ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 مقال عن الشاعر ابراهيم طوقان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

مقال عن الشاعر ابراهيم طوقان Empty
مُساهمةموضوع: مقال عن الشاعر ابراهيم طوقان   مقال عن الشاعر ابراهيم طوقان Emptyالثلاثاء أبريل 13, 2010 9:02 pm

مقال عن الشاعر ابراهيم طوقان FbL70-WsK8_307136673

مقال عن الشاعر ابراهيم طوقان
غزة – علي أبو خطاب: أحيت محافظة رفح الذكرى المئوية الأولى لميلاد شاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان في احتفال جماهيري حاشد، وذلك وفاءً منها ومن الكُتاب والشعراء لذكرى شاعر العروبة الذي توفي عن السادسة والثلاثين من عمره حيث عاش بين عامي 1905-1941.
وقد افتتح الاحتفال بنشيد "موطني" من كلمات الشاعر المحتفى به، والذي أضحى نشيداً وطنياً لجميع العواصم العربية، وقد أحيا الأمسية الشاعر عثمان حسين الذي قدم مختارات من قصائد الشاعر التي شكلت مفصلاً في الشعر الفلسطيني المعاصر حيث قرأ: الخالدون في حضرة المتنبي، الشاعر المعلم، تفاؤل وأمل، الحبشي الذبيح، الفدائي، ملائكة الرحمة. كما أحياها الشاعر باسم النبريص الذي قدم قبسات من سيرة إبراهيم طوقان حيث قال: "شكراً لرفح التي رفعت هذا الغبن الواقع على شاعر فلسطين، المنسي حتى من مدينته مسقط رأسه نابلس".
سيرة الألم والشعر:
ولد الشاعر إبراهيم طوقان في مدينة نابلس عام 1905 وتعلم أول ما تعلم في المدرسة الرشادية الغربية، أي في ظل النظام التركي الذي خرّ صريعاً يوم انتهى ذلك التلميذ من تلقي دروسه الابتدائية، وانتقل إلى وعي ذاته، مع انحسار الظل التركي عن وطنه، أي عام 1918.
ثم جيء به إلى القدس، إلى مدرسة المطران، وفي القدس تعرف إلى أستاذه نخلة زريق الذي أيقظه على تراثه العربي، وحبب إليه لغته، ورسخ الشعر القومي في نفسه، وراح بعد ذلك ينظم القصائد في مناسبات وطنية شتى، وأحوال خاصة، فيلاقي التشجيع ممن حوله، وتتحسن رويداً رويداً مبانيه ويحاول في كل مرة تفادي الأخطاء اللغوية والبيانية، إلى أن استقام له الشكل، واطمأن لقدرته على النظم الصحيح.

وكان قدومه إلى بيروت بغية إتمام دراسته في الجامعة الأمريكية سبباً في اتساع آفاقه وتعميق تجاربه، فبدأ ينظم وينشر في صحف بيروت ويجد صدى لمنظوماته الجديدة، لم يكن يتلقاه من قبل، بل وجد ما هو أهم من ذلك: وجد أشخاصاً ينتقدونه، ويدلونه على مواضع الإجادة فيما يقول، ويكشفون له عن نقاط الضعف ومواطن الهزال.
وقضى في الجامعة الأمريكية ثلاث سنوات أحب في اختتامها إحدى الطالبات، وعبر عن حبه ذاك في جملة قصائد ذاعت ونالت الاستحسان.
وحين أنهى إبراهيم دراسته الجامعية، وهو في الرابعة والعشرين من عمره، حاول أول ما حاول أن يلج دنيا الصحافة، وكانت مصر يومذاك تستهوي مثقفي العرب وتجتذبهم للعمل في صحفها التي توفر للعاملين فيها شهرة لا توفرها غيرها من جهة، وتؤمن لهم دخلاً كان يبدو وفيراً من جهة ثانية، فتوجه إبراهيم مع أبيه إلى أرض الكنانة، حيث زار بعض المؤسسات الصحفية واتصل ببعض الأطباء، وهو الذي كان يشكو ألماً في معدته منذ أيام التلمذة في مدرسة المطران في القدس، واستطاع أن يؤمّن عملاً، ويطمئن إلى صحته، بعد أن تحسنت على إثر علاجات وأدوية ردت إليه العافية.
إلا أنه عاد إلى نابلس، وأبت عليه والدته أن يرجع إلى مصر ووقف والده بجانب أمه في ذلك، وإذا به يجد نفسه مكرهاً على مراسم التعليم، وهي المهنة التي زاولها قبله أكثر الشعراء من رشيد سليم الخوري (الشاعر القروي)، إلى الرصافي، إلى سائر المحدثين.
ولم يكن الاستقرار من نصيب إبراهيم في نابلس، فانتقل إلى الجامعة الأمريكية في بيروت حيث مارس مع التعليم تحقيق الكتب الشعرية القديمة بالاشتراك مع المستشرق الدكتور لويس نيكل.
ثم انتقل من بيروت إلى القدس، واشتد به الداء، فأجرى عملية خطرة، ولكنه خرج منها معافى، وعاد بعدها إلى نابلس فعمل في البلدية، ثم في إذاعة القدس مراقباً للقسم العربي.

وكان الإنكليز يعملون منذ أوائل هذا القرن على تحطيم الرابطة الأولى التي تشد بين أقطار العرب، ألا وهي اللغة العربية، وجهدوا ما وسعهم الجهد في إحلال العامية مكان الفصحى، وتصدى لهم حافظ إبراهيم أول من تصدى لدفع هذا الخطر، وناوأهم إبراهيم طوقان في فلسطين، ولا سيما فيما كان يذاع من أحاديث، فضاق به اليهود وأعوانهم الإنكليز ذرعاً، وأقيل أخيراً من منصبه في الإذاعة. وعلمت الحكومة العراقية آنئذ بما أصابه، فاستدعته إلى بغداد للتدريس في دار المعلمين الريفية. ولكن المرض عاوده، وهو في العراق، ولما يمضِ على زواجه من الآنسة سامية عبد الهادي ثلاث سنوات، فاضطر إلى الرجوع إلى مسقط رأسه، ومنه إلى المستشفى الفرنسي في القدس حيث قضى نحبه في الثاني من شهر أيار عام 1941، وهو في ربيعه السادس والثلاثين.
لقد صحّ في حياة إبراهيم ما قاله شوقي:
ما بين نضرتها وبين ذبولها
عمر الورود، وإنه لقليـلُ!
قبسات من نوره:

من قصائده المشهورة قصيدة "موطني" التي اختارها الشعب الفلسطيني نشيداً وطنياً له، ويقول في مطلعها:
موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء في رُباك
والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك
هــل أراك
سالماً منعـماً وغانماً مكرّماً
هل أراك في علاك
تبلغ السِّمــاك
موطــــني

ولا أحد ينسى قصيدته الساخرة الشهيرة (الشاعر المعلم) التي تعارض قصيدة أحمد شوقي والتي يقول فيها:
(شوقي) يقول، وما درى بمصيبتي
"قم للمعلم وفه التبجيلا"
اقعد، فديتك، هل يكون مبجلاً
من كان للنشء الصغار خليلا!
ويكاد (يفلقني) الأمير بقوله:
كاد المعلم أن يكون رسولاً!
لو جرّب التعليم (شوقي) ساعة
لقضى الحياة شقاوةً وخمولا
حسب المعلم غمة وكآبةً
مرأى (الدفاتر) بكرةً وأصيلا

وإبراهيم طوقان عاصر الحب مراهقاً وشاباً وكهلاً، وكتب شعراً جريئاً منه قصيدته (الحبيب الذاهل) التي يتجرأ فيها ويقول:
قم حبيبي وأطفئ المصباحا
قد أباح الهوى لنا ما أباحا
حبذا الاعتناق إن كانت الـ
ـظلمة ستراً من دونه ووشاحاً
تحبس العين عن ملذة مر
آه ولكن تسرّح الأرواحا

ولم تكن علاقته بالمرأة علاقة ذكورية بل يعاملها كإنسانة وحبيبة فيعتذر لها إن أخطأ وكأنه إرهاص بشاعر المرأة نزار قباني فيقول في قصيدته (اغفري لي):
اغفري لي إذا اتهمتك بالغد
رِ فقد كنتُ غائباً عن صوابي
اغفري لي، لعل ما كان مني
صرخة الهول عند مرأى عذابي
أو صدى اليأس رجـّعته ضلوعي
أو بكائي على أماني الشبابِ
لم تكوني كما زعمتُ، ولكن
هالني ما قرأته في الكتابِ

إلا أن الشاعر إبراهيم طوقان لم يأخذ حقه في مئويته فلم نسمع بمهرجانات أو أمسيات من المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية وحتى الكتاب نسوا ذكراه عدا القلة، على رأسهم الشاعر أحمد دحبور وكيل وزارة الثقافة الذي كتب مقالاً طويلاً نشره في مجلة "الكرمل" في عددها الأخير. والمعروف عن الشاعر أحمد دحبور أنه لا ينسى كاتباً فلسطينياً أو عربياً أو عالمياً سواء كان شاباً أو كبير السن –خاصة في ذكراهم - في كتاباته وقراءاته النقدية خاصة في صفحته "عيد الأربعاء" الشهيرة في صحيفة "الحياة الجديدة" أو في زاويته اليومية "وراء الكلام" في نفس الصحيفة.
عن "ايلاف"

فدائي
لاتَسَـــل عَـن سَلامَته رُوحُـهُ فَــوقَ راحَتـِـــه
بَــدَّلتـــــــهُ هُمُـــومُـــه کَفنَــــاً مِــن وِسادَتِــه
يَرقُــبُ السَّــــاعَةَ التی بَعــدَها هَـولُ ساعَتـِه
شاغِلٌ فِکرُ مَن يَرا..... ه بإطــراقِ هــامَتـِــــه
بَيــنَ جَنبـــــــهِ خافِـقٌ يَتَـلَظَّـــی بِـغــايتِــــــه
مَن رَأی فَحمَةَ الدُّجی أُضـرمَت مِن شَرارتِــه
حَمَّـــلَتـهُ جَهَــنَّــــــــمٌ طَــرَفا مِـــن رِسالَتـــه
هُـوَ بِالبــابِ واقِـــــفٌ وَ الــرَّدی مِنـهُ خــائِف
فَاهدَأی يا عَواصِـــفُ خَجَـــلاً مِن جَراءَتِـــــه
صــامِتٌ لَو تَکَلَّــــــما لَفَــظَ النَّــارَ وَ الـــدَّمــا
قُـل لِمَن عابَ صَمتَه خُـلِقَ الحَـــزمُ أبکَـــما
وَ أخُــو الحَزمِ لَم تَزل يـَده تَسبـِــقُ الفَــــما
لاتَلــــوموه، قـَـد رَأی مَنــهَجَ الحَــقِّ مُظلــما
وَ بـِـــلادَاً أحَبـَّــــــــها رُکنـُــها قَــد تَهَــدَّمَـــــا
وَ خُصُـــوماً بِبَغيــهِم ضَجَّتِ الارضُ وَ السَّـما
مَرَّ حينٌ، فَکــادَ يقتــ له اليـــأسُ، إنَّمــــا ...
هُــوَ بِالبــابِ واقِــــفٌ وَ الرَّدی مِنــــهُ خـــائف
فَاهــدَأی يا عَواصِـفُ خَجـــلاً مِـن جَـراءَتِــــه
فدائی

الشاعر والمعلم
إبراهيم طوقان
(شوقي) يقول – ومـا درى بمصيبتي –
"قــم للمعلــم وفــّه التبجيـلا"
اقعد, فديتك، هـل يكــون مبجـلاً
مـن كان للنشء الصغــار خليـلا..‍!
ويكاد (يفلقنـي) الأميـر بقولـــه:
كاد المعلــم ان يكـون رســولا..!
لو جرّب التعليم (شوقي) سـاعـــة
لقضـى الحيـاة شقــاوة وخمـــولاً
حسب المعلم غمَّــة وكآبـــــة
مـرآى (الدفاتر) بكـرة و أصيـــلا
مئة على مئة اذا هـي صلِّحــــت
وجـد العمـى نحو العــيون سبيــلا
ولو أنَّ في "التصليح" نفعاً يرتجــــى
وأبيك، لــم أكُ بالعيـون بخيــــلا
لكنْ أُصلّح غلطـة تحــويــة مثلاً،
و اتخـذ "الكتــاب" دليـــــلا
مستشهداً بالغـرّ مـن آيـاتــــه
او "بالحـديث" مفصـلاً تفصيـــلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقــــي
ما لـيس ملتبســاً و لا مبــــذولاً
وأكاد أبعث (سيبويه) فـي البلـــى
وذويـه من أهل القرون الأولـــــى
فأرى (حماراً) بعـد ذلك كلّــــه
رفَـعَ المضـاف اليه و المفعــــولا!!
لا تعجبوا انْ صحتُ يوماً صيحـــة
ووقعـت مـا بين " البنـوك" قتيــلاً
يــا مـن يريد الانتحار وجدتــه
انَّ المعلـم لا يعيــش طويــــلاً!

قصائد شاعر إبراهيم طوقان
إلى أي حد يمكن آن تكون مقولة "التاريخ يعيد نفسه صادقة " ...؟ وهل يعيد التاريخ نفسه حقا ؟
آن من المؤكد آن البشر هم الذين يصنعون التاريخ , وبالتالي فإن تكرار التاريخ لنفسه يعني أن وقائع مشابهة لوقائع الماضي قد تكررت ... وأعادت للأذهان ما كان ... فقيل " التاريخ يعيد نفسه " ! 0
والذي يقرأ بعض قصائد شاعر فلسطين إبراهيم طوقان يستطيع إذا تجاوز الفترة الزمنية التي كتب فيها تلك القصائد , والتي عالج فيها وقائع حاضرة آنذاك , أن يرى أن مضامين شعره تعالج واقعنا الذي نعيش فيه رغم آن الرجل قد رحل عن عالمنا منذ اكثر من ستين عاما , وأن قصائده التي سنشير الى بعض منها يتجاوز عمرها السبعين عاما !! .
ولقد مرت فلسطين قبل نكبتها الأولى بأحداث جسام سجلها الشعراء وسجلوا مواقف منها , فمنهم من تناولها بالسخرية المرة والنقد اللاذع في سياق عرضه لها هادفا في كل الاحوال الى تبصير الشعب بما يدور حوله ..
إحساس الشاعر العالي إزاء اللعبة الاستعمارية التي كانت تدور على ارض فلسطين , والتي أوجدت فريقا من المنتفعين من الوجود الاحتلالي البريطاني ممن لا ينتمون الى الأرض أصلا , ومشاركتهم المطامح الاستعمارية والعون الذي ساهموا فيه وساهم أخيرا في ضياع الوطن ..
كل ذلك رصدته أحاسيس وعينا الشاعر فاطلق لسانه يفضح ويوضح ويدعو للتكاتف وصد الهجمة .
في قصيدته " يا حسرتا " المؤرخة في 22|3|1935 يقول إبراهيم طوقان -
يا حسرتا ماذا دهى أهل الحمى
فالعيش ذ ل , والمصير بوار
أرأيت أي كرامة كانت لهم
واليوم كيف الى الإهانة صاروا
سهل الهوان على النفوس فلم يعد
للجرح من ألم وحق وعار
همدت عزائمهم فلو شبت لظى
لتثيرها فيهم فليس تثار
الظالم الباغي يسوس أمورهم
واللص والجاسوس والسمسار .

إذا تجاوزنا الواقع الذي أفرز هكذا شعرا مرا يقطر بالألم على ما آل إليه بعض الزعامات وتفحصنا واقع الحال الان بعد قفزة سبعين عاما ... ألا ينطبق هذا القول على الواقع العربي المتردي ؟
على الزعماء الذين غدت مقاليد أمورهم في أيدي خارجية حتى إ ذا تعلل هؤلاء الزعماء بالسياسة واعتبروا إدعاء لستر فعلهم آن رضوخهم للإرادة الخارجية هو نوع من " السياسة "
فاءن الشاعر حاضر الجواب :
يا من تعلل بالسياسة ظنها
لطفت – ولان –عصيها
الجبار --؟

ما ألطفها ؟ ما اللين ذاك فكلهم مستعمرون –وكله استعمار -----
آن الشاعر لا يعترف على الاطلاق بالسياسة التي تلقي الى أحضان القوى الخارجية --- وهو لا يعترف بالتالي بالحوار مع تلك القوى – مهما كان الامر فكلهم على شاكلة واحدة مستعمرون ---وينظر إبراهيم طوقان الى " الزعماء " الذين سهل الهوان عليهم , في قصيدة يستعمل فيها ضمير المخاطب –حتى عنوان القصيدة هو ضمير المخاطب ( أنتم ) , جسد في هذه العنوان معنى المواجهة على سخونتها تأتي مسربلة بالسخرية والمرارة .أنتم ( المخلصون ! ) للوطنية
أنتم الحاملون عبء القضية !
أنتم العاملون من غير قول !
بارك الله في الزنود الثوية!
" وبيان " منكم يعادل جيشا
بمعدات زحفه الحربية
واجتماع منكم يرد علينا
غابر المجد من فتوح أمية

هكذا إذا , تنضج قصيدته بالسخرية والمرارة – والخطاب هنا لم يرد به الا الفضح وكشف هذه الزعامات المزيفة لكنه لم يقل انهم خونة وانهم غير متصدين للقضية وعبئها ولم يقل آن كلامهم يفوق أفعالهم – لقد قال هذه المعاني بالفعل لكن بعد آن أ لبسها ثوب النقيض – وهذه ميزة تجعل للشعر وقعا اكثر أثرا وإيلاما وبالتالي فهو اكثر دلالة من التمرير المباشر بالتصريح – وتصل قمة السخرية بالشاعر من هؤلاء الزعماء الى القول :
وخلاص البلاد صار على الباب
وجاءت أعياده الوردية .
والخلاص هنا يعني الضياع – والأعياد تعني الأحزان والمصائب .
ويتابع :
ما جحدنا " افضالكم " غير أنا لم تزل في نفوسنا أمنية :
في يدينا بقية لا تطير البقية –
انها دعوة في قمة السخرية والألم – نقيضان يجتمعان ليكشفا عمق إحساس الشاعر بالمأساة التي يقودهم إليها هؤلاء الزعماء –
ويطالبهم بالتنحي " فاستريحوا" عن هذه الزعامة حفاظا على ما تبقى من الوطن –
هذه القصيدة ايضا كتبت في آذار 1935 , لنراها حية نابضة بالصدق بعد الكثر من سبعين عاما من كتابتها فإلى أين تقود الكثير من الزعامات العربية الان ؟
وإبراهيم طوقان منذ اكثر من سبعين عاما مضت , يحذر من الركون الى المحتل الغازي , الإنجليز والصهاينة ويرى فيهما خصمان وان وسيلتهما الترغيب والترهيب وان الهدف في كلتا الحالتين هو

فلسطين – ويدق أجراس الإنذار :
مصيرك بات يلمسه الأدنى
وسار حديثه بين الأقاصي
فلا رحب القصور غدا بباق
لساكنها ولا ضيق الخصاص
لنا خصمان : ذو حول وطول
وآخر ذو احتيال واقتناص
تواصوا بينهم فأتى وبالا
وإذلالا لنا ذاك التواصي
مناهج للإبادة واضحات
وبالحسنى تنفذ والرصاص
ولم يختلف الامر كثيرا بعد اكثر من خمسين عاما وان تصدرت الولايات المتحدة واجهة الأحداث .
وحين قرر بعض الزعامات التقليدية في فلسطين عام 1943 الخروج بمظاهرة بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع تعلن في المدن الفلسطينية الواحدة بعد الاخرى , ألقت الشرطة البريطانية عليهم واعتبرتهم مسؤولين عن هذه المظاهرات وساقتهم الى المحاكمة ثم صدر عليهم الحكم بالسجن او توقيع الكفالات , فوقعوا كلهم إلا الشيخ عبد القادر المظفر الذي فضل السجن على توقيع الكفالة مع الأعداء المستعمرين .
ويهيج قلم الشاعر يترجم سخط الشعب الفلسطيني على الموقف المتهتك للزعامات العربية التقليدية

إزاء العدو المستعمر , وصرخ ساخرا :
أحرارنا ! قد كشفتم عن بطولاتكم
غطاءها يوم توقيع الكفالات
أنتم رجال خطابات منمقة
كما علمنا وابطال " احتجاجات "
وقد شبعتم ظهورا في " مظاهرة "
" مشروعة "وسكرتم بالهتافات
ولو أصيب بجرح بعضكم خطأ
فيها , إذا لرتعتم بالحفاوات
بل حكمة الله كانت في سلامتكم
لأ نكم غير أهل للشهادات ---
انه يحمد الله أن أحدا من هؤلاء الزعماء لم يجرح ولو بالخطأ , لأنهم سيستغلون هذا الجرح في المزايدة وسيظهرون أبطالا --- ويرى الشاعر أن حكمة الله شاءت سلامتهم لأنهم ليسوا أهلا للاستشهاد .
ويؤكد أن فلسطين تطالبهم بالابتعاد عنها فليسوا هم برجالها – انم رجالها أمثال الشيخ المناضل المظفر الذي آثر السجن :
أضحت فلسطين من غيظ تصيح بكم
خلوا الطريق فلستم من رجالاتي
ذاك السجين الذي أعلى كرامته
فداؤه كل طلاب الزعامات !

فماذا يقول طوقان اكثر مما قال عن هؤلاء وماذا كان سيقول عن المتسترين بالوطنية وهم كثر !
أن يسقط قارئ شعر طوقان في الوهم بأن الشاعر كان يائسا من الحال المتردية لبعض الزعامات التقليدية , بل على العكس فقد كان الشاعر يصدر عن إيمان مطلق بشعبه وأمته , وكان
مؤمنا اشد الإيمان بأن " لا يفل الحديد إلا الحديد " وأن المحتل عبء لا يزول إلا بالكفاح , فالقوة
لا تردعها إلا القوة :
نبؤ ني عن القوي متى كان
رحيما , هيهات من عز تاها
لا يلين القوي حتى يلاقي
مثله عزة وبطشا وجاها
لا سمت أمة ذهتها خطوب
أرهقتها ولا يثور فتاها ----

انها دعوة الى مواجهة القوة الغاشمة , بقوة الشعب فلا قيمة لأمة تعتورها المصائب وتبتلي بالعدوان ولا تثور ولا تتحرك --- أنه منطق النضال السوي الذي يرفض المهادنة والخضوع ولا يجد في غير نيل الحقوق كاملة لغة تستطيع الوصول بكرامة الى الوطن واستقلاله .
ونراه يتصدى للمشككين بقدرة الشعب على المواجهة في إيمان وتفاؤل نادرين :
كفكف دموعك ليس ينفعك
البكاء ولا العويل
وانهض ولا تشك الزمان مما شكا
ألا الكسول
وأسلك بهمتك السبيل ولا تقل
كيف السبيل ---
وإبراهيم طوقان كان يؤمن آن الشعب الفلسطيني هو الطليعة – طليعة العرب – طليعة الثورة :
أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه والحزن
وقعدت مكتوف اليدين تقول
حاربني الزمن
ما لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن ؟ !

ويقول عن الذين يحاولون وأد روح النضال والثورة , وتيئيس الشعب مخاطبا شباب فلسطين
لا تحلفوا بالمرجفين فاءن مطلبهم حقير
سيروا بعين الله , أنتم ذلك الأمل الكبير
آن إبراهيم طوقان وجه شعره وقبل ما يزيد عن السبعين عاما لفضح المتخاذلين وليأسين والمتآمرين ولا شك أن المرتعبين اليأسين في الأمة العربية في واقعنا الراهن يجدون في شعر طوقان الصفعات تلو الصفعات , فهم مفضوحون وامثالهم ! وهو الشعر الصادق الذي يستشف المستقبل يفضح ويعري , لكنه يبني باتجاه العدالة والإيمان بالمستقبل .

للدكتور محمد ناصر
ونبذه عن اخته الشاعره فدوى طوقان
**وفاة الشاعرة فدوى طوقان**
فلسطين الحبيبة كيف أغفو ************ وفي عيني أطياف العذاب
انتقلت الشاعرة العربية الفلسطينية الكبيرة فدوى طوقان الى جوار ربها مساء أمس الجمعة 13-12-2003 في مدينة نابلس . رحم الله الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان وأسكنها فسيح جناته
وانا لله وانا اليه راجعون
نبذة عن الشاعرة الراحلة فدوى طوقان
ولدت فدوى طوقان في نابلس عام 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي اعتبرت مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مستحبّ, فلم تستطع شاعرتنا إكمال دراستها, واضطرت إلى الاعتماد على نفسها في تثقيف ذاتها. وقد شكلت علاقتها بشقيقها الشاعر إبراهيم علامة فارقة في حياتها, إذ تمكن من دفع شقيقته إلى فضاء الشعر, فاستطاعت
وإن لم تخرج إلى الحياة العامة- أن تشارك فيها بنشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية, وهو ما لفت إليها الأنظار في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ومطلع الأربعينيات. موت شقيقها إبراهيم ثم والدها ثم نكبة 1948, جعلها تشارك من بعيد في خضم الحياة السياسية في الخمسينيات, وقد استهوتها الأفكار الليبرالية والتحررية كتعبير عن رفض استحقاقات نكبة 1948. كانت النقلة المهمة في حياة فدوى هي رحلتها إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي, والتي دامت سنتين, فقد فتحت أمامها آفاقًا معرفية وجمالية وإنسانية, وجعلتها على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة. وبعد نكسة 1967 تخرج الشاعرة لخوض الحياة اليومية الصاخبة بتفاصيلها, فتشارك في الحياة العامة لأهالي مدينة نابلس تحت الاحتلال, وتبدأ عدة مساجلات شعرية وصحافية مع المحتل وثقافته. تعدّ فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجًا سهلاً غير مفتعل, وحافظت فدوى في ذلك على الوزن الموسيقي القديم والإيقاع الداخلي الحديث. ويتميز شعر فدوى طوقان بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد, مع ميل للسردية والمباشرة. كما يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة, تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين. على مدى 50 عامًا, أصدرت الشاعرة ثمانية دواوين شعرية هي على التوالي: (وحدي مع الأيام) الذي صدر عام 1952, (وجدتها), (أعطنا حباً), (أمام الباب المغلق), (الليل والفرسان), (على قمة الدنيا وحيدًا), (تموز والشيء الآخر) و(اللحن الأخير) الصادر عام 2000, عدا عن كتابيّ سيرتها الذاتية (رحلة صعبة, رحلة جبلية) و(الرحلة الأصعب). وقد حصلت على جوائز دولية وعربية وفلسطينية عديدة وحازت تكريم العديد من المحافل الثقافية في بلدان وأقطار متعددة .
غفر الله لها وأسكنها فسيح جناته


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقال عن الشاعر ابراهيم طوقان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشاعر حافظ ابراهيم
» من ذرية سيدنا ابراهيم *ابوالانبياء* ابدأ بقصة سيدنا ابراهيم عليه السلام
» من ذرية سيدنا ابراهيم *ابوالانبياء* ثانيا: قصة سيدنا لوط *ابن اخيه لسيدنا ابراهيم*
» من ذرية سيدنا ابراهيم *ابوالانبياء* قصة سيدنا يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم
» هذا مقال اجتماعي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى الخواطر الشعرية-
انتقل الى: