الرؤيا و الحلم

موضوع: الرؤيا و الحلم الخميس مايو 20, 2010 1:09 pm

الرؤيا و الحلم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه
.الرؤيا والحلم موضوع قديم حديث؛ أثار جدلا ونقاشا, وأسال مدادا كثيرا, ومرد الخلاف والاختلاف راجع في غالب الأحيان إلى اختلاف المرجعيات وتباين المشارب.
مشاركتي هذه محاولة لإمداد من اختار الانحياز إلى نور القرآن ومشكاة النبوة ما به يحاور ويتواصل ويدعو إلى الله عز وجل.
الرؤيا والحلم
الحلم ورد في القرآن الكريم بصيغةالجمع: "أحلام" في ثلاثة مواضع :
أولا/ في سورة الأنبياءإذيقول الله تعالى:"
بَلْ قَالُواأضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ"ثانيا/ في سورةيوسف :
"قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَم
ثالثا/في سورة الطور:" أَمْ تَأْمُرُهُمْأَحْلَامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونً ً
فهي أضغاث مشوّشةوهواجس مختلطة, وتأتي في المواضع الثلاثة بصيغة الجمع, دلالةً على الخلط والتشويشلا يتميز فيه حلم عن آخر.أما الرؤيا فجاءت في القرآن سبع مرّات، كلها في "الرؤيا" الصادقة، وهو لا يستعملها إلا بصيغة المفرد، دلالة على التمييز والوضوحوالصفاء. فهي من صدق الإلهام:
يقول الله تعالى:"وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَأَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا التي أريناك"الإسراء.
ويقولتعالى في سورة الصافات:"قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِيالْمُحْسِنِينَ" فجعل سبحانه تصديق الرؤيا من سمات الإحسان.وفي سورة الفتح يقول عز من قائل: "لَقَدْصَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ أما في سورة يوسف فيقول سبحانه: "قَالَ يَا بُنَيَّلاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّالشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"
"وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍسِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَيَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْلِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ"
"وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا"
الرؤيا الصالحة رؤيا يراها المؤمن أو ترى له، وهي الجزء الذي بقي من النبوة كما أخبر بذلك الصادق المصدوق "إنه لم يبق من بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة" (رواه أبو داود).
الصادق في طلب الله تعالى لا يتعلق بالرؤيا المخبرة عن أحداث العالم. الذي يهمه رؤيا تبشره بالسعادة الأخروية، وبقربه من ربه، ورضاه عنه.
لكن الصادقين لا يرتبون على الرؤيا حكما جديدا، ولا يعطلون بها حكما معروفا من أحكام الشريعة.
لهذا فلا نبني على الرؤيا عملا، إنما هي مبشرات تسر ولا تغر. وظيفتها أن تشجع فينا خصال الإيمان ونية الجهاد، لا أن تصبح مصدر الأحكام.
الرؤيا الثلاثة :
1) رؤيا مبشرة من الرحمن : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(إذا رأى أحدُكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره).
2)رؤيا محزنة من الشيطان:عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان).
3) رؤيا مما يحدث به المرء نفسه:أي أضغاث أحلام تعكس في المنام مشاغل و اهتمامات اليقظة ،وهذا النوع هو الذي يهتم بتفصيلاته علم النفس الحديث حين يتناول ظاهرة الحلم.
الرؤيا الصالحة تسرّ ولا تغرّ، ويتم صلاحها ويتحقق إن تلتها توبة واجتهاد وتشمير.
وللرؤيا آداب نبوية لخصها ابن حجر العسقلاني رحمه الله في قوله : وحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا الصالحة أن يحمد الله عليها, وأن يستبشر بها, وأن يتحدث بها لمن يحب دون من يكره. وحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا المكروهة أربعة أشياء : أن يتعوذ بالله من شره، ومن شر الشيطان, وأن يتْفُل، حين يهبّ من نومه، عن يساره ثلاثا, ولا يذكرها لأحد أصلا. ووقع عند المصنف في باب "القيد في المنام" عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أدب خامس وهو : الصلاة... وزاد مسلم رحمه الله سادسا وهو : التحول عن جنبه الذي كان عليه.
أخرج الإمام مسلم رحمه الله عن سيدنا أبي سلمة رضي الله عنه قال : إن كنت لأرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الرؤيا الصالحة من الله. فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب. وإن رأى ما يكره يتفل عن يساره ثلاثا, وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها. ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره".
ومن الآداب ألا يقصها إلا على حبيب مصدق, أو لبيب حكيم لأن الرؤيا لأول عابر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"الرؤيا على رجْلِ طائر ما لم يحدث بها, فإذا حدث بها وقعت".
رواه الدارمي رحمه الله. ولكون التعبير علما يختص به العزيز الحكيم من شاء من عباده.
والرؤيا الصالحة أمانة لا يحق للرائي أن يزيد فيها أو ينقص منها, فعن سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
"مِنْ أفْرَى[3] الفِرى أن يُرِيَ عيْنَهُ ما لم تَرَ".
الحديث أخرجه البخاري رحمه الله.
تتعب الهمم السامقة، والنفوس الشريفة في الظفر بمن يأخذ بيدها إلى الله. فها هي ذي الرسائل الغيبية تعرض عليك، وها هي ذي الأصوات الداعية تتوالى عليك، فهل من مستجيب ؟
اللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل سيدنا إبراهيم، إنك حميد مجيد. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بالنية ندخل مع كل ذي خير في الخير
الرؤيا على وزن فُعلى وهي ما يراه الشخص في منامه، والرؤية إدراك المرئي بحاسة البصر، وتطلق على ما يدرك بالتخيل، نحو : أرى أن زيدا مسافر، وعلى التفكر النظري نحو «إني أرى ما لا ترون» وعلى الرأي، وهو اعتقاد أحد النقيضين على غلبة الظن. والحلم ما يراه النائم حَسنا كان أو قبيحا، وقد غلب استعماله في القبيح، وأضيف إلى الشيطان، لأنه يناسب صفته التي هي الكذب والتهويل، روى البخاري عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "الرؤيا من الله والحلم من الشيطان".</B>
لا نخوض في تعبير هذه المبشرات، لأن تعبيرها علم قائم بذاته له أهله، بل نكتفي بإحياء القص للاعتبار والاستئناس واستنهاض الهمم للفوز بالله، وخدمة دعوة الله عز وجل، وإعداد العدة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.</B>
زارتنا هذه المبشرات النبوية في عصر الثورة الرقمية لتقيم علينا الحجة وتقول لنا بلسان الإشارة والعبارة : هلمَّ، التوبة إلى الله، هلمّ إلى أخوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإسلام غدا، الخلافة الثانية المنتظرة آتية، قدِّم ملف ترشيحك للمساهمة في بناء هذا الصرح العظيم بالتذلل بين يدي الله عزّ وجل، والتماس صحبةٍ تدلك على الله، وبيئة مرحومة تجمعك على البِرّ والتقوى وخدمة المستضعفين في الأرض، لتجديد دين الله عز وجل.

» الرؤيا
» فوائد الرؤيا
» أحاديث نبوية شريفه عن الرؤيا
» كيف نفسر الرؤيا من خلال القرآن الكريم ؟
» الحلم والصفح