ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي /علاج السحر الذي سحرته اليهود به

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي /علاج السحر الذي سحرته اليهود به Empty
مُساهمةموضوع: هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي /علاج السحر الذي سحرته اليهود به   هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي /علاج السحر الذي سحرته اليهود به Emptyالأحد أبريل 11, 2010 7:36 am

هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي /علاج السحر الذي سحرته اليهود به O2iwW-1W8o_884910638

فصل‏:‏ في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج السحر الذي سحرته اليهود به
قد أنكر هذا طائفة من الناس، وقالوا‏:‏ لا يجوز هذا عليه، وظنوه نقصًا وعيبًا، وليس الأمر كما زعموا، بل هو من جنس ما كان يعتريه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأسقام والأوجاع، وهو مرض من الأمراض، وإصابته به كإصابته بالسم لا فرق بينهما، وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنه ـا ـ أنها قالت‏:‏ سحر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى إن كان ليخيل إليه أنه يأتي نساءه، ولم يأتهن، وذلك أشد ما يكون من السحر‏.‏
قال القاضي عياض‏:‏ والسحر مرض من الأمراض، وعارض من العلل يجوز عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأنواع الأمراض مما لا ينكر، ولا يقدح في نبوته، وأما كونه يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله، فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة في شيء من صدقة، لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا، وإنما هذا فيما يجوز طروه عليه في أمر دنياه التي لم يبعث لسببها، ولا فضل من أجلها، وهو فيها عرضة للآفات كسائر البشر، فغير بعيد أنه يخيل إليه من أمورها ما لا حقيقة له، ثم ينجلي عنه كما كان‏.‏
المقصود‏:‏ ذكر هديه في علاج هذا المرض، وقد روي عنه فيه نوعان‏:‏
أحدهما ـ وهو أبلغهما ـ‏:‏ استخراجه وإبطاله، كما صح عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه سأل ربه سبحانه في ذلك، فدل عليه، فاستخرجه من بئر، فكان في مشط ومشاطة، وجف طلعة ذكر، فلما استخرجه، ذهب ما به، حتى كأنما أنشط من عقال، فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب، وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة وقلعها من الجسد بالاستفراغ‏.‏
والنوع الثاني‏:‏ الإستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر، فإن للسحر تأثيرًا في الطبيعة، وهيجان أخلاطها، وتشويش مزاجها، فإذا ظهر أثره في عضو، وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو، نفع جدًا‏.‏
وقد ذكر أبو عبيد في كتاب غريب الحديث له بإسناده، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ احتجم على رأسه بقرن حين طب‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ معنى طب‏:‏ أي سحر‏.‏
وقد أشكل هذا على من قل علمه، وقال‏:‏ ما للحجامة والسحر، وما الرابطة بين هذا الداء وهذا الدواء، ولو وجد هذا القائل أبقراط، أو ابن سينا، أو غيرهما قد نص على هذا العلاج، لتلقاه بالقبول والتسليم، وقال‏:‏ قد نص عليه من لا يشك في معرفته وفضله‏.‏
فاعلم أن مادة السحر الذي أصيب به ـ صلى الله عليه وسلم ـ انتهت إلى رأسه إلى إحدى قواه التي فيه بحيث كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولم يفعله، وهذا تصرف من الساحر في الطبيعة والمادة الدموية بحيث غلبت تلك المادة على البطن المقدم منه، فغيرت مزاجه عن طبيعته الأصلية‏.‏
والسحر‏:‏ هو مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة، وانفعال القوى الطبيعية عنها، وهو أشد ما يكون من السحر، ولا سيما في الموضع الذي انتهى السحر إليه، واستعمال الحجامة على ذلك المكان الذي تضررت أفعاله بالسحر من أنفع المعالجة إذا استعملت على القانون الذي ينبغي‏.‏
قال أبقراط‏:‏ الأشياء التي ينبغي أن تستفرغ يجب أن تستفرغ من المواضع التي هي إليها أميل بالأشياء التي تصلح لاستفراغها‏.‏
وقالت طائفة من الناس‏:‏ إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما أصيب بهذا الداء، وكان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله، ظن أن ذلك عن مادة دموية أو غيرها مالت إلى جهة الدماغ، وغلبت على البطن المقدم منه، فأزالت مزاجه عن الحالة الطبيعية له، وكان استعمال الحجامة إذ ذاك من أبلغ الأدوية، وأنفع المعالجة، فاحتجم، وكان ذلك قبل أن يوحى إليه أن ذلك من السحر، فلما جاءه الوحي من الله تعالى، وأخبره أنه قد سحر، عدل إلى العلاج الحقيقي وهو استخراج السحر وإبطاله، فسأل الله سبحانه، فدله على مكانه، فاستخرجه، فقام كأنما أنشط من عقال، وكان غاية هذا السحر فيه إنما هو في جسده، وظاهر جوارحه، لا على عقله وقلبه، ولذلك لم يكن يعتقد صحة ما يخيل إليه من إتيان النساء، بل يعلم أنه خيال لا حقيقة له، ومثل هذا قد يحدث من بعض الأمراض، والله أعلم‏.‏
فصل‏:‏ ومن أنفع علاجات السحر الأدوية الإلهية
بل هي أدويته النافعة بالذات، فإنه من تأثيرات الأرواح الخبيثة السفلية، ودفع تأثيرها يكون بما يعارضها ويقاومها من الأذكار، والآيات، والدعوات التي تبطل فعلها وتأثيرها، وكلما كانت أقوى وأشد، كانت أبلغ في القشرة، وذلك بمنزلة التقاء جيشين مع كل واحد منهما عدته وسلاحه، فأيهما غلب الآخر، قهره، وكان الحكم له، فالقلب إذا كان ممتلئًا من الله مغمورًا بذكره، وله من التوجهات والدعوات والأذكار والتعوذات ورد لا يخل به يطابق فيه قلبه لسانه، كان هذا من أعظم الأسباب التي تمنع إصابة السحر له، ومن أعظم العلاجات له بعد ما يصيبه‏.‏ وعند السحرة‏:‏ أن سحرهم إنما يتم تأثيره في القلوب الضعيفة المنفعلة، والنفوس الشهوانية التي هي معلقة بالسفليات، ولهذا فإن غالب ما يؤثر في النساء، والصبيان، والجهال، وأهل البوادي، ومن ضعف حظه من الدين والتوكل والتوحيد، ومن لا نصيب له من الأوراد الإلهية والدعوات والتعوذات النبوية‏.‏
وبالجملة‏:‏ فسلطان تأثيره في القلوب الضعيفة المنفعلة التي يكون ميلها إلى السفليات، قالوا‏:‏ والمسحور هو الذي يعين على نفسه، فإنا نجد قلبه متعلقًا بشيء كثير الإلتفات إليه، فيتسلط على قلبه بما فيه من الميل والإلتفات، والأرواح الخبيثة إنما تتسلط على أرواح تلقاها مستعدة لتسلطها عليها بميلها إلى ما يناسب تلك الأرواح الخبيثة، وبفراغها من القوة الإلهية، وعدم أخذها للعدة التي تحاربها بها، فتجدها فارغة لا عدة معها، وفيها ميل إلى ما يناسبها، فتتسلط عليها، ويتمكن تأثيرها فيها بالسحر وغيره، والله أعلم‏.‏
فصل‏:‏ في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الاستفراغ بالقيء
روى الترمذي في جامعه عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قاء، فتوضأ فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فذكرت له ذلك، فقال‏:‏ صدق، أنا صببت له وضوءه‏.‏ قال الترمذي‏:‏ وهذا أصح شيء في الباب‏.‏
القيء‏:‏ أحد الإستفراغات الخمسة التي هي أصول الاستفراغ، وهي الإسهال، والقيء، وإخراج الدم، وخروج الأبخرة والعرق، وقد جاءت بها السنة‏.‏
فأما الإسهال‏:‏ فقد مر في حديث ‏(‏خير ما تداويتم به المشي‏)‏ وفي حديث ‏(‏السنا‏)‏‏.‏
وأما إخراج الدم، فقد تقدم في أحاديث الحجامة‏.‏
وأما استفراغ الأبخرة، فذكره عقب هذا الفصل إن شاء الله‏.‏
وأما الإستفراغ بالعرق، فلا يكون غالبًا بالقصد، بل بدفع الطبيعة له إلى ظاهر الجسد، فيصادف المسام مفتحة، فيخرج منها‏.‏
والقيء استفراغ من أعلا المعدة، والحقنة من أسفلها، والدواء من أعلاها وأسفلها، والقيء‏:‏ نوعان‏:‏ نوع بالغلبة والهيجان، ونوع بالاستدعاء والطلب‏.‏ فأما الأول‏:‏ فلا يسوغ حبسه ودفعه إلا إذا أفرط وخيف منه التلف‏.‏ فيقطع بالأشياء التي تمسكه‏.‏ وأما الثاني‏:‏ فأنفعه عند الحاجة إذا روعي زمانه وشروطه التي تذكر‏.‏
وأسباب القيء عشرة‏.‏
أحدها‏:‏ غلبة المرة الصفراء، وطفوها على رأس المعدة، فتطلب الصعود‏.‏
الثاني‏:‏ من غلبة بلغم لزج قد تحرك في المعدة، واحتاج إلى الخروج‏.‏
الثالث‏:‏ أن يكون من ضعف المعدة في ذاتها، فلا تهضم الطعام، فتقذفه إلى جهة فوق‏.‏
الرابع‏:‏ أن يخالطها خلط رديء ينصب إليها، فيسيء هضمها، ويضعف فعلها‏.‏
الخامس‏:‏ أن يكون من زيادة المأكول أو المشروب على القدر الذي تحتمله المعدة، فتعجز عن إمساكه، فتطلب دفعه وقذفه‏.‏
السادس‏:‏ أن يكون من عدم موافقة المأكول والمشروب لها، وكراهتها له، فتطلب دفعه وقذفه‏.‏
السابع‏:‏ أن يحصل فيها ما يثور الطعام بكيفيته وطبيعته، فتقذف به‏.‏
الثامن‏:‏ القرف، وهو موجب غثيان النفس وتهوعها‏.‏
التاسع‏:‏ من الأعراض النفسانية، كالهم الشديد، والغم، والحزن، وغلبة اشتغال الطبيعة والقوى الطبيعية به، واهتمامها بوروده عن تدبير البدن، وإصلاح الغذاء، وإنضاجه، وهضمه، فتقذفه المعدة، وقد يكون لأجل تحرك الأخلاط عند تخبط النفس، فإن كل واحد من النفس والبدن ينفعل عن صاحبه، ويؤثر في كيفيته‏.‏
العاشر‏:‏ نقل الطبيعة بأن يرى من يتقيأ، فيغلبه هو القيء من غير استدعاء، فإن الطبيعة نقالة‏.‏
وأخبرني بعض حذاق الأطباء، قال‏:‏ كان لي ابن أخت حذق في الكحل، فجلس كحالًا، فكان إذا فتح عين الرجل، ورأى الرمد وكحله، رمد هو، وتكرر ذلك منه، فترك الجلوس‏.‏ قلت له‏:‏ فما سبب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نقل الطبيعة، فإنها نقالة، قال‏:‏ وأعرف آخر، كان رأى خراجًا في موضع من جسم رجل يحكه، فحك هو ذلك الموضع، فخرجت فيه خراجة‏.‏ قلت‏:‏ وكل هذا لا بد فيه مناستعداد الطبيعة، وتكون المادة ساكنة فيها غير متحركة، فتتحرك لسبب من هذه الأسباب، فهذه أسباب لتحرك المادة لا أنها هي الموجبة لهذا العارض‏.‏
فصل‏:‏ ولما كانت الأخلاط فى البلاد الحارة
والأزمنة الحارة ترق وتنجذب إلى فوق، كان القيء فيها أنفع‏.‏ ولما كانت في الأزمنة الباردة والبلاد الباردة تغلظ، ويصعب جذبها إلى فوق، كان استفراغها، بالإسهال أنفع‏.‏ وإزالة الأخلاط ودفعها تكون بالجذب والإستفراغ، والجذب يكون من أبعد الطرق، والإستفراغ من أقربها، والفرق بينهما أن المادة إذا كانت عاملة في الإنصباب أو الترقي لم تستقر بعد، فهي محتاجة إلى الجذب، فإن كانت متصاعدة جذبت من أسفل، وإن كانت منصبة جذبت من فوق، وأما إذا اسقرت في موضعها، استفرغت من أقرب الطرق إليها، فمتى أضرت المادة بالأعضاء العليا، اجتذبت من أسفل، ومتى أضرت بالأعضاء السفلى، اجتذبت من فوق، ومتى استقرت، استفرغت من أقرب مكان إليها، ولهذا احتج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على كاهله تارة، وفي رأسه أخرى، وعلى ظهر قدمه تارة، فكان يستفرغ مادة الدم المؤذي من أقرب مكان إليه‏.‏ والله أعلم‏.‏
فصل‏:‏ والقيء ينقي المعدة ويقويها
ويحد البصر، ويزيل ثقل الرأس، وينفع قروح الكلى، والمثانة، والامراض المزمنة كالجذام والاستسقاء، والفالج والرعشة، وينفع اليرقان‏.‏ ويبنغي أن يستعمله الصحيح في الشهر مرتين متواليتين من غير حفظ دور، ليتدارك الثاني ما قصر عنه الأول، وينقي الفضلات التي انصبت بسببه، والإكثار منه يضر المعدة، ويجعلها قابلة للفضول، ويضر بالأسنان والبصر والسمع، وربما صدع عرقًا، ويجب أن يجتنبه من به ورم في الحلق، أو ضعف في الصدر، أو دقيق الرقبة، أو مستعد لنفث الدم، أو عسر الإجابة له‏.‏
وأما ما يفعله كثير ممن يسيء التدبير، وهو أن يمتلئ من الطعام، ثم يقذفه، ففيه آفات عديدة، منها‏:‏ أنه يعجل الهرم، ويوقع في أمراض رديئة، ويجعل القيء له عادة‏.‏ والقيء مع اليبوسة، وضف الأحشاء، وهزال المراق‏.‏ أو ضعف المستقيء خطر‏.‏‏وأحمد أوقاته الصيف والربيع دون الشتاء والخريف، وينبغي عند القيء أن يعصب العينين، ويقمط البطن، ويغسل الوجه بماء بارد عند الفراغ، وان يشرب عقيبه شراب التفاح مع يسير من مصطكى، وماء الورد ينفعه نفعًا بينًا‏.‏
القيء يستفرغ من أعلى المعدة، ويجذب من أسفل، والإسهال بالعكس، قال أبقراط‏:‏ وينبغي أن يكون الإستفراغ في الصيف من فوق أكثر من الإستفراغ بالدواء، وفي الشتاء من أسفل‏.‏
فصل‏:‏ في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الإرشاد إلى معالجة أحذق الطبيبين
ذكر مالك في موطئه‏:‏ عن زيد بن أسلم، أن رجلًا في زمان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصابه جرح، فاحتقن الجرح الدم، وأن الرجل دعا رجلين من بني أنمار، فنظرا إليه فزعما أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لهما‏:‏ ‏(‏أيكما أطب‏؟‏ فقال‏:‏ أوفي الطب خير يا رسول الله‏؟‏ فقال‏:‏ أنزل الدواء الذي أنزل الداء‏)‏‏.‏ ففي هذا الحديث أنه ينبغي الاستعانة في كل علم وصناعة بأحذق من فيها فالأحذق، فإنه إلى الإصابة أقرب‏.‏ وهكذا يجب على المستفتي أن يستعين على ما نزل به بالأعلم فالأعلم، لأنه أقرب إصابة ممن هو دونه‏.‏ وكذلك من خفيت عليه القبلة، فإنه يقلد أعلم من يجده، وعلى هذا فطر الله عباده، كما أن المسافر في البر والبحر إنما سكون نفسه، وطمأنينته إلى أحذق الدليلين وأخبرهما، وله يقصد، وعليه يعتمد، فقد اتفقت على هذا الشريعة والفطرة والفعل‏.‏
وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏أنزل الدواء الذي أنزل الداء‏)‏، قد جاء مثله عنه في أحاديث كثيرة، فمنها ما رواه عمرو بن دينار، عن هلال بن يساف، قال‏:‏ ‏(‏دخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مريض يعوده، فقال‏:‏ أرسلوا إلى طبيب، فقال قائل‏:‏ وأنت تقول ذلك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له دواء‏)‏‏.‏
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة يرفعه‏:‏ ‏(‏ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء‏)‏، وقد تقدم هذا الحديث وغيره‏.‏
واختلف في معنى أنزل الداء والدواء، فقالت طائفة‏:‏ إنزاله إعلام العباد به، وليس بشيء، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخبر بعموم الإنزال لكل داء ودوائه، وأكثر الخلق لا يعملون ذلك، ولهذا قال‏:‏ ‏(‏علمه من علمه، وجهله من جهله ‏)‏‏.‏ وقالت طائفة‏:‏ إنزالهما‏:‏ خلقهما ووضعهما في الأرض، كما في الحديث الآخر‏:‏ ‏(‏إن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء‏)‏، وهذا وإن كان أقرب في الذي قبله، فلفظة الإنزال أخص من لفظة الخلق والوضع، فلا ينبغي إسقاط خصوصية اللفظة بلا موجب‏.‏
وقالت طائفة‏:‏ إنزالهما بواسطة الملائكة الموكلين بمباشرة الخلق من داء ودواء وغير ذلك، فإن الملائكة موكلة بأمر هذا العالم، وأمر النوع الإنساني من حين سقوطه في رحم أمه إلى حين موته، فإنزال الداء والدواء مع الملائكة، وهذا أقرب من الوجهين قبله‏.‏
وقالت طائفة‏:‏ إن عامة الأدواء والأدوية هي بواسطة إنزال الغيث من السماء الذي تتولد به الأغذية، والأقوات، والأدوية، والأدواء، وآلات ذلك كله، وأسبابه ومكملاته، وما كان منها من المعادن العلوية، فهي تنزل من الجبال، وما كان منها من الأودية والأنهار والثمار، فداخل في اللفظ على طريق التغليب والاكتفاء عن الفعلين بفعل واحد يتضمنهما، وهو معروف من لغة العرب، بل وغيرها من الأمم، كقول الشاعر‏:‏
علفتها تبنا وماء باردًا ** حتى غدت همالة عيناها
وقول الآخر‏:‏
ورأيت زوجك قــد غدا **متقلـــدًا سيفـــًا ورمحـــًا
وقول الآخر‏:‏
إذا ما الغانيات برزن يومًا ** وزججن الحواجب والعيونا
وهذا أحسن مما قبله من الوجوه والله أعلم‏.‏
وهذا من تمام حكمة الرب عز وجل، وتمام ربوبيته، فإنه كما ابتلى عباده بالأدواء، أعانهم عليها بما يسره لهم من الأدوية، وكما ابتلاهم بالذنوب أعانهم عليها بالتوبة، والحسنات الماحية والمصائب المكفرة، وكما ابتلاهم بالأرواح الخبيثة من الشياطين، أعانهم عليها بجند من الأرواح الطيبة، وهم الملائكة‏.‏ وكما ابتلاهم بالشهوات أعانهم على قضائها بما يسره لهم شرعًا وقدرًا من المشتهيات اللذيذة النافعة، فما ابتلاكم سبحانه بشيء إلا أعطاهم ما يستعينون به على ذلك البلاء، ويدفعونه به، ويبقى التفاوت بينهم في العلم بذلك، والعلم بطريق حصوله والتوصل إليه، وبالله المستعان‏.‏

فصل‏:‏ في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج المصاب بالعين
روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس، قال‏:‏ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏العين حق ولو كان شيء سابق القدر، لسبقته العين‏)‏‏.‏ وفي صحيحه أيضًا عن أنس، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رخص في الرقية من الحمة والعين والنملة‏.‏
وفي الصحيحين من حديث أبى هريرة، قال‏:‏ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏العين حق ‏)‏‏.‏
وفي سنن أبي داود عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت‏:‏ كان يؤمر العائن فيتوضأ، ثم يغتسل منه المعين‏.‏
وفي الصحيحين عن عائشة قالت‏:‏ أمرني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو أمر أن نسترقي من العين‏.‏
وذكر الترمذي، من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة الزرقي، أن أسماء بنت عميس، قالت‏:‏ يا رسول الله ‏!‏ إن بني جعفر تصيبهم العين أفأسترقي لهم‏؟‏ فقال‏:‏ ‏(‏نعم فلو كان شيء يسبق القضاء لسبقته العين‏)‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏
وروى مالك رحمه الله‏:‏ عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال‏:‏ ‏(‏رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل، فقال‏:‏ والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ‏!‏ قال‏:‏ فلبط سهل، فأتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عامرًا، فتغيظ عليه وقال‏:‏ علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت اغتسل له، فغسل له عامر وجهه ويديه، ومرفقيه وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه، فراح مع الناس‏)‏‏.‏
وروى مالك رحمه الله أيضًا عن محمد بن أبي أمامة بن سهل، عن أبيه هذا الحديث، وقال فيه‏:‏ ‏(‏إن العين حق، توضأ له‏)‏‏.‏ فتوضأ له‏.‏
وذكر عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه مرفوعًا ‏(‏العين حق، ولو كان شيء سابق القدر، لسبقته العين، وإذا استغسل أحدكم، فليغتسل‏)‏ ووصله صحيح‏.‏
قال الزهري‏:‏ يؤمر الرجل العائن بقدح، فيدخل كفه فيه، فيتمضمض، ثم يمجه في القدح، ويغسل وجهه في القدح، ثم يدخل يده اليسرى، فيصب على ركبته اليمنى في القدح، ثم يدخل يده اليمنى، فيصب على ركبته اليسرى، ثم يغسل داخلة إزاره، ولا يوضع القدح في الأرض، ثم يصب على رأس الرجل الذي تصيبه العين من خلفه صبة واحدة‏.‏
والعين‏:‏ عينان‏:‏ عين إنسية، وعين جنية، فقد صح عن أم سلمة، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة، فقال‏:‏ ‏(‏استرقوا لها، فإن بها النظرة‏)‏‏.‏
قال الحسين بن مسعود الفراء‏:‏ وقوله‏:‏ سفعة ‏.‏ أي نظرة، يعني‏:‏ من الجن، يقول‏:‏ بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح‏.‏
ويذكر عن جابر يرفعه‏:‏ ‏(‏إن العين لتدخل الرجل القبر، والجمل القدر‏)‏‏.‏
وعن أبي سعيد، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يتعوذ من الجان، ومن عين الإنسان‏.‏
فأبطلت طائفة ممن قل نصيبهم من السمع والعقل أمر العين، وقالوا‏:‏ إنما ذلك أوهام لا حقيقة له، وهؤلاء من أجهل الناس بالسمع والعقل، ومن أغلظهم حجابًا، وأكثفهم طباعًا، وأبعدهم معرفة عن الأرواح والنفوس‏.‏ وصفاتها وأفعالها وتأثيراتها، وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين، ولا تنكره، وإن اختلفوا في سببه وجهة تأثير العين‏.‏
فقالت طائفة‏:‏ إن العائن إذا تكيفت نفسه بالكيفية الرديئة، انبعث من عينه قوة سمية تتصل بالمعين، فيتضرر‏.‏ قالوا‏:‏ ولا يستنكر هذا، كما لا يستنكر انبعاث قوة سمية من الأفعى تتصل بالإنسان، فيهلك، وهذا أمر قد اشتهر عن نوع من الأفاعي أنها إذا وقع بصرها على الإنسان هلك، فكذلك العائن‏.‏
وقالت فرقة أخرى‏:‏ لا يستبعد أن ينبعث من عين بعض الناس جواهر لطيفة غير مرئية، فتتصل بالمعين، وتتخلل مسام جسمه، فيحصل له الضرر‏.‏
وقالت فرقة أخرى‏:‏ قد أجرى الله العادة بخلق ما يشاء من الضرر عند مقابلة عين العائن لمن يعينه من غير أن يكون منه قوة ولا سبب ولا تأثير أصلًا، وهذا مذهب منكري الأسباب والقوى والتأثيرات في العالم، وهؤلاء قد سدوا على أنفسهم باب العلل والتأثيرات والأسباب، وخالفوا العقلاء أجمعين‏.‏
ولا ريب أن الله سبحانه خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة، وجعل في كثير منها خواص وكيفيات مؤثرة، ولا يمكن لعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام، فإنه أمر مشاهد محسوس، وأنت ترى الوجه كيف يحمر حمرة شديدة إذا نظر إليه من يحتشمه ويستحي منه، ويصفر صفرة شديدة عند نظر من يخافه إليه، وقد شاهد الناس من يسقم من النظر وتضعف قواه، وهذا كله بواسطة تأثير الأرواح، ولشدة ارتباطها بالعين ينسب الفعل إليها، وليست هي الفاعلة، وإنما التأثير للروح، والأرواح مختلفة في طبائعها وقواها وكيفياتها وخواصها، فروح الحاسد مؤذية للمحسود أذى بينًا، ولهذا أمر الله ـ سبحانه ـ رسوله أن يستعيذ به من شره، وتأثير الحاسد في أذى المحسود أمر لا ينكره إلا من هو خارج عن حقيقة الإنسانية، وهو أصل الإصابة بالعين، فإن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة، وتقابل المحسود، فتؤثر فيه بتلك الخاصية، وأشبه الأشياء بهذا الأفعى، فإن السم كامن فيها بالقوة، فإذا قابلت عدوها، انبعثت منها قوة غضبية، وتكيفت بكيفية خبيثة مؤذية، فمنها ما تشد كيفيتها وتقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين، ومنها ما تؤثر في طمس البصر، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأبتر، وذي الطفيتين من الحيات‏:‏ ‏(‏إنهما يلتمسان البصر، ويسقطان الحبل‏)‏‏.‏
ومنها، ما تؤثر في الإنسان كيفيتها بمجرد الرؤية من غير اتصال به، لشدة خبث تلك النفس، وكيفيتها الخبيثة المؤثرة، والتأثير غير موقوف على الإتصالات الجسمية، كما يظنه من قل علمه ومعرفته بالطبيعة والشريعة، بل التأثير يكون تارة بالإتصال، وتارة بالمقابلة، وتارة بالرؤية، وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه، وتارة بالأدعية والرقى والتعوذات، وتارة بالوهم والتخيل، ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية، بل قد يكون أعمى، فيوصف له الشيء، فتؤثر نفسه فيه، وإن لم يره، وكثير من العائنين يؤثر في المعين بالوصف من غير رؤية، وقد قال تعالى لنبيه‏:‏ ‏{‏وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر‏}‏ ‏[‏القلم‏:‏ 51‏]‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏{‏قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد‏}‏ ‏[‏الفلق‏:‏1: 5]‏، فكل عائن حاسد، وليس كل حاسد عائنًا، فلما كان الحاسد أعم من العائن، كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن، وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفًا لا وقاية عليه، أثرت فيه، ولا بد، وإن صادفته حذرًا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام، لم تؤثر فيه، وربما ردت السهام على صاحبها، وهذا بمثابة الرمي الحسي سواء، فهذا من النفوس والأرواح، وذلك من الأجسام والأشباح‏.‏ وأصله من إعجاب العائن بالشيء، ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرة إلى المعين، وقد يعين الرجل نفسه، وقد يعين بغير إرادته، بل بطبعه، وهذا أردأ ما يكون من النوع الإنساني، وقد قال أصحابنا وغيرهم من الفقهاء‏:‏ إن من عرف بذلك، حبسه الإمام، وأجرى له ما ينفق عليه إلى الموت، وهذا هو الصواب قطعًا‏.‏
فصل‏:‏ والمقصود‏:‏ العلاج النبوي لهذه العلة
وهو أنواع، وقد روى أبو داود في سننه عن سهل بن حنيف، قال‏:‏ مررنا بسيل، فدخلت، فاغتسلت فيه، فخرجت محمومًا، فنمي ذلك إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال‏:‏ ‏(‏مروا أبا ثابت يتعوذ، قال‏:‏ فقلت‏:‏ يا سيدي ‏!‏ والرقى صالحة‏؟‏ فقال‏:‏ لا رقية إلا في نفس، أو حمة أو لدغة‏)‏‏.‏ والنفس‏:‏ العين، يقال‏:‏ أصابت فلانًا نفس، أي‏:‏ عين‏.‏ والنافس‏:‏ العائن‏.‏ واللدغة ـ بدال مهملة وغين معجمة ـ وهي ضربة العقرب ونحوها‏.‏ فمن التعوذات والرقى الإكثار من قراءة المعوذتين، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، ومنها التعوذات النبوية‏.‏
نحو‏:‏ أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق‏.‏
ونحو‏:‏ أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة‏.‏
ونحو‏:‏ أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاورهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل، والنهار، ومن شر طوارق الليل إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن‏.‏
ومنها‏:‏ أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون‏.‏
ومنها‏:‏ اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم إنه لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، سبحانك وبحمدك‏.‏
ومنها‏:‏ أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه، وبكلماته التامات التي لا يجاورهن بر لا فاجر، وأسماء الله الحسنى، ما علمت منها وما لم أعلم، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، إن ربي على صراط مستقيم‏.‏
ومنها‏:‏ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم‏.‏
وإن شاء قال‏:‏ تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو، إلهي وإله كل شيء، واعتصمت بربي ورب كل شيء، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الرب من العباد، حسبي الخالق من المخلوق، حسبي الرازق من المرزوق، حسبي الذي هو حسبي، حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله مرمى، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم‏.‏
ومن جرب هذه الدعوات والعوذ، عرف مقدار منفعتها، وشدة الحاجة إليها، وهي تمنع وصول أثر العائن، وتدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها، وقوة نفسه، واستعداده، وقوة توكله وثبات قلبه، فإنها سلاح، والسلاح بضاربه‏.‏
فصل‏:‏ وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه وإصابتها للمعين
فليدفع شرها بقوله‏:‏ اللهم بارك عليه، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف‏:‏ ‏(‏ألا بركت‏)‏ أي‏:‏ قلت‏:‏ اللهم بارك عليه‏.‏ ومما يدفع به إصابة العين قول‏:‏ ما شاء الله لا قوة إلا بالله، روى هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان إذا رأى شيئًا يعجبه، أو دخل حائطًا من حيطانه قال‏:‏ ما شاء الله، لا قوة إلا بالله‏.‏ ومنها رقية جبريل عليه السلام للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي رواها مسلم في صحيحه ‏(‏باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك‏)‏‏.‏
ورأى جماعة من السلف أن تكتب له الآيات من القرآن، ثم يشربها‏.‏ قال مجاهد‏:‏ لا بأس أن يكتب القرآن، ويغسله، ويسقيه المريض، ومثله عن أبي قلابة‏.‏ ويذكر عن ابن عباس‏:‏ أنه أمر أن يكتب لامرأة تعسر عليها ولادها أثر من القرآن، ثم يغسل وتسقى‏.‏ وقال أيوب‏:‏ رأيت أبا قلابة كتب كتابًا من القرآن، ثم غسله بماء، وسقاه رجلًا كان به وجع‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي /علاج السحر الذي سحرته اليهود به
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي /فصل‏:‏ في هديه في علاج استطلاق البطن
» هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي /في علاج عرق النسا
» هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي
» هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي /ويجوز نفع التمر المذكور في بعض السموم
» هديه صلى الله عليه وسلم في العلاج والتداوي /يؤمر العائن بغسل مغابنه وأطرافه وداخلة إزاره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى الطب والحياة-
انتقل الى: