ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

  فتنة الدجال (علامات الساعة فتنة الدجال)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

 فتنة الدجال (علامات الساعة فتنة الدجال) Empty
مُساهمةموضوع: فتنة الدجال (علامات الساعة فتنة الدجال)    فتنة الدجال (علامات الساعة فتنة الدجال) Emptyالسبت سبتمبر 04, 2010 10:18 am

 فتنة الدجال (علامات الساعة فتنة الدجال) JoUkK-8N14_583810234

فتنة الدجال (علامات الساعة فتنة الدجال)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـد
ومن علامات الساعة فتنة الدجال، ولكن هذه العلامة لها شأن آخر غير سابقاتها من العلامات، حيث إن كل ما سبق الحديث عنه من أشراط الساعة كان يندرج تحت علامات الساعة الصغرى، ولكن هنا سنتكلم بمشيئة الله تعالى عن أول علامة من علامات الساعة الكبرى، وهي ظهور الدجال - عليه لعنة الله - ولعله تجدر الإشارة هنا إلى الاختلاف بين علامات الساعة الكبرى والصغرى منها:
أن علامات الساعة الكبرى متتابعة - يتبع بعضُها بعضاً الواحدة تلوالآخرى كما أخبر بذلك رسول الله × قائلا: {الآيات خرزات منظومات في سلك فانقطع السلك فيتبع بعضها بعضا}[1].
ومعنى الحديث أن النبي  شبه أشراط الساعة كسلسلة فيها خرزات أوكالمسبحة إذا انقطعت السلسلة تتابع الحبات بالسقوط، وهذه إشارة منه  على سرعة تتابع علامات الساعة الكبرى بل قد تجتمع أكثر من علامة في آن واحد مثل خروج المسيح الدجال عليه لعنة الله، ونزول عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ويعاصر عيسى # أيضاً خروج ويأجوج ومأجوج لعنهم الله لعناً كبيرا.
كما أن علامات الساعة الصغرى تختلف عن الكبرى في كونها كثيرة ومتباعدة وقد اختلف بعض اهل العلم على بعضها من حيث التصحيح والتضعيف وكذلك التأويل، أما علامات الساعة الكبرى فهي محصورة منظومة لا يكاد يختلف عليها اثنان من أهل العلم بل لم يختلفوا عليها، لأنها جاءت محصورة في هذا الحديث الذي رواه مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: اطلع النبي  علينا ونحن نتذاكر فقال: {ما تذكرون}؟. قالوا: نذكر الساعة. قال: {إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم} . وفي رواية: {نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر} وفي رواية في العاشرة {وريح تلقي الناس في البحر} .
وفي هذا الحديث ذكر رسول الله  العلامات دون ترتيب، ولكن جاء من طرق أخرى من أحاديث الصحابة ومن أقوال أهل العلم ما بين ذلك الترتيب وكذلك جاءت أحاديث نبوية تبين ضمنياً ترتيب تلك العلامات والتي سيكون أولها (خروج المسيح الدجال)، وهوما سنبدأ الحديث عنه إن شاء الله تعالى.
ومما يميز هذه العلامات– أي علامات الساعة الكبرى عن أخواتها الصغرى - أنَّ في أشراط الساعة الصغرى لا يحدث أي تغير يذكر في هذا الكون من الأمور المعلومة بين الناس مما كان عليه الكون منذ أن أوجده الله تعالى، أما في علامات الساعة الكبرى سيحدث هناك تغيير لبعض الأمور التي هي مألوفة عند الناس، مثل: تغيير في شروق للشمس وغروبها، ومن تَكَلُّم الدواب والمواشي والسباع للإنس، ومن تسيير الجبال ووقوفها وكذلك النار تقيل مع الناس حيث قالوا وتسير معهم حيث ساروا، إلى غير ذلك مما سنذكره إن شاء الله تعالى في هذه العلامات. وإليكم التفاصيل:
المسيح الدجال: لماذا سميَّ بالمسيح وما أصل اشتقاق كلمة الدجال؟
كلمة (المسيح) تطلق على الدجال وتطلق على عيسى بن مريم #، فإذا أريد بها الدجال، قيل (المسيح الدجال) أو- مسيح الضلالة -، كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام، وإذا أريد بها عيسى بن مريم #، قيل (المسيح ابن مريم)، أو- مسيح الهدى -، وبعض الناس يتنطعون في هذا ويكلِّفون أنفسهم بما لا علم لها به حيث أرادوا أن يفرِّقوا بين المسيح الدجال والمسيح عيسى بن مريم فقالوا بدل كلمة (المسيح)، - المسيخ-: غير الحاء إلى خاء وهذا من بدع القول ومن المحدثات التي لم يأت بها نص شرعي من حديث للنبي  ولا من الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون فيجب التوقف على ما سمَّاه به الحبيب المصطفى  (المسيح الدجال) أو- مسيح الضلالة - وجاء في فتح الباري قال الحافظ ابن حجر(20/136): وبالغ القاضي بن العربي فقال: ضل قوم فرووه المسيخ بالخاء المعجمة وشدد بعضهم السين ليفرقوا بينه وبين المسيح عيسى بن مريم بزعمهم، وقد فرق النبي  بينهما بقوله في الدجال مسيح الضلالة فدل على أن عيسى مسيح الهدى فأراد هؤلاء تعظيم عيسى فحرفوا الحديث.
ومعنى المسيح المنسوبة للدجال إما أن يكون سمي بها لأنه ممسوح العين اليمنى طافئة لا شعاع لها، ممسوح الحاجب الأيمن، أولأنه يسيح في الأرض كلها.
وكلمة (الدجال): أصلها التغطية كما أورد صاحب كتاب لسان العرب، ومعنى الدجال أي الكذَّاب، والكذَّاب هوالذي يغطي حقيقة الشيء بالكذب ويموِّهه، يموه الحق بالباطل.
وقد جاءت أحاديث كثيرة عن النبي  التي تخبر عن الدجال وخروجه ووصفه إلى غير ذلك ما بلغ منها درجة التواتر، فقد نقل أحاديثه أكثر من ثلاثين صحابيا رضوان الله عليهم أجمعين، والمسيح الدجال حي الآن يرزق بل كان حياً في عصر النبوة، نبوة محمد ، ولكنه محبوس إلى أجل مسمى، إلى أجل موقوت وقته الله تعالى لخروجه، الله أعلم به.
وهناك علامة عامة ومعنوية لموعد خروجه أوقرب خروجه وهي: قوله عليه الصلاة والسلام: {لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره، وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر}. رواه عبد الله بن أحمد وصححه ابن معين وذكر الألباني في كتاب قصة المسيح الدجال.
وقال رحمه الله تعالى: ولقد صدق هذا الخبر على أئمة المساجد، فتركوا ذكر الدجال على المنابر وهم خاصَّة الناس؛ فماذا يكون عامتهم؟! وإذا كان الله تبارك وتعالى قد جعل بحكمته لكل شيء سبباً؛ فلست أشك أن سبب هذا الإهمال لذكره – مع اهتمام الرسول  أشد الاهتمام في التحذير من فتته، كما ستراه فيما يأتي في أول قصته – إنما هوتشكيك بعض الخَّاصة في الأحاديث الواردة فيه، تارة في ثبوتها وعدم ورودها بطريق التواتر – زعموا – وتارة في دلالتها كما تقدم بيانه، فكان من الواجب أن يقوم أهل العلم بواجبهم، فيبينوا للأمة ما حدثهم به رسول الله  من فتنة الدجال وقتل عيسى # إياه؛ بنفس الطريق التي تتلقي الأمة به عن النبي  كل ما يتعلق بدينها – من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق وغيرها، ألا وهوالحديث النبوي.
وهناك علامتان فعليتان بيَّنها لنا الحبيب المصطفى أول تلك العلامتين أن وقت خروجه بعد فتح المؤمنين لقسطنطينة كما بينا آنفاً وهذه العلامة الأكثر تأكيداً ، حيث جاء عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله : {عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح قسطنطينية، وفتح قسطنطينية خروج الدجال}[2].
والعلامة الثانية: تبدأ قبل خروج الدجال بثلاث سنوات وهي مجيء سنوات الجدب والقحط والجوع والبلاء والغلاء كما بينه الحبيب المصطفى في هذا الحديث الذي قال فيه: {… وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظلف التهليل والتكبير والتحميد ويجزئ ذلك عليهم مجزأة الطعام} [3].
فعلامة خروج الدجال إذاً الفساد العام في الأرض والاضطرابات، والفتن والحروب والمجاعات، وجفاف الأنهار والبحيرات، وتزايد المشاكل والأزمات العالمية، هذا هوالمناخ المناسب لظهور هذا الكائن الشيطاني الذي تكون عامة فتنته في المأكل والمشرب، نسأل الله العافية.
الدجال إذن هومحبوس الآن ومكان حبسه دَيْر بجزيرة، أين هذا الدير؟ ومن الذي حبسه؟ استمع لهذا الحديث الذي أورده مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس حيث قالت: سمعت منادي رسول الله  : ينادي الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله جلس على المنبر وهويضحك؛ فقال: {ليلزم كل إنسان مصلاه} . ثم قال: {هل تدرون لم جمعتكم}؟. قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: {إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم به عن المسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر، فأرفؤوا إلى جزيرة حين تغرب الشمس، فجلسوا في أقرب سفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، قالوا: ويلك ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان ما رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يده إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد. قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية، فلعب بنا البحر شهرا، فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابة أهلب، فقالت: أنا الجساسة، اعمدوا إلى هذا في الدير، فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة فقال: أخبروني عن نخل بيسان – وهي منطقة في فلسطين يكثر فيها زراعة النخيل – قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل تثمر؟ قلنا: نعم. قال: أما أنها توشك أن لا تثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية – وهذه البحيرة في فلسطين وقريبة من الأراضي السورية - قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قلنا هي كثيرة الماء. قال: أما أن ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زغر – وهذه العين في فلسطين أيضاً قريبة من الحدود السورية -. قالوا: وعن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم، هي كثيرة الماء، وأهله يزرعون من مائها. قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قلنا: قد خرج من مكة ونزل يثرب - أي المدينة المنورة -. قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم. قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب، وأطاعوه. قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم. قال: أما أن ذلك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني: إني أنا المسيح الدجال، وإني يوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج، فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، هما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أوواحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها}. قال رسول الله  - وطعن بمخصرته في المنبر -: {هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة} يعني -المدينة - {ألا هل كنت حدثتكم}؟ فقال الناس: نعم! فإنه أعجبني حديث تميم{ أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة. ألا إنه في بحر الشأم أوبحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ماهو، من قبل المشرق ماهو، من قبل المشرق ماهو}(وأومأ بيده إلى المشرق) رواه مسلم.
وفي رواية أخرى في سنن الترمذي وهي صحيحة، عن فاطمة بنت قيس أن نبي الله صعد المنبر فضحك فقال: {إن تميما الداري حدثني بحديث ففرحت فأحببت أن أحدثكم، حدثني أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر فإذا هم بدابة لباسة ناشرة شعرها فقالوا ما أنت قالت أنا الجساسة قالوا فأخبرينا قالت لا أخبركم ولا أستخبركم ولكن ائتوا أقصى القرية فإن ثم من يخبركم ويستخبركم فأتينا أقصى القرية فإذا رجل موثق بسلسلة فقال أخبروني عن عين زغر قلنا ملأى تدفق قال أخبروني عن البحيرة قلنا ملأى تدفق قال أخبروني عن نخل بيسان الذي بين الأردن وفلسطين هل أطعم قلنا نعم قال أخبروني عن النبي هل بعث قلنا نعم قال أخبروني كيف الناس إليه قلنا سراع قال فنزى نزوة حتى كاد قلنا فما أنت قال أنا الدجال وإنه يدخل الأمصار كلها إلا طيبة وطيبة المدينة}.
إخوتي في الله! نعلق على بعض النقط في هذا الحديث بإيجاز حيث إن فقرات هذا الحديث مفهومة على الأغلب عند الجميع.
أولاً: هل الدجال الذي رآه تميم الداري هوابن صياد اليهودي؟ وابن صياد هذا غلام يهودي كان يسكن المدينة المنورة في عهد رسول الله  ، وكان فيه صفات المسيح الدجال وكان كاهناً ودجالاً من الدجاجلة واشتبه أمره على الصحابة بل وعلى النبي حيث لم يوح إليه فيه شيء. قال النووي: (قال العلماء: قصة ابن صياد مشكلة وأمره مشتبه ولكن لا شك أنه دجال من الدجاجلة، والظاهر أن النبي لم يوح إليه من أمره بشيء، وذلك استناداً لما رواه مسلم عن ابن عمر أن النبي مر بابن صائد في نفر من أصحابه، فيهم عمر بن الخطاب، وهويلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة - الأطم بناء من الحجارة مرفوع كالقصر - وهوغلام، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله  ظهره بيده ثم قال: {أتشهد أني رسول الله}؟ قال: فنظر إليه ابن صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأميين، ثم قال ابن صياد للنبي : أتشهد أني رسول الله؟ فقال له النبي: {آمنت بالله ورسله} ثم قال له النبي : {ما يأتيك}؟ قال: يأتيني صادق وكاذب، - أي من أمور الشياطين والسحر - فقال له النبي : {خلط عليك الأمر} ثم قال رسول الله: {إني قد خبأت لك خبيئة}وخبأ له {يوم تأتي السماء بدخان مبين} قال ابن صياد: هوالدخ، فقال رسول الله  : {اخسأ فلن تعدوقدرك} حيث كان ابن صياد هذا يتعامل مع الشياطين شأنه شأن الكهنة، يأخذ خبر السماء منهم، وقد جاء في صحيح البخاري وغيره عن عائشة < أن النبي قال: {إن الملائكة تنزل في العنان فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم}.
وروى البخاري عن أبي هريرة >، أن النبي: {إذا قضى الله تعالى الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال الحق وهوالعلي الكبير فيسمعها مسترقوالسمع ومسترقوالسمع هكذا واحد فوق آخر فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هوأسفل منه حتى يلقوها إلى الأرض فتلقى على فم الساحر فيكذب معها مئة كذبة فيصدق فيقولون: ألم تخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا للكلمة التي سمعت من السماء} .
ومما يدل أيضاً على أن ابن صياد كان يتعامل مع الشياطين وأنه دجال من الدجاجلة، لما جاء في هذا الحديث الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري أنه قال: خرجنا حجاجاً أوعماراً ومعنا ابن صياد قال: فنزلنا منزلاً فتفرق الناس وبقيت أنا وهو، فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه، قال: وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي. فقلت: إن الحر شديد؛ فلووضعته تحت تلك الشجرة. قال: ففعل … إلى أن قال ابن صائد لأبي سعيد: أبا سعيد لقد هممت أن آخذ حبلاً فأعلقه في شجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس، يا أبا سعيد! من خفيَ عليه حديث رسول الله  ما خفيَ عليكم معشر الأنصار، ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله  ؟ أليس قد قال رسول الله : هوكافر – أي الدجال – وأنا مسلم؟ أوليس قد قال رسول الله : هوعقيم لا يولد له، وقد تركت ولدي في المدينة؟ أوليس قد قال رسول الله : لا يدخل مكة ولا المدينة وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة؟ قال أبوسعيد الخدري: حتى كدت أن أعذره، ثم قال: - وهنا الشاهد من أنه يتعامل مع الشياطين بأخذ الأخبار منهم – أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هوالآن. قال: قلت تباً لك سائر اليوم}، وفي رواية {أما والله إني لأعلم الآن حيث هو، وأعرف أباه وأمه. وقيل له: أيسرك أنك ذاك الرجل؟ فقال: لوعرض علي ما كرهت} رواه مسلم.
فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فأضرب عنقه، فقال رسول الله  : {إن يكن هوفلن تسلط عليه} يعني الدجال {وإلا يكن هوفلا خير في قتله}.
فهذا يعني – إن يكن هوفلن تسلط عليه لأن الذي سيقتل الدجال هوفقط المسيح ابن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وإن لم يكن هوفلا جدوى من قتله لأن الذي نتحدث عنه وعن فتنته هوالدجال ولم يكن هوالذي نريد – يعني ذلك أن الله تعالى لم يوح لنبيه من أمر ابن صياد بشيء، ولذلك نحن نتوقف في هذه المسألة ونكل علم ذلك إلى الله تعالى، ونقول إنه من العلم الذي لا يضر الجهل به، فهولا ينبني عليه عمل، ولكن للمعلومة الصحيحة أن الدجال هومحبوس الآن في الدير وكان كذلك في عهده استناداً لهذا الحديث والذي نحن بصدده.
ثانياً: من الذي حبسه؟ هذا مما ليس لنا به علم حيث لم يصح أثر عن النبي ولا عن السلف الصالح تقام به الحجة، المهم في هذه المسألة أنه قد حبس في دير، بوثاق من حديد قد أُحكِم، وشُدت الأغلال عليه إلى أن يأتي اليوم الموعود لخروجه.
ثالثاً: أين مكان الدير المحبوس فيه؟ هومن قبل المشرق جزماً، لقوله  {ويأتي المسيح – أي المسيح الدجال – من قبل المشرق …} [4].
ويتوجه إلى إقليم (خراسان) تحديداً، بعد خروجه من حبسه الذي كان فيه مقيد بالأغلال – حيث وكما علمنا من حديث تميم الداري أنه رآه محبوس في جزية من الجزر، وتلك الجزيرة قد تكون أقرب بلد يابسي لها هي إقليم خراسان والله أعلم.
حيث قال عليه الصلاة والسلام: {إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق، يقال لها خراسان} [5]، - ما تعني كلمة خراسان وأين موقعها؟: خراسان هي كلمة فارسية، معناها بلاد الشمس المشرقة - أي الشرق - وهي بلاد واسعة تشكل الشمال الشرقي في إيران وتمتد بين جرجان وطبرستان من جهة، وبين ما وراء النهر من جهة أخرى. وكان يتبعها من الناحية السياسية بلاد ما وراء النهر وسجستان – أفغانستان الحالية – وفي أيام العرب كان هذا الإقليم ينقسم إلى أربعة أرباع، نسب كل ربع إلى إحدى المدن الكبرى وهي: نيسابور، ومرو، وهراة، وبلخ. وفي العهد الطاهري نقل الأمراء الطاهريون دار الإمارة إلى ناحية الغرب فجعلوا مدينة نيسابور عاصمة الإقليم والذي يعرف الآن بإسم خراسان، وهويضم أكثر من نصف خراسان القديمة أما بقية الإقليم فتابع لأفغانستان، وهي البلاد التي تمتد شرقاً من الخط الذي يبدأ من سرخس في الشمال ويتجه صوب الجنوب مباشرة ماراً بمنتصف المسافة بين مشهد وهراة. أما المنطقة الممتدة من مروحتى نهر جيحون فتدخل في الأراضي الروسية). قاصداً قرية يهودية تدعى - أصبهان–
وعرَّف الدكتور يحيى سامي في كتابه (موسوعة المدن العربية والإسلامية) أصبهان بقوله: (إنها من كبيرات مدن إيران - حوالي مليون نسمة - وهي بوابة التاريخ كما تسمى وتقع في وسط هضبة إيران، وتبعد عن العاصمة طهران حوالي- 700 كلم- باتجاه الجنوب، ويمر بها نهر زندروذ، كلمة أصبهان مركبة من شطرين: الأول أصب: وهي تعني البلد،
والثاني: هان وتعني الفارس، فمعناها: بلد الفرسان .
وتنقسم أصبهان إلى مدينتين وبين كل مدينة مقدار ميلين، المدينة الأولى وهي أكبرها تعرف باليهودية)
وهي التي نتكلم عنها. والثانية تُعرف بــ شهرستان وهما أخصب مدن الجبال وخراسان. قال عليه الصلاة والسلام: {يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا، عليهم الطيالسة} [6].
أما بالنسبة لقصة الجساسة والتي أتى ذكرها في الحديث، فإنها دابة كثيرة الشعر، ومن كثرة الشعر التي عليها لا يعرف مقدمتها من مؤخرتها، ومهمتها مراقبة الدجال لحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى.
ونأخذ من هذا الحديث أن الدجال حي وموجود الآن، بل ومنذ عهد رسول الله  ، كما بيَّنا ذلك، وأنَّه موثق وثاقاً شديدا بالحديد. ومهما تقدم العلم وتطورت التقنية فإنَّ أحداً لن يستطع الوصول إليه فضلاً من أن يطلق سراحه، - وكذلك الحال بالنسبة ليأجوج ومأجوج وسيأتي الحديث عنهما لاحقا إن شاء الله تعالى - لأن له وقتاً مقدراً من قبل علاَّم الغيوب قد كتبه سبحانه فلا يتقدم عنه ساعة ولا يتأخر . وأن خروج الدجال سيسبقه علامات يعرفها هو، منها جفاف بحيرة طبريا ونخل بيسان وغيرها كما جاء في هذا الحديث، وكذلك في حديث- الثلاث سنين شداد والتي تسبق خروج الدجال لعنه الله.
وكما نستفيد من هذا الحديث أن المكان الآمن من الدجال مكة والمدينة فهما محرمتان عليه أن يدخلهما وكذلك بيت المقدس وجبل الطور في فلسطين كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وكذلك نستفيد من هذا الحديث أن رؤية الدجال من قبل تميم الداري وهوفلسطيني من فلسطين هووأصحابه كان ذلك سبباً في إسلامه.
نأتي إلى فقرة أخرى من هذه الحلقة، وهي وصف المسيح الدجال كما جاء ذلك من أحاديث الحبيب المصطفى ، نذكر منها الآتي:
الدجال رجل من بني آدم يهودي ممسوخ الخلقة شيطاني النشأة والنزعة، شيطاني الشكل والصورة، تحيط به الشياطين، حيث جاء من حديث جابر أن النبي قال: {…ويبعث الله معه الشياطين تكلم الناس …} [7]. ذكره الألباني واستشهد به رحمه الله في قصة المسيح الدجال.
وأما عن شكله وصورته فقد بيَّنها لنا رسول الله  بياناً شافياً كافياً، لا يدع معه شكاً ولا تردداً في التعرف عليه، ففيه علامات تظهر من بعيد، وعلامات تظهر عن قريب.
فإذا نظرت إليه قادماً من بعيد رأيت رجلاً قصيراً ضخم الجثة جداً، آدم – أسمر- أحمر - أدمته صافية قد احمرت وجنته عظيم الرأس كأن رأسه أصلة – أي الأفعى - وقيل هي الحية العظيمة الضخمة القصيرة – جعد الشعر قطط - شديد الجعودة - كأنه مضروب بالماء والرمل، جفال، جفال - حبك، حبك - كثير ملتف – كأن شعره أغصان شجرة، أفحج) تدانت صدور قدميه وتباعدت عقباها.
فإذا اقتربت منه رأيت شبهاً شيطانياً فشق وجهه الأيسر ممسوح العين والحاجب، وعينه اليمنى متقدة خضراء كأنَّها كوكب دري، كأنها زجاجة خضراء ، ليست بناتئة ولا حجراء، جاحظة متدلية على وجنته كأنها عنبة طافية.
فهوإذن أعور العينين، اليسرى طائفة لا شعاع فيها واليمنى ناتئة طافية جاحظة متدلية على وجنته.
وكان هذا القدر من وصفه الدقيق كافياً، ولكن الله سبحانه وتعالى جلت قدرته شاء أن يستبين لنا أمره فلا يخفى طرفة عين فوصف رسول الله  أبلغ وصف وبينه شافياً فقال  : {مكتوب بين عينيه (كفر) تهجَّاها رسول الله  : (ك، ف، ر) يقرؤها كل مؤمن قارئ وغير قارئ ، ولا أظنه يخفى بعد ذلك على أحد.
وإليك أخي في الله الأحاديث الصحيحة والتي من خلالها استندنا إلى ما وصفنا به المسيح الدجال، لعنه الله لعناً كبيرا.
فعن عبد الله بن عمر، أن رسول الله  قال: {… ثم إذا أنا برجل جعد قطط، أعور العين اليمنى، كأن عينة عنبة طافية، … فسألت من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح الدجال} [8]، متفق عليه. وفي رواية: قال في الدجال: {رجل أحمر جسيم، جعد الرأس، أعور عين اليمنى، أقرب الناس به شبها ابن قطن}.
وجاء في كتاب السنة المجلد الأول عن عبادة أن رسول الله قال: {إني قد حذرتكم الدجال حتى قد خشيت أن لا تعقلوا إن المسيح الدجال رجل قصير أفحج أدعج ممسوح العين ليس بناتئة ولا حجرا فإن ألبس عليكم فأعلموا أن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا}[9].
وجاء أيضاً من قوله عليه الصلاة والسلام: {إن من بعدكم الكذاب المضل، وإن رأسه من بعده حبك حبك'' ثلاث مرات} 3.
وجاء أيضاً في كتاب قصة الدجال تأليف المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى، من قوله عليه الصلاة والسلام: {فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي}،وفي حديث عبادة: {إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا، ...إنه أعور، - ممسوح - العين اليسرى -، - عليها ظفرة غليظة -، - خضراء كأنها كوكب دري -، -عينه اليمنى كأنها عنبة طافية -، - ليست بناتئة، ولا حجراء-، - جفال الشعر - …} .
وجاء أيضاً في كتاب قصة الدجال: {ما بعث الله من نبي إلا قد أنذره أمته، لقد أنذره نوح  أمته، والنبيون عليهم الصلاة والسلام من بعده، ألا ما خفي عليكم من شأنه فلا يخفين عليكم أن ربكم ليس بأعور، ألا ما خفي عليكم من شأنه فلا يخفين عليكم أن ربكم ليس بأعور} [10]. وزاد في رواية: {وأنه بين عينيه مكتوب: كافر؛ يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب}[11]. وجاء أيضاً: عن أنس، قال: قال رسول الله  : {ما من نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه: ك ف ر} [12]. وجاء أيضاً في سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الثالث عن النبي  قوله: {الدجال أعور، هجان أزهر - وفي رواية: أقمر، كأن رأسه أصلة، …}. وجاء أيضاً في كتاب قصة المسيح الدجال عن النبي  قوله: {ما خفي عليكم من شأنه؛ فلا يخفين عليكم - إن ربكم ليس بأعور-، ألا ما خفي عليكم من شأنه، - فلا يخفين عليكم أن ربكم ليس بأعور-، - ثلاثا -، - وأشار بيده إلى عينيه -، - وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا -، - إنه يمشي في الأرض، وإن الأرض والسماء لله - إنه شاب قطط، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن -، - قصير، أفحج، دعج -، - هجان -، - وإنه آدم، جعد -، - جفال الشعر}.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فتنة الدجال (علامات الساعة فتنة الدجال)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  فتنة الدجال (الدجال أعور عين اليسرى جفال الشعر )
» تابع علامات الساعة
»  من علامات الساعة الكبرى
» ظهور نار الحجاز من علامات الساعة
» علامات الساعة الصغرى و الكبرى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: