ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الصدق والكذب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الصدق والكذب Empty
مُساهمةموضوع: الصدق والكذب   الصدق والكذب Emptyالجمعة مايو 21, 2010 3:37 pm

الصدق والكذب 3pUSq-U0r0_903289538

الصدق والكذب
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"
أخي الحبيب ما هو المقصود بالصدق ؟
إننا وللأسف الشديد في زمن قد صغر فيه هذا الأمر أعني الصدق .. بل وصارت النظرة إليه نظرة سطحية .. فمجرد أن يتحدث أحد عن الصدق أو يتناوله في موضوع إلا وتنصرف الأذهان إلى قول الحق وصدق اللسان فقط.. مع أن الأمر أعظم وأكبر من ذلك بكثير.
فالصدق أخي الحبيب يشمل الدين كله.. هل تعي ما معنى أن يشمل الدين كله؟.. إن ذلك يعني أن الله عز وجل أرسل الرسل وأنزل الكتب لأجله.. يقول ربنا سبحانه موضحا ً شمول الصدق قاطبة "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من أمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتي الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون".
ألم ألفت نظرك أخي الكريم أن الصدق يشمل الدين كله قولا ً وفعلا ً.. غيبا ً وشهادة.. اعتقادا ً وسلوكا ً.
ولم ولن نستطيع أن نحيط الصدق حديثا ً وكتابة نظر لإحاطته الدين كله.. فنطوف تطوافة سريعة حول أهم وأعز أنواع الصدق الذي به تصح البداية وتستقيم الطريقة وتصح النهاية.. ألا وهو صدق العزم الذي ينقص الكثير منا.. بل ربما تجده نادرا ً جدا ً في هذا الزمان.
يقول ربنا سبحانه "طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا ً لهم"
أخي الكريم:
هل لديك رغبة في أن تنال رضا الرحمن؟!..
هل لديك رغبة لدخول الجنان؟!
هل لديك استعداد لقيام الليل؟!
هل لديك استعداد لصيام النهار؟!
هل لديك رغبة في أن تسير في ركب العاملين لدين الله سبحانه؟!
هل لديك رغبة لدعوة الناس؟!
هل لديك رغبة لئن تقوم وتسير في ركب المتعففين؟!.
كلنا وبلا استثناء سيقول نعم.. ستسمع كلاما ً جميلا ً وقولا ً معسولاً.. نعم ستجدني في الركب.. نعم ستجدني في المقدمة.. كله سيتكلم عن الطاعة والعمل.. وبالفعل هذا ما يقرره الله سبحانه وتعالى "طاعة وقول معروف".
ولكن.. فإذا عزم الأمر.. هل تعلم ما هو جواب الشرط في هذه الآية أنه شئ محزن ومؤسف.. إن جواب الشرط "فلن تجد أحدا ً" أي إذا عزم الأمر أن تجد أحدا ً، فلو صدقوا الله لكان خيرا ً لهم.
أخي الكريم:
إن الصادق في عزمه هو الذي تصادف عزيمته في الخيرات كلها قوة تامة ليس فيها ميل ولا ضعف ولا تردد.
فإبراهيم عليه السلام يترك زوجته ويترك ابنه إسماعيل مهجة فؤاده وفلذة كبده.. تنظر إليه هاجر وعينها تبكي وتقول: لا تتركنا يا إبراهيم لا أنيس ولا جليس.. تتركنا في وحشة وغربه.. ولكنا إبراهيم لم يلتفت إليها ولم ينظر إلى وجهها خشية أن تنهزم إرادته في الحق أو تتردد عزمته في أمر الله.. هذه والله هي العزمات الصادقة بحق.
"يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "عمي أنس بن النضر سميت به.. لم يشهد بدرا ً مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكبر عليه فقال: أول مشهد قد شهده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غبت عنه.. أما والله لئن أراني الله مشهدا ً مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليرين الله ما أصنع.. قال فهاب أن يقول غيرها فشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد من العام المقبل، فاستقبل سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو إلى أين؟! تنبيها ً على خطئه في الفرار والانهزام.. ثم قال أنس، واها ً لريح الجنة؟! أجدها دون أحد.. فقاتل رضي الله عنه حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون ضربة.. بين طعنة برمح ورمية بسهم.. ولم يعرفه أحد لكثرة ما به من ضربات إلا أخته عرفته من بنانه.. فنزل فيه قوله "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ".
هؤلاء صدقوا في عزمهم.
صدقوا في عهدهم.
صدقوا في بيعهم.
فهل نستطيع نحن أن نصدق في عزمنا وعهدنا الذي أخذناه على أنفسنا؟
لقد كان الواحد منا يقول "والله لئن فك الله أسرى لأملأن الأرض دعوة وهداية للخلائق" وهو اليوم قد لا تجده في صلاة الفجر، وربما تطور الأمر وتفقده في صلاة الجماعة – بل قد يترك ورده من القرآن.
أيها الإخوة إن الله ينصر هذا الدين برجال أمثال "أنس بن النضر"..رجال قضيتهم الدين.. رجال صدقوا ما عاهدوا والله عليه
يقول الشيخ سيد قطب رحمه الله: إن هذا الدين جد لا يحتمل الهزل، حزم لا يحتمل التمييع، وحق في كل نص فيه، وفي كل كلمة فيه، فمن لم يجد في نفسه هذا الجد وهذا الحزم فما أغنى الدين عنه والله غنى عن العالمين.
يصف لنا الأستاذ الغزالي ما نحن عليه اليوم في صدق العزم وصفا ً بليغا ً يشخص لنا حالتنا في قوله:"نحن أمة – يعني واقعنا – نلنا الأستاذية في العلم النظري – علم الغيب – ولكن أمة أمية في علم الشهادة".
أي وقت الكلام ستسمع كثيرا ً – كلاما ً جميلا ً – ولكن إذا عزم الأمر وجئنا للواقع العملي فستجدنا أصفارا ً وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أخي الكريم:
في قصة أصحاب الأخدود ستجد عجبا ً عجابا ً لصدق العزم من هؤلاء الثلاثة: (الساحر – الراهب – الغلام).
الغلام تعلم من الراهب التوحيد.. ومن الساحر الكفر.. وكان بداخله إرادة صادقة لمعرفة الحق.. فلما كان صادقا ً أراه الله آية قتل الدابة فعرفه الله الحق فعرفه وسار عليه وثبت.. فشق شيخه أمامه، وكذلك صديقه.. وصعد به إلى الجبل.. ثم أدخل البحر وهو في منتهى الثبات، وزيادة في صدقه أن دل الملك على سبيل قتله.
فضحى بنفسه حتى يسمع كلمة "بسم الله.." وحتى يعرف الناس أن لهم معبودا ً اسمه الله.. هذا هو الصدق بعينه وفي أجمل صوره.
أما الراهب لما جاءه الغلام يقص عليه أمر الدابة قال: أي بني أنت اليوم أفضل مني.. لقد صدق مع نفسه ومع الغلام.. فلم يخف تلك الأفضلية.. وقليل من الدعاة والأساتذة من يفعل ذلك.
أما الساحر فبالرغم من كفره وهو من أكثر الناس مداهنة إلا أنه كان في غاية الصدق مع نفسه حيث قال للملك: إني قد كبرت فابعث لي غلاما ً أعلمه السحر .
فالساحر يقول: أنا سأموت.. لم يخدع نفسه وإن كان يخدع الناس.
أحبتي الكرام.. الصدق هو موافقة الحق في السر والعلانية.. فاصدقوا الله في أعمالكم.. اصدقوا الله يصدقكم.
الصدق هو ألا تختار على الله غيره.. كما لم يختر عليك غيرك "هو اجتباكم".
وفي الختام أيها الأحباب:
الصدق جعل أبا بكر في مرتبة سامقة فقد نال بالصدق درجة الصديقين وتوج رأسا ً لها في الدنيا كلها وحتى يرث الله الأرض ومن عليها.
فهل تريد أن تكون مع أبى بكر؟
فإن قلت: نعم.. فهذا يحتاج منك إلى ثلاثة أمور:
أولا ً: الصدق في الأقوال.. وذلك باستواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها.
ثانيا ً: الصدق في الأعمال.. وذلك باستواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد.
ثالثا ً: الصدق في الأحوال.. وهو استواء القلب والجوارح على الإخلاص وبذلك يكون العبد مع الصادقين.
قال الله: "هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم"..
اللهم أجعلنا من الصادقين.
الحث على الصدق
الصدق من أبرز مكارم الأخلاق , والكذب من أبرز مساوئها, وقد كان هناك اهتمام كبير من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الترغيب في الصدق والتحذير من الكذب .
فمن ذلك ما أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر , وإن البر يهدي إلى الجنة , ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا , وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور , وإن الفجور يهدي إلى النار , ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".
فالصدق من أبرز صفات المؤمنين , لأنه انسجام بين الظاهر والباطن , فلا ينطق اللسان إلا بما يعتقده القلب , وحياة المؤمن تقوم على الوضوح والانسجام والتكامل .
ولذلك كان الصدق مؤشرا من مؤشرات الإيمان , فكلما كان الإنسان يتحرى الصدق ويتورع عن الكذب كان أقرب إلى حياة كاملي الإيمان من الصديقين .
والصدق يهدي إلى البر , لأن الصدق صفاء في النفس ونور في القلب , والإنسان ينقاد إلى فعل الخيرات إذا صفت نفسه وتخلص تفكيره من شوائب التبعات التي يخلفها التناقض بين ظاهره وباطنه.
فالمؤمن إذا صدق وتحرى الصدق وألزم نفسه به وجاهدها حتى يكون منطقه كلُّه صدقا فإنه يبلغ درجة الصديقية , وهي درجه عالية إذا بلغها المؤمن يكون قد تمحض للخير فتُقِبل نفسه بانشراح وشوق نحو أعمال الخير والإحسان , وهذه الأعمال الصالحة جزاؤها العظيم ومآلها الكريم الظفر بنعيم الجنة .
حفظك الله سيدي بامولود، جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم.
يقول سيدي عبد السلام حفظه الله:
"الكينونة مع الصادقين التي حرض عليها القرآن الكريم هي مُدخل الصدق إلى سكة السلوك. هي الطابع على جواز السفر بمداد التقوى. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)(سورة التوبة، الآية: 120). الله تعالى صادق في كلامه، صادق في وعده، صادق في أمره ونهيه، والمبلغون عنه من رسل وأمناء صادقون. (قُلْ صَدَقَ اللّهُ) (سورة آل عمران، الآية: 95). (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)(سورة الزمر، الآية: 33). فما يمنعك من التماس الطريق إلى الله في معيّتهم لتعرف سابقتك عند الله إلا نُحُولُ الإيمان وضُمورُ التقوى وتقلُّص الهمة. إن الله عز وجل أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بتبليغ المؤمنين كافة بالبشرى العظيمة حيث قال: ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ) (سورة يونس، الآية: 2). ثم نوع لك أسلوب الخطاب والتشويق فوصف لك منزل الصادقين في قوله عز من قائل: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ) (سورة القمر، الآيات: 54ء55).
خطاب مفتوح مشرق، ما يمنعك من الاستجابة له والهبَّةِ على ندائه، واليقظة والإسراع والتلبية إلا وجودُ عوائق في نفسك، في عقلك، في معدنك، في سابقتك. وتسمع أولياء الله يسألونك: ما اسمك في عالم الملكوت؟ يلخصون لك التشويق القرآني والتبشير لعلك تفهم وتغضب وتغار من تبكيت الأمثال من بني البشر إن كان وعد الله وبشارة رسول الله لا يكفيان لإيقاظك وبعثك.
وقفنا في هذا الفصل عند العوائق المانعة الحاجزة المثقلة عن السير. وقفنا عند المحطة السفلى والانحطاط الأرذل: النفاق. وقرأنا أن الصحبة هي المفتاح للخروج من قفص الريبة إلى طمأنينة الصدق.ما دمت تصحب مرتابين في أنفسهم، شاكين في وعد ربهم وبشارة نبيهم فمن أين يأتيك هاجس طلب الله، ثم رائد إرادة الله، ثم باعث التوجه إلى الله، ثم دافع السير إلى الله؟ من أين يأتيك الإخلاص إن لم تعاشر مخلصين ؟ من أين تهب عليك نسائم القرب إن كانت تقصِفُ راياتِ إرادتك أوهام المترددين، وتصكُّ سمعَ فطرتك نياتهم الواهية، ومقالاتهم الخالية؟
الصدق هو المنزلة العظمى،ويستخلص الله عز وجل الصادقين من مهاوي الخطإ وسواحق الضلال، يشفع لهم صدقهم هنا كما يشفع لهم هناك في الدار الآخرة. (قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (سورة المائدة، الآية: 121)."
جعلني الله وإياك من الصادقين وفي زمرة الصادقين.
الصــــــدق
ما هو الصدق؟
الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر الله -تعالى- بالصدق، فقال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [التوبة: 119].
صدق الله:
يقول الله تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا} [النساء: 122]، فلا أحد أصدق منه قولا، وأصدق الحديث كتاب الله -تعالى-. وقال تعالى: {هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله} [الأحزاب: 22].
صدق الأنبياء:
أثنى الله على كثير من أنبيائه بالصدق، فقال تعالى عن نبي الله إبراهيم: {واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقًا نبيًا} [مريم: 41].
وقال الله تعالى عن إسماعيل: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًا} [مريم: 54].
وقال الله تعالى عن يوسف: {يوسف أيها الصديق} [يوسف: 46].
وقال تعالى عن إدريس: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقًا نبيًا} [مريم: 56].
وكان الصدق صفة لازمة للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان قومه ينادونه بالصادق الأمين، ولقد قالت له السيدة خديجة -رضي الله عنها- عند نزول الوحي عليه: إنك لَتَصْدُقُ الحديث..
أنواع الصدق:
المسلم يكون صادقًا مع الله وصادقًا مع الناس وصادقًا مع نفسه.
الصدق مع الله: وذلك بإخلاص الأعمال كلها لله، فلا يكون فيها رياءٌ ولا سمعةٌ، فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية لله لم يتقبل الله منه عمله، والمسلم يخلص في جميع الطاعات بإعطائها حقها وأدائها على الوجه المطلوب منه.
الصدق مع الناس: فلا يكذب المسلم في حديثه مع الآخرين، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كَبُرَتْ خيانة أن تحدِّث أخاك حديثًا، هو لك مصدِّق، وأنت له كاذب) [أحمد].
الصدق مع النفس: فالمسلم الصادق لا يخدع نفسه، ويعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم: (دع ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة) [الترمذي].
فضل الصدق:
أثنى الله على الصادقين بأنهم هم المتقون أصحاب الجنة، جزاء لهم على صدقهم، فقال تعالى: {أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} [البقرة: 177].
وقال تعالى: {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم} [المائدة: 119].
والصدق طمأنينة، ومنجاة في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: (تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهَلَكَة، فإن فيه النجاة) [ابن أبي الدنيا].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليَصْدُقُ؛ حتى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لَيَكْذِبُ، حتى يكْتَبَ عند الله كذابًا) [متفق عليه].
فأحرى بكل مسلم وأجدر به أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقه، وأن يجعل الصدق صفة دائمة له، وما أجمل قول الشاعر:
عليك بالصـدق ولــو أنـــه
أَحْـرقَكَ الصدق بنـار الوعـيـد
وابْغِ رضـا المـولي، فأَشْقَـي الوري
من أسخط المولي وأرضي العبيــد
وقال الشاعر:
وعـوِّد لسـانك قول الصدق تَحْظَ به
إن اللسـان لمــا عـوَّدْتَ معــتـادُ
الكذب:
وهو أن يقول الإنسان كلامًا خلاف الحق والواقع، وهو علامة من علامات النفاق، يقولالنبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) [متفق عليه].
والمؤمن الحق لا يكذب أبدًا، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: (نعم).
قيل: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: (نعم).
قيل: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: (لا) [مالك].
والكذاب لا يستطيع أن يداري كذبه أو ينكره، بل إن الكذب يظهر عليه، قال الإمام علي: ما أضمر أحد شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه.
وليس هناك كذب أبيض وكذب أسود، أو كذب صغير وكذب كبير، فكل الكذب مكروه منبوذ، والمسلم يحاسَب على كذبه ويعاقَب عليه، حتى ولو كان صغيرًا، وقد قالت السيدة أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إذا قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا أشتهيه، يعدُّ ذلك كذبًا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الكذب يكْتَبُ كذبًا، حتى تُكْتَبَ الكُذَيبَة كذيبة) [أحمد].
وعن عبد الله بن عامر -رضي الله عنه- قال: دعتني أمي يومًا -ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا- فقالت: تعالَ أعطِك، فقال لها: (ما أردتِ أن تعطيه؟). قالت: أردتُ أن أعطيه تمرًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إنك لو لم تعطِه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة) [أبوداود].
الكذب المباح:
هناك حالات ثلاث يرخص للمرء فيها أن يكذب، ويقول غير الحقيقة، ولا يعاقبه الله على هذا؛ بل إن له أجرًا على ذلك، وهذه الحالات هي:
الصلح بين المتخاصمين: فإذا علمتَ أن اثنين من أصدقائك قد تخاصما، وحاولت أن تصلح بينهما، فلا مانع من أن تقول للأول: إن فلانًا يحبك ويصفك بالخير.. وتقول للثاني نفس الكلام…وهكذا حتى يعود المتخاصمان إلى ما كان بينهما من محبة ومودة.
الكذب على الأعداء: فإذا وقع المسلم في أيدي الأعداء وطلبوا منه معلومات عن بلاده، فعليه ألا يخبرهم بما يريدون، بل يعطيهم معلومات كاذبة حتى لا يضر بلاده.
في الحياة الزوجية: فليس من أدب الإسلام أن يقول الرجل لزوجته: إنها قبيحة ودميمة، وأنه لا يحبها، ولا يرغب فيها، بل على الزوج أن يطيب خاطر زوجته، ويرضيها، ويصفها بالجمال، ويبين لها سعادته بها -ولو كان كذبًا-، وكذلك على المرأة أن تفعل هذا مع زوجها، ولا يعد هذا من الكذب، بل إن صاحبه يأخذ عليه الأجر من الله رب العالمين.
المسلم لا يكذب في المدح أو المزاح:
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أناسًا منافقين يمدحون مَنْ أمامهم ولو كذبًا، فقالصلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب) [مسلم].
وهناك أناس يريدون أن يضحكوا الناس؛ فيكذبون من أجل إضحاكهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (ويل للذي يحدِّث بالحديث ليضحك به القوم؛ فيكذب، ويل له، ويل له) [الترمذي].
وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم بيت في رَبَضِ الجنة (أطرافها) لمن ترك المراء وإن كان مُحِقَّا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وبيت في أعلى الجنة لمن حَسُن خلقه) [أبوداود].
وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- إذا سمع من يمدحه يقول: اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصدق والكذب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مصدر الصدق!!
» الصدق والكذب
» القيادة والإبداع والكذب والخطأ
» قـيم إســلامية الصدق
» احاديث عن الصدق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: الفئات العامة :: الملتقى الإسلامي-
انتقل الى: