ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
أهلا وسهلا بكم في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
عذرا /// أنت عضو غير مسجل لدينا الرجاء التسجيل
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة

شهداء فلسطين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بكتك العيون يا فارس * وبكتك القلوب يا ابا بسام
إدارة ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة ترحب بكم أعضاءً وزوارً في ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة
محمد / فارس ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكم لمحزونون

 

 ياسر عرفات (4/8/1929م- 11/11/2004م)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ايهاب حمودة
:: المشرف العام ::
:: المشرف العام ::
ابو ايهاب حمودة


عدد المساهمات : 25191
تاريخ التسجيل : 16/08/2009

ياسر عرفات (4/8/1929م- 11/11/2004م) Empty
مُساهمةموضوع: ياسر عرفات (4/8/1929م- 11/11/2004م)   ياسر عرفات (4/8/1929م- 11/11/2004م) Emptyالثلاثاء يناير 12, 2010 9:46 pm

ياسر عرفات (4/8/1929م- 11/11/2004م) Te1ao-1C4I_639500846
ياسر عرفات (4/8/1929م- 11/11/2004م)
لا يعرف على وجه اليقين مكان ولادة محمد عبد الرؤوف القدوة الحسيني الذي اشتهر فيما بعد باسم ياسر عرفات أو أبو عمار، والأغلب أنه ولد في القاهرة في الرابع والعشرين من أغسطس/آب عام 1929، وهو الابن السادس لأب كان يعمل في التجارة، وهاجر إلى القاهرة عام 1927 وعاش في حي السكاكيني. وعندما توفيت والدته وهو في الرابعة من عمره أرسله والده إلى القدس، وهناك بدأ وعيه يتفتح على أحداث ثورة 1936.
السيرة/
عرفات هو واحد من سبعة أخوة ولدوا لتاجر فلسطيني. كان مكان و يوم مولده غير مؤكدان؛ ما بين القاهرة في مصر في 24 أغسطس/ آب 1929 و القدس في 4 اغسطس/ آب 1929. لكن اكتشاف شهادة ميلاده و مستندات أخرى من جامعة القاهرة قد أنهى الشك في مكان ولادته (حيث يؤكد كاتب سيرته ألن هارت أنه ولد في القاهرة).
عدل اسمه ليصبح محمد عبد الرحمن، و هو اسم مركب و اسم أبيه الجديد هو عبد الرؤوف و جده يقول سعيد ابو الريس، كاتب سيرة عرفات، أنه لا توجد صلة بين عرفات وعائلة الحسيني المشهورة في القدس، ويذهب بعيدا فيقول ان عرفات أراد تأسيس أوراق اعتماد فلسطينية كي يروج نفسه طموحا في القيادة. لذا لا يستطيع أن يتحمل أي حقائق تقلل من هويته الفلسطينية. عرفات لا زال يصر على حقيقة انه ولد في القدس وكان قريبا لعائلة الحسيني المهمة هناك.
عاش عرفات أغلب طفولته في القاهرة، إلا أربع سنوات بعد موت أمه (بين سن الخامس والتاسعة) فإنه عاشها مع عمه في القدس. ثم التحق بجامعة القاهرة وتخرج منها كمهندس مدني. كطالب، انضم إلى جماعة الاخوان المسلمين واتحاد الطلاب الفلسطيني، حيث كان رئيسا له من عام 1952 إلى عام 1956.
في القاهرة طور علاقة وثيقة مع الحاج امين الحسيني، الذي كان معروفا بمفتي القدس. في 1956 خدم في الجيش المصري أثناء حرب السويس. في أثناء انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة (3 فبراير/ شباط 1969) تم تعيين عرفات قائدا لمنظمة التحرير الفلسطينية. تزوج عرفات متأخرا في حياته حيث رزق بمولودة، تعيش الآن مع امها "سها عرفات" في باريس، فرنسا.
في الكويت
سافر ياسر عرفات إلى الكويت عام 1957 للعمل مهندساً، وهناك كون هو وصديقه خليل الوزير (أبو جهاد) خلية ثورية أطلق عليها اسم "فتح" وهي اختصار لحركة تحرير فلسطين، وأصدر هناك مجلة تعبر عن هموم القضية الفلسطينية أطلق عليها اسم "فلسطيننا"، وحاول منذ ذلك الوقت إكساب هذه الحركة صفة شرعية فاتصل بالقيادات العربية للاعتراف بها ودعمها، ونجح بالفعل في ذلك فأسس أول مكتب للحركة في الجزائر عام 1964 مارس عبره نشاطاً دبلوماسياً.
العمل الفدائي
برز اسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بقوة عام 1967 حينما قاد بعض العمليات الفدائية ضد إسرائيل عقب عدوان 1967 انطلاقاً من الأراضي الأردنية. وفي العام التالي اعترف به الرئيس المصري جمال عبد الناصر ممثلاً للشعب الفلسطيني.
رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
انتخب المجلس الوطني الفلسطيني ياسر عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1969 التي تأسست عام 1964 خلفاً ليحيى حمودة، وبدأ مرحلة جديدة في حياته منذ ذلك الحين.
غصن الزيتون وبندقية الثائر
ألقى الزعيم الفلسطيني خطاباً تاريخياً هاماً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 1974، أكد فيها أن القضية الفلسطينية تدخل ضمن القضايا العادلة للشعوب التي تعاني من الاستعمار والاضطهاد، واستعرض الممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، وناشد ممثلي الحكومات والشعوب مساندة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعودة إلى دياره. وفي ختام كلمته قال "إنني جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.. الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين".
"أيلول الأسود"
وقعت اشتباكات بين قوات المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني عام 1970 أسفرت عن سقوط ضحايا كثر من كلا الجانبين فيما عرف بأحداث "أيلول الأسود". وبعد وساطات عربية قررت المقاومة الفلسطينية في العام التالي برئاسة ياسر عرفات الخروج من الأردن لتحط الرحال مؤقتاً في الأراضي اللبنانية.
في لبنان
شنت إسرائيل هجمات عنيفة على قواعد المقاومة الفلسطينية في لبنان في الفترة بين عامي 1978 و1982، حيث دمرت عام 1978 بعض قواعد المقاومة وأقامت شريطاً حدودياً بعمق يتراوح بين أربعة وستة كيلومترات أطلقت عليه اسم الحزام الأمني. ثم كان الاجتياح الكبير الذي احتلت به ثاني عاصمة عربية بعد القدس ودمرت أجزاء كبيرة من بيروت عام 1982، وفرضت حصاراً لمدة عشرة أسابيع على المقاومة الفلسطينية، واضطر ياسر عرفات للموافقة على الخروج من لبنان تحت الحماية الدولية.
في تونس
كانت المحطة الثالثة للمقاومة الفلسطينية بعد عمان وبيروت في تونس بعيداً عن خطوط التماس، وبالرغم من بعد المسافة بين تونس والأراضي الفلسطينية إلا أن يد جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" طالت أبرز العناصر الفاعلة في المنظمة، إذ اغتيل خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد). وتميزت تلك الفترة بمحاولات عرفات الدؤوب للمحافظة على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية.
إعلان الدولة الفلسطينية
اتخذ المجلس الوطني الفلسطيني في نوفمبر/ تشرين الثاني 1988 قراراً بقيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف استناداً إلى الحقوق التاريخية والجغرافية لفلسطين، وأعلن كذلك في العاصمة الجزائرية عن تشكيل حكومة مؤقتة.
الاعتراف بإسرائيل
شهد عقد الثمانينيات تغيرات كبيرة في فكر المنظمة، حيث ألقى ياسر عرفات مرة اخرى خطاباً شهيراً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 1988 أعلن فيه اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود، وأدان الإرهاب بكافة أشكاله، وأعلن عن مبادرة سلام فلسطينية تدعو
إلى حق دول الشرق الأوسط بما فيها فلسطين وإسرائيل وجيرانها في العيش
بسلام. وبعد هذا الإعلان توالت اعترافات العديد من دول العالم بالدولة الفلسطينية المستقلة.
عرفات رئيساً للدولة الفلسطينية
وافق المجلس المركزي الفلسطيني على تكليف ياسر عرفات برئاسة الدولة الفلسطينية المستقلة في إبريل/ نيسان من عام 1989، ولدفع عملية السلام أعلن عرفات أوائل عام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص.
حرب الخليج الثانية
اتخذت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1990 موقفاً فُسر حينذاك بأنه مؤيد للعراق في غزوه للكويت، مما انعكس بصورة سلبية على القضية الفلسطينية، وكانت له عواقب وخيمة على العاملين الفلسطينيين في دول الخليج، وبالتالي على الانتفاضة الفلسطينية التي كانت مشتعلة في الأراضي المحتلة منذ عام 1987.
اتفاق أوسلو
كان لاتفاق أوسلو الذي وقعه الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين عام 1993 نتائج هامة على مسيرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ تمخض هذا الاتفاق عن وجود كيان فلسطيني جديد على الأراضي الفلسطينية سمي بالسلطة الوطنية الفلسطينية. وكان أهم ما في اتفاق أوسلو إضافة إلى اعترافه بالدولة الإسرائيلية على الحدود التاريخية لفلسطين أنه أوجد شرعية جديدة للعملية التفاوضية.. شرعية تقوم على الاتفاقيات الثنائية وليس على القرارات الدولية الصادرة.
وفي القاهرة وقع ياسر عرفات على الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي لتنفيذ الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا.
جائزة نوبل
وفي العام التالي (1994) حصل ياسر عرفات على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وشمعون بيريز وزير خارجيته.
اتفاق طابا
وقع عرفات بمدينة طابا المصرية في 24 سبتمبر/ أيلول 1995 بالأحرف
الأولى على اتفاق توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعدها انتخب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في 20 يناير/ كانون الثاني 1996 رئيساً لسلطة الحكم الذاتي في أول انتخابات عامة في فلسطين حيث حصل على نسبة 88.1%.
اتفاق واي ريفر
استمر الزعيم الفلسطيني في المسيرة السلمية رغم تعنت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واستمرارها في بناء المستوطنات، وكان التوقيع على اتفاقية واي ريفر في الولايات المتحدة الأميركية في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 1998.
كامب ديفد الثانية
ثم جرت مباحثات كامب ديفد الثانية التي عُقدت على أثرها في النصف الثاني من شهر يوليو/ تموز 2000 قمة ثلاثية جمعته ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس الأميركي بيل كلينتون في منتجع كامب ديفد لبحث القضايا العالقة مثل القدس والمستوطنات واللاجئين، وانتهت القمة بعد أسبوعين بالفشل لعدم التوصل إلى حل لمشكلة القدس وبعض القضايا الأخرى.
والمستوطنات واللاجئين، وانتهت القمة بعد أسبوعين بالفشل لعدم التوصل إلى حل لمشكلة القدس وبعض القضايا الأخرى.
رفض مقترحات كلينتون
أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يوم الاثنين 8/1/2001 رفضه للمقترحات الأميركية التي قدمها الرئيس بيل كلينتون للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تضمنت التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتحويل القدس إلى مدينة مفتوحة فيها عاصمتان واحدة لليهود والأخرى للفلسطينيين.
تدهور صحته ووفاته
عرفات في مرحلة مرضه
في يوم الثلاثاء 12 اكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أصيب عرفات كما قرر أطباءه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي (فتيليغو)، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، وإلتهاب في المعدة أصيب به منذ تشرين أول أكتوبر
2003. وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة وعانى ضعفا عاما وتقلب في المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسماني. تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات تدهوراً سريعاً في نهاية أكتوبر 2004، قامت على اثره طائرة مروحية على نقله الى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة اخرى الى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 اكتوبر 2004. وظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوبا بطاقم طبي وقد بدت عليه معالم الوهن مما ألم به. وفي تطور مفاجئ، أخذت وكالات الانباء الغربية تتداول نبأ موت عرفات في فرنسا وسط نفي لتلك الأنباء من قبل مسؤولين فلسطينيين، وقد أعلن التلفزيون الاسرائيلي في 4 نوفمبر 2004 عن نبأ موت الرئيس عرفات سريرياً وأن أجهزة عرفات الحيوية تعمل عن طريق الأجهزة الالكترونية لا عن طريق الدماغ. وبعد مرور عدة أيام من النفي والتأكيد على الخبر من مختلف وسائل الإعلام، تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر 2004. وقد دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته.
التقرير الفرنسي
أصدر المستشفى الفرنسي الذي تعالج فيه ياسر عرفات تقريرا طبيا لم يتم نشره بسرعة مما أثار تساءلات كثيرة حول محتوى هذا التقرير، وأورد التقرير أن وفاة ياسر عرفات كانت في اليوم الثالث عشر من دخوله مستشفى باريس العسكري واليوم الثامن من دخوله قسم العناية المركزة بسبب نزيف دموي شديد في الدماغ، وإجتمعت في حالته السريرية المتلازمات التالية:
متلازمة الجهاز الهضمي:البداية لهذه الحالة المرضية بدأت قبل 30 يوما على شكل إلتهاب معوي قلوي.
متلازمة متعلقة بجهاز الدم تجمع نقص الصفائح وتخثر حاد منتشر داخل الأوعية، وبلغمة خلايا النخاع منعزل عن أي نشاط بلغمي في الأوعية الدموية خارج النخاع العظمي.
يرقان ناتج عن رقود صفراوي.
متلازة الجهاز الهضمي في حالة ذهول متموج ثم حالة غيبوبة عميقةبالرغم من إستشارة عدد كبير من الأخصائيين كل في مجاله وكافة الفحوص التي تم إنجازها لم تفسر هذه المتلازمات في إطار علم تفسير الأمراض Nosology.
عرفات على متن الطائرة الطبية الخاصة التي أقلته إلي باريس
وأجريت لياسر عرفات فحوصات عدا الفحوصات الروتينية المتكررة وهي:
فحوصات التجلط وعوامل التجلط
عينات النخاع الشوكي في عدة مرات في رام الله وتونس وفرنسا
عينات بذل النخاع الشوكي L-P
زراعة متكررة للدم، البراز، البول ، الأنف والحنجرة والقصبات ،النخاع، السائل الشوكي، ودراسة الجراثيم والأحياء الدقيقة.
الفيروسات بما فيها HIV (الأيدز) وكانت سلبية.
علامات الأورام
السموم , الإشعاعات عدة مرات, تصوير بالموجات الصوتية للبطن, تصوير طبقي محوري للدماغ والصدر والبطن والحوض, الرنين المغناطيسي للدماغ والصدر والبطن, تخطيط الدماغ EEG
موت طبيعي أم إغتيال
تضاربت الأقوال كثيرا في وفاة ياسر عرفات، ويعتقد الكثيرون بأن وفاته كانت نتيجة لعملية إغتيال بالتسميم أو بإدخال مادة مجهولة إلى جسمه، فيقول طبيبه الخاص الدكتور الكرد بخصوص إمكانية تسميمه "في الحقيقة ان الأطباء الفرنسيين بحثوا عن سموم في جثة عرفات بعد مماته في باريس، وتجدر الاشارة ان البحث عن سموم في جسم الرئيس المتوفى حدث بعد اسبوعين من تناول الرئيس عرفات تلك الوجبة المشبوهة، ويعتقد ان فترة اسبوعين هي فترة كافية لتغلغل السم في جسم الرئيس عرفات واحداث الضرر ومن ثمة الخروج من جسم الرئيس بطريقة او باخرى، أضف الى ان المختبرات الفرنسية كانت تبحث عن سموم معروفة اذ يصعب البحث عن شيء لاتعرفه" كما يقول ناصر
القدوة :"كل خبير إستشرناه بين انه حتى السم الأكثر بساطة، والذي يستطيع عالم متوسط انتاجه،
سيصعب تحديده من عالم فذ!" ويضيف:"لا أستطيع ان احدد يقينا ان إسرائيل قتلته، لكنني لا أستطيع ايضا أن انفي هذه الإمكانية فالأطباء أنفسهم لم يلغوا هذه الفرضية.
ويتبين أن الحراسة حول عرفات لم تكن بالمستوى المطلوب وأنه كان يقابل مئات الزوار أثناء فترة حصاره في المقاطعة وكان يحصل على حلوى وحتى أدوية منهم، كما كان معرضا للوخز بدبابيس علقوها بملابسه، وتلقى هدايا كثيرة بغير رقابة0
ياسر عرفات .. تاريخ وقضيه
رغم الغموض الذي امتاز به في حياته، والغموض الذي اكتنف ملابسات وفاته؛ إلا أنّ كثيراً من صفحات حياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الغامضة، ستبقى مادة للكثير من المقالات والدراسات
والتخمينات والخلافات بشأن سيرة حياته الشخصية والسياسية والاجتماعية، كما هو الحال بالنسبة لمكان ولادته الذي ما زال محل خلاف، فالمصادر الرسمية الفلسطينية تقول إنه من مواليد القدس في آب (أغسطس) 1929، لكنّ كثيراً من تتبعوا سيرة حياته؛ فيعتقدون أنه من مواليد مدينة القاهرة يوم 24 آب (أغسطس) 1929.
وياسر عرفات، وكنيته "أبو عمار"، ليس الاسم الحقيقي للرجل الأول في منظمة التحرير والذي تربع على قيادتها على مدى ثلاثة عقود ونصف العقد، فالأمر يتعلق بالاسم الحركي الذي اتخذه أثناء دراسته في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، إحياءً لذكرى مناضل فلسطيني قتل وهو يكافح الانتداب البريطاني، حسب ما تقول الرواية.
بدأ عرفات حياته السياسية في مطلع حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، عندما شارك في عام 1952 في تأسيس اتحاد طلبة فلسطين في مصر، بينما كان طالباً في كلية الهندسة بجامعة القاهرة. وقد تولى عرفات رئاسة رابطة الخريجين الفلسطينيين بعد نجاح ثورة تموز (يوليو) بقيادة جمال عبد الناصر في الاستيلاء على السلطة.
ظهرت مواهبه منذ سنوات شبابه المبكر كناشط وزعيم سياسي. وقد كانت نشأته السياسية مرتبطة في البداية بجماعة الإخوان المسلمين، وهي الجماعة التي نشأ في كنفها معظم قادة حركة فتح. ومع الصدام بين الإخوان وعبد الناصر ابتداء من سنة 1954 أخذت المجموعة التي كوّنت فتح تتمايز تدريجياً عن الإخوان.
لقد شهدت تلك الفترة أيضاً تبلور خيار الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في أعقاب صدمة الشعب الفلسطيني عقب "نكبة" سنة 1948، التي جعلت المنظمات الصهيونية تبتلع ثلاثة أرباع فلسطين التي كانت خاضعة للاحتلال البريطاني، وذلك وسط عجز عربي مذهل.
وبعد انتصار ثورة الضباط الأحرار في مصر في 23 تموز (يوليو) 1952؛ بعث عرفات، عام 1953، خطاباً إلى اللواء محمد نجيب، أول رئيس لمصر، حمل ثلاث كلمات فقط هي: "لا تنس فلسطين". وقيل إنّ عرفات سطر الكلمات الثلاث بدمائه.
تأسيس "فتح
التحق عرفات بالخدمة العسكرية في الجيش المصري واستجاب للتعبئة العامة في التصدي لـ"العدوان الثلاثي" الإسرائيلي الفرنسي البريطاني على مصر في حرب السويس سنة 1956، وهو العام الذي مُنح فيه عرفات رتبة ملازم في الجيش المصري.
وفي 1958 شكل عرفات الذي كان وقتها يعمل مهندساً في الكويت، مع مجموعة صغيرة من الفلسطينيين؛ الخلية الأولى لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، التي تبنت الكفاح المسلح وسيلة لتحرير فلسطين. ومن أبرز الذين شاركوه تأسيس فتح هما صلاح خلف "أبو إياد" وخليل الوزير "أبو جهاد".
وقد أشار عرفات في ما بعد إلى قيامه في ذلك الوقت بجمع بنادق من مخلفات الحرب العالمية الثانية من الصحارى المصرية لتسليح حركته.
وفي 31 كانون الأول (ديسمبر) 1964 نفذت حركة فتح أول عملية مسلحة في فلسطين المحتلة سنة 1948، عبر محاولة نسف محطة مائية شيدتها سلطات الاحتلال، وقام عرفات شخصياً بتسليم بيان تبني العملية إلى صحيفة "النهار" اللبنانية.
وفي 28 أيار (مايو) 1964 تشكلت منظمة التحرير الفلسطينية تحت رعاية مصر، وترأسها أحمد الشقيري. واعتمدت المنظمة ميثاقاً وطنياً يطالب بحق تقرير المصير للفلسطينيين ويرفض قيام الدولة العبرية.
وفي حزيران (يونيو) 1967؛ انتقل عرفات إلى العمل السري، تحت اسمه الحركي "أبو عمار". وفي تموز (يوليو) توجه سراً إلى الضفة الغربية المحتلة حيث أمضى أربعة أشهر قام خلالها بتنظيم خلايا حركة فتح.
وفي 4 شباط (فبراير) 1969 انتُخب عرفات رئيساً للمنظمة التي أصبحت ممثلاً للشعب الفلسطيني.
معركة الكرامة ورئاسة منظمة التحرير
وفي تلك المرحلة؛ بدأ نجم عرفات في البزوغ كزعيم سياسي فلسطيني ثائر، غير أنّ نجمه لمع أكثر في الأردن، حيث كانت توجد أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين هُجِّروا سنتي 1948 و1967، فتوفر المناخ لعرفات كي يقوم
بتدريب أفراد من قوات فتح التي عرفت باسم "العاصفة"، وهو ما شجعه في الأمد القريب على تنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية من خلال التسلل عبر الحدود الأردنية إلى الأراضي المحتلة، أو من خلال استهداف دوريات قوات الاحتلال العاملة على الشريط الحدودي.
وقامت عناصر "العاصفة" بشن هجمات على أهداف إسرائيلية انطلاقاً من الأردن ولبنان وقطاع غزة الذي كان يخضع للإدارة المصرية.
وبعد حرب سنة 1967 التي ألحقت فيها الدولة العبرية هزيمة مدوية بالجيوش العربية، واستولت على القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء وهضبة الجولان دفعة واحدة؛ قامت جماعات المقاومة الفلسطينية بتكثيف أنشطتها ضد الاحتلال الإسرائيلي. ولم يبق في ساحة القتال ضد إسرائيل عملياً سوى حركة فتح ومجموعات صغيرة إلى جانبها.
وقد اكتسب عرفات المزيد من الشهرة كقائد عسكري ميداني في عام 1968، عندما قاد قواته في القتال دفاعاً عن بلدة "الكرامة" الأردنية أمام قوات إسرائيلية أكثر عدداً وأقوى تسليحاً. وقد زرعت معركة الكرامة الإحساس بالتفاؤل بين الفلسطينيين، كما أدت لارتفاع راية قوى التحرر الوطني الفلسطينية بعد فشل الأنظمة العربية في التصدي لإسرائيل. وبعد مضي عام على معركة الكرامة؛ اختير عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أسستها جامعة الدول العربية عام 1964.
"أيلول الأسود" والانتقال إلى لبنان
لكنّ الأمر لم يكن ليسير بعد ذلك على وتيرته المأمولة، فقد بدأت الصراعات الجانبية تندلع بين الثورة الفلسطينية والحكومات العربية، والتي كان أولها وأكثرها دموية في سنة 1970، عندما هاجم الجيش الأردني القوات الفلسطينية في الأردن بعد أن خطف رجال المقاومة أربع طائرات ركاب إلى مطار في صحراء المملكة، ووقعت اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن سقوط ضحايا من كلا الجانبين، وهي الأحداث التي عُرفت بـ "أيلول الأسود". وبعد وساطات عربية قررت المقاومة الفلسطينية في العام التالي الخروج من الأردن والانتقال إلى لبنان، بعد أن نجحت مصر في إنقاذ عرفات من الموت المحقق في عمان وتهريبه سراً إلى القاهرة، حيث حضر القمة العربية في أيلول (سبتمبر) 1970، فكانت أول قمة عربية تُسلّط فيها بقوة الأضواء عليه.
ومع انتقال المنظمة إلى لبنان، واصل "الثائر" أبو عمار رحلة الكفاح المسلح، فشرع في ترتيب صفوف المقاومة معتمداً على مخيمات اللاجئين. وفي السنوات التي أعقبت انتقال عرفات إلى بيروت؛ نفّذ مسلحون فلسطينيون ينتمون إلى فصائل مختلفة عمليات تفجير وخطف طائرات واغتيالات، من أشهرها عملية خطف أحد عشر رياضياً إسرائيلياً أثناء دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في
ميونخ سنة 1972، والتي أسفرت عن قتلهم خلال محاولة ألمانية فاشلة لتحريرهم.
وفي 13 نيسان (إبريل) 1973 حاولت الدولة العبرية اغتيال ياسر عرفات، في بيروت، حيث قامت مجموعة إسرائيلية ضمت بين أفرادها من أصبح لاحقاً رئيساً للوزراء وهو إيهود باراك. وقد تمكنت المجموعة من اغتيال ثلاثة من مساعدي عرفات، ولكنها لم تعثر عليه. وأكد مقربون منه أنّ "معجزة سمحت له بالبقاء بعيداً"، على حد تعبيره. وفي الواقع؛ لم يكن عرفات يمضي أكثر من بضع ساعات تحت سقف واحد، وقد لفّ تحركاته بتكتم مطلق مستشعراً جدية التهديدات.
غصن زيتون وبندقية ثائر
وفي 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1974 أعلنت القمة العربية في الرباط منظمة التحرير "الممثل الشرعي والوحيد" للشعب الفلسطيني، وبعد أسبوعين من ذلك فقط طرأ أحد التحوّلات الهامة على مسيرة عرفات، والتي تعني مسيرة فتح والمنظمة أيضاً.
ففي 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 1974، تحدث عرفات للمرة الأولى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قائلا "أتيت إلى هنا حاملا غصن الزيتون بيد وبندقية المقاتل من أجل الحرية في الأخرى. فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي". ومُنحت منظمة التحرير الفلسطينية منذ ذلك الحين صفة مراقب في المنظمة الدولية.
وفي نيسان (إبريل) 1975، مع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، وقف عرفات في صف ما كان يسمى آنذاك "القوى التقدمية اللبنانية"، ليكون عاملاً فاعلاً في ترجيح التوازنات الداخلية في الساحة اللبنانية الملتهبة.
وفي حزيران (يونيو) 1980؛ أصدرت السوق الأوروبية المشتركة "إعلان البندقية"، الذي يطالب بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في أي مفاوضات لإحلال السلام.
وفي ظلال ذلك؛ كانت المقاومة الفلسطينية تخوض عملياتها انطلاقاً من لبنان ضد أهداف إسرائيلية، ونتيجة لنجاح المقاومة الفلسطينية في حقبة السبعينيات في تسديد ضربات موجعة للاحتلال؛ قررت الحكومة الإسرائيلية شن هجوم شامل على قواعد المقاومة على أمل القضاء عليها، وهو ما تم تتويجه بغزو بيروت سنة 1982.
من لبنان إلى تونس
بعد اجتياح بيروت وفرض قوات الغزو الإسرائيلية حصاراً لمدة عشرة أسابيع على المقاومة الفلسطينية، مثّلت ذروة تجربة الثورة الفلسطينية في لبنان والفصل الأخير منها؛ وافق عرفات في 30 آب (أغسطس) 1982على الخروج
من لبنان تحت الحماية الدولية، ومن ثم الانتقال إلى تونس التي شكلت المعقل الأخير لمنظمة التحرير الفلسطينية حتى سنة 1994. وبالخروج من بيروت،
أخذت تتوارى أدبيات الثورة المسلحة التي طبعت تجربة عرفات وحركة فتح ومنظمة التحرير، بينما برز التبشير بخيارات التسوية السياسية، وضرورة استثمار ما أنجزته البندقية.
ولكنّ الدولة العبرية حاولت تجسيد مبدأ الذراع الطولى بتسديدها ضربات موجعة لمنظمة التحرير في تونس. فقد شنت طائرات حربية إسرائيلية غارة على مقر منظمة التحرير في حمام الشط بتونس، في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) 1985، فدمرته بشكل شبه كامل، واستشهد 17 شخصاً. وكان عرفات في طريقه إلى مكتبه ولكنه عاد أدراجه مع بداية الغارة.
كما تعرض عرفات طوال مسيرة قيادته لحركة فتح والمنظمة للكثير من حركات التمرد ضده، وكان أبرزها خلال فترة تواجد المنظمة في لبنان، عندما انشق عنه عدد من قادة الحركة ومن أبرزهم أبو موسى وأبو نضال، إلا أنّ دهاءه السياسي مكنه من تجاوز كل هذه الانشقاقات فظل متماسكاً ومسيطراً على المنظمة وعلى فتح.
أما في تونس؛ فقد واصل ياسر عرفات بلورة شخصيته كزعيم سياسي يتبنى الحل السلمي. وكانت إرهاصات هذا التوجه قد تجلت، عملياً؛ في الخطاب الذي ألقاه عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 1974، الذي أشار إليه إلى حمل البندقية بيد وغصن الزيتون بيد أخرى.
الانتفاضة الشعبية وإعلان الدولة
وكان لاندلاع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي، أثره السريع في حصول القضية الفلسطينية على تعاطف دولي، استثمره عرفات بحنكته السياسية لتحريك عملية التسوية السياسية، حيث دفع المجلس الوطني الفلسطيني بدورته المنعقدة في الجزائر في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 1988 إلى تبني قرار مجلس الأمن الدولي 242، معترفاً بذلك ضمناً بإسرائيل وفي الوقت ذاته؛ أعلن المجلس قرار إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة وغزة. وتلا عرفات إعلان استقلال الدولة الفلسطينية.
وفي نيسان (إبريل) 1989؛ كلّف المجلس المركزي الفلسطيني عرفات برئاسة الدولة الفلسطينية. وفي 2 أيار (مايو) 1989، خلال زيارة رسمية إلى باريس كانت أول تكريس لعلاقات دبلوماسية مع دولة غربية؛ أعلن عرفات أنّ الميثاق الوطني الفلسطيني أصبح "كادوك"، وهي كلمة فرنسية تحمل دلالة الإلغاء وتعني "عفا عليه الزمن".
في عام 1990، وبعد اجتياح القوات العراقية للكويت؛ اتخذ عرفات موقفاً فُسِّر بأنه مؤيد لخطوة الرئيس العراقي، آنذاك، صدام حسين، ما انعكس سلبياً على
مسيرة عرفات السياسية التي عانت من العزلة، خاصة عن دول الخليج، كما أدى إلى الإضرار بالموارد المالية للمنظمة.
وفي 1991 في أوج أزمة الخليج؛ انقلبت سيارة عرفات عدة مرات على الطريق بين عمان وبغداد. وبعدها، في كانون الثاني (يناير) 1992، تزوج عرفات من مساعدته سهى الطويل (28 عاماً). وبعد شهرين، في نيسان 1992؛ تحطمت طائرته في صحراء السارة الليبية، وقد انقطعت أخباره على مدى يوم كامل.
تدشين حقبة أوسلو
وبعد انتهاء حرب الخليج كان هناك إجماع دولي على ضرورة العمل من أجل تسوية القضية الفلسطينية "دعماً للاستقرار في الشرق الأوسط".
ولدفع عملية التسوية؛ أعلن عرفات أوائل عام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص. وفي عام 1991عقد مؤتمر السلام في مدريد تحت رعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، والذي أطلق "عملية سلام الشرق الأوسط".
وفي 13 أيلول (سبتمبر) 1993، وبعد ستة أشهر من المفاوضات السرية في أوسلو؛ صافح عرفات في البيت الأبيض بواشنطن؛ رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، ووزير خارجيته شمعون بيريز. لقد كانت تلك المصافحة التاريخية موعد ولادة اتفاق أوسلو المتعثر، الذي جعل أضواء الإعلام الغربي تسلّط عليه بكثافة، كما كان نقطة تحول بارزة في القضية الفلسطينية. وقد وقّع الطرفان على "إعلان مبادئ"، هو عبارة عن اتفاق سمح للفلسطينيين بممارسة الحكم الذاتي في قطاع غزة ومدينة أريحا بالضفة الغربية مقابل اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالدولة العبرية، وتقديم ضمانات أمنية فلسطينية للجانب الإسرائيلي.
وقد ربط المراقبون بين تسارع خيارات التسوية السياسية في تلك المرحلة؛ والحراك السريع الذي كانت الساحة الداخلية الفلسطينية تشهده. فقد برزت قوى صاعدة في المشهد الفلسطيني، بدت في مواقع منافسة لحركة فتح، وهو ما يتعلق أساساً بحركة حماس التي فازت في تلك المرحلة بمعظم الانتخابات النقابية والقطاعية في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما أسفرت الانتفاضة الشعبية عن صعود خيارات المقاومة المسلحة، وهو ما كان يمثِّل تهديداً لاستراتيجية "هجوم السلام" التي بلورها عرفات والمقربون منه.
وهنا جاءت اتفاقات أوسلو، لتمثل منعطفاً حاداً في المسيرة السياسية لعرفات والمنظمة والقضية الفلسطينية بشكل عام. وإذا كانت الاتفاقات قد انطلقت من محطتها الأولى؛ فإنّ أحد جوانب القصور الجوهري فيها كان تعليق المفاصل الأساسية للقضية الفلسطينية حتى إشعار آخر، فكانت حقبة أوسلو أشبه بنفق ممتد دون بصيص نور في نهايته. بهذا؛ لم تُحسم عدة قضايا شائكة، وأبرزها مستقبل المستعمرات المقامة على أراضي الضفة والقطاع، وحق اللاجئين
الفلسطينيين في العودة، والوضع النهائي لمدينة القدس، وقضية الحدود والمعابر، ومدى سيادة الدولة الفلسطينية المرتقبة.
وفي الأول من تموز (يوليو) 1994 دخل ياسر عرفات إلى غزة، وهي المدينة التي اتخذها عرفات مقراً لقيادته.
وقد بدأ عرفات فور عودته إلى غزة، مسيرة مفاوضات ماراثونية مرت بصعوبات بالغة. وفي السنة نفسها فاز بجائزة نوبل للسلام، بالمشاركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين ووزير خارجيته شمعون بيريز.
وفي سنة 1995 وقع عرفات ورابين بواشنطن على اتفاقية الوضع المؤقت التي مهدت الطريق لـ"إعادة انتشار" قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. وقد اغتيل رابين إثر ذلك، في تشرين الثاني (نوفمبر) من السنة ذاتها، بأيدي الشاب الإسرائيلي ييغال عمير، وهو ما شكّل انتكاسة لعملية التسوية.
وفي ظلال التسوية؛ حدث تطور سريع هام ترك أثره على تجربة ياسر عرفات وأداء المؤسسات التي قادها. فقد شرع عرفات لدى وصوله إلى غزة، في تأسيس السلطة الفلسطينية، والتي شكلت الكثير من الأجهزة الأمنية عمادها الفعلي، بينما جرى تدريب تلك الأجهزة برعاية أمريكية وعربية، بغرض مكافحة المقاومة الفلسطينية.
انتخاب عرفات رئيساً للسلطة الفلسطينية
وفي 20 كانون الثاني (يناير) 1996 انتُخب عرفات رئيساً للسلطة الفلسطينية، وفي العام التالي وقّع الفلسطينيون برئاسة عرفات اتفاقية تقسيم الخليل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي عام 1998 وقع عرفات ونتانياهو على اتفاقية واي ريفر التي تقضي بانسحاب إسرائيلي تدريجي من الضفة الغربية، والتي جمدها نتنياهو بعد شهرين زاعماً أنّ عرفات لم ينفذ شروطاً أمنية، وهو ما يعني شن حملات قمعية ضد حماس والجهاد الإسلامي.
أما في 5 أيلول (سبتمبر) 1999؛ فقد وقّع عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك في شرم الشيخ في مصر اتفاقاً كان يُفترض أن يفتح الطريق أمام مفاوضات بشأن تسوية نهائية بين الدولة العبرية والجانب الفلسطيني. وقد حدّد الاتفاق شهر أيلول (سبتمبر) 2000 موعداً لتوقيع معاهدة سلام دائمة.
انهيار خيارات التسوية
وما إن حانت ساعة الحقيقة بالنسبة لعملية التسوية؛ حتى كان انهيارها الشامل. فقد شهد منتجع كامب ديفيد الأمريكي في 25 تموز (يوليو) 2000 قمة ثلاثية جمعت عرفات مع باراك والرئيس الأمريكي بيل كلينتون.
إذ لم يكن بوسع عرفات الموافقة على المعروض عليه إسرائيلياً برعاية أمريكية، خاصة وأنّ المطروح في القمة المعنية بالحل النهائي؛ كان لا ينطوي على تحقيق
ي من الأهداف الجوهرية الفلسطينية من التسوية، ولو بحدها الأدنى، وهو ما جعل عملية التسوية تصل إلى طريقها المسدود.
وكان ذلك قد جاء بعد ضغوط داخلية فلسطينية تشدِّد على عدم التفريط بـ"الثوابت" وترفض المساومة عليها. كما جرى ذلك بعد انحسار كبير في التقدير الشعبي للسلطة الفلسطينية وقيادتها، خاصة بعد سنوات من ملاحقة قادة المقاومة الفلسطينية استجابة لاستحقاقات اتفاقات أوسلو. وما فاقم الموقف؛ الاستياء العام من الأداء الإداري للسلطة، وتعاظم نفوذ الأجهزة الأمنية في الحياة العامة الفلسطينية، علاوة على الشكاوى المتزايدة من الفساد الإداري وضرورة "الإصلاح".
وقد جاء رفض عرفات الاستجابة للإملاءات الإسرائيلية والأمريكية المطروحة عليه في قمة كامب ديفيد إلى تخفيف ذلك الاحتقان الداخلي، في حين اتجهت الأنظار الفلسطينية إلى الحالة الاحتلالية المزمنة والمتفاقمة وضرورة مواجهتها.
وبعد أن توقفت التسوية تماماً، اشتعلت انتفاضة الأقصى في 29 أيلول (سبتمبر) 2000، بعد الزيارة الاستفزازية التي قام بها زعيم المعارضة الإسرائيلية في ذلك الحين آرائيل شارون إلى المسجد الأقصى.
اثر ذلك استقالت حكومة باراك الإسرائيلية، خاصة بعد عجزها عن تطويق الانتفاضة وإنهائها، ليتولى السلطة آرائيل شارون، التي واصل الحملات الضارية ضد الفلسطينيين التي أطلقها باراك، وعمل سريعاً على تحويلها إلى حرب يومية غير معلنة ضدهم.
فرض الحصار على عرفات في المقاطعة
لقد كانت انتفاضة الأقصى تعني بالنسبة لعرفات مرحلة الانتقام الإسرائيلية التدريجية منه. ففي الثالث من كانون الأول (ديسمبر) 2001؛ قامت حكومة شارون، خصم عرفات القديم واللدود، بفرض حصار عسكري عليه داخل مقره بمدينة رام الله بالضفة الغربية. وقد استفاد شارون في ذلك من الموقف الأمريكي المتحفظ بشدة على عرفات في عهد إدارة جورج بوش، علاوة على تراخي المواقف الأوروبية، وحالة الصمت في النظام الرسمي العربي.
وفي 29 آذار (مارس) 2002، غداة عملية استشهادية نفذتها المقاومة الفلسطينية، وبمجرد اختتام القمة العربية في بيروت التي حُرم عرفات من حضورها؛ شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أوسع هجوم له في الضفة الغربية منذ حزيران (يونيو) 1967، ودمر الجزء الأكبر من مقر عرفات "المقاطعة" الذي بقي في المبنى الذي يضم مكاتبه تطوقه دبابات الاحتلال.
وقد بقي عرفات على هذا الحال حتى ليلة الثاني من أيار (مايو) 2002، حين رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي الحصار عنه.
عرفات .. الفصل الأخير
وخلال فترة الحصار تلك؛ أعاد جيش الاحتلال احتلال أغلب مدن الضفة الغربية وقراها، وبعد ضغوط دولية، تعهد شارون بعدم استهداف عرفات أثناء تنفيذ عدوانه في الضفة والقطاع.
لكنّ ذلك لم يكن ليوقف سيل التهديدات من قبل بعض المسؤولين الإسرائيليين، بإبعاده أو حتى بقتله. ففي 11 أيلول (سبتمبر) 2003 اتخذت حكومة شارون قراراً أطلقت عليه صفة "مبدئي"، يقضي بإبعاد الرئيس ياسر عرفات عن الأراضي الفلسطينية. ولم تنفذ إسرائيل هذا القرار فعلياً، إلا أنها كانت تلوِّح به بعد كل عملية استشهادية.
وخلال هذه الفترة العصيبة على عرفات ومن حوله؛ اتفقت الحكومتان الإسرائيلية والأمريكية على عزل الرئيس عرفات واعتباره "غير ذي صلة"، وسعت واشنطن إلى فرض تعيين رئيس وزراء فلسطيني "معتدل"، على أمل أن تتعامل معه في القضايا الفلسطينية على طريقتها الخاصة، ومع تجاوز عرفات الممسك بكل الخيوط في السلطة.
وبعد أن أقال الرئيس عرفات رفيق النتشه من منصب رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني، انتخبت حركة فتح ثم المجلس التشريعي الفلسطيني؛ روحي فتوح في 10 مارس 2004، رئيساً للمجلس.
وعلى ضوء هذه الضغوط؛ عيّن عرفات، في عام 2003، الرجل الثاني في حركة فتح محمود عباس رئيساً للوزراء، تحت ضغوط دولية، للتنازل عن بعض سلطاته، لكنه رفض التخلي عن سيطرته على القوات الأمنية، فاستقال عباس وتم تعيين أحمد قريع، خلفاً له.
وفي عام 2003، أيضاً، صادقت السلطة الفلسطينية على الخطة المسماة "خارطة الطريق" المدعومة من الولايات المتحدة. إلا أنّ الجانب الإسرائيلي رفض تطبيق الخارطة، رغم زعم تبنيه لها. ورفضت الدولة العبرية إجراء أي مفاوضات مع عرفات أو مواصلة الاتصالات مع قيادته، بل سعت إلى فرض المقاطعة الدولية عليه، إلى درجة أنها أعلنت عن رفضها استقبال أي مسؤول دولي يقوم بجولة في المنطقة، ويزور عرفات.
ومع اشتداد وطأة الضغوط السياسية الإسرائيلية والأمريكية، وحالة الحصار المفروضة على عرفات، التي تمثل فعلياً "إقامة جبرية"، تدهورت صحة الرئيس الفلسطيني عرفات سريعاً في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 2004، في ملابسات غامضة، وتم نقله إلى باريس، حيث حاولت طواقم طبية فرنسية إنقاذ حياته في مشفى بيرسي العسكري.
في الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس، الحادي عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 2004؛ أعلن المشفى الفرنسي وفاة عرفات، عن عمر يناهز 75 عاماً.
وقد أقيمت جنازة رسمية لعرفات في القاهرة، حضرها قادة عرب ومبعوثوهم، علاوة على ممثلين عن كثير من دول العالم، قبل أن ينقل نعش الرئيس الفلسطيني إلى أرض مقرّ المقاطعة في رام الله، حيث دفن هناك في جنازة حاشدة.
ومع رحيل عرفات، تختتم مسيرة سياسية حافلة، موزعة على محاور الثورة والتفاوض، ومشبعة بدرجة عالية من الرمزية، التي ستبقى على الأرجح حتى بعد رحيله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ياسر عرفات (4/8/1929م- 11/11/2004م)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ياسر عرفات (4/8/1929م- 11/11/2004م)
» ياسر عرفات شهيدا (طائر الفينيق شهيدا يحلق في سماء العالم عائداً إلى أرض الوطن)11/11/2004م
» الرئيس ياسر عرفات يرفض المقترحات الأمرلايكية/محاصرة الرئيس ياسر عرفات/اجتياح واحتلال المدن والمخيمات الفلسطينية
» رحلة عرفات العلاجية/29/10/2004م
» ضريح الشهيد ياسر عرفات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشهيدين محمد وفارس حمودة :: ملتقى الشخصيات العربية والدولية-
انتقل الى: