ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 باب ما يتعلق بالحيوانات من دلائل النبوة / الجزء السادس / (البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

باب ما يتعلق بالحيوانات من دلائل النبوة / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: باب ما يتعلق بالحيوانات من دلائل النبوة / الجزء السادس / (البداية والنهاية)   باب ما يتعلق بالحيوانات من دلائل النبوة / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Emptyالأحد ديسمبر 27, 2009 8:25 am

باب ما يتعلق بالحيوانات من دلائل النبوة / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Kunooozd0fee10454

باب ما يتعلق بالحيوانات من دلائل النبوة
قصة البعير الناد وسجوده له، وشكواه إليه.
قال الإمام أحمد: حدثنا حسين، ثنا خلف بن خليفة عن حفص - هو ابن عمر - عن عمه أنس بن مالك قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه، وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره، وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله فقالوا: إنه كان لنا جمل نسني عليه وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره، وقد عطش الزرع والنخل.
فقال رسول الله لأصحابه: « قوموا » فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته، فمشى النبي نحوه.
فقالت الأنصار: يا رسول الله إنه قد صار مثل الكلب الكلب وإنا نخاف عليك صولته.
فقال: « ليس علي منه بأس ».
فلما نظر الجمل إلى رسول الله أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل.
فقال له أصحابه: يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن أحق أن نسجد لك.
فقال: « لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تتفجر بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه ».
وهذا إسناد جيد، وقد روى النسائي بعضه من حديث خلف بن خليفة به.
رواية جابر في ذلك:
قال الإمام أحمد: حدثنا مصعب بن سلام سمعته من أبي مرتين، ثنا الأجلح عن الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد الله قال: أقبلنا مع رسول الله من سفر حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار إذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه، قال: فذكروا ذلك لرسول الله ، فجاء حتى أتى الحائط فدعا البعير فجاء واضعا مشفره إلى الأرض حتى برك بين يديه.
قال: فقال رسول الله : « هاتوا خطاما » فخطمه ودفعه إلى صاحبه.
قال: ثم التفت إلى الناس فقال: « إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله إلا عاصي الجن والإنس ».
تفرد به الإمام أحمد، وسيأتي عن جابر من وجه أخر، بسياق آخر إن شاء الله، وبه الثقة.
رواية ابن عباس:
قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: ثنا بشر بن موسى، ثنا يزيد بن مهران أخو خالد الجيار، ثنا أبو بكر ابن عياش عن الأجلح، عن الذيال بن حرملة، عن ابن عباس قال: جاء قوم إلى رسول الله فقالوا: يا رسول الله إن لنا بعيرا قد ند في حائط.
فجاء إليه رسول الله فقال: « تعال » فجاء مطأطئا رأسه حتى خطمه، وأعطاه أصحابه.
فقال له أبو بكر الصديق: يا رسول الله كأنه علم أنك نبي.
فقال رسول الله : « ما بين لابتيها أحد إلا يعلم أني نبي الله إلا كفرة الجن والإنس ».
وهذا من هذا الوجه عن ابن عباس غريب جدا، والأشبه رواية الإمام أحمد عن جابر، اللهم إلا أن يكون الأجلح قد رواه عن الذيال عن جابر عن ابن عباس، والله أعلم.
طريق أخرى عن ابن عباس:
قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا أبو عون الزيادي، ثنا أبو عزة الدباغ عن أبي يزيد المديني، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رجلا من الأنصار كان له فحلان فاغتلما فأدخلهما حائطا فسد عليهما الباب، ثم جاء إلى رسول الله فأراد أن يدعو له، والنبي قاعد معه نفر من الأنصار.
فقال: يا نبي الله إني جئت في حاجة فإن فحلين لي اغتلما، وإني أدخلتهما حائطا وسددت عليهما الباب، فأحب أن تدعو لي أن يسخرهما الله لي.
فقال لأصحابه: « قوموا معنا » فذهب حتى أتى الباب فقال: « افتح » فأشفق الرجل على النبي .
فقال: إفتح ففتح الباب فإذا أحد الفحلين قريبا من الباب فلما رأى رسول الله سجد له.
فقال رسول الله: « إئت بشيء أشد رأسه وأمكنك منه » فجاء بخطام فشد رأسه وأمكنه منه، ثم مشى إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر فلما رآه وقع له ساجدا.
فقال للرجل: « إئتني بشيء أشد رأسه » فشد رأسه وأمكنه منه.
فقال: « إذهب فإنهما لا يعصيانك ».
فلما رأى أصحاب رسول الله ذلك قالوا: يا رسول الله هذان فحلان سجدا لك أفلا نسجد لك؟
قال: « لا آمر أحدا أن يسجد لأحد، ولو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ».
وهذا إسناد غريب، ومتن غريب.
ورواه الفقيه أبو محمد عبد الله بن حامد في كتابه دلائل النبوة عن أحمد بن حمدان السحري، عن عمر بن محمد بن بجير البحتري، عن بشر بن آدم، عن محمد بن عون أبي عون الزيادي به.
وقد رواه أيضا من طريق مكي بن إبراهيم عن قائد أبي الورقاء، عن عبد الله ابن أبي أوفى، عن النبي بنحو ما تقدم، عن ابن عباس.
رواية أبي هريرة:
قال أبو محمد عبد الله بن حامد الفقيه: أخبرنا أحمد بن حمدان، أنا عمر بن محمد بن بجير، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جرير عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: انطلقنا مع رسول الله إلى ناحية، فأشرفنا إلى حائط فإذا نحن بناضح فلما أقبل الناضح رفع رأسه فبصر برسول الله فوضع جرانه على الأرض.
فقال أصحاب رسول الله : فنحن أحق أن نسجد لك من هذه البهيمة.
فقال: « سبحان الله أدون الله؟ ما ينبغي لأحد أن يسجد لأحد دون الله، ولو أمرت أحد أن يسجد لشيء من دون الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ».
رواية عبد الله بن جعفر في ذلك:
قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، ثنا مهدي بن ميمون عن محمد ابن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر.
ح، وثنا بهز وعفان قالا: ثنا مهدي، ثنا محمد ابن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي، عن عبد الله بن جعفر قال: أردفني رسول الله ذات يوم خلفه فأسر إلي حديثا لا أخبر به أحدا أبدا، وكان رسول الله أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل، فدخل يوما حائطا من حيطان الأنصار فأتى جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه.
وقال بهز وعفان: فلما رأى رسول الله حن وذرفت عيناه فمسح رسول الله سراته وذفراه فسكن فقال: « من صاحب الجمل؟ »
فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله.
فقال: « أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله لك إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه ».
وقد رواه مسلم من حديث مهدي بن ميمون به.
رواية عائشة أم المؤمنين في ذلك:
قال الإمام أحمد: ثنا عبد الصمد وعفان قالا: ثنا حماد - هو ابن سلمة - عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة أن رسول الله كان في نفر من المهاجرين والأنصار فجاء بعير فسجد له.
فقال أصحابه: يا رسول الله تسجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك.
فقال: « اعبدوا ربكم، وأكرموا أخاكم، ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود، ومن جبل أسود إلى جبل أبيض كان ينبغي لها أن تفعله ».
وهذا الإسناد على شرط السنن.
وإنما روى ابن ماجه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن عفان، عن حماد به: « لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها » إلى آخره.
رواية يعلى بن مرة الثقفي أو هي قصة أخرى:
قال الإمام أحمد: ثنا أبو سلمة الخزاعي، ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة، عن حبيب ابن أبي جبيرة، عن يعلى بن سيابة قال: كنت مع النبي في مسير له فأراد أن يقضي حاجته فأمر وديتين فانضمت إحداهما إلى الأخرى، ثم أمرهما فرجعتا إلى منابتهما، وجاء بعير فضرب بجرانه إلى الأرض ثم جرجر حتى ابتل ما حوله.
فقال رسول الله - -: « أتدرون ما يقول البعير؟ إنه يزعم أن صاحبه يريد نحره ».
فبعث إليه رسول الله فقال: « أواهبه أنت لي؟ »
فقال: يا رسول الله مالي مال أحب إلي منه.
فقال: « استوص به معروفا ».
فقال: لا جرم لا أكرم مالا لي كرامته يا رسول الله.
قال: وأتى على قبر يعذب صاحبه.
فقال: « إنه يعذب في غير كبير » فأمر بجريدة فوضعت على قبره وقال: « عسى أن يخفف عنه ما دامت رطبة ».
طريق أخرى عنه:
قال الإمام أحمد: ثنا عبد الرزاق، أنا معمر عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن جعفر، عن يعلى بن مرة الثقفي قال: ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله : بينا نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يسنى عليه فلما رآه البعير جرجر ووضع جرانه، فوقف عليه النبي فقال: « أين صاحب هذا البعير؟ »
فجاء فقال: « بعنيه »
فقال: لا بل أهبه لك.
فقال: « لا بل بعنيه ».
قال: لا بل نهبه لك إنه لأهل بيت مالهم معيشة غيره.
قال: « أما إذ ذكرت هذا من أمره فإنه شكى لكثرة العمل، وقلة العلف فأحسنوا إليه ».
قال: ثم سرنا فنزلنا منزلا فنام رسول الله فجاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته، ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ ذكرت له فقال: « هي شجرة استأذنت ربها عز وجل في أن تسلم على رسول الله فأذن لها ».
قال: فمررنا بماء فأتته امرأة بابن لها به جنة فأخذ النبي بمنخره فقال: « أخرج إني محمد رسول الله ».
قال: ثم سرنا فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء فأتته امرأة بجزر ولبن، فأمرها أن ترد الجزر، وأمر أصحابه فشربوا من اللبن فسألها عن الصبي.
فقالت: والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك.
طريق أخرى عنه:
قال الإمام أحمد: ثنا عبد الله بن نمير، ثنا عثمان بن حكيم، أخبرني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة قال: لقد رأيت رسول الله ثلاثا ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي: لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها فقالت: يا رسول الله هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة.
قال: « ناولينيه » فرفعته إليه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل، ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثا وقال: « بسم الله أنا عبد الله إخسأ عدو الله » ثم ناولها إياه.
فقال: « إلقينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل ».
قال: فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث.
فقال: « ما فعل صبيك؟ »
فقالت: والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة فاجترر هذه الغنم.
قال: « إنزل فخذ منها واحدة ورد البقية ».
قال: وخرجت ذات يوم إلى الجبانة حتى إذا برزنا قال: « ويحك انظر هل ترى من شيء يواريني؟ »
قلت: ما أرى شيئا يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك.
قال: « فما بقربها؟ »
قلت: شجرة مثلها، أو قريب منها.
قال: « فاذهب إليهما فقل: إن رسول الله يأمركما أن تجتمعا بإذن الله ».
قال: فاجتمعتا فبرز لحاجته، ثم رجع فقال: « اذهب إليهما فقل لهما: إن رسول الله يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها » فرجعت.
قال: وكنت معه جالسا ذات يوم إذ جاء جمل نجيب حتى صوى بجرانه بين يديه، ثم ذرفت عيناه فقال: « ويحك أنظر لمن هذا الجمل، إن له لشأنا؟ »
قال: فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه.
فقال: « ما شأن الجمل هذا؟ »
فقال: وما شأنه؟
قال: لا أدري والله ما شأنه، عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية، فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه.
قال: « فلا تفعل هبه لي أو بعنيه »
قال: بل هو لك يا رسول الله، فوسمه بسمة الصدقة، ثم بعث به.
طريق أخرى عنه:
قال الإمام أحمد: ثنا وكيع، ثنا الأعمش بن المنهال عن عمرو، عن يعلى بن مرة، عن النبي أنه أتته امرأة بابن لها قد أصابه لمم.
فقال رسول الله : « أخرج عدو الله، أنا رسول الله ».
قال: فبرأ، فأهدت إليه كبشين وشيئا من أقط، وشيئا من سمن.
قال: فقال رسول الله: « خذ الأقط والسمن وأحد الكبشين، ورد عليها الآخر ».
ثم ذكر قصة الشجرتين كما تقدم.
وقال أحمد: ثنا أسود، ثنا أبو بكر ابن عياش عن حبيب ابن أبي عمرة، عن المنهال بن عمرو، عن يعلى قال: ما أظن أن أحدا من الناس رأى رسول الله إلا دون ما رأيت، فذكر أمر الصبي، والنخلتين، وأمر البعير إلا أنه قال: « ما لبعيرك يشكوك؟ زعم أنك سانيه حتى إذا كبر تريد نحره »
قال: صدقت والذي بعثك بالحق، قد أردت ذلك والذي بعثك بالحق لا أفعل.
طريق أخرى عنه:
روى البيهقي عن الحاكم وغيره، عن الأصم، ثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا حمدان بن الأصبهاني، ثنا يزيد عن عمرو بن عبد الله بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده قال: رأيت من رسول الله ثلاثة أشياء ما رآها أحد قبلي: كنت معه في طريق مكة فمر بامرأة معها ابن لها به لمم ما رأيت لمما أشد منه.
فقالت: يا رسول الله ابني هذا كما ترى.
فقال: « إن شئت دعوت له » فدعا له.
ثم مضى فمر على بعير ناد جرانه يرغو فقال: « علي بصاحب هذا البعير » فجيء به فقال: « هذا يقول: نتجت عندهم فاستعملوني حتى إذا كبرت عندهم أرادوا أن ينحروني ».
قال: ثم مضى ورأى شجرتين متفرقتين فقال لي: « إذهب فمرهما فليجتمعا لي ».
قال: فاجتمعتا فقضى حاجته.
قال: ثم مضى، فلما انصرف مر على الصبي وهو يلعب مع الغلمان وقد ذهب ما به وهيأت أمه أكبشا فأهدت له كبشين وقالت: ما عاد إليه شيء من اللمم.
فقال النبي : « ما من شيء إلا ويعلم أني رسول الله إلا كفرة أو فسقة الجن والإنس ».
فهذه طرق جيدة متعددة تفيد غلبة الظن أو القطع عند المتبحرين، أن يعلى بن مرة حدث بهذه القصة في الجملة، وقد تفرد بهذا كله الإمام أحمد دون أصحاب الكتب الستة، ولم يرو أحد منهم شيئا سوى ابن ماجه فإنه روى عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن يحيى بن سليم، عن خيثم، عن يونس بن خباب، عن يعلى بن مرة أن رسول الله كان إذا ذهب إلى الغائط أبعد.
وقد اعتنى الحافظ أبو نعيم بحديث البعير في كتابه: دلائل النبوة وطرقه من وجوه كثيرة، ثم أورد حديث عبد الله بن قرط اليماني قال: جيء رسول الله بست زود فجعلن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ.
وقد قدمت الحديث في حجة الوداع.
قلت: قد أسلفنا عن جابر بن عبد الله نحو قصة الشجرتين، وذكرنا آنفا عن غير واحد من الصحابة نحوا من حديث الجمل لكن بسياق يشبه أن يكون غير هذا، فالله أعلم.
وسيأتي حديث الصبي الذي كان يصرع ودعاؤه عليه السلام له وبرؤه في الحال من طرق أخرى.
وقد روى الحافظ البيهقي عن أبي عبد الله الحاكم وغيره، عن أبي العباس الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر قال: خرجت مع رسول الله في سفر، وكان رسول الله إذا أراد البراز تباعد حتى لا يراه أحد فنزلنا منزلا بفلاة من الأرض ليس فيها علم ولا شجر.
فقال لي: يا جابر خذ الأداوة وانطلق بنا، فملأت الأداوة ماء وانطلقنا فمشينا حتى لا نكاد نرى فأتى شجرتان بينهما أذرع فقال رسول الله : « يا جابر انطلق فقل لهذه الشجرة: يقول لك رسول الله: الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما » ففعلت فرجعت فلحقت بصاحبتها فجلس خلفها حتى قضى حاجته، ثم رجعنا فركبنا رواحلنا فسرنا كأنما على رؤسنا الطير تظلنا، وإذا نحن بامرأة قد عرضت لرسول الله فقالت: يا رسول الله إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرات لا يدعه، فوقف رسول الله فتناوله فجعله بينه وبين مقدمة الرحل فقال: « إخسأ عدو الله، أنا رسول الله » وأعاد ذلك ثلاث مرات ثم ناولها إياه، فلما رجعنا وكنا بذلك الماء عرضت لنا تلك المرأة ومعها كبشان تقودهما والصبي تحمله.
فقالت: يا رسول الله إقبل مني هديتي، فوالذي بعثك بالحق إن عاد إليه بعد.
فقال رسول الله : « خذوا أحدهما وردوا الآخر ».
قال: ثم سرنا ورسول الله بيننا فجاء جمل ناد فلما كان بين السماطين خر ساجدا.
فقال رسول الله : « يا أيها الناس من صاحب هذا الجمل؟ »
فقال فتية من الأنصار: هو لنا يا رسول الله.
قال: « فما شأنه؟ »
قالوا: سنونا عليه منذ عشرين سنة، فلما كبرت سنه وكانت عليه شحيمة أردنا نحره لنقسمه بين غلمتنا.
فقال رسول الله : « تبيعونيه؟ »
قالوا: يا رسول الله هو لك.
قال: « فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله ».
قالوا: يا رسول الله نحن أحق أن نسجد لك من البهائم.
فقال رسول الله : « لا ينبغي لبشر أن يسجد لبشر، ولو كان ذلك كان النساء لأزواجهن ».
وهذا إسناد جيد رجاله ثقات.
وقد روى أبو داود وابن ماجه من حديث إسماعيل بن عبد الملك ابن أبي الصفراء عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله كان إذا ذهب المذهب أبعد.
ثم قال البيهقي: وحدثنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق، أنا الحسين بن علي بن زياد، ثنا أبو حمنة، ثنا أبو قرة عن زياد - هو ابن سعد - عن أبي الزبير أنه سمع يونس بن خباب الكوفي يحدث أنه سمع أبا عبيدة يحدث: عن عبد الله بن مسعود، عن النبي أنه كان في سفر إلى مكة فذهب إلى الغائط وكان يبعد حتى لا يراه أحد.
قال: فلم يجد شيئا يتوارى به، فبصر بشجرتين، فذكر قصة الشجرتين، وقصة الجمل بنحو من حديث جابر.
قال البيهقي: وحديث جابر أصح.
قال: وهذه الرواية ينفرد بها زمعة بن صالح، عن زياد - أظنه ابن سعد - عن أبي الزبير.
قلت: وقد يكون هذا أيضا محفوظا ولا ينافي حديث جابر ويعلى بن مرة بل يشهد لهما، ويكون هذا الحديث عند أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي، عن جابر، وعن يونس بن خباب، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، والله أعلم.
وروى البيهقي من حديث معاوية بن يحيى الصيرفي - وهو ضعيف - عن الزهري، عن خارجة بن زيد، عن أسامة بن زيد حديثا طويلا نحو سياق حديث يعلى بن مرة، وجابر بن عبد الله، وفيه قصة الصبي الذي كان يصرع ومجيء أمه بشاة مشوية فقال: « ناوليني الذراع ».
فناولته.
ثم قال: « ناوليني الذراع ».
فناولته.
ثم قال: « ناوليني الذراع ».
فقلت: كم للشاة من ذراع؟
فقال: « والذي نفسي بيده لو سكت لناولتيني ما دعوت ».
ثم ذكر قصة النخلات واجتماعهما وانتقال الحجارة معهما حتى صارت الحجارة رجما خلف النخلات، وليس في سياقه قصة البعير فلهذا لم يورده بلفظه وإسناده، وبالله المستعان.
وقد روى الحافظ ابن عساكر ترجمة غيلان بن سلمة الثقفي بسنده إلى يعلى بن منصور الرازي عن شبيب بن شيبة، عن بشر بن عاصم، عن غيلان بن سلمة قال: خرجنا مع رسول الله فرأينا عجبا، فذكر قصة الشجرتين واستتاره بهما عند الخلاء، وقصة الصبي الذي كان يصرع وقوله: « بسم الله أنا رسول الله أخرج عدو الله » فعوفي، ثم ذكر قصة البعيرين النادين وأنهما سجدا له بنحو ما تقدم في البعير الواحد فلعل هذه قصة أخرى، والله أعلم.
وقد ذكرنا فيما سلف حديث جابر وقصة جمله الذي كان قد أعيي وذلك مرجعهم من تبوك، وتأخره في أخريات القوم فلحقه النبي فدعا له وضربه فسار سيرا لم يسر مثله حتى جعل يتقدم أمام الناس.
وذكرنا شراءه عليه السلام منه، وفي ثمنه اختلاف كثير وقع من الرواة لا يضر أصل القصة كما بيناه.
وتقدم حديث أنس في ركوبه عليه السلام على فرس أبي طلحة حين سمع صوتا بالمدينة فركب ذلك الفرس وكان يبطئ، وركب الفرسان نحو ذلك الصوت فوجدوا رسول الله قد رجع بعد ما كان كشف ذلك الأمر فلم يجد له حقيقة، وكان قد ركبه عريا لا شيء عليه وهو متقلد سيفا فرجع وهو يقول: « لن تراعوا، لن تراعوا، ما وجدنا من شيء، وإن وجدناه لبحرا ».
أي: لسابقا وكان ذلك الفرس يبطأ قبل تلك الليلة فكان بعد ذلك لا يجارى ولا يكشف له غبار، وذلك كله ببركته عليه الصلاة والسلام.
حديث آخر غريب في قصة البعير:
قال الشيخ أبو محمد عبد الله بن حامد الفقيه في كتابه دلائل النبوة - وهو مجلد كبير حافل كثير الفوائد -: أخبرني أبو علي الفوارسي، حدثنا أبو سعيد عن عبد العزيز بن شهلان القواس، حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن خالد الراسبي، حدثنا عبد الرحمن بن علي البصري، حدثنا سلامة بن سعيد بن زياد ابن أبي هند الرازي، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، حدثنا غنيم بن أوس - يعني: الرازي - قال: كنا جلوسا مع رسول الله إذ أقبل بعير يعدو حتى وقف على رسول الله فزعا.
فقال رسول الله : « أيها البعير اسكن فإن تك صادقا فلك صدقك، وإن تك كاذبا فعليك كذبك، مع أن الله تعالى قد أمن عائذنا، ولا يخاف لائذنا ».
قلنا: يا رسول الله ما يقول هذا البعير؟
قال: « هذا بعير هم أهله بنحره فهرب منهم، فاستغاث بنبيكم ».
فبينا نحن كذلك إذ أقبل أصحابه يتعادون فلما نظر إليهم البعير عاد إلى هامة رسول الله .
فقالوا: يا رسول الله هذا بعيرنا هرب منا منذ ثلاثة أيام فلم نلقه إلا بين يديك.
فقال رسول الله : « يشكو مر الشكاية ».
فقالوا: يا رسول الله ما يقول؟
قال: « يقول: إنه ربي في إبلكم جوارا وكنتم تحملون عليه في الصيف إلى موضع الكلأ، فإذا كان الشتاء رحلتم إلى موضع الدفء ».
فقالوا: قد كان ذلك يا رسول الله.
فقال: ما جزاء العبد الصالح من مواليه؟
قالوا: يا رسول الله فإنا لا نبيعه ولا ننحره.
قال: « فقد استغاث فلم تغيثوه وأنا أولى بالرحمة منكم لأن الله نزع الرحمة من قلوب المنافقين وأسكنها في قلوب المؤمنين ».
فاشتراه النبي بمائة درهم ثم قال: « أيها البعير انطلق فأنت حر لوجه الله ».
فرغا على هامة رسول الله .
فقال رسول الله: « آمين ».
ثم رغا الثانية.
فقال: « آمين ».
ثم رغا الثالثة.
فقال: « آمين ».
ثم رغا الرابعة، فبكى رسول الله .
فقلنا: يا رسول الله ما يقول هذا البعير؟
قال: يقول: جزاك الله أيها النبي عن الإسلام والقرآن خيرا.
قلت: « آمين ».
قال: سكن الله رعب أمتك يوم القيامة كما سكنت رعبي.
قلت: « آمين ».
قال: حقن الله دماء أمتك من أعدائها كما حقنت دمي.
قلت: « آمين ».
قال: لا جعل الله بأسها بينها.
فبكيت وقلت: « هذه خصال سألت ربي فأعطانيها ومنعني واحدة، وأخبرني جبريل عن الله أن فناء أمتك بالسيف فجرى القلم بما هو كائن ».
قلت: هذا الحديث غريب جدا لم أر أحدا من هؤلاء المصنفين في الدلائل أورده سوى هذا المصنف، وفيه غرابة ونكارة في إسناده ومتنه أيضا، والله أعلم.
حديث في سجود الغنم له صلى الله عليه وسلم
قال أبو محمد عبد الله بن حامد أيضا: قال يحيى بن صاعد: حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي، حدثنا عباد بن يوسف الكندي أبو عثمان، حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك قال: دخل النبي حائطا للأنصار ومعه أبو بكر وعمر ورجل من الأنصار وفي الحائط غنم فسجدت له.
فقال أبو بكر: يا رسول الله كنا نحن أحق بالسجود لك من هذه الغنم.
فقال: « إنه لا ينبغي أن يسجد أحد لأحد، ولو كان ينبغي لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ».
غريب وفي إسناده من لا يعرف.
قصة الذئب وشهادته بالرسالة
قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، ثنا القاسم بن الفضل الحداني عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: عدا الذئب على شاة فأخذها، فطلبه الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه.
فقال: ألا تتقي الله؟ تنزع مني رزقا ساقه الله إلي؟
فقال: يا عجبي ذئب يكلمني كلام الأنس!
فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق.
قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله فأخبره، فأمر رسول الله فنودي: الصلاة جامعة ثم خرج فقال للراعي: « أخبرهم » فأخبرهم.
فقال رسول الله : « صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الأنس، ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده ».
وهذا إسناد على شرط الصحيح، وقد صححه البيهقي.
ولم يروه إلا الترمذي من قوله: « والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الأنس » إلى آخره عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن القاسم بن الفضل.
ثم قال: وهذا حديث حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلا من حديث القاسم وهو ثقة مأمون عند أهل الحديث، وثقه يحيى وابن مهدي.
طريق أخرى عن أبي سعيد الخدري:
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو اليمان، أنا شعيب، حدثني عبد الله ابن أبي حسين، حدثني شهر أن أبا سعيد الخدري حدثه عن النبي قال: « بينا أعرابي في بعض نواحي المدينة في غنم له عدا عليه ذئب فأخذ شاة من غنمه، فأدركه الأعرابي فاستنقذها منه وهجهجه فعانده الذئب يمشي، ثم أقعى مشتذفرا بذنبه يخاطبه فقال: أخذت رزقا رزقنيه الله.
قال: واعجبا من ذئب مستذفر بذنبه يخاطبني!
فقال: والله إن لتترك أعجب من ذلك.
قال: وما أعجب من ذلك؟
قال: رسول الله في النخلتين بين الحرتين يحدث الناس عن أنباء ما قد سبق، وما يكون بعد ذلك.
قال: فنعق الأعرابي بغنمه حتى ألجأها إلى بعض المدينة، ثم مشى إلى النبي حتى ضرب عليه بابه، فلما صلى النبي قال: « أين الأعرابي صاحب الغنم؟ »
فقام الأعرابي فقال له النبي : « حدث الناس بما سمعت، وبما رأيت ».
فحدث الأعرابي الناس بما رأى من الذئب وما سمع منه.
فقال النبي عند ذلك: « صدق آيات تكون قبل الساعة، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يخرج أحدكم من أهله فيخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده ».
وهذا على شرط أهل السنن ولم يخرجوه.
وقد رواه البيهقي من حديث النفيلي قال: قرأت على معقل بن عبد الله بن شهر بن حوشب، عن أبي سعيد فذكره.
ثم رواه الحاكم وأبو سعيد بن عمرو عن الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن عبد الجيد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أبي سعيد فذكره.
ورواه الحافظ أبو نعيم من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن تميم عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد فذكره.
حديث أبي هريرة في ذلك:
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أنا معمر عن أشعث بن عبد الملك، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها منه.
قال: فصعد الذئب على تل فأقعى فاستذفر وقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله عز وجل انتزعته مني.
فقال الرجل: لله إذا رأيت كاليوم ذئبا يتكلم.
فقال الذئب: أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى، وما هو كائن بعدكم.
وكان الرجل يهوديا، فجاء إلى النبي - - فأسلم، وخبره فصدقه النبي ثم قال رسول الله: « إنها أمارة من أمارات بين يدي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه بما أحدثه أهله بعده ».
تفرد به أحمد، وهو على شرط السنن ولم يخرجوه، ولعل شهر بن حوشب قد سمعه من أبي سعيد وأبي هريرة أيضا، والله أعلم.
حديث أنس في ذلك:
قال أبو نعيم في دلائل النبوة: ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا علي بن الحسن بن سالم، ثنا الحسين الرفا عن عبد الملك بن عمير، عن أنس.
ح، وحدثنا سليمان - هو الطبراني -، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، ثنا هشام بن يونس اللؤلؤي، ثنا حسين بن سليمان الرفا عن عبد الملك بن عمير، عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي في غزوة تبوك فشردت علي غنمي فجاء الذئب فأخذ منها شاة فاشتد الرعاء خلفه.
فقال: طعمة أطعمنيها الله تنزعونها مني؟
قال: فبهت القوم.
فقال: ما تعجبون من كلام الذئب، وقد نزل الوحي على محمد فمن مصدق ومكذب.
ثم قال أبو نعيم: تفرد به حسين بن سليمان عن عبد الملك.
قلت: الحسين بن سليمان الرفا هذا يقال له: الطلخي كوفي، أورد له ابن عدي عن عبد الملك بن عمير أحاديث ثم قال: لا يتابع عليها.
حديث ابن عمر في ذلك:
قال البيهقي: أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي، ثنا عبد الله ابن أبي داود السجستاني، ثنا يعقوب بن يوسف ابن أبي عيسى، ثنا جعفر بن حسن، أخبرني أبو حسن، ثنا عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال: قال ابن عمر: كان راع على عهد رسول الله إذ جاء الذئب فأخذ شاة ووثب الراعي حتى انتزعها من فيه.
فقال له الذئب: أما تتقي الله أن تمنعني طعمة أطعمنيها الله تنزعها مني؟
فقال له الراعي: العجب من ذئب يتكلم.
فقال الذئب: أفلا أدلك على ما هو أعجب من كلامي ذلك الرجل في النخل يخبر الناس بحديث الأولين والآخرين أعجب من كلامي.
فانطلق الراعي حتى جاء رسول الله فأخبره، وأسلم.
فقال له رسول الله : « حدث به الناس ».
قال الحافظ ابن عدي: قال لنا أبو بكر ابن أبي داود: ولد هذا الراعي يقال لهم: بنو مكلم الذئب، ولهم أموال ونعم وهم من خزاعة، واسم مكلم الذئب: أهبان قال: ومحمد بن أشعث الخزاعي من ولده.
قال البيهقي: فدل على اشتهار ذلك، وهذا مما يقوي الحديث.
وقد روى من حديث محمد بن إسماعيل البخاري في التاريخ: حدثني أبو طلحة، حدثني سفيان بن حمزة الأسلمي سمع عبد الله بن عامر الأسلمي عن ربيعة بن أوس، عن أنس بن عمرو، عن أهبان بن أوس قال: كنت في غنم لي فكلمه الذئب وأسلم.
قال البخاري: إسناده ليس بالقوي.
ثم روى البيهقي عن أبي عبد الرحمن السلمي سمعت الحسين بن أحمد الرازي سمعت أبا سليمان المقري يقول: خرجت في بعض البلدان على حمار فجعل الحمار يحيد بي عن الطريق فضربت رأسه ضربات، فرفع رأسه إلي وقال: لي اضرب يا أبا سليمان فإنما على دماغك هو ذا يضرب.
قال: قلت له: كلمك كلاما يفهم!
قال: كما تكلمني وأكلمك.
حديث آخر عن أبي هريرة في الذئب:
وقد قال سعيد بن مسعود: ثنا حبان بن علي، ثنا عبد الملك بن عمير عن أبي الأوس الحارثي، عن أبي هريرة قال: جاء الذئب فأقعى بين يدي النبي وجعل يبصبص بذنبه.
فقال رسول الله : « هذا وافد الذئاب، جاء ليسألكم أن تجعلوا له من أموالكم شيئا ».
قالوا: والله لا نفعل، وأخذ رجل من القوم حجرا فرماه، فأدبر الذئب وله عواء.
فقال رسول الله : « الذئب وما الذئب ».
وقد رواه البيهقي عن الحاكم، عن أبي عبد الله الأصبهاني، عن محمد بن مسلمة، عن يزيد بن هارون، عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل به.
ورواه الحافظ أبو بكر البزار عن محمد بن المثنى، عن غندر، عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل، عن مكحول، عن أبي هريرة فذكره.
وعن يوسف بن موسى، عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأوبر، عن أبي هريرة قال: صلى رسول الله يوما صلاة الغداة ثم قال: « هذا الذئب وما الذئب جاءكم يسألكم أن تعطوه أو تشركوه في أموالكم ».
فرماه رجل بحجر فمر، أو ولى وله عواء.
وقال محمد بن إسحاق عن الزهري، عن حمزة ابن أبي أسيد قال: خرج رسول الله في جنازة رجل من الأنصار بالبقيع فإذا الذئب مفترشا ذراعيه على الطريق فقال رسول الله : « هذا جاء يستفرض فافرضوا له ».
قالوا: ترى رأيك يا رسول الله؟
قال: « من كل سائمة شاة في كل عام ».
قالوا: كثير.
قال: فأشار إلى الذئب أن خالسهم، فانطلق الذئب، رواه البيهقي.
وروى الواقدي عن رجل سماه، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: بينا رسول الله في المدينة إذ أقبل ذئب فوقف بين يديه.
فقال: « هذا وافد السباع إليكم فإن أحببتم أن تفرضوا له شيئا لا يعدوه إلى غيره، وإن أحببتم تركتموه واحترزتم منه فما أخذ فهو رزقه ».
فقالوا: يا رسول الله ما تطيب أنفسنا له بشيء.
فأومأ إليه بأصابعه الثلاث أن خالسهم قال: فولى وله عواء.
وقال أبو نعيم: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، ثنا الأعمش عن شمر بن عطية، عن رجل من مزينة أن جهينة قال: أتت وفود الذئاب قريب من مائة ذئب حين صلى رسول الله فأقعين.
فقال رسول الله : « هذه وفود الذئاب جئنكم يسألنكم لتفرضوا لهن من قوت طعامكم، وتأمنوا على ما سواه » فشكوا إليه الحاجة.
قال: « فأدبروهم ».
قال: فخرجن ولهن عواء.
وقد تكلم القاضي عياض على حديث الذئب، فذكر عن أبي هريرة وأبي سعيد، وعن أهبان ابن أوس، وأنه كان يقال له: مكلم الذئب قال: وقد روى ابن وهب أنه جرى مثل هذا لأبي سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية مع ذئب وجداه أخذ صبيا فدخل الصبي الحرم، فانصرف الذئب، فعجبا من ذلك.
فقال الذئب: أعجب من ذلك محمد بن عبد الله بالمدينة يدعوكم إلى الجنة، وتدعونه إلى النار.
فقال أبو سفيان: واللات والعزى لأن ذكرت هذا بمكة ليتركنها أهلوها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
باب ما يتعلق بالحيوانات من دلائل النبوة / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فصل دلائل نبوة سيدنا محمد عليه السلام من خلال سيرته وأخلاقه / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» صفة خاتم النبوة الذي بين كتفيه صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» الكلام على ما يتعلق برأس يحيى بن زكريا عليهما السلام / الجزء التاسع (البداية والنهاية)
» قصة الفجاءة / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» قصة حبس الشمس / الجزء السادس / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: