ابو ايهاب حمودة :: المشرف العام ::
عدد المساهمات : 25191 تاريخ التسجيل : 16/08/2009
| موضوع: موقع ستالين في التاريخ الروسي الأحد نوفمبر 07, 2010 11:41 am | |
|
موقع ستالين في التاريخ الروسي مازال الروس يتشبثون بصورة ستالين الذي يجسد الدولة العظمى ولا يمكن فصله عن الانتصار على النازية أثير مجدداً الجدل والسجال العنيفان حول جوزيف ستالين الزعيم الروسي. هناك موقف اتخذه الرئيس الروسي ميدفيديف بوضع شريط فيديو على مدونته يندد فيها بجرائم جوزيف ستالين وعبر عن قلقه من أنه "حتى اليوم يمكننا السماع من بعض الأشخاص أن هؤلاء الضحايا كان دمهم مبرراً بسبب الأهداف العليا للدولة", وهو موقف يتناغم مع الفترة اللاحقة لتفكك الاتحاد السوفيتي. فقد خصصت روسيا يوما في العام لإحياء ذكرى ضحايا ستالين منذ العام 1991 وهذا هو نصف القصة. النصف الآخر أن هناك الكثير من المؤشرات التي تدلنا بصورة لا تخطئها العين ان هناك قطاعا من الشعب الروسي مازال يمجد الرجل ويسعى إلى استعادة موروثه والتحدث عن مرحلته بشكل إيجابي, وهو اتجاه آخذ في التزايد بين الروس. ويمكن التدليل على ذلك بمجموعة من المؤشرات من إضافة أبيات في قصيدة كانت قد أزيلت في السابق لتعلق على محطة "كورسكايا" بموسكو, وتقول تلك الأبيات التي أضيفت: "لقد ربانا ستالين وألهمنا لنتعلم الولاء إلى الشعب وإلى العمل وإلى الأعمال البطولية". وهي أبيات كانت قد حذفت من القصيدة في الخمسينيات على يد الرئيس "نيكيتا خروتشوف" الذي شن حملة شرسة لمحو آثار ستالين من السياسة العامة في الاتحاد السوفييتي, لكنها أعيدت مرة أخرى عندما جددت المحطة.والمثال الآخر على استمرار شبح ستالين مخيماً على العقول هو المتابعة القضائية لمؤرخ روسي بتهمة ملفقة تتعلق بانتهاك الخصوصية بسبب بحثه في الأرشيف الوطني, وكشفه لما تعرضت له الإثنية الألمانية في بعض المناطق الروسية من ترحيل على يد ستالين وقتلها من قبل جنوده. كما احتل ستالين المرتبة الثالثة في استطلاع للرأي أجرته محطة تلفزيونية روسية حول الشخصيات العظيمة في التاريخ الروسي, واللافت هو ما راج من إشاعات تقول إن ستالين احتل في الحقيقة المرتبة الأولى, لكن تم التلاعب بنتيجة استطلاع الرأي حتى يتم إخفاء المزاج الحقيقي للروس, لكن مع ذلك لا أحد ينكر الإرهاب الذي وصل أوجه في عصر ستالين ولاحظ المحللون شدة غرام الروس بالأغاني السوفييتية القديمة ومشاهدة أفلام العصر السوفييتي. وحتى الآن ما زال الأول من مايو (عيد العمال), والسابع من نوفمبر (ذكرى الثورة البلشفية) من التواريخ التي تحمل مغزى أكبر مما تحمله التواريخ الجديدة لأعياد تأسست في فترة ما بعد الشيوعية, مثل الثاني عشر من يونيو (عيد الاستقلال). والحقيقة أن إعلان استقلال روسيا في العام 1990 يحتل موضعاً خفيضاً في تاريخ الدولة, فقد كان عاماً شهد الكثير من الفوضى والارتباك. مما لا شك فيه ان الواقع يقول إن النظرة إلى ستالين مازالت تخالطها آراء متضاربة, وهو التضارب الذي يعكس رغبة روسيا في إعادة تشكيل نفسها كأمة حديثة. فمن جهة هناك دلائل تشير إلى وجود مشاعر ايجابية تجاه ستالين, وهذه النظرة نابعة من تشبث الروس عامة بصورة ستالين الذي يجسد الدولة العظمى ولا يمكن فصله أبداً عن الانتصار الكبير الذي حققه الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية, كما تم في عهده القضاء على الأمية وتجاوز التخلف التقني والعملي لسنوات ما قبل الحرب. وحقق القفزة الاقتصادية الهائلة والتقدم الكبير في مجال العلم والتعليم. ولقد كان ذلك كله معجزة اقتصادية حقيقية قبل المعجزة اليابانية أو الصينية. ومن ناحية أخرى, فإن ستالين الذي اذل الشعب الروسي حتى ان قادة الحزب فرحوا ولم يخفوا فرحتهم برحيله مع صفاته المتسمة بحب الانتقام والقسوة وإزدراء حياة الناس. وقد أدى ذلك إلى موت الملايين في المعسكرات الستالينية. و مع كل انجازاته لن يغفر له تاريخه في قمع الشعوب السوفيتية وكل انجازاته لا تعادل العذابات التي سببها. وبحق وصف ميدفيديف القمع الذي مارسه ستالين بأنه "أحد أكبر المآسي في التاريخ الروسي", وعبر عن قلقه من أنه "حتى اليوم يمكننا السماع من بعض الأشخاص أن هؤلاء الضحايا كان دمهم مبرراً بسبب الأهداف العليا للدولة", قائلا "لا يمكن للتنمية في أي بلد, ولا لنجاحاتها وطموحاتها أن تقام على حساب الألم والخسارة البشرية. | |
|