ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 الصراع الأمريكي - الياباني في المحيط الهادي 1941-1942

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

الصراع الأمريكي - الياباني في المحيط الهادي 1941-1942 Empty
مُساهمةموضوع: الصراع الأمريكي - الياباني في المحيط الهادي 1941-1942   الصراع الأمريكي - الياباني في المحيط الهادي 1941-1942 Emptyالإثنين يناير 18, 2010 2:04 pm

الصراع الأمريكي - الياباني في المحيط الهادي 1941-1942 K66sL-yVR2_348260128
الصراع الأمريكي - الياباني في المحيط الهادي 1941-1942
الصراع الأمريكي - الياباني في المحيط الهادي
1941-1942
وجدت اليابان نفسها – بعد انحدار المفاوضات الأمريكية اليابانية – أمام خيارين مخيفين يرتبط بهما مصيرها ووجودها؛ حيث وجب عليها أن تواجه حالة جديدة ليس فيها إلا مخرجان مجهولا النتيجة: إما الانسحاب بخزي فيؤدي ذلك إلى فقدانها لكل مكاسبها السابقة، أو اللعب بكامل أوراقها، دون التأكد من نجاحها الحاسم. ومع ذلك فإن العسكريين أكدوا أنه مازال أمامهم فرصة جيدة للنجاح، ورأوا سلفاً ثمار النصر ترسم جلياً في الأفق في شكل إمبراطورية أكثر سكاناً وثروة من أية إمبراطورية أخرى حملتها ظهر الأرض، وأكدوا أنه لا يوجد ما يخشونه من الولايات المتحدة التي أفسدها الترف المفرط. وبما أنهم على قناعة تامة بأن الأمريكيين لن يتورطوا في حرب طويلة الأمد، فقد قدروا أن بعض انتصارات يحققونها في بدء القتال كافية لتؤمن لهم السيطرة على المحيط الهادي.
- ضرب بيرل هاربر:
في صباح يوم الأحد السابع من ديسمبر 1941، سلم مندوبا الحكومة اليابانية إلى هول مذكرة تضمنت رفض الحكومة اليابانية الاقتراحات الأمريكية التي قدمت لها في السادس والعشرين من نوفمبر، ونصت الفقرة الأخيرة منها على مايلي: "تأسف الحكومة اليابانية أن تجد نفسها مضطرة في هذه المذكرة إلى إبلاغ الحكومة الأمريكية بأنها -نظراً لموقف هذه الحكومة- لا تجد من الممكن الوصول إلى اتفاق عن طريق أية مفاوضات مقبلة، وخاصة مع لجوء الولايات المتحدة وبريطانيا إلى كل الطرق الممكنة لمساعدة كاي شيك؛ هادفين بذلك إلى عرقلة السلام العام بين الصين واليابان، وليس بمقدور الحكومة اليابانية أن تسمح باستمرار هذا الوضع؛ لأنه يتعارض تعارضاً مباشراً مع سياستها القائمة على تمكين كل أمة من التمتع بالمركز الذي يناسبها في هذا العالم". وأدركت الولايات المتحدة، أن مفاوضات اليابان معها لم تكن سوى وسيلة لكسب مزيدٍ من الوقت، حتى يتسنى لها وضع الخطط العسكرية اللازمة لشن هجومها المزمع موضع التنفيذ.
ولم تتضمن المذكرة أي إعلان للحرب، وإن كان الهجوم المسلح قد وقع قبل تسليمها إلى الحكومة الأمريكية، ذلك أن اليابان قامت -وكعادتها في استراتيجيتها الحربية القيام بشن حربٍ دون تحذير أو إعلان مسبق- بهجوم جوي مفاجئ على القاعدة البحرية الأمريكية في بيرل هاربر بجزر هاواي؛ حيث كان الأسطول الياباني الذي أوكل إليه مهمة مهاجمة القاعدة البحرية -يتألف من ست حاملات للطائرات، تحمل على متنها أكثر من 360 طائرة، وتحميها سفينتي قتال من أسرع السفن، وثماني مدمرات، وثلاث غواصات، وثماني سفن حربية ثقيلة- قد وصل قادماً من جزر كوريل -بعد رحلة دامت 12 يوم– إلى نقطة تبعد مائتي ميل إلى الشمال من أواهو، وبذلك أصبح في وسعه إرسال طائراته لمهاجمة الهدف المنشود.
وقد أغارت [في حوالي الساعة السابعة والدقيقة الخامسة والخمسون] 360 طائرة بقيادة "فوشيدا" Fuchidaعلى القاعدة الأمريكية في بيرل هاربر، وتمكنت من التسلل إلى أهدافها دون أن يتم اكتشافها، وأخذت تغير على القطع البحرية لأسطول الولايات المتحدة، التي كانت مصطفة وكأنها في حالة عرض، وحولتها إلى جحيم مشتعل، وقد شاركت مجموعة من الغواصات اليابانية في الهجوم على القاعدة، وأسفر ذلك عن تكبد الأمريكيين هزيمة لا مثيل لها في تاريخ المعارك البحرية، ففي غضون الساعتين اللتين استغرقهما الهجوم تكبد الأمريكيون خسائر فادحة في العدد والمعدات، أسفرت عن قتل وجرح 3581 عسكرياً (2343 قتيل، 1178 جريح) ، ونحو ألف مفقود وإصابة تسع عشرة سفينة (7 سفن حربية – 12 حاملة طائرات) و150 طائرة، بينما كانت خسائر اليابانيين في الهجوم طفيفة تمثلت بخسارة 29 طائرة و155 مقاتل. ومن حسن حظ الأمريكيين أن ثلاثاً من حاملات طائراتهم، وبعض السفن المرافقة لها كانت بعرض البحر وقت الهجوم في مهمات خاصة، وهي التي قدر لها أن تكون الورقة الرابحة والحاسمة في متابعة الحرب ضد اليابان.
أصدر الإمبراطور الياباني – بعد أن قامت قواته بضرب بيرل هاربر في 8 ديسمبر– القرار الإمبراطوري الذي نص على ما يلي: "إن رغبتنا في تحقيق أهدافنا بالسيطرة على الشرق الأقصى اعترضتها قوة الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان أثارتا القلق والاضطراب في شرق آسيا، ومن منطلق الدفاع عن وجودنا وذاتنا فلم يكن هناك من سبيل سوى اللجوء إلى العمل العسكري". وهكذا أعلن الإمبراطور الياباني صراحة الحرب على دول الحلفاء لتحقيق أهداف اليابان في السيطرة على الشرق الأقصى.
وفي تقييم ذلك الهجوم نجد أن اليابانيين أصابوا الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي بالشلل التام وأصبح غير صالح للاستعمال، كما قوضوا مركز الولايات المتحدة الاستراتيجي فيه، ومهدوا الطريق لغزو سريع لجنوب شرق آسيا وغرب الباسيفيك.
لقد كان ذلك النصر بمثابة انتصاراً ساحقاً لليابان، أعدت خطته التفصيلية بكل دقة؛ بحيث عادت كل الطائرات اليابانية المتبقية إلى قواعدها قبل الساعة الواحدة ظهراً. وفي رأي بعض المحللين أن الجنرال ناجومو Chuichi Nagumo-قائد أركان البحرية- قد ارتكب خطأ جسيماً بانسحابه قبل تدمير مخزون البترول في المستودعات، والذي يقدر بأربعة ملايين ونصف مليون برميل، ولو تم تدميرها لأرغم الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي على العود ة إلى كاليفورنيا، وعزل هاواي وقطع طرق الاتصال مع أستراليا. وقد برر اليابانيون ذلك، بأن الخطة اليابانية كانت تقوم على أساس "توجيه ضربة ثم الانسحاب بسرعة"؛ فقد نفذ ناجومو نَصَّ الخطة وانسحب باتجاه الشمال الغربي، ولو أنه طارد بقايا الأسطول الأمريكي التي كانت تسرع بانسحابها باتجاه الشرق لمني الأسطول الأمريكي بخسائر أكبر، كما رأت الدوائر العسكرية الأمريكية بأن اليابان ارتكبت أكبر خطأ استراتيجي، بتغافلها عن استغلال الفرصة التي أتيحت لها باحتلال بيرل هاربر.
من المعتقد أن أسباب اتخاذ ناجومو قرار الانسحاب بالأسطول إلى اليابان، بعد تنفيذ المهمة، يعود إلى خوفه من قيام حاملات الطائرات الأمريكية التي كانت في عرض البحر من توجيه هجوم مضاد على أسطوله؛ إذ لم يكن يعلم ما هو عددها ولا مواقعها، لذلك فضل الانسحاب والعودة إلى بلاده منتصراً ليعلن الابتهاج والاحتفال العام.
تلاحقت الكوارث في الشرق الأقصى واحدة تلو الأخرى؛ فقد مثلت الأيام الأولى من الهجوم فواجع للبريطانيين أيضاً، حيث استغلت زوارق الطوربيد اليابانية خروج الأسطول البريطاني -المؤلف من بارجتين هما: البرنس أوف ويلز(35000)، وريبالس ( 32000)، بالإضافة إلى أربع مدمرات- من قاعدة سنغافورا في الثامن من ديسمبر للانضمام إلى الأسطول الأمريكي لمهاجمة بعض السفن اليابانية، التي كانت ترسو في شمال الملايو، وقامت بإغراقها في العاشر من ديسمبر، في خليج شبه جزيرة مالاوي، مستغلة عدم قيام البريطانيين بتعزيز دفاعات هونج كونج. وتعد هاتان البارجتان بحق من القطع الأساسية في الأسطول البريطاني أو أسطول شرق المحيط كما كان يطلق عليه آنذاك، وكان لإغراقهما أثر كبير في رفع معنويات اليابانيين إلى عنان السماء؛ ذلك أنهم شعروا بفخر عظيم لاستطاعتهم إغراق بارجتين لأقوى أسطول بحري عرفه العالم آنذاك، ألا وهو الأسطول البريطاني.
وقد أظهر تشرشل رئيس الوزراء البريطاني –للرأي العام- غضبه من تلك الحادثة عندما قال: "إنني لم أتلق أبداً أي صدمة مباشرة مثل هذه الصدمة التي أفزعتني، وجعلتني أوقن أن اليابانيين متفوقون، أما نحن في كل مكان فأصبحنا ضعفاء ومجردين من كل شيء".
- موقف الولايات المتحدة من ضرب بيرل هاربر:
أدى هجوم اليابانيين على بيرل هاربر إلى إحداث موجة من الغضب العارم، والتصميم على الانتقام من اليابانيين؛ حيث روعت تلك الحادثة الرأي العام الأمريكي، وأدخلت إلى قلبه الحنق من تصرف اليابانيين، فترك الأمريكيون جميع خلافاتهم، ووحدوا كلمتهم وأصبحوا يداً واحدة لرد كيد المهاجمين؛ ذلك أن حادث بيرل هاربر كان قد صرع أسطول الولايات المتحدة في المحيط الهادي، ولكنه لم يصرع الولايات المتحدة، بل إنه -كما رأينا على النقيض من ذلك- وحد رأي هذه الأمة، كما لم يكن بوسع أي شيء آخر أن يوحدها، وهي التي حدت طويلاً من حرية الإدارة الأمريكية على التصرف، فكرست كل مواردها وطاقاتها للحرب.
وطبقاً لذلك، أيدت الأمة الأمريكية بأسرها روزفلت وساندته، وفي اليوم التالي وقف روزفلت أمام الكونجرس بمجلسيه في جلسة مشتركة، وقرأ رسالته، التي استهلها بأن: "الهجوم الياباني - وهو يوم من الخزي والعار- لن ينسى إلى الأبد، وسيبقى يوم السابع من ديسمبر تاريخاً شائناً على مر العصور، وذكَّر أن بعد المسافة بين اليابان وجزر هاواي يدل على أن الهجوم قد خطط له قبل عدة أسابيع. وخلال ذلك الوقت كانت اليابان تسعى لخديعة الولايات المتحدة بالتصريحات الزائفة، والتعبير عن الأمل في سلام دائم". واعترف في خطابه بفداحة الخسائر التي نزلت بقوات بلاده البحرية والجوية، وأبلغ الكونجرس بأنه في الوقت نفسه لا يهم طول الوقت الذي سوف يستغرق للتغلب على هذا الغزو المتعمد، فإن الشعب الأمريكي بقوته وإصراره سوف يحقق النصر التام.
وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع على قطع المفاوضات مع اليابان، وإعلان الحرب عليها في الثامن من ديسمبر، وبذلك أدى الهجوم الياباني على بيرل هاربر إلى دخول الولايات المتحدة الحرب ضد اليابان. وفي المقابل أعلنت كل من ألمانيا وإيطاليا الحرب على الولايات المتحدة في 11 ديسمبر. وفي اليوم نفسه أشار روزفلت للكونجرس عن الوضع الجديد قائلاً: "إن ما كان معروفاً، وما كان متوقعاً منذ فترة طويلة قد حدث الآن؛ إذ إن القوى التي تحاول استعباد العالم بأسره تتجه الآن نحو هذا الجزء من الكرة الأرضية". ونتيجة لذلك، أقر الكونجرس بالإجماع قرار الحرب ضد ألمانيا وإيطاليا. وخُول الرئيس الأمريكي بموجب هذا القرار استخدام البحرية والقوات العسكرية وكل ثروات البلاد....
يلاحظ مما تقدم عرضه، أن اليابان استطاعت أن تحقق نصراً عسكرياً كبيراً في بيرل هاربر مكنها من شل الأسطول الأمريكي لعدة شهور؛ وبالتالي أدى الهجوم الياباني إلى إرغام الولايات المتحدة الأمريكية على دخول الحرب العالمية الثانية، بجانب الحلفاء ضد دول المحور، وأنهى ترددها وعزلتها الجغرافية والسياسية لتخرج إلى مجال السياسة الدولية بقوة. وقد سبب دخولها الحرب إحداث تغييرات جذريه في التوازنات بشكل عام، وكان يسعى وراء دخولها الحرب الرئيس روزفلت الذي كان على قناعه تامة بأن "هتلر" لن يهزم إلا إذا دخلت الولايات المتحدة الحرب، فقد أحدث الهجوم العنيف والخسائر الكبيرة ذهول الشعب الأمريكي وغضبه، ودفعه إلى الرغبة في الانتقام فأصبح الشعب الأمريكي مهيئاً لدخول الحرب بل طالب بها، وبذلك توفرت لدى روزفلت الظروف السياسية للتغلب على معارضيه (أنصار العزلة في الكونجرس)، والدخول طرفاً في الحرب، وبذلك قدمت اليابان خدمة مجانية لروزفلت المنحاز بعواطفه إلى جانب الحلفاء، ليفوضه الشعب والكونجرس باستخدام جميع موارد وطاقات الأمة، في سبيل الانتقام والقضاء على قوى المحور.
ومن جانب بريطانيا، لم يستطع تشرشل إخفاء فرحته بدخول أقوى قوة عسكرية إلى جانبه، لذلك طلب على الفور دعوة البرلمان بمجلسيه إلى الاجتماع في اليوم التالي لضرب بيرل هاربر، وطالب وزارة الخارجية أن تعد فوراً وبدون أي تأخير إعلاناً بالحرب على اليابان، وأن يكون جاهزاً في موعد اجتماع المجلس، كما أرسل تشرشل رسالة إلى السفير الياباني، يخطره بإبلاغ حكومته باسم جلالة الملك بأن حالة الحرب قد بدأت بين البلدين، ومن هذا المنطلق أعلنت بريطانيا الحرب فعلاً على اليابان، قبل أن يقرر الكونجرس الأمريكي إعلانها.
وهكذا دخلت الولايات المتحدة الحرب إلى جانب: (بريطانيا – فرنسا – الاتحاد السوفيتي) وحلفائهم ضد دول المحور: (إيطاليا – ألمانيا - اليابان) ؛ ليصبح الصراع صراعاً عالمياً اسماً وفعلاً، وصارت عبارة "تذكروا بيرل هاربر" هي صيحة الحرب الأمريكية. وازدادت العلاقات بطبيعة الحال توثقاً بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وكان أول مظهر لذلك هو عقد مؤتمر أركاديا في 22 أغسطس، لتنسيق أعمال الحرب بين الدولتين. وأثناء المؤتمر اقترح تشرشل توقيع إعلان مشترك من قِبَل الدول التي أعلنت الحرب على دول المحور، وهو ما سمي
بـ‍ {إعلان الأمم المتحـدة United Nations }، الذي وقّع عليه ممثلو الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي والصين في أول يناير 1942. ومن ثم تلا ذلك توقيع ممثلي اثني وعشرين دولة على تعهد باستخدام كل مواردها ضد دول المحور وضد الدول المنحازة لها، والامتناع عن إبرام أي هدنه أو صلحاً منفرداً مع العدو، وأصبحت تلك الدول تحمل لأول مرة اسم الأمم المتحدة.
وقد وقعت دول المحور في الحادي عشر من ديسمبر- وهو يوم إعلان ألمانيا وإيطاليا الحرب على الولايات المتحدة- اتفاقاً عسكرياً جديداً، اعتبر مكملاً لميثاق برلين. وقد نص الميثاق الجديد على أن تواصل ألمانيا وإيطاليا واليابان الحرب على بريطانيا والولايات المتحدة بصورة مشتركة، وبمختلف الوسائل المتوفرة لها حتى نهاية الحرب، وتعهدت الدول الثلاث بألا توقع أية هدنة أو صلح دون موافقة الدول الثلاث واشتراكهم. ونصت المادة الثالثة من الميثاق على أن: "تتعاون ألمانيا وإيطاليا واليابان بعد انتهاء الحرب الراهنة وتحقيق النصر-طبقاً لروح الميثاق الثلاثي، الذي وقع في السابع والعشرين من سبتمبر من عام 1940- على إقامة نظام عادل في العالم والمحافظة عليه. ومن الجدير بالذكر أن هتلر فوض البحرية الألمانية قبل الإعلان الرسمي للحرب على الولايات المتحدة بمهاجمة السفن الأمريكية أينما وجدت.
يتضح مما سبق، أن دول المحور الثلاث لم تعد تخفي أهدافها النهائية في الاستيلاء على العالم كله واستعباده، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا أذعنت ألمانيا لمطالب اليابان بإعلان الحرب على الولايات المتحدة، على الرغم من عدم دخول اليابان الحرب مع ألمانيا على الجبهة السوفيتية؟ ربما يفسر اشتراك هتلر في الحرب نظرته بعيدة المدى بأن تحالفه مع اليابان يشكل حجر الزاوية في سياسته العالمية، فقد كان يخشى من نجاح المحادثات الأمريكية اليابانية وفقدان اليابان كحليف؛ لذلك رغب في أن يقدم امتيازاً للحكومة اليابانية لكي يبقي على العلاقة معها ويشعرها بالطمأنينة والرضا، وبالإضافة إلى ذلك فقد كان ما يزال يأمل في أن تجامله اليابان وتقوم بمهاجمة الاتحاد السوفيتي من الخلف.
ومهما يكن فقد كانت مأساة بيرل هاربر عاقبة وخيمة لسياسة تهدئة المعتدي، التي أصرت على انتهاجها دوائر معينة في الولايات المتحدة؛ حيث رأت في سياسة التهدئة الوسيلة الفاعلة لتجنب تدهور الطبقة العسكرية اليابانية، ولمنح الثقة للطبقة الليبرالية المعارضة للتوسع الياباني، إلا أن الأحداث أثبتت أن الليبراليين لم يبدوا أي معارضة جادة للمؤيدين للحرب؛ فقد كانوا معارضين للأساليب، أو إلى حد ما للأنشطة التي يقومون بها، لأنهم كانوا يدركون تماماً بأن التهور الزائد دائماً ما يجلب المخاطر. ومن ناحية أخرى، كان الفشل في تقييم معلومات الذكاء بصورة ملائمة أحد أسباب نجاح اليابان، ومن المعروف أن الولايات المتحدة قد فكت رموز الشفرة اليابانية، وعرف مراقبو البرقيات المشفرة بأن السفارة اليابانية في واشنطن كانت تتوقع بعض الرسائل المهمة، فقد تأخروا في بثهم وترجمتهم لتلك الرسائل، وقد تم افتراض هذا لأن اليابانيين اعتادوا -عن عمد- على بدء الأعمال العدوانية قبل إعلان الحرب.
ويعترف المؤرخ الأمريكي "تايلور" في كتابه "أمريكا في المحيط الهادي الجديد" بأن خطأ الولايات المتحدة الاستراتيجي في الحساب تمثل في أملها حتى اللحظة الأخيرة في أن توجه اليابان ضربتها إلى اتجاه الشمال، أي ضد الاتحاد السوفيتي، ولم يتوقع روزفلت ومستشاروه أي هجوم ضد الأراضي الأمريكية؛ حيث بدا لهم أن اليابان ستبدأ بالفريسة السهلة، أي الهجوم على الملايو وجزر الهند الشرقية في بادئ الأمر، ثم ضد أندونيسيا. كما أن معظم التقديرات الأمريكية لحين شن الهجوم على بيرل هاربر كانت تتجه نحو عدم قدرة اليابان، وعدم اعتزامها محاربة الولايات المتحدة، بسبب إرهاق قواتها بالصين، بالإضافة إلى ثقة الأمريكيين في قواتهم المسلحة، والشعور بأنه ليس هنالك أحد يمكنه أن يتجرأ على تحدي الولايات المتحدة، وهو الشعور نفسه الذي عبر عنه قائد البحرية الأمريكية فرانك نوكس Knox "بأن البحرية الأمريكية هي القوة المتفوقة على أية بحرية أخرى في العالم".
وأياً كانت التقديرات فإنه من المرجح أن الولايات المتحدة لم تفاجئ بالغزو الياباني؛ فقد كانت على علم بنوايا اليابان، ذلك أن الاستخبارات الأمريكية كانت قد نجحت في فك شفرة البرقيات المرسلة من طوكيو إلى السفارة اليابانية بواشنطن، وعلمت -من خلالها- بنية اليابان في مهاجمة الولايات المتحدة، ولكن الأخيرة فضلت ترك زمام المبادرة لليابان، لكي تضمن تأييد الرأي العام الأمريكي للحرب. ولكن بالمقابل لم تكن الولايات المتحدة تتوقع أن يكون الهجوم على بيرل هاربر؛ نظراً لبعدها عن القواعد اليابانية، بل توقعت هجوماً على القوات الأمريكية في الفلبين، لذلك قامت بتحريك أفضل قاذفاتها إلى الشرق الأقصى، استعداداً لصد الهجوم الياباني المتوقع، وتم تطوير المطارات في داروين ""Darwin، وإرسال تعزيزات عسكرية كندية إلى هونج كونج، ووضع مياه مانيلا الإقليمية في الاعتبار.
وذهب البعض إلى اتهام الرئيس روزفلت بالتآمر؛ حيث سمح بوقوع الهجوم الياباني على الأسطول الأمريكي، كي تسنح له الفرصة في الدخول في الحرب لدعم وتعزيز صديقه تشرشل، الذي يزعم بمعرفته بوقوع الهجوم مسبقاً.
وخلاصة القول: إن استراتيجية روزفلت في المرحلة الأخيرة من المفاوضات قامت على أساس إيقاع اليابان في الخطأ، وكيفية جعل اليابانيين يطلقون الطلقة الأولى في الحرب؛ وعندئذ يكون للولايات المتحدة مبرراً للدخول في الحرب، وكانت مشكلة روزفلت هي كيفية تنبيه وتحذير الشعب الأمريكي إلى الخطر المحدق، وإقناعه بأن تحرك اليابان ضد سيام أو الملايو، هو في الواقع الطلقة ضد الأمن الأمريكي؛ حيث لم يكن يتوقع الأمريكيون أن تقوم اليابان بمهاجمة أراضي أمريكية، وكان بالتالي الهجوم على بيرل هاربر مفاجئة حقيقية للحكومة الأمريكية، ولو كانت الولايات المتحدة على علم بالهجوم لكانت الخسائر أقل من ذلك بكثير، وبالتالي فان اتهام روزفلت بالسماح بوقوع الهجوم على القاعدة البحرية أمراً مرفوضاً باعتبار أن سياسة روزفلت لم تكن ملتوية أو مخادعة لكي يلجأ إلى هذا الأسلوب.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا اختارت اليابان مهاجمة الولايات المتحدة دون سواها؟ لعل أحد هذه الأسباب يكمن في غزو هتلر للاتحاد السوفيتي، والذي أزال المخاوف اليابانية من تلك الجهة، كما أن محاولة الأمريكيين ردع اليابانيين، والحيلولة دون شن هجوم على الجبهة الجنوبية، من خلال فرض قيود على شحنات المواد الإستراتيجية، كالبترول وخردة الحديد من البلاد الغربية إلى اليابان. وقد أحس اليابانيون إنهم إذ لم يبدؤوا الحرب ضد الولايات المتحدة فسوف يمنون بهزيمة ساحقة، مع استمرار الحظر على المواد الإستراتيجية، لذلك فضلوا دخول الحرب، بدلاً من الموت البطيء. علاوة على ذلك طالبت الولايات المتحدة اليابان الانسحاب من الصين، وقد اعتبرت اليابان أن ذلك سوف يعزلها عن منطقة اقتصادية تعتبرها مجالاً اقتصادياً لها. وكما شرح أحد كبار ضباط الجيش الياباني الموقف للإمبراطور بقوله: "إنه يشبه حالة المريض، إذا اشتد عليه المرض، فيلزم إجراء عملية قد تكون خطيرة جداً، ولكنها قد تعطي الأمل في إنقاذ حياته". ومن وجهة نظر الولايات المتحدة فقد رأت أنه من غير المنطقي تماماً أن تدخل اليابان الحرب، لأنها كانت أقل الاحتمالات سوءاً، فإذا هزمت ألمانيا بريطانيا وثبطت مفاجأة الهجوم الياباني الرأي العام الأمريكي، فقد يكون هناك أمل في التفاوض من أجل السلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصراع الأمريكي - الياباني في المحيط الهادي 1941-1942
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بالصور التقدم التكنولوجي الياباني
»  لغات العرب في البحر المحيط
» الهجوم الأمريكي
» بركان هائل في قاع المحيط
» اكبر محيط في العالم المحيط الهادىء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى التعليم والثقافة-
انتقل الى: