ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 آخر الناس به عهدا لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

آخر الناس به عهدا لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية) Empty
مُساهمةموضوع: آخر الناس به عهدا لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)   آخر الناس به عهدا لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية) Emptyالجمعة ديسمبر 25, 2009 10:44 am

آخر الناس به عهدا لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية) Kunoooz5afd32617b
آخر الناس به عهدا لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
قال الإمام أحمد: ثنا يعقوب، ثنا أبي عن ابن إسحاق، حدثني أبي إسحاق بن يسار، عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن مولاه عبد الله بن الحارث قال: اعتمرت مع علي في زمان عمر أو زمان عثمان، فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب، فلما فرغ من عمرته رجع فسكبت له غسلا فاغتسل، فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا: يا أبا حسن جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه.
قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله .
قالوا: أجل!عن ذلك جئنا نسألك.
قال: أحدث الناس عهدا برسول الله قثم بن عباس.
تفرد به أحمد من هذا الوجه.
وقد رواه يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق به مثله سواء، إلا أنه قال قبله: عن ابن إسحاق قال: وكان المغيرة بن شعبة يقول: أخذت خاتمي فألقيته في قبر رسول الله وقلت حين خرج القوم: إن خاتمي قد سقط في القبر، وإنما طرحته عمدا لأمس رسول الله فأكون آخر الناس عهدا به.
قال ابن إسحاق: فحدثني والدي إسحاق بن يسار عن مقسم، عن مولاه، عن عبد الله بن الحارث قال: اعتمرت مع علي، فذكر ما تقدم.
وهذا الذي ذكر عن المغيرة بن شعبة لا يقتضي أنه حصل له ما أمله، فإنه قد يكون علي رضي الله عنه لم يمكنه النزول في القبر، بل أمر غيره فناوله إياه، وعلى ما تقدم يكون الذي أمره بمناولته له: قثم بن عباس.
وقد قال الواقدي: حدثني عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: ألقى المغيرة بن شعبة خاتمه في قبر رسول الله .
فقال علي: إنما ألقيته لتقول نزلت في قبر النبي فنزل فأعطاه، أو أمر رجلا فأعطاه.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا بهز وأبو كامل قالا: ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني، عن أبي عسيب أو أبي غنم قال بهز: إنه شهد الصلاة على النبي .
قالوا: كيف نصلي؟
قال: إدخلوا أرسالا، أرسالا فكانوا يدخلون من هذا الباب، فيصلون عليه، ثم يخرجون من الباب الآخر.
قال: فلما وضع في لحده قال المغيرة: قد بقي من رجليه شيء لم تصلحوه، قالوا: فادخل فأصلحه، فدخل وأدخل يده فمس قدميه عليه السلام.
فقال: أهيلوا علي التراب، فأهالوا عليه حتى بلغ إلى أنصاف ساقيه، ثم خرج فكان يقول أنا أحدثكم عهدا برسول الله .
متى وقع دفنه عليه الصلاة والسلام
وقال يونس عن ابن إسحاق، حدثتني فاطمة بنت محمد - امرأة عبد الله ابن أبي بكر - وأدخلني عليها حتى سمعته منها عن عمرة، عن عائشة أنها قالت: ما علمنا بدفن النبي حتى سمعنا صوة المساحي في جوف ليلة الأربعاء.
وقال الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة عن الحليس بن هشام، عن عبد الله بن وهب، عن أم سلمة قالت: بينا نحن مجتمعون نبكي لم ننم، ورسول الله في بيوتنا، ونحن نتسلى برؤيته على السرير، إذ سمعنا صوت الكرارين في السحر قالت أم سلمة: فصحنا، وصاح أهل المسجد فارتجت المدينة صيحة واحدة، وأذن بلال بالفجر، فلما ذكر النبي بكى وانتحب، فزادنا حزنا، وعالج الناس الدخول إلى قبره فغلق دونهم، فيالها من مصيبة ما أصبنا بعدها بمصيبة إلا هانت إذا ذكرنا مصيبتنا به .
وقد روى الإمام أحمد من حديث محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله توفي يوم الإثنين، ودفن ليلة الأربعاء، وقد تقدم مثله في غير ما حديث وهو الذي نص عليه غير واحد من الأئمة سلفا وخلفا، منهم: سليمان بن طرخان التيمي، وجعفر بن محمد الصادق، وابن إسحاق، وموسى بن عقبة، وغيرهم.
وقد روى يعقوب بن سفيان عن عبد الحميد، عن بكار، عن محمد بن شعيب، عن الأوزاعي أنه قال: توفي رسول الله يوم الإثنين قبل أن ينتصف النهار، ودفن يوم الثلاثاء.
وهكذا روى الإمام أحمد عن عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: أخبرت أن رسول الله مات في الضحى يوم الإثنين، ودفن من الغد في الضحى.
وقال يعقوب: حدثنا سفيان، ثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان عن جعفر بن محمد، عن أبيه وعن ابن جريج، عن أبي جعفر أن رسول الله توفي يوم الإثنين، فلبث ذلك اليوم وتلك الليلة، ويوم الثلاثاء إلى آخر النهار.
فهو قول غريب، والمشهور عن الجمهور ما أسلفناه: من أنه عليه السلام توفي يوم الإثنين، ودفن ليلة الأربعاء.
ومن الأقوال الغريبة في هذا أيضا: ما رواه يعقوب ابن سفيان عن عبد الحميد بن بكار، عن محمد بن شعيب، عن أبي النعمان، عن مكحول قال: ولد رسول الله يوم الإثنين، وأوحي إليه يوم الإثنين، وهاجر يوم الإثنين، وتوفي يوم الإثنين لاثنتين وستين سنة ونصف، ومكث ثلاثة أيام لا يدفن، يدخل عليه الناس أرسالا أرسالا، يصلون لا يصفون ولا يؤمهم عليه أحد.
فقوله: إنه مكث ثلاثة أيام لا يدفن غريبا، والصحيح: أنه مكث بقية يوم الإثنين ويوم الثلاثاء بمكاله، ودفن ليلة الأربعاء كما قدمنا، والله أعلم.
وضده ما رواه سيف عن هشام، عن أبيه قال: توفي رسول الله يوم الإثنين، وغسل يوم الإثنين، ودفن ليلة الثلاثاء.
قال سيف: وحدثنا يحيى بن سعيد مرة بجميعه عن عائشة به، وهذا غريب جدا.
وقال الواقدي: حدثنا عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون، عن أبي عتيق، عن جابر بن عبد الله قال: رش على قبر النبي الماء رشا، وكان الذي رشه بلال بن رباح بقربة، بدأ من قبل رأسه من شقه الأيمن حتى انتهى إلى رجليه، ثم ضرب بالماء إلى الجدار لم يقدر على أن يدور من الجدار.
وقال سعيد بن منصور عن الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله ابن أبي يمن، عن أم سلمة قالت: توفي رسول الله يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء.
وقال ابن خزيمة: حدثنا مسلم بن حماد عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، عن كريب، عن ابن عباس قال: توفي رسول الله يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء.
وقال الواقدي: حدثني أبي بن عياش بن سهل بن سعد، عن أبيه قال: توفي رسول الله يوم الإثنين، ودفن ليلة الثلاثاء.
وقال أبو بكر ابن أبي الدنيا عن محمد بن سعد: توفي رسول الله يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة من ربيع الأول، ودفن يوم الثلاثاء.
وقال عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا: ثنا الحسن بن إسرائيل أبو محمد النهرتيري، ثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل ابن أبي خالد سمعت عبد الله ابن أبي أوفى يقول: مات رسول الله يوم الإثنين فلم يدفن إلا يوم الثلاثاء.
وهكذا قال سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو جعفر الباقر.
صفة قبره عليه الصلاة والسلام
قد علم بالتواتر أنه عليه الصلاة والسلام دفن في حجرة عائشة التي كانت تختص بها شرقي مسجده في الزاوية الغربية القبلية من الحجرة، ثم دفن بعده فيها أبو بكر، ثم عمر رضي الله عنهما.
وقد قال البخاري: ثنا محمد بن مقاتل، ثنا أبو بكر ابن عياش عن سفيان التمار أنه حدثه أنه رأى قبر النبي مسنما، تفرد به البخاري.
وقال أبو داود: ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك، أخبرني عمرو بن عثمان بن هاني عن القاسم قال: دخلت على عائشة وقلت لها: يا أمه اكشفي لي عن قبر رسول الله وصاحبيه، فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء.
النبي .
وأبو بكر رضي الله عنه.
وعمر رضي الله عنه.
تفرد به أبو داود.
وقد رواه الحاكم البيهقي من حديث ابن أبي فديك عن عمرو بن عثمان، عن القاسم قال: فرأيت النبي عليه السلام مقدما، وأبو بكر رأسه بين كتفي النبي ، وعمر رأسه عند رجل النبي .
قال البيهقي: وهذه الرواية تدل على أن قبورهم مسطحة، لأن الحصباء لا تثبت إلا على المسطح، وهذا عجيب من البيهقي رحمه الله فإنه ليس في الرواية ذكر الحصباء بالكلية، وبتقدير ذلك فيمكن أن يكون مسنما وعليه الحصباء مغروزة بالطين ونحوه.
وقد روى الواقدي عن الدراوردي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: جعل قبر النبي مسطحا.
وقال البخاري: ثنا فروة ابن أبي المغراء، ثنا علي بن مسهر عن هشام، عن عروة، عن أبيه قال: لما سقط عليهم الحائط في زمان الوليد بن عبد الملك أخذوا في بنائه فبدت لهم قدم، ففزعوا فظنوا أنه قدم النبي فما وجد واحد يعلم ذلك، حتى قال لهم عروة: لا والله ما هي قدم النبي ، ما هي إلا قدم عمر.
وعن هشام عن أبيه، عن عائشة أنها أوصت عبد الله بن الزبير: لا تدفني معهم، وادفني مع صواحبي بالبقيع، لا أزكى به أبدا.
قلت: كان الوليد بن عبد الملك حين ولي الإمارة في سنة ست وثمانين قد شرع في بناء جامع دمشق، وكتب إلى نائبه بالمدينة ابن عمه عمر بن عبد العزيز أن يوسع في مسجد المدينة فوسعه، حتى من ناحية الشرق، فدخلت الحجرة النبوية فيه.
وقد روى الحافظ ابن عساكر بسنده: عن زاذان مولى الفرافصة - وهو الذي بنى المسجد النبوي أيام ولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة - فذكر عن سالم بن عبد الله نحو ما ذكره البخاري، وحكى صفة القبور كما رواه أبو داود.
ما أصاب المسلمين من المصيبة بوفاته صلى الله عليه وسلم
قال البخاري: ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، ثنا ثابت عن أنس قال: لما ثقل النبي جعل يتغشاه الكرب.
فقالت فاطمة: واكرب أبتاه.
فقال لها: «ليس على أبيك كرب بعد اليوم».
فلما مات قالت: واأبتاه أجاب ربا دعاه، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه.
فلما دفن قالت فاطمة: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب؟
تفرد به البخاري رحمه الله.
وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، ثنا حماد بن زيد، ثنا ثابت البناني، قال أنس: فلما دفن النبي قالت فاطمة: يا أنس أطابت أنفسكم أن دفنتم رسول الله في التراب ورجعتم.
وهكذا رواه ابن ماجه مختصرا من حديث حماد بن زيد به وعنده.
قال حماد: فكان ثابت إذا حدث بهذا الحديث بكى حتى تختلف أضلاعه.
وهذا لا يعد نياحة بل هو من باب ذكر فضائله الحق عليه أفضل الصلاة والسلام.
وإنما قلنا هذا: لأن رسول الله نهى عن النياحة.
وقد روى الإمام أحمد والنسائي من حديث شعبة سمعت قتادة، سمعت مطرفا يحدث عن حكيم بن قيس بن عاصم، عن أبيه فيما أوصى به إلى بنيه أنه قال: ولا تنوحوا علي فإن رسول الله لم ينح عليه.
وقد رواه إسماعيل بن إسحاق القاضي في (النوادر) عن عمرو بن ميمون، عن شعبة به.
ثم رواه عن علي بن المديني عن المغيرة بن سلمة، عن الصعق بن حزن، عن القاسم بن مطيب، عن الحسن البصري، عن قيس بن عاصم به قال: لا تنوحوا علي، فإن رسول الله لم ينح عليه، وقد سمعته ينهى عن النياحة.
ثم رواه عن علي، عن محمد بن الفضل، عن الصعق، عن القاسم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عاصم به.
وقال الحافظ أبو بكر البزار: ثنا عقبة بن سنان، ثنا عثمان بن عثمان، ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله لم ينح عليه.
وقال الإمام أحمد: ثنا عفان، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا ثابت عن أنس قال: لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء.
قال: وما نفضنا عن رسول الله الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا.
وهكذا رواه الترمذي، وابن ماجه جميعا عن بشر بن هلال الصواف، عن جعفر بن سليمان الضبعي به.
وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب.
قلت: وإسناده على شرط الصحيحين، ومحفوظ من حديث جعفر بن سليمان، وقد أخرج له الجماعة رواه الناس عنه كذلك، وقد أغرب الكديمي - وهو محمد بن يونس - رحمه الله - في روايته له حيث قال: ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت، عن أنس قال: لما قبض رسول الله أظلمت المدينة حتى لم ينظر بعضنا إلى بعض، وكان أحدنا يبسط يده فلا يراها - أو لا يبصرها - وما فرغنا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا، رواه البيهقي من طريقه كذلك.
وقد رواه من طريق غيره من الحفاظ عن أبي الوليد الطيالسي، كما قدمنا وهو المحفوظ، والله أعلم.
وقد روى الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر من طريق أبي حفص بن شاهين ثنا حسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة، ثنا محمد بن يزيد الرواسي، ثنا سلمة بن علقمة عن داود ابن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: لما دخل رسول الله المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء.
وقال ابن ماجه: ثنا إسحاق بن منصور، ثنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن ابن عون، عن الحسن، عن أبي بن كعب قال: كنا مع رسول الله وإنما وجهنا واحد، فلما قبض نظرنا هكذا وهكذا.
وقال أيضا: ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا خالي محمد بن إبراهيم بن المطلب بن السائب ابن أبي وداعة السهمي، حدثني موسى بن عبد الله ابن أبي أمية المخزومي، حدثني مصعب بن عبد الله عن أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي أنها قالت: كان الناس في عهد رسول الله إذا قام المصلى يصلي، لم يعد بصر أحدهم موضع قدميه، فتوفي رسول الله وكان أبو بكر، فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع جبينه، فتوفي أبو بكر، وكان عمر فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع القبلة، فتوفي عمر، وكان عثمان وكانت الفتنة فتلفت الناس يمينا وشمالا.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، ثنا حماد عن ثابت، عن أنس أن أم أيمن بكت لما قبض رسول الله فقيل لها: ما يبكيك؟ على النبي ؟
فقالت: إني قد علمت أن رسول الله سيموت، ولكني إنما أبكي على الوحي الذي رفع عنا، هكذا رواه مختصرا.
وقد قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن نعيم ومحمد بن النضر الجارودي قالا: ثنا الحسن بن علي الخولاني، ثنا عمرو بن عاصم الكلابي، ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس قال: ذهب رسول الله إلى أم أيمن زائرا وذهبت معه، فقربت إليه شرابا فإما كان صائما وإما كان لا يريده، فرده، فأقبلت على رسول الله تضاحكه.
فقال أبو بكر بعد وفاة النبي لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها؛ فلما انتهينا إليها بكت فقالا لها: ما يبكيك، ما عند الله خير لرسوله.
قالت: والله ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله، ولكن أبكي أن الوحي انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان.
ورواه مسلم منفردا به عن زهير بن حرب، عن عمرو بن عاصم به.
وقال موسى بن عقبة في قصة وفاة رسول الله وخطبة أبي بكر فيها قال: ورجع الناس حين فرغ أبو بكر من الخطبة، وأم أيمن قاعدة تبكي فقيل لها: ما يبكيك، قد أكرم الله نبيه فأدخله جنته وأراحه من نصب الدنيا.
فقالت: إنما أبكي على خبر السماء كان يأتينا غضا جديدا كل يوم وليلة فقد انقطع ورفع فعليه أبكي، فعجب الناس من قولها.
وقد قال مسلم بن الحجاج في صحيحه: وحدثت عن أبي أسامة وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو أسامة، حدثني يزيد بن عبد الله عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي قال: «إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا يشهد لها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر إليها، فأقر عينه بهلكها حين كذبوه وعصوا أمره»
تفرد به مسلم إسنادا ومتنا.
وقد قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا يوسف ابن موسى، ثنا عبد الحميد بن عبد العزيز ابن أبي رواد عن سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله هو ابن مسعود، عن النبي قال: «إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام».
قال: وقال رسول الله «حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم».
ثم قال البزار: لم نعرف آخره يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه.
قلت: وأما أوله وهو قوله عليه السلام: «إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام».
فقد رواه النسائي من طرق متعددة عن سفيان الثوري وعن الأعمش، كلاهما عن عبد الله بن السائب، عن أبيه به.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن علي الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأسود الصنعاني، عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله : «من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي».
قالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت - يعني: قد بليت -؟
قال: «إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام».
وهكذا رواه أبو داود عن هارون بن عبد الله وعن الحسن بن علي والنسائي، عن إسحاق بن منصور، ثلاثتهم عن حسين بن علي به.
ورواه ابن ماجه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن حسين بن علي، عن جابر، عن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس فذكره.
قال شيخنا أبو الحجاج المزي: وذلك وهم من ابن ماجه، والصحيح أوس بن أوس - وهو الثقفي رضي الله عنه.
قلت: وهو عندي في نسخة جيدة مشهورة على الصواب.
كما رواه أحمد، وأبو داود النسائي عن أوس بن أوس.
ثم قال ابن ماجه: حدثنا عمرو بن سواد المصري، ثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث، عن سعيد ابن أبي هلال، عن زيد بن أيمن، عن عبادة بن نسي، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : «أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، فإنه مشهود تشهده الملائكة، وإن أحدا لن يصل علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها».
قال: قلت: وبعد الموت؟
قال: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام، نبي الله حي ويرزق».
وهذا من أفراد ابن ماجه رحمه الله.
وقد عقد الحافظ ابن عساكر هاهنا بابا في إيراد الأحاديث المروية في زيارة قبره الشريف صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين، وموضع استقصاء ذلك في كتاب (الأحكام الكبير) إن شاء الله تعالى.
ما ورد من التعزية به عليه الصلاة والسلام
قال ابن ماجه: حدثنا الوليد بن عمرو بن السكين، ثنا أبو همام - وهو محمد بن الزبرقان الأهوازي -، ثنا موسى بن عبيدة، ثنا مصعب بن محمد عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: فتح رسول الله بابا بينه وبين الناس - أو كشف سترا - فإذا الناس يصلون وراء أبي بكر، فحمد الله على ما رأى من حسن حالهم رجاء أن يخلفه فيهم بالذي رآهم فقال: «يا أيهما الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة أشد عليه من مصيبتي».
تفرد به ابن ماجه.
وقال الحافظ البيهقي: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه، ثنا شافع بن محمد، ثنا أبو جعفر ابن سلامة الطحاوي، ثنا المزني، ثنا الشافعي عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص، عن جعفر بن محمد، عن أبيه أن رجالا من قريش دخلوا على أبيه علي بن الحسين فقال: ألا أحدثكم عن رسول الله ؟
قالوا: بلى!فحدثنا عن أبي القاسم.
قال: لما أن مرض رسول الله أتاه جبريل فقال: يا محمد إن الله أرسلني إليك تكريما لك، وتشريفا لك، وخاصة لك، أسألك عما هو أعلم به منك يقول: كيف نجدك؟
قال: «أجدني يا جبريل مغموما، وأجدني يا جبريل مكروبا».
ثم جاءه اليوم الثاني فقال له ذلك، فرد عليه النبي كما رد أول يوم، ثم جاءه اليوم الثالث فقال له كما قال أول يوم، ورد عليه كما رد، وجاء معه ملك يقال له: (إسماعيل) على مائة ألف ملك كل ملك على مائة ألف ملك، فاستأذن عليه فسأل عنه، ثم قال جبريل: هذا ملك الموت يستأذن عليك ما استأذن على آدمي قبلك، ولا يستأذن على آدمي بعدك.
فقال عليه السلام: «إيذن به» فأذن له، فدخل فسلم عليه ثم قال: يا محمد إن الله أرسلني إليك فإن أمرتني أن أقبض روحك قبضت، وإن أمرتني أن أتركه تركته.
فقال رسول الله: «أو تفعل يا ملك الموت؟»
قال: نعم، وبذلك أمرت وأمرت أن أطيعك.
قال: فنظر النبي إلى جبريل فقال له جبريل: يا محمد إن الله قد اشتاق إلى لقائك.
فقال رسول الله لملك الموت: «إمض لما أمرت به» فقبض روحه.
فلما توفي النبي وجاءت التعزية، سمعوا صوتا من ناحية البيت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإنما المصاب من حرم الثواب.
فقال علي رضي الله عنه: أتدرون من هذا؟ هذا الخضر عليه السلام.
وهذا الحديث مرسلا وفي إسناده ضعف بحال القاسم العمري هذا، فإنه قد ضعفه غير واحد من الأئمة، وتركة بالكلية آخرون.
وقد رواه الربيع عن الشافعي، عن القاسم، عن جعفر، عن أبيه، عن جده فذكر منه قصة التعزية - فقط موصولا - وفي الإسناد العمري المذكور، قد نبهنا على أمره لئلا يغتر به.
على أنه قد رواه الحافظ البيهقي عن الحاكم، عن أبي جعفر البغدادي، حدثنا عبد الله بن الحارث أو عبد الرحمن بن المرتعد الصغاني، ثنا أبو الوليد المخزومي، ثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: لما توفي رسول الله عزتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص.
فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل فائت، ودركا من كل هالك، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإنما المحروم من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم قال البيهقي: هذان الإسنادان وإن كانا ضعيفان فأحدهما يتأكد بالآخر، ويدل على أن له أصلا من حديث جعفر، والله أعلم.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ: أنبأنا أبو بكر أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن بشر بن مطر، ثنا كامل بن طلحة، ثنا عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك قال: لما قبض رسول الله أحدق به أصحابه فبكوا حوله واجتمعوا فدخل رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح فتخطى رقابهم فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله فقال: إن في الله عزاء من كل مصيبة، وعوضا من كل فائت، وخلفا من كل هالك، فإلى الله فأنيبوا، وإليه فارغبوا، ونظره إليكم في البلايا فانظروا، فإن المصاب من لم يجبر، فانصرف.
فقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل؟
فقال أبو بكر وعلي: نعم!هذا أخو رسول الله الخضر.
ثم قال البيهقي: عباد بن عبد الصمد ضعيف، وهذا منكر بمرة.
وقد روى الحارث ابن أبي أسامة عن محمد بن سعد، أنبأنا هشام بن القاسم، ثنا صالح المري عن أبي حازم المدني أن رسول الله حين قبضه الله عز وجل دخل المهاجرون فوجا فوجا يصلون عليه ويخرجون، ثم دخلت الأنصار على مثل ذلك، ثم دخل أهل المدينة حتى إذا فرغت الرجال دخلت النساء، فكان منهن صوت وجزع كبعض ما يكون منهن، فسمعن هزة في البيت فعرفن فسكتن فإذا قائل يقول: إن في الله عزاء من كل هالك، وعوض من كل مصيبة، وخلف من كل فائت، والمجبور من جبره الثواب، والمصاب من لم يجبره الثواب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آخر الناس به عهدا لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فصل نزول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في منى / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» فصل في ذكر أولاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» صفة حلق سيدنا محمد رأسه الكريم عليه الصلاة والتسليم / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم / الجزء الخامس / (البداية والنهاية)
» باب ذكر أخلاقه وشمائله الطاهرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم / الجزء السادس / (البداية والنهاية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: