ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الوسوسة وعلاجها (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الوسوسة وعلاجها (من مبحثين المبحث الثاني والاخير) Empty
مُساهمةموضوع: الوسوسة وعلاجها (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)   الوسوسة وعلاجها (من مبحثين المبحث الثاني والاخير) Emptyالخميس ديسمبر 09, 2010 12:32 pm

الوسوسة وعلاجها (من مبحثين المبحث الثاني والاخير) Ed5x2-u5RE_933301614

الوسوسة وعلاجها (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)
الوسوسة وعلاجها
الأحكام الخاصة بأهل الوسواس :
أ ـ تقدير إزالة النجاسة بثلاث غسلات في حق الموسوس :
المفتى به عند الحنفية كما قال الحصكفي وغيره ، أن طهارة محل النجاسة المرئية بقلعها ، ولا يضر بقاء أثر لازم ، وطهارة محل نجاسة غير مرئية تحصل بغلبة ظن غاسلها طهارة محلها . ويقدر ذلك في حق الموسوس بغسلٍ وعصرٍ ثلاثاً فيما ينعصر .
ب ـ اجتناب البول في مكان الاستحمام خشية الوسواس :
نص الحنفية والشافعية والحنابلة على كراهة البول في مكان الاستحمام لحديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ( لا يبولن أحدكم في مستحمه ثم يغتسل فيه " وفي رواية " ثم يتوضأ فيه فإن عامة الوسواس منه ) " . وإنما نهي عن ذلك إذا لم يكن له مسلك يذهب فيه البول ، أو كان المكان صلباً فيوهم المغتسل أنه أصابه منه شيء فيحصل به الوسواس .
جـ ـ الانتضاح بعد الاستنجاء من أجل قطع الوسواس :
ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه يستحب لمن استنجى بالماء أن ينضح فرجه وسراويله قطعاً للوسواس ، ولما روى أبو هريرة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " جاءني جبريل فقال يا محمد إذا توضأت فانضح ) " .
وصرح الحنفية بأن من يعرض له الشيطان كثيراً لا يلتفت إليه بل ينضح فرجه أو سراويله بماء حتى إذا شك حمل البلل على ذلك النضح ما لم يتيقن خلافه . وعن أحمد لا ينضح .
قال الإمام أحمد فيمن ظن خروج شيء من البول بعد الاستنجاء لا تلتفت إليه ، حتى تتيقن ، وَالْهُ عنه ، فإنه من الشيطان ، فإنه يذهب إن شاء الله .
د ـ أثر بلوغ الشك في نية الطهارة إلى درجة الوسواس :
يصرح الحنابلة أن المتوضئ إن شك في أثناء طهارته أنه نوى أو لم ينو ، يلزمه استئناف الوضوء ؛ لأنه عبادة شك في شرطها وهو فيها فلم تصح كالصلاة ، ولا يصح ما فعله منه . لكن إن كان ذلك الشك من قبيل الوهم كالوسواس فلا يلتفت إليه يعني إنه يستمر في وضوئه ولا يستأنف .
هـ ـ التلفظ بنية الصلاة لدفع الوسواس :
ذهب الحنفية في المختار والشافعية والحنابلة في المذهب إلى أن التلفظ بالنية في الصلاة سنة ليوافق اللسان القلب ؛ ولأنه أبعد عن الوسواس .
وذهب بعض الحنفية وبعض الحنابلة إلى أن التلفظ بالنية مكروه .
وقال المالكية بجواز التلفظ بالنية في الصلاة والأولى تركه إلا الموسوس فيستحب له التلفظ ليذهب اللبس والشك .
و ـ الوسوسة بإتيان ركن من أركان الصلاة :
صرح المالكية بأن شك الموسوس كالعدم فإنه يعمد بما شك فيه ويسجد بعد السلام ، فإذا شك هل صلى ثلاثاً أو أربعاً بنى على الأربع وسجد بعد السلام .
والموسوس ـ كما قال القاضي عبد الوهاب ـ هو الذي يطرأ ذلك عليه في كل صلاة أو في اليوم مرتين أو مرة ، وأما إذا لم يطرأ له ذلك إلا بعد يوم أو يومين فليس بموسوس .
ومذهب الحنابلة مثل ذلك ، قال ابن قدامة " إذا رفع المصلي رأسه من الركوع ، ثم شك هل ركع أم لا ؟ أو هل أتى بالقدر المجزئ أم لا ؟ لم يعتد بركوعه ، وعليه أن يعود فيركع حتى يطمئن راكعاً ، وهذا ما لم يكن ذلك الشك وسواساً ، فلا يلتفت إليه يعني يستمر في صلاته ولا يأتي بركوعٍ آخر غير الذي شك فيه ، وهكذا بقية الأركان .
ز ـ تخلف المأموم عن إمامه في أركان الصلاة بسبب الوسوسة :
صرح الشافعية بأنه يجب على المأموم متابعة الإمام في أفعال الصلاة .
فإن تخلف عنه بركن واحد لم تبطل صلاته ، وإن تخلف بركنين فعليين بطلت إلا من عذر ، والعذر كأن يكون الإمام سريع القراءة ، والمقتدي بطيء القراءة لعجز خلقي لا لوسوسة ظاهرة ، أما الوسوسة الخفيفة فهي عذر ، وأما الوسوسة الظاهرة وهي التي تؤدي إلى التخلف بركنين فعليين فلا يسقط بها عنه شيء من الفاتحة ، كمتعمد تركها ، فله التخلف لإتمامها إلى أن يقرب إمامه من فراغ الركن الثاني ، وحينئذ يتعين عليه مفارقته إن بقي عليه شيء منها لإتمامه لبطلان صلاته بشروع إمامه فيما بعده .
والأوجه عدم الفرق بين استمرارية الوسوسة بعد ركوع الإمام أو تركه لها بعده أو تفويت إكمالها قبل ركوع إمامه نشأ من تقصيره ، بترديده الكلمات من غير بطء خلقي في لسانه ، سواء أنشأ ذلك من تقصيره في التعلم ، أم من شكه في إتمام الحروف بعد فراغه منها .
الموسوس مغلوب على عقله :
أ - طلاق الموسوس :
نقل ابن عابدين عن الليث في مسألة طلاق الموسوس أنه لا يجوز طلاق الموسوس قال يعني المغلوب في عقله .
ونقل ابن القيم إن المطلق إن كان زائل العقل بجنون أو إغماء أو وسوسة لا يقع طلاقه ، قال وهذا المخلص مجمع عليه بين علماء الأمة .
ب ـ ردة الموسوس :
إن تكلم الموسوس بكلام يقتضي الردة لم يكن في حقه ردة ، صرح بذلك الحنفية ، يعنون المغلوب في عقله .
علاج الوسوسة :
سُئِلَ _ بن حجر الهيتمي _ نَفَعَ اللَّهُ بِهِ عَنْ دَاءِ الْوَسْوَسَةِ هَلْ لَهُ دَوَاءٌ ؟
فَأَجَابَ : بِقَوْلِهِ : لَهُ دَوَاءٌ نَافِعٌ وَهُوَ الْإِعْرَاضُ عَنْهَا جُمْلَةً كَافِيَةً .
وَإِنْ كَانَ فِي النَّفْسِ مِنْ التَّرَدُّدِ مَا كَانَ - فَإِنَّهُ مَتَى لَمْ يَلْتَفِتْ لِذَلِكَ لَمْ يَثْبُتْ بَلْ يَذْهَبُ بَعْدَ زَمَنٍ قَلِيلٍ كَمَا جَرَّبَ ذَلِكَ الْمُوَفَّقُونَ ، وَأَمَّا مَنْ أَصْغَى إلَيْهَا وَعَمِلَ بِقَضِيَّتِهَا فَإِنَّهَا لَا تَزَالُ تَزْدَادُ بِهِ حَتَّى تُخْرِجَهُ إلَى حَيِّزِ الْمَجَانِينِ بَلْ وَأَقْبَحَ مِنْهُمْ ، كَمَا شَاهَدْنَاهُ فِي كَثِيرِينَ مِمَّنْ اُبْتُلُوا بِهَا وَأَصْغَوْا إلَيْهَا وَإِلَى شَيْطَانِهَا الَّذِي جَاءَ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ : { اتَّقُوا وَسْوَاسَ الْمَاءِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْوَلْهَانُ } أَيْ : لِمَا فِيهِ مِنْ شِدَّةِ اللَّهْوِ وَالْمُبَالَغَةِ فِيهِ كَمَا بَيَّنْت ذَلِكَ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ فِي شَرْحِ مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ ، وَجَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مَا يُؤَيِّدُ مَا ذَكَرْته وَهُوَ أَنَّ مَنْ اُبْتُلِيَ بِالْوَسْوَسَةِ فَلْيَعْتَقِدْ بِاَللَّهِ وَلْيَنْتَهِ .
فَتَأَمَّلْ هَذَا الدَّوَاءَ النَّافِعَ الَّذِي عَلَّمَهُ مَنْ لَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى لِأُمَّتِهِ .
وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ حُرِمَهُ فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ؛ لِأَنَّ الْوَسْوَسَةَ مِنْ الشَّيْطَانِ اتِّفَاقًا ، وَاللَّعِينُ لَا غَايَةَ لِمُرَادِهِ إلَّا إيقَاعُ الْمُؤْمِنِ فِي وَهْدَةِ الضَّلَالِ وَالْحَيْرَةِ وَنَكَدِ الْعَيْشِ وَظُلْمَةِ النَّفْسِ وَضَجَرِهَا إلَى أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ الْإِسْلَامِ .
وَهُوَ لَا يَشْعُرُ أَنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاِتَّخِذُوهُ عَدُوًّا .
وَجَاءَ فِي طَرِيقٍ آخَرَ فِيمَنْ اُبْتُلِيَ بِالْوَسْوَسَةِ فَلْيَقُلْ : آمَنْت بِاَللَّهِ وَبِرُسُلِهِ .
وَلَا شَكَّ أَنَّ مَنْ اسْتَحْضَرَ طَرَائِقَ رُسُلِ اللَّهِ سِيَّمَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ طَرِيقَتَهُ وَشَرِيعَتَهُ سَهْلَةً وَاضِحَةً بَيْضَاءَ بَيِّنَةً سَهْلَةً لَا حَرَجَ فِيهَا وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ، وَمَنْ تَأَمَّلَ ذَلِكَ وَآمَنَ بِهِ حَقَّ إيمَانِهِ ذَهَبَ عَنْهُ دَاءُ الْوَسْوَسَةِ وَالْإِصْغَاءِ إلَى شَيْطَانِهَا وَفِي كِتَابِ ابْنِ السُّنِّيِّ مِنْ طَرِيقِ عَائِشَةَ : رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا { مَنْ بُلِيَ بِهَذَا الْوَسْوَاسِ فَلْيَقُلْ : آمَنَّا بِاَللَّهِ وَبِرُسُلِهِ ثَلَاثًا ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُهُ عَنْهُ } .
وَذَكَرَ الْعِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ وَغَيْرُهُ نَحْوَ مَا قَدَّمْته فَقَالُوا : دَوَاءُ الْوَسْوَسَةِ أَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّ ذَلِكَ خَاطِرٌ شَيْطَانِيٌّ ، وَأَنَّ إبْلِيسَ هُوَ الَّذِي أَوْرَدَهُ عَلَيْهِ وَأَنَّهُ يُقَاتِلُهُ ، فَيَكُونُ لَهُ ثَوَابُ الْمُجَاهِدِ ؛ لِأَنَّهُ يُحَارِبُ عَدُوَّ اللَّهِ ، فَإِذَا اسْتَشْعَرَ ذَلِكَ فَرَّ عَنْهُ ، وَأَنَّهُ مِمَّا اُبْتُلِيَ بِهِ نَوْعُ الْإِنْسَانِ مِنْ أَوَّلِ الزَّمَانِ وَسَلَّطَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِحْنَةً لَهُ ؛ لِيُحِقَّ اللَّهُ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ .
وَفِي مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي فَقَالَ : ذَلِكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ ، فَتَعَوَّذْ بِاَللَّهِ مِنْهُ وَاتْفُلْ عَنْ يَسَارِك ثَلَاثًا ، فَفَعَلْت فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي .
وَفِي رِسَالَةِ الْقُشَيْرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ : ضَاقَ صَدْرِي لَيْلَةً لِكَثْرَةِ مَا صَبَبْت مِنْ الْمَاءِ ، وَلَمْ يَسْكُنْ قَلْبِي فَقُلْت : يَا رَبِّ عَفْوَك ، فَسَمِعْت هَاتِفًا يَقُولُ : الْعَفْوُ فِي الْعِلْمِ ؛ فَزَالَ ذَلِكَ عَنِّي ا هـ .
وَبِهِ تَعْلَمُ صِحَّةَ مَا قَدَّمْته أَنَّ الْوَسْوَسَةَ لَا تُسَلَّطُ إلَّا عَلَى مَنْ اسْتَحْكَمَ عَلَيْهِ الْجَهْلُ وَالْخَبَلُ وَصَارَ لَا تَمْيِيزَ لَهُ ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ عَلَى حَقِيقَةِ الْعِلْمِ وَالْعَقْلِ فَإِنَّهُ لَا يَخْرُجُ عَنْ الِاتِّبَاعِ وَلَا يَمِيلُ إلَى الِابْتِدَاعِ .
وَأَقْبَحُ الْمُبْتَدِعِينَ الْمُوَسْوَسُونَ وَمِنْ ثَمَّ قَالَ مَالِكٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - عَنْ شَيْخِهِ رَبِيعَةَ - إمَامِ أَهْلِ زَمَنِهِ - : كَانَ رَبِيعَةُ أَسْرَعَ النَّاسِ فِي أَمْرَيْنِ فِي الِاسْتِبْرَاءِ وَالْوُضُوءِ ، حَتَّى لَوْ كَانَ غَيْرَهُ - قُلْت : مَا فَعَلَ .
وَكَانَ ابْنُ هُرْمُزَ بَطِيءَ الِاسْتِبْرَاءِ وَالْوُضُوءِ ، وَيَقُولُ : مُبْتَلًى لَا تَقْتَدُوا بِي .
وَنَقَلَ النَّوَوِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِمَنْ بُلِيَ بِالْوَسْوَسَةِ فِي الْوُضُوءِ ، أَوْ الصَّلَاةِ أَنْ يَقُولَ : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إذَا سَمِعَ الذِّكْرَ خَنَسَ ؛ أَيْ : تَأَخَّرَ وَبَعُدَ ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ - رَأْسُ الذِّكْرِ وَلِذَلِكَ اخْتَارَ صَفْوَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ - مِنْ أَصْحَابِ التَّرْبِيَةِ وَتَأْدِيبِ الْمُرِيدِ - قَوْلَ ( لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ) لِأَهْلِ الْخَلْوَةِ ، وَأَمَرُوهُمْ بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَيْهَا ، وَقَالُوا : أَنْفَعُ عِلَاجٍ فِي دَفْعِ الْوَسْوَسَةِ الْإِقْبَالُ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْإِكْثَارُ مِنْهُ وَقَالَ ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا شَكَوْت إلَى الدَّارَانِيِّ الْوَسْوَسَةَ فَقَالَ : إذَا أَرَدْت قَطْعَهُ فَمَتَى أَحْسَسْت بِهِ فَافْرَحْ فَإِذَا فَرِحْت انْقَطَعَ عَنْك فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إلَى الشَّيْطَانِ مِنْ سُرُورِ الْمُؤْمِنِ ، قَالَ بَعْضُهُمْ : وَيُؤَيِّدُ هَذَا مَا ذُكِرَ عَنْ بَعْضِ الْأَئِمَّةِ أَنَّهُ إنَّمَا يُبْتَلَى بِهِ مَنْ كَمُلَ إيمَانُهُ ؛ فَإِنَّ اللِّصَّ لَا يَسْرِقُ مِنْ بَيْتِ لِصٍّ مِثْلِهِ ا هـ .
وَهَذَا إنْ سَلِمَ فَهُوَ فِي الْوَسْوَاسِ فِي الْعَقَائِدِ ؛ لِمَا فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ مَحْضُ الْإِيمَانِ .
عَلَى أَنَّ الْإِمَامَ ابْنَ عَرَفَةَ قَالَ إنَّمَا يُبْتَلَى بِهِ فِي الدِّينِ مَنْ أَخَذَهُ تَقْلِيدًا دُونَ مَنْ عَرَفَ بَرَاهِينَهُ ؛ لِأَنَّ الْوَسْوَاسَ شَكٌّ وَهُوَ لَا يَجْتَمِعُ مَعَ الِاعْتِقَادِ الْجَازِمِ الْمُسْتَنِدِ إلَى دَلِيلٍ لِكَوْنِهِ ضِدَّهُ .
وَقَالَ الْعَارِفُ أَبُو الْحَسَنِ الشَّاذِلِيُّ : إذَا كَثُرَ عَلَيْك الْوَسْوَاسُ فَقُلْ : سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْخَلَّاقِ { إنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ } ، أَذْهَبَ اللَّهُ عَنَّا سَائِرَ الْمَضَارِّ وَالْمَخَاوِفِ وَالْفِتَنِ ، وَأَنَالَنَا كُلَّ خُلُقٍ حَسَنٍ ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِ وِلَايَةِ أَهْلِ النِّعَمِ وَالْمِنَنِ إنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ وَبِالْإِجَابَةِ جَدِيرٌ [ الفتاوى الفقهية الكبرى 2/51 ] .
التخلص من وسوسة الشيطان :
يتم التخلص من هذه الوسوسة وذلك في النقاط التالية
الأولى :
تحريك جذوة الإيمان التي في فؤادك بأن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، قال تعالى : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير/29 ، وما الموت إلا من قضاء الله وقدره الذي لا حيلة لابن آدم في دفعه ، أو الحيلولة
دون وقوعه ، قال تعالى : ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلا نَفْعاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) يونس /49 ، وقال تعالى : ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) النساء / 78
وإذا كان كذلك فإن الخوف من الموت لا يؤخر ولا يقدم ، ولن تجني منه سوى النكد والأسى ، فلن يأتيك أجلك إلا إذا أراد الله في وقته المعلوم ، لن يتقدم عن ذلك ، سواءً خفت من الموت أو لم تخف ، وسواءً فكرت في نهايتك كيف ستكون أم لا ، كل مافي الأمر أنك لن تجني من خوفك هذا إلا ضيق الصدر ونكد المعاش ، وهذا خلاف ما أراد الله للمؤمنين من الحياة الهانئة المستقرة المطمئنة قال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل /97 .
الثانية :
تذكر لطف الله بعباده المؤمنين ورحمته بهم ، فإنه الودود الرحيم الغفور ، الذي سبقت رحمته غضبه ، يمن على العاصين بالمغفرة الواسعة ، قال تعالى : ( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً ) النساء /147
والمؤمن موعود بالجنة إذا مات ، فلا يحول بينه وبين الجنة إلا الموت ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار ) رواه مسلم 47
الثالثة :
كن دائم التوكل على الله تعالى في كل أمورك ، واعلم أن في التوكل قطعاً لدابر الوسوسة وحسماً لمادتها ، وإذا عزمت على فعل فلا تلتفت إلى الخلف ، وإذا شعرت بهذه الهواجس فالجأ إلى الله تعالى بالاستعاذة قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الأعراف/200
الرابعة :
ارفع رأسك للأمام وابدأ حياتك اليومية بكل ثبات ويقين ، وباشر كل أعمالك بنشاط وطمأنينة ، فكم في هذه الدنيا من المبشرات التي تبعث الأنس والطمأنينة في النفوس لتألف نظرة مشرقة متفائلة ، تعيد للإنسان الأمل وتزرع في النفس اليقين .
الخامسة :
عليك بكثرة الدعاء أن يطرد الله عنك هذه الوساوس ، ادعه بكل خشوع وتضرع ، مظهراً له العجز والفقر ، وثق تماماً أنه يجيبك على ذلك ، قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة /186
وأما الذين يموتون بسبب الحوادث ؛ فلا يدل موتهم بهذه الطريقة على سوئهم أبداً ، بل ربما مات بهذه الطريقة من هو في عداد الصالحين ، وتأمل هذا الحديث النبوي الشريف الذي سيعينك على إزالة هذا الإشكال ، قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِيقُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) رواه البخاري
فانظر إلى من يموت بالغرق ، أو يموت بالحرق ، أو من يموت بالهدم أليس كل ذلك مما يفزع ، ولكن ذلك لم يدل على سوئهم ، بل سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم شهداء ، وهي قمة الكرامة والشرف ، فليس طريقة الموت مؤشراً على سوء الميت ، ولكن الله تعالى بحكمته يقضي أن يموت بعض الناس بهذا ،ربما لكي يرفع منازلهم في الجنة ، أو ليكفر عنهم ذنوبهم ، أو لحِكم أخرى لا نعلمها .
السادسة :
البعد عن المعاصي والمخالفات التي هي سبب تسلط إبليس على بني آدم ، قال الله
تعالى: ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) النحل/ 99 .
فالوسوسة نوع من المرض ، عافانا الله وإياك منه ، وهي من تسلط الشيطان على الإنسان ليُدْخِل عليه الهم والحزن والكرب والضيق .
والوسوسة أنواع ، فمن ذلك : الوسوسة في الطلاق ، فيظن الموسوس أنه طلق زوجته ، ويحدِّث نفسه بالطلاق ، ويعتريه الشك هل تلفظ بالطلاق أم لا ؟ هل طلق أو لا ، ويبقى في حيرة من أمره ، مع أنه لا يريد طلاق زوجته ولا يرغب في ذلك .
وبعضهم إذا تكلم بكلمة معينة أو لم يَرُدَّ على زوجته ، ظن أن الطلاق يقع بذلك ، وأن هذا كناية عن الطلاق ، وكل هذا وهم لا حقيقة له ، وربما شعر أن الكلمات خرجت من فمه وأنه سمعها . فمثل هذا المبتلى حتى لو فرض أنه تكلم بكلام مسموع ، فما دام أنه موسوس ، ولم يُرِد الطلاق إرادة حقيقية ، فلا يقع طلاقه ، هذا معنى كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله المنقول في فتاوى إسلامية .
لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .

رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوسوسة وعلاجها (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة النكسة (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)
» الحرب العالمية الثانية .. 1939 - 1945 : تاريخ البحرية العسكرية (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)
» الوسوسه وعلاجها (من مبحثين المبحث الاول)
»  خروج المهدي (من جزئين الجزء الثاني والاخير)
» عهد الفتح الإسلامي (من جزئين الجزء الثاني والاخير)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: