ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 مقتل الأسود العنسي المتنبي الكذاب / الجزء السادس / (البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

مقتل الأسود العنسي المتنبي الكذاب / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: مقتل الأسود العنسي المتنبي الكذاب / الجزء السادس / (البداية والنهاية)   مقتل الأسود العنسي المتنبي الكذاب / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Emptyالأحد ديسمبر 27, 2009 12:44 pm

مقتل الأسود العنسي المتنبي الكذاب / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Kunoooz59e7ec47dc
مقتل الأسود العنسي المتنبي الكذاب
قال أبو جعفر بن جرير: حدثني عمرو بن شيبة النميري، ثنا علي بن محمد - يعني: المدائني - عن أبي معشر ويزيد بن عياض، عن جعد به، وغسان بن عبد الحميد وجويرية بن أسماء عن مشيختهم قالوا: أمضى أبو بكر جيش أسامة بن زيد في آخر ربيع الأول، وأتى مقتل الأسود في آخر ربيع الأول بعد مخرج أسامة، فكان ذلك أول فتح فتح أبو بكر وهو بالمدينة.
صفة خروجه وتمليكه ومقتله
قد أسلفنا فيما تقدم أن اليمن كانت لحمير وكانت ملوكهم يسمون التبابعة، وتكلمنا في أيام الجاهلية على طرف صالح من هذا، ثم إن ملك الحبشة بعث أميرين من قواده وهما: أبرهة الأشرم، وأرياط، فتملكا له اليمن من حمير وصار ملكها للحبشة، ثم اختلف هذان الأميران فقتل أرياط واستقل أبرهة بالنيابة وبنى كنيسة سماها العانس لارتفاعها، وأراد أن يصرف حج العرب إليها دون الكعبة، فجاء بعض قريش فأحدث في هذه الكنيسة، فلما بلغه ذلك حلف ليخربن بيت مكة، فسار إليه ومعه الجنود والفيل محمود، فكان من أمرهم ما قص الله في كتابه، وقد تقدم بسط ذلك في موضعه، فرجع أبرهة ببعض من بقي من جيشه في أسوأ حال، وشر خيبة وما زال تسقط أعضاؤه أنملة أنملة فلما وصل إلى صنعاء انصدع صدره فمات، فقام بالملك بعده ولده بلسيوم بن أبرهة، ثم أخوه مسروق بن أبرهة، فيقال: إنه استمر ملك اليمن بأيدي الحبشة سبعين سنة، ثم ثار سيف بن ذي يزن الحميري فذهب إلى قيصر ملك الروم يستنصره عليهم فأبى ذلك عليه لما بينه وبينهم من الاجتماع في دين النصرانية، فسار إلى كسرى ملك الفرس فاستغاث به وله معه مواقف ومقامات في الكلام تقدم بسط بعضها، ثم اتفق الحال على أن بعث معه ممن بالسجون طائفة تقدمهم رجل منهم يقال له: وهرز، فاستنقذ ملك اليمن من الحبشة، وكسر مسروق بن أبرهة وقتله، ودخلوا إلى صنعاء وقرروا سيف بن ذي يزن في الملك على عادة آبائه، وجاءت العرب تهنئه من كل جانب، غير أن لكسرى نوايا على البلاد.
فاستمر الحال على ذلك حتى بعث رسول الله فأقام بمكة ما أقام ثم هاجر إلى المدينة فلما كتب كتبه إلى الآفاق يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فكتب في جملة ذلك إلى كسرى ملك الفرس:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فأسلم تسلم إلى آخره.
فلما جاءه الكتاب قال: ما هذا؟
قالوا: هذا كتاب جاء من عند رجل بجزيرة العرب يزعم أنه نبي.
فلما فتح الكتاب فوجده قد بدأ باسمه قبل اسم كسرى غضب كسرى غضبا شديدا وأخذ الكتاب فمزقه قبل أن يقرأه، وكتب إلى عامله على اليمن وكان اسمه باذام: أما بعد فإذا جاءك كتابي هذا فابعث من قبلك أميري إلى هذا الرجل الذي بجزيرة العرب الذي يزعم أنه نبي فابعثه إلي في جامعة، فلما جاء الكتاب إلى باذام بعث من عنده أميرين عاقلين، وقال: إذهبا إلى هذا الرجل فانظرا ما هو؟ فإن كان كاذبا فخذاه في جامعة حتى تذهبا به إلى كسرى، وإن كان غير ذلك فارجعا إلي فأخبراني ما هو حتى أنظر في أمره.
فقدما على رسول الله إلى المدينة فوجداه على أسد الأحوال وأرشدها، ورأيا منه أمورا عجيبة يطول ذكرها، ومكثا عنده
شهرا حتى بلغا ما جاءا له، ثم تقاضاه الجواب بعد ذلك.
فقال لهما: « إرجعا إلى صاحبكما فأخبراه أن ربي قد قتل الليلة ربه » فأرخا ذلك عندهما، ثم رجعا سريعا إلى اليمن فأخبرا باذام بما قال لهما.
فقال: أحصوا تلك الليلة، فإن ظهر الأمر كما قال فهو نبي، فجاءت الكتب من عند ملكهم أنه قد قتل كسرى في ليلة كذا وكذا لتلك الليلة، وكان قد قتله بنوه، ولهذا قال بعض الشعراء:
وكسرى إذ تقاسمه بنوه * بأسياف كما اقتسم اللحام
تمخضت المنون له بيوم * أنى ولكل حاملة تمام
وقام بالملك بعده ولده يزدجرد، وكتب إلى باذام أن خذ لي البيعة من قبلك، واعمد إلى ذلك الرجل فلا تهنه، وأكرمه، فدخل الإسلام في قلب باذام وذريته من أبناء فارس ممن باليمن، وبعث إلى رسول الله بإسلامه، فبعث إليه رسول الله بنيابة اليمن بكمالها، فلم يعزله عنها حتى مات، فلما مات استناب ابنه شهر بن باذام على صنعاء وبعض مخاليف، وبعث طائفة من أصحابه نوابا على مخاليف أخر، فبعث أولا في سنة عشر عليا وخالدا، ثم أرسل معاذا وأبا موسى الأشعري وفرق عمالة اليمن بين جماعة من الصحابة فمنهم: شهر بن باذام، وعامر بن شهر الهمذاني على همذان، وأبو موسى على مأرب، وخالد بن سعيد بن العاص على عامر نجران، ورفع وزبيد ويعلى ابن أمية على الجند، والطاهر ابن أبي هالة على عك والأشعريين، وعمرو بن حرام على نجران، وعلى بلاد حضرموت زياد بن لبيد، وعلى السكاسك عكاشة بن مور بن أخضر، وعلى السكون معاوية بن كندة، وبعث معاذ بن جبل معلما لأهل البلدين اليمن وحضرموت يتنقل من بلد إلى بلد، ذكره سيف بن عمر، وذلك كله في سنة عشر، وآخر حياة رسول الله فبينما هم على ذلك إذ نجم هذا اللعين الأسود العنسي.
خروج الأسود العنسي
واسمه عبهلة بن كعب بن غوث من بلد يقال لها: كهف حنان في سبعمائة مقاتل وكتب إلى عمال النبي أيها المتمردون علينا أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا، ووفروا ما جمعتم فنحن أولى به، وأنتم على ما أنتم عليه، ثم ركب فتوجه إلى نجران فأخذها بعد عشر ليال من مخرجه، ثم قصد إلى صنعاء فخرج إليه شهر بن باذام فتقاتلا فغلبه الأسود وقتله، وكسر جيشه من الأبناء، واحتل بلدة صنعاء لخمس وعشرين ليلة من مخرجه، ففر معاذ بن جبل من هنالك، واجتاز بأبي موسى الأشعري فذهبا إلى حضرموت، وانحاز عمال رسول الله إلى الطاهر، ورجع عمر بن حرام وخالد بن سعيد بن العاص إلى المدينة، واستوثقت اليمن بكمالها للأسود العنسي، وجعل أمره يستطير استطارة الشرارة، وكان جيشه يوم لقي شهرا سبعمائة فارس، وأمراؤه قيس بن عبد يغوث، ومعاوية ابن قيس، ويزيد بن محرم بن حصن الحارثي، ويزيد بن الأفكل الأزدي، واشتد ملكه واستغلظ أمره، وارتد خلق من أهل اليمن، وعامله المسلمون الذين هناك بالتقية، وكان خليفته على مذحج عمرو بن معدي كرب، وأسند أمر الجند إلى قيس بن عبد يغوث، وأسند أمر الأبناء إلى فيروز الديلمي وداذويه، وتزوج بامرأة شهر بن باذام وهي ابنة عم فيروز الديلمي واسمها زاذ، وكانت امرأة حسناء جميلة وهي مع ذلك مؤمنة بالله ورسوله محمد ومن الصالحات، قال سيف بن عمر التميمي: وبعث رسول الله كتابه حين بلغه خبر الأسود العنسي مع رجل يقال له: وبر بن يحنس الديلمي يأمر المسلمين الذين هناك بمقاتلة الأسود العنسي ومصاولته، وقام معاذ بن جبل بهذا الكتاب أتم القيام، وكان قد تزوج امرأة من السكون يقال لها: رملة، فحزبت عليه السكون لصبره فيهم، وقاموا معه في ذلك، وبلغوا هذا الكتاب إلى عمال النبي ومن قدروا عليه من الناس، واتفق اجتماعهم بقيس بن عبد يغوث أمير الجند، وكان قد غضب على الأسود واستخف به وهم بقتله، وكذلك كان أمر فيروز الديلمي قد ضعف عنده أيضا وكذا داوذيه، فلما أعلم وبر بن نحيس قيس بن عبد يغوث وهو قيس بن مكشوح كان كأنما نزلوا عليه من السماء، ووافقهم على الفتك بالأسود، وتوافق المسلمون على ذلك وتعاقدوا عليه.
فلما أيقن ذلك في الباطن اطلع شيطان الأسود للأسود على شيء من ذلك، فدعا قيس بن مشكوح فقال له: يا قيس ما يقول هذا؟
قال: وما يقول؟
قال: يقول: عمدت إلى قيس فأكرمته حتى إذا دخل منك كل مدخل وصار في العز مثلك، مال ميل عدوك وحاول ملكك، وأضمر على الغدر، إنه يقول: يا أسود يا أسود، يا سوآه يا سوآه، فطف به وخذ من قيس أعلاه وإلا سلبك وقطف رقبتك.
فقال له قيس وحلف له فكذب: وذي الخمار لأنت أعظم في نفسي، وأجل عندي من أن أحدث بك نفسي.
فقال له الأسود: ما أخالك تكذب الملك فقد صدق الملك، وعرف الآن أنك تائب عما اطلع عليه منك.
ثم خرج قيس من بين يديه فجاء إلى أصحابه فيروز وداوذيه وأخبرهم بما قال له ورد عليه.
فقالوا: إنا كلنا على حذر فما الرأي؟ فبينما هم يشتورون إذ جاءهم رسوله فأحضرهم بين يديه.
فقال: ألم أشرفكم على قومكم؟
قالوا: بلى.
قال: فماذا يبلغني عنكم؟
فقالوا: أقلنا مرتنا هذه.
فقال: لا يبلغني عنكم فأقيلكم.
قال: فخرجنا من عنده ولم نكد وهو في ارتياب من أمرنا، ونحن على خطر فبينما نحن في ذلك إذ جاءتنا كتب من عامر بن شهر أمير همدان، وذي ظليم، وذي كلاع وغيرهم من أمراء اليمن يبذلون لنا الطاعة والنصر على مخالفة الأسود، وذلك حين جاءهم كتاب رسول الله يحثهم على مصاولة الأسود العنسي، فكتبنا إليهم أ لا يحدثوا شيئا حتى نبرم الأمر.
قال قيس: فدخلت على امرأته
ازاذ فقلت: يا ابنة عمي قد عرفت بلاء هذا الرجل عند قومك قتل زوجك، وطأطأ في قومك القتل، وفضح النساء فهل عندك ممالأة عليه؟
قالت: على أي أمر؟
قلت: إخراجه.
قالت: أو قتله؟
قلت: أو قتلة.
قالت: نعم والله ما خلق الله شخصا هو أبغض إلي منه فما يقوم لله علي حق ولا ينتهي له عن حرمة فإذا عزمتم أخبروني أعلمكم بما في هذا الأمر.
قال: فأخرج، فإذا فيروز وداوذيه ينتظراني يريدون أن يناهضوه فما استقر اجتماعه بهما حتى بعث إليه الأسود فدخل في عشرة من قومه.
فقال: ألم أخبرك بالحق، وتخبرني بالكذابة إنه يقال: يا سوأة يا سوأة، إن لم تقطع من قيس يده يقطع رقبتك العليا حتى ظن قيس أنه قاتله.
فقال: إنه ليس من الحق أن أهلك وأنت رسول الله، فقتلي أحب إلي من موتات أموتها كل يوم، فرق له وأمره بالإنصراف، فخرج إلى أصحابه فقال: اعملوا عملكم، فبينما هم وقوف بالباب يشتورون، إذ خرج الأسود عليهم وقد جمع له مائة ما بين بقرة وبعير، فقام وخط وأقيمت من ورائه، وقام دونها فنحرها غير محبسة ولا معلقة ما يقتحم الخط منها شيء، فجالت إلى أن زهقت أرواحها.
قال قيس: فما رأيت أمرا كان أفظع منه ولا يوما أوحش منه.
ثم قال الأسود: أحق ما بلغني عنك يا فيروز؟ لقد هممت أن أنحرك فألحقك بهذه البهيمة، وأبدى له الحربة.
فقال له فيروز: اخترتنا لصهرك، وفضلتنا على الأبناء، فلو لم تكن نبيا ما بعنا نصيبنا منك بشيء، فكيف وقد اجتمع لنا بك أمر الآخرة والدنيا فلا تقبل علينا أمثال ما يبلغك فإنا بحيث تحب.
فرضي عنه وأمره بقسم لحوم تلك الأنعام، ففرقها فيروز في أهل صنعاء ثم أسرع اللحاق به.
فإذا رجل يحرضه على فيروز ويسعى إليه فيه، واستمع له فيروز، فإذا الأسود يقول: أنا قاتله غدا وأصحابه، فاغد علي به، ثم التفت فإذا فيروز فقال: مه، فأخبره فيروز بما صنع من قسم ذلك اللحم فدخل الأسود داره، ورجع فيروز إلى أصحابه فأعلمهم بما سمع، وبما قال، وقيل له، فاجتمع رأيهم على أن عاودوا المرأة في أمره، فدخل أحدهم - وهو فيروز - إليها، فقالت: إنه ليس من الدار بيت إلا والحرس محيطون به غير هذا البيت، فإن ظهره إلى مكان كذا وكذا من الطريق، فإذا أمسيتم فانقبوا عليه من دون الحرس، وليس من دون قتله شيء، وإني سأضع في البيت سراجا وسلاحا، فلما خرج من عندها تلقاه الأسود فقال له: ما أدخلك على أهلي؟ ووجأ رأسه، وكان الأسود شديدا فصاحت المرأة فأدهشته عنه، ولولا ذلك لقتله، وقالت: ابن عمي جاءني زائرا.
فقال: اسكتي لا أبالك قد وهبته لك.
فخرج على أصحابه فقال: النجاء النجاء وأخبرهم الخبر، فحاروا ماذا يصنعون، فبعثت المرأة إليهم تقول لهم: لا تنثنوا عما كنتم عازمين عليه، فدخل عليها فيروز الديلمي فاستثبت منها الخبر، ودخلوا إلى ذلك البيت فنقبوا داخله بطائن ليهون عليهم النقب من خارج، ثم جلس عندها
جهرة كالزائر فدخل الأسود فقال: وما هذا؟
فقالت: إنه أخي من الرضاعة، وهو ابن عمي، فنهره وأخرجه فرجع إلى أصحابه، فلما كان الليل نقبوا ذلك البيت فدخلوا، فوجدوا فيه سراجا تحت جفنة، فتقدم إليه فيروز الديلمي والأسود نائم على فراش من حرير قد غرق رأسه في جسده، وهو سكران يغط، والمرأة جالسة عنده، فلما قام فيروز على الباب أجلسه شيطانه وتكلم على لسانه - وهو مع ذلك يغط - فقال: مالي ومالك يا فيروز؟
فخشي إن رجع يهلك وتهلك المرأة فعاجله وخالطه وهو مثل الجمل فأخذ رأسه فدق عنقه، ووضع ركبتيه في ظهره حتى قتله، ثم قام ليخرج إلى أصحابه ليخبرهم فأخذت المرأة بذيله وقالت: أين تذهب عن حرمتك فظنت أنها لم تقتله، فقال: أخرج لأعلمهم بقتله، فدخلوا عليه ليحتزوا رأسه، فحركه شيطانه فاضطرب، فلم يضبطوا أمره حتى جلس اثنان على ظهره، وأخذت المرأة بشعره، وجعل يبربر بلسانه فاحتز الآخر رقبته، فخار كأشد خوار ثور سمع قط، فابتدر الحرس إلى المقصورة فقالوا: ما هذا؟ ما هذا؟
فقالت المرأة: النبي يوحي إليه، فرجعوا، وجلس قيس داذويه وفيروز يأتمرون كيف يعلمون أشياعهم، فاتفقوا على أنه إذا كان الصباح ينادون بشعارهم الذي بينهم وبين المسلمين، فلما كان الصباح قام أحدهم وهو قيس على سور الحصن فنادى بشعارهم فاجتمع المسلمون والكافرون حول الحصن، فنادى قيس، ويقال: وبر بن يحنش الأذان أشهد أن محمدا رسول الله، وأن عبهلة كذاب وألقى إليهم رأسه، فانهزم أصحابه وتبعهم الناس يأخذونهم، ويرصدونهم في كل طريق يأسرونهم، وظهر الإسلام وأهله، وتراجع نواب رسول الله إلى أعمالهم، وتنازع أولئك الثلاثة في الإمارة، ثم اتفقوا على معاذ ابن جبل يصلي بالناس، وكتبوا بالخبر إلى رسول الله وقد أطلعه الله على الخبر من ليلته.
كما قال سيف بن عمر التميمي: عن أبي القاسم الشنوي، عن العلاء بن زيد، عن ابن عمر أتى الخبر إلى النبي من السماء الليلة التي قتل فيها العنسي ليبشرنا فقال: « قتل العنسي البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين ».
قيل: ومن؟
قال: « فيروز، فيروز ».
وقد قيل: إن مدة ملكه منذ ظهر إلى أن قتل ثلاثة أشهر، ويقال: أربعة أشهر فالله أعلم.
وقال سيف بن عمر: عن المستنير، عن عروة، عن الضحاك، عن فيروز قال: قتلنا الأسود وعاد أمرنا في صنعاء كما كان إلا أنا أرسلنا إلى معاذ بن جبل فتراضينا عليه فكان يصلي بنا في صنعاء، فوالله ما صلى بنا إلا ثلاثة أيام حتى أتانا الخبر بوفاة رسول الله فانتقضت الأمور وأنكرنا كثيرا مما كنا نعرف واضطربت الأرض.
وقد قدمنا أن خبر العنسي جاء إلى الصديق في أواخر ربيع الأول بعد ما جهز جيش أسامة، وقيل بل جاءت البشارة إلى المدينة صبيحة توفي رسول الله والأول أشهر والله أعلم.
والمقصود أنه لم يجئهم فيما يتعلق بمصالحهم واجتماع كلمتهم وتأليف ما بينهم
والتمسك بدين الإسلام إلا الصديق رضي الله عنه.
وسيأتي إرساله إليهم من يمهد الأمور التي اضطربت في بلادهم، ويقوي أيدي المسلمين، ويثبت أركان دعائم الإسلام فيهم - رضي الله عنهم -.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقتل الأسود العنسي المتنبي الكذاب / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقتل مسيلمة الكذاب لعنه الله / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» قصة ثمامة ووفد بني حنيفة ومعهم مسيلمة الكذاب / الجزء الخامس /(البداية والنهاية)
» أبو الأسود الدؤلي / الجزء الثامن / (البداية والنهاية)
» مقتل ابن الكرماني / الجزء العاشر (البداية والنهاية)
» فصل مقتل عثمان رضي الله عنه / الجزء السابع / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: