ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 قصة النكسة (من مبحثين المبحث الاول)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

قصة النكسة (من مبحثين المبحث الاول) Empty
مُساهمةموضوع: قصة النكسة (من مبحثين المبحث الاول)   قصة النكسة (من مبحثين المبحث الاول) Emptyالإثنين ديسمبر 06, 2010 2:48 pm

قصة النكسة (من مبحثين المبحث الاول) D0th0-M5PB_963115030

قصة النكسة (من مبحثين المبحث الاول)
لا يمكننا التصدى لقراءة حرب أكتوبر العظيمة , ببداية أحداثها باعتبارها نقطة البدء ,
لأن حرب أكتوبر كانت ـ ولا زالت ـ مجرد حلقة من حلقات الصراع الساخن بيننا وبين الغرب ,
وهذا الصراع الساخن مر بمراحل متفاوتة عبر التاريخ جنبا إلى جنب مع الصراع الثقافي والصراع الإجتماعى فيما يمكن أن نسميه بالصراع الإستراتيجى بين الإسلام والغرب ,
وقد بدأت المواجهات الساخنة المعاصرة بحرب 1948 م ,
وتكونت حلقات هذا الصراع فيما بعد لتفضي إلى حرب العدوان الثلاثي عام 1956 م وحرب يونيو1967 وحرب أكتوبر 1973 م وهى آخر الحلقات الكبري حتى اليوم ,
لهذا ففهم حرب أكتوبر يستلزم له إدراك جزئية هامة وهى أنها حلقة أو معركة فى حرب ساخنة طويلة المدى بدأت سخونة الصراع فيها قديما بالحملات الصليبية حتى تكونت الحلقات المعاصرة بحروب ما يسمى بالصراع العربي ـ الإسرائيلي والذى هو فى حقيقته صراع إسلامى ـ غربي
وهى الحقيقة التي تمكن الغرب من تغييبها بواسطة بعض كُتابنا ومفكرينا ممن استنسخوا الثقافة الغربية وجلبوها بنصرة الإعلام الموجه لتقلب الصراع إلى حوار حضارات مزعوم !
فلم يدخل الغرب علينا بالحوار
بل دخل بالسلاح والفتن وسياسة ( فرق تسد )
والذى يريد أن يقرأ أكتوبر ويقرأ فيها ويفهم معجزتها ويستخرج الفائدة الحقيقية منها ..
لابد له أن يراجع أولا أساليب الصراع العسكري الحديث منذ عام 1948 م وحتى أكتوبر , ويستفيض فى التركيز على الحلقة الثالثة ـ المرتبطة ارتباطا مباشرا بأكتوبر ـ وهى معركة يونيو 1967 م ,
لأن المعركتان كانتا عبارة عن وجهين متناقضين لعملة واحدة ,
وفهم أحداث التاريخ ـ لكى لا تتكرر الأخطاء ـ يقتضي تدارس أسباب القصور ومسبباته فى حرب يونيو والإطلاع الواعى عليها فى سائر المجالات عسكريا واجتماعيا وسياسيا للوقوف على الدروس المستفادة التى أنجبت الحلقة الرابعة من حلقات الصراع وهى حرب أكتوبر المجيدة ,
وقبل هذا وبعده ..
فالذى يريد فهم حقائق الصراع الساخن ومراحله الحديثة المتمثلة فى الحروب العربية ـ الإسرائيلية ,
لابد له أن يشمل بنظرته جوانب الصراع الإستراتيجى بيننا وبين الغرب ,
فالمواجهة بيننا وبين إسرائيل لم تكن أبدا مواجهة محدودة بإسرائيل وحدها ,
بل كانت إسرائيل ولا زالت مجرد أداة من أدوات الصراع وتمثل قوة الغرب فى حربه ضد الحضارة الإسلامية فى المنطقة العربية ,
كذلك فإن المواجهة بيننا وبين الغرب ولم تكن مواجهة مسلحة فى صراع ساخن فحسب ,
بل إن المواجهات الساخنة صاحبتها ومشت معها مواجهات حرب باردة أيضا شملت بجوانبها صراعات حضارية إجتماعية وسياسية واقتصادية وفكرية ,
ولتلخيص هذا كله .. نقول ..
إنه من أسباب القصور الشديد فى التفكير أن نتدارس المواجهات العسكرية باعتبارها لب الصراع وجوهره الوحيد ,
بل يجب أن نشمل بالمعالجة والدراسة قصة المواجهة الشاملة بيننا وبين الغرب ,
والأهم من هذا وذاك :
أن نتيقن أن إسرائيل ليست طرفا مواجها فى صراع ,
بل هى مخلب القط ,
والمخلب وراءه يد مليئة بالمخالب
واليد ورائها جسم القط وعقله الذى يدير به الصراع ,
فإذا تم التركيز على المخلب الظاهر وحده ـ وهو إسرائيل ـ فمعنى هذا أننا سنظل إلى الأبد نحاول تدمير هذا المخلب بلا فائدة , لأن الصراع أكبر من هذه الأداة البسيطة ,
وحتى لو سلمنا جدلا بأنه يمكننا تدمير المخلب فلا يعتبر هذا نصرا من أى وجه من الوجوه ,
فالمخلب المدمر له بدائل متعددة متمثلة فى عشرات المخالب الأخرى ,
ووراء كل هذا جسم كامل يمتلك من أسباب الحياة ما يؤهله لإنتاج عشرات المخالب بعشرات الوجوه ليستمر النصر حليفا للغرب فى مواجهة الأمة الإسلامية التى تتعامل مع الصراع بمحدودية تفكير لا مزيد عليها ,
وفى هذا الشأن يقول مفكرنا الكبير الدكتور عبد الله النفيسي[1] :
( إن إسرائيل هى المرحلة الخامسة من مراحل الصراع بيننا وبين الغرب ـ فلا تصدقوا أن إسرائيل دولة مستقلة يساندها الغرب مجرد مساندة لكسب المصالح ـ
بل هى الذراع الطويلة التى يستخدمها الغرب لمحاربتنا وهى مجرد أداة وهراوة تستجيب للأوامر
فالغرب هو الذى أنشأ إسرائيل فى المفصل بين مصر والشام وهو الذى أمدها بأسباب الحياة , وإسرائيل لا تستطيع العيش بعيدا عن الغرب ولو رفع الغرب يده عنها لذبل هذا الكيان الصهيونى
ويتحدث أيضا عن المراحل السابقة لحرب الغرب على الإسلام والتى تمثلت أولا فى الصراع العسكري المسلح بالحملات الصليبية التى فشلت عندما كانت دولة الإسلام تدرك أين حقيقة قوتها المبنية على وحدتها الإسلامية ,
وتلتها الحملات العسكرية فى الصراع الحديث التى قوضت الخلافة كهدف أول لها فى كسب الصراع ,
ونجحت فى ذلك ,
ثم قامت بتقسيم وترسيم الحدود بين أبناء المنطقة العربية التى ما شهدت عبر التاريخ ترسيما للحدود يقسمها إلى شظايا جغرافية تفصل بين أبناء الوطن الواحد والدين والحضارة الواحدة بعد أن كان العالم العربي الإسلامى من المحيط إلى الخليج أرضا واحدة لشعب متحد على التوحيد ,
ثم جاءت المرحلة التالية بغرس الفكر الغربي القومى العنصري فى أذهان بعض المتغربين وأنصار التوجه نحو المذاهب الإنسانية المختلقة ,
وهؤلاء هم الذين حظوا برعاية الغرب وبسط لهم قوة الإعلام وآلته الجبارة ليمسخ عقولهم ويمحو منها أى انتماء للإسلام والحضارة الإسلامية ويدمغها بطابع التخلف ليتسنى للغرب استخدام هؤلاء المفكرين فى تقويض المجتمع الإسلامى من داخله عن طريق ضرب العلاقة بين المسلمين والإسلام ,
وقد تمكن من السيطرة على مفكري المذاهب الإنسانية بأساليب بالغة التعقيد ,
فمنهم من استقطبه بعمالة صريحة وواضحة , مثل على سالم وفرج فودة ومحمد خلف الله وغيرهم في العصر الحديث
وأغلبهم تم استقطابهم عن طريق الإيقاع النفسي المتمثل في المدح والتقدير المبالغ فيه والجوائز العريضة ذات المسميات الشهيرة التي يتم منحها لهؤلاء المفكرين وتصويرهم في الإعلام الغربي الجبار باعتبارهم أساطير تمشي على الأرض !
وبالطبع كلما كانت مساهمات هؤلاء المفكرين تحمل طعنا في ثوابت الإسلام الرئيسية كلما كان احتفاء الغرب أوفر وأقدر , وهؤلاء منذ مطلع القرن العشرين وهم يملئون الساحة في مصر وتقترن أسماؤهم بألفاظ وألقاب التفخيم والتعظيم بشكل مذهل ,
مثل طه حسين ـ قبل تراجعه عن أفكاره قبل وفاته ـ ومثل أحمد لطفي السيد وسلامة موسي وغيرهم عشرات من مفكرى اليسار الماركسي والعلمانية والفلسفة الوجودية
وهذا هو المخطط البريطانى الشهير الذى نجح الإستعمار فى تطبيقه مصداقا للحقيقة التى عبر عنها المندوب البريطانى فى العراق عندما قال :
( إننا لن نستطيع السيطرة عليهم فى وجود هذا القرآن )
وقد كان ..
نجح الغرب فى تصدير أفكاره إلى رعاة الرأى العام من المفكرين ودفعهم إلى التوجه للمذاهب الإنسانية واعتبار القرآن والسنة والحضارة الإسلامية تاريخا غير مُلزم ولا يناسب التوجه العصرانى الحديث
فظهر مبشرو العلمانية والشيوعية والوجودية والقومية ,
وهى كلها مذاهب تتفق ـ على اختلافها الظاهرى ـ فى مبدأ واحد
وهو ضرب الإنتماء للثقافة الإسلامية وضرب الإيمان بأن دين الإسلام منهج سماوى كامل لسائر جوانب الحياة والإكتفاء بحصر الدين ومبادئ الدين فى دور العبادة فقط !

ثم جاءت المرحلة الأخيرة من مراحل الصراع وهى غرس الكيان الصهيونى فى قلب الأمة العربية الإسلامية وتحديدا فى المفصل الشامى المصري لمنع أى اتحاد بين مصر والشام بعد أن ذاق الغرب الويلات من اتحادهما القديم ,
وهذه الفكرة الرهيبة ـ فكرة الفصل بجسم غريب بين مصر والشام ـ ابتكرها نابليون بونابرت وسعى لتنفيذها فعلا فى حملته على مصر والشام , وجاءت من بعده السلطات البريطانية فوضعت الفكرة موضع التنفيذ[1]
ومع ابتداء حركات التحرر الوطنى بالإنقلابات العسكرية , والتى بدأت في مصر عام 1952 ,
بدأت عهود الحكم الديكتاتورى المطلق القائم على القوة العسكرية الجبرية والحكم الفردى والحكومات البوليسية , وانتهى العصر الدستورى القائم على المشاركة الشعبية والثورات الجماهيرية الحقيقية التي تمثلت في ثورة 1919 م مثلا
ومع بداية هذا النوع من الحكم انتهى عمليا دور الجماهير والمفكرين والمثقفين ليخلو الجو لمفكرى ومثقفي السلطة وتدور الأوطان في فلك شخص واحد يمثل النظام ,
وبالتالى أصبحت السيطرة على شخص الحاكم بأى وسيلة تعنى مباشرة السيطرة على بلاده بأكملها لأن الصورة القديمة التي كانت تعتمد على جمهور واع يجبر حكامه على الإلتزام بالخط الوطنى برقابة شعبية فاعلة ,
هذه الصورة أصبحت في ذمة التاريخ عمليا
وليس من الضرورى أن يتجه الغرب لتجنيد الحكام تجنيدا مباشرا للسيطرة ,
بل تعددت الأساليب التي يتمكن بها الغرب من بسط النفوذ المطلق على أوطاننا بالسيطرة على الحكام ـ حتى الوطنيين منهم ـ بإدارة سياسية للصراع تعتمد اعتمادا تاما على أن الحاكم في أى قطر عربي هو موطن تركيز القوة ,
وبالتالى فهزيمته أو خداعه أو توجيهه يصبح أمرا أيسر بكثير من ممارسة هذه السيطرة على الشعوب إذا كانت شعوبا حرة ديمقراطية تتحكم في حكامها وتراقبهم
ولهذا مثلا سقط حكام وطنيون في شبكة الغرب دون أن يبذل الغرب جهدا لاستمالتهم بدافع الخيانة ,
بل على العكس استغل وطنيتهم التي اقترنت بصفات الأنا والإنفراد بالذات في تحقيق أهدافه كاملة
ولعل أبرز الأمثلة الحديثة صدام حسين الذى ركزت عليه الولايات المتحدة حربا نفسية ماهرة وأوحت له عبر مخطط مرسوم باجتياح الكويت وتلقي من الإدارة الأمريكية تنويها عابرا أن الولايات المتحدة لا تنوى التدخل في أى خلافات عربية ـ عربية
وتم المراد واجتاح صدام الكويت تحت رقابة وتشجيع الولايات المتحدة التي كانت تراقب التحركات العراقية رقابة تامة إلى الحد الذى سمح لها أن تنقذ العائلة الحاكمة في الكويت بالوقت المناسب وتنقلهم للسعودية قبيل الغزو مباشرة ! [2]
دون أن يتساءل صدام حسين أو يكتشف اللعبة ودون أن يكتشفها حتى بقية الحكام العرب , وأولهم أمراء الكويت الذين أنقذتهم الفرقة الأمريكية بشكل يشي بأنها كانت تعلم التفاصيل الكاملة للغزو
فلماذا لم تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر ـ لو كانت النوايا مخلصة ـ لمنع صدام من الغزو
ولماذا كان الصوت الأمريكى غائبا تماما عن ساحة الصراع على النفط بين العراق والكويت ولم تتدخل السياسة الأمريكية في الأمر ولو بتصريح واحد !!
بينما عندما وقع الغزو فعلا ,
لم نجد الحضور الأمريكى يقتصر على الصوت أو التصريحات فقط ,
بل قامت العاصفة الأمريكية في المنطقة وبسرعة محمومة لتقلع القوات الأمريكية إلى المنطقة وتحتل أماكن شاسعة كقواعد عسكرية دائمة قرب مناطق النفط ,
وفق ما كانت تخطط له من البداية عن طريق استخدام صدام حسين لتحقيق الذريعة الكافية ,
ونفذها صدام حسين بشكل تام الدقة وبأفضل مما يفعله أى عميل مأجور يؤدى دورا مرسوما له
رغم أنه كان مثالا في وطنيته !
فهذه اللعبة مع صدام حسين ما كانت لتنجح لولا أن النظام العراقي ـ والعربي بشكل عام ـ منذ مطلع الثورة المصرية لم يتحول إلى النظام الأتوقراطى ( نظام ما هو أقوى من الديكتاتورية حيث أن الأوتوقراطية معناها تعلق الحكم بشخص واحد يملك كافة شئون الحكم , ويكون شخص الحاكم هو نفسه النظام , بينما الديكتاتورية هى تسلط نظام حكم متعدد الأشخاص في الحكم الجبري على الشعوب )
وهكذا ..
عندما بزغت بوادر الحكم العسكري في مصر وقامت مصر بتصدير هذا النمط لدول الجوار العربي
وجد الغرب أن الفرصة جاءته على طبق من فضة دون أى مجهود ,
ذلك أن الثورة المصرية بعد أن صعد إلى سدتها جمال عبد الناصر وتمكن من إزاحة محمد نجيب , قام بتحقيق هذا الهدف ـ دون أن يدرى ـ عندما اعتمد التوجه القومى والقومية العربية كأساس للتوحد بين أبناء المنطقة العربية
وتم استبعاد الإسلام كرابط مشترك من عوامل الصراع نهائيا
وليت أن الأمر اقتصر على الإستبعاد ,
فقد جاءت القومية بحرب فكرية عنيفة ضد التوجه الإسلامى لمنع ظهوره لما يمثله من خطورة تقضي على دعاوى القومية باعتبار أن الإسلام نبذ التعصب للعرق والجنس نبذا تاما ,
والأهم ..
أن الإسلام قائم على الشورى ورفض تسلط الفرد وعلى العدالة التامة بين الحكام والمحكومين مما يمثل خطورة بالغة على أى نظام حكم متسلط
فخاضت السلطة في مصر حربا عنيفة ضد الثقافة الإسلامية والإنتماء للإسلام وتم إعادة اختراع التاريخ على أساس قومى يجمع العرب وحدهم في الصراع مع الغرب
ثم ضاق الصراع أكثر ليخرج للوجود مصطلح بالغ الخطورة وهو مصطلح ( الصراع العربي ـ الإسرائيلي )
وهذا المصطلح تمكن من تحقيق أكبر أهداف الغرب دون أن يطلق طلقة واحدة !!
فقد تم استبعاد الشعوب الإسلامية من رابطة الصراع ضد الصهيونية رغم أن أساس الصراع هو أساس دينى في المقام الأول لأن الدولة اليهودية قامت أصلا على هذا الأساس ,
بالإضافة إلى أن القدس ـ وهو الحرم الإسلامى الثالث ـ يربط القضية بالمسلمين ارتباطا عضويا لا مجرد ارتباط شكلى كما نجم عن تيار القومية وأصبحت العلاقة بين العرب القوميين وبين الدول الإسلامية عبارة عن علاقة ظاهرية بين أقطار لا يجمعها جامع إلا الدين !
وهو رابط ـ وفق التوجه القومى ـ لا يمنح الدول الإسلامية دورا في هذا الصراع من الأصل
بخلاف أن التيار القومى جعل الصراع مع إسرائيل حصرا ,
ولم تصبح المواجهة مع الغرب إلا مواجهة الداعم لإسرائيل , مجرد داعم يمكن استقطابه أو تحييده لا طرفا أصيلا في المعركة
أما الطرف الحقيقي في الصراع فأصبح الدولة اليهودية ,
وهذا الأمر كانت له أخطر الآثار إذ أن العلاقة العربية ـ الغربية لم تصبح علاقة صراع وعلى قدم المساواة في المواجهة مع إسرائيل بل أصبحت قضية صراع سياسي يقبل الحلول السياسية ولا يجد تناقضا بين أن تكون لنا أقوى العلاقات مع دول الغرب باعتبار أنهم طرف ثالث محايد أو شبه محايد !
وهكذا رتع الغرب ممثلا في أوربا والولايات المتحدة بين عناصر الثروة العربية واستبدل الغرب الإحتلال العسكري بالإحتلال الفكري والإقتصادى والسياسي
والأثر التطبيقي المباشر لهذا الأمر ,
هو اعتبار الولايات المتحدة مجرد طرف يميل بمصالحه إلى إسرائيل ,
وعليه ظهرت بعض وجهات النظر الخيالية التي تقول بإمكانية تحييد الولايات المتحدة عن الصراع مع إسرائيل أو استقطابها لصالحنا دون أن يدرك القوميون المغيبون أن أصل المواجهة هى مواجهة مع الولايات المتحدة كممثلة للغرب وليست مواجهة مع إسرائيل !!
وعليه ..
بدأت علاقة عبد الناصر رائد القومية العربية بعلاقة حميمية وحسنة مع الطرف الأمريكى في بداية الأمر ,
وسعت مصر في قيادتها الجديدة إلى اكتساب الولايات المتحدة !
لا سيما بعد أن انحازت السياسة الأمريكية إلى مصر فقامت بحماية الثورة الوليدة من التدخل البريطانى , وكان التدخل البريطانى عن طريق قواته في القناة والبالغة 80 ألف جندى كفيلة بالقضاء على النظام الجديد في ساعات ,
لولا أن مد النظام الجديد علاقته مع الولايات المتحدة عن طريق علىّ صبري الذى قابل الملحق الجوى الأمريكى وشرح أهداف الثورة وأنها لا تهدف للمساس بمصالح الأجانب في مصر ,
ونظرا لأن الصراع الغربي بين الحيتان كان مشتعلا , وكانت الولايات المتحدة تتطلع في طمع إلى تركة البريطانيين , فقد تدخل الأمريكيون لحماية الثورة الوليدة
وبالفعل لم يتدخل البريطانيون لتنفيذ الخطة ( روديو ) والذي حصلت على موافقة رئيس الوزراء البريطانى وينستون تشرشل وكان الغرض منها استغلال أزمة الخلافات والتدخل في مصر عسكريا وإعادة احتلال القاهرة والدلتا
كما تدخلت الولايات المتحدة في صراع مجلس قيادة الثورة مع محمد نجيب إلى جوار عبد الناصر على نحو ما ورد في مذكرات أحد أبرز قادة ثورة يوليو وهو خالد محيي الدين !
ثم كانت الخاتمة بتدخل الولايات المتحدة لصالح مصر في حرب العدوان الثلاثي وتمكنت من رد الإعتداء ووقف احتلال بريطانيا وفرنسا لمصر في مقابل اتفاقية بين جمال عبد الناصر وأيزنهاور يضمن فيها أيزنهاور لإسرائيل حرية الملاحة في خليج العقبة وعدم تدخل مصر عسكريا بأى عمل ضد إسرائيل لمدة عشر سنوات تمهيدا لاتفاقية سلام نهائية ! [1]
وتم تنفيذ الإتفاق كاملا ..
وتجمد الصراع مع إسرائيل لعشر سنوات تمتعت فيها إسرائيل بالحماية في وجود قوات الطوارئ الدولية بينها وبين مصر , وتمتعت كذلك بحرية الملاحة في خليج العقبة ووجود قوات الطوارئ في قلب سيناء عند شرم الشيخ ! بالإضافة لنقاط الحدود الدولية
وهذه الأمور ما كان لها أن تحدث لو كان الأساس الذى يحكم عبد الناصر هو الأساس التاريخى والحضاري المعتمد على معادلة الإسلام والصراع المستميت بينه وبين الغرب ,
ذلك لأن التوجه القومى قفز فوق التاريخ وطمس حقائق المواجهة واعتبرها من منتجات المتاحف وظن بنفسه القدرة على إنشاء علاقات وطيدة بالغرب ممثلا في أكبر طغاته الجدد .. الولايات المتحدة الأمريكية
بينما كان التوجه الإسلامى المستند إلى حقائق التاريخ يمنح معتنقيه إيمانا كاملا بأن الصراع مع الغرب هو المعادلة التي لا تنتهى وأنها مستمرة إلى قيام الساعة
ثم أعادت الولايات المتحدة النظر إلى العلاقة بعد أن استدعى عبد الناصر النفوذ السوفياتى للمنطقة
مما استدعى معه إعادة النظر في نظام عبد الناصر القومى الذى أخذ الجانب السوفياتى كاملا في المجالات السياسية والإقتصادية والعسكرية ,
فأصبحت مصر شيوعية السياسة والإقتصاد , ولكن بعد تخفيف وقع الشيوعية بمسمى آخر لا يغير شيئا من المضمون وهو مسمى الإشتراكية !
واستخدم عبد الناصر الجهاز الإعلامى المنفرد لفرض التغيير على عقيدة الشعب إجتماعيا ودينيا وثقافيا ,
وكتم أى صوت مخالف ليتمكن من فرض هذا التغيير !
عن طريق فرض التأميم على الصحف وضرب معاقل الفكر الإسلامى والسيطرة على مؤسسة الأزهر سيطرة تامة بقانون إصلاح الأزهر ثم السيطرة العسكرية على البلاد بقبضة حديدية ليتغنى الشعب ببستان الإشتراكية !
وأصبح الحديث في الخطب الرنانة يتحدث ( باسم الأمة ) و ( باسم الشعب ) !!
واختفت بسم الله من الخطاب الرسمى إلا على سبيل البركة ودفع الحرج !
وحل ( الميثاق) محل القرآن وأصبح الميثاق ( وهو كتاب يحتوى ما يسمى بالمبادئ الإشتراكية كتبه محمد حسنين هيكل رائد التنظير لعصر عبد الناصر ) أصبح هو المرجعية وهو الدليل
وحلت كلمات مثل ( القومية ـ التقدمية ) محل التوجه والإنتماء الإسلامى !
وأصبح ( الإتحاد القومى ) الذى تغير إلى ( الإتحاد الإشتراكى ) هو القبلة الجديدة التي يجب أن يتبرك بها المواطنون من تحالف قوى الشعب العامل ضد الإمبرالية والإستعمار !
وأصبح الدين ـ كما عبر عنه محمد حسنين هيكل ـ عبارة عن شيئ في الضمير وليس من الضرورى أن يُتخذ أساسا لأى إدارة في أى شأن من شئون الوطن
وعمت الصراعات المستحيلة في المنطقة العربية بين التوجه القومى الذى تمثله مصر وبين الدول الملكية القديمة التي رأت في الملكية عالم من الرجعية ,
واتخذ الصراع جانبا دمويا ولم يقتصر على الشتائم المتبادلة في الصحف أو الإذاعات , والتى كانت بحق ملهاة مضحكة في العالم كله على العلاقات العربية التي تدعى التضامن
وتورطت مصر بجيشها في اليمن لمحاربة قوات الملكية التي تدعمها السعودية هناك ,
لتصبح المعركة الهجومية الوحيدة التي خاضها الجيش المصري في عصر عبد الناصر ضد السعودية !
وكانت بريطانيا هى الداعم الأكبر لهذا التوريط وهى التي تولت استقطاب عشرات الآلاف من المرتزقة ليحاربوا الجيش المصري في اليمن بحرب العصابات التي أفلست الإقتصاد المصري ودفعت بنصف الجيش المصري وقوته الضاربة إلى متاهات الجبال اليمنية ليحارب طواحين الهواء
وسادت ـ بناء على نتائج التيار القومى ـ نظرية تقول أن الطريق إلى القدس يمر ببعض العواصم العربية !
في محاولة لفرض القناعة بأن الصراع الرئيسي ليس صراعا بيننا وبين الغرب أو بيننا وبين إسرائيل بل هو صراع بين التقدمية والرجعية في العالم العربي ويجب أن تسود الوحدة التقدمية بلاد العرب جميعا !!
ثم نلفت بعد ذلك للصراع مع إسرائيل !
حدث كل هذا ..
والغرب يتأمل بسخرية وتأن وهدوء ..
ولا مانع بالطبع من زيادة سخونة الصراع عن طريق استفزاز العرب إعلاميا ليزدادوا تورطا في الصراعات القومية ويصدق الزعماء أنفسهم !
وكانت الكارثة الـمُرة يوم أن صدق زعماء العرب في تلك المرحلة ما يروجونه من شعارات !
فانطلقت التصريحات الخيالية التي تثير الدهشة حقا ,
فقد روجت القيادة المصرية مثلا أن قواتنا هى أقوى قوة ضاربة في الشرق والأوسط , كما تضمنت تصريحات جمال عبد الناصر كثير من العبارات التي تلهب حماس الجماهير وتؤكد زعامته للعالم العربي ويصفق لها المغيبون
فسمعت الجماهير من عبد الناصر عبارة ( أمريكا إن لم يعجبها البحر الأحمر تشرب من البحر الأبيض ! )
وغير ذلك من العبارات التي توهم الجماهير العربية بأن فناء إسرائيل وتدميرها هو أمر رهن الإرادة العربية , وأن جمال عبد الناصر سيلقن الغرب كله ـ وليس إسرائيل فقط ـ درسا قاسيا إذا فكرت في التعرض له ,
ولم تكن غيبة عبد الناصر عن واقع حاله بسبب أنه صدق انتصاره في حرب 1956 م وظن بالفعل أنه انتصر على إنجلترا وفرنسا فحسب
بل كان السبب الرئيسي أن مغامرات عبد الناصر بالتدخل في اليمن والكونغو أغرته بالمزيد , وظن أنه بالفعل قادرا على تحدى القوى العظمى التي باتت تخشي سطوته !
دون أن يدرك للحظة واحدة أن مغامراته كلها تمت بتدبير غربي , على نحو ما فعلت بريطانيا معه في اليمن وكان يسعدها أن ترى القوات المصرية تتضاعف كل يوم في جبال اليمن ,
وعلى نحو ما فعلت معه الولايات المتحدة عندما سمحت له بتفريغ شحنات الإستفزاز عبر خطب رنانة تأكل قلوب الجماهير وتجعلها في قمة السعادة ,
وتركته حتى تمت طبخة يونيو ..
ليصحو على الحقيقة المرة وهى أن الزعيم الذى أرسل جيشه ليحمى الثورة اليمينية ويتدخل في الصراع على السلطة في الكونغو لصالح ( لومومبا ) ويطلق التصريحات الرنانة عن حمايته لثورة العراق وحمايته لسوريا وأن أى اعتداء على أى منهما هو اعتداء على الجمهورية العربية المتحدة , وكل هذا في تهديدات صريحة
هذا الزعيم بكل جلالته تلك اصطاد الإسرائيليون جنوده وسلاح جيشه الذى تكلف المليارات كما يصطادون العصافير !
وظهرت مجلات التايم والنيوزويك وهى تحمل صور مئات الجثث التي نهشتها الكلاب في سيناء , وصور للجنود المصريين بملابسهم الداخلية وهم يفرون من طائرات الهليوكوبتر الإسرائيلية التي كانت تستمتع بمطاردتهم حتى ينهكوا تعبا ,
ثم أعلنت إسرائيل أنها لن تأسر أى جندى مصري بعد أن اكتظت الوحدات الإسرائيلية بمئات وآلاف منهم ولم يعد لمزيد مكان !
ثم أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيحتفظ بالخمسة آلاف أسير المصري ليبادلوهم جميعا بالجندى الإسرائيلي الوحيد الذى أسره المصريون !
وظهرت الإذاعة العبرية بعد إتمام احتلال سيناء والسيطرة على خليج العقبة , بممارسات هدفها شن حرب إذلال حقيقي على الجماهير العربية ,
فكانت تضع صوت عبد الناصر وهو يعلن بقوة ( لن يمر العلم الإسرائيلي من خليج العقبة )
ثم تعقبه ضحكة ساخرة من المذيع الإسرائيلي وهو يقول ( بدون تعليق ! )
وكانت هذه المشاهد هى الرد العملى من الغرب على صراعات عبد الناصر معهم في الخطب الرنانة , فلم يردوا عليه في حينها ولم يكلفوا أنفسهم جهد بذل الصوت , بل تركوه يتوغل ويتمادى أكثر حتى هزم نفسه بنفسه قبل أن يهزمه القتال !

ولابد لنا أن ندرك حقيقة هامة وتاريخية :
أن ضربة صهيون ( الاسم الرسمى لعمليات حرب يونيو ) لم تكن هى السبب في أحداث يونيو ,
فالتدبير الأمريكى ـ الإسرائيلي لم يكن له أن ينجح إلا في هزيمة قواتنا عسكريا في معركة متكافئة ,
لكن ما حدث في يونيو لم يكن هزيمة , لأنه لم تكن هناك حرب في الأصل !
وقد فقدت مصر جيشها هى والأردن وسوريا دون قتال يذكر !
وكانت الأسباب الرئيسية من جانبنا نحن , لأن الأنظمة العربية ـ كما سنرى في التفاصيل ـ هزمت بنفسها وتخلت بنفسها عن أسلحتها المعنوية والحضارية ووقعت في فخ الإستنساخ الغربي ودعاوى القومية التي هدمت جذور العقيدة الإسلامية التي حركت الجبال فيما مضي
والتفت إلى الظواهر بدلا من العمق والعمل الجاد ,
وهذا أمر طبيعى لأن القومية تطلبت أن يسعى كل امرؤ للزعامة , وغاب الإخلاص بغياب الإسلام , وتقاصرت الأوطان وتم اختزالها ,
ودخلت الجماهير العربية دوامة من غيبة الوعى !
وحرص القوميون ـ بحب الذات ـ على تأكيد غياب الوعى فأصبحت الجماهير في الخمسينات والستينيات بالفعل أشبه بقطعان الغنم التي تقودها العصي إلى حيث تريد !
وهذا هو التفسير الوحيد الذى يوضح لنا حقيقة هذا التغييب الذى صدقته الأمة
وانقلب إلى كابوس مرعب بوقوع نكسة يونيو 67

ولم تتعلم الجماهير أو تستعيد ذاكرتها الحضارية الإسلامية لتتعلم كيف تكون الوحدة الحقيقية ؟
والوحدة هى الركيزة الأساسية التي ينبغي أن ينبنى عليها الصراع ,
ولكن أية وحدة يا ترى
هل هى وحدة العرب المبنية على أساس عرقي والتى أطاحت بكل مقدراتنا في القرن العشرين ؟!
أم الوحدة الإسلامية المبنية على حقائق التاريخ البعيد والقريب ؟!
إن إنتقادنا للقومية ليس انتقادا لمبدأ التكاتف وضرورة التوحد في الصراع مع الغرب ,
بل لا زلت أقول أن اتحاد الدول العربية والإسلامية في مواجهتها هو السبيل الوحيد ـ وأكرر الوحيد ـ لتنتهى المواجهة لصالحنا ,
فانتقادنا للقومية لم يكن في هذا السبيل بل كان في طريقة تطبيق القومية لمبدأ الوحدة ,

ما نقوله وقاله علماء المسلمين على اختلاف صنوفهم أن القومية تتخذ من الجنس أساسا للوحدة ,
فتنادى بالوحدة العربية في مواجهة الصراع مع إسرائيل بما مفهومه ( الصراع العربي ـ الإسرائيلي )
وبهذا أخرجت القضية من تصنيفها الأصلي باعتبارها قضية صراع إسلامى ـ صهيونى , أو إسلامى ـ غربي
فالقدس ليست قضية تخص العرب وحدهم أو الفلسطينيين وحدهم كما تردد دعاوى القومية بل هى تخص مجمل الدول الإسلامية التي يعتبر القدس فيها حرما ثالثا ,

نقطة الإنتقاد الثانية ,
هى فشل النظرية القومية عند التطبيق ,.
فهم أرادوا من الجنس أساسا للتوحد يعضده اللغة والتاريخ والتلاصق الجغرافي ,
بينما نجم عن التطبيق أن ظهرت دعاوى القومية الضيقة والنعرات الوطنية التي قسمت المنطقة العربية إلى شظايا جغرافية ,
وهذا أمر طبيعى لأن القومية في طبيعتها تعصب صرف للأرض والعرق ولابد له أن يؤدى في النهاية إلى الفرقة بدلا من أن يؤدى إلى الوحدة ,
ويكفي من مثالب القومية أن القوميون الذين يدعون الإنتصار للوحدة اعتمدوا حدود وخطوط اتفاقية سايكس بيكو التي صنعتها بريطانيا وفرنسا وجعلوها تقسيما معتمدا للحدود بين الدول العربية !
بينما المنطق يقول أن القوميين من المفترض فيهم ألا يعترفوا بوجود هذه الحدود أصلا , لا أن يعترفوا بها وينتصروا لها ويعتمدوا الجامعة العربية كجامعة بين دول مختلفة تسعى للتوحد !
وأخيرا :
اعتماد القومية كأساس للوحدة في المنطقة العربية تسبب في ظهور الظواهر الصوتية والشعارات التي عانينا منها في حقب الخمسينيات والستينات مما أدت في النهاية إلى مزايدات رخيصة تسببت في كارثة 67 ,
وهذا أمر طبيعى
لأن القومية مبنية على أساس عرقي ومصالح دنيوية ,
بينما الأساس الدينى للوحدة ينبذ التعصب ويعتبر الانتصار للجنس أو للأرض جاهلية جديدة ,
ولهذا عندما اتخذت المنطقة العربية قديما دين الإسلام أساسا للوحدة تمكنت من أن تكون قوة عظمى طيلة أربعة عشر قرنا ,

خلاصة القول
أن الوحدة هى أساس الإنتصار الذى لا سبيل دونه ,
لكن المهم هو على أى أساس نبنى هذه الوحدة ,
وما تهدف إليه الدراسة هو إثبات أن اعتماد الإسلام كعامل مشترك للوحدة بين سائر المسلمين هو الطريق الصحيح لا اعتماد العروبة والقومية ,
ويكفي أن توفر لنا الوحدة الإسلامية ما يلي ,
أولا : قيام الوحدة الإسلامية على أساس إسلامى صحيح أمر ثابت ونظرية أثبتت نجاحها على مدى ثلاثة عشر قرنا بينما فشلت القومية فشلا ذريعا في التطبيق ,

ثانيا : تقوم الوحدة الإسلامية على أساس إخلاص العمل لله والجهاد في سبيله وهى بذلك تضمن الصدق في القول والعمل وبذل الجهد الأقصي في مقابل القدر الأدنى من الكلام ,
كما أنها ـ وهو الأهم ـ تعتمد على بذل النفس في سبيل الله دون انتظار عائد مادى أو معنوى ودون بحث عن الزعامة أو الأدوار السياسية ,
بينما تعتمد القومية على الإنتصار للأشخاص والمذاهب الإنسانية وبهذا يغيب منها الصدق وتقع في مبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة ) لأن أساس القومية قائم على أساس العمل الدنيوى
وباستبعاد الدين تم استبعاد الإخلاص تلقائيا !
لأن الإخلاص معناه العمل دون انتظار أجر في انتظار ثواب الآخرة , فإذا غاب ثواب الآخرة يصبح الثواب الدنيوى هو الهدف وإلا أصبح العمل غير ذى معنى

ثالثا : نجحت الوحدة الإسلامية في احتواء الأقليات داخلها وتمكنت الخلافة الإسلامية من استيعاب الأقليات الدينية دون أن يكون لها تأثير سلبي على دولة الخلافة , لما يحمله الإسلام من صدر رحب بالأديان السماوية فعاش النصاري واليهود تحت ظل دول الخلافة المتوالية بلا أى اضطهاد عرقي
وعلاقة المسلمين تحت مظلة الخلافة بغيرهم من أهل الملل الأخرى كاليهود والنصاري .. معلوم من الدين بالضرورة حيث تشهد صفحات التاريخ للمسلمين أنهم كانوا أشد الناس حرصا على أهل الذمة ولم يتمتع اليهود والنصاري تحت الحكم الرومانى بحرية دينية كتلك التي تمتعوا بها تحت حكم الإسلام بدليل أن النصاري من أهل مصر والشام كانوا صفا واحدا مع المسلمين في مواجهة الحملات الصليبية الغربية رغم كونها حملت شعار الصليب
فالعلاقة بين المسلمين وبين الملل هى العلاقة المعروفة باسم أحكام أهل الذمة وهى متواترة الذكر في سائر كتب الفقه تحمل مدى سماحة الإسلام مع المخالفين في العقيدة طالما كانوا من غير أهل الحرب
ويكفينا للتدليل على ذلك رفض عمر بن الخطاب للصلاة في الكنيسة عند افتتاحه لبيت المقدس حتى لا يتصور أحد من الحكام بعده أن الإعتداء على أرض وكنائس النصاري وإيذاء مشاعرهم جائزا في الإسلام وهو تطبيق عملى للنهى والوعيد الشديد الذى توعد به النبي عليه الصلاة والسلام من خالف وصيته في أهل الذمة ..
بينما فشلت القومية في استيعاب غير العرب من الدول الإسلامية رغم أن القضية بالأصل هى قضية القدس وليست مجرد قضية أرض محتلة

رابعا : نجحت الوحدة الإسلامية في الحفاظ على أراضي المسلمين لأن مبدأ الإسلام يقوم على أن أرض المسلمين كلها واحدة يقع عبء تحريرها على سائر المسلمين كواجب شرعي غير قابل للنقض
بينما القومية جعلت لكل دولة عربية أرض مستقلة مسئولة عنها حكومتها وبقية الدول عليها المعاونة النسبية فقط دون أن يكون الصراع يخصها بشكل مباشر
ماذا يعنى غياب البعد الدينى عن الطرف العربي
لم نعان فى العالم العربي بصفته الرافد الأصلي للعالم الإسلامي قدر ما عانينا من أبواق الغرب الفكرية التى مسخت معظم التوجهات الدينية عبر تيارات مختلفة , وأحيانا مختلقة لمحو فكرة أن الغرب به ترصد للإسلام !
ورغم الشواهد التى كشفت عن نفسها فى إدارة الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية والتى أفسحت المجال لتقديم دليل قطعى على أن الغرب يستهدف الإسلام قبل الأرض ــ عبر تصريحه بالحرب الصليبية التى نفذها فعلا ــ إلا أن نفس الأبواق لا زالت تكرر أن المسلمين بهم عقدة اضطهاد !
ولست أدرى هل ينتظر أولئك المتعالمون بخفايا الأمور أدلة أكثر من التاريخ والحاضر والكتابات الفكرية والأعمال السياسية إضافة للعقل ـ كلها تقر بوجود هذا الترصد ــ حتى يعترفوا به !
فمن ناحية التاريخ فلا حاجة بنا للتذكير بالحملات الصليبية التى جعلت مسماها وفعلها مبنيا على محاربة الإسلام , ولا ننسي ـ بعد فشل الحملات الصليبية ـ ظهور الجانب الفكرى المتمثل فى قرون طويلة قضاها المستشرفون فى حركة فكرية معلنة الأهداف لضرب الإسلام عن طريق خلق تناقضات من داخله واستمرت هذه الحركة حتى منتصف القرن العشرين فاعلة وقائمة ,
بل إن الجهد الذى بذله المستشرقون ـ برأيي ـ يفوق جهد الأساطيل والحملات العسكرية بعد أن قاموا بدراسة الإسلام من مختلف جوانبه بعملية تمحيص مذهلة قاربت الجهد الذى بذله فقهاء وعلماء المسلمين فى حفظ السنة وإستخراج الأحكام !
بل إنهم قدّموا ـ دون أن يتعمدوا ـ خدمة خرافية للمحدثين فى الحفاظ على السنة النبوية عندما قاموا بتأليف وإعداد الفهارس للأحاديث النبوية بغية تسهيل عملية الفحص عليهم فوقعت نسخة من تلك الفهارس فى يد علماء العراق ونشروها , وكانت ضربة قاصمة لجهد المستشرقين عندما وفروا جهد أعوام طويلة على المحدثين ويسروا عليهم السعى فى تحقيق السنة
وفى الحاضر فإن الغرب عمد إلى نشر العلمانية بالرواج الفكرى بعد فشل خيار الإحتلال العسكري وبذلت القوى الغربية جهدا جهيدا لهدم أى صلة بين المسلمين ودينهم وتراثهم حتى أصبحت النظم القائمة لا ترى فى إسرائيل خطرا يفوق خطر التيار الدينى
وفى مجال الأعمال السياسية فأمامنا تاريخ عريق للولايات المتحدة الأمريكية لم تترك فيه جهدا إلا وأعلنت نيتها المستمرة بالأعمال السياسية وبالنشر العلنى للأفكار عن ترصدها للإسلام أينما حل , ووقف رونالد ريجان يقول كلمته الشهيرة عقب سقوط الإتحاد السوفياتى ـ فرغنا من الشيوعية ولم يبق إلا الإسلام ـ
وعن طريق العقل , لنا أن نتأمل ببساطة كيف أن الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي لا يتناسون عهودهم بحقوق الإنسان وحرية الفكر إلا فى مواجهة كل ما هو إسلامى ويعمدون بإلحاح مستمر إلى عقد المؤتمرات التى تبشر بالعلمانية وبغيرها باذلين فى ذلك أقصي جهد مادى ومعنوى !
وكان آخر التصرفات ما قامت به ملكة بريطانيا العظمى من تكريم لسلمان رشدى بمنحه أرفع وسام بريطانى على الإطلاق وهو وسام الفارس { لقب سير } والذى لا يصل إليه من البريطانيين أنفسهم إلا من أدى خدمة جليلة عم أثرها سائر الإمبراطورية , ولا تمنح للأجانب إلا من زمرة المفكرين والعلماء الندرة الذين قدموا للعالم فنا أو أدبا أو علما عميم الأثر ,
ثم يخرج قائل فيقول أن بريطانيا لم تمنح لقب السير لسلمان رشدى عقب إسباغها الحماية عليه بهدف النيل من الإسلام وإنما جاء هذا الإجراء فى إطار رعاية بريطانيا للعلوم والفنون ,
وحق لنا أن نتعجب بالفعل !
فما هى القيمة الفكرية التى مثلها سلمان رشدى يا ترى وأين هى الإضافة التى عم أثرها سائر أصقاع الأرض أو استفادت منها بريطانيا , ولماذا لم يمنح هذا الوسام لمن هم أعلى قامة من سلمان رشدى بفارق يتسع لما بين السماء والأرض
مثل محمد حسنين هيكل الذى تعتبر لندن إحدى محطات نشر كتبه الرئيسية والتى يحتفظ لها برحلة سنوية قبل شروعه فى كتابة أى مؤلف جديد وله من الأثر الفكرى والسياسي ما تمكن به من الجلوس على عرش المحللين السياسيين فى الشرق الأوسط منفردا , وأثر هيكل بلندن ممتد عبر أربعين عاما , وحين استفتى النقاد أولى الإختصاص فى أبرع عشر محللين سياسيين بالعالم كان هيكل هو الوحيد من منطقة الشرق الأوسط ,
بل إن دار النشر التى تنشر كتب سلمان رشدى هى ذاتها دار النشر التى تعامل معها هيكل قبل أربعين عاما وأكثر , فلماذا لم يتم منح هيكل الوسام لو أن الأمر بالأثر
لكن كيف يتم منحه الوسام وقد كان الكاتب الوحيد الذى رفض التوقيع على وثيقة مناصرة سلمان رشدى من سائر الكتّاب المتعاملين مع هذه الدار ؟
الأمر ليس بحاجة إلى كثير توقف ,
ويمكننا القول بإطمئنان كامل ,
أن جحافل العسكرية الغربية ومعها جحافل المستشرقين الفكرية لم تزد الإسلام إلا عزا , فقد فشلت الحملات الصليبية فشلا ذريعا أمام أبواب الشام ومصر التى أسرت قائد آخر الحملات لويس التاسع بدار بن لقمان ,
وفى المجال الفكرى أهدى المستشرقون ـ كما سبق القول ـ هدية لا تقدر بثمن بتصنيفهم فهارس الحديث , بالإضافة إلى أثر أعظم عندما تصدى الفقهاء والمفكرون لشبهات المستشرقين فاستنبطوا ـ بسبب الشبهات ـ أروع آيات الإعجاز والبلاغة فى القرآن والسنة
ولكن الجهة الوحيدة التى تمكنت من النيل من المسلمين ـ ولا أقول من الإسلام ـ كانت الجبهة الأخيرة التى أثبتت نجاحا فى مواجهة الإسلام وهى عينة عملاء القلم والفكر الذين بذلوا الجهود فى تقويض أى التفات للحضارة الإسلامية داعين المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها إلى ترك هذه المواريث طواعية وهى التى بذلنا فيها الدماء عبر أجيال لنحافظ عليها فأتى هؤلاء ليكون نصحهم أن نهديها للغرب بلا مقابل !
وكان نجاحهم النسبي ليس لأنهم برعوا فى التنفيذ بل لأنهم سلكوا طريق التسطيح والجهل وبرعوا فيه وساعدهم لجوء أغلب الحكومات العربية بالذات إلى النظم العلمانية وفتح الباب لمحاربة التيار الإسلامى المناهض
فهؤلاء الزمرة لم تدخل لمعركة الفكر حجة بحجة ـ كما فعل المستشرقون ـ وإنما لجئوا إلى الآلة الإعلامية والإنفراد بها على ساحة الجماهير عبر عشرات المقالات والدراسات والتبشيرات بل والمسلسلات والأفلام التى تؤكد أن الحضارة معدنها أوربي , والتقدم فكرة أمريكية !
ناسين أو متناسين أن يقفوا قليلا أمام تصريحات الغرب وإعلانه لنواياه عبر ألف تصريح وتصريح !
ولعلنا نذكر ما فعله القائد البريطانى الذى دخل القدس ووقف أمام قبر صلاح الدين قائلا في شماتة :
( ها قد عدنا يا صلاح الدين )
ولعلنا نذكر زميله الآخر القائم بالأعمال في العراق في بداية القرن الماضي عندما قال في مذكرة رسمية :
( إننا لن نستطيع السيطرة ما دام هذا القرآن موجودا في أيديهم )[1]
ولعلنا نقف أمام تصريح رونالد ريجان بعد سقوط الإتحاد السوفياتى :
( فرغنا من الشيوعية ولم يبق أمامنا إلا الإسلام )
ولعلنا نتذكر تصريح شيمون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ورئيس إسرائيل الحالى عندما قال :
( إن أخطر ما يواجه إسرائيل اليوم هو المقاومة الإسلامية ! )[2]
والسؤال الآن لأصحاب العقول ..
كيف يمكن أن يفشل الغرب طيلة ثلاثة عشر قرنا فى نيل أهدافه بطمس الهوية والمرجعية الإسلامية عن الشعوب العربية سواء بالسلاح أو الحرب الفكرية ,
ثم يأتى تيار القومية ـ الذى يعتبر الصراع مع الغرب من أدبياته ـ ويُهدى للغرب أكبر أهدافه .. وبلا مقابل ! ؟!
وكيف يتخلى تيار القومية فى بساطة مذهلة عن الأساس الوحيد الذى يرتكز عليه لإثبات حق العرب فى الأرض المحتلة , وهو الأساس الإسلامى الصرف القائم على فتح المسلمين للشام فى عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟!
ورغم أن قضية الصراع مع إسرائيل هى في الأصل قضية صراع دينى وحضاري بيننا وبين الغرب
ورغم أن إسرائيل أقامها الغرب أصلا على مبدأ دينى وهوية دينية في المقام الأول , [3]
ورغم أن إسرائيل أطلقت أخيرا مشروعها القائل بنص صريح بيهودية الدولة كأساس للمواطنة
ورغم أننا هنا نعالج غياب البعد الدينى عند العرب وحدهم , لأنه بُعد موجود وفاعل بل ورئيسي فى الناحية الأخرى
إلا أن اللعبة الغربية نجحت نجاحا تاما فى جعلها قضية وطن وساعد على ذلك ـ بجهل أو بقصد ـ تيار القومية العربية الذى ظن أنه بنسبة القضية لتيار القومية فإنه بذلك جعلها قضية العرب جميعا وقضية أمن قومى عربي , وتلك منتهى الخفة فى المعالجة
ففضلا على فشل تيار القومية فشلا ذريعا منذ عام 1967 م , وانتهائه إلى الأبد عام 1990 بالعدوان العراقي على الكويت ..
كان هناك أثر آخر أدى إلى قتل قضية الصراع العربي الإسرائيلي فى مهدها ,
السبب فى ذلك أن من فتح الباب للتفاوض والإعتراف بإسرائيل لم يكن يضع بذهنه مطلقا أهمية قضية القدس وإنما كان تركيزه على الفوز بدولة فلسطينية ترتكز أساسا على نتائج المفاوضات , حتى لو كانت ورقة القدس مجرد ورقة يمكنها أن تكسب ما على الطاولة إذا ما تم قبول تقسيم القدس بين العرب وإسرائيل
بينما التوجه الإسلامى للقضية كان سيضع قضية القدس ـ كما هو واجب ـ فى إطارها الصحيح بعيدا عن أى نتائج تخص الأرض أو الضحايا , فلا فارق بين الضحايا التى وقعت فى فلسطين وبين الضحايا فى سائر الأقطار العربية التى بذلت أضعاف هذا العدد فى سبيل حريتها
هذا بالإضافة إلى أن تيار القومية العربية الذى كان يتحدث عن فلسطين باعتبارها قضية أمن قومى عربي , أخذ فى التضاؤل حتى انتهى شعاعه تماما عام 1992 م وفى العام التالى وقف عرفات فى مفاوضات أوسلو ليعلن أن القضية الفلسطينية آن لها أن تعود إلى أصحابها الأصليين وهو نتيجة طبيعية لركام القومية الذى أعطى الأرض والجنس أساسا للحق , فامتلك عرفات حق التفاوض والتنازل كما يشاء باعتباره الممثل القانونى القومى لقضية فلسطين بعد أن أصبحت قضية قومية !
وهى نتيجة نالت منها إسرائيل من المكاسب ما لم يتحقق لها بالسلاح طيلة ثلاث حروب مع العرب !
فأول الكوارث أن إنتهاء تيار القومية .. دفع بالقضية إلى حيز التضييق حتى انقلبت من قضية عربية إلى قضية تخص فلسطين وأرضها وشعبها
مع الوضع فى الإعتبار أن التيار القومى أصلا حصر القضية من قضية إسلامية تعالج ثالث أقدس مساجد المسلمين إلى قضية عربية فقط فضلا على أنه لم يكن بأجندته المبادئ الإسلامية التى تُعلى قيم الجهاد ولا تقبل الإخلال بالثوابت نتيجة الضعف أو قوة العدو , ولنا أن نتخيل الفارق الشاسع بين البعدين الدينى والقومى عندما نلقي نظرة واحدة على تجربة أفغانستان مع الإتحاد السوفياتى والولايات المتحدة الأمريكية
بل وتجربة الشيشان التى قادها جوهر دوادييف وخلدت اسمه فى مواجهة القوة السوفيتية الغاشمة ,
وأيضا تجربة باكستان مع الهند , والتى وقفنا فيها إلى جوار الهند ـ كعرب ـ وتناسينا الإنتماء الإسلامى بسبب وجود التيار القومى الذى كان يعتبر الهند حليفا إستراتيجيا فى حركة عدم الإنحياز , ورغم ذلك نجحت باكستان نجاحا مبهرا بالبعد الدينى وحده
الهوامش :
[1]ـ الثورة البائسة ـ د. موسي الموسوى ـ طبعة حرة
[2]ـ المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل ـ الجزء الثالث ـ محمد حسنين هيكل ـ دار الشروق
[3]ـ اليهود واليهودية والصهيونية ـ د. عبد الوهاب المسيري ـ دار الشروق
بل إن حرب أكتوبر التى افتتحت بصيحة الله أكبر كان مسببها الأصلي والعامل الفاعل فيها هو البعد الدينى وحده,
لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .

رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة النكسة (من مبحثين المبحث الاول)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة النكسة (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)
» العمارة الإسلامية الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ (المبحث الثاني)
» الحرب العالمية الثانية .. 1939 - 1945 (من مبحثين المبحث الاول)
» حلف وارسو (المبحث الثاني قرارات مجلس حلف وارسو 1966، وأثرها)
» الحرب العالمية الثانية .. 1939 - 1945 : تاريخ البحرية العسكرية (من مبحثين المبحث الثاني والاخير)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى التعليم والثقافة-
انتقل الى: