ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 المظاهر الاستعمارية و العلاقات الدولية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

المظاهر الاستعمارية و العلاقات الدولية Empty
مُساهمةموضوع: المظاهر الاستعمارية و العلاقات الدولية   المظاهر الاستعمارية و العلاقات الدولية Emptyالإثنين ديسمبر 06, 2010 2:58 pm

المظاهر الاستعمارية و العلاقات الدولية D0th0-M5PB_963115030


المظاهر الاستعمارية و العلاقات الدولية
المحتوي :
المبحث الأول : المظاهر الاستعمارية .
1- المظاهر الاستعمارية وأشكالها .
2- اتفاقيات تقسيم أملاك الدولة العثمانية (سايكس _ بيكو , ومكماهون ) .
3- أطماع الدول الكبرى والاستعمار الجديد .
المبحث الثاني : نماذج الاستعمار في الوطن العربي .
1- احتلال تونس والمغرب العربي
2- مصر والسودان .
المبحث الثالث : الظواهر الاستعمارية وأثرها علي العلاقات الدولية.
1- المظاهر والتغيرات السياسية .
2- أمثلة علي المظاهر والمتغيرات السياسية الحديثة .
3- الخاتمة .
مقدمة :
يعتقد بعض الباحثين والدارسين أن حركة الكشوف الجغرافية في القرن الخامس عشر الميلادي كانت مؤشراً علي بداية التغلغل الأجنبي الذي لم تزل آثاره واضحة حتى هذه الأيام , ويري آخرون أن الثورة الصناعية التي حدثت في الربع الأخير من القرن الثامن عشر الميلادي هي البداية الحقيقية للتغلغل الأجنبي , ووجد فى التاريخ الحديث كثير من الدول الاستعمارية التي عملت علي بسط نفوذها , وسيطرتها علي مناطق مختلفة من العالم فى آسيا , وأفريقيا , و أمريكا الجنوبية , مستخدماً في ذلك وسائل مختلفة , لتحقيق أهدافها السياسية , والعسكرية , والاقتصادية , والثقافية , ومن أشهر هذه الدول : بريطانيا , وفرنسا , وألمانيا , وإيطاليا , ولولايات المتحدة الأمريكية , وغيرها ....
وسوف نستعرض فى هذا التقرير المظاهر الاستعمارية بأشكالها المتنوعة للسيطرة علي الدول حديثة الاستقلال , والقضاء علي الرجل المريض ( الدولة العثمانية ) وتقسيم ممتلكاتها بين بعضها البعض بإبرام الاتفاقيات للحفاظ علي أملاكها في هذه المستعمرات .
وسوف نري كيف زاد طمع الدول الكبرى في هذه الدول من خلال الوسائل المتعددة فى السيطرة عليها , مثل الوسائل القديمة والحديثة في التغلغل الاستعماري لهذه الدول .
لقد قامت هذه الدول برسم سياسة جديدة من خلال عقد الاتفاقيات التي تلبي حاجاتها في السيطرة الاستعمارية مثل اتفاقيات "سايكس _ بيكو" ومراسلات مكماهون والشريف حسين .
وسوف نختار دول شملها الاستعمار والاتفاقيات مثل الجزائر والمغرب وتونس , ومصر والسودان .
وكيف تم تحول هذا الاستعمار بعد خروجه عسكريا من هذه البلاد إلي استعمار جديد فكري ثقافي من خلال التقدم التكنولوجي والوسائل الجديدة في السيطرة علي اقتصاد هذه البلاد .
المبحث الأول : المظاهر الاستعمارية .
أولاً : المظاهر الاستعمارية وأشكالها
استخدمت الدول الأجنبية أساليب كثيرة لتغلغل في مناطق نفوذها مثل : التبشير , و الاستعمار بكافة أشكاله كانت الاقتصادية أو العسكرية أو الاجتماعية أو الفكرية الثقافية أو حتى المائية ... الخ
كل هذه الوسائل التي استخدمتها الدول الاستعمارية ومازالت حتى الآن أثارها ما هي إلا محاولة لصهر العالم ككل في ظل نظامها العالمي أو أيدلوجيتها كي تفرض سيطرتها ولتحقق أمنها القومي في العالم ككل.
أساليب التغلغل الأجنبي فى الدول العربية والحديثة الاستقلال :
1- التبشير : لقد اتخذت الدول الاستعمارية أسلوب التبشير للتغلغل وبسط سيطرتها العسكرية , والاقتصادية علي المناطق التي تطمع في إخضاعها والسيطرة عليها , فالتبشير : هو محاولة الغرب الأوربي في نشر الدين المسيحي والثقافة الغربية " ولكن مهمة التبشير التي اتبعتها الدول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية , وإنما مهمتهم أن تخرجوا المسلم من الإسلام , ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله , وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتهم ….
ومن وسائل التبشير المستخدمة أو المتبعة في تطبيق هذا الاستعمار :
( المؤسسات الاجتماعية , ووسائل الإعلام المختلفة , و العلاج والتمريض , و البعثات التعليمية إلي الدول الغربية المسيحية , و المؤسسات التعليمية )
2- الاستعمار : هو مجموعة الأعمال التي من شأنها السيطرة أو بسط النفوذ بواسطة دولة او جماعة منظمة من الناس علي مساحة من الأرض لم تكن تابعة لهم أو علي سكان تلك الأرض , او علي الأرض والسكان من آن واحد .
وقد انتهج الاستعمار الجديد أسلوب جديد في السيطرة , أسلوب السيطرة السياسية و الاقتصادية والثقافية علي مجموعة من الدول مع الاعتراف باستقلالها وسيادتها مبتعداً عن أساليب الاستعمار التقليدي , أو استخدام وسائل خاصة في تحقيق أغراض هذه الدول منها عقد الاتفاقيات الغير متكافئة , ربط الدول النامية بشرط بشروط تحد من حريتها , أو إقامة قواعد عسكرية , أو إثارة الاضطرابات الداخلية والانقسامات الطائفية والإقليمية والوطنية ...
فكانت دوافع الاستعمار عديدة في السيطرة علي الأقطار الأخرى منها : حاجة الدول الاستعمارية إلي الموارد الخام لاستخدامها في التصنيع و وتوفير أسواق دولية وإقليمية لتصريف المواد المصنعة والفائض عن حاجاتها وتأمين طرق المواصلات وخطوط الإمداد ومحطات النقل في بعض المناطق الإستراتيجية التي تطل علي البحار و انهار وغير ذلك .
وحاجة هذه الدول إلي الأيدي العاملة الرخيصة في عمليات التصنيع , ولجوء الشركات التجارية الاستعمارية إلي استثمار رؤوس الأموال في مشاريع إستراتيجية تدر عليها أرباحا خارج بلادهم .ثانياً : اتفاقيات تقسيم أملاك الدولة العثمانية ( سايكس _ بيكو) و(مراسلات مكماهون )
واجهت بريطانيا موقفًا عصيبًا في المنطقة العربية منذ بداية عام (1334هـ=1915م) أثناء الحرب العالمية الأولى، بعد أن فشلت حملتها العسكرية في العراق، وزاد ضغط القوات التركية على منطقة قناة السويس، وكذلك فشلت الحملة البريطانية ضد منطقة المضايق التركية؛ هذا الأمر جعل تعاون العرب مع القوات البريطانية أمرًا حيويًا للغاية؛ لذا عملت بريطانيا على استمالة الشريف حسين (حاكم الحجاز) إليها، وبدأت بين الجانبين مكاتبات ومراسلات استمرت (18) شهرًا، عُرفت باسم مراسلات "الحسين ـ مكماهون"، كانت بريطانيا تهدف من ورائها إلى دفع العرب إلى الثورة على الأتراك، أما الحسين فكان يهدف إلى إقامة دولة عربية تشمل العراق والشام والحجاز يتولى هو حكمها.
وكان تضارب مصالح الدول الأوروبية الحليفة في المنطقة العربية سببا قويًا في إيجاد الشكوك وعدم الثقة بين هؤلاء الحلفاء، وهو ما يؤثر سلبًا على موقفهم في الحرب، فروسيا تطمع في إدخال القدس وفلسطين ضمن نفوذها؛ نظرًا لوجود رجال الدين والكنائس الأرثوذكسية بها، بينما فرنسا تسعى نحو تثبيت نفوذها في منطقة بلاد الشام خاصة سوريا، وكان ذلك باعثًا لتخوف الحكومة البريطانية؛ إذ إن الوجود الفرنسي والروسي على هذا النحو يحرمها من خليج (عكا ـ حيفا) المنفذ الرئيسي للعراق على البحر المتوسط، كما أن بريطانيا لن ترضى أن ترى فرنسا أو روسيا على مقربة من قناة السويس؛ لأن ذلك يهدد طرق مواصلاتها مع الهند.
أما فرنسا فقد جاءت ظروف الحرب العالمية الأولى لتزيد مخاوفها من السياسة البريطانية؛ ذلك أنه بعد فشل حملة "الدردنيل" رأى القائد الإنجليزي "كتشنر" أنه لكي يستطيع الحلفاء إرجاع جزيرة غالبيولي، فإنه لا بد من إنزال (100) ألف جندي في ميناء الإسكندرونة، ثم تبدأ قوات الحلفاء التغلغل من هناك نحو الأراضي التركية؛ لأن ذلك يضمن قطع طريق المواصلات التركية من وسطها، فيحدث ارتباك في عمليات الإمداد والتموين للجيش التركي الذي سيضطر للتسليم بعد محاصرته، إلا أن فرنسا نظرًا لعجزها عن تنظيم مثل هذه الحملة الكبيرة رفضت الموافقة على هذه العملية التي سيكون عمادها الجيش والأسطول البريطانيَّين؛ لأن ذلك سيعرض المصالح الفرنسية في سوريا للخطر، إلا أن احتلال الجيش البريطاني لسوريا سيعمل على تقليل النفوذ بها، ويدفع السوريين إلى التحالف مع الإنجليز ظنًا منهم أن نجم فرنسا قد أفل.
والمعروف أن فرنسا لها أطماع قديمة في سوريا، منذ عام (1277هـ = 1860م) حيث عملت على التغلغل المالي والثقافي في هذه المنطقة، وكانت مدارسها في لبنان وحده لا تقل عن (300) مدرسة فلما جاءت الحرب العالمية الأولى، وجدت فرنسا فيها فرصة لإقامة إمبراطورية فرنسية في آسيا تكون قاعدتها بلاد الشام.
وأمام هذا التعارض في المصالح لم تجد هذه الدول الاستعمارية أمامها من سبيل إلا التباحث فيما بينها، وتحديد مناطق نفوذ كل دولة حتى تزول أسباب الشكوك والخلافات؛ لتسير المعارك الحربية على الوجه الذي ترغب فيه هذه الدول.
 تركة "الرجل المريض"
وبينما العرب يسعون بكل قوتهم للحصول على اعتراف بحقهم في تأسيس دولة عربية، كانت تُجرى –سرًا- مفاوضات بين دول الوفاق (بريطانيا وفرنسا وروسيا) حول اقتسام الدولة العثمانية بما فيها البلاد العربية، ومما يلفت النظر أن هذه الدول كانت تنتقد ألمانيا صباح مساء لخرقها حرمة المعاهدات والعقود الدولية، وتعلن أنها لن تلقي السلاح حتى تعيد ألمانيا إلى رشدها، وتحملها على احترام المواثيق الدولية.
وفي (جمادى الآخرة 1333هـ= إبريل 1915م) تم التوقيع على اتفاق سري بين بريطانيا وفرنسا وروسيا نصّ على حق روسيا في الاستيلاء على المضايق التركية والمناطق المجاورة لها، وهي بحرا مرمرة والدرنديل، وجزء من شاطئ آسيا الصغرى، مقابل أن تصبح القسطنطينية مدينة حرة، وضمان حرية الملاحة في منطقة المضايق، وأن تعترف روسيا بحقوق بريطانيا وفرنسا الخاصة في أقاليم تركيا الآسيوية، على أن تُحدّد هذه الحقوق فيما بينهما بمقتضى اتفاق خاص، كذلك أن تخضع الأماكن المقدسة وشبه الجزيرة العربية لحكم إسلامي مستقل، وأن يُضمّ جزء من إيران إلى منطقة النفوذ البريطانية.
وبينما كانت المفاوضات تجرى على هذا المنوال بين العواصم الثلاث، تم توقيع اتفاق آخر سري ضم هذه الدول بالإضافة إلى إيطاليا، وكان الهدف منه إغراء إيطاليا على الدخول في الحرب إلى جانب دول الوفاق.
معاهدة سايكس ـ بيكو
"(في المحرم 1334هـ= نوفمبر 1915م) عينت الحكومة الفرنسية المسيو "جورج بيكو" قنصلها العام السابق في بيروت مندوبًا ساميًا لمتابعة شؤون الشرق الأدنى، ومفاوضة الحكومة البريطانية في مستقبل البلاد العربية، ولم يلبث أن سافر إلى القاهرة، واجتمع بالسير "مارك سايكس" المندوب السامي البريطاني لشئون الشرق الأدنى، بإشراف مندوب روسيا، أسفرت عن اتفاقية عُرفت باسم "اتفاقية القاهرة السرية"، ثم انتقلوا إلى مدينة بطرسبرغ الروسية،
وأسفرت هذه المفاوضات عن اتفاقية ثلاثية لتحديد مناطق نفوذ كل دولة على النحو التالي:"
1- استيلاء فرنسا على غرب سوريا ولبنان وولاية أطنة.
2- استيلاء بريطانيا على منطقة جنوب وأواسط العراق بما فيها مدينة بغداد، وكذلك ميناء عكا وحيفا في فلسطين.
3- استيلاء روسيا على الولايات الأرمنية في تركيا وشمال كردستان. واعترفت المعاهدة كذلك بحق روسيا في الدفاع عن مصالح الأرثوذكس في الأماكن المقدسة في فلسطين.
4- المنطقة المحصورة بين الأقاليم التي تحصل عليها فرنسا، وتلك التي تحصل عليها بريطانيا تكون اتحاد دول عربية أو دول عربية موحدة، ومع ذلك فإن هذه الدولة تقسم إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية، ويشمل النفوذ الفرنسي شرق سوريا وولاية الموصل، بينما النفوذ البريطاني يمتد إلى شرق الأردن والجزء الشمالي من ولاية بغداد وحتى الحدود الإيرانية.
5- يخضع الجزء الباقي من فلسطين لإدارة دولية.
6- يصبح ميناء الإسكندرونة حرًا.
وهكذا تم تقسيم المنطقة العربية بين الدول الاستعمارية الكبرى، بمقتضى هذه الاتفاقية التي وصفها بعض المؤرخين الأوروبيين بأنها "ليست صورة للجشع فحسب، بل صورة مرعبة للمخادعة"؛ إذ عملت على تفتيت رقعة المنطقة العربية وتقسيمها، كما أنها حوت على متناقضات بين مختلف المعاهدات السرية التي أُبرمت في ذلك الوقت، فمثلا اتفاق "الحسين – مكماهون" الذي تعهدت بريطانيا فيه بجعل فلسطين جزءًا من الدول العربية أهمل وأغفل، وأصبحت فلسطين بمقتضى "سايكس – بيكو" تحت إدارة دولية، وإمعانًا في التناقض وعدت بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وهذا يؤكد أن الحكومة البريطانية لم تكن جادة في التقيد بهذه الوعود، فهي لم تقدم عليها إلا كجزء من مجهودها الحربي ضد الدولة العثمانية، ولكن هدفها الحقيقي هو فرض سيطرتها التامة على المنطقة.
ومن المتناقضات الأخرى أن الاعتراف بدولة عربية مستقلة يتعارض مع السيطرة البريطانية والفرنسية؛ إذ كان سكان سوريا والعراق أكثر تطورًا من المناطق الداخلية التي ستقام فيها الدولة العربية، وهو ما كانت تدركه فرنسا؛ إذ إن استقلال هذه الدولة سيحدث تأثيرًا عميقًا في المناطق الساحلية، ويثير عددًا من المشاكل في إدارتها، كما أنه من الطبيعي أن تطالب حكومة الداخل بالمنطقة الساحلية، خاصة أن جميع سكانها من العرب، ومن جهة ثانية فإن سكان الساحل سيعمدون إلى المطالبة بتأسيس حكومة مستقلة ويطالبون بالاستقلال، وكان ذلك وراء محاولات فرنسا للتخلص من هذه الاتفاقية.
أطماع الدول الكبرى .
كان الاحتلال العسكري هو الوسيلة الرئيسية إن لم تكن الوحيدة فيما مضي التي تمكن بواسطتها المستعمرون من تحقيق أغراضهم، واعتمد المستعمرون بعض السياسات بجانب الاحتلال العسكري أشهرها ما عرف بسياسة «فرق تسُد» واستعانوا بعدد من العملاء المدربين علي تنفيذ مخططاتهم ورعاية مصالحهم، وكان من الطبيعي أن تظهر العديد من حركات التحرر الوطني والتي اعتمدت في كثير من الأحيان علي المقاومة المسلحة، الأمر الذي أدي إلي تكبيد المستعمرين خسائر جسيمة في العتاد والأرواح، ولم يكن أمام المستعمرين عندئذ سوي البحث عن وسيلة أخري يتمكنوا بها من الحفاظ علي مصالحهم والاستمرار في نهب ثروات الدول التي يحتلونها من ناحية وتؤدي إلي تقليل خسائرهم بالذات في الأرواح من ناحية أخري، وجاءت فكرة الاستعمار الجديد لتحقق كل ذلك:
اعتمد الاستعمار الجديد في تحقيق أهدافه والحفاظ علي مكاسبه علي العملاء الذين أجاد تدريبهم إبان فترة الاحتلال بجانب ما عرف بالأعمال القذرة التي تميزت بها أجهزة مخابراته التي شنت عدة حروب غير متكافئة علي شعوب الدول النامية علي غرار حرب الأفيون إبان الاستعمار القديم ومنها علي سبيل المثال لا الحصر الحرب الجرثومية والبيولوجية وإثارة النزاعات الإقليمية والعرقية وتشكيل المنظمات الإرهابية والحرب الدعائية والنفسية وممارسة كل أنواع الحصار العلمي والاقتصادي والتكنولوجي.. وتمكنت الدول الاستعمارية وبدون أن تتكبد مشقة الاحتلال نتيجة اتباعها هذا النهج الجديد الذي أطلق عليه تجاوزا الاستعمار الجديد من إحراز تقدم كبير وتفوق ملحوظ في جميع المجالات وبتكاليف تقل كثيرا عما كانت تتكبده في ظل الاستعمار القديم الذي كان يعتمد علي الاحتلال العسكري ناهيك عن تكبد الدول الفقيرة في أغلب الأحيان تكاليف احتلالها سواء كان ذلك في زمن الاستعمار القديم أو الجديد علي حد سواء. إن التقدم الكبير الذي أحرزته الدول الغربية - الاستعمارية - خلال فترة زمنية قصيرة قد أدي إلي اتساع الهوة بين تلك الدول وبين ضحاياها من الشعوب المقهورة والأهم من ذلك أنه أدي إلي حدوث الثورات الثلاث المهمة في المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا، تلك الثورة التي اجتاحت الحواجز الأيديولوجية وأدت إلي فرض واقع جديد علي الدول الأمر الذي كان من نتيجته أن أصبح العالم أقرب ما يكون إلي قرية كونية، كما تمكنت المعرفة والثقافة والفنون هي الأخرى من الانتقال بسهولة ويسر بين الدول والقارات بعد أن اقتربت المسافات واختصر الزمن، إن حدوث الثورات الثلاث قد أدي علاوة علي ما سبق ذكره إلي أمرين قد يكونان متزامنين غير أنه من المؤكد أن كلا منهما لا يقل أهمية عن الآخر:
الأمر الأول:
ازدياد اهتمام ووعي الشعوب بالقانون الدولي والمواثيق والعهود الدولية وحقوق الإنسان أدي إلي اكتشافهم للحقيقة
المرة التي مفادها أن معظم إن لم يكن جميع الوسائل التي تتبعها الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق
مصالحها تتعارض مع القوانين والعهود والمواثيق الدولية بل وتعتبر في معظم حالاتها انتهاكات صريحة لحقوق الإنسان التي يتشدقون في الغرب بها.
الأمر الثاني :
أن الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قد توصلت إلي نوع ثالث من الاستعمار يجنون من خلاله ثمار تفوقهم من ناحية ويحافظ لهم علي ماء وجههم بالنسبة إلي عدم احترامهم للقانون الدولي والعهود والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان من ناحية أخري، من هنا هداهم تفكيرهم إلي اتفاقات الجات والنظام العالمي الجديد والعولمة والتي تصب جميعها في مصلحة الدول الغنية أو الاستعمارية سابقا وتحقق لهم المكاسب - إن لم تكن تزيد - التي كانوا يحققونها في ظل ما سمي تجاوزا ب «الاستعمار الجديد». هذا ومن الجدير بالذكر أن العولمة هي من نتاج الثورات الثلاث التي يعود الفضل في حدوثها إلي الدول الغربية.
من هنا تعتبر العولمة من الناحية العلمية أحد التغيرات التلقائية مما يضع صعوبة كبيرة تصل إلي حد الاستحالة أمام الدول التي ترفضها أو حتى تقف منها موقف المتفرج، وأصبحت نتيجة لها النظرة العالمية إلي المواضيع المحلية من الأمور المألوفة في مختلف المؤسسات وأصبحت القاعدة المعمول بها في معظم الأمور هي «فكر عالميا وتصرف محليا» الأمر الذي يؤكد لنا أن العولمة ظاهرة لا يمكن تجاهلها وعلينا أن نفكر جيدا في كيفية التعامل معها بعد فهم أبعادها ومتطلباتها حتى ندخل عصر العولمة دون خوف ونتبوأ مركزا لائقا بين الدول يحفظ لنا كرامتنا، وأخشى أنه دون ذلك لن نتمكن من صون كرامتنا.. ولا حياة بدون كرامة.
المبحث الثاني : نماذج الاستعمار في الوطن العربي .
أولاً : احتلال تونس والمغرب العربي .
كانت فرنسا تطمع في السيطرة علي تونس بعد احتلالها الجزائر , حرصا علي مراكزها فى الجزائر , واستثمار موارد تونس الزراعية والمعدنية , فضلاً عن أهمية موقعها الاستراتيجي وسيطرته علي طرق المواصلات في البحر المتوسط و لتحقيق هذه الأهداف سعت فرنسا للحصول علي تأيد دولي , فاعترفت بالسيطرة البريطانية علي قبرص , والنمسا علي البوسنا والهرسك , والتوسع الروسي فى البلقان وطالبت بتعويض مناسب لها , فسمحت لها الدول بالاستيلاء علي تونس بصورة رسمية , وأخذت فرنسا تتدخل فى شؤون تونس الداخلية وجهزت قوات كبيرة وهاجمتها تحت ذريعة أن بعض القبائل التونسية شنت هجمات علي حدود الجزائر , وتمكنت القوات الفرنسية من بسط سيطرتها علي مدينتي الكاف, وبنزرت , ثم العاصمة وفرضت الحماية علي تونس عام 1881 م .
من ثم سعت فرنسا السيطرة علي المغرب و ولكنها اصطدمت مع غيرها من المطامع الأجنبية علي المغرب ولذلك عقدت اتفاقا مع ايطاليا عام 1902 م , وافقت فيه علي قيام ايطاليا باحتلال ليبيا مقابل غض الأخيرة نظرها عن إطماع فرنسا في المغرب , ولم يكن الموقف موفقا لفرنسا إذ بدأت قوي أخري تنافسها علي المغرب وهي ألمانيا إذ وقفت بجانب الشعب المغربي علي أساس تقرير مصيره بنفسه ولكن كان هدف ألمانيا من ذلك هو مطامعها في بعض المستعمرات بعد إبرام اتفاق الجيرة الخضراء وفشل هذا المؤتمر بعدما ان قامت فرنسا بضم المغرب إلي مستعمراتها بالاشتراك مع الأسبان التي احتل الريف المغربي وبتنازل فرنسا لمستعمراتها في الكنغو الإفريقي لألمانيا , كبديل لسكوتها وبذلك انتهت أزمة المغرب الاستعمارية من وجهه نظر فرنسا .
ثانياً: مصر والسودان .
..لقد أدي شق قناة السويس عام 1869 م. وتأسيس شركة قناة السويس المساهمة المكونة من فرنسا وبريطانيا ومصر , إلي زيادة الأطماع في مصر , مما أسفر عن قيام بريطانيا بالاستيلاء علي مصر عان 1882 م/
وقام كتشنر البريطاني بالاستيلاء علي السودان عام 1898م/ وأصبحت بريطانيا شريكة مصر في حكم السودان بموجب اتفاق عام 1899م/ وجاء فيه : يقوم الخديوي بتعيين الحاكم العام للسودان بعد موافقة الحكومة البريطانية , ويكون قائداً للجيش فيها , ولا يعزل هذا الحاكم إلا بموافقة بريطانيا , ويعاونه موظفون مصريون وبريطانيون
كل هذه الإحداث وأكثر منها حدث بالتنافس علي قناة السويس بشكل كبير في مطلع القرن العشرين من دول استعمارية أخري .
المبحث الثالث : الظواهر الاستعمارية وأثرها علي العلاقات الدولية .
من المؤسف أن يتحول حقل العلاقات الدولية وخصوصا الأخلاقية منها إلى نوع من الممارسات السياسية التي تتجاذبها المتغيرات الدولية وتسيرها الأهواء والمصالح المبنية على العلاقات الظرفية او اللحظية , إلى درجة تتحول فيها تلك المظاهر الأخلاقية والتقليدية للعلاقة ما بين الأمم والشعوب في مختلف دول العالم إلى شكل من أشكال الشد والجذب بسبب تلك التحولات السلبية والمظاهر السياسية التي شابت تلك العلاقة الإنسانية لسبب او لآخر والتي يفترض أن تكون علاقة ود وترابط وتعارف وتسامح لا علاقة صدام وتعنت وانتهاك للحقوق والحرمات القانونية والإنسانية والأخلاقية للبشرية .
وبمعنى آخر أن بروز بعض المظاهر والتحولات السياسية الحديثة وخصوصا العالمية منها - أي - تلك التي شكلت الصورة العامة للتاريخ السياسي الحديث , كنوع من صور المعالجات الأمنية والسياسية والاقتصادية لبعض القضايا الدولية كالإرهاب وثورة المعلومات والعولمة وقضايا الحدود والخطابات السياسية وردود الأفعال الدولية على بعض تلك المتغيرات والخلط ما بين بعض المصطلحات والمفاهيم الأخلاقية والفواصل والمعايير القانونية والحقوقية كعدم التفريق ما بين مفهوم الإرهاب الدولي بمعطياته الظاهرة كالعنف والقتل والمقاومة كحق مشروع لردع العدوان على سبيل المثال وغيرها الكثير , كان له الدور الأكبر في تلك الانتهاكات الدولية لحقوق الإفراد والشعوب في مختلف دول العالم , مما ترتب علية تراجع مفهوم حسن الإدارة العامة للعلاقات الدولية.
بحيث أننا نستطيع أن نؤكد بأن تلك التحولات السياسية العالمية سالفة الذكر كان لها الدور الأكبر والأبرز في الإساءة لمفهوم العلاقات الدولية بمفهومها التقليدي والأخلاقي , والتأثير سلبا على العلاقات ما بين الأمم والشعوب في جل أنحاء الأرض , بحيث تم استغلالها بشكل سيء للغاية من قبل بعض الدول أو الأفراد الذين يقتاتون على الفوضى والحروب , وقد كان بروز الولايات المتحدة الأميركية كإمبراطورية متفردة وانهيار الاتحاد السوفيتي بسبب دخوله إلى المستنقع الأفغاني الفتيل الذي أشعل العالم وأيقظ شياطين الفتنة النائمة تحت الرماد , حيث ( تمخض عن تفكك الاتحاد السوفيتي مثلا حشد من الحركات القومية النشيطة التي طرحت خيارات جديدة على الأطراف الدولية الفاعلة , ما لبثت جملة الأحداث الأخيرة على مستوى الاقتصاد الكوكبي أن أطلقت حركة الآلاف من اللاجئين الاقتصاديين - وقد أدى اتساع مدى هذه الحركة بالذات إلى تكوين زحمة من المشكلات الجديدة التي لم يسبق لها أن كانت متوقعة ) فانهارت على اثر ذلك الكثير من التوازنات السياسية والإستراتيجية العالمية التي مهدت لبروز تلك المظاهر والتحولات السياسية التي أثرت على مفهوم العلاقات الدولية.
1- المظاهر والتغيرات السياسية :
إن ما أحدثته تلك المظاهر والمتغيرات السياسية الحديثة من أثار سلبية جعلت الكثير من الدول والحكومات تتعامل في علاقاتها مع الآخرين بأساليب مستحدثة لمواكبة تلك المتغيرات لم تعهدها المجتمعات والشعوب من قبل , وقد استخدمتها بشكل سيء للغاية وتحت شعارات غير منطقية كحماية أمنها القومي من الإرهاب , والتصنت على الشعوب والدول الأخرى تحت نفس الذريعة والقيام بالكثير من الانتهاكات الحقوقية والسيادية للعديد من الدول والشعوب بنفس المنطق , او بخرق الحدود والاعتداء على حقوق الجوار والإساءة إلى شعوب الدول الأخرى بتضييق الخناق عليهم بمختلف الوسائل التي يتضح من ظاهرها المشروعية والقانونية , ويكمن في باطنها التعنت والإساءة إلى مفهوم تلك العلاقة الأخلاقية السامية- أي - علاقة " شعوب وقبائل لتعارفوا " كما وصفها القرآن الكريم , وعرفتها الأديان السماوية والقوانين الأرضية والعلاقات الإنسانية في القديم والحديث , وغيرها من الأساليب التي نتجت بشكل او بآخر عن تلك التحولات الدولية والمتغيرات العالمية سالفة الذكر.
مع أن المنطق والعقل السياسي الناضج يستطيع أن يدرك بأن تلك التحولات الدولية أو كما يطلق عليها البعض " العلاقات العابرة للقارات " لا يمكن السيطرة عليها بتلك الطرق " الهمجية " وغير الأخلاقية وخصوصا بمفهوم تضييق الخناق على الأبرياء والشعوب المسالمة , كما تفعل الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال في العديد من قضاياها الدولية السياسية منها أو العسكرية وغيرها من الدول التي لم تقدر قيمة العلاقة ما بين الأمم والشعوب, فجرت نفسها إلى طريق الصراعات والصدامات مع الآخر , رغم وجود العديد من الحلول الإيجابية المتوفرة لحل مجمل تلك القضايا , وكما يقول الأستاذ جوزيف 0 س 0 ناي وهو عميد معهد كندي لأنظمة الحكم في جامعة هارفارد ( وأما قاع رقعة الشطرنج فانه مجال العلاقات عابرة القومية التي تتخطى الحدود الخارجة عن سيطرة الحكومات , وهو مجال يشمل العناصر الفاعلة من غير الدول , وهي عناصر شتى مختلفة كالفرق بين الصيارفة الذين يحولون عن طريق البريد الاليكتروني مبالغ اكبر من معظم الميزانيات الوطنية من جهة , وبين إرهابيين يشنون هجمات ومفسدين يعبثون بعمليات الانترنت من جهة أخرى , وعلى هذا القاع من الرقعة فان القوة مشتتة على نطاق واسع ) بحيث يستحيل على تلك الحكومات العالمية ومهما وصلت بها القوة من احتواء تلك الظواهر والمشاكل السياسية الدولية , فالدول الكبرى بوجه عام والولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص (تنقصها الشروط المسبقة دوليا ومحليا لحل صراعات هي من الشؤون الداخلية للمجتمعات الأخرى
2- أمثلة علي المظاهر والمتغيرات السياسية الحديثة :
ولنبدأ أولا بأكبر وأهم تلك التحولات السياسية وهي قضية " مكافحة الإرهاب " ولنأخذ مثال على ذلك تصرف الحكومة الاميركية من الناحيتين الأمنية والأخلاقية مع هذه القضية من حيث التشدد وتحجيم الحريات الشخصية والاعتقالات غير القانونية والتصنت على الآخرين وغيرها من أساليب المعالجات الأمنية المتصلبة , والتي أساءت كثير إلى شعوب الكثير من الدول في كل أنحاء العالم وخصوصا الدول العربية والإسلامية , وفيما يمكن أن نطلق عليه بأكبر حملة انتهاكات للحريات الشخصية شهدتها البشرية , ونستدل في هذا الخصوص على ما قاله الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر في كتابه " Our endangered values, America s Moral Crisis " " قيمنا المعرضة للخطر , أزمة أميركا الأخلاقية " حيث وضح من أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر كانت اكبر ذريعة للقيادات الأصولية الاميركية والتي اسماها بالمحافظين الجدد من اجل انتهاك تلك الحريات الإنسانية والقانونية والتي كفلها الدستور الاميركي منذ القديم .
حيث يقول الرئيس الاميركي جيمي كارتر في هذا الجانب الأخلاقي لأزمة العلاقات الدولية من أنه و( في أعقاب الهجمات سارعت الأجهزة الأميركية إلى اعتقال 1200 شخص بريئ في الأراضي الأميركية معظمهم من العرب والمسلمين دون توجيه اتهامات لهم ودون أن يكون لهم أي علاقة بأنشطة إجرامية أو إرهابية , لقد حرمتهم من الحصول على النصيحة القانونية ، وأجبرت بعضهم على مغادرة أميركا , ولكي تبرر هذه الإجراءات سارعت الإدارة إلى فرض قانون الحماية الوطنية الذي يعتبره كثيرون انتقاصا للحريات المدنية 00 و يرى كارتر أن هذا التوجه بات يهدد الفصل بين السلطات الثلاث في الولايات المتحدة : السياسية والتشريعية والقضائية كما يهدد صورة الولايات المتحدة خارجيا ، بسبب ما يتبناه المتشددون من أطروحات لا تعبأ بالقانون الدولي وتفضل المصالح "الاستعمارية" على المصالح الوطنية).
المثال الآخر والذي يوضح صورة الإساءة إلى مفهوم العلاقات الدولية بسبب تلك العوامل والمظاهر السياسية ولكن بشكل اقل عن مفهوم الإرهاب هو سوء استغلال مفهوم العولمة بجميع أشكالها العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية00 الخ , بحيث قامت العديد من دول العالم وخصوصا الكبرى منها إلى اختراق خصوصيات المجتمعات التقليدية وضخ بعض المفاهيم السيئة والأخلاق المنحلة كوسيلة منها لتحويل تلك المجتمعات إلى ثقافاتها ومفاهيمها الغربية وبالقوة , أو كوسيلة غير مباشرة منها لتحطيم القيم والمثل الدينية والاجتماعية والثقافية لتلك الدول وذلك بهدف الإطاحة بأفكار وسياسات تلك الحكومات , وبشكل أو بآخر فقد شجعت العولمة على انتهاك بعض الخصوصيات وسيادة بعض الدول والشعوب في الشرق الأوسط على سبيل المثال , مما ترتب عليه ظهور ردود أفعال معارضة لتلك المفاهيم الغربية , وبالتالي صدامات داخلية كان السبب فيها " الحرب الثقافية " والفكرية كامتداد لمفهوم العولمة , ( ففي مجتمعات أخرى كإيران وأفغانستان والسودان فإن الجماعات المحافظة تقاوم العولمة بقوة , بل بعنف , إذ أن ردود الفعل على العولمة تساعد على استثارة النزعة الأصولية ) , ولكن وكما تم استغلال تلك الظاهرة العالمية للإساءة لمفهوم العلاقات بين الدول والشعوب , فقد كان للعولمة دور إيجابي كبير لا نستطيع تغافله مطلقا , فقد كانت السبب للانفتاح الحضاري على الآخر , ووسيلة للتقريب بين الأمم والشعوب , وبالتالي فقد كان وسيلة لحسن إدارة العلاقات الدولية في جل دول العالم , فهناك عدة بلدان في آسيا الشرقية - على سبيل المثال - كانت أوضاعها سيئة على نحو مماثل , فاستخدمت شبكات العولمة لزيادة ثرواتها ومكانتها في الاقتصاد العالمي , ومن الصعب العثور على أي بلدان ازدهرت بينما كانت منغلقة على نفسها وبمعزل عن العولمة .
الخاتمة :
فإن ( علينا أن نحشد ائتلافات دولية لمواجهة التهديدات والتحديات المشتركة , وسوف يتعين علينا أن نتعلم كيف نتشارك , وكذلك كيف نقود بطريقة أفضل ) هذا العالم من اجل تحسين العلاقات العامة بمختلف جوانبها بين الأمم والشعوب , وإلا فان النتائج التي ستترتب على انهيار تلك المفاهيم الأخلاقية للسياسة الدولية بسبب تلك المتغيرات والظواهر السياسية ستكون وخيمة وخصوصا على مستوى العلاقات الدولية بين الدول , ففي حقيقة الأمر لا تكمن المشكلة في تصدير تلك المفاهيم والظواهر السياسية كأداة او كفكر جيوبوليتيكي يستعمر الخارطة السياسية الدولية , بل تكمن في طريقة إدارة تلك الأداة او الظاهرة من خلال المستغلين لها من الدول والحكومات والأفراد في مختلف أرجاء الأرض , فقوانين الهجرة وحق اللجوء السياسي والتدخل في الانتخابات والخطابات السياسية والدينية والخلافات الحدودية لا تتعدى كونها وسيلة وأداة من الأدوات السياسية التي ربما يتم استغلالها بشكل سلبي او ايجابي في توطيد او تهييج العلاقات الدولية.
من مصادر الدراسة:
• سمعان بطرس: العلاقات السياسية الدولية في القرن العشرين ـ مكتبة الأنجلو المصرية- الطبعة الثانية – 1980م.
• حكمت فريحات: السياسة الفرنسية تجاه الثورة العربية ـ دار الراتب الجامعية الأردن ـ بدون تاريخ.
• أمين سعيد: الثورة العربية الكبرى ـ مكتبة مدبولي ـ القاهرة ـ بدون تاريخ.
• مجموعة مؤلفين: دراسات تاريخية في النهضة العربية الحديثة ـ دار اقرأ ـ بيروت ـ الطبعة الثانية ـ 1404هـ=1984.
• (مالكولم – نشؤ الشرق الأدني الحديث 1792-1923 م/ ترجمة خالد الجبيلي ملخص من قبل الباحث لصفحات الكتاب من 237-269 )
• الميداني , عبد الرحمن , اجنحة المكر الثلاثة.
• تاريخ العرب والعالم فى القرن العشرين مقرر الثاني عشر فى مدارس السلطة الفلسطينية .
• مواقع http://al-ahaly.com/index.htm . .
• سمعان بطرس: العلاقات السياسية الدولية في القرن العشرين ـ مكتبة الأنجلو المصرية- الطبعة الثانية – 1980م.
• مقرر الثانوية العامة فى فلسطين "تاريخ العالم الحديث والمعاصر" .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المظاهر الاستعمارية و العلاقات الدولية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محكمة العدل الدولية
» المنظمات أو الوكالات الدولية المتخصة
» سادسا: مشاريع هيرتسل الاستعمارية
» الأحلاف الدولية
» المنظمات الدولية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى التعليم والثقافة-
انتقل الى: