ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 في وجوب طاعة ولي الأمر (من جزئين الجزءالثاني والاخير)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

في وجوب طاعة ولي الأمر (من جزئين الجزءالثاني والاخير) Empty
مُساهمةموضوع: في وجوب طاعة ولي الأمر (من جزئين الجزءالثاني والاخير)   في وجوب طاعة ولي الأمر (من جزئين الجزءالثاني والاخير) Emptyالسبت سبتمبر 04, 2010 11:30 am

في وجوب طاعة ولي الأمر (من جزئين الجزءالثاني والاخير) JoUkK-8N14_583810234

في وجوب طاعة ولي الأمر (من جزئين الجزءالثاني والاخير)
11- قال النووي: " هَذَا مِنْ مُعْجِزَات النُّبُوَّة ، وَقَدْ وَقَعَ هَذَا الْإِخْبَار مُتَكَرِّرًا ، وَوُجِدَ مُخْبَره مُتَكَرِّرًا . وَفِيهِ : الْحَثّ عَلَى السَّمْع وَالطَّاعَة ، وَإِنْ كَانَ الْمُتَوَلِّي ظَالِمًا عَسُوفًا ، فَيُعْطَى حَقّه مِنْ الطَّاعَة ، وَلا يُخْرَج عَلَيْهِ وَلَا يُخْلَع ؛ بَلْ يُتَضَرَّع إِلَى اللَّه تَعَالَى فِي كَشْف أَذَاهُ ، وَدَفْع شَرّه وَإِصْلَاحه " – شرح صحيح مسلم –
*- قال النووي في شرح مسلم : " باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ( وتحريمها في المعصية ) أجمع العلماء على وجوبها في غير معصية وعلى تحريمها في المعصية نقل الاجماع على هذا القاضي
قال السيوطي في شرح سنن النسائي: " إنما الإمام جنة أي كالترس قال القرطبي: أي يقتدى برأيه ونظره في الأمور العظام والوقائع الخطرة ولا يتقدم على رأيه ولا ينفرد دونه بأمر مهم يقاتل من ورائه. قال النووي: أي يقاتل معه الكفار ولا ينفرد دونه بأمر يقاتل من ورائه قيل: المراد أنه يقاتل قدامه فوراء ها هنا بمعنى أمام ولا يترك يباشر القتال بنفسه لما فيه من تعرضه للهلاك وفيه هلاك الكل .
12- ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " فطاعة الله والرسول واجبة على كل أحد ، وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعته ، فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر فأجره على الله ، ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال ، فإن أعطوه أطاعهم، وإن منعوه عصاهم؛ فما له في الآخرة من خلاق – أي لا أجر له في الآخرة - " مجموع الفتاوى .
- وقال أيضاً في مجموع الفتاوى ما نصه " وأما أهل العلم و الدين و الفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور و غشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه كما قد عرف من عادات أهل السنة و الدين قديما و حديثا و من سيرة غيرهم وقد ثبت فى الصحيح عن ابن عمر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند أسته بقدر غدره قال: و إن من أعظم الغدر يعنى بإمام المسلمين. وهذا حدث به عبد الله بن عمر
- وقال أيضاً " وفى صحيح مسلم عَنْ نَافِعٍ قَالَ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ اطْرَحُوا لأَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً فَقَالَ إِنِّى لَمْ آتِكَ لأَجْلِسَ أَتَيْتُكَ لأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِىَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ حُجَّةَ لَهُ وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِى عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». وفى الصحيحين عن ابن عباس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس يخرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية". وفى صحيح مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِى يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلاَ يَفِى لِذِى عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّى وَلَسْتُ مِنْهُ ». فالأول هو الذي يخرج عن طاعة و لي الأمر و يفارق الجماعة ( مجموع الفتاوى )
وقال : وأما ما يقع من ظلمهم وجورهم بتأويل سائغ أو غير سائغ فلا يجوز أن يزال لما فيه من ظلم وجور كما هو عادة أكثر النفوس تزيل الشر بما هو شر منه وتزيل العدوان بما هو أعدى منه الخروج عليهم يوجب من الظلم الفساد من ظلمهم فيصبر عليه كما يصبر عند الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، قال تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} لقمان17 – مجموع الفتاوى-
*- و قال أيضاً في منهاج السنة " كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته
ثم قال " وفي صحيح مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برىء ومن أنكر سلم ولكن رضي وتابع." قالوا أفلا نقاتلهم قال: "لا ماصلوا "
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها" قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: "تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم"
قال : وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر أنهم: لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته" قال حذيفة: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: "تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع فهذا أمر بالطاعة مع ظلم الأمير" وتقدم قوله صلى الله عليه وسلم: "من ولى عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا عن طاعة" وهذا نهي عن الخروج عن السلطان وإن عصى
13- نقل القرطبي في تفسيره عن سهل بن عبد الله التستري -رحمه الله تعالى- أنه قال: «لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فإن عظموا هذين» أي: السلطان والعلماء «أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين» أي بالأمراء والعلماء «أفسدوا دنياهم وأخراهم».
14- نقل بدر الدين ابن جماعة عن الطرطوشي في قوله تعالى: { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ } قال : " قيل معناه : لولا أن الله تعالى أقام السلطان في الأرض يدفع القوي عن الضعيف ، وينصف المظلوم من ظالمه ؛ لتواثب الناس بعضهم على بعض ؛ فلا ينتظم لهم حال ولا يستقر لهم قرار فتفسد الأرض ومن عليها ، ثم امتن الله على عباده بإقامة السلطان لهم بقوله { وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } تحرير الأحكام في تدبير أهل الاسلام
15- قال الألوسي في تفسير هذه الآية: " وفي هذا تنبيه على فضيلة المُلك ، وأنه لولاه ما استتب أمر العلم ولهذا قيل : الدين والملك توأمان ، ففي ارتفاع أحدهما ارتفاع الآخر ، لأن الدين أسُّ والملك حارس ، وما لا أس له فمهدوم ، وما لا حارس له فضائع " روح المعاني
16 - قال الفقيه أبو عبد الله القلعي الشافعي في كتابه التهذيب: " لو خلا عصر من إمام ، لتعطلت فيه الأحكام ، وضاعت الأيتام ، ولم يحج البيت الحرام - لولا الأئمة والقضاة والسلاطين والولاة ، لما نكحت الأيامى ولا كفلت اليتامى - لولا السلطان ؛ لكان الناس فوضى ولأكل بعضهم بعضا " .
17- قال ابن القيم : و الانقياد لمن ولاه الله عز و جل أمركم لا تنزع يدا من طاعته و لا تخرج عليه بسيف حتى يجعل الله لك فرجا و مخرجا و لا تخرج على السلطان و تسمع و تطيع و لا تنكث بيعته فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للسنة للجماعة " حادي الأرواح
*- وقال رحمه الله : وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم ، بل كأن أعمالهم ظهرت في صورة ولاتهم وملوكهم :
- فإن استقاموا استقامت ملوكهم.
- وإن عدلوا عدلت عليهم . - أي إذا حكموا بالعدل فيما بينهم ، حكمت ملوكهم وأمراؤهم بينهم بالعدل .
يحضرني هنا مسألة ألا وهي : ويا للأسف تجد في مجالس لكبراء البلد من مخاتير وغيرهم ، يجلسون للصلح بين عائلتين أو غير ذلك ، فلا يحكِّموا شرع الله فيما بينهم ، بل قد يصل الحال ببعضهم بل أكثرهم أن يكرم فلان كبير العشيرة ويتنازل عن حقه فيقول: لوجه فلان أتنازل عن حقي ، علماً يكون قد توجهوا إليه قبل هذا بالله العظيم رب السموات ورب والأرض رب العرش العظيم فلم يتنازل عن حقه ؟! سبحان ذي العزة والجبروت انظروا إلى هذا التناقض هم لا يحكِّمون شرع الله فيما بينهم ويريدون من حكامهم أن يحكموا بينهم بشرع الله ، فتامَّل ! أما علموا أن الجزاء من جنس العمل ، والذي يزرع الشوك لا يحصد العنب وكما تدين تدان .
نتابع قول ابن القيم رحمه الله - وإن جاروا - أي ظلموا - جارت - أي ظلمت - ملوكهم وولاتهم .
- وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك .
- وإن منعوا حقوق الله لديهم - إي كالزكاة والصدقات وغير ذلك - وبخلوا بها ؛ منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من حق وبخلوا بها عليهم .
- وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه ، وضربت عليهم المكوس - أي الضرائب - والوظائف ، وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة ، فَعُمَّالُهم ظهرت في صورة أعمالهم . وليس في الحكمة الإلهية أن يولي على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم . ولمَّا كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك ، فلما شابوا شيبت لهم الولاة ، فحكمة الله تأبى أن يولي علينا ، في مثل هذا الزمان مثل معاوية ، وعمر بن عبد العزيز فضلاً عن مثل أبي بكر وعمر ، بل ولاتنا على قدرنا ، وولاة من قبلنا على قدرهم ، وكل من الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها . " – مفتاح دار السعادة -
18- قال أبو محمد المقدسي في لمعة الاعتقاد: " ونرى الحج والجهاد ماضيا مع كل إمام برا كان أو فاجرا وصلاة الجمعة خلفهم جائزة (1/173)
19- قال الآجري في الشريعة: " باب في السمع والطاعة لمن ولي أمر المسلمين والصبر عليهم وإن جاروا وترك الخروج عليهم ما أقاموا الصلاة : أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد البحتري الجبائي قال : عن عمرو بن يزيد صاحب الطعام قال : سمعت الحسن أيام يزيد بن المهلب يقول : - وأتاه رهط - فأمرهم أن يلزموا بيوتهم ويغلقوا عليهم أبوابهم ثم قال : والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم وذلك أنهم يفزعون الى السيف فيوكلون إليه ووالله ما جاؤوا بيوم خير قط ثم تلا : { وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون}
20- قال ابن عثيمين رحمه الله وهو يشرح الأصول الستة فجعل طاعة ولي الأمر الأصل الثالث من الأصول الستة والتي هي :-
الأصل الأول: الإخلاص وبيان ضده وهو الشرك.
الأصل الثاني: الاجتماع في الدين والنهي عن التفرق فيه.
الأصل الثالث: السمع والطاعة لولاة الأمر.
الأصل الرابع: بيان العلم والعلماء ، والفقه والفقهاء ، ومن تشبه بهم وليس منهم.
الأصل الخامس: بيان من هم أولياء الله.
الأصل السادس: رد الشبهة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة. وهذه الأصول أصول مهمة جديرة بالعناية
*- وشرح ابن عثيمين الأصل الثالث حيث قال " إن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبداً حبشياً ، فبين الله هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً ، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم فكيف العمل به.
الشرح
إن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لولاة الأمر بامتثال ما أمروا به وترك ما نهواعنه ولو كان من تأمر علينا عبداً حبشياً. "فبين الله هذا بياناً شائعاً كافياً .
أما بيانه شرعاً: ففي كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم: فمن بيانه في كتاب الله تعالى قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم {سورة النساء، الآية: 59}. الآية ، وقوله : وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين {سورة الأنفال، الآية: 46} وقوله: واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا {سورة آل عمران، الآية: 103}.
ومن بيانه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ثبت في الصحيحين من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا ، وأن لا نتازع الأمر أهله ، قال : إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان " رواه البخاري وقال عليه الصلاة والسلام : "من رأى من أميره شيئاً فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية" رواه البخاري وقال صلى الله عليه وسلم : "من خلع يداً من الطاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له" رواه مسلم وقال : " اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي" أخرجه البخاري
وقال عليه الصلاة والسلام: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " متفق عليه. وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلاً فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه ما من نبي بعثه الله إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتن يرقق بعضها بعضاً ، تجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ، وتجيء الفتنة فيقول : هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاءه آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر" رواه مسلم.
وأما بيانه قدراً: فإنه لا يخفى حال الأمة الإسلامية حين كانت متمسكة بدينها، مجتمعة عليه، معظمة لولاة أمورها، منقادة لهم بالمعروف ، كانت لها السيادة والظهور في الأرض كما قال تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً {سورة النور ، الآية : 55} ، وقال تعالى: ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز . الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور. {سورة الحج، الآيتان: 40-41} .
ولما أحدثت الأمة الإسلامية ما أحدثت وفرقوا دينهم ، وتمردوا على أئمتهم ، وخرجوا عليهم وكانوا شيعاً نزعت المهابة من قلوب أعدائهم ، وتنازعوا ففشلوا وذهبت ريحهم ، وتداعت عليهم الأمم وصاروا غثاء كغثاء السيل. وصار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم والغيرة على دين الله وترك العمل به ورأى كل فرد من أفراد الرعية نفسه أميراً أو بمنزلة الأمير المنابذ للأمير. فالواجب علينا جميعاً –رعاة ورعية-أن نقوم بما أوجب الله علينا من التحاب والتعاون على البر والتقوى، والاجتماع على المصالح لنكون من الفائزين ، وعلينا أن نجتمع على الحق ونتعاون عليه، وأن نخلص في جميع أعمالنا ، وأن نسعى لهدف واحد هو إصلاح هذه الأمة إصلاحاً دينياً ودنيوياً بقدر ما يمكن ، ولن يمكن ذلك حتى تتفق كلمتنا ونترك المنازعات بيننا والمعارضات التي لا تحقق هدفاً ، بل ربما تفوت مقصوداً وتعدم موجوداً.
إن الكلمة إذا تفرقت ،والرعية إذا تمردت ، دخلت الأهواء والضغائن وصار كل واحد يسعى لتنفيذ كلمته وإن تبين أن الحق والعدل في خلافها وخرجنا عن توجيهات الله تعالى حيث يقول: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون . واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون. {سورة آل عمران، الآيتان:102- 103} . فإذا عرف كل واحد منا ما له وما عليه وقام به على وفق الحكمة فإن الأمور العامة والخاصة تسير على أحسن نظام وأكمله.من فهرس فتاوى ورسائل بن عثيمين
*- فوائد السمع والطاعة : - من المعلوم أن السمع والطاعة لولي الأمر له فوائد عديدة لكل من الفرد والمجتمع ، نورد منها :
أولاً - امتثال أمر الله تعالى وابتدار طاعته ، فإن مَنْ أطاع بالمعروف فقد أطاع الله 0
وفي الحديث الصحيح: « من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصى أميري فقد عصاني »
ولا شك أن هذا الامتثال لأوامر الله من أعظم الأدلة على عبودية الإنسان لله ، وخضوعه وإيمانه به ربا وإلها.
ثانياً - بطاعة ولي الأمر في المعروف تنتظم أمور الدولة وأحوالها كلها .
ثالثاً- بالطاعة لولي الأمر تتماسك الأمة وتتحد كلمتها وتقوى الصلة بين أفرادها .
رابعاً - في طاعة ولي الأمر عموم الأمن والاستقرار في ربوع الدولة الإسلامية ، وهذا أمر واضح ، فالطاعة لأولي الأمر تعني سيطرة الشرع على كل التصرفات ، والتغلب على الهوى والنفس اللذين يَجُران إلى الجريمة والتمرد والعصيان ، وهذا يصل بإذن الله من تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة في النفس والمجتمع والبلاد .
خامساً - بالطاعة لولي الأمر تظهر الأمة المسلمة بمظهر الهيبة والقوة والرهبة أمام الأعداء ، فإذا كانت هذه الأمة تأتمر بأوامر قيادتها العُليْا في غير معصية الله ، فإن هذا سيكون له أثره على الأعداء بلا شك لما فيه من معاني الاتحاد والائتلاف والتماسك بين أفراد الأمة ، ولهذا يقول سبحانه: { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } الأنفال . ومعلوم أن لوازم طاعة الله ورسوله طاعة أولي الأمر .
سادساً - بالطاعة لولي الأمر يستقر الأمن وتتفرغ الأمة للبناء والتعمير وتحقيق أهدافها التنموية لبناء الإنسان المسلم .
*- مفاسد التمرد والعصيان :
- في المقابل الأضرار والمفاسد التي تترتب على عصيان ولي الأمر والتمرد عليه
أولاً - التمرد على ولي الأمر يعد معصية لله جل وعلا ومخالفة لأمره سبحانه وتعالى بالطاعة لولي الأمر في غير معصية
ثانياً - التمرد على ولي الأمر فيه تمزيق لوحدة الأمة وتهديد لأمنها واقتصادها .
ثالثاً - التمرد على ولي الأمر يعكر الأمن والاستقرار ويسبب الخوف والقلق لأفراد المجتمع
رابعاً- التمرد على ولي الأمر يفتح الباب واسعا لشتى الجرائم من سفك للدماء وقطع للطرق وغير ذلك
*- أخوتي في الله : إن السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين أصل من أصول العقيدة السلفية ، قل أن يخلوَ كتاب فيها من تقريره وشرحه وبيانه ، وما ذاك إلا لبالغ أهميته وعظم شانه ، إذ بالسمع والطاعة لهم تنتظم مصالح الدين والدنيا معاً ، وبالافتيات عليهم قولاً أو فعلاً فساد الدين والدنيا ، وقد علم بالضرورة من دين الاسلام : أنه لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة ، جاء في سنن الدارمي عن عُمَرُ أنه قال: إِنَّهُ لاَ إِسْلاَمَ إِلاَّ بِجَمَاعَةٍ ، وَلاَ جَمَاعَةَ إِلاَّ بِإِمَارَةٍ ، وَلاَ إِمَارَةَ إِلاَّ بِطَاعَةٍ.
*- وأخيراً نسأل الله تعالى أن يصلح هذه الأمة وأن يردها إلى دينها رداً جميلا وأن يوفقنا لما فيه سعادة الدنيا ورغد الآخرة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تم بحمد الله







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في وجوب طاعة ولي الأمر (من جزئين الجزءالثاني والاخير)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في وجوب طاعة ولي الأمر (من جزئين الجزء الاول)
» بعض البراهين علي طاعة ولاة الأمر المسلمين
» من كتاب رياض الصالحين وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية وتحريم طاعتهم في المعصية
» دخول مكة (من جزئين الجزء الثاني والاخير)
» أسبانيا (من جزئين الجزء الثاني والاخير)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: