ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 قصة النكسة (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قصة النكسة (من مبحثين المبحث الثاني والاخير) Empty
مُساهمةموضوع: قصة النكسة (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)   قصة النكسة (من مبحثين المبحث الثاني والاخير) Emptyالإثنين ديسمبر 06, 2010 2:52 pm

قصة النكسة (من مبحثين المبحث الثاني والاخير) D0th0-M5PB_963115030

قصة النكسة (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)
وهذا بشهادة كافة المشاركين فيها والذين ضربوا بإيمانهم أروع أمثلة البطولة ,
وذلك بعد أن تسببت النكسة وأحداثها في صحوة دينية طبيعية , ورغم أنها كانت صحوة مؤقتة أشعلت حرب أكتوبر وخبت بالفعل السياسي , إلا أن هذه الصحوة كانت إثباتا كافيا لأثر غياب البعد الدينى
ولو أن مصر واجهت فى حرب أكتوبر عدوها بغير هذا العامل لما كان للمعركة الكبري هذا الدوى العظيم والمعجزات التى غيرت بعض المفاهيم العسكرية فى العالم وحتى اليوم
ولو أن هذا العامل لم يكن هو الفاعل الأصلي لرأينا الصور المذهلة لبطولات أكتوبر تتكرر في مناطق أخرى , لكن ظلت هذه الصور بعيدة الأثر مرهونة بالعقيدة الإسلامية الصحيحة
ولو لم يكن هناك أثر لغياب البعد الدينى مطلقا إلا أنه منح القيادة المصرية حق التفاوض المنفرد بعد الحرب ـ بسبب أن القضية أصبحت قضية قوميات ـ والإبتعاد , لكفانا كارثة !
ولولا تيار القومية ما استطاعت مصر تقديم قضية أرضها على قضية القدس ,
ولو كان تيار الإسلام هو الفاعل في المنطقة العربية بدلا من التيار القومى لما استطاع السادات أن يغير وجهته مستندا إلى الحجة الذهبية وهى أن عرب التيار القومى ظواهر صوتية تريد جر مصر إلى خراب مماثل لخراب يونيو 67
ورغم كل هذا البيان الواضح لمدى خطورة حصر القضية فى تيار القومية ,
إلا أنه وللأسف لم يقتصر الأمر على ذلك !
بل إستمر حاجز التضييق مع مفاوضات أوسلو التى هلل لها الإعلام العربي على نحو مضحك , رغم أن الشواهد كانت بادية الوضوح فى أن الجلوس إلى المفاوضات قبل الحصول على مكاسب واقعية على الأرض بقوة السلاح , لا تعتبر مفاوضات بل مهاترات , فالطرفان فى التفاوض ـ أى تفاوض ـ يتحدث كل منهما وهو يستند إلى ما يملكه فيفاوض به , فما الذى كان يملكه عرفات ـ غير الكلام الإنشائي طبعا ـ ليحتج به فى مفاوضات قوة لا مفاوضات مبادئ
أى أنهم فشلوا حتى فى تطبيق جيد للتيار القومى ولم يستطيعوا الإتحاد على كلمة واحدة تستثمر نتائج حرب أكتوبر كنقطة قوة أمام نقاط القوة التى تتمتع بها إسرائيل فيحققوا مكاسب مرحلية منها
فرفضوا الإنضمام للسادات ثم عادوا بعده منفردين كقوميين , تطبيقا لمبدأ ( كلٌ يغنى على ليلاه ! ) , وتفاوض كل منهم في طريق منفرد سعيا للمكاسب الشخصية في المقام الأول
وضاقت القضية أكثر مع مسلسل التفاوض الرسمى لتصبح قضية غزة وأريحا بدلا من قضية فلسطين ,
وبالطبع إنتهت من الصورة نهائيا قضية القدس , ثم جاء عام 2000 م ليصبح التفاوض حول وقف المستوطنات لا إنشاء الدولة , ثم ضاق أكثر وأكثر حتى أتى شارون على البقية الباقية من قضية فلسطين بضربة واحدة عندما أعلن انتهاء الشرعية عن عرفات كممثل تفاوض وقام بالإنسحاب المنفرد من غزة تاركا عرفات يثير سخرية العالم أجمع وهو يحتج أمام الكاميرات على الإنسحاب المنفرد لإسرائيل من غزة !!
وجاء مسلسل حماس فى الحكومة الإسرائيلية على نفس النسق لتنقلب دوامات الصراع من قضية مستوطنات ومفاوضات إلى قضية صراع فصائل عربي لا دخل لإسرائيل فيه ,
والتى وقفت تراقبه وتنتظر النتيجة الطبيعية له وهى خسارة الطرفين لصالح إسرائيل , بالضبط كما وقفت الولايات المتحدة قبل خمس عشرة سنة تنظر للحرب المستعرة بين العراق وإيران فتتركها دون تدخل بقرار وقف إطلاق نار معتاد من مجلس الأمن لمدة ثمان سنوات كاملة , طحن فيها الخصمان بعضهما البعض , ووقف وزير الخارجية الأمريكى وقتها يقول :
{ هذه هى المعركة الوحيدة التى نتمنى فيها ألا يخرج منها منتصر بل تنال الخسارة من الجانبين وقد كان ,
والمثير للسخرية المريرة أن تصريح وزير الخارجية الأمريكى لم يطلقه بجلسة خاصة أو يسجله فى دفتر أوراقه السرية بل قابله علنا فى الصحف , ومع ذلك استمرت الحرب وتورطت إيران بفضيحة ( إيران ـ كونترا ) التى موّلت فيها إسرائيل الجيش الإيرانى بالسلاح ! وبتمويل عربي ! في مجاملة لإدارة بوش الأب التي أرادت تنفيذ العملية بتمويل خارجى بعيدا عن رقابة الكونجرس فتكفلت بمبلغ العملية دولة عربية كبيرة [1]
ورغم التصريح استمرت الحرب , ولا غرابة فى ذلك , فالغرب مقتنع إلى الثمالة أننا شعوب بلا ذاكرة , وجماجم بلا عقول ! ويثق أن لنا عيون لا تقرأ , وإن قرأت لا تفهم , وإن فهمت لا تدرك , وإن أدركت لا تتصرف بناء على هذا الإدراك !
ثم جاءت كارثة غزة الأخيرة لتضيق القضية أكثر وأكثر فتصبح قضية حماس فى غزة !
ثم تم الإختزال أكثر لتصبح القضية قضية المعابر بين مصر وغزة , ثم تضيق أكثر فتصبح قضية معبر رفح !
وإذا نظرنا للساحة الآن بعد كل هذه الإختزالات الرهيبة التى سحقت قضية الصراع سحقا , نجد أن أفواه المحذرين من هذا الضياع كلت وملت من لفت النظر لضيق الأفق الذى يحكم الجماهير ـ كما يحكم المفكرين ـ ويدفعهم للمضي قدما فى السيناريو الإسرائيلي بالحرف فتقول :
{ حدثونا الآن عن غزة , عن القضية الحالية ! }
وها هى الجهود تتوالى لحل معضلة غزة !
وغاية المراد من رب العباد , والتى يتمناها العرب الآن أن ينصلح الحال بين فتح وحماس وتعود حماس لممارسة مهامها على غزة وأريحا معا وأن يتم معالجة آثار الحرب الأخيرة ثم ضمان أن إسرائيل ستلتزم بعدم تكرار الإعتداء العسكري مع وعد صارم من حماس بمكافحة الإرهاب ! ( وهو مصطلح صكه الغرب وأجبر العرب على الإلتزام به لوصف أعمال المقاومة المسلحة ! )
وأصبحت من قبيل النكات السخيفة أن نتذكر أشياء وتعبيرات مثل , القدس , وقضية الحفر تحت أساس المسجد الأقصي , وقضية اللاجئين , وحدود 1967 م ومن قبلها حدود 1948 م !
الهوامش :
[1] ـ حرب الخليج ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر
وهذه هى النتيجة الطبيعية لإهمال البعد الدينى فى الصراع ,
والتخلى طواعية عن حضارة أربعة عشر قرنا تراكمت فيها جذور الحضارة الإسلامية , وذلك فى سبيل الوقوع تحت تأثير المذاهب الإنسانية وثقافة الإلحاد المستتر التى حكمت فترة ظهور تيار القومية فى منتصف الخمسينيات ,
ولا يفوتنا بالطبع أن نشير إلى دفاع القوميين عن أنفسهم عن طريق تشويه صورة الإسلام والحضارة الإسلامية ,
وتعمد حصر الإسلام في بوتقة الإرهاب أو التخلف الحضاري أو حصره في جماعات معينة ,
فيكون دفاعهم مبنيا على أن الدعوة للعودة للإسلام هى ترسيخ لثقافة الإرهاب ورفض الآخر !
ولسنا ندرى في الواقع عن أى إرهاب ورفض يتحدثون وقد كانت المعتقلات عبارة عن سلخانات بشرية للمعارضين في العهد القومى البائد !
وبلغ بهم رفض الآخر أن القوميين ـ حتى يومنا هذا ـ يعتبرون كل من يخالفهم عميل للمخابرات الأمريكية !
ولسنا في حاجة للرد على أمثال تلك الدعاوى فأول من يعرف تهافتها هم مطلقوها من القوميين أنفسهم , لأن معظمهم من كبار المثقفين العارفين بطبيعة الحال أى إسلام نقصد .. وإلى أى حضارة نشير !
وعملا بثقافة التغريب التي تروق لهم فلن ندلهم على مصادر التاريخ الإسلامى ليعرفوا أى حضارة هى تلك التي ندعو لترسم طريقها ,
بل يمكننا أن نعطى لهم مصادر التاريخ الغربي التي اعتبرت النبي عليه الصلاة والسلام أكثر شخصيات العالم تأثيرا عبر التاريخ ,
واعتبرت عمر بن الخطاب أنبغ حاكم في العالم ..
واعتبرت خالد بن الوليد واحد من كبار العسكريين في تاريخ العالم
بل من الممكن أن ندلهم على التاريخ القريب حيث كانت الخلافة العثمانية هى القوة العظمى المنفردة على العالم أجمع طيلة ثمانية قرون , وتمكن الخلفاء العثمانيون من اجتياح أوربا والسيطرة عليها كل هذه الفترة الزمنية ,
وكانت الكنائس في قلب أوربا تصمت أجراسها إذا جاء رسول من خليفة المسلمين إلى أحد حكامها !
فما الذى غنمناه يا ترى من تيار القومية ؟!!
لا شك أن القارئ الكريم أدرى بالجواب ,
فالإسلام الذى ندعو للعودة لأصوله هو إسلام العوام ,
هذا الذى قال فيه السلف الصالح ( اللهم إنى أسألك إيمانا كإيمان العوام )
فلسنا ندعو للوحدة الإسلامية كأيديولوجية سياسية تخضع لجماعة معينة أو مذهب محدد أو تيار سياسي محكوم ,
فالإسلام السياسي الذى تورط فيه الإخوان المسلمون وسائر التنظيمات الإسلامية التي ادعت الإنتساب إليه , هذا إسلامهم هم وليس الإسلام الذى نعنيه ,
لأن الإسلام كان عند هذه التنظيمات ـ على اختلاف ألوانها ـ وسيلة .. مجرد وسيلة للوصول إلى السلطة ,
بينما الإسلام عندنا غاية , غاية ليس بعدها بعد ..
غاية لا ترتهن بتنظيم يتخذ له مسمى معين أو حزب محدد بل يشمل الجماهير البسيطة التي عرفت ربها فأطاعته بجوارحها تلقائيا , ورفضت فطرتها الطبيعية أى تغيير في عقيدتها ,
غاية ترتهن بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وثوابت الإسلام من غير تفريط ولا إفراط ,
غاية تتطلع إلى الثقافة العربية والآداب العربية والفكر الإسلامى العريض الذى حمل مشاعل النور في شتى المجالات إلى سائر أنحاء العالم قبل أن يلفظه محدثي السلطة !
فالإسلام الذى ندعو للعودة إليه هو المبادئ والقيم العامة التي حددها الله سبحانه وتعالى ـ لا تلك التي حددها ماركس ولينين وآدمز وسارتر ـ للبشر ودعاهم لمراعاتها في العموم والتصرف في الخصوصيات كما يشاءون ,
فالإسلام عندنا هو برواز عام يشمل المبادئ العريضة للعقيدة الإسلامية التي تخضع لها أى قوانين نضعها لتسيير شئون دنيانا ,
فليس معنى أننا ندعو للإسلام أننا ندعو لنظام حكم معين مثلا
فليكن نظام الحكم وفق ما تشاء الجماهير ,
لكن المهم أن يكون ولى للأمر يلتزم في سن القوانين وفى سياسة الدولة بما تقره المبادئ العامة للدين الإسلامى ,
وفق القاعدة الفقهية العريضة التي تقول ( الأصل في الأشياء الإباحة ) وقاعدة ( أنتم أعلم بشئون دنياكم )
هذه المبادئ التي تخلينا عنها طواعية استجابة للقومية ومذاهب القومية والإشتراكية ,
ومن أغرب أوجه التناقض في هؤلاء القوميين أنهم يحتفون بشدة بالأمم التي تقدس تاريخها ومبادئ دعاتها في حين أنهم لا يطبقون هذا الأمر على أنفسهم , رغم الفارق الشاسع بين مبادئ الإسلام ومبادئ تلك الأمم ,
فنجد مثلا محمد حسنين هيكل في كتابه ( أحاديث في آسيا ) يشيد أيما إشادة بالطاغية الصينى ماو تسي تونج ويشير في إلحاح مستفز إلى أنه إله في الصين الآن !!
ويعتبر مبادئ ماوتسي تونج وعباراته عبارة عن إلهام تسبب في تفوق الشعب الصينى عندما التف حول هذه الشعارات وطبقها بعمل ودأب وجهد وصبر
ثم يزيد في الإشادة عندما يستشهد هو نفسه بأحد عبارات ماو تسي تونج ويأخذها كمدخل لأحد موضوعات كتابه ,
وكانت العبارة تقول ,
( احملوا السلاح دفاعا عن حدودكم .. وتأملوا ما وراء هذه الحدود .. وافهموا )
ولم يسأل هيكل نفسه ـ وهو الحصيف الخبير ـ كيف أعجبك تمسك الصينيين بعقيدتهم الوثنية في نفس الوقت الذى تعتبر فيه العقيدة الإسلامية بشكلها العام عبارة عن قيود ضد الحضارة !
وكيف أعجبتك عبارات ماوتسي تونج ولم تعط لنفسك الفرصة لتأمل آيات كتاب الله ! وأحاديث النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام ! وأقوال الصحابة والتابعين !
رغم أن تاريخ هؤلاء العميق منذ ظهور الإسلام تاريخا كان ـ ولا يزال ـ يعتبر أسطورة الأمم !
فما الذى يساويه ماوتسي تونج أمام هؤلاء ؟!
ولماذا اعتبرت الإستشهاد بماوتسي تونج قيمة حضارية , بينما تعتبر الإستشهاد بدليل من القرآن والسنة واتخاذه أساسا في القضايا .. عبارة عن تخلف وتمسك بالأسمال البالية !
والعبارة التي أعجبتك من ماوتسي تونج , ومؤداها ألا ينطلق السلاح إلا دفاعا عن قضايا الوطن والحدود , وتقتصر المعالجة بعد ذلك على مجرد التأمل
فلماذا لم تنقل هذه الحكمة إلى عبد الناصر قبل أن يتورط في مغامرات اليمن !
والأهم من ذلك :
لماذا لم تعط نفسك الفرصة للبحث عن أصل هذه الحكم في الحضارة الإسلامية وهى موجودة بعشرات الصياغات في آيات القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح ,
فقد بوب الفقهاء بابا كاملا في الجهاد مؤداه ( إذا ديس شبر من أرض المسلمين فالجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة )
وإذا تأملنا نظام الشورى الإسلامى والديمقراطية التي تعتمد على القرآن والسنة لوجدنا أنه من أدبيات السلطة في الإسلام أن الحاكم خادم للجماهير يتقاضي راتبا تحدده له صفوة الأمة
ويخضع للحساب العسير منها بل ومن أفراد الشعب والبسطاء أيضا
ولعلنا نستدعى للذاكرة قول عمر بن الخطاب ـ وهو أعدل الخلفاء بعد أبي بكر ـ قوله
( ماذا تقولون إذا ملت برأسي هكذا { يعنى الإنحراف عن الطريق القويم } )
فقال له أحد الأعراب : ( إذا نقول بسيفنا هكذا )
فرد عمر : الحمد لله الذى جعل من بينكم من يقوّم اعوجاجى
فهذه الأمثلة لم يصغها المؤرخون لكى تصبح حدوتة قبل النوم !
بل لكى تصبح مثلا ومثالا لما ينبغي أن تكون عليه دولة الإسلام , وهذه المبادئ هى الأولى بالإتباع بدلا من مبادئ كارل ماركس وأنجلز وأقوال ماو تسي تونج وأضرابه من ملحدى الشيوعية !
فهى مبادئ الوحى الذى هو تنزيل من عزيز مقتدر ,
والأخطر من ذلك :
أن هناك مرحلة من حياة الأستاذ هيكل توقف فيها مليا أمام ثراء الحضارة الإسلامية , ومع ذلك لم يتراجع ,
فمع غرامه الشديد بالإشتراكية والقومية ذكر أنه طالع عبارة لأحد الصحابة ( أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ) وهذه العبارة التي أعجبته كانت في نظره حاملة للمبادئ الإشتراكية بصورتها المثلي ,
رغم أن عمر هذه العبارة أربعة عشر قرنا ,
هذه العبارة التي اعتبرها هيكل أصل الإشتراكية قبل مجيئ ماركس بأربعة عشر قرنا تقول
( ثلاث للناس جميعا .. النار والماء والكلأ )
وقال هيكل تعليقا عليها أنها توضح تأميم الدولة لوسائل الإنتاج الرئيسية ( الطعام والمياه ومصادر الطاقة ) قبل خروج النظرية الإشتراكية ب 14 قرن [1]
ومن المؤسف والمؤلم أن أستاذا ومفكرا في حجم هيكل وعبقريته لم يلتفت لنقطتين بالغتى الأهمية :
الأولى : أن العبارة ليست من أقوال الصحابي أبي ذر ! بل هى حديث للنبي عليه الصلاة والسلام وأبو ذر هو راوى هذا الحديث فحسب !
الثانية : أن الاشتراكية في الإسلام تختلف عن اشتراكية ماركس بفارق يستوعب المسافة من الأرض إلى السماء , لأن اشتراكية ماركس كانت تنكر حق الملكية الفردية بتاتا , وتجعل الدولة هى المسيطرة على السوق الإنتاجى سيطرة تامة ,
بينما اشتراكية الإسلام أوصت بنظام اقتصادى لا مثيل له وهو ضرورة تحكم الدولة في وسائل الإنتاج الرئيسية التي تتحكم في القوت الرئيسي لجماهير الناس وعدم منح الفرصة لجشع التجار أن يتحكم في المواد الضرورية للمجتمعات
لكنها في نفس الوقت تشجع الإستثمار والتجارة الحرة في ظل ضوابط الإسلام , فيقول النبي عليه السلام
( تسعة أعشار الرزق في التجارة )
وكان معظم كبار الصحابة من التجار الكبار , كعبد الرحمن بن عوف وأبي بكر وعثمان بن عفان
وهكذا تفادى النظام الإقتصادى الإسلامى عيوب الإشتراكية المتمثلة في قتل الطموح الفردى بتأميم جميع الممتلكات ذات الطبيعة الإنتاجية , مما أدى إلى الركود الإقتصادى الهائل الذى سقط بسببه الإتحاد السوفياتى ,
وفى نفس الوقت تفادى النظام الإسلامى عيوب الرأسمالية التي فتحت الباب على مصراعيه أمام الملكية الفردية وجعلت نظام السوق حرا إلى حد الفوضي فنجم عن ذلك تحكم فئة قليلة من أباطرة الإقتصاد في أقوات الناس ومعاشهم وأصبح أصحاب المليارات هم أصحاب الرأى في الدولة فعليا واختفت سلطة الدولة عليهم مما أدى للأزمة الإقتصادية التي يعانيها الغرب الآن بعد انهيار نظام البنوك الربوى في أسواقهم
فلنا أن نتخيل لو أن هيكل ـ وهو في موقعه الفريد بقرب السلطة في عهد عبد الناصر ـ اعتمد الفكر الإسلامى لا الإشتراكى كأساس لتنظيم الدولة ,
ما الذى كان يمكن أن يحدث ؟!
لا شك أن جمال عبد الناصر ساعتها كان سيملك من المكانة أضعاف ما امتلكه فعليا في تلك الفترة ,
ليس هذا فحسب ,
بل كانت المنطقة العربية ستتحول لقوة عظمى فاعلة في النظام العالمى لأن اعتماد الفكر والعقيدة الإسلامية أساسا لمنهج الحكم كان سيقف أمام أى محاولة مظهرية للزعامة ,
فالإسلام لا يعترف بالأقوال بل بالأفعال فحسب ,
وبالتالى ..
كان يمكن لنظام جمال عبد الناصر أن يبنى فعلا وعلى أساس متين وحدة بين دول المنطقة العربية قائمة على العمل والجهد والكد والتطبيق الفعلى لمبادئ القوة لا التطبيق المظهرى بالشعارات والخطب الرنانة التي لا أصل لها في الواقع !
فكارثة نظام القومية جاءت بسبب أنه نظام اعتمد صاحبه على ضرورة خلق زعامة عامة له على المحيط العربي
ولأن الزعامة يلزم لها أسباب من القوة لم تكن متوافرة لمصر في ذلك الحين
فلم يتوقف حتى يبني تلك القوة تدريجيا ,
بل عمد إلى الحصول على الزعامة اعتمادا على التظاهر بالقوة ,
فلما اصطدمت الظواهر ـ ذات الأساس المعدوم ـ بحقائق الواقع ,
هوت كبيت من رمال ودفنت تحتها الواقع العربي الكسير !
وكانت النتيجة أن ترسخت منذ عهد عبد الناصر وحتى اليوم ظواهر في العالم العربي أطاحت به من معادلة القوة العالمية تماما وهذه الظواهر لم يكن العالم العربي يعرفها حتى في عهد الإحتلال الغربي نفسه !
وهذه الظواهر هى محصلة الأسباب الحقيقية لما جرى في نكسة عام 1967 ,
ومن التسطيح بمكان أن نظن بالنكسة أسبابا فرعية كحالة الجيش المصري وقتها أو التفوق النوعى الإسرائيلي أو الدعم الأمريكى , فهذه العناصر جميعا تمكن الجيش المصري في أكتوبر من دحرها كاملة !
رغم أن الجيش الإسرائيلي في أكتوبر كان أقوى بمراحل عن حالته في يونيو 67 ويكفي أن إسرائيل لم تحصل على طائرات الفانتوم الأمريكية إلا بعد نكسة 67 وليس قبلها ,
وإسرائيل لم تستخدم السلاح الأمريكى المتفوق في النكسة بل استخدمته فقط في أكتوبر ,
والظرف الدولى أيام أكتوبر كان لصالح إسرائيل بأفضل مما كان لها عام 67 , لتزايد النفوذ الأمريكى في العالم ومعاناة الإتحاد السوفياتى من حالته الإقتصادية التي أثرت سلبا على مكانته في معادلة الصراع العالمى
ومع هذا تفوق الجيش المصري باكتساح ولم تعطله هذه العوامل
ومن هنا نخلص إلى أن كل ما قيل عن تلك الأسباب الفرعية ليس في حقيقته أسبابا بل هو محض نتائج للأسباب الحقيقية التي أدت إلى كارثة يونيو 67 ,
فالتقصير العسكري الحاصل في يونيو على الجانب المصري لم يكن سببا في النكسة بقدر ما كان نتيجة طبيعية للأسباب التي وقفت خلف حالة المجتمع المصري والعربي في تلك الفترة ..
وبداية ترسيخ ظواهر جديدة نسفت روح الإرادة والجدية في المجتمع العربي ومسخته وأبعدته عن خطى التطور ..
وفى حديثنا عن هذه الظواهر لن نعتمد إلا على المصادر الناصرية نفسها , ولن نأت بأى واقعة إلا إذا كان الناصريون هم رواتها وموثقيها عبر كتابات مفكريهم ومذكرات قادتهم
ومن هذه الظواهر :
أولا : ظهور وتنامى ظاهرة الحكم العسكري وحكم الفرد عقب استقلال أغلب الأوطان العربية بحركات جيوش لا ثورة شعوب ,
وخطورة الانقلابات العسكرية تكمن في أنها تستبعد من ذهنها صورة الإرادة الشعبية تماما لأن العقلية العسكرية قائمة على إصدار الأوامر وطاعتها المطلقة ,
مما أدى لترسيخ هذه الظاهرة ـ حتى في الدول الملكية ـ وعاش العالم العربي منذ ذلك الحين وحتى اليوم رهنا لقبضة حكم حديدية فعلت بشعوبها أعتى مما فعلت به جيوش الإحتلال الأجنبي , مثل أفاعيل نظام عبد الناصر بمعارضيه ـ بالذات من الإخوان المسلمين ـ كذلك أفاعيل نظام حافظ الأسد بالإخوان المسلمين في سوريا لدرجة أنه قام بضرب معقل الإخوان في مدينة حماة بالدبابات في مجزرة لم ترتكبها حتى قوات الإحتلال البريطانى !
ثانيا : ظهرت إلى السطح طموحات الزعامة لدى كل حاكم عربي بمجرد ظهور زعامة عبد الناصر التي أثارت الغيرة مما أدى إلى اتباع معظم الحكام سياسة التظاهر بالنضال لمحاولة حصد الشعبية ,
مما جعل الفوارق هائلة بين الشعوب ومعاناتها والحكام وأحلامهم ,
ولم يعد الحكام في العالم العربي يلقون أهمية إلى شعور الجماهير مهما تسرب للإعلام بعض تصرفاتهم , بل استمرت بطانة كل حاكم تصور له أنه يسكن في قلوب الشعب بمقعد دائم شبيه بمقعد الولايات المتحدة في مجلس الأمن !
هذا فضلا على أن ظاهرة الغيرة والتنافس على الزعامة المظهرية أفرزت ظاهرة التبادل السوقي للشتائم بين الحكام العرب وبين بعضهم البعض لدرجة لا يمكن أن تجدها حتى في أحط المناطق الشعبية !
ومن يعود إلى أرشيف الصحف وإذاعة صوت العرب في تلك الفترة ويتابع الصراعات الإعلامية بين مصر والسعودية أو بين مصر والأردن أو بين مصر والعراق أو بين مصر وسوريا يجد شتائم بالأم والأب ومعايرات بالأصول العائلية على ألسنة حكام المنطقة في خطابات إذاعية معلنة ثم بعد هذا تعزف الإذاعات ألحان القومية العربية وأحلام الوحدة !!
ثالثا : ظهرت إلى الوجود في العالم العربي ظاهرة الإعلام الموجه , بعد أن قام عبد الناصر بتسخير الإعلام له بأعتى مما فعله جوبلز وزير الدعاية النازية لهتلر ,
وبالتالى صار من المسلم به أن الإعلام الرسمى وظيفته الرئيسية هى تجميل صورة الحاكم وتصويره على أنبغ عصره .. بغض النظر عن حقيقة حكمه أو نظامه ,
وقد تم هذا بعد تأميم الصحف وانتزاع ملكيتها من أصحابها الأصليين وإحالة الملكية إلى الدولة ممثلة في الإتحاد الإشتراكى ,
وعليه أصبح الصحفيون ورجال الإعلام مجرد موظفين يخضعون لرقابة عسكرية معلنة يقوم بها مكتب الرقيب لا يسمح بشاردة أو واردة حتى لو كانت كلمة عادية عابرة أو نكتة !!
وقد تم اعتقال عدد لا محدود من الكتاب والصحفيين وفُصل بعضهم الآخر وتشريدهم نتيجة لنكتة عابرة قالها أحدهم في جلسة خاصة ـ تم تسجيلها قطعا ـ أو بسبب مقال يَــشْـتم فيه الرقيب معارضة لظاهرة من ظواهر الفساد في الحكم ,
ويكفينا أن نمثل لحادثة واحدة تخص محمد حسنين هيكل وهو زعيم الناصرين المبرّز ,
فقد وجدناه يروى واقعة اعتقال الدكتور جمال العطيفي وهو أستاذ جامعى وقانونى بارز وعالم فذ , كان يعمل في الأهرام مع هيكل ,
وجمعته جلسة خاصة مع بعض رفاقه وتناولوا في هذه الجلسة الخاصة تحليلا لملابسات قرار عبد الناصر بتعيين هيكل وزيرا للإعلام , وثار النقاش حول ما إذا كان هذا القرار تمهيدا لنزعه من فوق عرش الأهرام الذى يشغل فيه منصب رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير ,
وبالطبع احتوت الجلسة على بعض الإنتقادات لعبد الناصر وللإتحاد الإشتراكى ,
وتم تسجيل الجلسة بأجهزة التصنت التي تبثها المباحث في كل مكان وتم رفعها لعبد الناصر ليصدر قراره باعتقال الثلاثة فورا !!
وهنا ثار هيكل وقاطع عبد الناصر حتى تدخل السادات بينهما بالصلح وذهب هيكل لمقابلة عبد الناصر وتحدثا حديثا طويلا يصفه هيكل بكل معانى الإجلال والإكبار ثم يثنى على عبد الناصر في أنه أصدر قراره بالإفراج عن العطيفي ورفاقه !
والسؤال هنا :
كيف فات على هيكل أنه لم يعترض على مبدأ الإعتقال ومبدأ التصنت على الحياة الخاصة التي كان النظام يتوسع فيها في ذلك العهد ويفرض الرقابة على الشعب بأكمله !
وكيف فاته أن يعترض على مبدأ كتم الحريات لهذه الدرجة المهينة التي تسمح باعتقال أستاذ جامعى في قامة العطيفي لمجرد أنه أبدى اعتراضا سياسيا عابرا على إحدى قرارات الرئيس !
والأهم من ذلك ..
كيف يعتبر هيكل تدخله لإنقاذ العطيفي أمرا محمودا في نفس الوقت الذى عاش فيه صحفيو مصر ومفكروها حقبة إرهاب مستمرة ودخلوا المعتقلات دون أن يجد أيا منهم هيكل آخر يتدخل بنفوذه فينقذهم !!
رابعا : صدّرت مصر للعالم العربي أسلوب السيطرة البوليسية على الجمهور وضغط المعارضين أو الخلاص منهم مما كثف من ثقافة الخوف الجماهيري ,
وأصبحت الجماهير المصرية ـ ومن بعدها الجماهير العربية ـ أسيرة لعقدة الخوف من القتل أو الإعتقال بعد أن كانت هذه الجماهير ـ تحت نير الإحتلال ـ تملك إرادتها وتملك فرضها عبر زعمائها الشعبيين ,
ولعلنا نذكر تجربة عرابي وتجربة مصطفي كامل وتجربة سعد زغلول وغيرها من التجارب التي أحيت يقظة الحركة الوطنية الشعبية على أساس حقيقي لا أساس موجه ومبرمج من الإعلام
خامسا : كانت مصر في ظل نظام عبد الناصر هى صاحبة السبق في اختراع نسبة 99.99 % ,
مما جلب لنا سخرية العالم أجمع على هذه الشعوب التي يقبل حكامها هذا النفاق الفج من السلطة ويصورون أنفسهم آلهة تحظى بالإجماع المطلق من شعوبها !
بينما خلق الله البشر على الأرض وفى طبيعتهم سنة الإختلاف ولم يحدث أن أجمعت أمة من الأمم بمثل هذه النسبة على شيئ !
بل إنهم لم يجمعوا على توحيد الله سبحانه وتعالى وهو خالقهم , وظل هناك في كل أمة من يكفر به
وكان هيكل ـ وهو على رأس تحرير الأهرام ـ هو الذى روج لهذه النسبة الخيالية في أول انتخابات خاضها جمال عبد الناصر على مقعد رئيس الجمهورية , واعتبرها إنجازا غير مسبوق في التاريخ !!
ولم يستح النظام أن يعلنها رغم أن قطاعات عريضة من الشعب كان مؤكدا أنها ستقول لا , وأقلها جماهير ملاك الأراضي مثلا وجماهير الإخوان المسلمين وحزب الوفد صاحب الشعبية الكاسحة , الذى تم حله وتحديد إقامة زعيمه النحاس باشا
فكيف ساغ لهيكل أن يمرر هذه النسبة وهو يعلم علم اليقين أن هذه القطاعات لابد لها من أصوات !!
سادسا : كانت مصر عبد الناصر هى التي اخترعت أيضا ظاهرة المجالس النيابية الموقرة التي لا تكف عن تكرار الموافقة على أى إشارة تصدر من أصغر اصبع للحاكم ,
وظهرت للوجود معارضة فريدة في تلك المجالس وهى المعارضة المستأنسة ,
وشهدت البرلمانات العربية أعضاء في مجلس الشعب يبدو على سيماهم أنهم في الأصل من رجال المباحث !
وبالطبع كانت جلسات البرلمان المصري ( مجلس الأمة ) تشهد التسبيح بحمد النظام ولو كانوا بصدد مناقشة كارثة حقيقية ,
ولهذا كان طبيعيا أن يجتمع مجلس الأمة بقيادة أنور السادات لمناشدة الرئيس عبد الناصر بالعدول عن قرار التنحى عقب كارثة 67 م ..
وعندما قبل الرئيس هذه المناشدة نقلت عدسات الإعلام صورة لأحد أعضاء المجلس الموقر وهو يرقص فرحا على تراجع الرئيس عن قرار التنحى !!
سابعا : ظهرت فى العالم العربي لأول مرة ظاهرة الإنتخابات لمدد متكررة للمناصب الرئيسية في الدولة وعلى رأسها منصب رئيس الجمهورية ,
وانتهت إلى الأبد ظاهرة تبادل السلطة السلمى وأصبح العالم العربي يعرف رئيس الجمهورية الراحل لكنه لم يعرف أبدا رئيس الجمهورية السابق ( إلا إذا كان الرئيس السابق ترك منصبه بناء على انقلاب عسكري )
كما ظهرت تبعا لهذه الظاهرة ظاهرة أخرى أشد سخرية وهى ظاهرة الجمهوريات الملكية , فحكم سوريا بشار الأسد نجل حافظ الأسد بعد أن قاموا بتغيير الدستور خلال ساعات ليسمحوا لبشار الأسد بالترشيح لمنصب الرئيس !
وعلى إثر ذلك يسعى جمال مبارك في مصر والقذافي الإبن في ليبيا وبوتفليقه شقيق الرئيس الجزائري الحالى عبد العزيز بوتفليقة
وهذه الظاهرة ـ كما قلت ـ أسس لها عبد الناصر ,
فهيكل يذكر في كتابه ( خريف الغضب ) ملابسات تعيين السادات نائبا في نهاية عصر عبد الناصر فيحكى عن طريقة تعيين عبد الناصر للسادات فيقول ,
إن عبد الناصر اختار السادات نائبا قبيل رحلته للمغرب بعد النكسة وكانت مبررات هذا القرار كما حكاها عبد الناصر لهيكل أنه آن الأوان لأنور السادات أن يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية
لأنه الوحيد في مجلس قيادة الثورة الذى لم ينل نصيبه من هذا المنصب !!
أى أن هيكل يروى ـ ببساطة مذهلة ـ كيف أن عبد الناصر ورفاقه في مجلس قيادة الثورة اعتبروا مصر إقطاعية كبري لهم ـ وهم الذين أقاموا الدنيا على الإقطاع ـ وقسموها فيما بينهم وأصبحت السلطة على الدولة مرهونة بسياسة الدور !
لا بالكفاءة ولا بالقانون !
ما الذى يمكن أن يعلق به المرء على هذا الكلام ؟!
الواقع أنه يحضرنى الآن واقعة حدثت في أثناء تولى النحاس باشا لرياسة الوزارة , وقام الملك بتعيين أحد كبار الموظفين ـ دون علم النحاس ـ ككبير لموظفي القصر الملكى نفسه
أى أن هذا الموظف في الأصل يخص القصر الملكى وإن كان القانون يحتم تعيينه عن طريق الحكومة
فأقام النحاس باشا الدنيا ولم يقعدها حتى تم له ما أراد والتزم الملك بالقانون !
ثامنا : ظهر على الساحة السياسية العربية لأول مرة ظاهرة ارتباط سياسة الدولة بمزاج الحاكم وتوجهاته !
ففرض عبد الناصر النظام الإشتراكى في مصر وتغنت الجماهير المأجورة والمغيبة ببستان الإشتراكية ومحاربة الإمبريالية والإستعمار .. إلى غير ذلك من تعبيرات المرحلة !!
ولما جاء السادات , ولكونه صاحب توجه غربي آخر يختلف عن الإشتراكية واختار الرأسمالية ,
انقلبت الساحة في الحال للعزف على بستان الرأسمالية ومهاجمة السوفيات الملحدين !!
ولنا أن نتحسر على النظام البرلمانى المصري في ظل الإحتلال الإنجليزى نفسه , والذي كان مقياسا لحرية الرأى والعمل رغم كل مساوئ العهد الملكى
لكن الملك نفسه لم يكن يجرؤ على مخالفة الدستور ! .. صراحة على الأقل
وكانت ظاهرة استقالة الوزارات من الظواهر المعروفة في مصر إذا مس أداء أى وزارة أى تقصير أو إهمال !
وعندما انقلب مكرم عبيد باشا على الوفد وصنف كتابه ( الكتاب الأسود ) وذكر فيه ما اعتبره عشرات من جرائم استغلال النفوذ ارتكبتها حكومة الوفد !
أثار الكتاب أزمة كبري عصفت بالحكومة رغم الشعبية الساحقة للنحاس !
ولو أننا فتحنا الكتاب الأسود اليوم وطالعنا ما اعتبره مكرم عبيد جرائم كبري , لوجدنا أن الكتاب الأسود ينقلب إلى كتاب ناصع شديد البياض إذا قارناه بأفعال أصغر موظف حكومى منذ عصر الثورة وحتى يوم الناس هذا !!
وكان الشعب هو أساس الحياة السياسية ,
لم يكن الشعب مشاركا فحسب , بل كان يملك حكومته ولا تملكه ,
ويكفي للتدليل على ذلك أن الوفد ظل غصة في حلق الملك فاروق والإحتلال الإنجليزى بسبب أن يستند إلى شعبيته الحقيقية بين الجماهير فحسب !
فلم يكن الوفد يمتلك قوة عسكرية أو أى نوع من ألوان القهر لكنه كان يملك مشاعر الناس ,
فالجماهير في تلك الفترة كانت ترزخ تحت الإحتلال , لكن إرادتها الحرة أبدا لم تكن تحت سيف القهر والإذلال !
وكان الوزراء في الحكومات , وزراء بمعنى الكلمة , لا كما هم الآن منذ عصر القومية مجرد سكرتارية لرئيس الجمهورية مهمتها العمل بناء على توجيهات السيد الرئيس !!
كان كل وزير شديد الإعتزاز بمكانه ومكانته لا يقبل تدخل أحد في محيط اختصاصه أيا كانت الظروف ,
وكانت المعارضة عبارة عن ميزان العدل الذى يضبط الأداء ,
فكان من المستحيل أن يتخذ أى سياسي قرارا يخص أمته لمجرد الرغبة أو لمجرد القرار !
ومضي الزمان وجاء القوميون لتخرج المظاهرات الموجهة في أحداث 15 مارس في مصر تنادى بسقوط الديمقراطية !
هل يمكن لأى عاقل أن يستوعب خروج مظاهرات شعبية تهتف بسقوط الديمقراطية والحياة النيابية !
وهى المظاهرات الموجهة ـ كما سبق القول ـ والتى أخرجها مجلس قيادة الثورة ردا على المظاهرات التي خرجت لتأييد محمد نجيب في نيته إعلان عودة الحياة النيابية وعودة الجيش إلى ثكناته !
تاسعا : أما أخطر الظواهر التي نجمت عن النظام القومى الإشتراكى بشكله القمعى الذى تم تطبيقه في مصر وصدرته إلى العالم العربي ,
فكان ظاهرة الحاكم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !!
والتى استتبعت اختصار الأوطان في شخص الحاكم ,
فمصر كانت صاحبة السبق أيضا في هذا , والذين يعيبون على منافقي عصر الرئيس مبارك الذين يهتفون الآن أن مصر ليس فيها من يصلح للرياسة إلا الرئيس مبارك !
عليهم أن يعودوا للتاريخ ليعرفوا أنها ظاهرة قومية في الأصل ,
فقد دشن الإعلام الناصري لظاهرة اعتبار عبد الناصر نصف إله , وبأن وجوده هو سبب الحياة لهذا الوطن , وأن غيابه يعنى أن الأمة كلها ستعانى الضلال بعده !
وقد عبر أحد عوام الجمهور السورى عن هذا الأمر بقوله :[1]
( عبد الناصر .. أبو خالد .. يا سلام .. هذا هو الذى أعبده بعد الله ! )
وسبحان الله ..
أمة الإسلام التي لم تتوقف فيها الحياة لوفاة النبي عليه الصلاة والسلام نفسه ! جاءنا في آخر الزمان من يقول أن مصر بلا عبد الناصر لن تكون مصر باعتباره الزعيم الملهم !
وقد ظهر هذا جليا واضحا في عشرات الظواهر لعل أبرزها ما حدث عندما استشار عبد الناصر وزير خارجيته الشهير د. محمود فوزى عن الطريقة المناسبة التي تتبعها مصر إذا قامت القوات الأمريكية بالتدخل في لبنان ,
فرد الدكتور فوزى : إن هذا أمر فوق حدود الإختصاص وأنه يحتاج إلى رؤية قائد ملهم لا إلى رؤية وزير !!
ومن العجيب أن هيكل بعد هذا عاب على السادات قوله أنه يفضل اللجوء للاستراحات البعيدة كى ينفرد بنفسه كلما أراد اتخاذ قرار هام أو مصيري للبلاد
وعلق هيكل ساخرا على هذا القول بأن السادات كان ينتظر الوحى وكأن قرارات الدولة تأتى بالوحى لا باستشارة المسئولين
ومناقشة الوزراء والمستشارين !
ونسي هيكل ـ وكثيرا ما ينسي ـ أن عبد الناصر نفسه هو مبتكر هذا الأسلوب الذى أخذه السادات منه , فكيف يعيب على التلميذ ما لم يعبه على الأستاذ المبتكر !
وهل نسي هيكل أنه حضر جلسة محادثات الوحدة بين مصر وسوريا والتى رواها في كتابه ( سنوات الغليان ) واجتمع فيها عبد الناصر منفردا مع الوفد السورى المطالب بالوحدة ,
وفى نفس الجلسة ودون أن يناقش عبد الناصر مستشارا أو غفيرا ,
أصدر قراره بقبول الوحدة وفرض شروطه على الوفد السورى الذى قبل الشروط وانعقدت الوحدة فعلا !!
بالإضافة إلى كلمات عبد الناصر نفسه في خطاب التنحى الذى كتبه له محمد حسنين هيكل وفيه من الإيحاءات بهذا المعنى ما فيه !
وخرجت الجماهير التي خضعت لغسيل المخ الإعلامى طيلة الفترة من عام 1956 حتى 1967 م تهتف ببقاء عبد الناصر بينما دماء شهدائنا التي راحت هدرا في سيناء لم تجف بعد !
وقد كانت المظاهرات حقيقية لا كما ردد البعض أنها مظاهرات مصنوعة من الإتحاد الإشتراكى ,
أى نعم قام الإتحاد الإشتراكى بتنظيمها وصدر قرار وزير النقل بإتاحة السفر بالمجان للجماهير إلى القاهرة من مختلف المحافظات لكى يشاركوا في مناشدة الرئيس العدول عن قراره !
إلا أن أصل المظاهرات كان حقيقيا وجماهيريا ,
والذين ظنوا ـ من منتقدى الناصرية ـ أن القول بمظهرية وتدبير هذه المظاهرات يمكن أن يعيب النظام في ذلك الوقت , فهذا قصور في التفكير ,
لأن الإدانة الحقيقية للنظام تتمثل في قيام الشعب بهذه المظاهرات بإرادته فعلا ,
لأنها تحمل الدلالة القاطعة على ما صنعه الإعلام الناصري من تجريف لوعى الأمة عبر هذه السنوات , حتى استجابت الجماهير لغسيل المخ واقتنعت بالفعل أنها بدون عبد الناصر لا تساوى شيئا !!
وقيام المظاهرات المليونية بهذا الشكل لكى تتمسك بقادة الهزيمة , وتهتف الهتافات الحارة لهم وتناشدهم عدم ترك مواقعهم ـ رغم الكارثة التي حلت بالبلاد ـ هى في رأيي أكبر إدانة للعصر الناصري كله !
إذ كيف يمكن أن يقبل عاقل هذه النتيجة من الجماهير المصرية التي كانت تحرك الحياة السياسية وتقتلع الحكومات وتنصبها وتشارك في الحياة السياسية مشاركة فاعلة عن وعى وإدراك رغم الأمية !
كيف يمكن أن نقبل من هذه الجماهير أن تعترف علانية بأنها أمة خاوية لم تستطع أن تنجب قيادة بديلة لقيادة مهزومة !
لكنه أمر طبيعى أن تخرج هذه الجماهير بهذا الشكل بعد تجريف الوعى السياسي وربطه بشخص الحاكم على هذا النحو ,
ولو كان الناصريون يعقلون حقا لتدخلوا لمنع هذه المظاهرات التي فضحت أمة العرب في وسائل الإعلام العالمى عندما كتبت الصحف العالمية ( الشعب يتمسك بقادة الهزيمة ويهتف للقائد المهزوم ! )[2]
ولست أدرى ما الذى كان متوقعا أن تفعله هذه الجماهير لو أن عبد الناصر انتصر في يونيو 67 , ما داموا في ظل الهزيمة قد قاموا بكل هذا التأييد الجارف والهتاف بحياة من قذفوا بالأمة إلى مهاوى الضياع
فصارت الجماهير المصرية على حد قول أمير الشعراء ..
اسمع الشعب يغنى .. بحياتىْ قاتليه !
أثّر البهتان فيه .. وانطلى الزور عليه
ياله من ببغاء .. عقله في أذنيه !!
عاشرا : تسبب هذا العصر في ظاهرة عمت أرجاء العالم العربي , وهذه الظاهرة وحدها كفيلة بأنها تمحو أى أمة من على خريطة الوجود الحضاري !
ألا وهى ظاهرة تجريف مواهب الأمة ومفكريها وعلمائها
وهى لازم طبيعى من لوازم الحكم الأتوقراطى , وعندما تسلم عبد الناصر حكم مصر , كانت مصر تعج بالعباقرة في شتى المجالات , لا سيما في عالم الفكر السياسي والإجتماعى والإسلامى ,
ولو أردنا أن نذكر أمثلة عنهم فقط لضاق بنا المقام !
ونظرا لأن وجود هذا الكم من المفكرين والعلماء من أساتذة الجامعات والكتاب والأدباء , يمثل خطورة تقليدية على النظم الشمولية , فقد طبق عبد الناصر مبدأ جوبلز ـ وزير الدعاية النازى ـ والذي صاغ الحل بقوله :
( كلما سمعت كلمة مثقف .. تحسست مسدسي ! )
فتم تجريف المفكرين والعلماء الأحرار لصالح الضباط الأحرار , واكتست مصر كلها , وفى كافة المؤسسات واللجان والوزارات باللون الكاكى ـ على حد قول محمد نجيب في مذكراته ـ إذ تولى الضباط كل شيئ حتى المجلس الأعلى للثقافة الذى كان من أعضائه العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم , ورأس مجلسهم ضابط شاب برتبة ملازم أو نقيب !
وتم تصنيف كبار المفكرين المصريين في ذلك الوقت إلى ثلاثة أقسام ,
قسم تولاه الله برحمته الواسعة ! ـ وقسم آخر تكفلت به المعتقلات ـ وقسم ثالث فر بجلده للهجرة الخارجية
ولم يتبق إلا القسم الأخير الذى سمحت به الحكومة وهو قسم المفكرين الصامتين أو المستأنسين , فإما أن يكتبوا في تأييد النظام وإما أن يقنعوا من الغنيمة بالإياب فيعتزلوا الكتابة في الشأن العام
ولعل أبرز مثال على القسم الأخير كان عباس محمود العقاد المفكر العريق الذى كان له حضور سياسي هائل في عهد الملكية , قام بالإعتكاف في بيته حتى وفاته وغير وجهة كتابته إلى قضايا التاريخ الإسلامى ولم يكتب حرفا في المجال السياسي العام رغم أن مؤلفاته في سابق العهد كان أغلبها مؤلفات في الفكر السياسي لدرجة أن الألمان ـ وهم على مشارف مصر في الحرب العالمية الثانية ـ أعلنوا أنهم سيعدمون العقاد في ميدان عام إذا انتصروا ودخلوا مصر فعلا , بسبب كتابات العقاد التي كانت تحفز الجماهير على عدم التعاطف مع الألمان واعتبارهم كالإنجليز دول محتلة وغاصبة
ولسنا في حاجة إلى بيان مدى خطورة هذه الظاهرة التي صدرتها مصر أيضا إلى بقية الدول العربية , ولو أنها خفت في عالمنا المعاصر بمصر إلا أنها لا زالت على نفس الأسلوب القديم في أغلب الأوطان العربية ,
ويعود السبب الرئيسي إلى العداء المستحكم بين النظم الشمولية والمثقفين والعلماء إلى خطورة دور المثقفين كرعاة لتربية الرأى العام وهم قادة التغيير السياسي الحقيقي في كل العصور ,
فصحوة الحركة الوطنية المعاصرة قامت على أكتاف المثقفين في مصر وزعمائهم مثل الرافعى والمازنى والعقاد وسعد زغلول ومصطفي كامل وغيرهم , [3]
والتصدى للإحتلال قام في الأصل على أكتاف العلماء البارزين , بالذات علماء الأزهر الشريف الذين كانوا دائما غصة في حلق مستعمر , ويكفيهم أنهم تصدوا لخدعة نابليون بونابرت عندما جاء إلى مصر وهو يردد أنه يهدف إلى تحرير مصر وتعمد التقرب والتزلف إلى جماعات الجماهير بأساليب مختلفة ,
وكان من الطبيعى جدا أن تنساق الجماهير خلفه نظرا لما يعانونه على يد المماليك ,
لكن هذا لم يحدث بعد أن قام علماء الأزهر بدورهم التاريخى في تنمية الوعى وكشف حقيقة نابليون , وقاد العلماء ثورة القاهرة الأولى والثانية وحفزوا الناس على الجهاد حتى خرج الفرنسيون بخفي حنين
لكن مصر في فترة التجريف المتعمد لعلماء والمثقفين لم تجد من يعيد لها وعيها أو يعلى فيها قيم الفكر والعلم , فكان من الطبيعى أن تستسلم الأغلبية لغسيل المخ الإشتراكى وتصدق أن الأمة المصرية الولادة لم تعرف تاريخا حقيقيا إلا مع بداية ثورة يوليو ,
وأصبح من قبيل الثقافة المنتشرة أن يظن الجمهور بأن ثورة يوليو هى بداية التاريخ الحقيقي وما خلفها هو العهد البائد !!
وتعبير ( العهد البائد ) هذا كان من أدبيات الثورة الشهيرة , حتى أن النظام كان يضع ستارة على أى لوحة تذكارية لأى إنجاز تم في العهود السابقة على الثورة باعتباره من العهد البائد !
وتم إهمال ثورة 1919 م , الثورة الوطنية الكبري التي قال عنها المهاتما غاندى وهو في طريقه للهند مارا بقناة السويس , أنه ـ وشعب الهند ـ تعلموا كيف تكون ثورة التحرر من جماهير ثورة 1919 م , في خطبة شهيرة بحضور النحاس باشا ,
وكل هذا لمحاولة تقليص شعبية حزب الوفد الجارفة , فضلا على أن التاريخ المدرسي الرسمى في تلك الفترة يمكن اعتباره كارثة قومية حقيقية لمدى ما فيه من إهمال وتشويه لعهد ما قبل ثورة يوليو ,
وهكذا نجح النظام في أن يجعل من مصر رهينة لهذه الثورة وهذه المرحلة ,
الهوامش :
[1] ـ قصة الجولان ـ فيلم وثائقي من إنتاج قناة الجزيرة
[2] ـ الإنفجار ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر
[3] ـ تاريخ الحركة الوطنية ـ عبد الرحمن الرافعى ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب

لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .

رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة النكسة (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العمارة الإسلامية الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ (المبحث الثاني)
» الحرب العالمية الثانية .. 1939 - 1945 : تاريخ البحرية العسكرية (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)
» قصة النكسة (من مبحثين المبحث الاول)
» الوسوسه وعلاجها (من مبحثين المبحث الاول)
» الحرب العالمية الثانية .. 1939 - 1945 (من مبحثين المبحث الاول)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى التعليم والثقافة-
انتقل الى: