ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 حقوق الحاكم والمحكوم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

حقوق الحاكم والمحكوم Empty
مُساهمةموضوع: حقوق الحاكم والمحكوم   حقوق الحاكم والمحكوم Emptyالجمعة نوفمبر 21, 2014 10:38 am

حقوق الحاكم والمحكوم 5EQ1Nn
حقوق الحاكم والمحكوم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده وخليله ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ، ومن اهتدى بهديهم ، وتمسك بسنتهم إلى يوم الدين ، وبعد :
فإن ربنا – جل وعلا – وَسّع علينا ، وسهل لنا طريق الخير ، وأمرنا بفعل الخيرات ، واجتناب المحرمات ، وأوضح نبيه – صلى الله عليه وسلم – المنهج ، ورسم الطريق ، وبين أن مَن شذ عن الطريق ، وخرج عن الصراط المستقيم ضل وهلك .
والموضوع الذي نتكلم عنه موضوع هام ، له شأن عظيم ، اضطربت فيه أفهام ، وذل فيه فكر ، وارتُكبت فيه مخالفات كثيرة ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره .
العلاقة بين الحاكم والمحكوم حددها الله – تعالى -
إن العلاقة بين الحاكم والمحكوم لم يتركها الله – جل وعلا – للناس ليرتبوا أمورها ، ويرسموا مسالكها وحدودها حسبما يتراءى لهم ، وإنما بينها – جل وعلا – في كتابه الكريم حيث أمر الناس بطاعته – جل وعلا – وطاعة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وطاعة من يتولى الأمر ، فقال ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ﴾ [سورة النساء : الآية 59] .
كما أمر مَن تولى الأمر أن يعدل فيمن تولاهم ، مع من يحب ، ومن لا يحب قال – جل وعلا – ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ﴾ [سورة النساء : الآية 58] ، ويقول – سبحانه – ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [سورة المائدة : الآية 8] .
فضل الإمام العادل
وأثنى الله – جل وعلا – على العدل ، وذكره في آيات كثيرة ، كما بين لنا نبيه – صلى الله عليه وسلم – كثيرا من مزاياه ، فقال : « سبعة يظلهم الله – تعالى – في ظله يوم لا ظِلَّ إلا ظِلّه : إمام عدل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه ، وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه » ( 1) .
وفي الحديث الآخر : « إن المقسطين عند الله على مَنابِرَ من نور عن يمين الرحمن – عز وجل – وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا » ( 2) .
وقال – صلى الله عليه وسلم – : « كلكم راعٍ ، وكلكم مسئول عن رعيته ، الإمام راع ومسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته » (3 ) .
فبدأ النبي – صلى الله عليه وسلم – بالإمام بالإمامة الذي يلي أمر الأمة ، أو الدولة ، فهو مسئول عن رعيته ، يجب عليه أن يحملهم على الخير ، وعلى ما فيه طاعة الله – عز وجل – والله سوف يسأله عن ذلك كله يوم القيامة ، في يوم يختم فيه على الأفواه ، وتتكلم الجوارح والجلود .
فكل مسئول إن عدل في رعيته ، وسعى فيما يصلحهم سلم ، وإن فرط وأضاع الرعية وتركها ، أو ترك الأفكار الشاذة ، والآراء المنحرفة تتلقفها ، وتتحكم فيها فهو مسئول عنها أمام الله يوم القيامة .
فالإمام لا بد أن يحمل الناس على الحق ، وإذا لم يفعل تعرض لسخط الله – جل وعلا – لا بد أن يكون أكثر إنصافا ، وأصدق معرفة ، وأرحم بالأمة ، فهو مسئول ، لكن الشارع لم يترك تقدير الأمور لعامة الناس ، بل أمر عامة الناس بالسمع والطاعة ، حتى ولو لم يرضوا ، وهذا ما بينه النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله : « السمع والطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية ، فإذا أُمِر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة » (4 ) .
السمع والطاعة لولي أمر المسلمين
فعلينا أن نسمع ونطيع ، ليس فقط فيما نحب ونرضى ، بل فيما نكره أيضا ، وليس من الإسلام إذا لم نَرْضَ أن نقوم بالمسيرات ، والتجمعات التي تحدث فوضى وبلبلة في البلاد ، بل على المسلم السمع والطاعة في المنشط – أي في الأمور التي يفرح بها ويحب حصولها – والمكره ، يعني ما يكرهه ، وذلك مثل الأثرة ، كأن يستأثر الولي بالمال دونك ، أو بالأعمال دونك ، وما إلى ذلك ، فعليك أن تسمع وتطيع ، ودليل ذلك قوله – صلى الله عليه وسلم – : « خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ، ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم » . قيل : يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال : « لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه والٍ ، فرآه يأتي شيئًا من معصية الله ، فلينكر ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يدًا من طاعة » (5 ) .
وقال في حديث آخر : « إنكم سترون بعدي أثَرة ، وأمورا تنكرونها » . قالوا : فماذا تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : « أدُّوا إليهم حقهم واسألوا الله حقكم » (6 ) . فكأن المصطفى – صلى الله عليه وسلم – ينظر للمستقبل من وراء ستور الغيب ولهذا قال : « أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن أُمر عليكم عبد حبشي ، فإنه مَن يَعِش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، تمسكوا بها ، وعَضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة » ( 7) .
وقال : « لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ عَامٌ ، أَوْ يَوْمٌ ، إِلاَّ الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ – عَزَّ وَجَلَّ – » ( Cool . إذن فما تُرك الأمر لنا في متاهة ، أو مَضْيعة ، وإنما وُضِّحت الأمور ، وبُيِّنت لنا مسالك التقوى .
وفي حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – – قال خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – خَطًّا ، ثُمَّ قَالَ : هَذَا سَبِيلُ اللهِ ، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ، ثُمَّ قَالَ : « هَذِهِ سُبُلٌ ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ » (9 ) . ثُمَّ قَرَأَ ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴾ [سورة الأنعام : الآية 153] .
فالنبي – صلى الله عليه وسلم – قد رسم لهم أمرا يعرفه ، فإنهم أهل حِلِّ وترحال ، أهل أسفار وانتشار في الفيافي ، فبين أن الطريق المؤدي للمقاصد طريق واضح مستقيم ، وأن المسالك التي تؤدي إلى متاهات وضلالات ، وترمي بسالكها إلى مصائب ومُلِمَّات ، إنما هي الطرق التي عليها الشياطين ينادون الناس إليها .
وعن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : تركنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما طائر يُقَلِّب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكر لنا منه علما ، فقال – صلى الله عليه وسلم – : « ما بقي شيء يُقَرِّب من الجنة ، ويباعد من النار إلا وقد بُيّن لكم » (10 ) .
وقد بين – صلوات الله وسلامه عليه – أمر الوالي ، وأمر الرعية ، ووجه هؤلاء وهؤلاء ، ولا سعادة للأمة جميعا إلا بالتمسك بما جاء عن الله – جل وعلا – وعن رسوله – صلى الله عليه وسلم – فإذا حدث خلاف بين الوالي ورعيته انتشرت الفوضى ، وحل البلاء ، وشاع الشر والفتن ، واضطربت الأحوال والأسواق ، وتعطلت المصالح ، وأهدرت الأنفس ، واستبيحت كثير من المحرمات ، إنها الفتن .
تحذير النبي – صلى الله عليه وسلم – من الفتن
ولهذا حذرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – من الفتن ، وبين أنها في آخر الزمان تكاد تغشى كل طائفة ، وكل منزل ، والمحفوظ مَن حَفظه الله ، من تمسك بكتاب الله – جل وعلا – وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – نجا ، ومن تتبع دعاية السوء ، ودعوات الباطل ، واغتر بما يثيره أهل الشغب ، أو يدعو إليه طالبوا الجاه والنفوذ ، أوشك أن تحصده الفتن ، والله – جل وعلا – أمرنا بالاعتصام بحبله ، فقال ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ﴾ [سورة آل عمران : الآية 103] .
والأمة في أمس الحاجة لمعرفة هذه القواعد التي بينها لنا نبينا – صلى الله عليه وسلم – لا سيما في زمننا هذا الذي كثرت فيه الفتن ، وكثر الدعاة إلى أفكار معارضة لما جاء عن الله – تعالى – وعن رسوله – صلى الله عليه وسلم – فكان نتاج هذه الدعوات استباحة الدماء ، وتدمير الأموال ، وإشاعة الخوف والهلع ، واختلال الأمن في كثير من بلاد الله .
ولو أن الناس عملوا بما جاء عن الله – جل وعلا – وعن رسوله – صلى الله عليه وسلم – وحرصوا على الأخذ بأوفر حظ يقربهم إلى الله – جل وعلا – ومرضاته لَنَجَوْا من هذه الفتن ، فنحن في زمننا هذا منذ خمسين سنة – أو يزيد قليلا – تشيع أمور كثيرة يبعثها دعاة ضلال ، وإن ظنوا أنهم دعاة إصلاح ، يَنْعِقُون في كل مكان ، ويقولون كما يقول الشيطان هلم إلينا ، والشيطان يقول عند الحساب وهَلَكة الهالكين ﴿ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ﴾ [سورة إبراهيم : الآية 22] ثم يقول ﴿ فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ﴾ [سورة إبراهيم : الآية 22] .
فدعاة الفساد من أعظم أسباب الخراب ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – لم يقل : إذا رأيتم اعوجاجا في الوالي ، وظهر ذلكم فقوموه . بل قال : « أدُّوا إليهم حقهم ، واسألوا الله حقكم » ( 11) . ولم يكن ذلك منه – صلوات الله وسلامه عليه – لتربية الناس على الذلة والخضوع والاستخذاء والخنوع ، وإنما لتربيتهم على الاجتماع ، وعدم الفرقة ، لما في حصول ذلك من الشر والبلاء العظيم ، والشواهد في هذا الزمن في كثير من أقطار المسلمين ماثلة ، تُشَاهَد وتُقرأ أخبارها فيما يُبَثّ هنا وهناك في الصحافة والمجلات ، وما يُبَث في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ، وكل ذلك إنما نتج بسبب مخالفة مراد الله ، ومراد رسوله – صلى الله عليه وسلم – .
ولو استقام الناس لأمر الله – عز وجل – لانصلح حالهم ، فقد قال الله – جل وعلا – ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا ﴾ [سورة الجن : الآية 16] .
وبلادنا في هذه المملكة حفظت بحمد الله – عز وجل – وهذا من فضل الله علينا ، ثم من بركة هذه العقيدة الصافية ، والبقاء على تحكيم الشريعة ، ومع ذلك نخشى إن لم يكن بيننا تعاون في أداء الأعمال الصالحة ، والحث عليها ، والأخذ بأسباب بقائها ، والأخذ على أيدي السفهاء ، أن يحل بنا ما نزل بغيرنا من بلاء .
ولي الأمر ليس معصوما من الخطإ
فالوالي له حقوق ، وعليه حقوق ، فإذا رأى جماعة من الناس – كثُرت ، أو قلّت – أن الإمام قد خالف في منظورهم ، لم يُترك لهم الأمر لأن يشقوا عصا الطاعة ، ويخرجوا على الجماعة ، ويرفعوا رايات الفتن ، إن ولي الأمر ليس معصوما من الخطإ ، فهو يصيب ويخطئ كبقية البشر ، وليس وقوعه في خطإ ، أو مخالفة ، يبيح الخروج عليه ، وإدخال البلاد والعباد في فتنة لا يعلم مداها إلا الله – جل وعلا – .
والنبي – صلى الله عليه وسلم – قد أمر أمته بالصبر في مثل هذه الحالة خشية أن يحدث الهَرْج الذي ذكره – صلى الله عليه وسلم – حيث قال : « إن بين يدي الساعة لأيامًا ينزل فيها الجهل ، ويُرفع فيها العلم ، ويكثر فيها الهَرْج ، والهرج القتل » ( 12) . فيُقتل الإنسان ، ولا يُعْلم قاتله ، ولا يعلم لماذا قُتل ، إنها الفتن ، من استشرف لها جذبته ، ومن سكت عنها ولم يستنكرها أوشكت أن تأخذه ، لأن الفتن إذا عصفت أخذت باعثها ومن لم يبعثها ، فقد قال الله – تبارك وتعالى – ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ﴾ [سورة الأنفال : الآية 25] .
كثرة الخبث تهلك الأمم
وقد ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن العذاب إذا نزل يعم من يستحقه ، ومن لا يستحقه ، فعن زينب بنت جحش – رضي الله عنها – أنها قالت : استيقظ النبي – صلى الله عليه وسلم – من النوم مُحْمرًّا وجهه يقول : « لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه » . وعقد سفيان تسعين ( 13) أو مائة . قيل : أَنَهْلِك وفينا الصالحون ؟ قال : « نعم إذا كثر الخبث » (14 ) . أي أن كثرة الخبث يُهلك الجميع ، ثم يبعثون على نياتهم .
وفي هذا الزمن انتشرت وسائل الإفساد ، من صحافة وإذاعات وقنوات عرض ، ما بين عرض فساد ودعوة له ، وبين تهييج وإثارة غرائز ، فيحتاج الناس أن يعتصموا بحبل الله جميعا ، وأن يراجعوا أنفسهم ، ففي الكتاب والسنة المنجاة من كل هلكة ، والدلالة على كل خير ، والتحذير من كل بلاء وشر وفتنة ، وإنما يقع الناس في المحظور بالغفلة ، أو بمجاراة دعاة الفساد والضلال ، وما أكثرهم .
قال أبو زيد : عمرو بن أخْطبَ – رضي الله عنه – : صلى بنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الفجر ، وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ، فنزل فصلى ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ، ثم نزل فصلى ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس ، فأخبرنا بما كان ، وبما هو كائن ، فأعلمُنا أحفظنا ( 15) .
وكان من جملة ما أخبرهم به النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذا المقام ما يقع من الفتن ، لكن حكمة الله الباهرة اقتضت ألا يحفظ جميع الحاضرين ذلك ، فإن الناس متفاوتون في درجات حفظهم ، وحسن عرضهم ، ودقة نقلهم .
وقد وقع في بلادنا هذه شيء مما أصاب بعض البلدان من الفتن ، وخرج بعض جماعات شاذة منحرفة ، ترفع راية الفتنة ، وتزعم أنها تدعو إلى الحق ، وهذا حال كثير من دعاة الباطل ، فهم يُلبسون الباطل ثوب الحق ، فيُخدع بذلك على ضعاف العقول ، ومن أمثال هؤلاء الخوارج الذين خرجوا على عليّ – رضي الله عنه – وقاتلوه ، وما خرجوا عليه لأنهم كفار ، إنما زعموا أن ذلك منهم غيرة على الإسلام .
والذين قتلوا عثمان – رضي الله عنه – لم يخرجوا عليه ويقتلوه من أجل كراهيتهم للإسلام ، وإنما ظنوا أن ذلك من باب الغيرة على الدين ، والحفاظ عليه .
حسن النية وحده لا يكفي
إذن فمجرد إدعاء أن ما يقوم به المرء غيرة على الدين لا يكفي لأن يكون ذلك العمل عملا صالحا ناصعا نقيا ، وإنما على الناس أن يعرضوا كل فكرة ، أو دعوة على كتاب الله – تعالى – وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – وأن يرجعوا في ذلك إلى أهل العلم الراسخين ، فإن الحق عليه نور ، وله ضياء ، والدعوات المغرضة ، والدعايات الضالة عليها قتام وظُلمة ، ولكن ليس كل شخص يستطيع أن يرى ظلامها ، ويميز ما يحوطها من قتم وغبرة ، فهو يحتاج إلى صفاء إيمان ، وصدق مراجعة الدين ، وتعظيم ما جاء عن الله – جل وعلا – وعن نبيه – صلى الله عليه وسلم – .
وعن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : « كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها ، أو يميتون الصلاة عن وقتها » . قال : قلت فما تأمرني ؟ قال : « صل الصلاة لوقتها ، فإن أدركتها معهم فَصَلِّ ، فإنها لك نافلة » ( 16) . قال النووي – رحمه الله – (17 ) : ومعناه صلوا في أول الوقت يسقط عنكم الفرض ، ثم صلوا معهم متى صلوا لتُحرزوا فضيلة أول الوقت ، وفضيلة الجماعة ، ولئلا تقع فتنة بسبب التخلف عن الصلاة مع الإمام ، وتختلف كلمة المسلمين .
فانظر إلى قول النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث لم يقل له : لا تُصَلِّ خلفهم . بل أمره أن يصلي الصلاة في وقتها ، ثم يصلي معهم ، حتى لا تكون فتنة ، ويحصل بلاء وشر عظيم .
الاختلاف والفرقة من أعظم أسباب زوال الأمم
فما تصدعت الدولة الإسلامية في صدر الإسلام إلا بسبب اختلال الاعتصام بحبل الله – جل وعلا – كما أن المذلة التي تعيش فيها الأمة الإسلامية الآن ما حصلت إلا بسبب ذلك ، فإن النبي – عليه الصلاة والسلام – يقول : « إذا تبايعتم بالعِينَة ( 18) ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلَّط الله عليكم ذُلا ، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم » (19 ) . فمراجعة كل ما أشكل علينا على كتاب الله – تعالى – وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – واجب شرعي .
ولنحذر هؤلاء الذين يتبعون المتشابه ، والذين تربوا على موائد الغرب ، فتسمّموا بأفكاره الإلحادية الباطلة ، فهؤلاء جميعا أشد فتكا في الأمة ، لأنهم يزينون للناس الباطل بحِيَل وأساليب تروج على البسطاء ، وعلى الذين ليس لهم حظ من العلم الشرعي ، فعلينا أن نعرض ما يشكل علينا على أهل العلم الراسخين الذين ساروا على نهج الصحابة – رضي الله عنهم – والتابعين لهم بإحسان .
فهذه الفئات عندما ظهرت في الأمة كان أبرز دور يقومون به هو الإكثار من ذكر مساوئ ولاة أمور المسلمين ، والحط من شأنهم ، ودعوة الناس إلى الخروج عليهم ، فخربوا الأوطان ، وانتهكت الحرمات ، وضاع الأمن والأمان ، والله المستعان .
على كل إنسان أن يحرص على إصلاح نفسه ، وإذا خطرت له خاطرة ، أو لاحت له فكرة ، وظن أن الولاة قد أخطئوا ، فليعرض فكره على أهل العلم الراسخين ، الذين يكثر رجوعهم للكتاب والسنة ، وتكثر مراجعتهم لأصول هذا الدين .
فقه الإمام أحمد في معاملة الخليفة
وقد نقِم أناس من أصحاب الإمام أحمد – رحمه الله – على الخليفة العباسي ، وذكروا ما استنكروه ، وأرادوا من الإمام أحمد أن يبين للعامة خطأه ، فغضب غضبا شديدا ، يقول أصحابه : ما غضب مثله . وقال : أنتم تريدون أن تفتقوا فتقا في الإسلام .
ولم يأمر – رحمة الله عليه – مَن يصلون خلف من يقولون بخلق القرآن : أعيدوا الصلاة ، أو لا تصلوا خلفه . وكل ذلك سدًّا لباب الفتنة ، ومحافظة على اجتماع الكلمة ، لذا فمن سعى إلى تشتيت الناس ، وملء قلوبهم من الضغائن والأحقاد على ولاة الأمور ، لا يكون ساعيا للأمة بخير ، ولا طالبا لها النجاة .
فعلى الجميع أن ينصحوا ، وأن يدعو بصلاح الأمة ، وصلاح من يلي أمرها ، وصلاح علمائها ومعلميها ، ولا ييأس فيقول : دعوت ودعوت فلم يُستجب لي . ثم بعد ذلك يختار الطريق الملتوي والانحراف عن الطريق القويم .
والنبي – عليه الصلاة والسلام – يقول : « لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يَدْع بإثم ، أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ، يقول : قد دعوت ، وقد دعوت ، فلم أرَ يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء » ( 20) .
على ولي الأمر أن يحسن اختيار من يتولى أمر الناس
فالخلاصة أن الوالي عليه حقوق ، وعليه أن يحسن اختيار من يتولى أمر الناس ، وعلى جميع الرعية ممن يجالسونه ، وممن دونهم أن يخلصوا النصح له ، ومن لم يستطع الوصول إليه ، فعليه أن يدعو له بالاستقامة والصلاح ، وأن يمنحه الله – جل وعلا – البصيرة لمعرفة من يسعون في الأرض فسادا ، والأخذ على أيديهم .
وعلينا جميعا أيضا أن نبلغ الولاة بأي خطر نراه مُحدقا بالبلاد ومصالحها ، وليس ذلك من الوشاية ، ولا من كشف العورات ، ولا تتبعها ، وإنما هو من المحافظة على مصلحة الأمة ، وصيانة مصالحها من التعرض للأخطار ، وليس هذا أيضا من باب العداوة لأولئك ، بل هو من باب الحرص على نفعهم ، فقد قال المصطفى – صلى الله عليه وسلم – : « انصر أخاك ظالما أو مظلوما » . فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما ، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال : « تحجزه أو تمنعه من الظلم ، فإن ذلك نصره » ( 21) .
إن السمع والطاعة من أهم الأمور وأخطرها ، كما أن الأمر بالعدل في الرعية كذلك ، فكل فرد من الأمة مطلوب منه أن يلتزم ذلك ، ما لم يؤمر بالمعصية ، وأما الوالي فيدعى له ، وينصح ، ثم أمرُه إلى الله – جل وعلا – .
خطورة الثورات
إن هذه الثورات يثيرها أناس منهم من يقصد الخير ، لكنه أخطأ الطريق ، فزلَّت قدمه ، ومنهم من كان يقصد سوءا من أول الأمر ، ومنهم من اغتر بدعايات الكفار ، ومنهم من تطلع لما ليس له به حق ، فأحب أن ينازع الأمر أهله ، ومع ذلك فقد انجر على الأمة الإسلامية من الشرور ، والمصائب ، والفتن ، والاضطرابات ، وسفك الدماء ، وخراب الديار ، ما يعلمه الناس ، حتى رغب الكفار أن يتدخلوا في أمورنا معشر المسلمين ، حتى في علاقتنا بنسائنا .
والكفار لا يريدون صلاحا لهذه الأمة أبدا ، ومخدوع من ظن فيهم ذلك ، فساستهم أهل لؤم ومكر ودهاء ، يخفى على أولي الألبان ، فما بالنا بالسذج والبسطاء .
الخاتمة
أسأل الله بأسمائه وصفاته أن يحفظ على هذه المملكة أمنها ، وأن يثبتها على القول الثابت ، وأن يديم لها السير على المنهج القويم ، لتكون قدوة لجميع دول العالم الإسلامي ، كما نسأله – جل وعلا – أن يوفق من تولى أمرنا لكل خير ، ويصرف عنه كل شر ، ويصرفه عن كل شر ، وأن يزيده قوة في الحق ، وأن يمنحه البصيرة ، وأن ييسر له الناصحين المأمونين ، وأن يشد أزره بالعزيمة ، وحسن التوكل عليه – جل وعلا – كما نسأله – سبحانه – بأسمائه وصفاته أن يُصلح حال المسلمين في كل مكان ، وأن يعيدهم إلى دينهم ، ويوفقهم لمراجعة هذا الدين مراجعة صادقة ، وأن يوفقهم للتعاون على البر والتقوى ، والتناهي عن الإثم والعدوان .
كما نسأله – جل وعلا – للدول التي تعيش في هلع وقلق وخوف متتابع وفتن متلاحقة وسفك للدماء أن يُسكن هذه الفتن ، وأن يوفق جميع أهل ذلك البلد للتعاون على البر والتقوى ، في العراق وفلسطين وأفغانستان والسودان والصومال ، وجميع البلاد التي ابتليت بفتن متلاحقة ، أسأله – تعالى – أن يوفقهم جميعا للرجوع إلى كتاب الله – جل وعلا – وإلى سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – كما أكرر سؤال الله – جل وعلا – لهذه البلاد أن يبقيها حافظة للأمن ، رافعة للواء الشريعة متمسكة بالعقيدة الصافية ، آخذة بزمام الأمور المقربة إلى الله – جل وعلا – والتمسك بدينه ، وأسأله – سبحانه – ألا يشمت بنا الأعداء ، وأن يحبط كيدهم ، وأن يُرِيَنا فيهم ما تقر به أعيننا ، وتشقى له أعينهم وقلوبهم ، إنه سبحانه مجيب الدعاء ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

حقوق الحاكم والمحكوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقوق الحاكم والمحكوم   حقوق الحاكم والمحكوم Emptyالجمعة نوفمبر 21, 2014 10:39 am

الأسئلة
السؤال الأول : يقول السائل : إن له أخا لا يريد أن يتلحق بكلية شرعية لأنه غير حافظ لكتاب الله ، ويقول : إنه لا يليق بمثله أن يلتحق بكلية شرعية ، فما نصيحتكم له ؟ وفقكم الله وبارك فيكم .
الجواب : نصيحتي له أن يلتحق بالكلية الشرعية ، فإن علوم الشريعة يحتاج لها الناس في كل مكان ، وفي كل وقت ، يحتاج المرء نفسه إلى أن يعرف أحكام الشريعة في بيته ، وفي حياته ، مع زوجته وأولاده ، مع زملائه وأصدقائه ، وفي مجتمعه ، فعلم الشريعة لا يستغني عنه أحد ، وقد يستغنى عن غيره من العلوم ، وليس من علوم الدنيا علم يحتاج إليه عامة الناس بعد الشريعة سوى علم الطب ، وما سوى ذلك فعلى قدر الحاجة ، فنصيحتي له أن يدرس العلوم الشرعية ، حتى ولو لم يكن حافظا لكتاب الله ، وإذا كانت عنده عزيمة صادقة ، فسيصل – بإذن الله – إلى حفظ القرآن .
السؤال الثاني : يقول السائل : لدي بعض الأخوال والأعمام وعيالهم لا يصلوننا نحن ولا أحدا من أقاربهم مع العلم بأننا إذا أتينا إليهم لزيارتهم لا يفتحون لنا الباب ، وإذا اتصلنا بالهاتف لا يردون ، فهل يحصل لنا الأجر والثواب بمجرد وصولنا إلى الباب ، ودقه عليهم ؟
الجواب : نعم ، ففي حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رجلا قال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ، ويسيئون إلي ، وأحلُم عنهم ، ويجهلون علي . فقال : « لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ (22) ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك » ( 23) . فصِل مَن وصَلَك ، وصِل من قطعك .
السؤال الثالث : يقول السائل : هل الحكم بغير ما أنزل الله كفر يُخرج من الملة ، أم هو كفر دون كفر ؟ نرجو التفصيل في ذلك وجزاكم الله خيرا .
الجواب : المقام لا يحتمل التفصيل ، لكن نقول : إن الله – تبارك وتعالى – قد ذكر ذلك في سورة المائدة ، ووصف من لم يحكم بما أنزل الله بالكفر والظلم والفسق ، لكنه ليس بالكفر الذي يُعَدُّ صاحبه مخلدا في النار ، لأن نصوص الشريعة لا يؤخذ منها جانب ويترك جانب آخر ، بل يجب إعمال النصوص جميعها .
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – : « ما من عبد قال : لا إله إلا الله . ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة » . قال أبو ذر قلت : وإن زنى وإن سرق قال : « وإن زنى وإن سرق » . قال في الرابعة : « وإن رَغِم أنف أبي ذر » ( 24) . فلا ينبغي أن نأخذ آية من آيات العذاب ، أو آية من آيات الوعيد ، أو حديثا من أحاديث العذاب ، ثم نسكت عن بقية النصوص ، فإذا أشكل علينا الأمر فلنرجع إلى كتب التفسير المعتمدة ، وأقوال الصحابة في مثل ذلك ، وقد وجد أناس في آخر عهد الصحابة من الغلاة ، لم يحكموا بكتاب الله في أمور ، منها سفك الدماء ومصادرة الأموال ، ومع ذلك لم يحكموا بكفرهم ، وغاية ما قالوا : إن هذا العمل كفر . ولا يلزم من الحكم بكفر العمل تكفير مرتكبه ، إلا إذا تحققت الشروط ، وانتفت الموانع ، وهذا كله مبسوط في محله من كتب العقيدة .
السؤال الرابع : يقول السائل ما قولكم فيمن يقول : إن الإيمان أصل ، والعمل كمال . هل هذه هي عقيدة السلف الصالح ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب : ينبغي لمن يحب أن يدخل في مثل هذه المسالك أن يقرأ كتاب الله – جل وعلا – وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – بتأمل ، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول : « الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون – شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان » ( 25) . فقول “لا إله إلا الله” ليس من أعمال القلب ، بل هو من أعمال اللسان ، فلو قال إنسان : لا إله إلا الله . وهو يعبد صنما ، فإنه لا يُصدق في قوله “لا إله إلا الله” .
والنبي – صلى الله عليه وسلم – قد أخبر أن “لا إله إلا الله” هي أعلى شعب الإيمان ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، كأن ترى حجرا ، أو عائقا في الطريق ، ربما عثر به إنسان ، أو سيارة فينتج عن ذلك مضرة للراكب ، أو وسيلة النقل ، فإزالته شعبة من شعب الإيمان ، والحياء شعبة من الإيمان ، والذي يعلم حقيقة الإيمان وأموره هو النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – .
ولما تغيرت القبلة أشكل ذلك على الناس ، وسألوا عن صلواتهم التي كانوا يصلونها إلى بيت المقدس ، فأنزل الله – جل وعلا – ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [سورة البقرة : الآية 143] فالصلاة إيمان ، والزكاة إيمان ، والصيام إيمان ، والحج إيمان ، وسائر الأعمال كذلك ، أما هؤلاء الذين كثرت إثارتهم لهذا الأمر في هذه السنوات الأخيرة ، وقالوا : الإيمان في القلب ، والأعمال مكملة . فهؤلاء لم يسلكوا طريق السلف ، ولا طريق أهل المعرفة والإيمان من المتقدمين والمتأخرين ، فنسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه .
السؤال الخامس : سائل يقول : في بلدنا أناس يدعون أن علماءهم يعلمون الغيب ، وهم لا يصلون مع جماعة المسلمين ، ويسبون صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويتهمون عائشة بالفحش ، ويلعنون أبا بكر وعمر ، فهل يجوز لنا أن نسلم عليهم ، أو نوادهم ، أو أن نأكل من ذبائحهم ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب : أما ما يتعلق بعلم الغيب ، فقد قال الله – عز وجل – ﴿ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ ﴾ [سورة النمل : الآية 65] فلا أحد يعلم الغيب إلا الله – جل وعلا – وذلك بنص هذه الآية ، وإنما قد يُطلع الله من يشاء من الأنبياء والرسل على بعض الأمور الغيبية لتثبيتهم ، وإثبات صدق نبوتهم لقومهم .
وهؤلاء لا تحل ذبيحتهم ، فلا تحل ذبيحة من يدعو غير الله ، ولا من يتهم أم المؤمنين عائشة بالزنا – فض الله فاه – هي الطاهرة المبرأة من فوق سبع سموات ، ولا من يتهم الصديق والفاروق وذا النورين ، وهؤلاء الصحابة بالكفر ، هؤلاء لا تحل ذبائحهم ، وأعني بذلك الطائفة الاثني عشرية ، وهي طائفة باطنية ، عاملهم الله بما يستحقون .
السؤال السادس : يقول السائل منذ عدة سنوات تعاقدنا مع خادمة ، واتفقنا مع أهلها على أجرة ، وكان مبلغا زهيدا إذا قارناها بغيرها ، ولكن حيث كان ذلك برضاهم ، فهل علينا إثم في ذلك ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب : إن كانوا يجهلون ما تستحقه ، وقيل لهم : إن هذا أجر مثلها ، فلا شك أن هذا ظلم ، وإن كانوا عالمين ، ولكن أرادوها أن تكون عندكم رغبة في صيانتها وحفظها ، وأرادوا أمرا في مصلحتها ، فإنها إذا رضيت ورضوا هم بما اتفقتم عليه ، فلا بأس بذلك ، لكن إن دخل ذلك غش وخداع ، وإخفاء للحقائق ، فلا يبرئ ذمتكم كونهم قد رضوا .
السؤال السابع : يقول السائل : أنا يا شيخ ينزغني الشيطان دائما ، وهو يلازمني في يقظتي ، وفي نومي ، يوسوس لي بأنني فاشل في كل شيء ، فما نصيحتكم لي للتخلص منه ، علما بأنني أتعوذ منه دائما ، وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب : نصيحتي لك أن تُكثر من ذكر الله – جل وعلا – في كل مجلس تجلسه بِذِكر يسمعه من معك ، إلا إذا كنت في حديث مع غيرك ، لكن بمجرد أن تسكت فعليك أن تشغل نفسك بذكر الله ، فبذكر الله – جل وعلا – يطمئن القلب ، يقول الله – تعالى – ﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ ﴾ [سورة الرعد : الآية 28] وذكر الله يطرد الشيطان من المجلس ، وأكثر من الالتجاء إلى الله ، فإذا هجمت عليك هذه الخواطر فبادر إلى التعلق بذكر الله ، فسبح الله ، واحمده ، وهلله ، وكبره ، فبِحَوْل الله تنجو .
السؤال الثامن : سائل يقول : أنا يا شيخ حديث عهد بزواج ، وراعٍ لأسرة ، لكن عندي خوف شديد من مسئوليات المستقبل ، حيث إنه أصبح عندي إحباط شديد من الحياة الزوجية .
الجواب : أحْسِن التوكل على الله – جل وعلا – وعلق رجاءك به – سبحانه وتعالى – وخذ بالأسباب المعينة على حل المشاكل ، فإن الإنسان لا بد أن تعترضه في هذه الدنيا عقبات ، فإذا انهزم واستسلم فسَدَت أموره ، وإذا استعان بالله ، وتوكل عليه ، وأخذ بالأسباب بقدْر استطاعته ، فهو جدير بالتوفيق بإذن الله .
السؤال التاسع : يقول السائل : سماحة الشيخ أجلس وأذهب مع أناس يخرجون إلى الدعوة أياما وشهورا في سبيل الله ويقولون لنا : إن الأصنام في الدنيا خمسة ، منها الاشتغال والعمل في الدنيا ، ويأمروننا بترك الدنيا والرزق ، ويقولون بأن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : « إن الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله ، وما والاه ، وعالم أو متعلم » (26 ) . فما حكم ذلك ؟ وهل طلب الرزق يعتبر صنما من الأصنام ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب : هذه مقولة سيئة ، أما الحديث فصحيح ، والكسب الحلال ، والاستغناء بفضل الله – جل وعلا – عن الحاجة إلى الناس من ألوان الذكر ، والنبي – عليه أفضل الصلاة والتسليم – قال : « لأن يأخذ أحدكم حبله ، فيأتي بحزمة الحطب على ظهره ، فيبيعها ، فيكُفّ الله بها وجهه ، خير له من أن يسأل الناس ، أعطوه أو منعوه » ( 27) . فالمؤمن القوي بنفسه ، أو بماله ، أو بعلمه ولسانه في بيان الحق ، وفضح الباطل ، وبماله الذي ينفقه في سبيل الله له منزلة عظيمة ، فهذا عثمان بن عفان – رضي الله عنه – لما جهز جيش العسرة قال فيه النبي – صلى الله عليه وسلم – : « ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم » ( 28) . مرتين . وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : « نِعِمَّا بالمال الصالح للرجل الصالح » ( 29) .
فهذه المقولة مقولة من يُثَبِّط الناس عن الكسب ، ويجعلهم عالة على غيرهم ، فأكمل الدعاة على الإطلاق ، وهو محمد – صلى الله عليه وسلم – ثم أكمل الناس بعده من هذه الأمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي – رضي الله عنهم أجمعين – كانوا يتجرون ويشتغلون ، وعبد الرحمن بن عوف وعثمان ، وغيرهم من الصحابة كانوا أثرياء .
السؤال العاشر : يقول السائل : عندي مبلغ من المال دار عليه الحول ، واشتريت به سيارة فما حكم عملي ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب : إن كان هذا المال قد مر عليه الحول قبل أن تشتري السيارة ، فقد وجبت فيه الزكاة ، وعليك أن تخرجها ، وإن كنت اشتريت السيارة قبل تمام الحول ، ولم تشترها لطلب الربح وإنما للاستعمال ، فلا زكاة فيه ، يعني لو تم اليوم ، واشتريت السيارة غدا لوجبت الزكاة .
السؤال الحاديَ عشرَ : يقول السائل : إني أحبكم في الله . وأقول : كثر الحديث مؤخرا حول قضية الحزبية ، وتبادل التهم بالبدعة حول مسألة التحزب لمشايخ معينين ، أو جماعات معينة ، مما يجعل طالب العلم وغيره في حيرة شديدة ، فما توجيه سماحتكم ؟ شكر الله لكم ، وثبتكم على الحق .
الجواب : أسأل الله – جل وعلا – أن يجعلنا في هذا المكان جميعا من المتحابين في الله ، وأن ينفعنا بذلك في حياتنا وآخرتنا ، ثُم الحزبية في أصلها ليست من الأمور المحمودة في الإسلام ، فالمسلمون يد واحدة ، وينبغي أن يكونوا كذلك دائما ، والدعوات الحزبية قد تقوم في كثير من الأحوال على الثناء على الشخص الذي ينتسبون إليه ، مع ذم من ينافس هذا الحزب ، أو هذا الشخص ، فالتحزبات من الشيع التي لا تحمد في الإسلام ، وهي مما يفرق الجماعة ، ويفت في عضدها ، ويزرع فيما بينها الأحقاد والضغائن ، فلا أنصح أحدا بأن ينتمي إلى أي حزب ، بل ينبغي أن ينتمي إلى التمسك بكتاب الله – جل وعلا – وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – .
وأي دولة تأذن في قيام أحزاب ، لا تتحقق للأمة فيها أسباب النجاة ، فنحن نسمع عن الانتخابات في كثير من بلدان العالم ، وكيف تكون نهايتها ، ففي الحملة الانتخابية تُبذل الأموال والجهود ، والأكاذيب والوعود ، وهم لا يسيرون في تنظيم أمورهم على كتاب الله – جل وعلا – وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – وإنما حياتهم وأنظمتهم وقوانينهم من وضع البشر ، ووضع البشر مهما كانوا مجتهدين وجادين وحريصين ، لا يمكن أن نضمن لعملهم النجاة والسلامة ، بل قد وجدنا الاختلاف الكثير كما هو مشاهد .
السؤال الثانيَ عشرَ : سائل من اليمن يقول : إني خطبت فتاة لمدة أربعة أشهر ، ثم تراجعت عن الخطوبة ، فهل أنا آثم لذلك ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب : إذا كنت تراجعت عن الخطوبة لسبب اقتنعت به ، فإن شاء الله لا حرج ، والأولى بالشخص إذا وعد أن يفي بالوعد ، ما لم يترتب على الوفاء به مضرة في دينه .
السؤال الثالثَ عشرَ : يقول السائل : عند سماعي للقرآن من خلال المسجل يمر القارئ على آية فيها سجدة ، فهل يلزمني سجود التلاوة ، مع العلم بأنني لا أكون دائما عند الاستماع متوضئا .
الجواب : إن كان القارئ سجد في هذه القراءة – يعني فهمت أنه سجد – فاسجد ، وأما إذا كنت تسمع من الإذاعة ، أو المسجل ، وكانت القراءة موصولة ، بحيث يظهر لك أن القارئ لم يسجد ، فلا داعي لذلك .
السؤال الثانيَ عشرَ : يقول السائل : ما حكم الصلاة والصيام في حق من هو غائب عن الوعي بشكل غالب عليه ، مع العلم بأنه يفيق في بعض الأحيان ، ويفهم ما يَحْدُث حوله ؟
الجواب : مَناط التكليف هو العقل ، ومن لا يعقل لا شيء عليه فيما ترك ، ولا يصح منه ما فعل ، أما إذا كان يعقل فترات ، ولا يعقل أخرى ، فعليه أن يؤدي ما حضره من صلوات في حضور عقله .
السؤال الثالثَ عشرَ : يقول السائل : ولدي عليه دين ، فهل تحل له الزكاة ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب : إذا كان الغرماء ملحين عليه بالتسديد ، ويخشى عليه أن يودع في السجن ، ولا مال له يقضي منه ، فإن بذلت له الزكاة ، فلا حرج في ذلك ، أما إذا كنت تقصد بذلك أن تدفع له زكاة مالك أنت لتقضي دينه ، فانظر هل تجد أفقر منه ؟ فإن كنت لا تجد أفقر منه ، فأرجو أنه لا بأس بذلك ، لكن نحب أن نؤكد على أن الزكاة يجب أن تخرج للمستحقين ، وذلك لحديث معاذ بن جبل حينما بعثه النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى اليمن فقال له : « فأخْبِرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتُرَدّ على فقرائهم » ( 30) . وإذا كان البلد فيه فقراء كثيرون ، فلينظر أشدهم فقرا .
السؤال الرابعَ عشرَ : سائل يقول : يوجد في الأسواق كتاب “دحض افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب” للدكتور ربيع المدخلي هل تنصحون بقراءته ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب : أنا ما قرأت الكتاب ، والشيخ ربيع صاحب عقيدة سلفية ، فعقيدته حسنة ، ولا يدافع عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمة الله عليه – إلا من هو أهل أن يحسن به الظن ، فالشيخ ربيع من المتخرجين في الجامعة الإسلامية ، في المدينة ، والدارسين فيها في عهد سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمة الله عليه – والكتاب لا شك أنه سيكون فيه رد على كثير من الناس الذين لهم كلام في حق الشيخ ومنهجه ، وما دام أنه يدافع عن شيخ الإسلام ، فهو كتاب جدير أن يُقرأ .
السؤال الخامسَ عشرَ : يقول السائل : أسكن بمكة المكرمة بفندق يفصل بينه وبين الحرم شارع تمر فيه سيارات ، فما حكم صلاتي من داخل غرفة الفندق ، عِلما بأني أرى المسعى والبيت ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب : لا شك أن الصلاة في المسجد خير من صلاتك في هذا المكان ، لكن لو امتلأت الساحات والأماكن ، واحتجت للصلاة أنت ومن معك في هذه الغرفة المشْرِفة على المسجد ، فالصلاة صحيحة ، وأما في حال السعة ، فينبغي أن تذهب إلى المسجد .
السؤال الخامسَ عشرَ : يقول السائل : ما نصيحتكم لمن يدعو إلى الذهاب للعراق بدعوى الجهاد ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب : إذا كان هناك جهاد قائم ، وأذنت الدولة في ذلك ، فلا بأس ، لكن العراق الآن في حالة اضطراب وفتن وتفجيرات ، يقتل في هذه التفجيرات عن طريق السيارات ، أو غيرها من ليس من أهل القتال ، فهناك اضطراب وفتن وحزازات ونزاعات طائفية ، نسأل الله أن يهديهم ، وأن يطفئ نار الفتنة في بلادهم ، وأن يصد الفتن عن بلادنا ، وأن يوفق ولاة أمرنا ، ويزيدهم توفيقا ، فإنه لا توجد – فيما أعلم – دولة في الدنيا هي خير من هذه الدولة ، ولا بلاد إسلامية فيها من الخير ما في هذه البلاد ، فنسأل الله أن يوفقنا جميعا ، وولاة أمرنا لكل خير ، وأن يجيرنا من هذه الفتن التي هي أشبه ما يكون بالحرائق في كل ناحية ، وبحول الله إن ثَبَتْنا على الحق ، وأحسنا التمسك به ، وتعاونا فيما بيننا ، وكشفنا من يريد الإضرار بنا ، فنحن أحرى بحول الله أن يتم لنا النجاح .
السؤال السادسَ عشرَ : يقول السائل : لي خالتان في المنطقة الجنوبية والمسافة إليهما بعيدة ، ولم أصِلْهما منذ أكثر من خمسة عشر عاما ، فهل أُعْتَبر من قاطعي الأرحام ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب : إذا كنت لم تصلهم عجزا ، أو لسبب خارج عن إرادتك ، فالله – جل وعلا – لا يكلف نفسا إلا وسعها ، والله يقول ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [سورة التغابن : الآية 16] ونبيه – صلى الله عليه وسلم – يقول : « فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه » (31 ) . وأما إن كنت متغافلا معرضا ، فلا شك أن هذه قطيعة رحم ، وعليك أن تتوب إلى الله ، والتائب من الذنب توبة صادقة كمن لا ذنب له .
السؤال السابعَ عشرَ : سائل يقول : هل بيان ضلال المبتدعة ، ورد بدعتهم بالدليل من إثارة الفتنة ؟ وهل السكوت عن البدع والمبتدعة هو من جمع الكلمة ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب : إذا كان أهل البدع قائمين على نشر بدعهم ، والترويج لها ، فإن الواجب على العارفين بأعمال هؤلاء ومقاصدهم أن يكشفوا عوارهم ، ويوضحوا للناس أهدافهم ، وفساد ما هم عليه .
السؤال السابعَ عشرَ : يقول السائل : أنا شاب تزوجت من فتاة ، ومن يوم العرس أصبت بمس ، وقد بذلت كل ما بوسعي للمعالجة عند المشايخ والمشعوذين ، ولم أتوصل إلى أي نتيجة وكلما عُولجت رجع إلي مرة أخرى ، وقد خسرت جميع ما أملك ، أرجو النصيحة ، وجزاكم الله عنا ، وعن المسلمين خيرا .
الجواب : أسأل الله – جل وعلا – أن يشفيك ، وأن يشفي مرضى المسلمين ، أما المعالجة عن طريق الشعوذة ، والاستعانة بالمشعوذين ، أو السحرة ، فهذا من الضلال المبين ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : « من أتى كاهنا فصدقه بما يقول ، أو أتى امرأة حائضا ، أو أتى امرأة في دُبُرِها ، فقد برئ مما أُنزل على محمد » ( 32) . ربما تأخر شفاؤك لذهابك لهؤلاء الشعوذين ، فأخلِص النية الصالحة ، وأحسن التوكل على الله ، وأكثر من الدعاء ، والالتجاء إليه ، وتذكر ذنوبك ، فتُبْ مما تذكر ، فكم من الذنوب قد نسيناها ، فإن الذنوب من شأنها أن تُضعف البصيرة ، وربما طمستها ، فليكثر أحدنا ، ولتكثر أيها السائل من التوبة والاستغفار ، وتكرار ذلك عندما تستيقظ من نومك ، وعندما تَلُمّ بك هذه الأمور ، توجه إلى الفعال لما يريد ، أنْزِل حاجتك به ، وعظِّم رجاءك به – جل وعلا – وتَبَرَّأ من الحول والقوة ، واعلم أن الأسباب لا تنفع إلا إذا رافقها الاستعانة بالله – جل وعلا – .
نسأل الله أن يُصلح حالنا ، وحال المسلمين في كل مكان ، وأن يجيرنا من الفتن ما ظهر منها ، وما بَطَن ، وأن يهيئ لنا جميعا من أمرنا رشدا ، وأن يبارك لنا في اجتماعنا هذا ، في حاضرنا ومستقبلنا ، إنه – جل وعلا – مجيب الدعاء ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .


رابط الموضوع : http://www.assakina.com/mohadrat/16341.html#ixzz3Jayja6fK
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حقوق الحاكم والمحكوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الحضارة الإسلامية
» من صور العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الحضارة الإسلامية
» حقوق العلماء
» المسلمون بانتظار الحاكم العادل
» مسؤلية الحاكم تجاه الأمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: