ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 كتاب شمائل رسول الله وصفاته الخلقية / الجزء السادس / (البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

كتاب شمائل رسول الله وصفاته الخلقية / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: كتاب شمائل رسول الله وصفاته الخلقية / الجزء السادس / (البداية والنهاية)   كتاب شمائل رسول الله وصفاته الخلقية / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Emptyالجمعة ديسمبر 25, 2009 2:03 pm

كتاب شمائل رسول الله وصفاته الخلقية / الجزء السادس / (البداية والنهاية) Kunooozb0d2ecf41c
كتاب شمائل رسول الله وصفاته الخلقية
قد صنف الناس في هذا قديما وحديثا كتبا كثيرة مفردة وغير مفردة، ومن أحسن من جمع في ذلك فأجاد وأفاد: الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي رحمه الله، أفرد في هذا المعنى كتابه المشهور بالشمائل ولنا به سماع متصل إليه، ونحن نورد عيون ما أورده فيه، ونزيد عليه أشياء مهمة لا يستغنى عنها المحدث والفقيه.
ولنذكر أولا: بيان حسنه الباهر الجميل، ثم نشرع بعد ذلك في إيراد الجمل والتفاصيل، فنقول - والله حسبنا ونعم الوكيل -:
باب ما ورد في حسنه الباهر
قال البخاري: ثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: كان النبي أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير.
وهكذا رواه مسلم عن أبي كريب، عن إسحاق بن منصور.
وقال البخاري: حدثنا جعفر بن عمر، ثنا شعبة عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: كان النبي مربوعا بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلة حمراء، لم أر شيئا قط أحسن منه.
قال يوسف ابن أبي إسحاق عن أبيه: إلى منكبيه.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن البراء قال: ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله له شعر يضرب منكبيه، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير.
وقد رواه مسلم وأبو دواد والترمذي والنسائي من حديث وكيع به.
وقال الإمام أحمد: ثنا أسود بن عامر، ثنا إسرائيل، أنا أبو إسحاق.
ح وحدثنا يحيى ابن أبي بكير، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: ما رأيت أحدا من خلق الله أحسن في حلة حمراء من رسول الله ، وإن جمته لتضرب إلى منكبيه.
قال ابن أبي بكير: لتضرب قريبا من منكبيه.
قال - يعني: ابن إسحاق -: وقد سمعته يحدث به مرارا ما حدث به قط إلا ضحك.
وقد رواه البخاري في اللباس.
والترمذي في الشمائل.
والنسائي في الزينة من حديث إسرائيل به.
وقال البخاري: حدثنا أبو نعيم، ثنا زهير عن أبي إسحاق قال: سئل البراء بن عازب، أكان وجه رسول الله مثل السيف؟
قال: لا، بل مثل القمر.
ورواه الترمذي من حديث زهير بن معاوية الجعفي الكوفي عن أبي إسحاق السبيعي، واسمه: عمرو بن عبد الله الكوفي عن البراء بن عازب به.
وقال: حسن صحيح.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل: أخبرنا أبو الحسن ابن الفضل القطان ببغداد، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان، ثنا أبو نعيم وعبد الله عن إسرائيل، عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة قال له رجل: أكان رسول الله وجهه مثل السيف؟
قال: لا بل مثل الشمس والقمر مستديرا.
وهكذا رواه مسلم عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن عبيد الله بن موسى به.
وقد رواه الإمام أحمد مطولا فقال: ثنا عبد الرزاق، أنا إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله قد شمط مقدم رأسه ولحيته؛ فإذا ادهن ومشطهن لم ينبين؛ وإذا شعث رأسه تبين؛ وكان كثير الشعر واللحية.
فقال رجل: وجهه مثل السيف؟
قال: لا بل مثل الشمس والقمر مستديرا.
قال: ورأيت خاتمه عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده.
وقال الحافظ البيهقي: أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا المحاربي عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله في ليلة أضحيان وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر.
هكذا رواه الترمذي والنسائي جميعا عن هناد بن اليسري، عن عيثر بن القاسم، عن أشعث بن سوار.
قال النسائي: وهو ضعيف؛ وقد أخطأ والصواب أبو إسحاق عن البراء.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث أشعث بن سوار، وسألت محمد بن إسماعيل - يعني: البخاري - قلت: حديث أبي إسحاق عن البراء أصح، أم حديثه عن جابر، فرأى كلا الحديثين صحيحا.
وثبت في صحيح البخاري عن كعب بن مالك في حديث التوبة قال: وكان رسول الله إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر، وقد تقدم الحديث بتمامه.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا سعيد، ثنا يونس ابن أبي يعفور العبدي عن ابن إسحاق الهمداني، عن امرأة من همدان سماها قالت: حججت مع رسول الله فرأيته على بعير له يطوف بالكعبة بيده محجن عليه بردان أحمران يكاد يمس منكبه، إذا مر بالحجر استلمه بالمحجن، ثم يرفعه إليه فيقبله.
قال أبو إسحاق: فقلت لها: شبهته؟
قالت: كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا عبد الله بن موسى التيمي، ثنا أسامة بن زيد عن أبي عبيدة ابن محمد بن عمار بن ياسر قال: قلت للربيع بنت معوذ: صفي لي رسول الله .
قالت: يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة.
ورواه البيهقي من حديث يعقوب بن محمد الزهري عن عبد الله بن موسى التيمي بسنده فقالت: لو رأيته لقلت الشمس طالعة.
وثبت في الصحيحين من حديث الزهري عن عروة، عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله مسرورا تبرق أسارير وجهه. الحديث.
صفة لون رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال البخاري: ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث عن خالد - هو ابن يزيد - عن سعيد - يعني: ابن هلال -، عن ربيعة ابن أبي عبد الرحمن قال: سمعت أنس بن مالك يصف النبي قال: كان ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا بآدم، ليس بجعد قطط ولا سبط رجل، أنزل عليه وهو ابن أربعين فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه، وبالمدينة عشر سنين، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.
قال ربيعة: فرأيت شعرا من شعره فإذا هو أحمر، فسألت فقيل: أحمر من الطيب.
ثم قال البخاري: ثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك بن أنس عن ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول: كان رسول الله ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وليس بالأبيض الأمهق ولا بالآدم، وليس بالجعد القطط ولا بالسبط، بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين، فتوفاه الله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.
وكذا رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك.
ورواه أيضا عن قتيبة، ويحيى بن أيوب وعلي بن حجر، ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر، وعن القاسم بن زكريا عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، ثلاثتهم عن ربيعة به.
ورواه الترمذي والنسائي جميعا عن قتيبة عن مالك به.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
قال الحافظ البيهقي: ورواه ثابت عن أنس فقال: كان أزهر اللون.
قال: ورواه حميد كما أخبرنا، ثم ساق بإسناده عن يعقوب بن سفيان، حدثني عمرو بن عون وسعيد بن منصور قالا: حدثنا خالد بن عبد الله عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله أسمر اللون.
وهكذا روى هذا الحديث الحافظ أبو بكر البزار عن علي، عن خالد بن عبد الله، عن حميد، عن أنس، وحدثناه محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب قال: حدثنا حميد عن أنس قال: لم يكن رسول الله بالطويل ولا بالقصير، وكان إذا مشى تكفأ، وكان أسمر اللون.
ثم قال البزار: لا نعلم رواه عن حميد إلا خالد وعبد الوهاب.
ثم قال البيهقي رحمه الله: أخبرنا أبو الحسين ابن بشران، أنا أبو جعفر البزار، ثنا يحيى بن جعفر، ثنا علي بن عاصم، ثنا حميد سمعت أنس بن مالك يقول، فذكر الحديث في صفة النبي قال: كان أبيض بياضه إلى السمرة.
قلت: وهذا السياق أحسن من الذي قبله؛ وهو يقتضي أن السمرة التي كانت تعلو وجهه عليه السلام من كثرة أسفاره، وبروزه للشمس، والله أعلم.
فقد قال يعقوب بن سفيان الفسوي أيضا: حدثني عمرو بن عون وسعيد بن منصور قالا: ثنا خالد بن عبد الله بن الجريري عن أبي الطفيل قال: رأيت النبي ولم يبق أحد رآه غيري.
فقلنا له: صف لنا رسول الله .
فقال: كان أبيض مليح الوجه.
ورواه مسلم عن سعيد بن منصور به.
ورواه أيضا أبو داود من حديث سعيد بن أياس الجريري عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي قال: كان رسول الله أبيض مليحا إذا مشى كأنما ينحط في صبوب.
لفظ أبي داود.
وقال الإمام أحمد: حدثنا زيد بن هارون، حدثنا الجريري قال: كنت أطوف مع أبي الطفيل فقال: ما بقي أحد رأى رسول الله غيري.
قلت: ورأيته؟
قال: نعم.
قال: قلت: كيف كانت صفته؟
قال: كان أبيض مليحا مقصدا.
وقد رواه الترمذي عن سفيان بن وكيع ومحمد بن بشار، كلاهما عن يزيد بن هارون به.
وقال البيهقي: أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا عبد الله بن جعفر أو أبو الفضل محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن سلمة، ثنا واصل بن عبد الأعلى الأسدي، ثنا محمد بن فضيل عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله أبيض قد شاب، وكان الحسن بن علي يشبهه.
ثم قال رواه مسلم عن واصل بن عبد الأعلى، ورواه البخاري عن عمرو بن علي، عن محمد بن فضيل، وأصل الحديث كما ذكر في الصحيحين، ولكن بلفظ آخر كما سيأتي.
وقال محمد بن إسحاق عن الزهري، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم، عن أبيه أن سراقة بن مالك قال: أتيت رسول الله فلما دنوت منه وهو على ناقته جعلت أنظر إلى ساقه كأنها جمارة.
وفي رواية يونس عن ابن إسحاق: والله لكأني أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جمارة.
قلت: - يعني: من شدة بياضها كأنها جمارة طلع النخل -.
وقال الإمام أحمد: ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية، عن مولى لهم - مزاحم ابن أبي مزاحم -، عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، عن رجل من خزاعة يقال له: محرش أو مخرش - لم يكن سفيان يقف على اسمه، وربما قال: محرش ولم أسمعه أنا -: أن النبي خرج من الجعرانة ليلا فاعتمر ثم رجع فأصبح بها كبائت، فنظرت إلى ظهره كأنها سبيكة فضة.
تفرد به أحمد.
وهكذا رواه يعقوب بن سفيان عن الحميدي، عن سفيان بن عيينة وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، حدثني عمرو بن الحارث، حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيري، أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله فقال: كان شديد البياض.
وهذا إسناد حسن ولم يخرجوه.
وقال الإمام أحمد: ثنا حسن، ثنا عبد الله بن لهيعة، ثنا أبو يونس سليم بن جبير - مولى أبي هريرة - أنه سمع أبا هريرة يقول: ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله كان كأن الشمس تجري في جبهته، وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله كأنما الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث.
ورواه الترمذي عن قتيبة، عن ابن لهيعة به.
وقال: كأن الشمس تجري في وجهه.
وقال: غريب.
ورواه البيهقي من حديث عبد الله بن المبارك عن رشدين بن سعد المصري، عن عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، عن أبي هريرة وقال: كأنما الشمس تجري في وجهه.
وكذلك رواه ابن عساكر من حديث حرملة عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، عن أبي هريرة فذكره وقال: كأنما الشمس تجري في وجهه.
وقال البيهقي: أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا حجاج، ثنا حماد عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن علي - يعني: ابن الحنفية - عن أبيه قال: كان رسول الله أزهر اللون.
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا المسعودي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز، عن نافع بن جبير، عن علي ابن أبي طالب قال: كان رسول الله مشربا وجهه حمرة.
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا ابن الأصبهاني، ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير قال: وصف لنا علي النبي فقال: كان أبيض مشرب الحمرة.
وقد رواه الترمذي بنحوه من حديث المسعودي عن عثمان بن مسلم، عن هرمز وقال: هذا حديث صحيح.
قال البيهقي: وقد روي هكذا عن علي من وجه آخر.
قلت: رواه ابن جريج عن صالح بن سعيد، عن نافع بن جبير، عن علي قال البيهقي: ويقال: إن المشرب فيه حمرة ماضحا للشمس والرياح، وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر.
صفة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر محاسنه
فرقه وجبينه وحاجبيه وعينيه وأنفه
وقد تقدم قول أبي الطفيل: كان أبيض مليح الوجه.
وقول أنس: كان أزهر اللون.
وقول البراء وقد قيل له: أكان وجه رسول الله مثل السيف - يعني: في صقاله -؟
فقال: لا، بل مثل القمر.
وقول جابر بن سمرة وقد قيل له: مثل ذلك.
فقال: لا بل مثل الشمس والقمر مستديرا.
وقول الربيع بنت معوذ: لو رأيته لقلت الشمس طالعة.
وفي رواية: لرأيت الشمس طالعة.
وقال أبو إسحاق السبيعي عن امرأة من همدان حجت مع رسول الله فسألها عنه.
فقالت: كان كالقمر ليلة البدر، لم أر قبله ولا بعده مثله.
وقال أبو هريرة: كأن الشمس تجري في وجهه.
وفي رواية: في جبهته.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان وحسن بن موسى قالا: ثنا حماد - وهو ابن سلمة - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن علي، عن أبيه قال: كان رسول الله ضخم الرأس، عظيم العينين، أهدب الأشفار، مشرب العينين بحمرة، كث اللحية، أزهر اللون، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى كأنما يمشي في صعد، وإذا التفت التفت جميعا.
تفرد به أحمد.
وقال أبو يعلى: حدثنا زكريا ويحيى الواسطي، ثنا عباد بن العوام، ثنا الحجاج عن سالم المكي، عن ابن الحنفية، عن علي أنه سئل عن صفة النبي فقال: كان لا قصيرا ولا طويلا، حسن الشعر رجله مشربا وجهه حمرة، ضخم الكراديس، شثن الكعبين والقدمين، عظيم الرأس، طويل المسربة، لم أر قبله ولا بعده مثله، إذا مشى تكفأ كأنما ينزل من صبب.
وقال محمد بن سعد عن الواقدي: حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب عن أبيه، عن جده، عن علي قال: بعثني رسول الله إلى اليمن فإني لأخطب يوما على الناس، وحبر من أحبار يهود واقف في يده سفر ينظر فيه، فلما رآني قال: صف لنا أبا القاسم.
فقال علي: رسول الله ليس بالقصير ولا بالطويل البائن، وليس بالجعد القطط ولا بالسبط، هو رجل الشعر أسوده، ضخم الرأس، مشربا لونه حمرة، عظيم الكراديس، شثن الكفين والقدمين، طويل المسربة، وهو الشعر الذي يكون من النحر إلى السرة، أهدب الأشفار، مقرون الحاجبين، صلت الجبين، بعيد ما بين المنكبين إذا مشى تكفأ كأنما ينزل من صبب، لم أر قبله مثله ولا بعده مثله.
قال علي: ثم سكت.
فقال لي الحبر: وماذا؟
قال علي: هذا ما يحضرني.
قال الحبر: في عينيه حمرة، حسن اللحية، حسن الفم، تام الأذنين، يقبل جميعا ويدبر جميعا.
فقال علي: والله هذه صفته.
قال الحبر: وشيء آخر.
قال علي: وما هو؟
قال الحبر: وفيه جناء.
قال علي: هو الذي قلت لك كأنما ينزل من صبب.
قال الحبر: فإني أجد هذه الصفة في سفر إياي ونجده يبعث في حرم الله وأمنه وموضع بيته، ثم يهاجر إلى حرم يحرمه هو ويكون له حرمة كحرمة الحرم الذي حرم الله، ونجد أنصاره الذين هاجر إليهم قوما من ولد عمر بن عامر أهل نخل، وأهل الأرض قبلهم يهود.
قال علي: هو هو، وهو رسول الله .
قال الحبر: فإني أشهد أنه نبي، وأنه رسول الله إلى الناس كافة، فعلى ذلك أحيا وعليه أموت، وعليه أبعث إن شاء الله.
قال: فكان يأتي عليا فيعلمه القرآن، ويخبره بشرائع الإسلام، ثم خرج علي والحبر من هنالك حتى مات في خلافة أبي بكر، وهو مؤمن برسول الله مصدق به.
وهذه الصفة قد وردت عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب من طرق متعددة سيأتي ذكرها.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا خالد بن عبد الله عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب، عن أبيه، عن جده قال: سئل أو قيل لعلي: انعت لنا رسول الله.
فقال: كان أبيض مشربا بياضه حمرة، وكان أسود الحدقة أهدب الأشفار.
قال يعقوب: وحدثنا عبد الله بن سلمة وسعيد بن منصور قالا: ثنا عيسى بن يونس، ثنا عمر بن عبد الله - مولى عفرة - عن إبراهيم بن محمد عن ولد علي قال: كان علي إذا نعت رسول الله.
قال: كان في الوجه تدوير، أبيض، أدعج العينين، أهدب الأشفار.
قال الجوهري: الدعج شدة سواد العينين مع سعتها.
وقال أبو داود الطيالسي: ثنا شعبة، أخبرني سماك سمعت جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله أشهل العينين، منهوس العقب، ضليع الفم.
هكذا وقع في رواية أبي داود عن شعبة: أشهل العينين.
قال أبو عبيد: والشهلة حمرة في سواد العين، والشكلة حمرة في بياض العين.
قلت: وقد روى هذا الحديث مسلم في صحيحه عن أبي موسى وبندار، كلاهما عن أحمد بن منيع، عن أبي قطن، عن شعبة به.
وقال: أشكل العينين.
وقال: حسن صحيح.
ووقع في صحيح مسلم تفسير الشكلة بطول أشفار العينين، وهو من بعض الرواة، وقول أبي عبيد حمرة في بياض العين أشهر وأصح، وذلك يدل على القوة والشجاعة، والله تعالى أعلم.
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثني عمرو بن الحرث، حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي، حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله فقال: كان مفاض الجبين أهدب الأشفار.
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا أبو غسان، ثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي، حدثني رجل بمكة عن ابن لأبي هالة التميمي، عن الحسن بن علي، عن خاله قال: كان رسول الله واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان.
وقال يعقوب: ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا عبد العزيز ابن أبي ثابت الزهري، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس قال: كان رسول الله أفلج الثنيتين، وكان إذا تكلم رئي كالنور بين ثناياه.
ورواه الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن إبراهيم بن المنذر به.
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ثنا عباد بن حجاج عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: كنت إذا نظرت المنذر به رسول الله قلت: أكحل العينين وليس بأكحل، وكان في ساقي رسول الله حموشة، وكان لا يضحك إلا تبسما.
وقال الإمام أحمد: ثنا وكيع، حدثني مجمع بن يحيى عن عبد الله بن عمران الأنصاري، عن علي والمسعودي، عن عثمان بن عبد الله، عن هرمز، عن نافع بن جبير، عن علي قال: كان رسول الله ليس بالقصير ولا بالطويل، ضخم الرأس واللحية، شثن الكفين والقدمين، والكراديس مشربا وجهه حمرة، طويل المسربة، إذا مشى تكفأ كأنما يقلع من صخر لم أر قبله ولا بعده مثله.
قال ابن عساكر: وقد رواه عبد الله بن داود الخريبي عن مجمع، فأدخل بين ابن عمران وبين علي رجلا غير مسمى، ثم أسند من طريق عمرو بن علي الفلاس عن عبد الله بن داود، ثنا مجمع بن يحيى الأنصاري عن عبد الله بن عمران، عن رجل من الأنصار قال: سألت علي ابن أبي طالب، وهو محتب بحمالة سيفه في مسجد الكوفة عن نعت رسول الله؟
فقال: كان أبيض اللون مشربا حمرة، أدعج العينين، سبط الشعر، دقيق المسربة، سهل الخد، كث اللحية، ذا وفرة كأن عنقه إبريق فضة، له شعر من لبته إلى سرته كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شثن الكفين والقدم، إذا مشى كأنما ينحدر من صبب، وإذا مشى كأنما يتقلع من صخر، وإذا التفت التفت جميعا، ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بالعاجز ولا اللأم، كأن عرقه في وجهه اللؤلؤ، ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر لم أر قبله ولا بعده مثله.
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا سعيد بن منصور، ثنا نوح بن قيس الحرني، ثنا خالد بن خالد التميمي عن يوسف بن مازن المازني أن رجلا قال لعلي: يا أمير المؤمنين إنعت لنا رسول الله.
قال: كان أبيض مشربا حمرة، ضخم الهامة، أغر، أبلج، أهدب الأشفار.
وقال الإمام أحمد: ثنا أسود بن عامر، ثنا شريك عن ابن عمير قال شريك: قلت له: عمن يا أبا عمير، عمن حدثه؟.
قال: عن نافع بن جبير، عن أبيه، عن علي قال: كان رسول الله ضخم الهامة، مشربا حمرة، شثن الكفين والقدمين، ضخم اللحية، طويل، لم أر قبله مثله ولا بعده.
وقد روي لهذا شواهد كثيرة عن علي، وروي عن عمر نحوه.
وقال الواقدي: ثنا بكير بن مسمار عن زياد بن سعد قال: سألت سعد ابن أبي وقاص هل خضب رسول الله؟
قال: لا، ولا هم به، كان شيبه في عنفقته وناصيته لو أشاء أن أعدها لعددتها.
قلت: فما صفته؟
قال: كان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق ولا بالآدم، ولا بالسبط ولا بالقطط، وكانت لحيته حسنة وجبينه صلتا مشربا بحمرة، شثن الأصابع، شديد سواد الرأس واللحية.
وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: ثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا يحيى بن حاتم العسكري، ثنا بسر بن مهران، ثنا شريك عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود قال: إن أول شيء علمته من رسول الله قدمت مكة في عمومة لي فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه، وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه، أقنى الأنف، براق الثنايا، أدعج العينين، كث اللحية، دقيق المسربة، شثن الكفين والقدمين، عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر.
وذكر تمام الحديث وطوافه عليه السلام بالبيت وصلاته عنده هو وخديجة وعلي ابن أبي طالب، وأنهم سألوا العباس عنه.
فقال: هذا هو ابن أخي: محمد بن عبد الله، وهو يزعم أن الله أرسله إلى الناس.
وقال الإمام أحمد: ثنا جعفر، ثنا عوف ابن أبي جميلة عن يزيد الفارسي قال: رأيت رسول الله في النوم في زمن ابن عباس قال: وكان يزيد يكتب المصاحف.
قال: فقلت لابن عباس: إني رأيت رسول الله في النوم.
قال ابن عباس: فإن رسول الله كان يقول: « إن الشيطان لا يستطيع أمية يتشبه بي، فمن رآني فقد رآني » هل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت؟
قال: قلت: نعم رأيت رجلا بين الرجلين جسمه، ولحمه أسمر إلى البياض، حسن الضحك، أكحل العينين، جميل دوائر الوجه، قد ملأت لحمتيه من هذه إلى هذه، حتى كادت تملأ نحره.
قال عوف: لا أدري ما كان مع هذا من النعت.
قال: فقال ابن عباس: لو رأيته في اليقظة، ما استطعت أن تنعته فوق هذا.
وقال محمد بن يحيى الذهلي: ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر عن الزهري قال: سئل أبو هريرة عن صفة رسول الله فقال: أحسن الصفة وأجملها، كان ربعة إلى الطول، ما هو بعيد ما بين المنكبين، أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العين، أهدب الأشفار، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها، ليس لها أخمص، إذا وضع رداءه على منكبيه فكأنه سبيكة فضة، وإذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر، لم أر قبله ولا بعده مثله.
وقد رواه محمد بن يحيى من وجه آخر متصل فقال: ثنا إسحاق بن إبراهيم - يعني: الزبيدي - حدثني عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فذكر نحو ما تقدم.
ورواه الذهلي عن إسحاق بن راهويه، عن النضر بن شميل، عن صالح، عن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله كأنما صيغ من فضة، رجل الشعر، مفاض البطن، عظيم مشاش المنكبين، يطأ بقدمه جميعا، إذا أقبل أقبل جميعا، وإذا أدبر أدبر جميعا.
ورواه الواقدي: حدثني عبد الملك عن سعيد بن عبيد بن السباق، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ششن القدمين والكفين، ضخم الساقين، عظيم الساعدين، ضخم العضدين والمنكبين بعيد ما بينهما، رحب الصدر، رجل الرأس، أهدب العينين، حسن الفم، حسن اللحية، تام الأذنين، ربعة من القوم، لا طويل ولا قصير، أحسن الناس لونا، يقبل معا ويدبر معا، لم أر مثله ولم أسمع بمثله.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنا أبو عبد الرحمن السلمي، ثنا أبو الحسن المحمودي المروزي، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ، ثنا محمد بن المثنى، ثنا عثمان بن عمر، ثنا حرب بن سريج - صاحب الحلواني -، حدثني رجل بلعدر به، حدثني جدي قال: انطلقت إلى المدينة أذكر الحديث في رؤية رسول الله قال: فإذا رجل حسن الجسم، عظيم الجمة، دقيق الأنف، دقيق الحاجبين، وإذا من لدن نحره إلى سرته كالخيط الممدود، شعره ورأسه من طمرين، فدنا مني وقال: السلام عليك.
ذكر شعره عليه السلام
قد ثبت في الصحيحين من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: كان رسول الله يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فسدل رسول الله ثم فرق بعده.
وقال الإمام أحمد: ثنا حماد بن خالد، ثنا مالك، ثنا زياد بن سعد عن الزهري، عن أنس أن رسول الله سدل ناصيته ما شاء أن يسدل، ثم فرق بعد.
تفرد به من هذا الوجه.
وقال محمد بن إسحاق بن جعفر بن الزبير عن عروة، عن عائشة قالت: أنا فرقت لرسول الله رأسه، صدعت فرقه عن يافوخه وأرسلت ناصيته بين عينيه.
قال ابن إسحاق: وقد قال محمد بن جعفر بن الزبير - وكان فقيها مسلما -: ما هي إلا سيما من سيما النصارى تمسكت بها النصارى من الناس.
وثبت في الصحيحين عن البراء أن رسول الله كان يضرب شعره إلى منكبيه.
وجاء في الصحيح عنه وعن غيره: إلى أنصاف أذنيه.
ولا منافاة بين الحالين، فإن الشعر تارة يطول، وتارة يقصر منه، فكل حكى بحسب ما رأى.
وقال أبو داود: ثنا ابن نفيل، ثنا عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان شعر رسول الله فوق الوفرة ودون الجمة.
وقد ثبت أنه عليه السلام حلق جميع رأسه في حجة الوداع، وقد مات بعد ذلك بأحد وثمانين يوما - صلوات الله وسلامه عليه - دائما إلى يوم الدين.
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا عبد الله بن مسلم ويحيى بن عبد الحميد قالا: ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: قالت أم هانئ: قدم النبي مكة قدمة وله أربع غدائر - تعني: ضفائر -.
وروى الترمذي من حديث سفيان بن عيينة، وثبت في الصحيحين من حديث ربيعة عن أنس قال بعد ذكره شعر رسول الله أنه ليس بالسبط ولا بالقطط قال: وتوفاه الله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.
وفي صحيح البخاري من حديث أيوب عن ابن سيرين أنه قال: قلت لأنس: أخضب رسول الله؟
قال: إنه لم ير من الشيب إلا قليلا.
وكذا روى هو ومسلم من طريق حماد بن زيد عن ثابت، عن أنس.
وقال حماد بن سلمة عن ثابت: قيل لأنس: هل كان شاب رسول الله؟
فقال: ما شانه الله بالشيب ما كان في رأسه إلا سبع عشرة أو ثماني عشرة شعرة.
وعند مسلم من طريق المثنى بن سعيد عن قتادة، عن أنس أن رسول الله لم يختضب إنما كان شمط عند العنفقة يسيرا، وفي الصدغين يسيرا، وفي الرأس يسيرا.
وقال البخاري: ثنا أبو نعيم، ثنا همام عن قتادة قال: سألت أنسا هل خضب رسول الله ؟
قال: لا، إنما كان شيء في صدغيه.
وروى البخاري عن عصام بن خالد، عن جرير بن عثمان قال: قلت لعبد الله بن بسر السلمي رأيت رسول الله أكان شيخا؟
قال: كان في عنفقته شعرات بيض.
وتقدم عن جابر بن سمرة مثله.
وفي الصحيحين من حديث أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله هذه منه بيضاء - يعني: عنفقته -.
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة السكري، عن عثمان بن عبد الله بن موهب القرشي قال: دخلنا على أم سلمة، فأخرجت إلينا من شعر رسول الله فإذا هو أحمر مصبوغ بالحناء والكتم.
رواه البخاري عن إسماعيل بن موسى، عن سلام ابن أبي مطيع، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن أم سلمة به.
وقال البيهقي: أنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا يحيى بن بكير، ثنا إسرائيل عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: كان عند أم سلمة جلجل من فضة ضخم فيه من شعر رسول الله، فكان إذا أصاب إنسانا الحمى بعث إليها فحضحضته فيه، ثم ينضحه الرجل على وجهه.
قال: فبعثني أهلي إليها، فأخرجته فإذا هو هكذا - وأشار إسرائيل بثلاث أصابع - وكان فيه خمس شعرات حمر.
رواه البخاري عن مالك بن إسماعيل، عن إسرائيل.
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا أبو نعيم، ثنا عبيد الله بن إياد، حدثني إياد عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله فلما رأيته قال: هل تدري من هذا؟
قلت: لا.
قال: إن هذا رسول الله، فاقشعررت حين قال ذلك، وكنت أظن أن رسول شيء لا يشبه الناس، فإذا هو بشر ذو وفرة بها ردع من حناء، وعليه بردان أخضران.
ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث عبيد الله بن إياد بن لقيط عن أبيه، عن أبي رمثة - واسمه: حبيب بن حيان - ويقال: رفاعة بن يثربي.
وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث إياد كذا قال.
وقد رواه النسائي أيضا من حديث سفيان الثوري وعبد الملك بن عمير، كلاهما عن إياد بن لقيط به ببعضه.
ورواه يعقوب بن سفيان أيضا عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن أبي سفيان الحميري، عن الضحاك بن حمزة بن غيلان بن جامع، عن إياد بن لقيط بن أبي رمثة قال: كان رسول الله يخضب بالحناء والكتم، وكان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه.
وقال أبو داود: ثنا عبد الرحيم بن مطرف بن سفيان، ثنا عمرو بن محمد، أنا ابن أبي داود عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله كان يلبس النعال السبتية، ويصفر لحيته بالورس والزعفران، وكان ابن عمر يفعل ذلك.
ورواه النسائي عن عبدة بن عبد الرحيم المروزي، عن عمرو بن محمد المنقري به.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم، ثنا الحسن بن محمد بن زياد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا يحيى بن آدم.
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، أنا يعقوب بن سفيان، حدثني أبو جعفر محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا شريك عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان شيب رسول الله نحوا من عشرين شعرة.
وفي رواية إسحاق: رأيت شيب رسول الله نحوا من عشرين شعرة بيضاء في مقدمه.
قال البيهقي: وحدثنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أحمد بن سلمان الفقيه، ثنا هلال بن العلاء الرقي، ثنا حسين بن عياش الرقي، ثنا جعفر بن برقان، ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل قال: قدم أنس بن مالك المدينة، وعمر بن عبد العزيز وال عليها فبعث إليه عمر وقال للرسول: سله هل خضب رسول الله فإني رأيت شعرا من شعره قد لون.
فقال أنس: إن رسول الله قد منع بالسواد، ولو عددت ما أقبل على من شيبه في رأسه ولحيته ما كنت أزيد على إحدى عشرة شيبة، وإنما هو الذي لون من الطيب الذي كان يطيب به شعر رسول الله هو الذي غير لونه.
قلت: ونفي أنس للخضاب معارض بما تقدم عن غيره من إثباته، والقاعدة المقررة أن الإثبات مقدم على النفي، لأن المثبت معه زيادة علم ليست عند النافي، وهكذا إثبات غيره لزيادة ما ذكر من السبب مقدم، لا سيما عن ابن عمر الذي المظنون أنه تلقى ذلك عن أخته أم المؤمنين حفصة، فإن اطلاعها أتم من إطلاع أنس، لأنها ربما أنها فلت رأسه الكريم عليه الصلاة والسلام.
ما ورد في منكبيه وساعديه وإبطيه وقدميه وكعبيه صلى الله عليه وسلم
قد تقدم ما أخرج البخاري ومسلم من حديث شعبة عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله مربوعا بعيدا ما بين المنكبين.
وروى البخاري عن أبي النعمان، عن جرير، عن قتادة، عن أنس قال: كان النبي ضخم الرأس والقدمين سبط الكفين.
وتقدم من غير وجه أنه عليه السلام كان شثن الكفين والقدمين.
وفي رواية: ضخم الكفين والقدمين.
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا آدم وعاصم بن علي قالا: ثنا ابن أبي ذئب، ثنا صالح - مولى التوأمة - قال: كان أبو هريرة ينعت رسول الله قال: كان شبح الذراعين بعيد ما بين المنكبين، أهدب أشفار العينين.
وفي حديث نافع بن جبير عن علي قال: كان رسول الله شثن الكفين والقدمين، ضخم الكراديس، طويل المسربة.
وتقدم في حديث حجاج عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: كان في ساقي رسول الله حموشة.
أي: لم يكونا ضخمين.
وقال سراقة بن مالك بن جعشم: فنظرت إلى ساقيه.
وفي رواية: قدميه في الغرز - يعني: الركاب - كأنهما جمارة - أي: جمارة النخل من بياضهما -.
وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة: كان ضليع الفم - وفسره: بأنه عظيم الفم -، أشكل العينين - وفسره: بأنه طويل شق العينين -، منهوس العقب - وفسره: بأنه قليل لحم العقب - وهذا أنسب وأحسن في حق الرجال.
وقال الحارث ابن أبي أسامة: ثنا عبد الله بن بكر، ثنا حميد عن أنس قال: أخذت أم سليم بيدي مقدم رسول الله المدينة فقالت: يا رسول الله هذا أنس غلام كاتب يخدمك.
قال: فخدمته تسع سنين، فما قال لشيء صنعت: « أسأت، ولا بئس ما صنعت » ولا مسست شيئا قط خزا ولا حريرا ألين من كف رسول الله، ولا شممت رائحة قط مسكا ولا عنبرا أطيب من رائحة رسول الله .
وهكذا رواه معتمر بن سليمان، وعلي بن عاصم، ومروان بن معاوية الفزاري، وإبراهيم بن طهمان، كلهم عن حميد، عن أنس في لين كفه عليه السلام وطيب رائحته - صلاة الله وسلامه عليه -.
وفي حديث الزبيدي عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة أن رسول الله كان يطأ بقدمه كلها ليس لها أخمص، وقد جاء خلاف هذا كما سيأتي.
وقال يزيد بن هارون: حدثني عبد الله بن يزيد بن مقسم قال: حدثتني عمتي سارة بنت مقسم عن ميمونة بنت كردم قالت: رأيت رسول الله بمكة وهو على ناقة، وأنا مع أبي، وبيد رسول الله درة كدرة الكتاب، فدنا منه أبي فأخذ يقدمه، فأقر له رسول الله قالت: فما نسيت طول إصبع قدمه السبابة على سائر أصابعه.
ورواه الإمام أحمد عن يزيد بن هارون مطولا.
ورواه أبو داود من حديث يزيد بن هارون ببعضه، وعن أحمد بن صالح عن عبد الرزاق، عن ابن جريح، عن إبراهيم بن ميسرة، عن خالته عنها.
ورواه ابن ماجه من وجه آخر عنها، والله أعلم.
وقال البيهقي: أنا علي بن أحمد بن عبد الله بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا محمد بن إسحاق أبو بكر، ثنا سلمة بن حفص السعدي، ثنا يحيى بن اليمان، ثنا إسرائيل عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: كانت إصبع لرسول الله خنصره من رجله متظاهرة.
وهذا حديث غريب.
قوامه عليه السلام وطيب رائحته
في صحيح البخاري من حديث ربيعة عن أنس قال: كان رسول الله ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير.
وقال أبو إسحاق: عن البراء كان رسول الله أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل ولا بالقصير.
أخرجاه في الصحيحين.
وقال نافع بن جبير عن علي: كان رسول الله ليس بالطويل ولا بالقصير، لم أر قبله ولا بعده مثله.
وقال سعيد بن منصور عن خالد بن عبد الله، عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: كان رسول الله ليس بالطويل ولا بالقصير، وهو إلى الطول أقرب، وكان عرقه كاللؤلؤ، الحديث.
وقال سعيد عن روح بن قيس، عن خالد بن خالد التميمي، عن يوسف بن مازن الراسبي، عن علي قال: كان رسول الله ليس بالذاهب طولا وفوق الربعة، إذا جاء مع القوم غمرهم، وكان عرقه في وجهه كاللؤلؤ، الحديث.
وقال الزبيدي عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ربعة وهو إلى الطول أقرب، وكان يقبل جميعا ويدبر جميعا، لم أر قبله ولا بعده مثله.
وثبت في البخاري من حديث حماد بن زيد عن ثابت، عن أنس قال: ما مسست بيدي ديباجا، ولا حريرا، ولا شيئا ألين من كف رسول الله، ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول الله .
ورواه مسلم من حديث سليمان بن المغيرة: عن ثابت، عن أنس به.
ورواه مسلم أيضا من حديث حماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس قال: كان رسول الله أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، وما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله، ولا شممت مسكا ولا عنبرا، أطيب من رائحة رسول الله .
وقال أحمد: ثنا ابن أبي عدي، ثنا حميد عن أنس قال: ما مسست شيئا قط خزا ولا حريرا ألين من كف رسول الله ، ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول الله .
والإسناد ثلاثي على شرط الصحيحين، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.
وقال يعقوب بن سفيان: أنا عمرو بن حماد بن طلحة الفناد.
وأخرجه البيهقي من حديث أحمد بن حازم ابن أبي عروة عنه قال: ثنا أسباط بن نصر عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا، واحدا قال: وأما أنا فمسح خدي، فوجدت ليده بردا وريحا كأنما أخرجها من جونة عطار.
ورواه مسلم عن عمرة بن حماد به نحوه.
وقال الإمام أحمد: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة وحجاج، أخبرني شعبة عن الحكم سمعت أبا جحيفة قال: خرج رسول الله بالهاجرة السلمي البطحاء، فتوضأ وصلى الظهر ركعتين، وبين يديه عنزة.
زاد فيه عون عن أبيه: يمر من ورائها الحمار والمرأة.
قال حجاج في الحديث: ثم قام الناس فجعلوا يأخذون يده فيمسحون بها وجوههم.
قال: فأخذت يده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك.
وهكذا رواه البخاري عن الحسن بن منصور، عن حجاج بن محمد الأعورعن شعبة فذكر مثله سواء، وأصل الحديث في الصحيحين أيضا.
وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، أنا هشام بن حسان وشعبة وشريك عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد، عن أبيه - يعني: يزيد بن الأسود - قال: صلى رسول الله بمنى فانحرف فرأى رجلين من وراء الناس، فدعا بهما فجيئا ترعد فرائصهما.
فقال: « ما منعكما أن تصليا مع الناس؟ ».
قالا: يا رسول الله إنا كنا قد صلينا في الرحال.
قال: « فلا تفعلا، إذا صلى أحدكم في رحله، ثم أدرك الصلاة مع الإمام فليصلها معه فإنها له نافلة ».
قال: فقال أحدهما: استغفر لي يا رسول الله فاستغفر له.
قال: ونهض الناس إلى رسول الله ونهضت معهم وأنا يومئذ أشب الرجال وأجلده.
قال: فما زلت أزحم الناس حتى وصلت إلى رسول الله فأخذت بيده فوضعتها إما على وجهي أو صدري.
قال: فما وجدت شيئا أطيب ولا أبرد من يد رسول الله .
قال: وهو يومئذ في مسجد الخيف.
ثم رواه أيضا عن أسود بن عامر وأبي النضر عن شعبة، عن يعلى بن عطاء سمعت جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه أنه صلى مع رسول الله الصبح، فذكر الحديث.
قال: ثم ثار الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم.
قال: فأخذت بيده فمسحت بها وجهي، فوجدتها أبرد من الثلج، وأطيب ريحا من المسك.
وقد رواه أبو داود من حديث شعبة والترمذي، والنسائي، من حديث هشيم عن يعلى به.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو نعيم، ثنا مسعر عن عبد الجبار بن وائل بن حجر قال: حدثني أهلي عن أبي قال: أتى رسول الله بدلو من ماء فشرب منه، ثم مج في الدلو ثم صب في البئر، أو شرب من الدلو ثم مج في البئر، ففاح منها ريح المسك.
وهذا رواه البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان عن أبي النعيم - وهو الفضل بن دكين -.
وقال الإمام أحمد: ثنا هاشم، ثنا سليمان عن ثابت، عن أنس قال: كان رسول الله إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها فربما جاءوه في الغداة الباردة، فيمس يده فيها.
ورواه مسلم من حديث أبي النضر هاشم بن القاسم به.
وقال الإمام أحمد: حدثنا حجين بن المثنى، ثنا عبد العزيز - يعني: ابن أبي سلمة الماجشون - عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أنس قال: كان رسول الله يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه.
قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فأتت فقيل لها: هذا رسول الله نائم في بيتك على فراشك.
قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عبيرتها، فجعلت تنشف ذلك العرق فتصره في قواريرها، ففزع النبي فقال: « ما تصنعين يا أم سليم؟ ».
فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا.
قال: « أصبت ».
ورواه مسلم عن محمد بن رافع، عن حجين به.
وقال أحمد: ثنا هاشم بن القاسم، ثنا سليمان عن ثابت، عن أنس قال: دخل علينا رسول الله ، فقال عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ رسول الله فقال: « يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ ».
قالت: عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب.
ورواه مسلم عن زهير بن حرب، عن أبي النضر هاشم بن القاسم به.
وقال أحمد: ثنا إسحاق بن منصور - يعني: السلولي - ثنا عمارة - يعني: ابن زاذان - عن ثابت، عن أنس قال: كان رسول الله يقيل عند أم سليم، وكان من أكثر الناس عرقا، فاتخذت له نطعا وكان يقيل عليه، وحطت بين رجليه حطا وكانت تنشف العرق فتأخذه.
فقال: « ما هذا يا أم سليم؟ ».
قالت: عرقك يا رسول الله أجعله في طيبي.
قال: فدعا لها بدعاء حسن.
تفرد به أحمد من هذا الوجه.
وقال أحمد: ثنا محمد بن عبد الله، ثنا حميد عن أنس قال: كان رسول الله إذا نام ذا عرق، فتأخذ عرقه بقطنة في قارورة فتجعله في مسكها.
وهذا إسناد ثلاثي على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولا أحد منهما.
وقال البيهقي: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عمرو المغربي، أنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة.
وقال مسلم: ثنا أبو بكر ابن شيبة، ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا أيوب عن أبي قلابة، عن أنس، عن أم سليم أن رسول الله كان يأتيها فيقيل عندها، فتبسط له نطعا فيقيل عليه، وكان كثير العرق، فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير.
فقال رسول الله : « يا أم سليم ما هذا؟ ».
فقالت: عرقك أدوف به طيبي.
لفظ مسلم.
وقال أبو يعلى الموصلي في مسنده: ثنا بسر، ثنا حليس بن غالب، ثنا سفيان الثوري عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إني زوجت ابنتي وأنا أحب أن تعينني بشيء قال: « ما عندي شيء ولكن إذا كان غد فأتني بقارورة واسعة الرأس، وعود شجرة وآية بيني وبينك أن تدق ناحية الباب ».
قال: فأتاه بقارورة واسعة الرأس، وعود شجرة.
قال: فجعل يسلت العرق من ذراعيه حتى امتلأت القارورة.
قال: « فخذها ومر ابنتك أن تغمس هذا العود في القارورة وتطيب به ».
قال: فكانت إذا تطيبت به شم أهل المدينة رائحة الطيب، فسموا بيوت المطيبين.
هذا حديث غريب جدا.
وقد قال الحافظ أبو بكر البزار: ثنا محمد بن هشام، ثنا موسى بن عبد الله، ثنا عمر بن سعيد عن سعيد، عن قتادة، عن أنس قال: كان رسول الله إذا مر في طريق من طرق المدينة وجدوا منه رائحة الطيب.
وقالوا: مر رسول الله في هذا الطريق.
ثم قال: وهذا الحديث رواه أيضا معاذ بن هشام عن أبيه، عن قتادة، عن أنس أن رسول الله كان يعرف بريح الطيب، كان رسول الله طيبا وريحه طيب، وكان مع ذلك يحب الطيب أيضا.
قال الإمام أحمد: ثنا أبو عبيدة عن سلام أبي المنذر، عن ثابت، عن أنس أن النبي قال: « حبب إلى النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة ».
ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، ثنا سلام أبو المنذر القاري عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله : « إنما حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة ».
وهكذا رواه النسائي بهذا اللفظ عن الحسين بن عيسى القرشي، عن عفان بن مسلم، عن سلام بن سليمان أبي المنذر القاري البصري، عن ثابت، عن أنس فذكره.
وقد روى من وجه آخر بلفظ: « حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعل قرة عيني في الصلاة ».
وليس بمحفوظ بهذا فإن الصلاة ليست من أمور الدنيا، وإنما هي من أهم شؤون الآخرة، والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب شمائل رسول الله وصفاته الخلقية / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الخامس /(البداية والنهاية)
» باب ما أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أعطي الأنبياء قبله / الجزء السادس / (البداية والنهاية)
» قدوم رسول ملوك حمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» قدوم رسول قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» باب البينة على ذكر معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: