ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 مذبحة قانا 18/4/1996م

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

مذبحة قانا 18/4/1996م Empty
مُساهمةموضوع: مذبحة قانا 18/4/1996م   مذبحة قانا 18/4/1996م Emptyالخميس يناير 14, 2010 12:22 pm

مذبحة قانا 18/4/1996م FN847-Klne_164045105
مذبحة قانا
قانا .. دماء الابرياءالعزل تلطخ جبين البشرية
18/4/1996م
قانا دم يقذفه لبنان وكل الشعب العربي بوجه المجتمع الدولي .. و صرخة المظلوم الذى تنتهك حقوقه الأساسية وسط صمت مذهل من قبل الهيئات الأممية بدءاً من مجلس الأمن الذي لم يتشدد يوماً مع عدوان "اسرائيلي" احتلالي متمادي ومتعاظم على مدار الأيام والسنوات يتوج العدوان كما في السابق بمجزرة بحق المدنيين العزل القابعين في مخيمات قوات الطوارئ الدولية في الجنوب اللبناني في بلدة قانا.
مائة قتيل سلب منهم حقهم الأساسي بالحياة على يد القوات الاسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء "الاسرائيلي" السابق شيمون بيريز الذي كان البعض يعتقد انه الوحيد الذى يمكن الحديث معه عن أى سلام بالشرق الاوسط فأتضح ان ...شيمون بيريز ليس سوى أحد السفاحين الذي يجعل من الشرق الاوسط منطقة للقتل والحقد بحق المدنيين الأبرياء.
شيمون بيريز… ليس فرداً انه منظومة فكر ونسق من القيم المعادية للبشرية ان الثامن عشر من أبريل من عام 1996 يوم مشهود ومحطة بارزة في تاريخ
لبنان والمنطقة يزداد حضوراً وكثافة مضرجاً بنجيع مائة وستة من الأطفال والنساء والشيوخ.
كيف تمت المجزرة؟!…
الميجور الجنرال فرانكلين فان كابن يتحدث في تقرير رفعه إلى الآمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي عن كيفية وقوع الحادثة فيقول:
في 18 (إبريل) 1996، بعد الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي بقليل، أطلقت المدفعية الاسرائيلية نيرانها على مجمع مقر الكتيبة الفيجية التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وفي ذلك الوقت، كان ما يربو على 800 لبناني قد لجئوا إلى داخل المجمع في قرية قانا. ويقدر أن 100 شخص قد قتلوا وأصيب عدد اكبر بجروح. وأصيب أربعة من جنود الأمم المتحدة بجروح، وحدثت أضرار واسعة النطاق.
إلا أن المبعوث الدولي لا يعطي حكماً قيمياً للمجزرة في قانا، الأمر الذي دعا منظمة العفو الدولية الى ان المجزرة "بالبشعة" وما يفوقها بشاعة "رفض الحكومة الاسرائيلية تحمل مسؤولياتها تجاه ارتكاب مجزرة قانا"، مؤكدة أن القوات الاسرائيلية أغارت على موقع قوات الطوارئ الدولية مع سبق الإصرار؛ مطالبة منظمة العفو بمحاكمة مرتكبي هذه المجازر ودفع تعويضات لعائلات الضحايا.
تعويضات لمن؟!…
ويقول الإسرائيليون "سواء زاد العرب أو نقصوا واحداً فالآمر سيان
بهذه الكلمات العنصرية طيب قائد عسكري اسرائيلي خاطر خمسة جنود إسرائيليين شاركوا في قصف المدنيين في قانا. قائلاً لهم انهم جنود ممتازون، وان الأمر لا يتعلق بأكثر من عدد من العرب الموجود الكثير منهم
ولم يشعر الرقيب الذي أدلى بهذا الكلام بتأنيب الضمير قائلاً "كنت أطيع الأوامر وضميري لا يؤنبني أبدا. بل كان يجب أن نطلق المزيد من القذائف لنقتل المزيد من العرب.
إذا، لا داعي والحال هذه أن تذرف الدموع وان تشكل لجان تحقيق أو أن تملأ الشوارع تظاهرات"
تعليق أحد الكتاب الاسرائيلين فى قصف قانا/
أحد الكتاب فى صحيفة هآرتس ارريه شافيت قال "لقد قتلناهم - أهالي قانا - بفاعلية كبرى وكنا واثقين من أننا نعمل استناداً إلى حسابات باردة ودوافع عملية". ثم هو يحمل المسؤولية إلى القوات الاسرائيلية قائلاً: "كانت ذريعتنا الكبيرة هي أن المسؤولية لا تقع علينا وإنما على حزب الله لكنها ذريعة واهية، ذلك لأننا عندما اتخذنا القرار بفتح النار بغزارة على المناطق السكنية في جنوب لبنان في وقت لم يكن هناك أي خطر حقيقي يهدد "اسرائيل"، فإننا قررنا بذلك في الواقع أن نسفك دماء عدد غير محدد من المدنيين الأبرياء. وعندما اتخذنا القرار
بإخراج نصف مليون شخص من منازلهم وبقصف من تبقى منهم. في وقت لم يكن هناك أي قتيل "اسرائيلي". فإننا قررنا بذلك في الحقيقة أن نقتل العشرات منهم".
وتابع شافيت: " أن ما جعلنا نصل إلى مثل هذه القرارات الدنيئة من دون أن نعتبر أنفسنا أوغادا هو انهم بالنسبة إلينا غير موجودين بالذات لم نكن نعرف أننا سنقتل بالذات اماً في النبطية أو أطفالها السبعة الذين دفنوا معها تحت أنقاض منزلهم. ولم نكن نعرف أننا سنقتل زينة جحا (ابنة العاشرة) وحنا جحا (ابنة الثالثة) ومريم جحا (ابنة الشهرين) اللواتي كنا في المقعد الخلفي لسيارة الإسعاف التي كان والدهن يحاول أن ينقذهن بواسطتها من القصف الذي تتعرض له القرية…
أضاف :" لم نقتلهم عن سابق تصور ولم نقتلهم عامدين متعمدين، وإنما قتلناهم ببساطة لأنه لم يكن من الأهمية بمكان بالنسبة إلينا أن لا نقتلهم. لان عدم قتلهم ليس في رأس سلم أولوياتنا. لقد قتلناهم لأن الفارق الشاسع بين الطابع المهم إلى حد القداسة الذي نوليه لأرواحنا وبين الطابع القليل الأهمية لأرواحهم سمح لنا بقتلهم.
ومضى الصحافي الاسرائيلي يقول "إننا مقتنعون إلى درجة لا تقبل الشك أن حياة الآخرين ليست بالأهمية التي نوليها لحياتنا طالما أن البيت الأبيض ومجلس الشيوخ وصحيفة نيويورك تايمز طوع بناننا. ونحن نؤمن إيمانا مطلقاً انه، طالما أن لدينا ايباك (اللوبي اليهودي الرسمي في أمريكا) وبرونفمان (رئيس المؤتمر اليهودي العالمي) ورابطة الدفاع اليهودية وديمونة (المفاعل النووي) وياد فاشيم (نصب ضحايا المحرقة) ومتحف المحرقة، من حقنا أن نبلغ 400 ألف شخص أن أمامهم ثماني ساعات لإخلاء منازلهم ومن حقنا أن نتعامل مع منازلهم بعد انقضاء الساعات الثماني كأهداف عسكرية ومن حقنا أن نلقي ستة آلاف قذيفة على المناطق الآهلة والقرى والبلدات ومن حقنا أن نقتلهم من دون أن نشعر بأي ذنب".
وتابع شافيت "خلافاً لصبرا وشاتيلا لم نكلف رئيس المحكمة العليا التحقق من الوقائع، وخلافاً لمذبحة الحرم الإبراهيمي لم نرسل إلى الصحف أسماء الضحايا
وصورهم. فمن المهم جداً أن يبقوا أشخاصا (ضحايا قانا) بلا وجوه وبلا أسماء وان يبقوا غير حقيقيين بل من عالم آخر .
وقال : لقد أصبحت قانا جزءًا من سيرتنا الذاتية على غرار قبية، قرية (عزالدين) القسام وعلى غرار صبرا وشاتيلا ، إن قرية قانا هي اليوم جزء منا .
أضاف " وكما أن مجزرة باروخ غولدشتاين (في الحرم الإبراهيمي) وجريمة (ييغال) عمير (قاتل اسحق رابين) هما التعبير الأكثر فجاجة عن نوع من بذرة فاسدة زرعت في الثقافة الدينية القومية ، فان مجزرة قرية قانا هي تعبير فاضح عن نوع من بذرة فاسدة مزروعة في الثقافة العلمانية الاسرائيلية ، ثقافة
الوصولية الاسرائيلية الكاسحة وثقافة القوي في تمحوره على ذاته … والميل إلى عدم المطالبة بإحقاق الحق والى عدم قول الحقيقة " .
الجيش الاسرائيلى يعتبرمجزرة قانا مجرد " حادث مؤسف " :
وصف الجيش الاسرائيلي القصف المدفعي على قاعدة قوة حفظ السلام الدولية في قانا بأنه " حادث مؤسف" وقال انه " أعطى قواته المسلحة دائما توجيهات بتجنب مهاجمة الأهداف المدنية " واصر على أن الهجوم كان حادثا عرضيا نجم عن أخطاء في رسم الخرائط وتحديد المواقع . وجاء في رد رسمي للجيش الاسرائيلي في 9 (مايو) 1996 إن " أي محاولة للادعاء أن النتائج المؤسفة جدا لحادث قانا لم تكن أبدا عرضية ، كما أفاد تقرير الأمم المتحدة ضمنيا ، لا أساس له من الصحة إطلاقا " . أما سكان جنوب لبنان ،الذين تحملوا بشكل أساسي وطأة " عملية تصفية الحساب" في (يوليو) 1993 و" عملية عناقيد الغضب" في(أبريل) 1996 ، فانهم يرون أن مذبحة قانا لم تكن بأي حال حادثا عرضياً . إذ تحملوا لسنوات الاعتداءات التي شنتها من دون تمييز الطائرات الاسرائيلية ومدفعية جيش لبنان الجنوبي الموالي لإسرائيل وأدت إلى قتل وتشويه أطفالهم وجيرانهم وإصابتهم بجروح .
ولم يشذ حادث قانا عن هذا النمط ، وكان السبب الوحيد الذي جعله يثير اهتمام العالم انه كان اكثر الهجمات الاسرائيلية فظاعة حتى ذلك الحين . كان من الصعب تجاهل العدد الكبير للقتلى والصور الشنيعة للأجساد المحترقة والمشوهة للضحايا الذين كان بينهم الكثير من الأطفال الصغار ، كما لم يكن ممكنا تجاهل سقوط القذائف - في وضح النهار وفي طقس صحو - وسط قاعدة تابعة للأمم المتحدة كان واضحا أنها تؤوي ما يزيد على 800 من المدنيين .
ويمكن العثور على أدلة تدعم أولئك الذين يؤكدون أن القصف المدفعي على قانا لم يكن حادثا عرضياً ليس في تقرير الأمم المتحدة وحده ،الذي رفضته اسرائيل والولايات المتحدة ، بل أيضا في الحوادث التي وقعت في أماكن أخرى في جنوب لبنان . ففي الأيام التي سبقت تحول قاعدة قانا إلى مشهد دام ، أظهرت هجمات أخرى أن القوات الاسرائيلية كانت تتصرف باستهانة فظة بالقانون الإنساني
العالمي ، بقوانين الحرب . وينبغي النظر إلى مقتل وجرح مدنيين في قانا ضمن هذا السياق الأوسع . . وذلك على النحو الذى أوردناه فى الفصل السابق .
مذبحة قانا
مجزرة قانا .. جريمة من جرائم الحرب الدولية
يدرج القانون الدولي، مجزرة قانا في عداد الجريمة الدولية، وهو الامر الذي يفضي الى محاكمة منفذيها.
ويصف القانون الدولي الجريمة الدولية، بانها تمس اساس المجتمع الدولي نفسه، ويمكن استخلاص خطورتها من طابع الفعل المميز بالقسوة الوحشية، او من اتساع اثاره الضارة، او من الدافع الى ارتكابه كجريمة ضد الانسانية.
ومن الاسس المقررة في الجرائم الدولية، استبعاد الحصانات التي يتمتع بها رؤساء الدول والمسؤولين والبعثات الدبلوماسية.. التى قد تكون مسئولة عنها .
وتتميز الجرائم الدولية عن غيرها، بانها تنتج عن فعل مدبر من جانب دولة معينة، تعتمد في تنفيذها على قواتها العسكرية و قدراتها ووسائلها الخاصة.
ومجزرة قانا التي ارتكبتها القوات "الاسرائيلية" في أبريل العام 1996، تخضع لهذا الاطار.. وهو ماسنحاول تقديمه فى العرض التالى :
تطور فكرة المسؤولية الدولية :
تميزت العلاقات الدولية في المجتمعات القديمة بالعداء والكراهية والتناحر، وسادت بين الدول شريعة القوة، فقد اجازت لنفسها حماية مصالحها بالطريقة التي تراها مناسبة، وبعد خطوات متلاحقة في تطور المفاهيم الانسانية بدأت منذ العصور الوسطى مرحلة نواة مجتمع دولي لم يكن معروفا في السابق، ولعبت الكنيسة في أوروبا دورا مميزا في ارساء بعض الاسس المتطورة في اعقاب الحروب واهوالها وسياسة الامراء الذين سخروا كل شيء في سبيل مصالحهم الخاصة على قاعدة ان الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت صورتها الانسانية قاتمة.
وساهم الفقهاء في وضع قواعد للتعامل على الصعيد الدولي خاصة خلال الازمات والحروب، ويمكن ان نذكر في هذا المجال "فرنسيكو دي فيتوريا" من أسبانيا، وجريوتيوس" من هولندا، و"دوفاتل" من سويسرا، وقد تمخضت الافكار عن بروز امرين اساسيين"
الاول: اعتماد النظام الدبلوماسي.
الثاني: اللجوء الى التحكيم لحل النزاعات بالطرق السلمية.
كما ترتب على عصر النهضة وقيام الدولة الحديثة ولادة مناخ دولي جديد مهد الى وضع معاهدات على المستوى الدولي اهمها: معاهدة وستفالي (1684) التي ارست فكرة التوازن الدولي، ومعاهدة اوترخت (1713) التي تضمنت حقوق
المحايدين وواجباتهم، ومعاهدة الحياد (الدانمارك - السويد - روسيا) (1780) التي تضمنت مبادئ المساواة والحرية الدينية
واعتبرت معاهدة فيينا (1815) في اعقاب هزيمة الامبراطور الفرنسي نابليون بونابرت من الخطوات التمهيدية التي تقررت بموجبها مسؤولية رؤساء الدول عن اعمالهم ضد السلام، فقد ورد فيها بان نابليون بونابرت وضع نفسه خارج العلاقات الاجتماعية والمدنية كعدو للانسانية، اذ انتهك سلام العالم وعرض نفسه للمسؤولية العقابية العلنية.
نواة الجرائم الدولية :
وقعت بعض الاتفاقات ومنها اتفاقية جنيف (1864)، واتفاقيات لاهاي (1899-1907)، وقد تمخض عنها وضع قواعد لحماية المدنيين في زمن الحرب وكرست مبدأ فض المنازعات بالطرق السلمية وانشاء محكمة التحكيم الدائمة، واعتبرت اتفاقيات لاهاي على وجه اخص بانها اوجدت النواة الاساسية لفكرة الجريمة الدولية من خلال اعتمادها قواعد محددة لحقوق المدنيين والجرحى والمرضى والاسرى، ورغم ذلك لم تنص على الجزاءات الواجب تطبيقها على الدول التي تخالف الالتزامات التي ترتبط بها.
واندلعت الحرب العالمية الاولى، ولم تتقيد الدول المتحاربة باحكام المعاهدات الدولية وتعرض الابرياء والرهائن من المدنيين للقتل والتعذيب مما دفع بالمسؤولين الى المناداة بتوقيع الجزاء على الاخلال بالالتزامات الدولية. وعلى سبيل المثال صرح رئيس وزراء فرنسا في 5 (مايو) سنة 1917 بانه لن يطالب بعد تحقيق النصر بالانتقام ولكن بتحقيق العدالة لانه لا يجوز ان تمر الجرائم بدون عقاب. كما وردت مثل هذه التصريحات من المسؤولين في بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية.
وشكل المؤتمر التمهيدي للسلام الذي عقد في باريس بتاريخ 25 (يناير) 1919 "لجنة المسؤوليات" التي اوصت بوجوب معاقبة كل المسؤولين عن الاخلال بقواعد الحرب المعروفة في المعاهدات الدولية دون تمييز بين الاشخاص ومهما علت وظائفهم بما فيهم رؤساء الدول .
وقعت معاهدة السلام في فرساي بتاريخ 28 (يونيو) 1919، ونصت المادة (227) منها على اتهام غليوم الثاني امبراطور المانيا السابق بالجريمة العظمى ضد الاخلاق الدولية وقدسية المعاهدات، وبالتالي محاكمته امام محكمة خاصة تتكون من خمسة قضاة يوكل اليها فرض وتطبيق العقوبات التي تراها مناسبة، واعتبر هذا الامر تحولا بارزا في تاريخ العلاقات الدولية، اذ اوجد فكرة المسؤولية والجزاء بصورة واضحة ومؤكدة، رغم الخلل الذي شابه على الصعيد العملي اذ ان الامبراطور الالماني لجأ الى هولندا وامتنعت هذه الاخيرة عن تسليمه لعدة اعتبارات ومنها ان التسليم يتعارض مع دستورها وقوانينها .
وظهر عهد عصبة الامم كتنظيم دولي بعد الحرب العالمية الاولى من اجل تجنب الحروب والكوارث الناتجة عنها، وقد تضمن في نصوصه التي اصبحت سارية المفعول بتاريخ 10 (ديسمبر) 1920 وجوب صيانة السلم العالمي والتزام الدول باللجوء الى الطرق السلمية لحل نزاعاتها، وتوقيع العقاب على الدول المعتدية .
كما صدر قرار الجمعية العامة لعصبة الامم بالاجماع في 24 (ديسبمر) 1927 وجاء فيه: "بان دول العصبة تتضامن فيما بينها وتؤكد عزمها على حماية السلم العالمي، ولا تقر الحرب العدوانية كوسيلة لفض المنازعات بل تعدها جريمة دولية"..
وعلى صعيد الهيئات العلمية نادت بانشاء قضاء جنائي دولي يتولى التحقيق والحكم في الجرائم الدولية، ومن هذه الهيئات جمعية القانون الدولي التي اقرت هذا المبدأ في المؤتمر الذي عقد في بيونس ايريس سنة 1922، والاتحاد البرلماني الدولي الذي اعتمد المبدأ نفسه في جنيف عام 1924، والجمعية الدولية للقانون الجنائي التي سارت بنفس الاتجاه في مؤتمر بروكسل سنة 1926.
الجرائم الدولية وفترة الحرب العالمية الثانية :
لم تنجح كثرة المعاهدات في ترسيخ السلام على ركائز ثابتة ومتينة، ولم تستطع عصبة الامم وقف التدهور الحاصل على المستوى الدولي والاخلال بالسلم العالمي، واشتعل فتيل الحرب بصورة شاملة، وباتت التصريحات الصادرة عن المسؤولين تشكل اساسا جديدا للمسؤولية الجزائية عن الجرائم الدولية خاصة في وقت الحرب، وعلى سبيل المثال فان الرئيس الاميركي روزفلت صرح في 25 (اكتوبر) 1941 "بان الارهاب والترويع لا يمكن ان يجلب السلام الى دول اوروبا، انه لا يفعل شيئا سوى بث بذور الحقد الذي سيؤدي يوما الى قصاص رهيب..". كما صرح رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل بانه يجب ان يكون الجزاء عن الجرائم من الان من بين المقاصد الاساسية للحرب..، كما تضمنت مذكرة وزير خارجية الاتحاد السوفييتي بتاريخ 6-1-1942 التأكيد على المسؤولية والعقاب على الحكومة الهتلرية ومن تضامن معها، واكد تصريح سان جيمس بالاس بتاريخ 13-1-1943 ، بان هذه القوى تضع من بين مقاصدها العقاب من خلال قنوات عادلة ومنظمة للمجرمين والمسؤولين عن جرائم الحرب سواء امروا بها او نفذوها او ساهموا في ارتكابها.
وابرز تصريح صدر خلال هذه الفترة هو تصريح موسكو في 30 (اكتوبر) 1943 عن الرؤساء روزفلت - تشرشل - ستالين، وارسى قواعد اكثر تحديدا في مجال المسؤولية الجنائية الدولية ومحاكمة المجرمين بشكل حاسم، فلا انتظام ولا عفو بل محاكمة تطال كل من ارتكب جريمة دولية، او جرائم ضد الانسانية
وقد تكرر الهدف نفسه في مؤتمرات يالطا وبوتسدام، ولندن وهى المؤتمرات المؤسسة للامم المتحدة0
وتشكلت محكمة عسكرية دولية لمحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية وفق ما ورد في النظام الملحق باتفاقية لندن، ومن هذه الجرائم قتل المدنيين والرهائن وسوء معاملتهم والابادة والاسترقاق والابعاد، وقد اوجزت اللائحة الموضوعة، الاحكام الموضوعية والاجرائية لاول انجاز دولي لمحكمة دولية تتولى اصدار احكامها بالاستناد الى اسباب معينة سواء انتهت الى تقرير البراءة او تقرير الادانة، وتعتبر قطعية وغير قابلة للطعن .
وبموجب اتفاقية لندن تشكلت المحكمة وعقدت اول جلساتها في مدينة "نورمبرغ" الالمانية وسميت المحاكمات بهذا الاسم في سجلات التاريخ المعاصر التي بدأت
في 20 (اغسطس) 1946، واصدرت تبعا لذلك احكاما بالإعدام وبالسجن المؤبد والسجن المؤقت عن جرائم المؤامرة وجرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية وضد السلام.
كما انشئت محكمة طوكيو في 19 (يناير) 1946 واصدرت احكاما على بعض كبار المسؤولين اليابانيين بموجب لائحة اعدتها القيادة العليا للقوات المتحالفة.
كما بدأت خلال هذه الفترة الحديثة (7 (مايو) 1996)، المحاكمات عن جرائم دولية ارتكبت خلال الحرب الاهلية في يوغسلافيا ضد المدنيين الابرياء وهي تشكل وفق المفهوم الدولي جرائم ضد الانسانية .
وهكذا اعتبرت "محاكمات نورمبرج" رسالة الى المستقبل يرجى منها ان تكون خطوة رادعة من شأنها ان تمنع الحكام من عزمهم على المضي في ارتكاب جرائم ضد الانسانية ، كما نعتبر ان المحاكمات اللاحقة ومنها المحاكمات الدولية التي تجري في يوغسلافيا تصب في الاتجاه نفسه وتكرس المسؤولية الجنائية للدول في عصرنا الحالي.
خصائص الجرائم الدولية :
وصفت لجنة القانون الدولي الجريمة الدولية بانها تمس اساس المجتمع البشري نفسه، ويمكن استخلاص خطورتها من طابع الفعل المميز بالقسوة والوحشية او من اتساع اثاره الضارة، او من الدافع الى ارتكابه كجريمة ابادة الجنس البشري، او من اجتماع بعض هذه العوامل او كلها، ومثل هذه الخطورة تشكل الركن الاساسي للجريمة المخلة بسلم الانسانية وامنها.
وتتميز الجرائم الدولية كونها توجب تسليم المجرمين الدوليين، وهذا ما اكدته معاهدة فرساي (1919)، وقرارات الامم المتحدة ، ومن ناحية أخرى لا تسري احكام مرور الزمن على الجرائم الدولية فتبقى المسؤولية عنها قائمة مهما مر من زمن على ارتكابها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مذبحة قانا 18/4/1996م
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مذبحة قانا/قانا .. دماء الابرياءالعزل تلطخ جبين البشرية/18/4/1996م
» مذبحة حمامات / مذبحة الحرم الإبراهيمي / مذبحة قانا 18 أبريل 1996
» مذبحة الأقصى الثانية ( انتفاضة النفق ) 1996م
» مذبحة الأقصى الثانية ( انتفاضة النفق ) 1996م
» مذبحة قانا شاهده على فاشية المجرم شمعون بيرز الحاصل على جائزة نوبل للسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى فلسطين-
انتقل الى: