قطاع صيانة الطائرات

قطاع صيانة الطائرات
دبي تمارا بخاري
طائرات اف15
تعتبر منطقة الخليج العربي من أسرع المناطق نمواً على مستوى العالم في مجال الطيران، فقد شهدت العام الماضي نمواً بلغت نسبته 18.6 بالمئة، مقارنة مع دول آسيا والباسفيك، والتي حققت 7.8 بالمئة، وأميركا 3 بالمئة، وأوربا 5 بالمئة، وأفريقيا 13.4 بالمئة
تسهم التوسعة الكبيرة للمطارات وشركات الطيران في تعزيز واستمرار معدلات النمو الحالية الممتازة، ومن المقدر أنه بحلول عام 2012م، ستستثمر عشر مطارات رائدة في المنطقة العربية ما يعادل 36.8 مليار دولار أميركي في التوسعات الجديدة، والتي ستسمح باستقبال 318 مليون راكب إضافي سنوياً، وتحتل دولة الإمارات العربية المتحدة، موقع الصدارة في هذا المجال، إذ إنها طبقت سياسات "السماء المفتوحة"، والتي لعبت دوراً بارزاً في تطور صناعة السياحة، وتسيير الرحلات الطويلة، التي أتاحت للركاب السفر بدون توقف من وإلى أي مكان في العالم، ومن الواضح أن الإمارات أصبحت تمتلك واحداً من أنشط قطاعات الطيران في العالم، وتستقطب أعداداً متزايدة من الزوار إليها في كل عام، إذ استحوذ قطاع السفر والسياحة على نسبة تصل إلى 12.1 في المئة من إجمالي الناتج المحلي في العام 2006م، ومن المتوقع لهذا الرقم أن يحقق المزيد من الارتفاع في السنوات اللاحقة، لاسيما وأن التوقعات تشير إلى أن إجمالي الطلب سينمو بنسبة 5 في المئة عاماً تلو آخر، وحتى العام 2016م، وقد توقع "مجلس المطارات العالمي" أن تصل الطاقة الاستيعابية في مطارات الإمارات، القائمة والجديدة، إلى ما يزيد على 250 مليون راكب بحلول العام 2020م، لتحتل المركز الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث الطاقة الاستيعابية.
كما ستضخ الإمارات ما يزيد على 22 مليار دولار في مشروعات توسعات وبناء مطارات بإمارات الدولة المختلفة، وتستحوذ الإمارات على نحو نصف استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في قطاع بناء المطارات، والتي تقدر حتى الآن بنحو 43 مليار دولار، وذلك وفقاً لبيانات من مجلس المطارات العالمي، وتتوزع معظم استثمارات الدولة في بناء المطارات على ثلاثة مشروعات رئيسية، تتمثل في مطار أبوظبي الدولي، ومطار آل مكتوم في دبي "وورلد سنترال" بجبل علي، ومطار دبي الدولي.
تبلغ طاقة مطار دبي الدولي الحالية 25 مليون راكب، إلا أنه يستقبل نحو 40 مليون راكب، وبإنجاز التوسعات الحالية التي ستدخل الخدمة نهاية العام الجاري، وبتشغيل الصالة الثالثة فيما بعد، ستصل طاقة المطار إلى 70 مليون راكب، ليصبح أكبر مطار من حيث الطاقة الاستيعابية في المنطقة، ويستحوذ مطار آل مكتوم على ثلث استثمارات دبي وورلد سنترال، التي تقدر بحوالي 31 مليار دولار، ومن المقرر أن يدخل المطار بجميع مدرجاته الستة الخدمة خلال عشر سنوات من الآن.
ومن المتوقع أن يصبح مطار آل مكتوم نموذجاً مختلفاً كلياً في قطاع المطارات حول العالم، خاصة أن طاقته الاستيعابية تصل إلى 120 مليون راكب، و12 مليون طن شحن، وهناك احتمال بأن تتغير هذه الأرقام في ضوء أعمال التنفيذ، كما حدث في مطار دبي، الذي ارتفعت طاقته الاستيعابية على مراحل التنفيذ من 45 مليوناً، إلى 60 ثم إلى 70 مليون راكب، وسيكون مجهزاً لاستقبال الطائرات الكبيرة مثل إيرباص إيه 380.
وفي أبوظبي، اعتمدت شركة مطارات أبوظبي تنفيذ خطة واسعة لتوسعة المطارات وخدماتها لمدة 50 عاماً قادمة، وتقدر الاستثمارات المتوقعة لتوسعات مطار أبوظبي بنحو 7.8 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتم تشغيل المدرج الجديد في مطار أبوظبي مع نهاية العام الجاري، ويبلغ طوله 4100 متر، ثم يعمل على تطوير المدرج القديم، ليستوعب المدرجان 70 طائرة في الساعة، ليصبح مطار أبوظبي الثاني في العالم بعد مطار هونج كونج الذي يستوعب مثل هذا العدد من الطائرات في الساعة الواحدة.
هذا النشاط في قطع المطارات وشركات الطيران والسفر، أوجب إقامة نشاط مواز في قطاع صيانة الطائرات، سواء في دبي أو أبوظبي، وقد كانت دبي السباقة في هذا المجال، إذ أنشأت مركز طيران الإمارات الهندسي في عام 1998م، والذي يعتبر واحداً من أحدث منشآت صيانة الطائرات في الشرق الأوسط، إلا أن الناقلة سرعان ما احتاجت إلى مراكز أكبر لمواكبة النمو السريع والمطرد لأسطولها. وفي نوفمبر من العام الماضي، دشن الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، المركز الجديد لصيانة الطائرات في دبي، بتكلفة بلغت 353 مليون دولار، وقد أقيم على مساحة 55 هكتاراً، ويعد هذا المركز الذي أقيم في الجهة الشمالية من مطار دبي الدولي، من أكبر وأحدث مراكز صيانة الطائرات في العالم، ويلبي بتقنياته المتطورة ومعداته الحديثة كل متطلبات الصيانة الثقيلة والخفيفة لأسطول طيران الإمارات، وسيستوعب أعمال صيانة لأساطيل ناقلات أخرى.
ويوفر المركز ثماني حظائر للطائرات، تزيد مساحة كل منها على ضعفي ملعب كرة القدم، وتستوعب كل واحدة من هذه الحظائر، طائرة من أي حجم، بما في ذلك الطائرة العملاقة إيرباص إيه 380، وانتقل فريق الدائرة الهندسية إلى المركز الجديد، بعد هدم المركز القديم، الذي كان قائماً في الجهة المقابلة من مطار دبي الدولي، لتوفير مساحات إضافية لمشاريع التوسعة المتواصلة في المطار، ويشمل المركز الهندسي الجديد كل الورش الهندسية ومستودعات قطع الغيار بجوار حظائر الطائرات مباشرة، لسرعة وسهولة نقل المحركات وقطع الغيار الأخرى بين الطائرات والورش ومناطق التخزين.
وتخوض دبي الآن سباقاً مع الزمن لتعزيز موقعها كمركز رئيسي للطيران، ولأنشطة صناعة الطيران والملاحة الجوية، ليس فقط على صعيد المنطقة، بل أيضاً على المستوى العالمي. ومن أهم الإشارات على ذلك، العمل الذي تشهده الإمارة في بناء "دبي وورلد سنترال"، الذي سيصبح أكبر مطار في العالم، وتطوير شركة دبي لصناعات الطيران، انطلاقاً من مقرها الرئيسي في دبي، عبر سلسلة من مراحل التطوير وعمليات الاستحواذ، التي تستهدف تعزيز مكانة الشركة كلاعب أساسي في قطاع الطيران العالمي، وتأسيس مجمع متكامل لصناعات الطيران، وسيتخذ مقراً رئيسياً له في دبي وورلد سنترال، في مدينة المطارات والدعم اللوجستي الجديدة في منطقة جبل علي، والتي تمتد على مساحة 140 كيلومتراً مربعاً، كما تقوم الشركة بإبرام تحالفات مع نخبة من أبرز الشركات العالمية الرائدة في قطاع الطيران، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من حضورها ضمن أبرز الشركات في مجال صناعة الطيران في العالم خلال العقد القادم.
تضم قائمة المساهمين في دبي لصناعات الطيران، كلاً من: إعمار العقارية، استثمار العالمية، سلطة واحة دبي للسيليكون، دبي إنترناشيونال كابيتال، دي آي إف سي للاستثمار ذ. المجتمع . المجتمع ، حكومة دبي، وأملاك للتمويل.
وتضم دبي لصناعات الطيران ست شركات تابعة، هي "دبي لصناعات الطيران كابيتال"، "دبي لصناعات الطيران للمطارات"، "جامعة دبي لصناعات الطيران"، "دبي لصناعات الطيران للتصنيع"، "دبي لصناعات الطيران للهندسة"، و"دبي لصناعات الطيران للخدمات".
في أبوظبي، دشنت شركة أبوظبي لتقنيات الطائرات في فبراير الماضي، أعمال تشييد حظيرة صيانة ذات منصة واحدة مخصصة لشركة "طيران الاتحاد"، وذلك في إطار اتفاقية صيانة وإصلاح وترميم شاملة قيمتها 500 مليون دولار، وتخدم حظيرة الصيانة الجديدة، المتوقع اكتمالها هذا الشهر يوليو، أسطول الشركة، وتساهم في تقليل فترات الفحوصات الدورية والخدمات الفنية، وتعتبر الاتفاقية، التي تم توقيعها شهر نوفمبر من العام الماضي، أول عقد تبرمه شركة أبوظبي لتقنيات الطائرات، عقب إطلاقها كبديل لشركة الخليج لصيانة الطائرات "جامكو"، ضمن إستراتيجية طويلة الأمد، تهدف إلى تحقيق عوائد سنوية تناهز 800 مليون دولار، بحلول العام 2012م.
وتقوم "أبوظبي لتقنيات الطائرات"، بموجب الاتفاقية، بتزويد "طيران الاتحاد" بمختلف أنواع خدمات الصيانة والإصلاح والترميم، بما في ذلك الفحص الروتيني والفحص الدقيق لمكونات الطائرات، والخدمات الفنية واللوجستية، والتوريدات، وخدمات المحركات، وتركيب وحدات الطاقة الإضافية، وهي الأولى من نوعها في قطاع صيانة الطائرات.
ولم يقتصر هذا النشاط على الشركات المحلية، فقد قامت شركة إيرباص، في أبريل الماضي، بافتتاح مركزها اللوجستي لقطع الغيار في الشرق الأوسط، في المنطقة الحرة في مطار دبي، ويقع المركز إلى جانب مطار دبي الدولي، وهو يغطي 3.700 متر مربع من مساحة التخزين، مما يتيح لشركة إيرباص أن تكون قرب مراكز الصيانة الجديدة، ويزيد من سرعة استجابتها إلى احتياجاتها. كما أنه يقلص الوقت والتكلفة في نقل قطع الغيار، وسيفتح المركز أبوابه على مدار الساعة، ويخزن 5.000 قطعة غيار، موفراً بذلك توزيعاً لقطع غيار الطائرات إلى المواقع الإقليمية على مدار الساعة.

» صور من الطائرات من الجو
» الطائرات :: مرجع شامل
» صور الطائرات / مرجع شامل
» قطاع غزة لمن لايعرفة
» أنواع الطائرات من حيث الإقلاع والهبوط