا، عن أبي إسحاق الهمذاني، سعيد بن زنبور بن ثابت، عن عمرو بن يحيى بن سعيد.
ورواه ابن منده من حديث بشر بن الحكم، عن عمرو بن يحيى به.
وقال أبو يعلى: حدثنا سويد بن سعيد، ثنا عمرو بن يحيى بن سعيد، عن جده عن معاوية قال: اتبعت رسول الله بوضوء، فلما توضأ نظر إليّ فقال: «يا معاوية إن وليت أمرا فاتق واعدل».
فما زلت أظن أني مبتلى بعمل حتى وليت.
ورواه غالب القطان عن الحسن.
قال: سمعت معاوية يخطب وهو يقول: صببت يوما على رسول الله وضوءه، فرفع رأسه إليّ فقال: «أما إنك ستلي أمر أمتي بعدي، فإذا كان ذلك فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم».
وقال: فما زلت أرجو حتى قمت مقامي هذا.
وروى البيهقي عن الحاكم بسنده إلى إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عمير.
قال قال معاوية: والله ما حملني على الخلافة إلا قول رسول الله : «إن ملكت فأحسن».
قال البيهقي: إسماعيل بن إبراهيم هذا ضعيف، إلا أن للحديث شواهد.
وروى ابن عساكر بإسناده عن نعيم بن حماد: ثنا محمد بن حرب، عن أبي بكر بن أبي مريم، ثنا محمد بن زياد، عن عوف بن مالك الأشجعي قال: بينما أنا راقد في كنيسة يوحنا - وهي يومئذٍ مسجد يصلى فيها - إذا انتبهت من نومي فإذا أنا بأسد يمشي بين يدي، فوثبت إلى سلاحي، فقال الأسد: مه! إنما أرسلت إليك برسالة لتبلغها.
قلت: ومن أرسلك؟
قال: الله أرسلني إليك لتبلغ معاوية السلام وتعلمه أنه من أهل الجنة.
فقلت له: ومن معاوية؟
قال: معاوية بن أبي سفيان.
ورواه الطبراني عن أبي يزيد القراطيسي عن المعلى بن الوليد القعقاعي، عن محمد بن حبيب الخولاني، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني، وفيه ضعف وهذا غريب جدا، ولعل الجميع مناما، ويكون قوله إذا انتبهت من نومي مدرجا لم يضبطه ابن أبي مريم، والله أعلم.
وقال محمد بن عائذ: عن الوليد، عن ابن لهيعة، عن يونس، عن الزهري قال: قدم عمر الجابية فنزع شرحبيل وأمر عمرو بن العاص بالمسير إلى مصر، ونفى الشام على أميرين أبي عبيدة ويزيد، ثم توفي أبو عبيدة فاستخلف عياض بن غنم، ثم توفي يزيد فأمر معاوية مكانه، ثم نعاه عمر لأبي سفيان، فقال لأبي سفيان: احتسب يزيد بن أبي سفيان.
قال: من أمرت مكانه؟
قال: معاوية.
فقال: وصلت رحما يا أمير المؤمنين، فكان معاوية على الشام وعمير بن سعد حتى قتل عمر رضي الله عنهم.
وقال محمد بن إسحاق: مات أبو عبيدة في طاعون عمواس واستخلف معاذا، فمات معاذ واستخلف يزيد بن أبي سفيان فمات، واستخلف أخاه معاوية فأقره عمر، وولى عمرو بن العاص فلسطين والأردن، ومعاوية دمشق وبعلبك والبلقاء، وولى سعد بن عامر بن جذيم حمص، ثم جمع الشام كلها لمعاوية بن أبي سفيان، ثم أمره عثمان بن عفان على الشام.
وقال إسماعيل بن أمية: أفرد عمر معاوية بإمرة الشام، وجعل له في كل شهر ثمانين دينارا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وهذه ترجمة معاوية بن ابي سفيان وذكر شيء من أيامه وما ورد في مناقبه وفضائله / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وهذه ترجمة معاوية بن ابي سفيان وذكر شيء من أيامه وما ورد في مناقبه وفضائله / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)
» وهذه ترجمة معاوية بن ابي سفيان وذكر شيء من أيامه وما ورد في مناقبه وفضائله / الجزء الثامن / (البداية والنهاية) (3)
» وهذه ترجمة يزيد بن معاوية / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)
» يزيد بن معاوية وما جرى في أيامه / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)
» معاوية بن أبي سفيان وملكه / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: