ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 : تكملة السيرة النبوية الشريفة (75)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

: تكملة السيرة النبوية الشريفة (75) Empty
مُساهمةموضوع: : تكملة السيرة النبوية الشريفة (75)   : تكملة السيرة النبوية الشريفة (75) Emptyالأربعاء سبتمبر 16, 2009 12:13 pm

6 ـ وفد عُذْرَة ‏:‏
قدم هذا الوفد في صفر سنة 9 هـ ، وهم اثنا عشر رجلاً فيهم حمزة بن النعمان ، قال متكلمهم حين سئلوا ‏(‏ من القوم ‏؟ ‏‏) ‏‏:‏ نحن بنو عُذْرَة ، إخوة قُصَي لأمه ، نحن الذين عضدوا قصياً ، وأزاحوا من بطن مكة خزاعة وبني بكر ، لنا قرابات وأرحام ، فرحب بهم النبي ، وبشرهم بفتح الشام ، ونهاهم عن سؤال الكاهنة ، وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها‏ .‏ أسلموا وأقاموا أياماً ثم رجعوا‏ .‏
7 ـ وفد بَلِي‏ :‏
قدم في ربيع الأول سنة 9 هـ ، وأسلم وأقام بالمدينة ثلاثاً ، وقد سأل رئيسهم أبو الضُّبَيْب عن الضيافة هل فيها أجر ‏؟‏ فقال رسول اللّه ‏:‏ ‏(‏ نعم ، وكل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة ‏) ‏، وسأل عن وقت الضيافة ، فقال ‏:‏ ‏( ‏ثلاثة أيام ‏)‏ ، وسأل عن ضالة الغنم ، فقال ‏:‏ ‏( ‏هي لك أو لأخيك أو للذنب‏ )‏ ، وسأل عن ضالة البعير ‏.‏ فقال‏ :‏ ‏( ‏مالك وله ‏؟‏ دعه حتى يجده صاحبه‏ )‏ ‏.‏
8 ـ وفد ثقيف‏ :‏
كانت وفادتهم في رمضان سنة 9 هـ ، وقصة إسلامهم أن رئيسهم عروة بن مسعود الثقفي جاء إلى رسول اللّه بعد مرجعه من غزوة الطائف في ذي القعدة سنة 8 هـ قبل أن يصل إلى المدينة ، فأسلم عروة ، ورجع إلى قومه ، ودعاهم إلى الإسلام ـ وهو يظن أنهم يطيعونه ؛ لأنه كان سيدا مطاعاً في قومه ، وكان أحب إليهم من أبكارهم ـ فلما دعاهم إلى الإسلام رموه بالنبل من كل وجه حتى قتلوه ، ثم أقاموا بعد قتله أشهراً ، ثم ائتمروا بينهم ، ورأوا أنه لا طاقة لهم بحرب مَنْ حولهم من العرب ـ الذين كانوا قد بايعوا وأسلموا ـ فأجمعوا أن يرسلوا رجلاً إلى رسول اللّه ، فكلموا عَبْد يالِيل بن عمرو ، وعرضوا عليه ذلك فأبى ، وخاف أن يصنعوا به إذا رجع مثل ما صنعوا بعروة ‏.‏ وقال‏ :‏ لست فاعلاً حتى ترسلوا معي رجالاً ، فبعثوا معه رجلين من الأحلاف وثلاثة من بني مالك ، فصاروا ستة فيهم عثمان بن أبي العاص الثقفي ، وكان أحدثهم سناً‏ .‏
فلما قدموا على رسول اللّه ضرب عليهم قبة في ناحية المسجد ، لكي يسمعوا القرآن ، ويروا الناس إذا صلوا ، ومكثوا يختلفون إلى رسول اللّه ، وهو يدعوهم إلى الإسلام ، حتى سأل رئيسهم أن يكتب لهم رسول اللّه قضية صلح بينه وبين ثقيف ، يأذن لهم فيه بالزنا وشرب الخمور وأكل الربا ، ويترك لهم طاغيتهم اللات ، وأن يعفيهم من الصلاة ، وألا يكسروا أصنامهم بأيديهم ، فأبى رسول اللّه أن يقبل شيئاً من ذلك ، فخلوا وتشاوروا فلم يجدوا محيصاً عن الاستسلام لرسول اللّه ، فاستسلموا وأسلموا ، واشترطوا أن يتولى رسول اللّه هدم اللات ، وأن ثقيفاً لا يهدمونها بأيديهم أبداً‏ .‏ فقبل ذلك ، وكتب لهم كتاباً ، وأمر عليهم عثمان بن أبي العاص الثقفي ، لأنه كان أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم الدين والقرآن ‏.‏ وذلك أن الوفد كانوا كل يوم يغدون إلى رسول اللّه ، ويخلفون عثمان بن أبي العاص في رحالهم ، فإذا رجعوا وقالوا بالهاجرة عمد عثمان بن أبي العاص إلى رسول اللّه فاستقرأه القرآن ، وسأله عن الدين ، وإذا وجده نائماً عمد إلى أبي بكر لنفس الغرض ‏(‏ وكان من أعظم الناس بركة لقومه في زمن الردة ، فإن ثقيفاً لما عزمت على الردة قال لهم‏ :‏ يا معشر ثقيف ، كنتم آخر الناس إسلاماً ، فلا تكونوا أول الناس ردة ، فامتنعوا عن الردة ، وثبتوا على الإسلام‏ ) ‏‏.‏
ورجع الوفد إلى قومه فكتمهم الحقيقة ، وخوفهم بالحرب والقتال ، وأظهر الحزن والكآبة ، وأن رسول اللّه سألهم الإسلام وترك الزنا والخمر والربا وغيرها وإلا يقاتلهم ‏.‏ فأخذت ثقيفاً نخوة الجاهلية ، فمكثوا يومين أو ثلاثة يريدون القتال ، ثم ألقى اللّه في قلوبهم الرعب ، وقالوا للوفد‏ :‏ ارجعوا إليه فأعطوه ما سأل ‏.‏ وحينئذ أبدى الوفد حقيقة الأمر ، وأظهروا ما صالحوا عليه ، فأسلمت ثقيف ‏.‏
وبعث رسول اللّه رجالاً لهدم اللات ، أمر عليهم خالد بن الوليد ، فقام المغيرة ابن شعبة ، فأخذ الكُرْزِين وقال لأصحابه‏ :‏ واللّه لأضحكنكم من ثقيف ، فضرب بالكرزين ، ثم سقط يركض ، فارتج أهل الطائف ، وقالوا ‏:‏ أبعد اللّه المغيرة ، قتلته الرَّبَّةُ ، فوثب المغيرة فقال ‏:‏ قبحكم اللّه ، إنما هي لُكَاع حجارة ومَدَر ، ثم ضرب الباب فكسره ، ثم علا أعلى سورها ، وعلا الرجال فهدموها وسووها بالأرض حتى حفروا أساسها ، وأخرجوا حليها ولباسها ، فبهتت ثقيف ، ورجع خالد مع مفرزته إلى رسول اللّْه بحليها وكسوتها ، فقسمها رسول الله من يومه ، وحمد الله على نصرة نبيه وإعزاز دينه‏ .‏
9 ـ رسالة ملوك اليمن‏ :‏
وبعد مرجع النبي من تبوك قدم كتاب ملوك حِمْيَر ، وهم الحارث بن عبد كُلال ، ونعيم بن عبد كلال ، والنعمان ، وقَيْلُ ذي رُعَيْن وهَمْدَان ومُعَافِر ، ورسولهم إليه مالك بن مرة الرَّهَاوي ، بعثوه بإسلامهم ومفارقتهم الشرك وأهله ، وكتب إليهم رسول الله كتاباً بَيَّنَ فيه ما للمؤمنين وما عليهم ، وأعطى فيه المعاهدين ذمة اللّه وذمة رسوله إذا أعطوا ما عليهم من الجزية وبعث إليهم رجالاً من أصحابه أميرهم معاذ بن جبل ، وجعله على الكورة العلياء من جهة عَدَن بين السَّكُون والسَّكَاسِك ، وكان قاضياً وحاكماً في الحروب ، وعاملاً على أخذ الصدقة والجزية ، ويصلي بهم الصلوات الخمس ، وبعث أبا موسى الأشعري رضي الله عنه على الكورة السفلى ‏:‏ زُبَيْد ومأرب وَزَمَع والساحل ، وقال ‏:‏ ‏( ‏يسرا ولا تعسرا ، وبشرا ولا تنفرا ، وتطاوعا ولا تختلفا ‏)‏ ‏.‏ وقد مكث معاذ باليمن حتى توفي رسول اللّه .‏ أما أبو موسي الأشعري رضي الله عنه فقدم عليه في حجة الوداع‏ .‏
10 ـ وفد همدان ‏:‏
قدموا سنة 9هـ بعد مرجعه من تبوك ، فكتب لهم رسول اللّه كتاباً أقطعهم فيه ما سألوه ، وأمر عليهم مالك بن النَّمَطَ ، واستعمله على من أسلم من قومه ، وبعث إلى سائرهم خالد بن الوليد يدعوهم إلى الإسلام ، فأقام ستة أشهر يدعوهم فلم يجيبوه ، ثم بعث علي بن أبي طالب ، وأمره أن يَقْفُلَ خالداً ، فجاء علي إلى همدان ، وقرأ عليهم كتاباً من رسول اللّه ، ودعاهم إلى الإسلام فأسلموا جميعاً ، وكتب على ببشارة إسلامهم إلى رسول ، فلما قرأ الكتاب خر ساجداً ، ثم رفع رأسه فقال‏ :‏ ‏( ‏السلام على همدان ، السلام على همدان‏ )‏ ‏.‏
11 ـ وفد بني فَزَارَة ‏:‏
قدم هذا الوفد سنة 9هـ بعد مرجعه من تبوك ، قدم في بضعة عشر رجلاً جاءوا مقرين بالإسلام ، وشكوا جدب بلادهم ، فصعد رسول الله المنبر ، فرفع يديه واستسقى ، وقال‏ :‏ ‏ ‏اللهم اسق بلادك وبهائمك ، وانشر رحمتك ، وأحْي بلدك الميت ، اللهم اسقنا غَيْثاً مُغِيثاً ، مريئًا مَرِيعاً ، طَبَقاً واسعاً ، عاجلاً غير آجل ، نافعاً غير ضار ، اللّهم سقيا رحمة ، لا سقيا عذاب ، ولا هَدْم ولا غَرَق ولا مَحْق ، اللّهم اسقنا الغيث ، وانصرنا على الأعداء ‏ ‏‏.‏
12ـ وفد نجران ‏:‏
‏[‏نجران‏]‏ بفتح النون وسكون الجيم ‏:‏ بلد كبير على سبع مراحل من مكة إلى جهة اليمن ، كان يشتمل على ثلاث وسبعين قرية ، مسيرة يوم للراكب السريع ، وكان يؤلف مائة ألف مقاتل كانوا يدينون بالنصرانية ‏.‏
وكانت وفادة أهل نجران سنة 9هـ ، وقوام الوفد ستون رجلاً منهم أربعة وعشرون من الأشراف ، فيهم ثلاثة كانت إليهم زعامة أهل نجران‏ .‏ أحدهم ْ‏:‏ العَاقِب ، كانت إليه الإمارة والحكومة ، واسمه عبد المسيح ‏.‏ والثاني ‏:‏ السيد ، كانت تحت إشرافه الأمور الثقافية والسياسية ، واسمه الأيْهَم أو شُرَحِْبيل ‏.‏ والثالث ‏:‏ الأسْقف ، وكانت إليه الزعامة الدينية ، والقيادة الروحانية ، واسمه أبو حارثة بن علقمة ‏.‏
ولما نزل الوفد بالمدينة ، ولقي النبي سألهم وسألوه ، ثم دعاهم إلى الإسلام ، وتلا عليهم القرآن فامتنعوا ، وسألوه عما يقول في عيسى عليه السلام ، فمكث رسول اللّه يومه ذلك حتى نزل عليه ‏:‏ ‏ ‏إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ‏ ‏ ‏[‏آل عمران‏:‏59: 61‏]‏‏.‏
ولما أصبح رسول اللّه أخبرهم بقوله في عيسى ابن مريم في ضوء هذه الآية الكريمة ، وتركهم ذلك اليوم ، ليفكروا في أمرهم ، فأبوا أن يقروا بما قال في عيسى ‏.‏ فلما أصبحوا وقد أبوا عن قبول ما عرض عليهم من قوله في عيسى ، وأبوا عن الإسلام دعاهم رسول اللّه إلى المباهلة ، وأقبل مشتملاً على الحسن والحسين في خَمِيل له ، وفاطمة تمشي عند ظهره ، فلما رأوا منه الجد والتهيؤ خلوا وتشاوروا ، فقال كل من العاقب والسيد للآخر ‏:‏ لا تفعل ، فو اللّه لئن كان نبياً فَلاَعَنَنَا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا ، فلا يبقى على وجه الأرض منا شعرة ولا ظُفْر إلا هلك ، ثم اجتمع رأيهم على تحكيم رسول اللّه في أمرهم ، فجاءوا وقالوا ‏:‏ إنا نعطيك ما سألتنا ‏.‏ فقبل رسول اللّه منهم الجزية ، وصالحهم على ألفي حُلَّة ‏:‏ ألف في رجب ، وألف في صفر ، ومع كل حلة أوقية ، وأعطاهم ذمة اللّه وذمة رسوله ‏.‏ وترك لهم الحرية الكاملة في دينهم ، وكتب لهم بذلك كتاباً ، وطلبوا منه أن يبعث عليهم رجلاً أميناً ، فبعث عليهم أمين هذه الأمة أبا عبيدة بن الجراح ، ليقبض مال الصلح ‏.‏
ثم طفق الإسلام يفشو فيهم ، فقد ذكروا أن السيد والعاقب أسلما بعد ما رجعا إلى نجران ، وأن النبي بعث إليهم عليّا ، ليأتيه بصدقاتهم وجزيتهم ، ومعلوم أن الصدقة إنما تؤخذ من المسلمين ‏.‏
13 ـ وفد بني حنيفة ‏:‏
كانت وفادتهم سنة 9 هـ ، وكانوا سبعة عشر رجلاً فيهم مُسَيْلِمة الكذاب ـ وهو مُسَيْلِمة بن ثُمَامَة بن كبير بن حبيب بن الحارث من بني حنيفة ـ نزل هذا الوفد في بيت رجل من الأنصار ، ثم جاءوا إلى النبي فأسلموا ، واختلفت الروايات في مسيلمة الكذاب ، ويظهر بعد النظر في جميعها أن مسيلمة صدر منه الاستنكاف والأنفة والاستكبار والطموح إلى الإمارة ، وأنه لم يحضر مع سائر الوفد إلى رسول اللّه ، وأن النبي أراد استئلافه بالإحسان بالقول والفعل أولاً ، فلما رأى أن ذلك لا يجدي فيه نفعاً تفرس فيه الشر ‏.‏
وكان النبي قد أري قبل ذلك في المنام أنه أتي بخزائن الأرض ، فوقع في يديه سواران من ذهب ، فكبرا عليه وأهماه ، فأوحى إليه أن انفخهما فنفخهما فذهبا ، فأوَّلَهُمَا كذابين يخرجان من بعده ، فلما صدر من مسيلمة ما صدر من الاستنكاف ـ وقد كان يقول ‏:‏ إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته ـ جاءه رسول اللّه وفي يده قطعة من جريد ، ومعه خطيبه ثابت بن قيس بن شَمَّاس ، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه ، فكلمه ، فقال له مسيلمة ‏:‏ إن شئت خلينا بينك وبين الأمر ، ثم جعلته لنا بعدك ، فقال ‏:‏ ‏( ‏لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ، ولن تعدو أمر اللّه فيك ، ولئن أدبرتَ ليعقرنك اللّه ، واللّه إني لأراك الذي أرِيتُ فيه ما رأيتُ ، وهذا ثابت يجيبك عني‏ ) ‏، ثم انصرف ‏.‏
وأخيراً وقع ما تَفَرَّسَ فيه النبي ، فإن مسيلمة لما رجع إلى اليَمَامة بقي يفكر في أمره ، حتى ادعى أنه أشرك في الأمر مع النبي ، فادعى النبوة ، وجعل يسجع السجعات ، وأحل لقومه الخمر والزنا ، وهو مع ذلك يشهد لرسول اللّه أنه نبي ، وافتتن به قومه فتبعوه وأصفقوا معه ، حتى تفاقم أمره ، فكان يقال له ‏:‏ رحمان اليمامة لعظم قدره فيهم ، وكتب إلى رسول اللّه كتاباً قال فيه ‏:‏ إني أشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأمر ، ولقريش نصف الأمر ، فرد عليه رسول اللّه بكتاب قال فيه‏ :‏ ‏( ‏إن الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين ‏) ‏‏.‏
وعن ابن مسعود‏ :‏ جاء ابن النَّوَّاحَة ، وابن أُثَال رسولا مسيلمة إلى النبي ، فقال لهما‏ :‏ ‏( ‏أتشهدان أني رسول اللّّه ‏؟ ‏‏)‏ فقالا ‏:‏ نشهد أن مسيلمة رسول اللّه ‏.‏ فقال النبي ‏:‏ ‏(‏ آمنت باللّه ورسوله ، لو كنت قاتلاً رسولاً لقتلتكما‏ ) ‏‏.‏
كان ادعاء مسيلمة النبوة سنة عشر ، وقتل في حرب اليمامة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في ربيع الأول سنة 21هـ ، قتله وَحْشِي قاتل حمزة ‏. ‏وأما المتنبئ الثاني ، وهو الأسود العَنْسِي الذي كان باليمن ، فقتله فَيْرُوز ، واحتز رأسه قبل وفاة النبي بيوم وليلة ، فأتاه الوحي فأخبر به أصحابه ، ثم جاء الخبر من اليمن إلى أبي بكر رضي الله عنه ‏.‏
14ـ وفد بني عامر بن صَعْصَعَة ‏:‏
كان فيهم عامر بن الطُّفَيْل عدو اللّه وأرْبَد بن قيس ـ أخو لَبِيد لأمه ـ وخالد بن جعفر ، وجَبَّار بن أسلم ، وكانوا رؤساء القوم وشياطينهم ، وكان عامر هو الذي غدر بأصحاب بئر مَعُونة ، فلما أراد هذا الوفد أن يقدم المدينة تآمر عامر وأربد ، واتفقا على الفتك بالنبي ، فلما جاء الوفد جعل عامر يكلم النبي ، ودار أربد خلفه ، واخترط سيفه شبراً ، ثم حبس اللّه يده فلم يقدر على سله ، وعصم اللّه نبيه ، ودعا عليهما النبي ، فلما رجعا أرسل اللّه على أربد وجمله صاعقة فأحرقته ، وأما عامر فنزل على امرأة سَلُولِيَّة ٍ، فأصيب بغُدَّةٍ في عنقه فمات وهو يقول ‏:‏ أغدة كغدة البعير ، وموتا في بيت السلولية‏ .‏
وفي صحيح البخاري ‏:‏ أن عامراً أتى النبي فقال ‏:‏ أُخَيِّرُكَ بين خصال ثلاث‏ :‏ يكون لك أهل السَّهْلِ ولي أهل المَدَرَ ، أو أكون خليفتك من بعدك ، أو أغزوك بغَطَفَان بألف أشقر وألف شقراء ، فطعن في بيت امرأة ، فقال‏ :‏ أغدة كغدة البعير ، في بيت امرأة من بني فلان ‏!‏ انتوني بفرسي ، فركب ، فمات على فرسه‏ .‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
: تكملة السيرة النبوية الشريفة (75)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تكملة السيرة النبوية الشريفة (6)
» تكملة السيرة النبوية الشريفة (22)
» تكملة السيرة النبوية الشريفة (38)
» تكملة السيرة النبوية الشريفة (53)
» تكملة السيرة النبوية الشريفة (69)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى الشخصيات الإسلامية-
انتقل الى: