ابو ايهاب حمودة :: المشرف العام ::
عدد المساهمات : 25191 تاريخ التسجيل : 16/08/2009
| موضوع: قال الحسن البصري: إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..فنافسه في الآخرة. الأحد مايو 13, 2012 1:56 am | |
|
قال الحسن البصري: إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..فنافسه في الآخرة. • يا ابن آدم إياك و الظلم, فإن الظلم ظلمات يوم القيامة, وليأتين أناس يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال, فما يزال يؤخذ منهم حتى يبقى الواحد منهم مفلساً ثم يسحب إلى النار. • يا ابن آدم إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..فنافسه في الآخرة. • يا ابن آدم نزّه نفسك فإنك لا تزال كريماً على الناس و لا يزال الناس يكرمونك ..ما لم تتعاط ما في أيديهم فإذا فعلت ذلك : استخفّوا بك, وكرهوا حديثك, وأبغضوك. • أيها الناس: أحبّوا هوناً, وأبغضوا هوناً, فقد أفرط أقوام في الحب.. حتى هلكوا و أفرط أقوام في البغض ..حتى هلكوا . • أيها الناس لو لم يكون لنا ذنوب إلا حب الدنيا, لخشينا على أنفسنا منها إن الله عز وجل يقول : {تُرِيْدُوْن عَرَض الْدُّنْيَا و الْلَّه يُرِيْد الْآَخِرَة}( الأنفال : 67 ) فرحم الله امرءاً ..أراد ما أراد الله عزّ و جلّ . • أيها الناس لقد كان الرجل إذا طلب العلم : يرى ذلك في بصره, وتخشّعه, ولسانه, ويده, وصلاته, وصلته, وزهده. أما الآن .. !! فقد أصبح العلم ( مصيدة ) و الكل يصيد أو يتصيد إلا من رحم ربك, وقليل ما هم. • توشك العيـن تغيـض والبحيرات تجفّ.. بعضنا يصطاد بعضاً والشباك تختلف. ذا يجئ الأمر رأسا ذا يدور أو يلف.. والصغير قد يعف والكبير لا يعف. و الإمام قد يسف والصغير لا يسف.. و الثياب قد تصون والثياب قد تشف . و البغي قد تداري سمها و تلتحف.. والشتات لا يزال يأتلف ويختلف . و الخطيب لا يزال بالعقول يستخف .. و القلوب لا تزال للشمال تنحرف . و الصغير بات يدري كيف تؤكل الكتف .. لا تخادع يا صديقي بالحقيقة اعترف. • لقد رأيت أقواماً..كانت الدنيا أهون عليهم من التراب و رأيت أقواماً ..يمسي أحدهم و ما يجد إلا قوتاً فيقول : لا أجعل هذا كله في بطني ! لأجعلن بعضه لله عز وجل! فيتصدق ببعضه وهو أحوج ممن يتصدق به عليه ! • يا قوم إن الدنيا دار عمل, من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها سعد بها و نفعته صحبتها. ومن صحبها على الرغبة فيها والمحبة لها شقي بها . و لكن أين القلوب التي تفقه ؟ والعيون التي تبصر ؟ والآذان التي تسمع ؟ • أين منكم من سمع ؟!! لم أسمع الله عزّ و جلّ.. فيما عهد إلى عباده وأنزل عليهم في كتابه : رغب في الدنيا أحدا من خلقه, ولا رضي له بالطمأنينة فيها, ولا الركون إليها, بل صرّف الآيات, و ضرب الأمثال : بالعيب لها, والترغيب في غيرها. • أفق يا مغرور, تنشط للقبيح, و تنام عن الحسن, وتتكاسل إذا جدّ الجد • القلب ينشط للقبيح, وكم ينام عن الحسن, يا نفس ويحك ما الذي .. يرضيك في دنيا العفن ؟! أولى بنا سفح الدموع .. و أن يجلببنا الحزن أولى بنا أن نرعوي أولى بنا لبس ( الكفن) أولى بنا قتل ( الهوى ) في الصدر أصبح كالوثن فأمامنا سفر طويل .. بعده يأتي السكن إما إلى ( نار الجحيم ) .. أو الجنان : ( جنان عدن ) أقسمت ما هذي الحياة.. بها المقام أو ( الوطن) فلم التلوّن و الخداع ؟ لم الدخول على ( الفتن ) ؟! يكفي مصانعة الرعاع .. مع التقلب في المحن تبا لهم من معشر ألفوا معاقرة ( النتن) بينا يدبّر للأمين أخو الخيانة ( مؤتمن ) ! تبا لمن يتملقون و ينطوون على ( دخن ) تبا لهم فنفاقهم قد لطّخ ( الوجه الحسن) تبا لمن باع ( الجنان ) لأجـل ( خضراء الدمن) • أفيقوا يأهل الغفلة, فالقافلة قد تحركت, و عند الصباح ..يحمد القوم السّرى { أَفَأَمِن أَهْل الْقُرَى أَن يَأْتِيَهَا بَأْسُنَا بَيَاتّا وَهُم نَائِمُوْن أَو أَمِن أَهْل الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحَى* وَهُم يَلْعَبُوْن أَفَأَمِنُوٓا مَكْر الْلَّه فَلَا يَأْمَن مَكْر الْلَّه إِلَا الْقَوْم الْخَاسِرُوْن} ( الأعراف : 97-99) • تباً لطلاب الدنيا, وهي دنيا !!! و الله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام, بعد عبادتهم للرحمن, و ذلك بحبهم للدنيا. • والله ما صدّق عبد بالنار..إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت وإن المنافق المخدوع : لو كانت النار خلف هذا الحائط, لم يصدق بها ..حتى يتهجم عليها فيراها ! • القلوب ..القلوب, إن القلوب تموت و تحيا, فإذا ماتت : فاحملوها على الفرائض, فإذا هي أحييت : فأدبوها بالتطوع . • المؤمن !!! ما المؤمن؟ والله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً, أو شهرين, أو عاماً, أو عامين, لا والله ما جعل الله لمؤمن أجلاً.. ( دون الموت ). • الذنوب, و هل تتساوى الذنوب؟ إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه, وما يزال متخوفا منه أبداً, حتى يدخل الجنة. • الدنيا, وهموم الدنيا, والتحسر على ما فات, يجعل الحسرة حسرات. • إن المؤمن إذا طلب حاجة فتيسرت ..قبلها بميسور الله عزّ وجلّ, وحمد الله تعالى عليها, وإن لم تتيسر, تركها ولم يتبعها نفسه. • ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير و ليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر: فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر : فكان خيرا له الراوي: صهيب بن سنان الرومي القرشي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2999 خلاصة حكم المحدث: صحيح • نعمت الدار كانت ( الدنيا ) للمؤمن وذلك أنه عمل قليلاً, و أخذ زاده منها إلى ( الجنة ) . و بئست الدار كانت للكافر و المنافق ذلك أنه تمتع ( ليالي ) وكان زاده منها إلى ( النار ) . { فَمَن زُحْزِح عَن الْنَّار و أُدْخِل الْجَنَّة فَقَد فَاز وَمَا الْحَيَاة الْدُّنْيَا إِلَا مَتَاع الْغُرُوْر}( آل عمران : 185 ) . • إن المؤمن قوّام على نفسه, يحاسب نفسه لله عزّ وجلّ, و إنما خفّ الحساب يوم الحساب ..على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا و إنما شق الحساب ..على قوم أخذوها من غير محاسبة . • يا قوم, تصبروا وتشددوا, فإنما هي ليالٍ تعد, وإنما أنتم ركب وقوف, يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب, فيذهب به ولا يلتفت فانقلبوا بصالح الأعمال. • إن هذا الحق قد أجهد الناس, وحال بينهم وبين شهواتهم و إنما صبر على الحق: من عرف فضله ورجا عاقبته. • أفق يا مغرور من غفلتك, وابك على خطيئتك. إذا خاف ( الخليل ) ..وخاف ( موسى ) ..كذا خاف ( المسيح ) ..وخاف ( نوح ) ..وخاف ( محمد) خير البرايا فمالي لا أخاف ولا أنوح ؟! • و يحك يا ابن آدم, هل لك بمحاربة الله طاقة ؟! إنه من عصى ربه فقد حاربه ! • يا هذا.. أدم الحزن على خير الآخرة, لعله يوصلك إليك . وابك في ساعات الخلوة, لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك فتكون من الفائزين . • يا هذا رطّب لسانك بذكر الله وندّ جفونك بالدموع .. من خشية الله فوالله ما هو إلا حلول القرار : في الجنة أو النار, ليس هناك منزل ثالث من أخطأته الرحمة صار و الله إلى العذاب . • السنة .. السنة, وطّنوا النفوس على حبها, وتعظيمها, والحنين إليها فقد جاء في الأثر: لما اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم المنبر .. حنّت الجذع ..كما يحنّ الفصيل إلى أمه, و بكت بكاء الصبي !! يا عباد الله ! الخشبة تحنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه ! فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه . • و اعلم يا هذا أن خطاك خطوتان: خطوة لك, وخطوة عليك فانظر أين تغدو؟ وأين تروح؟ • الموت .. الموت {كُل نَفْس ذَائِقَة الْمَوْت } آل عمران 185. يحق لمن يعلم: أن الموت مورده, وأن الساعة موعده, والقيام بين يدي الله تعالى مشهده, يحق له أن يطول حزنه. • يا هذا صاحب الدنيا بجسدك, وفارقها بقلبك, و ليزدك إعجاب أهلها بها ..زهدا فيها, وحذراً منها, فإن الصالحين كانوا كذلك. • {كُل نَفْس ذَائِقَة الْمَوْت} آل عمران 185. فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لب فرحاً. • واعلم يا هذا أن المؤمن في الدنيا كالغريب لا يأنس في عزها و لا يجزع من ذلها, للناس حال وله حال. • واحذر (الهوى) فشرُ داء خالط القلب: الهوى. واحرص على العلم, وأفضل العلم: الورع والتوكل. • واعلم أن العبد لا يزال بخير ما إذا قال.. قال لله و إذا عمل .. عمل لله • واعلم أن أحب العباد إلى الله ..الذين يحببون ( الله ) إلى عباده و يعملون في الأرض نصحا . • واحذر الرشوة فإنها إذا دخلت من الباب ..خرجت الأمانة من النافذة. • واحذر الدنيا فإنه قلّ من نجا منها وليس العجب لمن هلك .. كيف هلك ؟ ولكن العجب لمن نجا ..كيف نجا ؟! فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة, و إلا فإني لا أخالك ناجيا. ورغم هذا فالدنيا كلها: أولها وآخرها, ما هي إلا كرجل نام نومة فرأى في منامه بعض ما يحب ثم انتبه !!! • كيف نضحك ؟و لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا فقال : لا أقبل منكم !! • يا هذا كفى بالموت واعظاً, ورب موعظة دامت ساعة, ثم تنقضي, وخير موعظة ما دام أثرها. • نراع إذا (الجنائز) قابلتنا, ويحزننا بكاء الباكيات, كروعة ثلة لمغار سبع, فلما غاب: عادت راتعات!! | |
|